المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمسك نفسك عند الغضب



إلهام محمد
14-12-2005, 10:53 AM
أمسك نفسك عند الغضب
وامصيبتاه .....
صرخت نهلة بصوت مرتعش يكاد يختنق من الرعب عندما رأت زوجها ينهار أمامها مستلماً الأرض فاقداً للوعي وأطفالها حولها وقد بدا الذعر على محياهم وعيونهم تنظر إلى والدهم بحنو ممزوج بالخوف عليه
للحظات فقدت السيطرة على نفسها وراحت تهزه بقوة ما عهدتها من قبل ثم هبت واقفة
ماذا أفعل ؟
هرعت إلى الباب ... تراجعت ... صارت تدور في أرجاء الغرفة كالطير المذبوح الذي لاحول له ولا قوة وعقلها لم يصدق ما حصل ولا تعرف ماذا عليها أن تفعل أسرعت إلى بيت الجيران واستلمت الهاتف لتخبر أخاه صالح بما حدث علّه يسرع لنجدته فهي ضعيفة لاتقوى على التصرف في مواقف كهذه بالإضافة إلى وضعها المادي السيء .
لها من الأولاد خمسة أكبرهم يدرس في إحدى الجامعات البعيدة عن بلدتها والثاني والثالث في المرحلة الثانوية والرابع في المرحلة الإعدادية أما الخامس فهو في المرحلة الابتدائية بالإضافة لطفلتها الوحيدة والتي تبلغ من العمر الثانية
أسرع صالح لنجدة أخيه الذي يصغره بسنتين وحمله بمساعدة أحد أبنائه بسيارته الخاصة إلى المشفى حيث أجريت له الإسعافات الأولية وبعد إجراء ما لزم من الصور والتحاليل تبين أنه مصاب بجلطة دماغية أدت إلى شلل نصفي أيمن ظل على إثرها عدة أيام راقداً في المشفى لتلقي العلاج غير قادر على الكلام وتحريك أطرافه اليمنى أعيد بعدها للبيت حيث يستكمل العلاج ويتلقى المعالجة الفيزيائية الضرورية لإعادة تأهيل الأعضاء المصابة من جسده الواهن الضعيف .
سأل صالح زوجة أخيه عما حدث فأجابته والدموع تفيض من عينيها أن ابنها سعيد الجامعي
قد اتصل بأبيه طالباً مبلغاً من المال لأمر ضروري وما كان يملك ذلك المبلغ ولكنه بطريقة ما أمَّنه وأرسله له على وجه السرعة دون أن يسأله عن سبب حاجته لذلك المبلغ الإضافي على ماهو مخصص له - تذكر صالح أن أخاه قد طلب المبلغ منه لابنه كسلفة ولكن صالح عندما أعطاه المبلغ قال له إن هذا المبلغ هو مني لسعيد لا أريد منك رده ولكنه لم يذكر ذلك لزوجة أخيه - سألها صالح: وماذا في ذلك فأخبرته أن ابنها قد أخذ المبلغ من أجل القيام برحلة ترفيهية مع رفاقه فيما كنا نختصر من مصروف البيت ونقطر على إخوته من أجل تأمين ما يلزمه دون تقصير فهو بعيد ويعيش في غربة كل ذلك وهو لم يقدر ما نفعله لأجله وانظر إليه لقد رسب هذه السنة في الجامعة ونحن بحاجة إلى دفعة للأمام
ما كان من أمر سعيد لم يستطع أخاك سليم تصديقه واحتماله فاصطدم مع ابنه وكان ما كان
حتى أنه طرده من البيت
لو كنتَ مكانه كيف تتصرف ؟
هذا ماكان من أمر سليم ومازال يتلقى العلاج ولكن وضعه في تدهور مستمر فلا يكاد ينسى الموضوع حتى يتذكره من جديد
الأم والأب في حيرة من أمر ابنهم الأكبر والذي يجب أن يكون قدوة لإخوته

أنا بدوري أطرح هذه المشكلة والتي يعاني منها الكثير من الأهالي في أيامنا هذه
بما لمسته لديكم من وعي
أتمنى أن أقرأ آراءكم واقتراحاتكم
علَّها تفيد سليم وكثير من أمثاله
مع فائق الاحترام
م.الهام56

ليال
16-12-2005, 10:14 PM
الفاضلة / إلهام
ضغوط الحياة اليومية والظروف القاسية والأحباطات المتواليه التي يمر بها المرء كلها امور تتراكم كترسبات تتجلط في شراين الإنسان العاطفية قبل ان تظهر اعراضها على الشرايين الدموية له، ففي كل يوم يصدح دوي صفارات إنذار في اجسادنا المنهكة لكننا نتجاهلها لأننا لا نملك ان نفعل شيئاً تجاهها ثم فجأة ننهار ونتهاوى في مشهد تراجيدي كهذا الذي ذكرت في القصة، لم يكن ما مر به سليم مجرد ثورة غضب عارمة يستطيع الصمود في مواجهتها والتحكم فيها بل هو انهيار تام أتى عليه كتحصيل حاصل جراء تلك الضغوط المتراكمة، والأعباء المتزايدة الملقاة على كاهله، ربما التنفيس الدوري، او ممارسة الرفض الصحي من شأنه ان يخفف من وطأة هذه التجلطات العاطفية، نسئل الله له ولأمثاله العفو والعافية ..كل الود والتقدير

حوراء آل بورنو
18-12-2005, 07:13 PM
بارك الله فيك يا إلهام ، ألبست المشكلة أسلوب القصة ، و قد أتقنت فيها الحبكة و الحوار .

كثيرة هي هذه الصور التي تشبه هذه القصة ، و الحل لمثلها ليس سهلا بالمرة ؛ فمشاكل الأباء مع أبنائهم تتشابك مع أحوالهم تشابك أغصان شجرة عتيقة ، و لكني أرجو أن أمنحك بعض أمل يقصر في الاستضاءة به كثير ؛ ألا و هو الدعاء بل الكثير من الدعاء ، فلا أقرب دعوة تستجاب من دعوة أم لابنها أو ابنتها في جوف الليل ، و سهام الليل لا تخيب .

رحمنا الله و إياكم .

زاهية
19-12-2005, 10:07 AM
بارك الله فيك ياأختاه وجعلك ممن
يسعين لصالح الأمة
قصة واقعية تتكرر أحداثها دائماً
ترى حتى متى ستظل هذه المشاكل
قائمة تذهب كل مرة بعافية أو بروح؟
دمت بخير
أختك
بنت البحر

أسماء حرمة الله
20-12-2005, 03:44 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية مكتوبة بماء الزهر

الغالية إلهام،

قمتِ بصياغة القصة في قالب مؤثر متقن، ففكرتها وتفاصيلها تعاني منها مجتمعاتنا حتى الثمالة، ولاأظن ماحدث لبطل القصة بسبب موقف واحدٍ عنّ له، بل هو كما ذكرت العزيزة ليال بسبب أحداث مرّت وتراكمت واحتبسها بقلبه، فتفجرتْ بالحدث الأخير الذي كان القطرة التي أفاضت الكأس..أما الترياقُ فمهما استعصى، فليس مستحيلاً، لماذا لم يقم سليم مثلا بدلاً من طرد ابنه، بالتقرب إليه ومحاولة قراءة أفكاره وأحلامه ومشاكله، وبذلك سيقرأ تفاصيلَ محاسنه وعيوبه، ويحاول ان ينمّي الجانب المضيء فيه، ويصلح ماقد اعوجّ فيه أيضا ولكن بالتفاهم والكلمة الطيبة والإقناع بالحسنى، فكثيرا ما يحتاج الأبناء إلى أصدقاء لا آباء، يحكون لهم كل مايعتمل بصدورهم، فلماذا لايجالس سليم(وهو رمز لكل من وقف موقفه الحرج) ابنه صديقاً بين الفينة والأخرى ليستمع إليه، ويُشعِرَه بالقرب والمساندة، وهو في كل ذلك لايغفل دوره الأبوي في التوجيه والنصح والتقويم؟؟
ويبقى باب الدعاء أيضا مشرعاً كما ذكرت الحبيبة حرة..هدانا الله جميعاً..
بارك الله فيك إلهام وأسعدكِ في الداريْن..

......
لم يستطع/أخوك/ سليم تصديقه

تقبلي خالص تقديري ومحبتي :0014:
وألف باقة من الورد والمطر

إلهام محمد
20-12-2005, 08:40 PM
الفاضلة / إلهام
ضغوط الحياة اليومية والظروف القاسية والأحباطات المتواليه التي يمر بها المرء كلها امور تتراكم كترسبات تتجلط في شراين الإنسان العاطفية قبل ان تظهر اعراضها على الشرايين الدموية له، ففي كل يوم يصدح دوي صفارات إنذار في اجسادنا المنهكة لكننا نتجاهلها لأننا لا نملك ان نفعل شيئاً تجاهها ثم فجأة ننهار ونتهاوى في مشهد تراجيدي كهذا الذي ذكرت في القصة، لم يكن ما مر به سليم مجرد ثورة غضب عارمة يستطيع الصمود في مواجهتها والتحكم فيها بل هو انهيار تام أتى عليه كتحصيل حاصل جراء تلك الضغوط المتراكمة، والأعباء المتزايدة الملقاة على كاهله، ربما التنفيس الدوري، او ممارسة الرفض الصحي من شأنه ان يخفف من وطأة هذه التجلطات العاطفية، نسئل الله له ولأمثاله العفو والعافية ..كل الود والتقدير


الأخت ليال
فعلاً كما ذكرت أن ما حصل هو
تحصيل حاصل ونتيجة لضغوطات متراكمة
لم يزل سببها قائماً بل وتفاقمت المشكلة بشكل أكبر
كون الأب أصبح طريح الفراش لايبارحه إلا عند الضرورة
أصبح يراقب كل شيء ... كل حركة ...
وكل كلمة ينطق بها أياً من أفراد الأسرة
وعدم قدرته على الرد - لعدم وضوح النطق لديه -
زاد الطين بلّة كما يقول المثل وهذا يزيد من سخطه وحب الآنتقام لديه من نفسه
أصبح يرفض الطعام ويرفض أية محاولة للحركة أوالمشي وكأنه اختار النهاية
بالموت البطيء هذا الاستسلام أنا برأيي هو انتحار
ماذا بعد ؟
م.الهام56

إلهام محمد
21-12-2005, 09:18 PM
بارك الله فيك يا إلهام ، ألبست المشكلة أسلوب القصة ، و قد أتقنت فيها الحبكة و الحوار .

كثيرة هي هذه الصور التي تشبه هذه القصة ، و الحل لمثلها ليس سهلا بالمرة ؛ فمشاكل الأباء مع أبنائهم تتشابك مع أحوالهم تشابك أغصان شجرة عتيقة ، و لكني أرجو أن أمنحك بعض أمل يقصر في الاستضاءة به كثير ؛ ألا و هو الدعاء بل الكثير من الدعاء ، فلا أقرب دعوة تستجاب من دعوة أم لابنها أو ابنتها في جوف الليل ، و سهام الليل لا تخيب .

رحمنا الله و إياكم .


حرة الغالية
أسعدني مرورك عبر صفحتي هذه
الألم يزداد يوماً بعد يوم
العزيمة تنهار والعيون ترقب النهاية
لاحول ولا قوة إلا بالله مفرج الهموم وناصر المظلوم
اللهم فرج كربهم وكربنا وعافي مريضهم ومرضانا وارزقهم وإيانا
وأصلح أولادهم وأولادنا وأولاد المسلمين
آمين
شكراً لك حرة ولك الثواب على ماذكرت
أختك في الله
م.الهام56