مشاهدة النسخة كاملة : من نفائس القرآن الكريم اللغوية والنحوية
د . حقي إسماعيل
14-12-2005, 07:36 PM
من المعروف عند كثيرين أن القاعدة اللغوية تفترق عن القاعدة النحوية ، فالقاعدة اللغوية هي التي تحكم اللغة ، والقاعدة النحوية هي التي تحكم اللسان ، هنا نعرض ـ بإذن اللـه تعالى ـ قاعدتين لغويتين وردتا في القرآن الكريم .
قال تعالى : (( واذكر اسم ربـّك وتبتـّل إليه تبتيلا )) من سورة المزمل : 73 / الآية 8 .
الفعل : ( تبتـّل ) مصدره : ( تبتّلا ) مثل : ( تكلّم ـ تكلما ، تحصّن ـ تحصنا ، تنبّه ـ تنبّها ) .
والفعل : ( بتـّل ) مصدره : ( تبتيلا ) ، مثل : ( كلّم ـ تكليما ، حصّن ـ تحصينا ، نبّه ـ تنبيها ) .
هذا يعني أن النص القرآني الكريم استعمل فيه الفعل ( تبتـّل ) مع مصدر الفعل الآخر ( تبتيلا ) ؛ لأن الفعل ( تبتـّل ) ( تبتلا ) وليس ( تبتيلا ) .
كانت العرب إذا سلكت هذا النمط من الاستعمال فإنها تقصد به التدرج في الحكم المنصوص عليه في النص ، والفعل : ( تبتـّل ) يعني ( تعبّد ) ، وبما أن العبادة لا تأتي مرة واحدة ، وإنما هي سلوك يمارسه المتعبد بالتدريج ؛ لذلك جاء معبرا عنه بهذا النمط ، ومن هنا وضعت القاعدة اللغوية : ( إذا استعمل مصدر لفعل مع فعل آخر يشترك معه في الجذر المعجمي للكلمة ( ب ت ل ) فإن ذلك يفيد التدرج في الحكم المقصود في النص ، ومعنى النص : ( انقطع إلى اللـه عما سواه بالعبادة انقطاعا يختص به واستغرِق في مراقبته ) ..
ومن هذا المعنى قوله تعالى : (( واللـه أنبتكم من الأرض نباتا )) من سورة نوح : 71 / الآية 17 ؛ لأن الفعل : ( أنبت ) مصدره : ( إنبات ) وليس : ( نبات ) ؛ لأن : ( نبات ) مصدر للفعل : ( نبت ) ، فكما أن النبات لا ينبت ويكبر ويثمر مرة واحدة ، كذلك العبادة .
ــــــــــــــــــ
وقال تعالى : (( يا أيّها النـّبيّ قل لأزواجك إن كنتنّ تردن الحياة الدّنيا وزينتها فتعالين أمتّعكنّ وأسرّحكنّ سراحا جميلا )) من سورة : الأحزاب : 33 / الآية 28 .
الفعل : ( سرّح ) مصدره : ( تسريح ) ، ولفظ ( سراحا ) اسم مصدر . استُعْمِلَ الفعل هنا مع اسم مصدره ؛ لأن هذا الاستعمال في اللغة ـ وعلى وفق ما استعملته العرب ـ له وجهان :
( 1 ) أن يسرحهن النبي ( صلى اللـه عليه وسلم ) تسريحا جميلا .
( 2 ) وأن لا يسرحهن النبي ( صلى اللـه عليه وسلم ) تسريحا جميلا .
فإذا استعمل الفعل مع اسم مصدره جاز حدوث الأمر من عدم حدوثه ؛ ولذلك قال الشيخ الجليل عبد اللـه بن عباس ( رضي اللـه عنه وأرضاه ) في قوله تعالى : (( وكلم اللـه موسى تكليما )) من سورة النساء : 4 / من الآية 164 لو كان اللـه قد قال ( وكلم اللـه موسى كلاما ) لجاز حدوث التكليم الحقيقي من عدمه ، فلما قال تعالى ( تكليما ) يعني أن التكليم قد وقع فعلا ؛ ولذلك قيل في سيدنا موسى ( صلى اللـه عليه وسلم ) : ( كليم الـله ) ؛ لأن اللـه كلمه على وجه الحقيقة .
لأن الفعل : ( كلّم ) مصدره : ( تكليما ) ، واسم مصدره : ( كلام ) .
واللـه أعلم .
انتهت الحلقة الأولى ....
د. سلطان الحريري
15-12-2005, 12:33 AM
سأكون أول الحاضرين في الحلقة الثانية ، وسأتابع مسلسلك الشيق الذي يقف على جواهر من كنوز القرآن العظيم ..
شكرا لك يا د. حقي على هذه الفائدة .
ولك مني خالص الود والتقدير
د . حقي إسماعيل
15-12-2005, 01:01 AM
الأخ الفاضل دكتور سلطان الحريريّ .
تحيّة طيّبة ، وبعد ؛؛؛
فقد تركت أثرا بالغا في ذاتي بمرورك الكريم ، وسأكون ـ بإذن اللـه تبارك وتعالى ـ من المواظبين جدّا ما مكّنني اللـه ـ تعالى ـ على إيداع هذه الحلقات ، وأعدك خيرا ، ستكون حلقة في كلّ أسبوع تشتمل على جواهر اللغة القرآنيّة ونفائسها ، وبتوسّع يسير ...
أحيي في حضرتك حضورك .
تقبّل تقديري .
عطية العمري
15-12-2005, 07:45 AM
بارك الله فيك أخي الدكتور حقي على هذه الكنوز الثمينة
وسأكون أول المتابعين ( آسف .. ثاني المتابعين ) لهذه الدرر الثمينة
دمتم بألف خير
ونلتقي على طاعة الله
عبلة محمد زقزوق
15-12-2005, 09:52 AM
ما أعظم ولا أبهى من الجلوس في معية الله ، والحديث والتمعن بجليل وعظيم الكلمات .
بارك الله لك في حُسن التوضيح والشرح أستاذي الفاضل
د . حقي إسماعيل
ومازلت أنتظر بقية الحلقات ، بعد التسبيح والشكر لله ، على جميل تواجدك بمتصفحنا بالواحة الموارفة بجميل المعاني والإبداع الثقافي والديني والأدبي .
تحياتي أستاذي
د . حقي إسماعيل
15-12-2005, 02:43 PM
أخي الكريم أستاذ عطية العمري .
أختي الكريمة أستاذة عبلة محمد زقزوق .
تحية صادقة ـ بإذن اللـه ـ لحضرتكما .
أشكر لكل من حضرتكم المرور الأثير ها هنا ، وأدين لكما بالشكر الجزيل على ما سطر كل منكما من كلمات بحق المشاركة .. بإذنه ـ تبارك وتعالى ـ سأقوم بنشر هذه الحلقات من القرآن الكريم ، تركتما عبقا متوهجا شذاه في هذا المكان . قد جمعنا اللـه ـ جل وعز ـ على طاعته وستدوم المعاشرة في ظلال كتابه العظيم ـ بمشيئته ـ .
تقديري .
د . حقي إسماعيل
15-12-2005, 04:19 PM
ومن النفائس اللغوية والنحوية في القرآن الكريم قوله تعالى : (( من ذا الذي يقرض اللـه قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة واللـه يقبـض ويبسط وإليه ترجعون )) من سورة البقرة : 2 / الآية 245 .
حيث نجد أن الفعل : ( يقبض ) ، والفعل : ( يبسط ) فعلان متعديان بالأصالة ، بدلالة قبول كل منهما هاء المفعول ( هاء غير المصدر ) ، ولكنهما وردا لازمين على مستوى الاستعمال ؛ لأمور ، منها :
( 1 ) : عدم إرادة المفعول : ( المقبوض ) ، ولا : ( المبسوط ) ، بل أريد التركيز على الحدث الموجـود في الفعل : ( القبض ) ، و : ( البسط ) .
( 2 ) : والتنصيص على شمولية زمنٍ ( استمراريته ): ( القبض ) ، و: ( البسط ) ، حيث لا يمكننا أن نعرب : ( يقبض ) ، و: ( يبسط ) فعلين مضارعين ، وإن كانا كذلك في الصورة اللفظيــة ، إلا أن تحديد الزمن المضارع بالحال أو الاستقبال ، أو كليهما يخالف المعنى ، فاللـه ـ سبحانه وتعالــى ـ القابض والباسط كل وقت ؛ ولذلك كان الزمن هنا محررا عن كل قيد ؛ لأنه يقبض ويبسط متى ما شاء ويشاء .
( 3 ) : والتركيز على فاعل الحدث ( القبض والبسط ) ، فإذا كان التركيز منصبا على الحدثية المعززة بشمولية الزمن فإن القصد توجه إلى الفاعل الحقيقي للقبض والبسط وهو لفظ الجلالة الذي تقــدم
على فعليه الحقيقيين ؛ لإفادة معنى الثبوت ، إذ تغير نمط الجملة من الفعلية إلى الاسميــة ؛ لإرادة
معنى الثبوت ، فمما هو معلوم في الدس النحوي أن التعبير بالجملة الاسمية يراد به الثبـــــــوت ،
والتعبير بالجملة الفعلية يراد به التجدد والحدوث والاستمرار ـ وهذا مما يمنحه للفعل الزمـــــــــن
الموجود فيه ـ .
ولذلك نزل الفعل المتعدي منزلة الفعل اللازم ومن هنا يمكن القول أن ما نصصنا عليه إنما هـــو : " عام في كل شيء فهو القابض الباسط " .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
ومنها أيضا قوله تعالى : (( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون )) من سورة ياسين : 36 / الآية 37 .
استعمل الفعل : ( نسلخ ) على غير حقيقته ، على غير ما قاله النحويون ، فهو ـ عندهم ـ فعل متعد فـــي الأصل ، يقال : ( سلخ فلان جلد الشاة ) ، ولكن الذي دفعنا لأن نذكر هذا النص الكريم المعنى النحـــــوي للفعل : ( نسلخ ) ، وإعرابه ، والإعراب يتم على أساس المعنى ، حيث إنه لا إعراب بلا إدراك للمعنـى ، وكثير من الناس يعلمون أن النهار يسلخ من الليل قياسا على ظاهر النص الكريم ، لكنهم حقيقـــــــــة لا يدركون المعنى كما يجب أن يفهموه ، فالقاعدة النحوية تقول : ( إن الجمل بعد النكرات صفات ، وبعـــد المعارف أحوال ) وبناء على ظاهر النص الكريم فإن لفظ : ( الليل ) معرف بـ : ( ال ) .
فقوله تعالى : (( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون )) ، " أي : وعلامة دالة علــى توحيد اللـه تعالى وقدرته ووجوب إلاهيته ، والسلخ : الكشط والنزع ، يقال : سلخه اللـه من دينه ، ثـــم تستعمل بمعنى الإخراج ، وقد جعل ذهاب الضوء ومجيء الظلمة كالسلخ من الشيء وظهور المسلــوخ ، فهي استعارة ...... والمعنى : نسلخ عنه ضياء النهار ، ( فإذا هم مظلمون ) أي : ظلمة ؛ لأن ضوء النهار يتداخل في الهواء فيضيء فإذا خرج منه أظلم " .
وحقيقة الأمر أن : ( ال ) هنا لم تكن للتعريف ـ وإلا لتغير الحكم في غير القرآن الكريم ـ ، وإنما كانــــــت لاستغراق الجنس .
وعلامة : ( ال ) التي تفيد استغراق الجنس صحة إبدالها بلفظ : ( كل ) ؛ ولذلك يكون إعراب الفعل هنــا صفة لا حالا ؛ والصفة تفيد أمرين في هذا الموضع :
( 1 ) الشمولية عن النعت : حيث إن النعت أخص من الصفة ، والصفة أعم من النعت .
( 2 ) والثبوتية : حيث إن الصفة تفيد الثبوت ، والنعت يفيد التغير .
وهذا المعنى هو المقصود بالحكم ـ واللـه أعلم ـ .
وعلى ذلك يكون المعنى : كل ليل نسلخ منه النهار ، فالنهار هو المسلوخ من الليل ، والليل هو المسلوخ عنه النهار ، وهي شبيهة بإخراج النور من الظلمة ، والحق من الباطل ، والعدل من الظلم ، والإيمان من الشرك ، والأبيض من الأسود .
ومن هنا كان التنصيص على سلخ النهار من الليل ( إخراجه وانتزاعه منه ) ؛ ولذلك أريد بالزمن مــــن الفعل بالاستمرار ، فالإخراج والانتزاع المعبر عنهما بـ : ( نسلخ ) تكون مستمرة لا مقيدة ، وعلى فاعل السلخ ـ وهو لفظ الجلالة الذي يعبر عنه بالمقدرة الإلهية العظيمة ـ .
أما لفظ : ( النهار ) فكثير من الناس ـ أيضا ـ يعربه مفعولا فيه ( ظرف زمان ) ، على أساس أنه يفيــد
التعبير عن زمن ـ وهو ما ليس كذلك ـ ؛ لأنه لو أعرب كذلك لكان قد غيب المفعول الحقيقي للفعــل ؛ لأن المفعول فيه على ما جاء في كتب النحو هو : " زمان أو مكان ضمن معنى : ( في ) باطـــراد " ، فيكون المعنى : ( كل ليل نسلخ منه في نهار ) ، فيكون المعنى بشكل عام أن الليل هو المسلوخ مـن النهار ، والنهار هو المسلوخ عن النهار ، أي : يتغير المعنى فيكون عكس ما أريد له في النص القرآني الكريم ؛ ولذلك كان لفظ : ( النهار ) مفعولا به في الآية الكريمة ، على أساس أن : ( ال ) في لفـــــــظ : ( النهار ) تفيد استغراق الجنس ـ أيضا ـ ، كما أنه لو حذف لفظ : ( النهار ) من النص في غير القـــرآن الكريم لنقص المعنى ؛ ولذلك يتوجب ذكره فذكر .
عبلة محمد زقزوق
15-12-2005, 04:35 PM
أفادك الله أسناذنا الفاضل د . حقي إسماعيل
الوجود معكم وبين سطوركم متعة للفكر وجميل التفكر .
وما زلت في إنتظار باقي الحلقات .
شكرا لك أستاذي الفاضل .
د . حقي إسماعيل
15-12-2005, 04:39 PM
أفادك الله أسناذنا الفاضل د . حقي إسماعيل
الوجود معكم وبين سطوركم متعة للفكر وجميل التفكر .
وما زلت في إنتظار باقي الحلقات .
شكرا لك أستاذي الفاضل .
العزيزة أستاذة عبلة محمد زقزوق .
سلام عليكم .
أشعر أن لمتابعتكم الأثر الكبير في تحفيزي على الكتابة ، كما أن لكلماتكم صدى كبيرا في تسارع نشر الحلقات .. وأعتقد أن كلماتكم أكبر من جهدي .. أعدكم أني سأكون بمستوى الفكرة التي اختزنتها ذاكرتكم .
تقديري
د . حقي إسماعيل
15-12-2005, 06:59 PM
من نفائس القرآن الكريم اللغوية والنحوية قوله تعالى : (( ولما جاءهم رسول من عند اللـه مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتــــاب كتاب اللـه وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون )) من سورة البقرة : 2 / الآية 102 .
فقد جاء الفعل : ( علم ) المتعدي بصيغة المضارعة وقد تقدم عليه حرف النفي : ( لا ) ، واستعمـل هنا استعمال الفعل اللازم ، واستعمال الفعل المتعدي لازما في القرآن الكريم يحمل دلالات كثيـــرة ، إذ إن التحول من التعدية إلى اللزوم له تحول في دلالة الفعل ، وإذا كان الفعلان في الآية السابقة قد استعمــــلا مثبتين فإن الفعل ـ في هذه الآية الكريمة ـ استعمل منفيا ، النفي إنما يتوجه إلى المعنى لا إلى اللفــــــظ ، ويقصد بالمعنى ـ في النحو ـ الحدث ، فجاء الحدث منفيا ؛ تناسقا مع معنى النص ودلالته ، وقوله تعالى : (( كأنهم لا يعلمون )) : " تشبيه بمن لا يعلم ، إذ فعلوا فعل الجاهل ، فيجيء من اللفظ أنهم كفروا على علم " .
على أن قصد النفي لم يصل إلى عنصر الزمن الموجود في الفعل ، فاقتصر على نفي العلم بكتاب اللـــه ـ تبارك وتعالى ـ ؛ ولذلك توجه القصد إلى زمن الفعل ـ وهو الحال ـ لا الاستقبال ؛ لأن كتاب اللـه كان قـــد أنزل ماضيا ـ قريبا أو متوسطا أو بعيدا ـ ممتدا إلى وقت التعبير : (( كأنهم لا يعلمون )) ، ويلحــظ أن حرف النفي : ( لا ) + الفعل المضارع : ( يعلمون ) قد تحول زمنه من الحال والاستقبال إلى الماضي حقيقة .
إن الذي ساعد في هذا التحول الزمني وجود التشبيه المعبر عنه بأداة التشبيه الـ : ( كاف ) ، فقيد الحدث بالنفي فتوجه إليه الاهتمام ، والزمن مقيد بين الماضي والحال ، وتم توجه القصد إلى فاعلي عدم العلـــم بإتيان النبي ( صلى اللـه عليه وسلم ) الكتاب .
ولما كان المفعول قد ذكر مفصلا قبل التشبيه فلم تكن هناك حاجة لذكره ؛ لأن التنصيص كان على أربعــة مبتغيات حققها النص الكريم ؛ هي :
( 01 ) : العناية بالحدثية : ( منفية ) .
( 02 ) : والعناية بالزمنية التي يتطلبها معنى النص الكريم .
( 03 ) : التنصيص على فاعلي الحدث في النص الكريم .
( 04 ) : المحافظة على التناغم الموسيقي لنهاية الآية الكريمة مع بواقي بعض الآيات الكريمة ضمـــن
السورة المباركة .
ـــــــــــــــــ
أما قوله تعالى : (( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكل منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين )) من سورة البقرة : 2 / الآية 35 .
فقد ذكر الفعل : ( اسكن ) ، وهو فعل أمر زمنه مستقبل خالص ، وهو فعل ـ في الأصل ـ لازم ، واستعمل في النص القرآني الكريم متعديا ، وأكثر الأفعال اللازمة ـ وبخاصة التي يستشعر منهــا الدلالة على الظرفية ؛ زمنية كانت أم مكانية ـ إذا وقع بعدها لفظ دال على مكان محدود المساحــــة ، أو زمن محدود ( غير مطلق ) ـ تستعمل استعمال الفعل المتعدي على سبيل التوسعة في الاستعمــــــال ، ويقصد بالتوسعة ـ هنا ـ حذف حرف الجر الذي يكون بواسطة ؛ للوصول إلى المفعول الحقيقي إذا كــان الفعل لازما ، أو متضمنا معنى الفردية ، وإذا ما استعمل هذا الفعل وأشباهه استعمال الفعل المتعدي فـلا بد من أن يتضمن معنى فعل متعد ، فلا خلاف في أن اللـه ـ تبارك وتعالى ـ قد أخرج إبليس عند كفـــره ، وأبعده عن الجنة ، وبعد إخراجه قال لآدم في قوله تعالى : " (( يا آدم اسكن )) أي : لازم الإقامة ، واتخذها مسكنا ـ وهو محل السكون ـ وسكن إليه يسكن سكونا ، والسكن : النار ، والسكن : كل مـــــا سكن إليه .... ( اسكن ) تنبيه على الخروج ؛ لأن السكنى لا تكون ملكا ، ولهذا قال بعض العارفيــــن : السكنى تكون إلى مدة ثم تنقطع ، فدخولهما في الجنة كان دخول سكنى لا دخول إقامة " .
عطية العمري
15-12-2005, 08:54 PM
بارك الله فيك أخي الدكتور حقي إسماعيل
فمن حقك علينا أن ندعو لك دعوة صالحة بظهر الغيب
جعل اللـه ما تقدمه هنا في ميزان حسناتك
والسلام عليكم ورحمة الله
د . حقي إسماعيل
16-12-2005, 12:36 AM
أخي الكريم أستاذ عطية ( أعزك اللـه ورسوله ) .
تحية طيبة .
شكرا لحميم ردك ، وجعلنا اللـه من تابعي كتابه ونبيه ( صلى اللـه عليه وسلم ) ، بورك مسعاك في قراءة النص .
تحياتي
أسماء حرمة الله
16-12-2005, 04:59 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
تحية عبِقة عبَق جهودك
الأخ الكريم د. حقي اسماعيل،
بارك الله فيك وفي جهودك ، إنني من المتابعين لحلقاتك القيّمة، أسعدك الله كما أسعدتَ وتسعد فكرَنا وتُثري معارفنا...
وفقك الله وجزاك عنا خير الجزاء...
تقبّل خالص تحياتي وتقديري
وألف باقة من الورد والمطر
د . حقي إسماعيل
16-12-2005, 02:14 PM
أختي الفاضلة أسماء .
تحية ود .
أشكر لك دخولك بهذه المداخلة الكريمة ... وبوركت على هذه الكلمات .. غاية كل منا الفائدة .. وإن شاء اللـه ـ تعالى وتبارك ـ نجتمع في طاعة اللـه وحبه من خلال كتابه العظيم ولغة أهل الجنة .
تقديري
د . حقي إسماعيل
16-12-2005, 02:26 PM
قال تعالى : (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين )) . ( لاعبين : مبطلين وعابثين )
هذه الآية الكريمة تكررت مرتين في القرآن الكريم ؛ في سورة الأنبياء : 21 / 16 ، وفي سورة الدخان : 44 / 38 .
نص النحويون على أن الحال فضلة ؛ والفضلة في العرف اللغوي ، والنحوي : ( ما يمكن الاستغناء عنه من دون تأثير في المعنى ) ، وقد أعرب النحويون لفظ ( لاعبين ) حالا ، وهو الصواب .
لكن لنتأمل هذا اللفظ وتأثيره في المعنى القرآني الكريم بذكره ، وبغير ذكره :
فحين يذكر في قوله تعالى : (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين )) . فهذا دليل على أن خلق السماوات والأرض وخلق ما بينهما لم يكن باطلا ولا عبثا والذي يعطي هذا المعنى وجود حرف النفي : ( ما ) ، لأن الحال هنا نقض النفي الموجود ، ونقض النقض إثبات وهي قاعدة لغوية ونحوية موجودة منصوص عليها ، مع العلم أن النفي دائما يختص بالمعنى لا باللفظ .
أما لو قيل في غير القرآن ( وما خلق اللـه السماوات والأرض وما بينهما ) وسكت القائل ـ عند من يعد الحال فضلة ـ ، فهذا جحد للخلق ولمن قام بالخلق وحاشا لله أن يُجْحَدَ به .
هل لحظتم الفرق ؟ وهل الحال فضلة ؟ . وهل لحظتم دقة الاستعمال القرآني الكريم من ناحية المعنى بطريق اللفظ ؟ .
د . حقي إسماعيل
16-12-2005, 02:34 PM
قال تعالى في سورة يونس : 10 / الآية 31 : (( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك ( السمع والأبصار ) ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون اللـه فقل أفلا تتقون )) ؟ .
تكرر استعمال : ( السمع والأبصار ) في القرآن الكريم بهذا الترتيب ( السمع ) أولا وبهيأة المفرد ، و : ( الأبصار ) ثانيا وبهيأة الجمع ، واستعمل هذا الترتيب في القرآن الكريم في المواضع الآتي نصها :
في سورة يونس : 10 / 34 .
وفي سورة النحل 16 / 78 .
وفي سورة المؤمنون : 23 / 78 .
وفي سورة السجدة : 32 / 9 .
وفي سورة الملك : 67 / 23 .
فلماذا كان هذا الاستعمال للفظين بهذا الترتيب اللفظي ؟
الإجابة :
( 1 ) : أن العرب كانت ، ولم تزل ، وستبقى إذا اهتمت بشيء قدمته على غيره .
( 2 ) : وأن الاستعمال القرآني لـ : ( السمع والأبصار ) بهذا الترتيب اللفظي جاء مراعيا لطبيعة الخلق ، ومراعيا للجوانب العقلية والمنطقية عند العقلاء ـ حصرا ـ ؛ لأن المخلوق العاقل لا يستطيع أن يسمع أكثر من صوت ( شيء ) بشكل واضح ؛ ولذلك جاء لفظ ( السمع ) مفردا ، لكنه يستطيع أن يرى كثيرا من الأشياء أو الحركات في وقت واحد ؛ ولذلك جاء لفظ ( الأبصار ) جمعا ، على أساس أن الرؤية للشيء الواحد حادثة ؛ لأن الواحد جزء من الجمع .
محمد الدسوقي
16-12-2005, 03:20 PM
د. حقي إسماعيل
تحية محملة بعبق الصدق والمحبة
نبئت باشارات ما كانت تتدارك وهناك أقولا أخرى تقول :
أتى ذكر السمع أولا لأن الأنسان أول ما يولد تكون جميع الحواس معطلة لحين !
إلا السمع ؛ فعندما يخرج الطفل من رحم أمه تبداء حاسة السمع بالتفاعل .
تقبل أجمل المنى
كن بخير
د . حقي إسماعيل
16-12-2005, 03:25 PM
أخي الحبيب أستاذ محمد الدسوقي .
تحية محبة .
شكرا على هذه الإضافة النبيلة ، والمشاعر التي أبت إلا أن تكمل الموضوع ، ملحوظة واحدة ـ يا صاح ـ أني هنا أورِد ما يحص اللغة والنحو والجانب الذي ذكره مقامكم الكريم فسلجي .. تحيات لك على حرصك على أن تولد المعلومة كاملة .
تقديري
خليل حلاوجي
16-12-2005, 03:52 PM
وايضا" لو كان الانسان نائما"
فايقاظه عن طريق .... السمع ....لا البصر
ولاجل ذلك قال الله انه ضرب على آذان أهل الكهف سنين عددا
اليوم
اظن يتوجب علينا استخراج كنوز معرفية مدهشة من قرآننا ... المعجزة الخالدة
واليوم
يتوجب علينا فتح بصائرنا .... لابصرنا
وتشغيل حواسنا .... لاتعطيلها
ممتن لحضورك
د . حقي إسماعيل
16-12-2005, 04:06 PM
وايضا" لو كان الانسان نائما"
فايقاظه عن طريق .... السمع ....لا البصر
ولاجل ذلك قال الله انه ضرب على آذان أهل الكهف سنين عددا
اليوم
اظن يتوجب علينا استخراج كنوز معرفية مدهشة من قرآننا ... المعجزة الخالدة
واليوم
يتوجب علينا فتح بصائرنا .... لابصرنا
وتشغيل حواسنا .... لاتعطيلها
ممتن لحضورك
أخي الحبيب أستاذ خليل .
تحية من عسل التمر .
سعيد بأن يثير النص حفيظتك المعرفية فتثبت مداخلتك هنا ، والسعادة الأكثر أن توقظ مصابيح النص بإضافتك برفقة الأخ محمد الدسوقي . :noc:
سلمت .
عطية العمري
16-12-2005, 09:04 PM
إني جد سعيد لهذا التحاور المثري والمفيد منكم جميعاً
فلو أننا جميعاً في واحتنا الغنّاء قد أضفنا وأثرينا كل موضوع يمكننا إثراؤه لكانت الفائدة أعظم ، ولكان التواصل بيننا أقوى وأمتن
وفقكم الـله جميعاً
ونلتقي على طاعة اللـه إن شاء اللـه
د . حقي إسماعيل
16-12-2005, 10:56 PM
إني جد سعيد لهذا التحاور المثري والمفيد منكم جميعاً
فلو أننا جميعاً في واحتنا الغنّاء قد أضفنا وأثرينا كل موضوع يمكننا إثراؤه لكانت الفائدة أعظم ، ولكان التواصل بيننا أقوى وأمتن
وفقكم الـله جميعاً
ونلتقي على طاعة اللـه إن شاء اللـه
أخي الحبيب أستاذ عطية العمري .
تحية من قلب بغدادي .
كما تعلم ، وكما يعلم الجمع قبلي ، فإن الثقافة حلقة واحدة ، كلنا سائرون في فلكها ، وموضوعي أغني بمداخلات الأخوين الكريمين ؛ أستاذ محمد الدسوقي ، وأستاذ خليل حلاوجي ، وبكلماتك النيرة ..
سلمتم .
أسماء حرمة الله
20-12-2005, 05:44 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
تحية مخضرّة
الأخ الكريم د. حقي،
بارك الله فيك وفي قلمك وعزمك وجهدك النبيل، نتابع بإذن الله..وعلى درب حرفك مسافرون، ولك شاكرون ممتنون..
تقبل وافر وخالص التقدير والاحترام والامتنان
وألف باقة من الورد والمطر
د . حقي إسماعيل
20-12-2005, 12:08 PM
أختي الفاضلة أستاذة أسماء حرمة اللـه .
تحية أخوية .
شكرا لمقامك الكريم هذه الشذرات الكلامية التي تقوليها بحق العمل ، وشكرا لدعائك لصاحبه .. في النية ـ بعد التوكل على اللـه ـ أن أجعل هذه الحلقات بعدد مئة حلقة ـ بإذن اللـه ـ ..
شكرا لك .
أسماء حرمة الله
21-12-2005, 06:40 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية عبِقة عبَق جهودك
الأخ الكريم د. حقي،
وهذه شرفة أخرى تسعدنا بها جميعاً ونحن نتعرف إلى نفائس القرآن الكريم اللغوية والنحوية، بارك الله فيك وفي جهدك..
من المتابعين بإذن اللـه، ولاأملك إزاء جهودك المباركة إلاّ أن أدعو لك بظهر الغيب أخي الكريم دوماً، وفقك الرحمـن وسدد خطاك، وجعل كل ماتقدمه في ميزان حسناتك..
تقبّل خالص تقديري وامتناني
وألف باقة من الورد والمطر
د . حقي إسماعيل
21-12-2005, 10:11 PM
أختي في اللـه أستاذة أسماء .
تحية معطرة بالإيمان .
من شاطىء دجلوي غادره نهره ، أتمنى على نفسي أن أكون كاتبا في ما يخص كتاب اللـه فذاك ـ والذي يجعل الجبال كالعهن المنفوش ـ شرف ما بعده شرف ، هناك حالة لم يلتفت إليها الأقدمون ولا المحدثون ، هي التي دفعتني للخوض في هذا الموضوع ، فبعد صمت طويل مقرون بتفكير عميق وجدت أننا يمكن أن نفسر القرآن تفسيرا نحويا ليس على أساس الحركات الثلاث التي عُرفت ، وإنما من خلال جنس الكلمة ، وهذا طرق جديد للبحث في آيات الكتاب العظيم .. فشرعت ـ بإذن ربي وربك ـ .. فخرجت هذه المواضيع ، وأعقد العزم ـ بعد التوكل على اللـه ـ أن لا أقف إلا على رأس الحلقة المئة ـ بإذنه جل وعز ـ ... وفقنا اللـه لخدمة كتابه العظيم .
وجودك في الموضوعات التي أسطرها يمنحني رغبة عارمة في الكتابة ؛ رغبة تصرخ بي أن أستمد مدادي في الكتابة من دجلة والفرات اللذين ذهبا .. ولن يعودا إلا إذا شاء ربي وربك .
تقديري
د . حقي إسماعيل
27-12-2005, 05:52 PM
قال تعالى في سورة الأحزاب : 33 / 56 : (( إن اللـه وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) .
نجد في هذا النص الكريم دعوة إلى التصلية : ( صلوا ) ، والتسليم المؤكد : ( سلموا تسليما ) ، لكن الملحوظ أن الفعل : ( صلوا ) لم يذكر بعده مصدره ( تصلية ) ، على حين ذكر للفعل : ( سلموا ) مصره : ( تسليما ) .
فلماذا لم يذكر مصدر الأول ؟ ولماذا ذكر مع الثاني ؟ .
اللغة تمنحنا إجابة ذلك ، فالمصدر : ( تسليما ) مفعول مطلق مؤكد للحدث ( المصدر ) الموجود في الفعل ؛ لأن الفعل ـ أي فعل باستثناء الأفعال الناقصة ـ له عنصران ؛ هما
( 1 ) : الحدث ويطلق عليه المصدر ، فكل مصدر حدث والعكس صحيح .
( 2 ) : والزمن ويكون ماضيا ، أوحالا ، أو استقبالا ، أو مستمرا بحسب ما يكتسبه من سياق النص المعنوي أو اللفظي ، فجاء ذكر : ( تسليما ) ؛ لأن الأهم أنه إذا حدث التسليم برسالة النبي محمد ( صلى اللـه عليه وسلم ) فستحدث الصلاة وجوبا ، فالتسليم ـ ها هنا ـ بمعنى اليقين والإيمان والاعتناق ، وبما أننا اعتنقنا التسليم بعد إيماننا بالنبي محمد ( صلى اللـه عليه وسلم ) فإن من أدوات تطبيق هذا التسليم الصلاة عليه بعد تأدية الصلاة فرضا .
ثم إن الفعل : ( صلوا ) ، والفعل : ( سلموا ) يفيدان تجدد التصلية والتسليم مع مرور الزمن ، والأهم أن يكون التسليم ثابتا ؛ لذلك أجد بعض الناس يخالفون النص القرآني بمعناه ولفظه حين يصلون على النبي محمد ( صلى اللـه عليه وسلم ) فيقولون : ( صلى اللـه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ) ، وهذه التصلية مخالفة للنص القرآني الكريم لفظا ومعنى ، من أمور ؛ منها :
( 1 ) : أن التسليم غير حاصل مطلقا .
( 2 ) : إدخال الآل والصحب أجمعين في التصلية ، وهذه مخالفة صريحة للنص القرآني الكريم ـ وإن كان المصلي معتادا على هذا ـ ، فهذا وربي وربك وربنا حرام حرام حرام بدلالة النص القرآني الكريم الذي لم يدخل الآل والصحب لا جميعهم ولا بعضه في التصلية والتسليم .
( 3 ) : وجوب التصلية والتسليم على النبي : ( صلى اللـه عليه وسلم ) .
( 4 ) : لا يجوز أن يقال : ( عليه الصلاة والسلام ) بهذا اللفظ ؛ لأنه ـ جينئذ ـ ستكون التصلية والتسليم له مخصوصة به دون غيره من الأنبياء : ( صلى اللـه عليهم وسلم ) ـ وهذا ما يفيده تقديم الخافض والمخفوض على الجملة ـ ، وإنما يجب أن يقال عن كل نبي : ( صلى اللـه عليه وسلم ) بهذا اللفظ .
قال تعالى في سورة آل عمران : 3 / 92 : (( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن اللـه به عليم )) .
هذا النص فيه تدرج معنوي ظهر على مستوى لغته ، فالبر معناه الإحسان ، و : ( لن ) حرف نفي ونصب يفيد ( تأبيد النفي ) إن لم تصاحبه قرينة ؛ لفظية ، أو معنوية ، أو كلتاهما ، تقيد تأبيد النفي .
وفي النص النفي مقيد ـ مع مراعاة أن النفي يخص المعاني حصرا ـ ، ولنلحظ تدرج المعنى الذي أراده اللـه تعالى وتبارك في النص :
( 1 ) : عدم نوال البر .
( 2 ) حتى حصول الإنفاق .
( 3 ) : الإنفاق مما نحب حصرا .
ولذلك لو قيل في غير القرآن : ( لن تنالوا البر ) ، لكان المعنى أننا لن ننال البر مطلقا ، سواء أنفقنا أم لم ننفق ، مما نحب أم مما لا نحب ، برغبتنا أم بغيرها ، وهذا يتجافى مع مبدإ العدل الإلهي .
ولو قيل : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا ) ، لكان المعنى أننا بمجرد الإنفاق ـ وسيستوي في ذلك من ينفق كثيرا مع من ينفق قليلا ، برغبته أم بغيرها ـ فسننال البر ، وهذا أيضا يتنافى ومبدأ العدل الإلهي .
لكن قيل في قوله تعالى : (( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )) ، فالإحسان نناله متى ما أنفقنا مما نحب ويكون الثواب على القدر الذي أنفقنا به وعلى قدر حبنا لما أنفقناه ، لكنا لا ننال الإحسان بمجرد إنفاقنا ، وإنما لا نعدم الحسنة ، وهناك فرق بين الإحسان والحسنة .
أسماء حرمة الله
29-12-2005, 05:39 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية مكتوبة برحيق الورد
الأخ الكريم د. حقي،
مازلنا معك من المتابعين، أكرمك الرحمن على كل ماتقدمه وماتبذله من جهد ووقت..
بانتظار باقي الحلقات بإذن اللـه...
تقبّل خالص التحايا والتقدير
وألف باقة من الورد والمطر
د . حقي إسماعيل
29-12-2005, 02:14 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية مكتوبة برحيق الورد
الأخ الكريم د. حقي،
مازلنا معك من المتابعين، أكرمك الرحمن على كل ماتقدمه وماتبذله من جهد ووقت..
بانتظار باقي الحلقات بإذن اللـه...
تقبّل خالص التحايا والتقدير
وألف باقة من الورد والمطر
الأخت الكريمة أستاذة أسماء .
تحية طيبة .
أشكر لك وقوفك الغض عند حروفي .. بكل الود أرى هذه الحروف وهي تبرز معاني النص الذي أكتبه .. وأشكر لك متابعتك التي تسعدني أيما سعادة ... بإذن اللـه تبارك وتعالى سأكمل بواقي الحلقات .
تحياتي
بندر الصاعدي
31-12-2005, 01:00 PM
السلام عليكم أخي د. حقي
بوركت معلمًا وسأل الله أن يلهمك الصواب
في مسألة التصلية والتسليم وذكر المصدر في الثانية دون الأولى قد أشار ابن القيم رحمه الله إلى فائدة لطيفة سأوردها لاحقا .
أما وقوفي هنا سيكون على قولك :
( 2 ) : إدخال الآل والصحب أجمعين في التصلية ، وهذه مخالفة صريحة للنص القرآني الكريم ـ وإن كان المصلي معتادا على هذا ـ ، فهذا وربي وربك وربنا حرام حرام حرام بدلالة النص القرآني الكريم الذي لم يدخل الآل والصحب لا جميعهم ولا بعضه في التصلية والتسليم .
فقد راعتني مسألة التحريم وهي تعد فتوى دون دليل , فالآية الكريم أوجبت الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم تشر إلى ما ذهبتَ إليه . هذه نقطة .
النقطة الثاني ورد في السنة المطهرة كيفية الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أدخل الآل في التصلية , فكيف يُحرم إدخال الآل .
الحديث : عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : قالبشير بن سعد : يا رسول الله , أمرنا الله أن نصليَ عليك , فكيف نصلي عليك ؟ فسكت , ثم قال : " قولوا : اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم . وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد . والسلام كما علمتم " رواه مسلم .
بانتظارك
لك التحية
د . حقي إسماعيل
31-12-2005, 07:02 PM
السلام عليكم أخي د. حقي
بوركت معلمًا وسأل الله أن يلهمك الصواب
في مسألة التصلية والتسليم وذكر المصدر في الثانية دون الأولى قد أشار ابن القيم رحمه الله إلى فائدة لطيفة سأوردها لاحقا .
أما وقوفي هنا سيكون على قولك :
( 2 ) : إدخال الآل والصحب أجمعين في التصلية ، وهذه مخالفة صريحة للنص القرآني الكريم ـ وإن كان المصلي معتادا على هذا ـ ، فهذا وربي وربك وربنا حرام حرام حرام بدلالة النص القرآني الكريم الذي لم يدخل الآل والصحب لا جميعهم ولا بعضه في التصلية والتسليم .
فقد راعتني مسألة التحريم وهي تعد فتوى دون دليل , فالآية الكريم أوجبت الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم تشر إلى ما ذهبتَ إليه . هذه نقطة .
النقطة الثاني ورد في السنة المطهرة كيفية الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أدخل الآل في التصلية , فكيف يُحرم إدخال الآل .
الحديث : عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : قالبشير بن سعد : يا رسول الله , أمرنا الله أن نصليَ عليك , فكيف نصلي عليك ؟ فسكت , ثم قال : " قولوا : اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم . وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد . والسلام كما علمتم " رواه مسلم .
بانتظارك
لك التحية
أخي في الدين ونظيري في الخلق أستاذ بندر .
تحية معطرة بمكهة الإيمان .
شكرا لك على هذه الإفادة أولا ، والثانية على مداخلتك القيمة ، وتعزيزنا بالشيخ الجليل ابن القيم الجوزية ـ يرحمه اللـه ـ ، .
عزيزي :
أنا هنا انطلقت من أمرين :
( 1 ) : أنه إذا تعارض نص من القرآن الكريم مع نص من السنة الطاهرة ، فبم نأخذ ؟ .
( 2 ) : كنت قبل أيام في مناظرة معينة ربما تمس هذه المسألة ، وقد توصلنا ـ بعد التحري والتمحيص والتوثق ـ إلى أن هناك حديثا روي على أنه للنبي المصطفى ( صلى اللـه عليه وسلم ) ، والغريب أنا وجدنا أن الحديث لا سند له مطلقا .... .
النص القرآني الكريم قال : (( إن اللـه وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) ... فهل كان صعبا على اللـه أن يدخل الآل والصحب ؟؟ وإذا أدخلنا الآل والصحب في التصلية والتسليم فما الفرق بينهم وبين النبي ( صلى اللـه عليه وسلم ) .
تحياتي .
نور الجندلي
01-01-2006, 01:01 AM
صلى الله على نبينا محمد وسلم تسليماً كثيرة
كنوز قرآنية وضعتها بين أيدينا
جزاك الله كل خير
د . حقي إسماعيل
01-01-2006, 01:09 AM
صلى الله على نبينا محمد وسلم تسليماً كثيرة
كنوز قرآنية وضعتها بين أيدينا
جزاك الله كل خير
جزاك اللـه ـ تعالى ـ خيرا ، ووفقنا لما يحبه ويرضاه ، وجعلنا ممن يشتغلون في كتابه ، وينشغلون به .
تحياتي
الصباح الخالدي
01-01-2006, 01:34 AM
د حقي اسماعيل
تحريم التصلية على الآل استنباط من نص ودعوى التعارض تحتاج لسلف يثبت وجود هذا التعارض
والجمع بين الدليلين اولى من طرح احدهما مادام كل دليل ثابت كما هو مقرر في منهج ائمة السلف والخلف من اهل العلم
فاين دليلك بارك الله فيك
د . حقي إسماعيل
01-01-2006, 01:33 PM
د حقي اسماعيل
تحريم التصلية على الآل استنباط من نص ودعوى التعارض تحتاج لسلف يثبت وجود هذا التعارض
والجمع بين الدليلين اولى من طرح احدهما مادام كل دليل ثابت كما هو مقرر في منهج ائمة السلف والخلف من اهل العلم
فاين دليلك بارك الله فيك
الصباح .
تحية طيبة .
شكرا لمداخلتك الكريمة ، وسعيد بها ، ألا يكفي نص قرآني لإثبات ذلك ؟؟ .
تحيتي
الصباح الخالدي
01-01-2006, 02:36 PM
لايكفي لأن القران ومثله معه محكوم بفهم السلف ابي بكر وعمر وعثمان وعلي
وقد اجمع اهل النظر على لزوم اعتبار الوحي الشريف القران الكريم والسنة الثابتة محكوما بفهم سلف الأمة
( لعلمه الذين يستبطونه منهم )
فهنا نص على اعتبار كلام المجتهدين
وفي القران اعتبار للاجماع : ( ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) وهذا الدليل الذي رد به الامام الشافعي على النظام المعتزلي كحجة على الإجماع
ولك مني كل التقدير
فمن القران ننقض قول من يحتج به فقط دون سواه
د . حقي إسماعيل
01-01-2006, 04:48 PM
لايكفي لأن القران ومثله معه محكوم بفهم السلف ابي بكر وعمر وعثمان وعلي
وقد اجمع اهل النظر على لزوم اعتبار الوحي الشريف القران الكريم والسنة الثابتة محكوما بفهم سلف الأمة
( لعلمه الذين يستبطونه منهم )
فهنا نص على اعتبار كلام المجتهدين
وفي القران اعتبار للاجماع : ( ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) وهذا الدليل الذي رد به الامام الشافعي على النظام المعتزلي كحجة على الإجماع
ولك مني كل التقدير
فمن القران ننقض قول من يحتج به فقط دون سواه
لي عود للمسألة ..
د . حقي إسماعيل
01-01-2006, 07:56 PM
قال تعالى في سورة النور : 24 / 60 : (( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن واللـه سميع عليم )) .
هذا نص قرآني كريم فيه ملمس لغوي ونحوي له الأثر في فهم معنى النص الكريم ، فقد جاء استعمال المصدر المؤول ( المنسبك ) : ( أن + يستعففن ) هنا ولم يتم استعمال المصدر الصريح ( استعفاف ) لغايات في النص يتم على إثرها فهم معنى النص ، فـ :
( 1 ) : ( يستعففن ) فعل ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف ، وكل فعل ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف ( أ + س + ت ) إنما يخرج لإفادة معنى الطلب بلاغيا ـ باستثناء الفعل استوطن ـ ، فجعل اللـه ـ تبارك وتعالى ـ النسوة يطلبن العفة كل وقت .
( 2 ) : ( يستعففن ) فعل لا يجوز إعرابه فعلا مضارعا ( مشابها ) ؛ لأن ذلك يعني أن النسوة في الحال والاستقبال سيطلبن العفة ، وهذا يعني أن النسوة في الماضي لم يطلبن العفة ، وهذا نقيض الواقع ؛ لذلك يجب إعراب الفعل : ( يستعففن ) فعلا مستمرا ؛ لأن النسوة في الأزمنة كلها يطلبن العفة ـ حتى وإن لم تكن بعضهن تمتاز بالعفة ـ .
( 3 ) : جاء التعبير بالفعل : ( يستعففن ) ، ولم يتم استعمال المصدر : ( استعفاف ) ؛ لأنه لو تم التعبير بالمصدر : ( استعفاف ) لكان حكما ثابتا أن النسوة كلهن عفيفات ، وهذا مغاير للواقع .
إلى حلقة قادمة بإذن اللـه ..
حوراء آل بورنو
02-01-2006, 12:08 AM
( 2 ) : ( يستعففن ) فعل لا يجوز إعرابه فعلا مضارعا ( مشابها ) ؛ لأن ذلك يعني أن النسوة في الحال والاستقبال سيطلبن العفة ، وهذا يعني أن النسوة في الماضي لم يطلبن العفة ، وهذا نقيض الواقع ؛ لذلك يجب إعراب الفعل : ( يستعففن ) فعلا مستمرا ؛ لأن النسوة في الأزمنة كلها يطلبن العفة ـ حتى وإن لم تكن بعضهن تمتاز بالعفة ـ .
عفواً أيها الأخ الفاضل ؛ هل تقصد ما سبق مجازاً أم على الحقيقة ؟
تحية طيبة .
د . حقي إسماعيل
02-01-2006, 12:18 AM
عفواً أيها الأخ الفاضل ؛ هل تقصد ما سبق مجازاً أم على الحقيقة ؟
تحية طيبة .
أختي الكريمة حرة .
تحية طيبة .
هل لك تحديد الجزء الذي استفسرت عنه بدقة ؟؟ وسأكون طوع سؤالك فأجيبك .
تحياتي
حوراء آل بورنو
02-01-2006, 12:30 AM
الإعراب يا أخي الفاضل في قولك يعرب فعلا مستمراً .
د . حقي إسماعيل
02-01-2006, 12:33 AM
الإعراب يا أخي الفاضل في قولك يعرب فعلا مستمراً .
هو ذا على وجه الحقيقة ؛ لأننا محكومون ـ حين نعرب ـ بالمعاني .
تحياتي
حوراء آل بورنو
02-01-2006, 12:45 AM
عذرا سيدي ، أثقلت عليك لكني لم أفهم بعد !
هل نقول في إعرابها : فعل مستمر مرفوع .... ؟
د . حقي إسماعيل
02-01-2006, 12:52 AM
عذرا سيدي ، أثقلت عليك لكني لم أفهم بعد !
هل نقول في إعرابها : فعل مستمر مرفوع .... ؟
أختي الفاضلة حرة .
تحية طيبة .
حبا وكرامة ... إعرابه :
( يستعففن ) : فعل مضارع مستمر الزمن منصوب وأسكن لاتصال ضمير رفع متحرك به ( نون النسوة ) ، والنون ( نون النسوة ) ضمير رفع متحرك متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل .
والمصدر المؤول من ( أن + يستعففن ) تقديره ( استعفافهن ) في محل رفع مبتدأ .
تقبلي ودي واحترامي
حوراء آل بورنو
02-01-2006, 01:22 AM
أشكرك جزيلا أستاذنا الفاضل
لكني بحق أستغرب هذا الإعراب فما سمعت إعراباً للفعل المضارع بهذه الكيفية ؛ أقصد أن الفعل المضارع يتضمن معناه الاستمرار طبيعة لا حاجة معها لقولنا " مستمر الزمن " - مالم تدخل عليه بعض حروف المعاني فتغير - .
تقصد " بمنصوب أسكن " أنه مبني على السكون لعارض في محل النصب بحرف ناصب .
د . حقي إسماعيل
02-01-2006, 01:45 PM
أشكرك جزيلا أستاذنا الفاضل
لكني بحق أستغرب هذا الإعراب فما سمعت إعراباً للفعل المضارع بهذه الكيفية ؛ أقصد أن الفعل المضارع يتضمن معناه الاستمرار طبيعة لا حاجة معها لقولنا " مستمر الزمن " - مالم تدخل عليه بعض حروف المعاني فتغير - .
تقصد " بمنصوب أسكن " أنه مبني على السكون لعارض في محل النصب بحرف ناصب .
سيدتي الكريمة أستاذة حرة .
تحية طيبة .
قد اعتاد لغويونا ونحويونا وأساتيذ اللغة العربية المحدثون التعامل مع ظواهر الألفاظ ، على حين أن الإعراب هو البيان ، أي : بيان المعاني ، كثير من النصوص القرآنية الكريمة لو أعربناها على وفق الظاهر لـ ... ، الأهم أن نحافظ على فهم المعنى .
سلمك اللـه .
حوراء آل بورنو
02-01-2006, 02:04 PM
وجهة نظر أراني لا أعارضها بشدة ، و مع أن للقرآن خاصية في إيضاح المعاني وتفسير الدلالات و استباط الأحكام أو حتى في التنظير و القياس ، فمن غير المجدي تغيير ألفاظ قياسية اتفق اللغويون - منذ القديم - على سردها عند الإعراب للدلالة على المعاني .
و في المثال الذي ذكرته سابقاً أرى أنه لاضير من إعرابنا القديم و هو مازال يفيد في أداء المعنى الذي إليه قصدت " الاستمرار " .
ربما أنتصر للقديم لسبب واحد ؛ أني أعلم علم اليقين أنهم أقرب منا للغة القرآن فهماً و وعياً و ممارسة و فوق كل هذا و ذاك حباً .
أمدح فيك الجهد الكبير لخدمة القرآن و لغته ، و أشكر لك خلقك في الرد و الحوار .
تحية و تقدير .
نسيبة بنت كعب
02-01-2006, 03:48 PM
لذلك يجب إعراب الفعل : ( يستعففن ) فعلا مستمرا ؛ لأن النسوة في الأزمنة كلها يطلبن العفة ـ حتى وإن لم تكن بعضهن تمتاز بالعفة
القرآن المعجـــز - عليه بنى الأعراب وليس العكس
ما شاء الله
تحليل جميل يا د. حــقى
كثر الله من امثالك حتى لا يعتقد امثال مؤلفوا الفرقان الباطل انهم على شىء
تحياتى
:v1:
د . حقي إسماعيل
02-01-2006, 06:08 PM
وجهة نظر أراني لا أعارضها بشدة ، و مع أن للقرآن خاصية في إيضاح المعاني وتفسير الدلالات و استباط الأحكام أو حتى في التنظير و القياس ، فمن غير المجدي تغيير ألفاظ قياسية اتفق اللغويون - منذ القديم - على سردها عند الإعراب للدلالة على المعاني .
و في المثال الذي ذكرته سابقاً أرى أنه لاضير من إعرابنا القديم و هو مازال يفيد في أداء المعنى الذي إليه قصدت " الاستمرار " .
ربما أنتصر للقديم لسبب واحد ؛ أني أعلم علم اليقين أنهم أقرب منا للغة القرآن فهماً و وعياً و ممارسة و فوق كل هذا و ذاك حباً .
أمدح فيك الجهد الكبير لخدمة القرآن و لغته ، و أشكر لك خلقك في الرد و الحوار .
تحية و تقدير .
أختي العزيزة أستاذة حرة .
تحية طيبة .
شكرا لدماثة خلقك في الرد ، وما تكلمت به أحترمه شديد الاحترام وأكن له التقدير ، الاعتزاز بالقديم شيء أؤثره فيك ، لكن إذا سمحت لي بسؤال : هل لغة القرآن تقف عند حد معين أداء للمعاني عند قديم أو حديث أو معاصر ؟؟ كل يوم ينظر للقرآن نظرة متجددة ، والقرآن الكريم متجدد ؛ زمنا ، ومكانا ، كذلك فإن لغته ذات نمط خاص في الأداء القرآني .
تقديري
د . حقي إسماعيل
02-01-2006, 06:13 PM
القرآن المعجـــز - عليه بنى الأعراب وليس العكس
ما شاء الله
تحليل جميل يا د. حــقى
كثر الله من امثالك حتى لا يعتقد امثال مؤلفوا الفرقان الباطل انهم على شىء
تحياتى
:v1:
أختي الكريمة أستاذة نسيبة .
تحية طيبة .
شكرا لك على كلماتك اللطيفة في ما يخص النص ، وكثر اللـه من أمثالك ممن يتذوقون لغة القرآن على وفق ما نقدمه ونعتقد أنه على صواب ـ بإذن اللـه تعالى ـ .. وأجدني موافقك في أن الإعراب مبني على لغة القرآن الكريم وليس العكس .
تقديري
د . حقي إسماعيل
07-01-2006, 10:12 PM
قال تعالى في سورة يوسف : 12 / 16 : (( وجاءوا أباهم عشاء يبكون )) .
النص يشير إلى أن مجيء أخوة سيدنا يوسف ( صلى اللـه عليه وسلم ) إنما كان وقت العشاء ( ظلام ) أباهم ، وعبر عن حالهم أنهم ( يبكون ) ، وقد تم التعبير بالجملة الفعلية دون الاسمية ( باكين ) ؛ لأسباب ، منها :
( 1 ) : أنهم قالوا إلى أبيهم إن يوسف قد أكله الذئب ، وهو لم يأكله أصلا .
( 2 ) : وأنهم جاءوا أباهم زمن العشاء ( وهو قرينة تتساوق والحدث الغادر ) .
( 3 ) : وقيل : ( يبكون ) بفعل ؛ لأن البكاء هنا غير حقيقي أولا ، ولأن بكاءهم هنا كان بكاء ظاهرا صوتيا فقط ( على غير حقيقة ) ، ولو قيل : ( باكين ) لثبت بكاؤهم الفعلي ؛ تساوقا مع دلالة الاسم على الثبوت .
قال تعالى في سورة المائدة 5 / من الآية 6 : (( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلــكم إلى الكعبين )) .
من نفائس هذا القول أنه حد مراتب الوضوء وطريقته ، والمقصود بالكلام لفظ ( أرجلـَـكم ) بالنصب الذي يدخل في حكم الغسل إلى الكعبين ؛ لأن ( أرجل ) لفظ له وجهان إعرابيان ؛ هما :
( 1 ) إما العطف على لفظ : ( وجوهَ ) المنصوب صراحة على المفعول بـ ( اغسل ) .
( 2 ) : أو العطف على الموضع الإعرابي للفظ : ( رؤوس ) على أساس أن ( امسح ) فعل متعد بنفسه لا بحرف خفض ، والـ : ( باء ) حرف خفض زائد يفيد التوكيد ؛ توكيد مسح الرأس لا غسله .
وقد قرأ الكسائي ؛ علي بن حمزة ( 189 هج ) النص بقراءة ( وأرجلِكم ) بالكسر ، فترتب على هذه القراءة أن لفظ : ( أرجل ) بالخفض معطوف على لفظ : ( رؤوس ) لا على موضعه الإعرابي ، أي : أن ( أرجل ) ـ بناء على قراءته ـ تدخل في حكم المسح لا حكم الغسل .
إلى حلقة أخرى بإذن اللـه
محمد العبدالله
08-01-2006, 08:40 AM
بارك الله بك دكتور حقي اسماعيل
د . حقي إسماعيل
08-01-2006, 05:17 PM
وبك سيدي الكريم على الدخول المبارك بإذن اللـه تعالى .
د . حقي إسماعيل
11-01-2006, 07:47 PM
قال تعالى في سورة العلق : 96 / الآيتان 1 و 2 : ((اقرأ باسم ربك الذي خلق ( 1 ) خلق الإنسان من علق ( 2 ) )) .
لو لحظنا لوجدنا أن الفعل ( خلق) جاء مرتين ؛
( 1 ) : مرة لازما ( بدون مفعول وقع عليه فعل الخلق وهو المذكور في الآية رقم ( 1 ) ) .
( 2 ) : ومرة متعديا ( مفعوله الإنسان ) .
فكيف ذلك ؟؟
الإجابة هي :
( 1 ) : ورد الفعل : ( خلق ) لازما في الآية ( 1 ) ؛ لأن العناية والاهتمام توجها إلى عملية الخلق ( الحدث ) في زمن المضي ، وإلى فاعل الحدث ( لفظ الجلالة المستتر لفظا ) ، وإنما ترك ذكر المفعول لدلالة على شمول الخلق ؛ ولذلك يصح التقدير في الآية الأولى : الذي خلق كل شيء .
وكذلك كل فعل متعد يستعمل لازما ، مع مراعاة الفرق في المعنى لكل فعل .
( 2 ) : ورد الفعل : ( خلق ) متعديا على أًصالة الاستعمال في لسان العرب في الآية ( 2 ) مع ذكر المفعول ؛ للتنصيص على أن الإنسان جزء من الخلق ، فبعد أن أريد شمول الخلق ، انتقل السياق القرآني إلى خصوصية في المخلوق مع العناية والاهتمام به ، أي أن الإنسان خلق من علق ( العلق : دم متجمد يعلق في الرحم ) ، وليس كل مخلوق كذلك ، فأفرد الموضع له لهذه الخصوصية .
إلى حلقة أخرى بإذن اللـه تعالى
نسيبة بنت كعب
11-01-2006, 07:54 PM
ممتــاز
اتابع كل الموضوعات فى هذا الشأن
واقترح عليك تجميعهم كلهم فى صفحة واحدة اما بمثبت او بدون
المهم ان يسهل على المتصفح قراءة مواضيعك كلها لما فيها من فائده كبيرة
زادك الله علما
عيدك مبارك
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/User9999kk.gif
د . حقي إسماعيل
11-01-2006, 08:06 PM
ممتــاز
اتابع كل الموضوعات فى هذا الشأن
واقترح عليك تجميعهم كلهم فى صفحة واحدة اما بمثبت او بدون
المهم ان يسهل على المتصفح قراءة مواضيعك كلها لما فيها من فائده كبيرة
زادك الله علما
عيدك مبارك
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/User9999kk.gif
الأخت نسيبة بنت كعب .
كل عام ونحن إلى طاعة اللـه أقرب .
شكرا لك على نعت هذا العمل بهذا النعت ،سأحاول متابعة اقتراح حضرتك ، وبإذنه تعالى وتبارك سيكون هناك حل لها في قابل الأيام .
تحياتي
سلطان السبهان
21-01-2006, 10:29 AM
بحوثك اللغوية رائعة في هذا المجال
اتفق مع رأي جمعها في موضع واحد
وليكن موضوعا مثبتا يضاف اليه حلقة في كل مرة
دمت لنا
د . حقي إسماعيل
21-01-2006, 02:21 PM
بحوثك اللغوية رائعة في هذا المجال
اتفق مع رأي جمعها في موضع واحد
وليكن موضوعا مثبتا يضاف اليه حلقة في كل مرة
دمت لنا
أخي الكريم سلطان .
تحية ومودة .
سأراسل المشرفين بإذن اللـه تعالى ... حياك اللـه
تحياتي
محمد نجيب
23-01-2006, 11:49 AM
الأخ الفاضل الكريم / د.حقى إسماعيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اكتب لك على استحياء ...
لتأخرى فى المشاركة وسببه .. هذا يومى الأول فى هذا الملتقى الراقى الرائع .
ولو كتبت ماذا اكتب ؟
لقد سبقنى الأفاضل وما تركوا لمثلى كلمة .. بارك اللهم لهم جميعنا .
جزاك الله كل الخير ورزقك الإخلاص ..
وجعل ثواب عملك فى ميزان حسناتك يوم القيامة
ودمت فى رعاية الله وأمنه
د . حقي إسماعيل
26-01-2006, 01:05 AM
قال تعالى : (( فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمَر ستجدني إن شاء اللـه من الصابرين )) من سورة الصافات : 37 / الآية 102 .
جاء الفعل ( أرى ) هنا فعلا قلبيا لا بصَريا ، والفعل البصري يحتاج إلى مفعولين يتممان معناه ، والمفعولان هنا لم يأتيا صريحين ، بل جاء مصدر مؤول بصيغة ( أني أذبحك ) والتقدير : ذبحك مرئيا ، ويستفاد هذا التقدير من الفعل ( أرى ) ، ولما لم يكن الذبح حاصلا على وجه الحقيقة تم تقديم ( في المنام ) على ( أني أذبحك ) ، وجاء تقديم الجار والمجرور ؛ ليفيدا أمرين :
الأول : أن الرؤيا صالحة .
الثاني : أن الذبح ليس على وجه الحقيقة ، بل هو ذبح مجازي .
بدلالة ( افعل ما تؤمَر ) ، فالفعل ( تؤمَر ) جاء بصيغة المبني للمجهول وليس مبنيا للمعلوم ؛ لأن المبلّغ لا يعلم من هو على وجه الحقيقة ، ولما لم يكن يعلم على وجه الحقيقة فهو بمثابة المجهول فاستُعمل الفعل مبنيا للمجهول .
أما ( ستجدني ) فقد صدر بالسين الذي يفيد المستقبل القريب ؛ لأن مناسبة الذبح قريبة ، و ( ستجدني ) جواب شرط مقدم على فعل الشرط ؛ لأن وجود الموجود ( حدث الوجود ) خال من أي شك فتم تأخير ( إن ) الذي يفيد الشك ؛ لأن الأصل في الترتيب ( أداة الشرط ( إن ) + فعل الشرط ( شاء ) اللـه + جواب الشرط ( ستجدني ) ) ، فتقدم الثبوت على الشك ؛ لأنه قال بالطاعة وإثبات الوجود في أية لحظة مستقبلية قريبة ، وتأخر الجار والمجرور ( من الصابرين ) ؛ لأنه بدأ بالصبر على ما رؤي من لحظة إبلاغه ، وجاء الفعل هنا من ذوات المفعول الواحد وليس من ذوات المفعولين .
د . حقي إسماعيل
26-01-2006, 01:37 AM
الأخ الفاضل الكريم / د.حقى إسماعيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اكتب لك على استحياء ...
لتأخرى فى المشاركة وسببه .. هذا يومى الأول فى هذا الملتقى الراقى الرائع .
ولو كتبت ماذا اكتب ؟
لقد سبقنى الأفاضل وما تركوا لمثلى كلمة .. بارك اللهم لهم جميعنا .
جزاك الله كل الخير ورزقك الإخلاص ..
وجعل ثواب عملك فى ميزان حسناتك يوم القيامة
ودمت فى رعاية الله وأمنه
أخي الكريم محمد نجيب .
حياك اللـه .
أشكر لك على أن مررت بهذه النصوص من يومك الأول ، وتلك سعادة تثلج فؤادي ، كلكم سباقون بالفضل لمروركم ، فبكم يحيا الموضوع ، ويستمد روحه منكم .
دمت يا سيدي
نسيبة بنت كعب
26-01-2006, 05:06 AM
من مواضيـع النشرة القادمة لحصاد الواحة التى ترسل لمئات من الأشخاص
جزاكم الرحمـــن الجنـــة د. حقــى على هذه البلاغة والفصاحة التى ابيت ان تحتفظ بها لنفسك فأفصحت عنها لنا لنتعلم ونفهم بطرق لم تخطر على البال
أكمل اتابعك بأذن الله
د . حقي إسماعيل
26-01-2006, 11:22 PM
من مواضيـع النشرة القادمة لحصاد الواحة التى ترسل لمئات من الأشخاص
جزاكم الرحمـــن الجنـــة د. حقــى على هذه البلاغة والفصاحة التى ابيت ان تحتفظ بها لنفسك فأفصحت عنها لنا لنتعلم ونفهم بطرق لم تخطر على البال
أكمل اتابعك بأذن الله
أختي الفاضلة نسيبة .
تحية طيبة .
أشكر لك متابعتك ـ والأخوة والأخوات الكرام ـ التي تفرحني ، وفقنا اللـه لما فيه خدمة كتابه العظيم .
تحياتي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir