تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حالة ...



صابرين الصباغ
15-12-2005, 10:26 PM
حالة ..


أجمعُ مائدة الإفطار بعد خروج ابني وابنتي للجامعة ، و زوجي إلى عمله ..
أضغط مفتاح المذياع ، النشاط يدب فى أعضائي ، أسمع ( يا صباح الخير ياللي معانا ، الكروان غنى وصحانا ) أُهدئ من روع منزلي ، بعدما ضربه إهمال أولادي ، وأعيد كل شيئ مكانة ..
عندي دمية تسكن أحد رفوف المكتبة ، أنظر إليها ، أجدها تنظر إليَّ غاضبة ، أضحك سخرية من نفسي ، شعرت أنني أهذي ، لكنها مازالت تنظربنظرةٍ قاتلة ..!!
كل مكان تزوره يدي يقبلها ؛ لإحساني له بتنظيفه ..
وصلت إلى المكتبة ، وقطعة القماش بيدي ، وبدأت ألمع كل التحف والكتب الموجودة بها ، وما إن اقتربت من الدمية وأمسكت بها ....
صرخت صرخة عالية .. والدماء تسيل من يديَّ ..!!
- لماذا قضمتِ يدي ..؟ ماذا فعلتُ لكِ ..؟
- إنني أمقتكِ ..
- لماذا ..؟!
- أنتِ غائبة ، غارقة في بحر غبائكِ وجهلكِ ..
- لماذا ..؟ ما الذي يحدث ..؟
- لن أخبركِ ، سأدعكِ ترين بنفسك ، ستكونين مكاني لمدة يوم واحد ، وعليكِ أن تتحملي ..
فجأة وجدتني أجلس مكان الدمية في المكتبة ، أتنفس ؛ أرى غرفة معيشتنا ، لكن لا لسان ، لا قدم ، أحاول الحركة فلا أستطيع ..
يدخل ابني ..
- أمي ، أمي ، أين ذهبت ..؟! لعلها ذهبت إلى النادي ..
أسمعه.. أحاول الرد ، لكن لساني كان مدفونا في قبر فمي ..
لقي أوراقه، و يخلع حذائه ويرميه بعيداً ، و يخرج علبة سجائره ، يشعل واحدة، ثم يقترب من الهاتف ..
- أحمد .. بحثت عنك في الجامعة ، أين الذي اتفقنا عليه ، تكاد تنفجر رأسي ، أدركني ..
تصرخ روحي مما أسمع ، ودموعي تنهمر إلى الداخل لتروي قلبي الغافل ..
- حسناً سأنتظرك لا تتأخر عليَّ .. أرجوك لم أعد أحتمل الألم ..
يدخل غرفته ، و يتركني وألم آخر عصي على الإحتمال يضربني ..!
- سناء ، سناء ، أين ذهبت ..؟ لا أدري هل استأذنتني في خروجها أم لا ..؟
يضع يده على رأسه مهموماً حزيناً ، ويجهش بالبكاء الذي يستعصي عليه ..!
- كيف سأعيده ..؟ اقترب الموعد ، ماذا سأقول لسناء والأولاد ..؟ سأتسبب لهم بالفضيحة ، لا يستحقون هذا ، و لكن كيف لي أن أفي بمتطلباتهم ..؟
تسيل دموعه ، لتروي طين حزني فينبت زرع الآلام ، تكسو مساحات همومي ..
- هل يوجد أحد في البيت ..؟ أين ذهب الجميع ..؟
يرن جرس هاتفها ...
- نعم تامر ، ماذا تقول ..؟ يجب أن تتقدم لأبي ، قبل أن تنشر فضيحتي على صفحات
جرائد جسدى ، سيكون فيها موت أبي وأمي ..
أنظر إلى العروس ، عيني ترسل لها نظرات استجداء صارخة ..
- لم يمر سوى سبع ساعات ، ماذا تريدين ..؟
- .........
- هل تريدين أن تكملي اليوم أم ..؟
- ...........
دموعى تسيل أمامها فتغرق جسدها الذي يأسر صوتي وحركتي ..
- لا أدرى ، لا أدرى .....

سحر الليالي
15-12-2005, 11:20 PM
http://smiles.q82.net/data/12/Q82_63.gif

أستاذتنا الرائعة "صابرين ":

ألجمت قلمي لساني عن التعبير....

أكتفي بــ الصمت ،وتسجيل الاعجاب....

روعة تضاهي جمال الزهر والنجم

شكرا لروعة حرفك

تقبلي خالص ودي المعطر بعبق الياسمين

د . حقي إسماعيل
15-12-2005, 11:39 PM
الأديبة القاصة سيدة الحرف والقلم أستاذة صابرين .
سلام معطر بأريج الحروف .
كل يوم يتردد القلم في التعليق على نصوصك هنا وهناك لكي لا يقصر في حق هذا الإبداع الجم الغض الثر .. أسألك باللـه ما هذا الإبداع الذي تنثريه عبقا على رؤوسنا ؟ .. كل قصة أطالعها وكأنها تطالعني .. وتراجعني وتثملني حد النخاع ..
لا أنكر أن لهذا النص على ذاتي وقعا كوقع القلم على الورقة ، وكوقع الودق على الأرض اليابسة ... تفصيل دقيق ليوم يمر به الجميع لكن سطر قلمك كل الإبداع والتألق في الصياغة والحبكة الفنية بأسلوب خلا من التعقيد ........
دمت علما من أعلام الأدب القصصي ينثر شذاه هنا ، هناك ، هنالك .
تحياتي

أسماء حرمة الله
16-12-2005, 01:29 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية قطفتُها من بساتين الياسمين

الأخت المبدعة صابرين،

سجلي إعجابي بقصتك، لقد شدّت انتباهي وقلبي وعزفتْ على أوتاره حتى ثمِل..فقد طرقتِ أشدّ أزمات المجتمع الأكبر والأصغر بمقدرة عالية وحبكة درامية متقنة، وبحروفٍ عذبة مؤثرة..
لو كان الترابط الأسري الغائب بأكثر أُسَرِنا موجودا، لما حدث مثل هذا، يتسلّل الغياب إلى شرفاتِ أفراد الأسرة كلهم، ويصبح كلُّ فرد منهم غائبًا عن أعماق الآخر ومشاكله وهمومه الخاصة، مُغلِقاً لأي حوار من القلب، حوار مفتوح مثمر من شأنه أن يمنع أزمات كبيرة وأخطارا أكبر، فتضيع ملامح الأسرة ومستقبلها وسعادتها، وتنطفئ كل الآمال التي أزهرت يوماً بين أركان البيت، فيحلّ الحزن ضيفا خالدا، ويصير الوجع والندم عنوانيْن لحياةٍ فقدتْ طريقها...
.............
وأعيد كل( شيء) مكانه
يخلع(حذاءه)
(لا أدري)

صابرين العزيزة، تقبلي خالص تحياتي وتقديري وإعجابي :0014:
وألف باقة من الورد والمطر

صابرين الصباغ
16-12-2005, 01:43 AM
http://smiles.q82.net/data/12/Q82_63.gif

أستاذتنا الرائعة "صابرين ":

ألجمت قلمي لساني عن التعبير....

أكتفي بــ الصمت ،وتسجيل الاعجاب....

روعة تضاهي جمال الزهر والنجم

شكرا لروعة حرفك

تقبلي خالص ودي المعطر بعبق الياسمين


اشكرك على مرورك الجميل


ايتها الرقيقة

سجلى انت اعجابي بوجودك

دوماً ليزيد بريق حرفي

د.جمال مرسي
16-12-2005, 09:10 AM
الغالية صابرين الصباغ
كلما قرأت لك قصة أحسست أنني أمام قلم سامق حق لنا أن نفخر به
فالأفكار ما شاء الله غزيرة و متنوعة و دائما ما تطرقين على أبواب قلوبنا بقصص من الواقع فنعيش في أجوائها معك كما لو كانت حقيقة تحدث معنا تماما .
أبارك لك هذه ( الحالة )
كما أبارك لك هذا الخبر الجميل الذي جاء بالببنط العريض في جريدة الجمهورية القاهرية قبل أسبوع عن مجموعتك القصصية ( تكات الخريف )
صابرين .. عندما تبلغين عنان السماء لا تنسنا
و لك الود
د. جمال

صابرين الصباغ
16-12-2005, 12:00 PM
الأديبة القاصة سيدة الحرف والقلم أستاذة صابرين .
سلام معطر بأريج الحروف .
كل يوم يتردد القلم في التعليق على نصوصك هنا وهناك لكي لا يقصر في حق هذا الإبداع الجم الغض الثر .. أسألك باللـه ما هذا الإبداع الذي تنثريه عبقا على رؤوسنا ؟ .. كل قصة أطالعها وكأنها تطالعني .. وتراجعني وتثملني حد النخاع ..
لا أنكر أن لهذا النص على ذاتي وقعا كوقع القلم على الورقة ، وكوقع الودق على الأرض اليابسة ... تفصيل دقيق ليوم يمر به الجميع لكن سطر قلمك كل الإبداع والتألق في الصياغة والحبكة الفنية بأسلوب خلا من التعقيد ........
دمت علما من أعلام الأدب القصصي ينثر شذاه هنا ، هناك ، هنالك .
تحياتي


عندما يعطر قلمي

وجود حرفك

فآن لي أن أفخر ياسيد اللغة

د/ حقي........

يخجل حرفي أمام ملك اللغة ,,,

فمن يدرك ماهية اللغة

وهو يتخصص فى لغة القرآن

ويثني على حرفي

حرفه وسام

أعلقه على صدر صفحاتي

د . حقي إسماعيل
16-12-2005, 02:08 PM
عندما يعطر قلمي

وجود حرفك

فآن لي أن أفخر ياسيد اللغة

د/ حقي........

يخجل حرفي أمام ملك اللغة ,,,

فمن يدرك ماهية اللغة

وهو يتخصص فى لغة القرآن

ويثني على حرفي

حرفه وسام

أعلقه على صدر صفحاتي


الأديبة القاصة أستاذة صابرين .
تحية ود .
لي الشرف العتيد بأن أقرأ لك ، وأفيد من أفكارك .. ما قلتيه في شخصي المتواضع أكبر من أن أتحمل ، وأكبر مني ، وربما لا أستحقه .. شكرا لك يا من تذوي القصة العربية بأفول قلمك وفكرك .
دمت للإبداع رافدا ونهرا وفيضا .
تقديري

صابرين الصباغ
16-12-2005, 11:12 PM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية قطفتُها من بساتين الياسمين

الأخت المبدعة صابرين،

سجلي إعجابي بقصتك، لقد شدّت انتباهي وقلبي وعزفتْ على أوتاره حتى ثمِل..فقد طرقتِ أشدّ أزمات المجتمع الأكبر والأصغر بمقدرة عالية وحبكة درامية متقنة، وبحروفٍ عذبة مؤثرة..
لو كان الترابط الأسري الغائب بأكثر أُسَرِنا موجودا، لما حدث مثل هذا، يتسلّل الغياب إلى شرفاتِ أفراد الأسرة كلهم، ويصبح كلُّ فرد منهم غائبًا عن أعماق الآخر ومشاكله وهمومه الخاصة، مُغلِقاً لأي حوار من القلب، حوار مفتوح مثمر من شأنه أن يمنع أزمات كبيرة وأخطارا أكبر، فتضيع ملامح الأسرة ومستقبلها وسعادتها، وتنطفئ كل الآمال التي أزهرت يوماً بين أركان البيت، فيحلّ الحزن ضيفا خالدا، ويصير الوجع والندم عنوانيْن لحياةٍ فقدتْ طريقها...
.............
وأعيد كل( شيء) مكانه
يخلع(حذاءه)
(لا أدري)

صابرين العزيزة، تقبلي خالص تحياتي وتقديري وإعجابي :0014:
وألف باقة من الورد والمطر


ثرية الحرف والمعنى

أسماء

شرفتي وجودك وتعليقك الجميل

نعم صدقت فى كل ماتكلمت عنه

دمت مبدعة ورقيقة

عبلة محمد زقزوق
16-12-2005, 11:46 PM
سلم لنا مدادك أديبتنا الرائعة أ / صـــــــــابرين

مع قصتك ( حالة ) أجدني في حالة غرق

نعم أنها حالة ، ونتمنى أن يكفينا الله شرها

ولا يكفينا نبع حرفك بيننا

رائـــــــــعة ، مؤلمـــــــــة .

صابرين الصباغ
01-07-2006, 10:33 AM
الغالية صابرين الصباغ
كلما قرأت لك قصة أحسست أنني أمام قلم سامق حق لنا أن نفخر به
فالأفكار ما شاء الله غزيرة و متنوعة و دائما ما تطرقين على أبواب قلوبنا بقصص من الواقع فنعيش في أجوائها معك كما لو كانت حقيقة تحدث معنا تماما .
أبارك لك هذه ( الحالة )
كما أبارك لك هذا الخبر الجميل الذي جاء بالببنط العريض في جريدة الجمهورية القاهرية قبل أسبوع عن مجموعتك القصصية ( تكات الخريف )
صابرين .. عندما تبلغين عنان السماء لا تنسنا
و لك الود
د. جمال


د/ جمال
يامن تعلم الحرف الرومانسية
كل الفخر كان بمرورك هنا
كيف انساك
وانت رفيق درب وصديق قلم وشقيق معنى
دعواتك ياحاج جمال
محبتي البيضاء
بيقولوها كدا مش عارفة فيه الوان تانية ولا لأ

تحياتي

جواد تيدركيت
01-07-2006, 08:29 PM
ليس لي الحق ان ارد فلست في حجم كلماتك
لكنني اجد بين روعة حروفك وجميل كتاباتك اجد فسحة تجذبني لاطرح اعجابي بكل ما يجد من جديدك المتميز
تقبلي كلماتي
لك كل التوفيق
الشاعر

عبدالرحيم الحمصي
02-07-2006, 12:30 PM
اختي صابرين ..

اظن ان القطة صادقت الفارة و باتت تاكل تعاليقي ....

اخوك الحمصي..... :002:

الصباح الخالدي
02-07-2006, 01:07 PM
لايوجد في الدنيا الا حروف مقلوبة كالعملة لاترينا نفسها الا اذا دفعناها

سعيد أبو نعسة
02-07-2006, 05:54 PM
الأخت العزيزة صابرين
فنتازيا رائعة و نقلة نوعية مبهرة في عالم السرد تنبئ بأديبة واعدة سيكون لها في عالم القص مكان فسيح
دمت في خير و عطاء

صابرين الصباغ
03-07-2006, 12:36 AM
سلم لنا مدادك أديبتنا الرائعة أ / صـــــــــابرين

مع قصتك ( حالة ) أجدني في حالة غرق

نعم أنها حالة ، ونتمنى أن يكفينا الله شرها

ولا يكفينا نبع حرفك بيننا

رائـــــــــعة ، مؤلمـــــــــة .


الحبيبة عبلة

سامحيني على الألك لكن

احيانا يكون الألم أكثر احتمالا من الانتحار

هى لفته لمن يغفل عن بيته ولها

دمت نقية

صابرين الصباغ
03-07-2006, 08:59 PM
ليس لي الحق ان ارد فلست في حجم كلماتك
لكنني اجد بين روعة حروفك وجميل كتاباتك اجد فسحة تجذبني لاطرح اعجابي بكل ما يجد من جديدك المتميز
تقبلي كلماتي
لك كل التوفيق
الشاعر


الشاعر
مرحبا بك اخا وصديقا لي ولحرفي
شكرا لأنك مررت بحرفي
ونثرت جمال حرفك فوقه
كما ينثر الزهور على عروس

دمت مبدعا

حوراء آل بورنو
03-07-2006, 11:30 PM
هي حالة تتحدث عن حالات ، فما أبدع القلم الذي رسمها .

لا أفتأ يا صابرين أذكرك كل حين ككتاتبة و قاصة من الطراز الفريد العتيد ، و ما تزال أحرفي تمدح - عن حق - كل خطوط إبداعك .

الحالة مؤلمة و لكنها بعض حقيقة تكون مستورة إلى حين ، و قد تخرجها دمية و قد تخرجها ألسن صريحة و قد تخرجها دمعة ندم ، و لكنها تخرج و لو بعد حين .

كل ودادي .

صابرين الصباغ
04-07-2006, 05:29 PM
اختي صابرين ..

اظن ان القطة صادقت الفارة و باتت تاكل تعاليقي ....

اخوك الحمصي..... :002:


الحمصي
حرفك القزي لاتقوى عليه فئران العالم

دمت بخير

صابرين الصباغ
04-07-2006, 05:33 PM
لايوجد في الدنيا الا حروف مقلوبة كالعملة لاترينا نفسها الا اذا دفعناها

دوما ندفع عملاتنا لتظهر الصور المختفية
اشارقة جديدة لصباح
متألق

حسام القاضي
04-07-2006, 11:43 PM
صابرين

لاأدري كيف فاتتني هذه الدرة الفريدة...
توهمت أني قراتها ، والحقيقة أني الآن فقط أقرأها
عالجت مشكلة غاية في الواقعية في إطار فانتازي
برعت فيه حتى صدقنا هذا المزج بين الواقع والخيال
صدقنا تبادل الأدوار بينها وبين الدمية..
إنها هي تلك الدمية ذات العيون الزجاجية ماذا يحدث
لها إذا تحولت عيناها إلى عينين حقيقيتين تريان ما لم
تفكر في رؤيته من قبل .. ماذا يحدث إذا أصبحت الأم الدمية
أماً حقيقية ذات بصيرة وليس بصراً فقط ..

صابرين

لا نستطيع أن نرى الصورة بوضوح إلا إذا كنا خارجها

تحفة فنية رائعة تضاف إلى روائعك الفريدة .

تقبلي تقديري واحترامي وشكري .

علاء عيسى
06-07-2006, 04:05 AM
حالة ..


أجمعُ مائدة الإفطار بعد خروج ابني وابنتي للجامعة ، و زوجي إلى عمله ..
أضغط مفتاح المذياع ، النشاط يدب فى أعضائي ، أسمع ( يا صباح الخير ياللي معانا ، الكروان غنى وصحانا ) أُهدئ من روع منزلي ، بعدما ضربه إهمال أولادي ، وأعيد كل شيئ مكانة ..
عندي دمية تسكن أحد رفوف المكتبة ، أنظر إليها ، أجدها تنظر إليَّ غاضبة ، أضحك سخرية من نفسي ، شعرت أنني أهذي ، لكنها مازالت تنظربنظرةٍ قاتلة ..!!
كل مكان تزوره يدي يقبلها ؛ لإحساني له بتنظيفه ..
وصلت إلى المكتبة ، وقطعة القماش بيدي ، وبدأت ألمع كل التحف والكتب الموجودة بها ، وما إن اقتربت من الدمية وأمسكت بها ....
صرخت صرخة عالية .. والدماء تسيل من يديَّ ..!!
- لماذا قضمتِ يدي ..؟ ماذا فعلتُ لكِ ..؟
- إنني أمقتكِ ..
- لماذا ..؟!
- أنتِ غائبة ، غارقة في بحر غبائكِ وجهلكِ ..
- لماذا ..؟ ما الذي يحدث ..؟
- لن أخبركِ ، سأدعكِ ترين بنفسك ، ستكونين مكاني لمدة يوم واحد ، وعليكِ أن تتحملي ..
فجأة وجدتني أجلس مكان الدمية في المكتبة ، أتنفس ؛ أرى غرفة معيشتنا ، لكن لا لسان ، لا قدم ، أحاول الحركة فلا أستطيع ..
يدخل ابني ..
- أمي ، أمي ، أين ذهبت ..؟! لعلها ذهبت إلى النادي ..
أسمعه.. أحاول الرد ، لكن لساني كان مدفونا في قبر فمي ..
لقي أوراقه، و يخلع حذائه ويرميه بعيداً ، و يخرج علبة سجائره ، يشعل واحدة، ثم يقترب من الهاتف ..
- أحمد .. بحثت عنك في الجامعة ، أين الذي اتفقنا عليه ، تكاد تنفجر رأسي ، أدركني ..
تصرخ روحي مما أسمع ، ودموعي تنهمر إلى الداخل لتروي قلبي الغافل ..
- حسناً سأنتظرك لا تتأخر عليَّ .. أرجوك لم أعد أحتمل الألم ..
يدخل غرفته ، و يتركني وألم آخر عصي على الإحتمال يضربني ..!
- سناء ، سناء ، أين ذهبت ..؟ لا أدري هل استأذنتني في خروجها أم لا ..؟
يضع يده على رأسه مهموماً حزيناً ، ويجهش بالبكاء الذي يستعصي عليه ..!
- كيف سأعيده ..؟ اقترب الموعد ، ماذا سأقول لسناء والأولاد ..؟ سأتسبب لهم بالفضيحة ، لا يستحقون هذا ، و لكن كيف لي أن أفي بمتطلباتهم ..؟
تسيل دموعه ، لتروي طين حزني فينبت زرع الآلام ، تكسو مساحات همومي ..
- هل يوجد أحد في البيت ..؟ أين ذهب الجميع ..؟
يرن جرس هاتفها ...
- نعم تامر ، ماذا تقول ..؟ يجب أن تتقدم لأبي ، قبل أن تنشر فضيحتي على صفحات
جرائد جسدى ، سيكون فيها موت أبي وأمي ..
أنظر إلى العروس ، عيني ترسل لها نظرات استجداء صارخة ..
- لم يمر سوى سبع ساعات ، ماذا تريدين ..؟
- .........
- هل تريدين أن تكملي اليوم أم ..؟
- ...........
دموعى تسيل أمامها فتغرق جسدها الذي يأسر صوتي وحركتي ..
- لا أدرى ، لا أدرى .....




حالة جديدة من حالات القص
أبدع قلمك فى نسج خيوطها
إفاقة مطلوبة وعين ثاقبة ننتظرها
الجمال هنا والجديد فى الإسقاطة وكأنما الجماد لو تكلم عن ما يراه ويسمعه لقال الكثير والكثير
ولو رأينا وسمعنا مايراه ويسمعه لا نطيقه أبدا
بدون مجاملة
أحييييييييييييييييييييييي يييييييييييكى
وأصفق بكل حواسى لكى
صابرين الصباغ
سأبحث عن كلماتك أينما وجدت كى أأستمتع بها فاسمحى لى

صابرين الصباغ
06-07-2006, 07:10 PM
الأخت العزيزة صابرين
فنتازيا رائعة و نقلة نوعية مبهرة في عالم السرد تنبئ بأديبة واعدة سيكون لها في عالم القص مكان فسيح
دمت في خير و عطاء


شكرا لرؤيتك سعيد

تمنياتي القلبية لك بالصحة وجميل الإبداع

صابرين الصباغ
06-07-2006, 07:16 PM
صابرين

لاأدري كيف فاتتني هذه الدرة الفريدة...
توهمت أني قراتها ، والحقيقة أني الآن فقط أقرأها
عالجت مشكلة غاية في الواقعية في إطار فانتازي
برعت فيه حتى صدقنا هذا المزج بين الواقع والخيال
صدقنا تبادل الأدوار بينها وبين الدمية..
إنها هي تلك الدمية ذات العيون الزجاجية ماذا يحدث
لها إذا تحولت عيناها إلى عينين حقيقيتين تريان ما لم
تفكر في رؤيته من قبل .. ماذا يحدث إذا أصبحت الأم الدمية
أماً حقيقية ذات بصيرة وليس بصراً فقط ..

صابرين

لا نستطيع أن نرى الصورة بوضوح إلا إذا كنا خارجها

تحفة فنية رائعة تضاف إلى روائعك الفريدة .

تقبلي تقديري واحترامي وشكري .
الناقد احيانا والاديب دائما

شكرا لعذب مرورك ونثرك عطر حرفك

باجواء نصوصي

دمت بهيا

خليل حلاوجي
12-07-2006, 09:33 PM
وستظل
دموعى تسيل أمامها فتغرق الاكوان ....

حتى أشعر بالأمان

صابرين الصباغ
13-07-2006, 12:38 AM
حالة جديدة من حالات القص
أبدع قلمك فى نسج خيوطها
إفاقة مطلوبة وعين ثاقبة ننتظرها
الجمال هنا والجديد فى الإسقاطة وكأنما الجماد لو تكلم عن ما يراه ويسمعه لقال الكثير والكثير
ولو رأينا وسمعنا مايراه ويسمعه لا نطيقه أبدا
بدون مجاملة
أحييييييييييييييييييييييي يييييييييييكى
وأصفق بكل حواسى لكى
صابرين الصباغ
سأبحث عن كلماتك أينما وجدت كى أأستمتع بها فاسمحى لى

علاااااااااااااااء

ومرور جديد بحرف فريد

علاء لك كل حروفي أينما نثرتها

فالفخر لها

شكرا لأنك دوما تتابع حرفي

هنا - هناك - هنالك

صابرين الصباغ
13-07-2006, 12:47 AM
صابرين

هو الاسقاط دائماً تاج لقصصك التي تنزف بمختلجات الأنثى والأم والزوجة والابنه المتمردة والمقهورة , سخرية لعبة - حالة وجهان لعملة واحدة , معظم قصصك كلها أوجه لعملات واحدة .

أشكر تمردك

أخوك : محمد سامي


تاج قصصي وجود من يقرأها

معظم قصصي أوجه لعملات واحدة

هلا شرحا لي هذه المقولة يابطل

شكرا لمرورك يابوهي

الصباح الخالدي
13-07-2006, 11:04 AM
عادة يرهقني قراءة النص اكثر من مرة
لكن مع الاستاذة الكبيرة اقرأه متعمدا كل مرة

حسنية تدركيت
13-07-2006, 08:20 PM
لااجد كلمة اعبر بها عن اعجابي بما كتبت استاذتي الرائعة صابرين الا ان اقول لك شكرا جزيلا على هذا الابداع المتواصل دمت لنا

صابرين الصباغ
14-07-2006, 05:40 PM
وستظل
دموعى تسيل أمامها فتغرق الاكوان ....

حتى أشعر بالأمان

لو كانت الدموع وانهمارها يشعرنا بالامان

لأختفت اليابسة من شلالات الدمع

خليل وحضور له ألق خاص

تحياتي

صابرين الصباغ
14-07-2006, 05:45 PM
عادة يرهقني قراءة النص اكثر من مرة
لكن مع الاستاذة الكبيرة اقرأه متعمدا كل مرة


شكرا أيها المشرق

فحروفي تعشق مرورك عليها أكثر من مرة

دمت بألق

محمد إبراهيم الحريري
15-07-2006, 07:15 PM
الأديبة صابرين
تحية
لم يعد يجدي بكائي
بعد أن صرت شجيا
مثلما دمية صبري
تغرق البوح يديا
لم أعد أملك إلا
قلما بات عصيا
وفراق السطر موحش
بينما الطل سبيا
يومنا يا فضل سهد
ويباكينا بقهر منظر الصمت عليا
وعلى أوراق روح
فضح الأمر فكانت
كل أوراق الجرائد
تنفض العار رديا
ــــــــــــــــ
تشكري أختي بارك الله بك

صابرين الصباغ
21-01-2007, 04:11 PM
لااجد كلمة اعبر بها عن اعجابي بما كتبت استاذتي الرائعة صابرين الا ان اقول لك شكرا جزيلا على هذا الابداع المتواصل دمت لنا
الحبيبة حسنية
لاشكر على ابداع
فلانكتب إلا مانحب ولمن نحب
دمت رحيقا

مأمون المغازي
21-01-2007, 05:25 PM
حالة

قصة للأديبة / صابرين الصباغ

تتناول القاصة من خال قصتها واقع أسرة يختلف ظاهرها عن باطنها أسرة طغت تكاليف الحياة والانغماس في المشكلات الواقعية على العلاقات الداخلية فيها لتتحول العلاقات بين الأفاد إلى نوع من أنواع التعايش المكاني لا أكثر .

وعلى طريقتها استطاعت الأديبة صابرين الصباغ أن تتناول الحدث بكلية من خلال الدمية التي شعرت بمنظومة الفشل التي اتخذت من هذه الأسرة مسرحًا لعرض إمكاناتها ، لتتحول الأم إلى كيان متجمد في مقابل كيانها الجامد الذي ألهي عن التزاماته التربوية .

رائع هذا الحوار السريع المكثف بين الأم والدمية والتحول المفاجئ وكأن الأم انتزعت من نومها لتفيق على الحقائق من خلال عالم آخر لكنه عالم من الضروري أن نزوره بين الحين والحين لنرى عالمنا من منظور أوسع ، ويأتي التعبير بالدمية ليوضح لنا مدى الجمود الي عاشته ربة هذا البيت .

من خلال هذا السرد الجميل المتناسق الانسيابي تناولت القصة أهم المشكلات التي تتعرض لها الأسرة وفق التفككية الاجتماعية لتؤكد على دور لك في أفدح مشكلات الشباب حيث تناولت القاصة مشكلتي تعاطي المخدرات والانفلات الأخلاقي ، وهنا تلقي الكاتبة بظلال الحالة إلى خارج الأسرة الصغيرة لتصفع المجتمع ككل ... وبذلك تكون الكاتبة قد استطاعت أن تكثف الأحداث وتنمي العلاقات ضمن إطار لم تنفلت منها خيوطه لتنسج لنا هذه القصة التي حملتنا ببساطتها إلى داخر المنزل لنرى من خلال عيني الأم ودموعها حالة مجتمع يعاني آثار المشكلات التي طرحتها .

نأتي إلى غلق القصة والذي أتصور أنه إبداعي حين لا تجيب الأم سؤال الدمية ... فهي في منطقة اللاوعي ... بين الإقدام والهرب ... أتعود لواقعها لتتحمل النتائج ؟؟
أم تكمل تجمدها هربًا لخوفها من تنامي المشكلات وعدم المقدرة على الإصلاح ... وما زال الدمع ينهمر .

الأديبة القاصة / صابرين الصباغ

استمتعت بهذه القصة

تقبلي تقديري وإعزازي

مأمون المغازي

آمال المصري
20-05-2013, 12:38 PM
تعتني بتنميق أثاث المنزل وأرفف المكتبة والتفكك الأسري يأكل الرطب واليابس في الأسرة على مرأى من جماد المنزل وغفوة من الأم التي لو وُضعت على أحد الأرفف لشهدت مايدور
نص اجتماعي ألجم حرفي وقلمي لخطورة مايحمل من رسالة يجهلها الكثير بأسلوب سهل ممتنع أصبت به الهدف
رائعة أنت أديبتنا الفاضلة
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ربيحة الرفاعي
10-06-2013, 01:50 AM
لم تجلس بطلتك مكان الدمية بل تحررت منها بضع ساعات لتكتشف أنها مارست في بيتها دور الخادمة وأغفلت دور الأم فغاب عنها من أمر أسرتها ما هي ملزمة بتتبعه وراء نظراتهم كلماتهم فهي راع ينهك أنفاسه بالعزف لأغنامه ولا يرى الذئب الذي توسطها

قصة شائقة السرد موفقة الفكرة هادفة

دمت بألق

تحاياي

ناديه محمد الجابي
01-01-2025, 08:38 PM
قصة قديمة للكاتبة المبدعة( صابرين الصباغ) كتبت منذ عشرين عاما
ولكنها أبدا لم تفقد رونقها وروعتها وما حملت من فكر وإبداع
سحرتني القصة بسرد بسيط شائق في نص زاخر بالمعاني
لقلمك صابرين أسلوب جميل ، ولخيالك القدرة على اقتناص الفكرة
وتجسيدها بتصوير معبر مشبع لذائقة القارئ
ولنصوصك عبق مختلف يلمس الأعماق ويحرك أبعد التأملات.
هذا هو الأدب الذي يسرق كل حواس المتلقي..
فشكرا لك دائما أبدا كاتبتنا الرائعة ـ ولك مني ألف سلام.
:v1::nj::0014: