عيسى جرابا
16-12-2005, 12:24 PM
...لِلـعَـابِـرِيْـنَ...
شعر: عيسى جرابا
4\11\1426هـ
عَلَى ضِفَّةِ الـجُرْحِ
حَيْثُ اعْتِرَاكُ الأَمَانِي
تَأَخَّرَ فَجْرِي طُلُوْعَا
فَأَجْرَيْتُ ذَوْبَ فُؤَادِي
وَغَنَّيْتُ مِلْءَ اللَّيَالِي دُمُوْعَا
وَأَشْعَلْتُ فِيْهَا حُرُوْفِي شُمُوْعَا
وَمَا لِي سِوَى الـحَرْفِ
حِيْنَ تَغِيْضُ الكَوَاكِبُ
وَالـحَرْفُ شَمْعَةْ
وَلِلْحُلْمِ رَفْرَفَةٌ...
كُلَّمَا أَوْغَلَتْ فِي مَدَى اللَّيْلِ
مَدَّ لَهَا شَرَكاً مِنْ وُجُوْمْ
وَبَاتَ يَحُوْمْ
وَلَمَّا هَمَتْ وَشْوَشَاتُ النُّجُوْمْ
كَمَا الكَلْبِ أَقْعَى
وَأَيْقَظَ سَمْعَهْ
هَدِيْرُ البِحَارِ
يُسَوِّقُ لِلشَّامِتِيْنَ انْكِسَارِي
وَدَمْدَمَةُ الرِّيْحِ
تُعْلِنُ لِلكَاشِحِيْنَ احْتِضَارِي
وَحِيْنَ تَسِيْرُ الـمَرَاكِبُ...
تَفْلِقُ جَبْهَةَ هَذَا العُبَابِ
وَتَهْزَأُ بِالرِّيْحِ...
تَرْسُمُ فِي وَجْنَةِ الزَّيْفِ صَفْعَةْ
يَقُوْلُوْنَ...
هَا نَحْنُ لِلعَابِرِيْنَ نَشُقُّ الطَّرِيْقْ
وَنَعْصِرُ مِنْ كَرْمَةِ الفَنِّ أَشْهَى رَحِيْقْ
وَنَرْكُضُ...
رَغْمَ القُيُوْدِ الـخَفِيَّةِ وَالظَّاهِرِيَّةِ
رَكْضَ الطَّلِيْقْ
فَقُلْتُ ارْكُضُوْا...
فِي مَهَامِهَ مِنْ نَزَقٍ لا تُفِيْقْ
ذَرَا حُلْمَهَا
عَاصِفُ الوَهْمِ تِيْهاً
وَيَذْرُوْ خُطَاكُمْ
إِلَى غَيْرِ رَجْعَةْ
تُحَدِّثُنِي شَفَةُ الغَيْبِ
أَنَّ الـمَخَاضَ عَسِيْرٌ
سَيُسْفِرُ عَنْ غَيْمَةٍ مِنْ ضِيَاءْ
وَأَنَّ الدَّيَاجِي...
سَتَغْرَقُ فِي شِبْرِ مَاءْ
وَأَنَّ الزَّمَانَ...
سَيَغْسِلَ مَا رَانَ ذَاتَ عَنَاءْ
وَيَمْسَحُ دَمْعَهْ
أَعِيْشُ عَلَى الوَعْدِ
وَالوَعْدُ آتٍ
تَلُوْحُ تَقَاسِيْمُهُ فِي عُيُوْنِ الصَّبَاحْ
وَأَسْمَعُ فِيْهَا تَرَاتِيْلَ هَارُوْنَ
أَلْمَحُ سَيْفَ صَلاَحْ
أَعِيْشُ عَلَى الوَعْدِ
وَالوَعْدُ نُوْرٌ
سَيَفْضَحُ أَلْفَ مُسَيْلِمَةٍ مُسْتَكِنٍّ
وَأَلْفَ سَجَاحْ
هُنَالِكَ تُبْلَى قُلُوْبٌ
وَيَخْسَرُ مَنْ نَبْضُهُ مُسْتَبَاحْ
وَطُوْبَى لِمَنْ نَالَ عِزَّا وَرِفْعَةْ
عَلَى ضِفَّةِ الـجُرْحِ
حَيْثُ الضَّبَابُ كَثِيْفٌ
حَلَفْتُ عَلَى الشِّعْرِ أَلاَّ يَبُوْحَ
فَبَاحَ بِمَا فِي جَنَانِي
وَأَقْسَمْتُ أَنْ يَلْزَمَ الصَّمْتَ
لَكِنْ عَصَانِي
وَطَارَ يُفَتِّشُ...
عَنْ لَوْنِ وَجْهِي
وَعَنْ وِجْهَتِي
عَنْ لِسَانِي
وَقَالَ بِمِلْءِ فَمِ الوَاثِقِ الـحُرِّ:
لا خَيْرَ فِي العَيْشِ
حِيْنَ تُبَاعُ وَتُشْرَى بِهِ القِيَمُ السَّامِقَاتُ
وَحِيْنَ تَصِيْرُ الـمَبَادِئُ سِلْعَةْ
شعر: عيسى جرابا
4\11\1426هـ
عَلَى ضِفَّةِ الـجُرْحِ
حَيْثُ اعْتِرَاكُ الأَمَانِي
تَأَخَّرَ فَجْرِي طُلُوْعَا
فَأَجْرَيْتُ ذَوْبَ فُؤَادِي
وَغَنَّيْتُ مِلْءَ اللَّيَالِي دُمُوْعَا
وَأَشْعَلْتُ فِيْهَا حُرُوْفِي شُمُوْعَا
وَمَا لِي سِوَى الـحَرْفِ
حِيْنَ تَغِيْضُ الكَوَاكِبُ
وَالـحَرْفُ شَمْعَةْ
وَلِلْحُلْمِ رَفْرَفَةٌ...
كُلَّمَا أَوْغَلَتْ فِي مَدَى اللَّيْلِ
مَدَّ لَهَا شَرَكاً مِنْ وُجُوْمْ
وَبَاتَ يَحُوْمْ
وَلَمَّا هَمَتْ وَشْوَشَاتُ النُّجُوْمْ
كَمَا الكَلْبِ أَقْعَى
وَأَيْقَظَ سَمْعَهْ
هَدِيْرُ البِحَارِ
يُسَوِّقُ لِلشَّامِتِيْنَ انْكِسَارِي
وَدَمْدَمَةُ الرِّيْحِ
تُعْلِنُ لِلكَاشِحِيْنَ احْتِضَارِي
وَحِيْنَ تَسِيْرُ الـمَرَاكِبُ...
تَفْلِقُ جَبْهَةَ هَذَا العُبَابِ
وَتَهْزَأُ بِالرِّيْحِ...
تَرْسُمُ فِي وَجْنَةِ الزَّيْفِ صَفْعَةْ
يَقُوْلُوْنَ...
هَا نَحْنُ لِلعَابِرِيْنَ نَشُقُّ الطَّرِيْقْ
وَنَعْصِرُ مِنْ كَرْمَةِ الفَنِّ أَشْهَى رَحِيْقْ
وَنَرْكُضُ...
رَغْمَ القُيُوْدِ الـخَفِيَّةِ وَالظَّاهِرِيَّةِ
رَكْضَ الطَّلِيْقْ
فَقُلْتُ ارْكُضُوْا...
فِي مَهَامِهَ مِنْ نَزَقٍ لا تُفِيْقْ
ذَرَا حُلْمَهَا
عَاصِفُ الوَهْمِ تِيْهاً
وَيَذْرُوْ خُطَاكُمْ
إِلَى غَيْرِ رَجْعَةْ
تُحَدِّثُنِي شَفَةُ الغَيْبِ
أَنَّ الـمَخَاضَ عَسِيْرٌ
سَيُسْفِرُ عَنْ غَيْمَةٍ مِنْ ضِيَاءْ
وَأَنَّ الدَّيَاجِي...
سَتَغْرَقُ فِي شِبْرِ مَاءْ
وَأَنَّ الزَّمَانَ...
سَيَغْسِلَ مَا رَانَ ذَاتَ عَنَاءْ
وَيَمْسَحُ دَمْعَهْ
أَعِيْشُ عَلَى الوَعْدِ
وَالوَعْدُ آتٍ
تَلُوْحُ تَقَاسِيْمُهُ فِي عُيُوْنِ الصَّبَاحْ
وَأَسْمَعُ فِيْهَا تَرَاتِيْلَ هَارُوْنَ
أَلْمَحُ سَيْفَ صَلاَحْ
أَعِيْشُ عَلَى الوَعْدِ
وَالوَعْدُ نُوْرٌ
سَيَفْضَحُ أَلْفَ مُسَيْلِمَةٍ مُسْتَكِنٍّ
وَأَلْفَ سَجَاحْ
هُنَالِكَ تُبْلَى قُلُوْبٌ
وَيَخْسَرُ مَنْ نَبْضُهُ مُسْتَبَاحْ
وَطُوْبَى لِمَنْ نَالَ عِزَّا وَرِفْعَةْ
عَلَى ضِفَّةِ الـجُرْحِ
حَيْثُ الضَّبَابُ كَثِيْفٌ
حَلَفْتُ عَلَى الشِّعْرِ أَلاَّ يَبُوْحَ
فَبَاحَ بِمَا فِي جَنَانِي
وَأَقْسَمْتُ أَنْ يَلْزَمَ الصَّمْتَ
لَكِنْ عَصَانِي
وَطَارَ يُفَتِّشُ...
عَنْ لَوْنِ وَجْهِي
وَعَنْ وِجْهَتِي
عَنْ لِسَانِي
وَقَالَ بِمِلْءِ فَمِ الوَاثِقِ الـحُرِّ:
لا خَيْرَ فِي العَيْشِ
حِيْنَ تُبَاعُ وَتُشْرَى بِهِ القِيَمُ السَّامِقَاتُ
وَحِيْنَ تَصِيْرُ الـمَبَادِئُ سِلْعَةْ