المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وأطل الأمل



محمد المختار زادني
17-12-2005, 12:53 PM
https://www.rabitat-alwaha.net/attachment.php?attachmentid=1033&stc=1
ذات فرح غبرت حروف تاريخه، مررت بالجدول المسحور، فاستوقفني فرخ سنونو شاك اعتداء فرخ بومة عليه إذ نزع منه دميته الجميلة... هبتْ علي نسمة "معتصمية" دفعت بي لنصرة السنونو المظلوم دون شطط، فأصلحت ذات بين الفرخين وراحا يلعبان معا، بينما ألفتُ التردد على مكاني قربهما فصرت أغتديه كل تورد شفق... وكان أن جاءتْ بنت حواء زائرة لمخبإ الحور تمر باحتشام دون أن تلقي التحية . ولما أقفلت عائدة من شأنها، وقع من بين يديها فص ثمين في غفلة منها. فلملمت هامتي وجريت في أثرها مناديا إياها بصوتي المبحوح :« ياكريمة! هذا فص لك يحن لمكانه بين يديك » لكنها غابت بين الخمائل المورقة يتبعها عبق عطرها الذائب على أيدي النسمات المتضاحكة هزءا من سذاجتي.
وبعد حزمة أحزان وعقدة آلام عرفت مسكنها - وليتني ما عرفته!- فجئتها غداة قرح فلم أظفر بلقياها، ولكن حيزبونا قابلتني بما يقابل الصياد طريدة شردت من صياد غيره مستجيرة بالنار من الرمضاء... تبدت خبيرة بألوان المجاملات وأساليب الاستدراج ، وأملت على عيني غشاوة نسجتها الشهامة والنخوة وعلى مسمعي ترددت نبرات من نغمة " الكردي" بكل ما فيها من شجو، وألبستني تاج "سيف ابن ذي يزن" و منطقتني سيف "عنترة العبسي" ولقنتني ترديد المعلقات بأكملها، حتى حسدني الحمل الودود على حلة الأسد التي ألبستني إياها تلك الحيزبون...وبعد موت وحياة، وجدتُني أغالب خيوطا تطوقني من كل زاوية ببيت عنكبوت؛ لا متناهية سدت علي منافذ إبصار الشفق الوردي، وكبلت كل حواسي عشرين موتا وعشرين حياة، ظلّت خلالها بنت حواء تتظاهر بالإشفاق عليّ وبمواساتي في تلك الحال التي لم يُعرف مثيلٌ لها أي من ساكني الجدول المسحور ...
ولما كان الجرح قد أخذ في القلب عمقه، وبدأ النزف يتمرّد على حنكة الأساة، نبت على كتفيّ جناحان مكّناني من التحليق فوق البحيرة الدامية إسوة بالحمام الزاجل الذي يحمل إليك رسائلي. غادرت الديار وما كنت وقتئذ أحس الحنين للون الثرى ولا لأشجار الصفصاف، وسكن الأرق أجفاني بعد حين أخذت التعابير في حلقي تشيخ معانيها وقُصّ جناحي في أودية الضجيج المنسية ، حيث تفرّدت ببلواي ولم يعد وادي الجمود يرخي جناحي للريح سوى مرة كل اثني عشر قهرا! أطوف بعدها على أوكار غطى ذكرياتي فيها الألم وكحّل جفنها السّهاد بمراود الأنين ... وكلما آويت للعش ألفيت فراخي الزّغب على ضيم يصبحون ويمسون على كدر مكبوت يزيد حيرتي حيرة ويستفز شفاه جرحي النازف . لم يراودني شك في طبع بنت حواء "المشفقة" ولم ينتبه حذري لما يجري في كل الجداول المسحورة على ألسنة الحكماء من وصايا وحكايا لسيرة بنات حواء !
ثم تشكلت الصورة بكل ألوانها لقصة بنت حواء " المشفقة" غداة حزن، وانطلقت منها ريح نتنة أطبقت على أرجاء الحي وبدت أنياب ذئبة تنمو على فكيها ونبت حول جفنيها فطر غريب لا عهد لأحد به. فخرجت على قومها في شكل ممسوخ مخيف تنكر له كل سكان الجدول. طرت العنادل وخنقت ما تبقّى من زهرات النرجس فأتت على كل خيوط الأماني الحسان تنقض المغزول منها وتبدد المنفوش حتى عصفت بالعش بمن كان فيه .
لست أدري كيف بُعثتْ في عزمي بعض حكمة "لقمان " حين بدأت أعالج سفيني الآخذ في الاستسلام لعاصفة تلاطمت أمواجها فوق قنن الجبال، وكنت أشدّ على شفاه جرحي إبقاء على قلب كاد يفلت من حلقي ويهرب من بين فكيّ المطبقين!
زِغْتُ عن قواعد وادي الجمود فأهدر دمي، وعدتُ أرتق جوانب العش المهلهلة لسبعة أحران طالت طول الأبد ... غير أن العاصفة أخذت تهدأ قليلا وطابت الريح وبدأ جناحاي يجبر كسرهما . ومرة حاولتُ التحليق فوق البحيرة فأمسك بي مجال وادي الجمود وردّني مكبلا لأدغال الضجة الخانقة حيث أنا الآن . ثم كان الفجر الجميل يرسم وجه الأمل بريشته الناعمة بمهارة على وجه زمن عبوس بدت تدب فيه الحياة، يوم عرفت ناديك وسألتك عني فوجدتك تعرفين عني أكثر مما أعرف عني. وتآخت حروفنا وكتبتِ لي وكتبتُ لك وأفرغتِ من أحزانك في أحزاني وطرزت بالورد لون صباحاتي وأقمت لك صفحة في ديوان شمس بيتي فكنت شمسا بسمت لها زهراتي وأطل الأمل...

سحر الليالي
17-12-2005, 06:26 PM
أستاذي محمد مختار زادني :


ستنقش حروفك على أوراق الــــورد وسينثر عطـــره ،عبر نسمات المســااء..

فهنا قد انسكبت المعاني كـقطرات من المطر...فأصبحت منحوته بين طيات الدهــر..

نزفك أحال الخيال الي هناك....

وكأنه ذاك الندى على ورق الزهر،فتنسااب حرووفك وكأنها وقع خرير الماء من

نبع حالم،فإحساسك هنــــــــا ؛سماء ممطرة تثير الحنين...

أبحرت مع كلماتك وتاهت أفكاري ،ولم أعد أعلم كيف لي أن أرد على نزفك

الرائع!!

فأعذر قلمي وتقبل خالص احترامي وتقديري المحمل بالورد

د. سلطان الحريري
17-12-2005, 09:40 PM
الحبيب محمد المختار زادني:
كلما قرأت حروفك تغمرني سعادة من نوع خاص ، ولكأني في دوحة رائعة فيها الكثير من الجمال الذي يستعصي على كل ذي لب ؛ لأنه يحتاج إلى استكناه أسرار الحرف..
رائع أنت ايها المبدع

محمد المختار زادني
18-12-2005, 03:50 PM
أستاذي محمد مختار زادني :


ستنقش حروفك على أوراق الــــورد وسينثر عطـــره ،عبر نسمات المســااء..

فهنا قد انسكبت المعاني كـقطرات من المطر...فأصبحت منحوته بين طيات الدهــر..

نزفك أحال الخيال الي هناك....

وكأنه ذاك الندى على ورق الزهر،فتنسااب حرووفك وكأنها وقع خرير الماء من

نبع حالم،فإحساسك هنــــــــا ؛سماء ممطرة تثير الحنين...

أبحرت مع كلماتك وتاهت أفكاري ،ولم أعد أعلم كيف لي أن أرد على نزفك

الرائع!!

فأعذر قلمي وتقبل خالص احترامي وتقديري المحمل بالورد

تلك والله القلوب التي وهبها الله حسا خاصا تعرف أين تجد معنى للحرف
في ظلمات زمن لايرحم الأطياف الجميلة !

بوركت أختي الكريمة - القصة واقعية يدل عليها رمز كشفته نباهتك -

فشكرا لك

محمد المختار زادني
18-12-2005, 03:53 PM
الحبيب محمد المختار زادني:
كلما قرأت حروفك تغمرني سعادة من نوع خاص ، ولكأني في دوحة رائعة فيها الكثير من الجمال الذي يستعصي على كل ذي لب ؛ لأنه يحتاج إلى استكناه أسرار الحرف..
رائع أنت ايها المبدع

مرحبا بك ياتاج واحتنا

ولا يسعني إلا لانحناء لما علقت به على قصة لها ألف معنى ولعلها صنعت ركنا من شخصيتي

فشكرا لمرورك الطيب

وزادك الله علما وأدبا وتألقا

أسماء حرمة الله
19-12-2005, 05:55 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية تنهمل عطرا

الأخ العزيز المبدع محمد،

قرأتُ نزفك الذي كتبتَه بسنواتِك الجريحة وبأحزان عشك ودمعِ شمسِ بيتك وأنين زهيراته، فحلّقتْ روحي كما حدث مع الغالية سحر الليالي إلى أرضِ الحزن الأتلع، وهي ُتنبِتُ ذكرياتٍ مرّة بطعم الحنظل ولونِ المساء..
ولولا أن الأملَ أورق بطريقك وكان شراعاً ومجدافاً لسفينة حرفك، ولولا لوحة البحر التي هدّأتْ من الوجع الذي شاطرتُ حروفَك إياه، لكان الدمع زائراً ثقيلا بصفحةٍ تنطقُ ورداً وإبداعاً ورقة وجمالاً...بالرغم من نزفٍ زلال..
.......
(سيف بن ذي يزن)
.....
تحياتي لشمس بيتك وزهوره، وليراعٍ ينطق جمالاً..
تقبل خالص تحاياي وتقديري
وألف باقة من الورد والمطر

محمد المختار زادني
15-01-2006, 07:20 PM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية تنهمل عطرا

الأخ العزيز المبدع محمد،

قرأتُ نزفك الذي كتبتَه بسنواتِك الجريحة وبأحزان عشك ودمعِ شمسِ بيتك وأنين زهيراته، فحلّقتْ روحي كما حدث مع الغالية سحر الليالي إلى أرضِ الحزن الأتلع، وهي ُتنبِتُ ذكرياتٍ مرّة بطعم الحنظل ولونِ المساء..
ولولا أن الأملَ أورق بطريقك وكان شراعاً ومجدافاً لسفينة حرفك، ولولا لوحة البحر التي هدّأتْ من الوجع الذي شاطرتُ حروفَك إياه، لكان الدمع زائراً ثقيلا بصفحةٍ تنطقُ ورداً وإبداعاً ورقة وجمالاً...بالرغم من نزفٍ زلال..
.......
(سيف بن ذي يزن)
.....
تحياتي لشمس بيتك وزهوره، وليراعٍ ينطق جمالاً..
تقبل خالص تحاياي وتقديري
وألف باقة من الورد والمطر

لا تلومي الحزن أختي أسماء
فإني وجدت الحزن مصقل الأرواح

وإن مملكة الحزن مهد التغريد
لأن شاعرة أطلسية قالت في بوحها مرة

«علمني حبك سيدي،
... أن أتغنى حـــــــــــين يلويني الألم!»

وما أظنها إلا صــــــــــادقة

رعاك الله شحرورة واحتنا
ومتعك بالصحة والعافية

نجمة
16-01-2006, 04:13 AM
لا أدري من دعاني لنخب من العطر
كؤوس الرضاب أحتسيها من نخب حزنك الرقيق
الذي بدده ذاك الامل المطل من سنابل الشمس

محمد المختار 000
كأنك حين تكتب..
تعتقل المشهد في إطار الحروف..
بكل شهيق وزفير تنفث دررآ نفيسة

أراني سأعتنق كل حرف من حروفك المعتقة بالزبرجد

سيدي الفاضل 000
أيها الآتي من كنف المجرات النقية
دعنا هاهنا لمتسع من القرون
لنصطلي من عمق محيطك
مؤونة للروح حين الترحال

سأكون هنا دائمآ 00



دمتـَ صادق القلب

حوراء آل بورنو
16-01-2006, 12:48 PM
يا الله ما أجملها ، كيف ضاعت مني ؟
بحق أنت مبدع هنا كل الإبداع ، و جميل الحس كل الجمال ، و متمكنن من حرفك كل التمكن .

دعني أحتفي بها و أضعها في مكانها الذي تستحقه ، دعني أثبتها في المكان العلي .

شاكرة لك جمال تذوقته حرفاً و معنى .

زاهية
16-01-2006, 05:56 PM
محمد المختار زادني
:001: :tree: :001:
أخي الكريم
رسمك بالكلمات أشبه
بلوحة رائعة التصوير
تجد النفس فيها متسعاً للجمال
دمت مبدعاً
أختك
:0014:
بنت البحر

سعيد أبو نعسة
19-01-2006, 10:17 AM
الأخ العزيز محمد المختار زادني
تعكس قصتك هوية أدبية متفرّدة تتضافر فيها عناصر الإبداع من أسلوب سلس و لغة متينة و عاطفة صادقة و خيال محلّق ؛ تتجاذب الفكرة بقوة شد متوازية تمسك بتلابيب القارئ من الحرف الأول في المقدمة و حتى الحرف الأخير ؛ فيتنهد قائلا :
ما أروع هذا البيان البديع !
دمت في ألق و عطاء .

محمد المختار زادني
19-01-2006, 07:23 PM
لا أدري من دعاني لنخب من العطر
كؤوس الرضاب أحتسيها من نخب حزنك الرقيق
الذي بدده ذاك الامل المطل من سنابل الشمس

محمد المختار 000
كأنك حين تكتب..
تعتقل المشهد في إطار الحروف..
بكل شهيق وزفير تنفث دررآ نفيسة

أراني سأعتنق كل حرف من حروفك المعتقة بالزبرجد

سيدي الفاضل 000
أيها الآتي من كنف المجرات النقية
دعنا هاهنا لمتسع من القرون
لنصطلي من عمق محيطك
مؤونة للروح حين الترحال

سأكون هنا دائمآ 00



دمتـَ صادق القلب

أختي الكريمة نجمة

إن نجوم الشبكة نجوم فتية ورقيقة
كم تمنيت منذ عشرات الأحزان أن أطرب قلبا أو أرسم ابتسامة
على ثغر بشري ... بشري ليس غير
لكنني ظلت سجين الزمان والمكان
حتى انبلج عصر الرقمية

وأجمل ما في هذا العصر أنه آخى بين النجوم
وعلم الطير تفاعيل النشيد
وربط بين قلوب كانت تتوق للحنان والمحبة الصادقين

والحمد لله على نعمه -
رعاك الله وزادك تألقا وعلما