تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وســــــــــام



محمد كاديك
19-12-2005, 08:10 AM
تلبية لرغبة شاعرتنا الكبيرة بنت البحر، الأستاذة زاهية أحمد، أرفع "وسام" إلى كل فرسان الواحات..

وســــــــــام

اسألوا أي طفل..
ماذا تريد أن تكون في المستقبل؟
لن يفكر ولن يخمن.. سيجيب بسرعة.. سيجيب بكل اللغات.. "أريد أن أكون طبيبا"..
وهكذا كل الأطفال، بسماتهم تشرق كالأنوار، ولمساتهم تشفي الأفئدة المرهقة.
إلى "وسام" مدينة الورود ـ البليدة ـ وهي تتفجر بلظى الإرهاب، وإلى كل "وسام" على ظهر البسيطة، أرفع ما تفجرت به حبة الفؤاد

وسام/ ساعة المولد
صَبَاحُكُمْ سَعِيدْ..
تَفَتَّحَتْ مِثْلَ الوُرُودِ مَعْ خُيُوطِ الشَّمْسِ
حِينَ أَشْرَقَتْ، وَأَعْلَنَتْ..
يَوْمًا جَدِيدْ..
صَبَاحُكُمْ سَعِيدْ..
وَصَرْخَةٌ تُعَانِقُ النَّسِيمَ بَارِدًا
لِتُعْلِنَ الْحَيَاه..
وَصَرْخَةٌ تَمْتَدُّ حَتَّى تَلْمُسَ الحَيَاه..
.. وَصَرْخَةٌ..
النُّورُ يُدْمِي أَعْيُنِي..
مَاذَا جَرَى؟ أَيْنَ أَنَا؟
مَا هَذِهِ الْوُجُوهُ حَوْلِي؟
قَدْ أَتَيْتُ،.. لاَ أُرِيدْ..
صَبَاحُكُمْ سَعِيدْ..
جَاءَتْ تَحُفُّهَا الْمَلاَئِكَه...
صَبَاحُكُمْ سَعِيدْ..
جَاءَتْ وَحَوْلَهَا الْمَلاَئِكَه...
تَقَرُّ عَيْنُ أُمِّهَا وَتَرْسُمُ ابْتِسَامَه
وَيَقْرَأُ الأَبُ السَّعِيدُ عِنْدَ أُذْنِهَا
الأَذَانَ وَالإِقَامَه..
صَبَاحُكُمْ سَعِيدْ..
وَزَغْرَدَتْ جَدَّتُهَا
عَمَّتُهَا..
خَالَتُهَا..
وِكَالَةُ الأَنبَاءِ كَانَتْ غَائِبَه
وَسَائِلُ الإِعْلاَمِ كَانَتْ غَائِبَه
وَسَائِلُ الإِعْلاَمِ لاَ تَهُمُّهَا أَخْبَارُ مَوْلِدٍ سَعِيدْ
... وَمِنْ بَعِيدْ
أَتَى مُوَزِّعُ الْبَرِيدْ
فَزَغْرَدَتْ جَدَّتُهَا،
يَا فَرْحَتِي..
وِسَامُ جَاءَتْ رِزْقُهَا في كَفِّهَا
.. أَتَى مُوَزِّعُ الْبَرِيدْ
صَبَاحُكُمْ سَعِيدْ..
وَهَذِهِ تَرْقِيَةٌ لِلْوَالِدِ
صَبَاحُكُمْ سَعِيدْ..
وِسَامُ جَاءَتْ بَسْمَةً شَفَّافَةً
في كَفِّهَا إِشْرَاقَةُ الْعَهْدِ الْجَدِيدْ

وسام/ مكان المولد
دمٌ .. دمٌ.. دمٌ .. دمُ ..
في قَلْبِ أَرْضِنَا.. دَمُ ..
وفي سَحَابِنَا.. دَمُ ..
وَالشَّمْسُ قَدْ تَعُودُ صُدْفَةً
فَتُشْرِقُ الْعُيُونُ في إِشْرَاقِهَا
لَكِنَّ نُورَهَا.. دَمُ ..
وَالشَّمْسُ في دِمَائِنَا سَتَهْرُمُ
كُنَّا نُرِيدُ وَمْضَةً مِنْ نُورِهَا
.. وَنَبْسِمُ..
لَكِنَّ فَوْقَ كُلِّ نَبْرَةٍ
مِنْ نَغَمَاتِ ضَحْكَةِ
وَفَوْقَ كُلِّ بَسْمَةٍ..
سَكِّينَةٌ لاَ تَرْحَمُ..
دَمٌ .. دَمٌ..
وَقُنبُلَه..
قَدْ نَلْتَقِيهَا في عُيُونِ وَرْدَةٍ..
قُنبُلةٌ لاَ تَفْهَمُ..
دَمٌ .. دَمُ ..
أَشْلاَؤُنَا مَجْمُوعَةً تَسِيرُ
وَحَوْلَهَا الدَّمُ..
أَشْلاَؤُنَا تَمُرُّ بِالأَشْلاَءْ
هُنَا ذِرَاعُ طِفْلَةٍ
هُنَاكَ كَفٌّ... مِعْصَمُ..
هُنَاكَ أَعْيُنٌ تَرَى.. وَلاَ تَرَى..
هُنَاكَ فَوْقَ سَقْفِ مَنْزِلٍ..
بَقِيَّةٌ مِنْ بَسْمَةٍ..
لَكِنَّهَا.. دَمُ ..
دَمٌ .. دَمُ ..
وَكُلُّنَا نَسِيرُ..
قُلُوبُنَا وَاحِدَةٌ..
مَصِيرَنَا يَا مُبْهَمُ..
وِسَامُ جَاءَتْ..
وَالدُّرُوبُ حَوْلَنَا دَمُ...

وسام/ وصايا.. وصايا..
أَرْجُوكِ يَا وِسَامْ..
لاَ تَلْمَسِي وُرُودَنَا
فَإِنَّهَا مُلَغَّمَه
لاَ تَقْرَبِي بَسْمَتَنَا
فَإِنَّهَا مُلَغَّمَه
لاَ تَقْرَئِي جَرِيدَةً
لاَ تَحْمِلِي محْبَرَةً
وَرِيشَةً مِنْ صُنْعِنَا
.. لاَ تَحْمِلِيهَا.. إِنَّهَا مُلَغَّمَه..
وِسَامُ إِنَّ أَرْضَنَا..
ضَيِّقَةٌ.. ضَيِّقَةٌ..
وَإِنَّهَا تَخْنُقُنَا
شَوَارِعٌ مُلَغَّمَه..
وَأَنْجُمٌ مُلَغَّمَه..
وَرَاءَ كُلِّ صَخْرَةٍ.. مُنَظَّمَه..
وَفَوْقَ كُلِّ صَخْرَةٍ.. مُنَظَّمَه..
وَتَحْتَ كُلِّ صَخْرَةٍ..
أَفْكَارُنَا..
أَحْلاَمُنَا
آمَالُنَا..
أَضْلُعُنَا مُحَطَّمَه..
أَرْجُوكِ يَا وِسَامْ..
لاَ تَأْمَنِي عُيُونَنَا
فَأَلْسُنُ النِّيرَانِ في أَحْيَائِنَا
مَسْرُوجَةٌ مُطَهَّمَه..
أَرْجُوكِ يَا وِسَامْ
اَلْجَرْيُ مَعْ فَرَاشَةٍ حَرَامْ..
وَالضِّحْكُ في حَدِيقَةٍ.. حَرَامْ..
وَلاَ تُدَاعِبِي الدُّمَى.. حَرَامْ..
أَرْجُوكِ يَا وِسَامْ..
لأَنَّنَا في عَالَمٍ
لاَ يَعْرِفُ الْحَرَامْ..
وسام/ إرهاب.. إرهاب
إِرْهَابْ..
وَعُصْبَةُ الْكِلاَبْ
تَجُولُ وَقْتَمَا تَشَاءُ في الْمَدِينَه..
تَجُولُ في سَكِينَه..
عُيُونُهَا سَاهِرَةٌ أَمِينَه..
هَذَا يَمُوتْ...
لأَنَّهُ مُعَلِّمٌ..
.. طَاغُوتْ..
هَذَا يَمُوتْ...
لأَنَّهُ إِمَامُ مَسْجِدٍ.. يَمُوتْ..
هَذَا يَمُوتْ... هَذَا يَمُوتْ...
هَذَا يَمُوتْ...
طِفْلٌ يَمُوتْ؟..
هَلْ طِفْلُنَا طَاغُوتْ؟
لَعَلَّهُ يَصِيرُ في شَبَابِهِ طَاغُوتْ..
وَقَدْ يَصِيرُ كَاتِبًا..
وَقَدْ يَصِيرُ شَاعِرًا..
وَقَدْ يَصِيرْ...
لاَ بُدَّ أَنْ يَمُوتْ..
إِرْهَابْ..
وَعُصْبَةُ الْكِلاَبْ..
تَجُولُ في سُكُونِ اللَّيْلِ
كَيْ تُخَضِّبَ الْخِضَابْ
إِرْهَابْ..
وَخَلْفَ كُلِّ بَابْ..
تَرَقُّبٌ وَحَذَرُ..
وَدَمْعَةٌ تَنْكَسِرُ..
فَتَجْرَحُ الأَهْدَابْ..
إِرْهَابْ..
وَعِنْدَ كُلِّ بَابْ..
تَسَاؤُلٌ وَحَسْرَةٌ وَحَيْرَةٌ وَنِقْمَةٌ..
.. وَرَهْبَةٌ..
وَأَعْيُنٌ غِضَابْ..

وسام/ العصافير أقوى من الموت
لَنْ تَقْتُلُوا وِسَامْ
لَنْ تَسْتَطِيعُوا أَبَدًا أَنْ تَقْتُلُوا وِسَامْ
وِسَامُ رُوحٌ خَالِدٌ
وِسَامُ بَسْمَةُ السَّحَرْ
وِسَامُ سَوْفَ تَرْتَوِي
.. مِنْ نُقَطِ الْمَطَرْ..
وِسَامُ في حِضْنِ الثَّرَى
أَبْعَدُ مَا تَكُونُ عَنْ مَهَازِلِ الْبَشَرْ
وِسَامُ طِفْلَةٌ وَدِيعَةٌ
وَضِحْكَةٌ بَدِيعَةٌ
لَنْ تَقْتُلُوهَا إِنَّهَا...
... في نَغْمَةِ الْوَتَرْ..
لَنْ تَقْتُلُوا وِسَامْ..
لَنْ تَسْتَطِيعُوا قَتْلَهَا
لَنْ تَقْتُلُوا وِسَامْ..
لأَنَّهَا قَدْ خُيِّرَتْ...
مَا بَيْنَ مَوْتٍ بَيْنَكُمْ
.. وَعِيشَةٍ كَرِيمَه
فَاخْتَارَتِ الْحَيَاةَ فَوْقَ غَيْمَةٍ بَيْضَاءْ
اِخْتَارَتِ الْحَيَاةَ في حَدِيقَةِ السَّلاَمْ
وِسَامُ تَحْيَا الآنَ في سَلاَمْ
وَإِنَّهَا تَشْكُرُكُمْ..
شَظِيَّةٌ.. كَفَتْ وِسَامَ خَوْفَكَمْ..
شَظِيَّةٌ كَفَتْ وِسَامَ رُؤْيَةَ اللِّئَامْ..

وسام/ على موعد مع القدر

لَنْ تَسْتَرِيحُوا..
لَنْ تُعَانِقُوا الْهَنَاءْ
وَلْتَعْلَمُوا بِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ سِوَى هَبَاءْ
لَنْ تَسْتَرِيحُوا..
زَرْعُكُمْ يَعَافُهُ الْمَطَرْ
وَظِلُّكُمْ ضَجَرْ
وَتَحْتَكُمْ وَفَوْقَكُمْ
قُلُوبُكُمْ ضَجَرْ
لَنْ تَسْتَرِيحُوا أَبَدًا
وَحَوْلَكُمْ بِكُلِّ شِبْرٍ..
دَمْعَةٌ مُلْتَهِبَه..
وَصَرْخَةٌ مُلْتَهِبَه..
زَغْرَدَةٌ مُلْتَهِبَه..
وَقَلْبُ ثَكْلَى لَمْ يَزَلْ يَخْفُقُ بِالدُّعَاءْ
يَا جُثَثًا تَفِرُّ في الْخَلاَءْ
وِسَامُ لَنْ تَتْرُكَكُمْ..
وِسَامُ عَادَتْ مَرَّةً أُخْرَى
وَفي يَمِينِهَا الْقَضَاءْ

زاهية
19-12-2005, 09:03 AM
وسام
يابسمةَ الصباحْ
يا طفلةَ النقاء ْ
ياحمرةَ الحياءْ
يا ديمةَ العطاءْ
يابسمةَ الأمل ْ
املئي المقلْ
بالحبِّ والصَّفاءْ
وأرسلي الطيورْ
والزَّهرَ والعطورْ
بشائرَ الهناء

أهلاً بك أخي الفاضل
محمد كاديك
:001: :tree: :001:
وأهلاً
بوسام
:001: :tree: :001:
وكل ماتحمل معهامن روعة وجمال
أسعدني قدومك أخي الكريم
شكراً على استجابتك بتلبية دعوتي
إلى الواحة ونشر قصيدة وسام
أرجو أن تجد فيها واحة الخير
أهلاً وأصدقاء
أختك
:0014:
بنت البحر

سلطان السبهان
19-12-2005, 01:30 PM
أهلا وسهلا

أخي محمد كاديك

وإطلالة مميزة بهذه التحفة الرائعة

محمد كاديك
20-12-2005, 08:44 AM
أختي زاهية
وأخي السهبان..
تحياتي إليكما..
لقد أفعمتما قلبي فرحا بقراءة "وسام"، وأنا شاكر لكما جميل ما احتضنتماها به من سعة صدر..
لكما مني أسمى آيات المحبة والتقدير

زاهية
20-12-2005, 10:45 AM
وسام تستحق الاحتفاء بها
أهلاً بك أخي الفاضل محمد
أختك
بنت البحر

عبلة محمد زقزوق
20-12-2005, 12:11 PM
كنت أظنها طويلة ، وسوف يضجرني رنينها .
لكني واصلت حتى نهاية سطورها ، ومازلت أرجو ألا تنتهي .

رائعة أخي الكريم أ / محمد كاديك

لا فوض فوك
تستحق انت ووسام ... وساماً لرائعة النظم والكلام .

خوله بدر
20-12-2005, 12:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخي الكريم محمد كاديك
تبارك المولى كلمات رائعة ومعاني انسيابية جميلة لمكونات حارة لحكاية بألف حكاية . سلمت ودمت بألف خير وحياك الله في واحة الخير .
ونلتقي على طاعة الله ورضاه
أختكم في الله خوله
إبنة الوطن الجريح .

د.جمال مرسي
20-12-2005, 01:48 PM
بارك الله بك أخي محمد كاديك
قصيدة جميلة و هي بالفعل وسام نعتز به جميعا
شكرا لتشريفك لنا بها و الشكر موصول لزاهية لدعوتك .
وَصَرْخَةٌ..
النُّورُ يُدْمِي أَعْيُنِي..
لست أدري بالنسبة لكلمة أعيني .. لو استبدلتها بمقلتي
لأنه ليس للانسان أعين كثيرة
مجرد وجهة نظر
دمت بخير
د. جمال

مجذوب العيد المشراوي
20-12-2005, 07:45 PM
محمد أهلا وسهلا بواحتك الفيحاء أيها الألمعي ...

قصيدة جميلة جمال حيدرة المفخخة بالشقراوات ولطافة الجو ، كنتَ قمرا أطل أخيرا علينا فأهلا وألف أهلا أيها الجميل ...
عليك أن تتصل في أقرب وقت وقد وصلك رقمنا شكرا

د. سمير العمري
17-01-2006, 12:45 AM
أظن أن هذه القصيدة تستحق الوسام.

أرى هنا أخي محمد كاديك تمكناً لغوياً وشعرياً بارزاً أسعدني وأمتعني.

أسعدتنا بوسامك وليتك تقبل منا وسامنا.


أهلاً بك دوماً.



تحياتي
:os::tree::os:

خليل انشاصي
17-01-2006, 08:26 AM
المسافة بين القِرط والكتف في الحسناء الجميلة
جَسّدّها أخي العزيز / محمد كاديك
في قصيدته " وسام "
فوضع وساماً على صدر الواحة
فكانت أقرب من القرط للكتف في قلوبنا إعجاباً
فحُقَ لها أن تفخر به
أهلاً وسهلاً بك في واحة الأحبة
وكل عام وأنتم بخير .
لك مني كل التقدير والاحترام .

أبو عبدالله .

مجذوب العيد المشراوي
17-01-2006, 08:31 PM
ثم بعد أن عرفتك أدركت لم أنت متوقد؟
ربما النقاء في الشاعر عصب الشعر ، أما سلامة القلب فينبوعه .ربما ..

كم حِلمك الباهر الموزون يغرقني .... كم كان في داخلي كالبحر متسعا