المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثأر قديم ...... قصة



صابرين الصباغ
19-12-2005, 09:01 PM
دق الهاتف ، دقات كأنها صافرات إنذار ، أسرعت لنجدة من فيه ، من خبر سيقتله ..!!
- مرحباً .. منزل السيد محمود ..؟
- نعم .. خيراً..
- البقاء لله .. السيد محمود راح ضحية حادث إرهابي ..
لم تحملني قدماي ، كأن الخبر خنجرا ، قطع وتر تحملي وثباتي ، تظلم الدنيا تنطفي أنوارها في حجرات عمري ، أشعر بالظلام يحتل أركاني ..
أجلس .. شريط يمر أمامي ، تبكيني لقطاته ..
رأيته وهو يتقدم إليَّ طالباً يدي للسعادة ، يجلس بجواري في هودج عُرسنا ، كملك يعتلي عرش عمري ..
نظراته الملهوفة وخوفه عليَّ وأنا في رمق الولادة ، سهره معي بجوار ابني ، فرحتنا الممزوجة بنجاحهم ، همومنا التي حملها عنا ولم يشك يوماً ، طلباتنا التي كان يحملها قلبه طوال حياتنا ، حنانه - حبه - رعايته وشوقه لي ، مشاعري التي لم يهملها ، محاولاته الدائمة ليشعرني بأني لا زالت كما أنا شابة لم يلطخ لوحتي الزمن والكِبر...
تنفجر قطرات دمعي حارقة قبل أن تهوي من مساقط عيني ، لتولد طاقة الفراق وشحنات الألم والخوف من المجهول بعده ...
أتحامل على نفسي ، أهرع إلى مكان الحادث ، لأجد الدماء تروي كل بقعة في الشارع ، شعرت أن الشارع رُويَ بالدماء لينبت زهور الحزن نجنيها نحن أُسر الضحايا ، أنظر لكل قطرة دم قتيلة ، هل أنتِ ابنته..؟ ، هل سِلتِ من شرايينه التى يسرى فيها حبي ..؟؟
أبحث بين مخلفات الحادث .. لعلي أظفر بشيء يخصه ، نظارته - ساعته - فكل شيء يبقى منه .. هو رفيقي .. وذكراه التي ستبقى ..
ينقضي العزاء ، يوارى جثمانة الثَرى ، لكنه لم يوارَ ثَرى قلبي ، بل إن مكانه ، أندلعت نيران أخرى تحمل حقداً أعمى على كل من ساهم في مأساتي ..
أجمع أبنائي بأحضاني حتى أزيح يد الحزن التى تضغط على أعناقهم ..
أتتبع الأخبار ، منفذو الحادث أرهابيون ملتحون ، يتخذون الدين ستاراً لأعمالهم الإجرامية ..
تنبت داخل أعماقي بذرة سوداء لكل من له لحية ، كأنها كانت سبب وحدتي وشقائى بأولادي وحدي ، فكم حملهم وعر ثقيل ، وأنا التي عشت في كنف أبيهم مرفهة ، لا أعلم من دنياي إلا مايريني هو ..
إذا استقليت مواصلات وجلس إلى جواري شخص له لحية ، نهضت -كالمفزوعة ..
في عملي لو دخل أحدهم يطلب أن أنجز له شيئاً أرسله لموظف آخر ، كرهت رؤية كل المسلسلات التاريخية ، فرؤية اللحية تذكرني بفقد هنائي وسعادتي ..
تربطني وحدتي في ساقية الحياة ، فأدور لأروي أرض أولادي ، تكبر زهوري ، تُعطر جناني ..
أهنأ .. أنام .. أرى أنني أمتطي سحابة ، أمسك بذيل شعاع الشمس ، أرحل بعيداً ، تخلعني جاذبية أحزاني ، لأطير ، أطير ...
تأخذني سحابتي فوق هامة الدنيا ، أخاف أرتعد ، أرتجف ، ترتعش أوصالي ..!!
تتختفي الشمس تغيب ، لأجد شعاعها يذوب في يدى ، أنظر حولي فلا أجد سوى _ ثُريا _ مضيئة ، تكاد أنوارها تأخذ بالألباب والعقول ، أقتربت منها ، تعلقت بها ، أرفع رأسي عالياً ، لأجد نفسى أتدلى من لحية ..!!!

محمد سمير السحار
20-12-2005, 12:55 AM
أختي المبدعة صابرين
جميلة قصتك وإنْ كانتْ اللحية أصبحت وسيلة نصب واحتيال وتستّر ولكن لا يمكن التعميم
مع خالص تقديري وأطيب أمنياتي
أخوكِ
محمد سمير

صابرين الصباغ
20-12-2005, 01:05 AM
مرحبا أخي محمد

النصب والإحتيال صار سمة عصرنا

كفانا الله شره

أشكر لك مرورك الكريم

الذي عطر صفحاتي

أسماء حرمة الله
20-12-2005, 04:54 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية مكتوبة برحيق الياسمين

العزيزة المبدعة صابرين،

وكم من بيوتٍ دمِّرَتْ وغابت الشمس عنها بسبب ماحدث لبطل قصتك، فلله الأمر من قبلُ ومن بعدُ..أما اللحية فليست معيارا للاحتيال والزيف، فكما يتستّر الكثيرون وراءَها ليُلبِسوا الحق بالباطل، ثمة من ليسوا كذلك..
دمتِ ودام يراعك نابضاً بهموم الأمّة..
........
كأن الخبر-خنجرٌ-/ تنطفئ/اندلعت/اقتربت
........

تقبلي خالص تحياتي وتقديري :0014:
وألف باقة من الورد والمطر

د. سلطان الحريري
20-12-2005, 10:22 AM
يعجبني حرفك المتمرد يا صابرين ، ولعل من المناسب لي أن أشيد بتمكنك من تقنيات القص باقتدار ، وأجدني مشدودا دائما إلى مبدأ التداعي في قصصك ، وإن كنت أختلف معك في طرح الفكرة ، فقد اخترت اللحية مقياسا للتعبير عن ظاهرة مستشرية في مجتمعاتنا ، وبحاجة إلى جلاء الحقيقة ..
فكم من ملتح وليس له من الدين إلا لحيته ، وكم من حليق له من الدين أكثر مما للملتحين..
وأنتهز الفصة لتهنئتك بصدور مجموعتك القصصية الجديدة .
أما الهنات فقد أشارت إليها أديبتنا أسماء في معرض ردها السابق .
لك خالص ودي وتقديري

صابرين الصباغ
20-12-2005, 05:54 PM
أختي الرقيقة أسماء

يسعدني دوما مرورك الكريم

دمت بكل الخير

همسة ...

أشكرك على ملاحظاتك القيمة

أخذها دوما بعين الأعتبار

سعيد أبو نعسة
20-12-2005, 07:52 PM
العزيزة صابرين الصباغ
قصة واعدة مشحونة بعاطفة متأججة تنثال عبر تداعيات صادقة .
لكن لا بد من بعض الملاحظات :
إضافة إلى الهنات الهيّنات التي أشارت إليها الأخت أسماء :
1- كان من الأفضل استخدام الفعل الماضي أو المضارع من بداية النص إلى نهايته لأن الانتقال المفاجئ بينهما دون أداة ربط معنوية مناسبة يسبب خللا أسلوبيا واضحا .
2- حين تسمع الزوجة خبر مقتل زوجها فإنها تهرع فورا إلى مكان الحادث قبل أن تسترجع الذكريات كما حصل مع بطلتك في القصة .
3- لعبتِ في القصة دور السارد العالم بكل شيء فذكرت ما يعتلج في دخيلة الزوجة و كان الأولى أن تتركي الزوجة تبوح بمشاعرها بطريقة عفوية فياضة
4- المبالغة و التضخيم مرفوضان في القصة لذا فإن اللحية المسكينة قد ظُلمت في النص علما بأنها سنة مؤكدة عند المسلمين و لا دخل لها إن استخدمها البعض غطاء لتنفيذ مآربه .
5- أعجبتني التشبيهات و كنت أتمنى أن تلعب الفنتازيا( الخيال) دورا أكبر في سبك القصة و حبكها .
دمت في عطاء

عبلة محمد زقزوق
20-12-2005, 08:56 PM
أسعد دوماً أختاه ـ صابرين الصباغ ، عندما أجد جديدك بيننا ، فدائما ما يمتعني أسلوبك وسردك للقصة .
سعدت بها وتعايشتها ، حتى ظننت أنني فعلا أكره ما تكرهه بطلتنا للقصة .

ولكن كما قيل اللحية سنة عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، ومن أمتطيها لحيلة ودهاء جزاؤه شر جزاء ، ولا نملك أمراً إلا قول حسبنا الله ونعم الوكيل .
أما من تبارك بها وسار على هدي رسولنا كان له جزيل العطاء دنيا وآخره .

لا تغيبي عنا بجميل قصصك ، ولك خالص التهاني لمجموعتك القصصية الجديدة .

صابرين الصباغ
21-12-2005, 12:21 AM
دكتور سلطان

حضورك البهى يضيف للنص

الكثير والكثير

دمت مبدعا يسعدني تواجده

أحمد فؤاد
21-12-2005, 11:07 AM
المُبدعة / صابرين الصبّاغ


استمتعت بقراءة قصتكِ بالفعل , و أعجبني - باستثناء مُلاحظات الأخ العزيز / سعيد أبو نعسة - أسلوب الرواية , و فكرة القصة .


و اختلف مع بقية الزملاء في أن الرمز الذي قد أشرتِ إليه ( اللحية ) هو في الحقيقة - برغم كونه سُنّة مؤكّدة - إلا أنه كان بالنسبة لبطلة القصة رمزاً لحالة نفسية مُعيّنة , و هي حالة معروفة جداً في علم النفس تُسمى حالة ( الارتباط الشرطي ) , و هي حالة عصبية تُصيب الشخص الذي يمر بحدث ما يتسبب له في ذكرى مؤلمة مما يترتب عليه الشعور بالضيق كُلّما مر بشئ يُذكّره بهذا الحادث , و العكس صحيح فالارتباط الشخصي موجود بالفعل في الحدث الجيّد , و لهذا فإن استخدام اللحية كفكرة عامة مرفوضة , إنما تعود - ضمنياً - إلى سوء استغلال اللحية و التخفي وراءها لاستخدامها في أغراض سيئة .


و للأسف الشديد هُناك الكثير منهم في مجتمعنا , هداهم الله جميعاً , أو خلّصنا منهم .



أعتذر عن إطالتي , و أتقدّم إليكِ بتهنئة قلبية بمناسبة صدور مجموعتكِ القصصية الجديدة , و إن كنت أطمح في الحصول على نُسخة منها .


و لكِ مني كل تقدير


أحمد فؤاد

صابرين الصباغ
21-12-2005, 01:00 PM
ملك النثر /// دكتور سلطان

يشرفني دوما حضورك البهى

اللحية مجرد حالة استثنائية (فردية ) لحالة إجرامية فردية

فحاشا لله أن اعيب فى سنه عن المصطفى

لكن فى آخر النص أعتبرتها ثريا مضيئة

اشكر مرورك دوما

صابرين الصباغ
21-12-2005, 01:06 PM
العزيزة صابرين الصباغ
قصة واعدة مشحونة بعاطفة متأججة تنثال عبر تداعيات صادقة .
لكن لا بد من بعض الملاحظات :
إضافة إلى الهنات الهيّنات التي أشارت إليها الأخت أسماء :
1- كان من الأفضل استخدام الفعل الماضي أو المضارع من بداية النص إلى نهايته لأن الانتقال المفاجئ بينهما دون أداة ربط معنوية مناسبة يسبب خللا أسلوبيا واضحا .
2- حين تسمع الزوجة خبر مقتل زوجها فإنها تهرع فورا إلى مكان الحادث قبل أن تسترجع الذكريات كما حصل مع بطلتك في القصة .
3- لعبتِ في القصة دور السارد العالم بكل شيء فذكرت ما يعتلج في دخيلة الزوجة و كان الأولى أن تتركي الزوجة تبوح بمشاعرها بطريقة عفوية فياضة
4- المبالغة و التضخيم مرفوضان في القصة لذا فإن اللحية المسكينة قد ظُلمت في النص علما بأنها سنة مؤكدة عند المسلمين و لا دخل لها إن استخدمها البعض غطاء لتنفيذ مآربه .
5- أعجبتني التشبيهات و كنت أتمنى أن تلعب الفنتازيا( الخيال) دورا أكبر في سبك القصة و حبكها .
دمت في عطاء



لاتعليق سوى

إني أجلس أفكر فى كل حرف

من حروفك لأتعلم

دمت مبدعاً

د.جمال مرسي
21-12-2005, 02:02 PM
أخني الكريمة صابرين الصباغ
حتى لو كان الرمز يمس شيئاً من عقائدنا أو سنة نبينا
فيجب أن تكون عنده وقفة
فليس كل من أطلق لحيته ارهابيا و إن حاولوا تصوير ذلك لنا
سعدت بمداخلات الاخوة التي أثرت النقاش هنا
أهلا بك دوما
و تقبلي الود
د. جمال