المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آجي أقابل بابا إمتى ؟ ( قصة قصيرة )



أحمد فؤاد
21-12-2005, 05:18 PM
http://ahmoda2000.jeeran.com/غلاف.gif



آجي أقابل بابا إمتى ؟

قصة قصيرة






" آجي أقابل بابا إمتى ؟ " قُلت تِلك الجُملة مُنتظراً رَدة فِعلها , كُنت سعيداً وأنا أتابع توَرّد وجنتيها بحُمرة الخجل, أخذتني الذكريات لثلاثة أعوام سبقت تلك اللحظة , لبداية قصة حبنا , و إصرارنا على المُضيّ قُدماُ في مواجهة جميع المُشكلات التي قد تقف في طريق سعادتنا , ما زال الحب يرفرف داخل قلوبنا , فلم يعرف الملل طريقاً لنا , ولم نسمح للمشكلات التي واجهتنا أن تكسر حلمنا الجميل الذي بنيّناه بورود العشق والغرام .

كانت ندى هي أحب الناس إلى قلبي , فقد جذبني إليها جمال روحها الأخاذ ورفعة خلقها , وحب الحياة والابتسامة الدائمة على شفتيها , كانت ملامحها تشعرني بالهدوء والراحة.

لطالما كُنّا نحلم بتلك اللحظة التي يجمعنا فيها بيت واحد , كم تعبنا من أجل تلك اللحظة , عام كامل فى العمل الشاق والبحث المستمر عن وظيفة جيّدة , وقد نجحت والحمد لله في الإلتحاق بشركة كبرى , و أهداني أبى شقة جميلة بسيطة , نستطيع أن نبدأ بها حياتنا سويّاً , شعرت بأن الله قد كافأنا بعد كل المشاق التي عانيناها , و ها قد جاءت أخيرا بعد طول عناء.


ابتسمتُ وأنا أمسك يدها برفق , نَظَرت إليّ بدون أن تتكلم , غمرتني بأرق كلمات الحب بعيناها , ثم سَحَبت يداها بهدوء من يدي , وقالت أنها ستنتظرني في الموعد الذي سيحدده أباها .

مرَّت الأيام سريعة ليأتي اليوم الموعود .. ذهبت حسب المَوعد المُحَدد , و استقبلني والد ندى بابتسامة ودود , وفاتحته في الموضوع مباشرةً , و بالطبع دار نفس الكلام المكرر الروتيني الذي يُقال في تلك المناسبات .

ثم بدأ في لفت انتباهي بأنني شاب حديث التخرج وبأن الدخل الذى أتقاضاه لن يجعلني كُفئاً لتحمل مسؤولية أسرة –بالرغم من أن هناك الكثير من الناس يتقاضون نصف راتبي ويعيشون به راضيين– واعترض على الشقة التي أملكها بحجة أنها تبعد عن مكان إقامته بمسافة كبيرة , وأنه يتعيّن عليّ أن أقوم بشراء شقة جديدة في أرقى الأحياء , كما اعترض أيضا على إمكانياتي التي لا تسمح له بتحقيق ما يتمناه لابنته , من حفل زفاف فاخر في أرقى الفنادق , ومن رحلة (شهر عسل) في الخارج , و في تأثيث البيت بآخر الموديلات الحديثة في عالم الأثاث , و شراء أحدث الإلكترونيات .

أخبرنى بأنني مظلوم ككل شباب ذلك الجيل , ولكنه لا يستطيع أن يضحي بمستقبل وسعادة ابنته مع شاب مثلى في بداية حياته .

كُنت استمع إليه وكأنني استمع لمسلسل عربي مُعاد أشاهده لإضاعة وقتي بعد أن مللت منه , ولكنى للأسف في تلك المرة لن أستطيع إغلاق التلفاز , بل يجب على أن أظل مُنتبِها لآخر الحلقة , آسف .. أقصد لآخر المناقشة .

دافَعتُ عن حقي وأبديت له أسبابي , وبأنني ميسور الحال ولست متعسّراُ كما يُصوّرني , أوضحت له أن السعادة في تكوين الذات مع من أحببتها , وفى ظل حب يجمع قلبينا , ويذيب المشاكل التي سنواجهها , لماذا أتحمَّل وحدي مَشقّة الحياة بدون أي شخص بجانبي يشدد من أزرى ويحنو عليّ ؟ , ولماذا هي تعيش وحيدة تنتظر إلى أن يتقدّم لها شخص آخر ليتزوجها ما دُمت شخصاً خلوقاً ؟ , كم سيمر علينا من الوقت منتظرين؟ , لماذا لا نبدأ حياتنا معاً , لماذا نقتل بداخلنا حُب الحياة والصمود معاً في وجه المشكلات التي سنُلاقيها , بدلاً من أن يواجهها كل طرف منا بمفرده , بعيداً عمّن يُحبّه و يحتاج لقُربه ومواساته , إن الحياة عندما نبدأها سويا , أفضل من أن نبدأها بعد أن يكون الزمن قد غيَّر مشاعرنا ومرَّ بِنا العُمر , قبل أن تذهب زهرة شبابنا في طريق لن تعرف الرجوع منه.

وكأنني كُنت أتحدث إلى نفسي , لم يعر كلامي أي اهتمام , وكأن كلامي لا يعنيه , بل أخذ يردد أنه لا ذنب له في هذا الموضوع , لأنه يريد أن يرى ابنته سعيده –وكأن السعادة تٌشترى بالمال– ولن يتنازل عن هذا أبداً , ثم أسَرَد لي أسباب شقائنا نحن جيل الشباب .. و أن الظروف الإقتصادية هي التي وضعتنا جميعاً في هذا المأزق , وأن ارتفاع البطالة وزيادة التضخم وراء انخفاض قيمة العملة , وبالتالي ارتفاع الأسعار , بما فيها المنتجات الزراعية , والأثاث والإلكترونيات , وبالتالي أثرت على تكاليف الزواج .

لم أفهم أبداً ما علاقة هذا الكلام بما أتيت من أجله , أو ربما قد وقف عقلي عن التفكير من عدم تصديقي لما أسمع .

ولكن في النهاية , انتهت المقابلة بنتيجة غير قابلة للمناقشة , لن يكون هناك زواج , إلا إذا وافقت على طلباته , من بيت جديد وأثاث بأرقي التصميمات , و حفل زفاف يُقَام في فندق خمسة نجوم , و .. و.. و..

سرت شارداً في الطريق , دون أي قصد , ظللت أفكر فيما ما حدث منذ دقائق , هل أنا مُخطئ لأنني أقدمت على الزواج ؟, هل يجب أن أبلغ من العمر أرذله كى أستطيع أن أتزوج؟ , ما معنى الحياة دون أي هدف , وما معنى تحمّل المَشقّة دون أي شخص يشد من أزرك ؟ , كيف ستسقيم الحياة بلا زواج و استقرار نفسيّ ؟ , لماذا خلق الله حواء لآدم إذن ؟!!

نظرتُ إلي شابِ وفتاة تشابكت أيديهما في حبِ و حنان , فانتابتني نوبة من الضحك الهستيري , و أخذت أضحك مُتصوّراً حالتهما عندما يُصدَمون حين يُعلنون رغبتهم فى الزواج , إنهم بالتأكيد لا يعلمون بأن هذا الجيل قد كُتِبَ عليه عدم الزواج , لأن الظروف الاقتصادية قد زادت من أسعار كل شئ حتى المنتجات الغذائية.

و لم استطع إيقاف طوفان الأسئلة داخل عقلي , هل سيؤثّر زَواجي على اقتصاد بلدي ؟ أم أنه سيؤثر في معدّل نسبة البطلة وانخفاض قيمة العملة ؟ .. هل فشل زواجي لأن ( كيلو الطماطم ) أصبح بستة جنيهات ؟!! , ولأن طبق الفول قد تعدَّت أسعاره الحد المعقول ؟!! ..









و عَزمت على نَشر حِكايتي في كل مكان , أود لو أحفرها في التاريخ لعلّ شخص يأتى من بعدي و يدرك ما كنا نُعانيه – نحن شباب هذا الجيل – من إحباط و يأس .

ولكني لم أكن أعلم أن تلك المرة التي أكتب فيها قصتي ستكون هي المرة الـ 530 خلال عامين على 334 حائط , دون أن يذكر التاريخ أي شئ عن قصتى , ودون أن أرى أي شخص قد تعلَّم من قصتي شيئاً , ولكنى سأظل أكتب حتى أجد لقصتي مكاناً في كُتبِ التاريخ.


عــادل الشـامــــي
مستشفى الأمراض العقلية .. العباسية
جمهورية مصر العربية


تــمــت

بقلم : أحمد فؤاد
الأثـنـيــن
29/03/2004

سحر الليالي
21-12-2005, 06:29 PM
أخي المبدع فؤاد أحمد :

قصة لا يقال عنها أكثر من كلمة :

رووووووووووووووووووعة:010:

سلمت لنا ودمت مبدعا

لك خالص الود والتقدير المحمل بالورد

عبلة محمد زقزوق
21-12-2005, 11:12 PM
أولاً : وقبل ذي بدء من هو عادل الشامي هذا ؟D:

ثانيا : تأثرت بها رغم ما تبديه ملامحي من إبتسامة بلهاء لا تريد أن تنتهي .

حقاً ؛ كلنا يخطئ ، ولكن جل الخطأ عندما نخطئ في حق أبنائنا ، ونحكم عليهم بحياة نعلم جيداً ، أنهم غير متوافقين أو راضين عنها . ونأمل أعتيادهم عليها وتقبلها ... وكأننا نسقيهم من مرار الكأس قبل أمتلائه .

آآآآآآآآآآآآه دنيا نحياها شئنا أم أبينا .:008:
ونتمني أن نكون لذرياتنا مثلا ومثالا لمعني وقدسية الحرية .

خالص التحايا لجميل ورائعة قصتك أخي أ / أحمد فؤاد

أحمد فؤاد
22-12-2005, 03:47 PM
أخي المبدع فؤاد أحمد :

قصة لا يقال عنها أكثر من كلمة :

رووووووووووووووووووعة:010:

سلمت لنا ودمت مبدعا

لك خالص الود والتقدير المحمل بالورد



الأخت الرقيقة / سحر الليالي


مروركِ الدائم حافز لي لتقديم المزيد , أشكركِ بحق على مروركِ الدائم .


آملاً أن أكون عند حُسن الظن بي دائماً.

لكِ كل المودّة.



أحمد فؤاد

بنت بجيلة
22-12-2005, 04:37 PM
أيها الأنيق المبدع تجعلنا نعيش بين سطورك لنقرأها مرة واثنان وثلاثة لديك قدرة عجيبة لتجعل القارئ يتفاعل مع كل حرف حتى آخر قطرة .........ولكن مهلا من قائل النص أنت أم
(عــادل الشـامــــي).....لي عودة لمقالك أيها الرائع لأنك تناولت أكثر من مشكلة يعاني منها أكثر الشباب

أحمد فؤاد
24-12-2005, 10:36 AM
أولاً : وقبل ذي بدء من هو عادل الشامي هذا ؟D:

ثانيا : تأثرت بها رغم ما تبديه ملامحي من إبتسامة بلهاء لا تريد أن تنتهي .

حقاً ؛ كلنا يخطئ ، ولكن جل الخطأ عندما نخطئ في حق أبنائنا ، ونحكم عليهم بحياة نعلم جيداً ، أنهم غير متوافقين أو راضين عنها . ونأمل أعتيادهم عليها وتقبلها ... وكأننا نسقيهم من مرار الكأس قبل أمتلائه .

آآآآآآآآآآآآه دنيا نحياها شئنا أم أبينا .:008:
ونتمني أن نكون لذرياتنا مثلا ومثالا لمعني وقدسية الحرية .

خالص التحايا لجميل ورائعة قصتك أخي أ / أحمد فؤاد



أولاً و قبل أي رد : عادل الشامي هو الشخصية المحورية ( و هو الراوي ) في القصة

و قد فضّلت أن أكتب اسمه في النهاية كي لا يقوم أحدهم بالتفكير في أنني ( أحمد فؤاد ) قد كتبت تلك القصة بالفعل في مُستشفى الأمراض العقلية D:


أختي الغالية / عبلة

هُناك الكثير من الأخطاء التي نرتكبها في حق الأبناء بحكم العادة , كما و أن دائماً فإن تلك الأخطاء تكون في الأساس نوايا طيّبة , و لكنها للأسف تفسيرها يكمن في تفضيل الآباء مبدأ الإجبار دون المُشاورة أو المواجهة و محاولة النقاش مع الأبناء للوصول لحل وسط أو لإقناع أياً من الطرفين للطرف الآخر .


و أتمنى كما تتمنّي يا أختي .. يا ليتنا نُصبح مثلاً و مِثالاً لأبناءنا.


لكِ مني كل التحية


أحمد فؤاد

زاهية
24-12-2005, 10:45 AM
لماذا أسميته عادل الشامي ؟
حرام عليك ياشيخ
رااائعة
أختك
بنت البحر

د\أسماء علي
24-12-2005, 01:17 PM
الأخ العزيز..أحمد فؤاد..

هاهي أزمة...

الجيل الحالي مليئ بهذه النماذج...

لكن أريد ان اسأل الكبار ...

هل كان على زمانهم فندق خمس نجوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لكن هاهي الحياة.......

دمت مبدعا....

أحمد فؤاد
25-12-2005, 08:51 PM
لماذا أسميته عادل الشامي ؟
حرام عليك ياشيخ
رااائعة
أختك
بنت البحر



في الحقيقة لم يكن اختياري للاسم لسبب مُحدد , و إنما كان هو الاسم الأول الذي تبادر إلى ذهني حيتها , مع العلم أن اسم ( عادل الشامي ) لا علاقة له ببلاد الشام D:


ففي مصر هُناك عائلات كثيرة لقبها ( الشامي ) و إن كُنت لم أدري حينها أنه قد يُقصد بها أنه من بلاد الشام !!



و إن كُنت أعلم حينها أن الاسم سيتسبب في أزمة ديبلوماسية لكن أسميته عادل المصري D:


تحياتي القلبية لأهل الشام جميعاً


و لكِ مني أجمل تحية ..


أحمد فؤاد

أحمد فؤاد
25-12-2005, 08:54 PM
أيها الأنيق المبدع تجعلنا نعيش بين سطورك لنقرأها مرة واثنان وثلاثة لديك قدرة عجيبة لتجعل القارئ يتفاعل مع كل حرف حتى آخر قطرة .........ولكن مهلا من قائل النص أنت أم
(عــادل الشـامــــي).....لي عودة لمقالك أيها الرائع لأنك تناولت أكثر من مشكلة يعاني منها أكثر الشباب


المُتميّزة / بنت بجيلة

ياله من إطراء رقيق منكِ على حروفي المُتواضعة .. أشكركِ على نُبلكِ الجميل .


أما من هو كاتب النص فليس عادل الشامي


بل هو أحمد فؤاد .. أنا


شخصية عادل الشامي هي شخصية وهمية في دور الراوي.


في انتظاركِ أيتها الأخت العزيزة .. فلا تُطيلي انتظاري


لكِ مني كل الود


أحمد فؤاد

بنت بجيلة
26-12-2005, 03:54 PM
هذه المعاناة التي يعاني منها كثير من الشباب . ..أخي أحمد قرأت العديد من المقالات والتي تسلط الضوء على مشاكل الشباب ولكن بطريقة باهتة لاتجعل القارئ يتعمق في النص ..أنت استطعت تجسيد المشكلة بطريق جذابة وشيقة ...............ولكن لنطرح عواطفنا جانبا ونقول الزواج ليست نزهة على شط البحر ولارحلة قصيرة الزواج هو العمر بأكمله فمن غير المعقول أن ترتبط القتاة بشاب عاطل عن العمل أو لنقل راتبه الشهري لايكفيه مصروفا له فكيف به يبني ويكون أسرة ....اللهم إلا إذا كان والد الفتاة مقتدر وغني وقادر على مساعدة هذا الشاب ليستر ابنته ولكن إذا كان الوالد معسور لاحيلة لديه فهل يرمي ابنته لأول طارق ..................لاتظن أني ضد فكرتك وضد الشباب والشابات فأنا منهم ولكن أقل شيء أن الشخص الذي يتقدم للفتاة يؤمن لفتاته كل ماتحتاجه في الحياة العادية ولن أقول الهاي لايف ...وطالما أنك من دعاة استكانة المرأة في بيتها إذن تؤمن لها كل طلباتها يافارس أحلامها ...............تحياتي لك على مواضيعك الجميلة

أحمد فؤاد
29-12-2005, 05:41 PM
الأخ العزيز..أحمد فؤاد..

هاهي أزمة...

الجيل الحالي مليئ بهذه النماذج...

لكن أريد ان اسأل الكبار ...

هل كان على زمانهم فندق خمس نجوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لكن هاهي الحياة.......

دمت مبدعا....


الأخت الفاضلة / د.أسماء علي

مروركِ العذب يُضفي لمسة أدبيّة خاصة على حروفي , أما بالنسبة للأزمة يا سيدتي , فالجيل الحالي و السابق و الآتي لهم نماذج كثيرة , و لكن هُناك بعض الآباء الذين يُحاولون ضمان أكبر قدر ممكن من الرفاهية لبناته فتضيع البركة من بين يديه .


أما بالنسبة لفنادق الخمس نجوم , فالكل أصابه الغرور و الكِبر , و لهذا فهو لا يرضى أن يكون بسيطاً أبداً , حتى كما نقول في مصريتنا ( الناس ماتكلش وِشُّه !!), و كما قُلتِ هاهي الحياة.!!



دُمتِ راقية


أحمد فؤاد

أحمد فؤاد
31-12-2005, 07:37 AM
هذه المعاناة التي يعاني منها كثير من الشباب . ..أخي أحمد قرأت العديد من المقالات والتي تسلط الضوء على مشاكل الشباب ولكن بطريقة باهتة لاتجعل القارئ يتعمق في النص ..أنت استطعت تجسيد المشكلة بطريق جذابة وشيقة


الأخت الراقية / بنت بجيلة

أشكركِ على إطرائكِ الجميل على إسلوبي المُتواضع .




...............ولكن لنطرح عواطفنا جانبا ونقول الزواج ليست نزهة على شط البحر ولارحلة قصيرة الزواج هو العمر بأكمله فمن غير المعقول أن ترتبط القتاة بشاب عاطل عن العمل أو لنقل راتبه الشهري لايكفيه مصروفا له فكيف به يبني ويكون أسرة ....اللهم إلا إذا كان والد الفتاة مقتدر وغني وقادر على مساعدة هذا الشاب ليستر ابنته ولكن إذا كان الوالد معسور لاحيلة لديه فهل يرمي ابنته لأول طارق


أنتِ مُحقّة يا عزيزتي , الزواج ليس نُزهة على شط البحر , و مسؤولية اختيار الزوج تحديداً تقع على وليّ الأمر , فكان الله في عونه حقاً , فالثقة في الشباب في تلك الأيام ليس بالأمر السهل إطلاقاً , و بالتأكيد - كما أسلفتِ - أن ارتباط فتاة بشاب عاطل لا يكفي راتبه الشهري مصروفاً له أن يبني أسرة و ( يفتح بيت ) , و لن يرضى وليّ الأمر أبداً أن يختار هذا الشاب كزوج حتى لا يُقصّر في دوره و مسؤوليته .

و من المُفارقات الجميلة التي تستطيعين رؤيتها في مُجتمعنا , أن الأب عندما تُقدم ابنته على الزواج , يُصر على أثاث مُعيّن ,و تكاليف مُحددة , و شقة واسعة , بحجة أن الفتاة عاشت كريمة في بيت أبيها و يجب أن يضمن لها استمرارية تلك العيشة على الأقل . و عندما يُقدم ابنه على الزواج فإن الأب سيتّهم والد الفتاة (خطيبة ابنه) بأنه يُغالي في طلباته , و لا داعي للشقة الواسعة و العيشة الفخمة , فما زال الشاب في بداية حياته , تلك الطلبات تُرهقه , و هو في نهاية الأمر شاب في بداية حياته و سيعيش مع زوجته في صبر حتى يفتح الله عليهما .!!!!


أي أن نفس الرجل ( الأب ) يملك رؤيتين مُتناقضتين لابنه و ابنته , و كل الآباء واقعين في هذا التناقض , بما فيهم والديّ , و بما فيهم أنا ( و لكن بنسب مُتفاوتة , و إن تشابهت في المبدأ ) D:


و هذا يرجع في الأساس للثقة التي يمنحها الأب أو وليّ الأمر للشاب , و لذلك ففي حالة إن كان الشاب معروفاً جداً للأب , أو يحمل نسب قرابة , فإن الطلبات - غالباً - تكون أقل بكثير من الطلبات المُغالى فيها , عندما يكون الزوج غير معروف , و ذلك نتيجة للهاجس الذي ينتاب الأب , بالخوف على ابنته في احتمال أن يكون الزوج انسان غير جدير بالثقة .

بالفعل تلك المُشكلة صعبة حقاً .



...وطالما أنك من دعاة استكانة المرأة في بيتها إذن تؤمن لها كل طلباتها يافارس أحلامها

من واجب الرجل أن يُوفّر لزوجته و بيته جميع طلباتها و احتياجاتها , و هذا حق كفله الله للمرأة , و يُلزم به الله الزوج طالماً أقدم على هذا الرباط المُقدّس , و لكن في ظل ذلك العصر الإقتصادي الإستهلاكي الرهيب المُنعدم البركة فيه, والذي يمتص كل المُدخلات , فلا مناص لعمل الزوجة بشكل مؤقّت حتى يغنيهما الله بفضله , و ذلك من أجل القيام ببيت و رباط مُقدّس يعصم به الزوج و الزوجة عن الفتن , لبناء أسرة سعيدة غايتها مرضاة الله تعالى.


...............تحياتي لك على مواضيعك الجميلة


بل أشكركِ على مُناقشاتكِ الجميلة و التي تُضفي الكثير من الحيوية في المواضيع .


دُمتِ راقية


أحمد فؤاد

ناديه محمد الجابي
02-11-2016, 05:35 PM
نص مدهش بأطروحته ورسالته وتصويره الجميل
قرأت هنا ما أبهر بأدبيات حرفه وبديع نسجه لمشكلة هامة تجابه شبابنا
ثم كانت المناقشات الرائعة التي أثرت الموضوع وتناولت كل جوانبه بالدراسةوالتحليل
سلمت ومداد قلمك الباهر. :001: