مشاهدة النسخة كاملة : الاولوية للقصوى للمسلمين
محمد سوالمة
23-12-2005, 08:28 PM
أولوية المسلمين اليوم ، العمل الجاد والهادف إلى إقامة دولة الإسلام مرة أخرى ، لأنه بها وحدها يكون الإسلام مطبقاً في معترك الحياة ، أي بها وحدها يكون استئناف الحياة الإسلامية ، وبها وحدها تُحل كل مشاكل المسلمين حلاً يُرضي الله سبحانه وتعالى . فمشكلة فلسطين حلها يكون بالجهاد في سبيل الله حتى إخراج الكافر المحتل وضم فلسطين إلى ديار الإسلام لتُحكم بالإسلام ، والجهاد المطلوب هنا لتحرير فلسطين ليس الجهاد الذي أقصاه إيذاء المحتل ، بل المطلوب هو الجهاد الذي يهزمهم هزيمة منكرة ، وهذا يحتاج إلى جيش مسلم عقائدي يحرر بيت المقدس وتصير عقر دار الخلافة كما بشر رسول الله . وكذلك بالنسبة للعراق وأفغانستان والشيشان والأندلس و..
وبها وحدها يُقضى على الفقر وذلك بتطبيق النظام الاقتصادي الرباني ، ويُقضى على الخصخصة والعولمة وسياسات السوق ويُقطع دابر صندوق النقد الدولي والبنك الدولي .
وليس معنى أن دولة الإسلام هي الحل الجذري لمشكلة الفقر مثلاً ألا يتصدق الناس ويقوموا بأعمال الخير انتظاراً للدولة الاسلامية ، بل معناه ألا نصور أن الإنفاق والتصدق فقط هو الحل ، أي أنه لابد وأن نبين الحل الجذري ونسعى فيه سعياً جدياً ، وألا نجعل أي شيء يشغلنا أو يلهينا عن قضيتنا المصيرية . فالأصل معالجة سبب المشكلة وليس الاقتصار على معالجة النتائج والالتهاء بها عن السبب الحقيقي ، فالناظر إلى بلاد المسلمين يجد أنها بلاد خيرات وثروات متعددة ، حتى أن 80% من ثروات العالم هي في بلاد المسلمين ومع ذلك نجد أبناء المسلمين أفقر الناس مقارنة بغيرهم ، بل وتجد بلادنا الإسلامية مديونة وبقروض ربوية مركبة وغير مركبة ، وتجد التبعية الاقتصادية ، وتجد البطالة متفشية بشكل عجيب أيضاً .
فشركات البترول والطاقة والمياه والاتصالات وما شابهها الأصل أنها ملك عام حسب أحكام الشرع ، والأصل أن تقوم الدولة بإدارتها وتشغيل المسلمين فيها وتقديم الخدمات لرعايا الدولة كافة بأسعار التكلفة والتشغيل ، لأن وظيفة الدولة هي رعاية الشؤون وهذه الثروات ملك لجميع المسلمين ، ولكن الذي يحصل أن دول الضرار ، دول الجباية وليست دول الرعاية تقوم بخصخصة مثل هذه الشركات وتبيع جزء كبير منها لغير رعايا الدولة من الأجانب الكفار ، فيصبح الهدف من الشركة الربح والربح فقط ، فتزداد أسعار السلع ويُخفض عدد العمال إلى الحد الأدنى وهكذا ...
فهل نترك هذه السياسة المتوحشة ونلتهي بعمل الجمعيات الأهلية التي تلتهي بالنتائج عن الأسباب؟!!!
ثم إن ما يسمى بالسوق الحرة تقضي بأن ترفع الدولة الضرائب عن بعض السلع التي يراد لها أن تدخل البلد ، فيؤدي ذلك إلى إهلاك الشركات المحلية وقطع دابرها ، ذلك أن الشركات الكبرى اليوم وخصوصاً متعددة الجنسيات التي تتبنى العولمة في انتاجها عندها القدرة على إنشاء فروع لها في المناطق التي فيها أيدي عاملة رخيصة جداً ، وفي المناطق التي فيها مواد الخام رخيصة جداً ، وبالاضافة إلى انتاجها الضخم عبر العالم ، فتكون سلعها رخيصة مقابل أسعار الشركات المحلية ، وإذا ما
رفعت الدولة الجمارك عن هذه البضائع فسوف تغرق السوق وتقضي على الشركات المحلية ، وبذلك تصبح هذه الدولة مجرد سوق استهلاكية لهذه الشركات الاستعمارية .
فهل نترك سياسات السوق والعولمة ونلتهي بعمل الجمعيات الخيرية التي تصرف طاقات الشباب عن العمل الجذري ؟!!
وتجد التاجر يدفع عدة أنواع من الضرائب للدولة وعدة أنواع من التأمينات كذلك ، وكل ذلك ظلماً وعدواناً ، لأن الضرائب لا تجوز في الإسلام إلا في حالتين ، الحالة الأولى ضرائب الجمارك لمعاملة الدول الكافرة بالمثل ، والحالة الثانية عند الضرورة أي عندما لا تكفي خزانة بيت المال لتغطية أشياء ضروية جداً كتمويل جيش للجهاد في سبيل الله مثلاً ، ويكون ذلك على الأغنياء فقط وبنسبة معينة فقط وحسب الحاجة .
فهل نترك ذلك ونلتهي بالجمعيات الخيرية بدل توظيف طاقات الشباب نحو العمل السياسي المبدئي ؟!!
وتجد المضاربين بسوق الأسهم ، يأتي الواحد منهم إلى البلد ويسحب قرضاً بضمانات معينة ثم يشتري كميات كبيرة جداً من الأسهم ، فيرتفع سعرها ظناً من المستهلكين أن أسهم تلك الشركة أو الشركة تحقق أرباحاً كبيرة ، فيزداد الطلب عليها ويرتفع سعرها في السوق ، ثم يقوم هذا المضارب بطرح كل الأسهم مرة واحدة في السوق ويأخذ كميات كبيرة من الدولارات من البلد ، فتهبط قيمة العملة المحلية لأن رصيدها الدولار ، وليس لها قيمة بعينها ، فيأتي صندوق النقد الدولي بثياب الواعظين ليقدم القروض بانواعها ثم يطلب من البلد ضمانات لسد هذه القروض ، ويفرض سياسات معينة على الدولة بل ويعين مراقبين على الدولة دائمين في وزارة المالية يشرفون على السياسات أو يضعونها بأنفسهم !!
فهل نترك سوق الأسهم وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ونقتصر على الدعوة الفردية والجمعيات ؟!!!
يقول سيد قطب في الظلال : " إن الجهد الأصيل ، والتضحيات النبيلة يجب أن تتجه أولاً إلى إلى إقامة المجتمع الخير .... والمجتمع الخير هو الذي يقوم على منهج الله .... قبل أن ينصرف الجهد والبذل والتضحية إلى اصلاحات جزئية ، شخصية ، وفردية ، عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..... إنه لا جدوى من المحاولات الجزئية حين يفسد المجتمع كله ... وحين يقوم المجتمع على غير منهج الله ، وحين يتخذ له شريعة غير شريعة الله ، فينبغي عندئذٍ أن تبدأ المحاولة من الأساس ... وأن يكون الجهد لتقرير سلطان الله في الأرض .... وحين يستقر هذا السلطان يصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شيئاً يرتكن إلى أساس "
ولا يفهم من كلام سيد قطب رحمه الله عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بل يفهم منه أن الأمر يجب أن يتوجه إلى رأس المعروف وهو إيجاد المجتمع الإسلامي الذي يُحكم بنظام الله ، وذلك لا يكون إلا بالدولة الإسلامية ، وأن النهي يجب أن يتوجه ويتركز على رأس المنكر وهو عدم الحكم بما أنزل الله تعالى ، فالالتهاء بالفروع عن الأصول متاهة .
وهكذا .. ، يجب أن ننظر إلى سبب المشكلة وليس إلى نتائجها وظواهرها ، فنظل ندور في دوائر ، وتستهلك طاقاتنا وتضحياتنا بدون حل المشكلة ، وإنما ترقيع يتلوه ترقيع ، وكلما أرادوا إلهائنا استحدثوا لنا مشكلة جديدة .
ولا يُقال أن إقامة دولة الإسلام " الخلافة " هو أمرٌ مستحيل أو أمرٌ خيالي ، لا يجوز أن يقال ذلك مجرد قول ، ناهيك عن الاعتقاد بذلك الذي يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله ، لأن الله تعالى وعدنا بالنصر والتمكين في القرآن الكريم ، وعلى سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى : )وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55) .
قال القرطبي في تفسيره : فَصَحَّ أَنَّ الْآيَة عَامَّة لِأُمَّةِ مُحَمَّد غَيْر مَخْصُوصَة ; إِذْ التَّخْصِيص لَا يَكُون إِلَّا بِخَبَرٍ مِمَّنْ يَجِب [ لَهُ ] التَّسْلِيم , وَمِنْ الْأَصْل الْمَعْلُوم التَّمَسُّك بِالْعُمُومِ . ا.هـ
قال الشوكاني في تفسيره فتح القدير : وهو وعد يعم جميع الأمة. وقيل: هو خاص بالصحابة، ولا وجه لذلك، فإن الإيمان وعمل الصالحات لا يختص بهم، بل يمكن وقوع ذلك من كل واحد من هذه الأمة، ومن عمل بكتاب الله وسنة رسوله، فقد أطاع الله ورسوله . ا.هـ
والاستخلاف في الأرض والتمكين وتبديل الخوف أمناً ، لا يمكن أن يكون إلا بدولة الإسلام ، لأن التمكين للإسلام في الأرض يتطلب القوة المادية للظهور على العالم .
فكيف لمسلم بعد ذلك أن يقول أن وعد الله تحقيقه مستحيل أو خيالي ؟! ، ولكن من فتنته الدنيا وقسي قلبه وضبعه الكفر المنتفش وضعف إيمانه بالله وبكلام الله يمكن أن يقول ذلك !
: )وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ، يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) (الروم:6-7) ، ) وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ)(الزمر: من الآية20).
وقد وعدنا الله بالنصر والتمكين ووعدنا الكفار بالهزيمة والدمار ، والله لا يخلف الميعاد
وكذلك الأحاديث الكثيرة والتي تبشر وبدلالة قطعية بعودة الخلافة خلافة راشدة على منهاج النبوة ، فهي ليست أموية ولا عباسية ولا عثمانية وإنما على منهاج النبوة .
ما رواه الإمام أحمد في الحديث الصحيح : "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا ، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبريا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة".
وقال : " إن الله زوى لي الأرض. فرأيت مشارقها ومغاربها. وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها" رواه مسلم .
وعن أبي قبيل قال : كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص، و سـئل أى المدينـتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية ؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق، قال : فأخرج منه كتابا قال : فقال عبد الله : بينما نحن حول رسول الله نكتب، إذ سئل رسول الله : أى المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية ؟ فقال رسول الله : مدينة هرقل تفتح أولا : يعني قسطنطينية.
وأحاديث أخرى كثيرة .
فلا يُقال أن أمر الخلافة هو أمر خيالي ، لأن الله تعالى عن ذلك لا يكلفنا بخيال ، ونحن مكلفون بإقامة دولة الإسلام أي العمل الآن لإقامتها بأقصى طاقة وأقصى سرعة ، لأن الوسع هو أقصى الطاقة .
قال رسول الله : " ... ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " رواه مسلم .
ولا يُقال كذلك بأن وعد الله متحقق لا محالة سواء أعملنا أم لم نعمل ، نعم إن وعد الله متحقق لا محالة ويكون ذلك على أيدي أناس يسرهم الله وشرح صدورهم للعمل لهذا الدين والتضحية في سبيله ، مثال ذلك قوله تعالى : )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) ، فالحفظ كان وسيكون على أيدي علماء يسرهم الله لهذا الدين فحفظوه وحملوه لنا ،
وليس الأمر أن الله يتدخل بقوة خارقة تقضي على من يحاول تحريف القرآن مثلاً وإنما يكون ذلك حسب سنن الكون ) فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً)(فاطر: من الآية43).
وهكذا وعد الله ورسوله لنا بالخلافة يحتاج إلى رجال يسيرون على منهاج النبوة كأصحاب رسول الله ، يحقق الله سبحانه على أيديهم قيام الخلافة على منهاج النبوة .
فلا يكفي الإيمان بالنصر والاستخلاف بعودة الخلافة الراشدة ، بل ومطلوب العمل لها ، لأن العمل لها حكم شرعي والحكم الشرعي محله الجوارح ، فلا يوجد فينا من هو أشد إيماناً من النبي بحتمية النصر ، وقد أقسم في
أحاديث كثيرة على ذلك ، ولكنه كان مواظباً على العمل لتحقيق هذا النصر آخذاً بجميع الأسباب المتاحة له .
فالنبي قال وهو في مكة : " .. والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء حتى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون " رواه البخاري ، وقال لقريش عندما تمادت في أذاها له : " لقد جئتكم بالذبح " ، وقال وهو مهاجر لسراقة ارجع ولك سواري كسرى ، وحدد مصارع القوم قبل غزوة بدر ، ومع ذلك فإن النبي خاض صراعاً فكرياً عنيفاً وكفاحاً سياسياً شديداً في مكة هو وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين ، وكان عندما يخرج للمعارك يأخذ بجميع الأسباب رغم أن الله سبحانه وتعالى قال : ) وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)(المائدة: من الآية67)، أي أن الله عصمه من أن يُقتل ، ومع ذلك كان يلبس درعه وعندما انقلبت موازين المعركة في أُحد قام الصحابة يحمون رسول الله بأرواحهم ، وكذلك عند الهجرة من مكة إلى المدينة اتخذ النبي اجراءات كثيرة
قال ابن هشام : قال ابن إسحاق : فحدثني من لا أتهم عن عروة بن الزبير ، عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت : " ..... حتى إذا كان اليوم الذي أذن فيه لرسول الله في الهجرة والخروج من مكة من بين ظهري قومه أتانا رسول الله بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها . قالت فلما رآه أبو بكر قال ما جاء رسول الله هذه الساعة إلا لأمر حدث . قالت فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره فجلس رسول الله وليس عند أبي بكر إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر ، فقال رسول الله : " أخرج عني من عندك ; فقال يا رسول الله إنما هما ابنتاي وما ذاك ؟ فداك أبي وأمي فقال إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة . قالت فقال أبو بكر الصحبة يا رسول الله قال الصحبة . قالت فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ ثم قال يا نبي الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا . فاستأجرا عبد الله بن أرقط - رجلا من بني الدئل بن بكر وكانت أمه امرأة من بني سهم بن عمرو ، وكان مشركا - يدلهما على الطريق فدفعا إليه راحلتيهما ، فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما ".
وقال ابن هشام في سيرته : قال ابن إسحاق : فلما أجمع رسول الله الخروج أتى أبا بكر بن أبي قحافة فخرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته ثم عمد إلى غار بثور - جبل بأسفل مكة - فدخلاه وأمر أبو بكر ابنه عبد الله بن أبي بكر أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهاره ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر ; وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاره ثم يريحها عليهما ، يأتيهما إذا أمسى في الغار . وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما .
قال ابن هشام : قال ابن إسحاق : ولم يعلم فيما بلغني ، بخروج رسول الله أحد ، حين خرج إلا علي بن أبي طالب ، وأبو بكر الصديق ، وآل أبي بكر . أما علي فإن رسول الله - فيما بلغني - أخبره بخروجه وأمره أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله الودائع التي كانت عنده للناس.
قمة الأخذ بالأسباب عند رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم . فهل يتعلم المتواكلون ؟!!
يتبع.........
محمد سوالمة
23-12-2005, 09:03 PM
وكيف لمسلم بعد ذلك أن يقول أنا أنتظر المهدي حتى يظهر !! فإقامة الخلافة حكم شرعي ومحل الحكم الشرعي الجوارج ، أما الإيمان فمحله القلب .
وكيف له أن يقعد عن العمل لإيجاد التوحيد في معترك الحياة متذرعاً بوساوس الشيطان !
فإن عدم وجود الخلافة يعني عدم وجود الدين عملياً في واقع الحياة كما أراد الله تعالى .
قال على بلحاج :
" الخلافة على منهاج النبوة " كيف لا و قد قرر علماء الاسلام و أعلامه أن الخلافة فرض أساسي من فروض هذا الدين العظيم بل هو " الفرض الأكبر " الذي يتوقف عليه تنفيذ سائر الفروض، و إن الزهد في إقامة هذه الفريضة من " كبائر الإثم "، و ما الضياع و التيه و الخلافات و النزاعات الناشبة بين المسلمين كأفراد و بين الشعوب الإسلامية كدول إلا لتفريط المسلمين في إقامة هذه الفريضة العظيمة.
جاء في الفتاوى ( لابن تيمية ) ج28/ص390 :
يجب ان يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين و لاللدنيا إلا بها.
قال الهيثمي في الصواعق المحرقة ص17 :
" اعلم أيضاً أن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعوا على أن نصب الإمام بعد انقراض زمن النبوة واجب، بل جعلوه أهم
الواجبات حيث اشتغلوا به عن دفن رسول الله صلى الله عليه و سلم ".
قال النووي في شرح صحيح مسلم :
" أجمعوا على أنه يجب على المسلمين نصب خليفة "
قال الجرجاني :
" نصب الإمام من أتم مصالح المسلمين و أعظم مقاصد الدين "
قال الإيجي في المواقف و شارحه الجرجاني ص603 :
" إنّه تواتــر إجماع المسلمين في الصدر الأول بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم على امتناع خلو الوقت من إمام حتى قال أبو بكر رضي الله عنه في خطبته المشهورة حين وفاته عليه السلام : " ألا إن محمد قد مات و لا بد لهذا الدين من يقوم به " فبادر الكلّ الى قبوله و تركوا له أهم الاشياء و هو دفن رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يزل الناس على ذلك في كل عصر الى زماننا هذا من نصب إمام متبع في كل عصر " .
يقول ابن تيمية في السياسة الشرعية :
(إن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين إلا بها، ولأن الله أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصرة المظلوم، وكذلك سائر ما أوجب الله ثم الجهاد والعدل، وإقامة الحدود، ولا تتم إلا بالقوة والإمارة)
قال القرطبي في تفسيره :
" و لا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة و لا بين الأئمة إلا ما روى عن الأصم حيث كان عن الشريعة -أصم- و كذلك كل من قال بقوله و اتبعوه على رأيه و مذهبه " .
رحم الله جميع علماء المسلمين .
ولا يُقال هنا أن هذا زمن فتن والواجب أو الأصح اعتزال الناس ولو أن تهاجر إلى الجبال مصاحبين القول بحديث حذيفة بن اليمان الذي رواه البخاري " كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت : يا رسول الله، إنا كنا في الجاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال : (نعم). قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال : نعم، وفيه دخن). قلت وما دخنه؟ قال : (قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر). قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال : (نعم، دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها). قلت : يا رسول الله، صفهم لنا؟ فقال : (هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا). قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال : (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك )".
فإن هذا الحديث صريح بأن الرسول يأمر المسلم بأن يلزم جماعة المسلمين وأن يلزم إمامهم، ويترك الدعاة الذين هم على أبواب جهنم. فسأله السائل في حالة أن لا يكون للمسلمين إمام ولا لهم جماعة ماذا يصنع بالنسبة للدعاة الذين على أبواب جهنم، فحينئذ أمره الرسول أن يعتزل هذه الفرق، لا أن يعتزل المسلمين ولا أن يقعد عن إقامة إمام. فأمره صريح «فاعتزل تلك الفرق كلها» وبالغ في وصف اعتزاله لتلك الفرق إلى درجة أنه ولو بلغ اعتزاله إلى حد أن يعض على أصل شجرة حتى يدركه الموت وهو على ترك تلك الفرق التي على أبواب جهنم. ومعناه تمسك بدينك وبالبعد عن الدعاة المضلين الذين على أبواب جهنم. فهذا الحديث ليس فيه أي عذر لترك القيام بالعمل لإقامة خليفة ولا أي ترخيص في ذلك، وإنما هو محصور بالأمر بالتمسك بالدين واعتزال الدعاة الذين على أبواب جهنم، ويبقى الإثم عليه إذا لم يعمل لإقامة خليفة. فهو مأمور بأن يبتعد عن الفرق الضالة، ليسلم بدينه من دعاة الضلال ولو عض على أصل شجرة، لا أن يبتعد عن جماعة المسلمين ويقعد عن القيام بأحكام الدين وعن إقامة إمام للمسلمين.
ومثلاً روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن» فإن هذا لا يعني اعتزال جماعة المسلمين والقعود عن القيام بأحكام الدين وعن إقامة خليفة للمسلمين حين تخلو الأرض من الخلافة، بل كل ما فيه هو بيان خير مال المسلم في أيام الفتن وخير ما يفعله للهروب من الفتن وليس هو للحث على البعد عن المسلمين واعتزال الناس.
وعليه فإنه لا يوجد عذر لمسلم على وجه الأرض في القعود عن القيام بما فرضه الله عليهم لإقامة الدين ألا وهو العمل لإقامة خليفة للمسلمين حين تخلو الأرض من الخلافة، وحين لا يوجد فيها من يقيم حدود الله لحفظ حرمات الله، ولا من يقيم أحكام الدين، ويجمع شمل جماعة المسلمين تحت راية لا إله إلاّ الله محمد رسول الله. ولا توجد في الإسلام أية رخصة في القعود عن القيام بهذا الفرض حتى يُقام به.
والدليل على وجوب إقامة الخليفة على المسلمين كافة: الكتاب والسنة وإجماع الصحابة.
أما الكتاب، فإن الله تعالى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحكم بين المسلمين بما أنزل الله، وكان أمره له بشكل جازم،قال تعالى مخاطباً الرسول عليه السلام:]فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق[ وقال: ]وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك[. وخطاب الرسول خطاب لأمته ما لم يرد دليل يخصصه به، وهنا لم يرد دليل فيكون خطاباً للمسلمين بإقامة الحكم. ولا
يعني إقامة الخليفة إلاّ إقامة الحكم والسلطان. على أن الله تعالى فرض على المسلمين طاعة أولي الأمر، أي الحاكم، مما يدل على وجوب وجود ولي الأمر على المسلمين. : ]يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم[ ولا يأمر الله بطاعة من لا وجود له. فدل على أن إيجاد ولي الأمر واجب. فالله تعالى حين
أمر بطاعة ولي الأمر فإنّه يكون قد أمر بإيجاده. فإن وجود ولي الأمر يترتب عليه إقامة الحكم الشرعي، وترك إيجاده يترتب عليه تضييع الحكم الشرعي، فيكون إيجاده واجباً لما يترتب على عدم إيجاده من حُرمة، وهي تضييع الحكم الشرعي.
وأما السنّة فقد روى مسلم عن طريق نافع قال: قال لي ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» . فالنبي فرض على كل مسلم أن تكون في عنقه بيعة، ووصف من يموت وليس في عنقه بيعة بأنه مات ميتة جاهلية. والبيعة لا تكون إلا للخليفة ليس غير. وقد أوجب الرسول صلى الله عليه وسلم على كل مسلم أن تكون في عنقه بيعة لخليفة، ولم يوجب أن يبايع كل مسلم الخليفة.
فالواجب هو وجود بيعة في عنق كل مسلم، أي وجود خليفة يستحق في عنق كل مسلم بيعة بوجوده. فوجود الخليفة هو الذي يوجد في عنق كل مسلم بيعة سواء بايع بالفعل أم لم يبايع، ولهذا كان الحديث دليلاً على وجوب نصب الخليفة وليس دليلاً على وجوب أن يبايع كل فرد الخليفة. لأن الذي ذمّه الرسول هو خلو عنق المسلم من بيعة حتى يموت، ولم يذم عدم البيعة. وروى مسلم عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما الإمام جُنة يُقاتَل من ورائه ويُتّقى به» .
وروى مسلم عن أبي حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وأنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر، قالوا: فما تأمرنا ؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم» . وعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية» .
فهذه الأحاديث فيها إخبار من الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه سيلي المسلمين ولاة، وفيها وصف للخليفة بأنه جُنة أي وقاية. فوصف الرسول بأن الإمام جنة هو إخبار عن فوائد وجود الإمام فهو طلب، لأن الإخبار من الله ومن الرسول إن كان يتضمن الذم فهو طلب ترك، أي نهي، وإن كان يتضمن المدح فهو طلب فعل، فإن كان الفعل المطلوب يترتب على فعله إقامة الحكم الشرعي، أو يترتب على تركه تضييعه، كان ذلك الطلب جازماً. وفي هذه الأحاديث أيضاً أن الذين يسوسون المسلمين هم الخلفاء، وهو يعني طلب إقامتهم، وفيها تحريم أن يخرج المسلم من السلطان، وهذا يعني أن إقامة المسلم سلطاناً، أي حكماً له أمر واجب. على أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بطاعة الخلفاء، وبقتال من ينازعهم في خلافتهم، وهذا يعني أمراً بإقامة خليفة، والمحافظة على خلافته بقتال كل من ينازعه. فقد روى مسلم
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر» . فالأمر بطاعة الإمام أمر بإقامته، والأمر بقتال من ينازعه قرينة على الجزم في دوام إيجاده خليفة واحداً.
وأما إجماع الصحابة فإنهم رضوان الله عليهم أجمعوا على لزوم إقامة خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته، وأجمعوا على إقامة خليفة لأبي بكر، ثم لعمر، ثم لعثمان بعد وفاة كل منهم. وقد ظهر تأكيد إجماع الصحابة على إقامة خليفة من تأخيرهم دفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عقب وفاته، واشتغالهم بنصب خليفة له، مع أن دفن الميت عقب وفاته فرض، ويحرم على من يجب عليهم الاشتغال في تجهيزه ودفنه الاشتغال في شيء غيره حتى يتم دفنه. والصحابة الذين يجب عليهم الاشتغال في تجهيز الرسول صلى الله عليه وسلم ودفنه اشتغل قسم منهم بنصب الخليفة عن الاشتغال بدفن الرسول، وسكت قسم منهم عن هذا الاشتغال، وشاركوا في تأخير الدفن ليلتين مع قدرتهم على الإنكار، وقدرتهم على الدفن، فكان ذلك إجماعاً على الاشتغال بنصب الخليفة عن دفن الميت، ولا يكون ذلك إلا إذا كان نصب الخليفة أوجب من دفن الميت. وأيضاً فإن الصحابة كلهم أجمعوا طوال أيام حياتهم على وجوب نصب الخليفة، ومع اختلافهم على الشخص الذي يُنتخب خليفة فإنهم لم يختلفوا مطلقاً على إقامة خليفة، لا عند وفاة رسول الله، صلى الله عليه وسلم ولا عند وفاة أي خليفة من الخلفاء الراشدين. فكان إجماع الصحابة دليلاً صريحاً وقوياً على وجوب نصب الخليفة.
على أن إقامة الدين، وتنفيذ أحكام الشرع في جميع شؤون الحياة الدنيا والآخرة فرض على المسلمين، بالدليل القطعي الثبوت، القطعي الدلالة، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بحاكم ذي سلطان. والقاعدة الشرعية إن (ما لا يتـم الواجـب إلا به فهـو واجب) فكان نصب الخليفة فرضاً من هذه الجهة أيضاً.
ولا يُقال أن النتيجة أي النصر بعيد أو قد يكون بعيداً ، لا يُقال ذلك البتة ، لأن النصر إنما هو من عند الله فقط بكل ما تعني الكلمة ، فقد تكون القوة في جانب المسلمين ويُهزمون كيوم حنين ، وقد يكون العكس كيوم بدر وينتصر المسلمون .
:قال تعالى ) وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(الأنفال: من الآية10) ، ) وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)(آل عمران: من الآية126) ، ) كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)(البقرة: من الآية249).
ووقت النصر أمرٌ غيبي ليس مخلوق أن يضرب له موعداً ، وليس له أن يقول أن النصر الآن مستحيل أو بعيد المنال ، ليس لأحد ذلك ، أما من يقول أن سنة الله في النصر أن النصر يتنزل على من يلتزمون شرعه ، والناس اليوم يخوضون في المعاصي ، فلذلك فإن النصر بعيد ، فليس له ذلك أيضاً لأنه ليس المطلوب أن يكون كل الناس أتقياء أنقياء ويسيرون على حد السيف حتى يأتي نصر الله ، لأن ذلك ببساطة مستحيل ، فهو لم يحصل ولا يحصل ، ولكن النصر يتنزل على العاملين لنصرة هذا الدين مع تمسك الأمة بمجملها بالإسلام وتأييدها للجماعات العاملة له .
فليس كل المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا كالصحابة ، وليس كل الصحابة على نفس الدرجة ، ومع ذلك كان النصر يتنزل من الله تعالى .
فبعض الناس يحسبون أن الإسلام لا يتنصر إلا بعد أن يصبح كل الناس ملائكة وهذا خطأ فادح .
واليوم يوجد الكثيرون ممن جعلوا الإسلام قضيتهم الأولى ينامون ويستيقظون وهي لا تفارقهم ، يقومون بكل ما يستطيعون القيام به من أجل عودة عزة المسلمين .
وهكذا هي الأمم والشعوب بطبيعتها ، دائماً هناك فئة تقود المجتمع وتحدث فيه التغيير ، وتكون قوامة على فكره ، وفيها القادة والمفكرون ورجال الدولة ، بينما العدد الأكبر من الناس يكونون دون مستوى التأثير ، بل يكونون متأثرين فقط ، ولكن لا يعني ذلك أنهم يجب أن يبقوا هكذا .
فالنصر من عند الله فقط ، وانظر وتمعن في آيات الله كيف أن النصر من عند الله وبإذن الله
)حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) (هود:40)
)وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ) (هود:58) )فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) (هود:66) )وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) (هود:94) .
وقبل كل هذا نحن مأمورون بالعمل ، :قال تعالى )وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة:105) ، )الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك:2) .
والنتائج ليس لنا فيها يد ، إلا أننا نقوم بالأعمال التي من شأنها تحقيق النتائج ، قال سبحانه وتعالى : ) فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)(التغابن: من الآية12) ، ولكن أن يجب أن يكون البلاغ مبيناً مبرئاً للذمة ، أي حسب الأحكام الشرعية لا حسب الواقع ، وإذا لم تحقق النتائج بعدها فليس لنا من الأمر شيء )لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) (آل عمران:128). فلسنا مسؤولين عن النتيجة بقدر ما نحن مسؤولون عن العمل الذي من شأنه أن يحقق هذه النتيجة ، أما وقت تحقق هذه النتيجة قريب أو بعيد ، فهذا لا علم لنا به ) وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً)(الاسراء: من الآية51) ، لأنه موكول إلى الله تبارك وتعالى .
يقول سيد قطب رحمه الله : ليس للدعاة في أنفسهم شيء، وليس لهم من أمرهم شيء، إنما هم وما ملكت أيديهم لله، يصرفهم كيف يشاء، ويختار لهم ما يريد، وإن هم إلا بعض هذا الوجود الذي يسير وفق الناموس العام. وخالق هذا الوجود ومدبره يحركهم مع حركة الوجود العام، ويقسم لهم دورهم في رواية الوجود الكبيرة ويقرر حركاتهم على مسرح الوجود العظيم. وليس لهم أن يختاروا الدور الذي يقومون به، لأنهم لا يعرفون الرواية كاملة وليس لهم أن يختاروا الحركة التي يحبونها لأن ما يحبونه قد لا يستقيم مع الدور الذي خصص لهم! وهم ليسوا أصحاب الرواية ولا المسرح، وإن هم إلا أجَرَاء، لهم أجرهم على العمل، وليس لهم ولا عليهم في النتيجة .
ويقول أيضاً : إن عليهم أن يؤدوا واجبهم ثم يذهبوا، وواجبهم أن يختاروا الله، وأن يؤثروا العقيدة على الحياة، وأن يستعلوا بالإيمان على الفتنة، وأن يصدقوا الله بالعمل والنية، ثم يفعل الله بهم وبأعدائهم كما يفعل بدعوته ودينه ما يشاء، وينتهي بهم إلى نهاية من تلك النهايات التي عرفها تاريخ الإيمان أو إلى غيرها مما يعلمه هو و يراه. إنهم أجَرَاء عند الله، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا عملوا وقبضوا الأجر المعلوم، وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أي مصير فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير. وهم يقبضون الدفعة الأولى طمأنينة في القلب، ورفعة في الشعور، وجمالاً في التصور، وانطلاقاً من الإرهاق والجواذب، وتحرراً من الخوف والقلق، في كل حال من الأحوال. وهم يقبضون الدفعة الثانية ثناء في الملأ الأعلى وذكراً وكرامة، وهم بعد في هذه الأرض الصغيرة. ثم هم يقبضون الدفعة الكبرى في الآخرة حساباً يسيراً ونعيماً كبيراً. ومع كل دفعة ما هو أكبر منها جميعاً: رضوان الله. [معالم في الطريق: هذا هو الطريق] .
فإذا لقي الإنسان ربه وهو عامل لدولة الإسلام بكل وسعه ، مع جماعة تكتلت لأجل استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية ، ولما تقم الدولة بعد ، فقد أعذر نفسه وأبرأ ذمته أمام الله تبارك وتعالى ، فهو كمن قام يتوضأ لصلاة فريضة فتوفي قبل أن ينهي الوضوء ، فقد أبرأ ذمته .
وسيدنا نوح عليه السلام الذي ظل قومه يسخرون منه لقرون ، ظل على أمر الله يدعو قومه بما كلفه الله ، وكيفما كلفه دون أن يحيد قيد شعرة ، باذلاً وسعه بغض النظر عن النتائج والواقع المرير )قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً) (نوح:5) )فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائي إِلَّا فِرَاراً) (نوح:6) ، وهكذا على مدى ألف سنة إلا خمسين عاماً )وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) (العنكبوت:14) . ثم بعد ذلك أمره الله أن يصنع الفلك في مكان ليس فيه بحر ، فزاد الأمر من استهزاء المستهزئين الذين سخروا من عمله هذا )وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ) (هود:38) ولكن ثقة سيدنا نوح ومن معه من المؤمنين بوعد الله جعل سيدنا نوح يقبل على صناعة الفلك برغم أننا لو عرضنا الأمر على الواقع البحت ، لوجدنا أن صناعة سفينة في الصحراء ، بعيد عن كل ماء أمر لا يقبله عاقل ، إلا أن الموضوع عندما يتعلق بأوامر الله ونواهيه يصبح مختلفاً ، ومن هنا كانت إجابة نوح ) قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)(هود: من الآية38) فلم يقل إنا سوف نسخر منكم بل قال إنا نسخر منكم الآن ، وقال )فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ) (هود:39) ، )فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (يونس:72)
ونحن على جميع الأحوال مأمورون بالعمل ، وتكفينا عبرة من سبقنا من بني اسرائيل مع الصيد يوم السبت ، عندما حرّم الله عليهم الصيد يوم السبت فصارت طائفة منهم تتحايل على أحكام الله ، فينصبون شباكهم يوم الجمعة ويسحبونها يوم الأحد ، فنهتهم طائفة أخرى عن هذا المنكر واعتزلتهم طائفة ، وقالت للذين يأمرون بالمعروف وينهون على المنكر لا تتعبوا أنفسكم فلا فائدة )وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ، فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (الأعراف:164-165) . فالطائفة التي نجت هي الطائفة التي كانت تنهى عن السوء ، لتعذر نفسها أمام الله لأنهم مأمورون بذلك .
فليتقدم من يريد أن يعذر نفسه أمام الله
فليتقدم للعمل مع العاملين لدولة الخلافة على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم
فإن أجر من يعمل لإقامة الخلافة بإخلاص ، أجر عظيم ، فكل حد سيطبق وكل طلقة في سبيل الله ، وكل إنسان سيؤمن ، وكل بلد ستفتح و ...... سيكون له بإذن الله بها صدقة جارية في حياته وموته .
وإن العمل للدولة قبل قيامها ليس كالعمل لها بعد قيامها, وان موطيء قدم العامل اليوم يعدل عند الله عمل السنين والسنين غدًا ، فليس والله باني المجد كراكبه , وليس والله الحامل كالمحمول , فباني المجد موجده ، وراكب المجد متلذذ بالموجود , فباني الدولة آكل من ثمرة يديه ومطعم منها لغيره , وآكل الثمرة لم يكن له في ايجادها بل هو يأكل من كد يد غيره فانظر الفرق .
إن أجر الذين يقضون حياتهم ساهرين على ايجاد هذا الصرح العظيم لا يضرهم من عاداهم مع كثرتهم ولا يجدون على الحق اعوانا الا القليل ليس كأجر الذين ينتظرون قيام الدولة كي يرتعوا في خيرها ويشاهدوا عزها ويكونوا من جندها .
وقد يقول قائل من اين لك هذا وما دليله وما الذي يشفع له ؟ فنقول والله المستعان :
ان الذي شفع لهذا القول هو نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم, فقد بين اجر النخبة الاولى وفضلها على من سواها من المتأخرين وبين ان اجر الواحد منهم اضعاف اجر المتاخرين، وان كانوا من الصحابة الكرام وان كانوا من المجاهدين , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد ذات يوم على اثر خلاف بينه وبين عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأرضاه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لخالد (دع عنك اصحابي يا خالد فان احدكم لو جاء بمثل احد ذهبا وانفقه في سبيل الله ما بلغ مد احدهم او نصيفه)
الله الله!!!يا عبد الرحمن !!!الله الله ايتها الثلة الاولى!!!ماذا فعلتم؟ماذا صنعتم كي يكون لكم هذا الفضل ؟ بأبي انتم وأمي دلوني أفيدوني كي اعمل بعملكم فاكون مثلكم .
إن الثلة لم تبلغ هذا الفضل لا بنسب ولا بحسب ولا بجاه لم يبلغه احد من الناس ،ولا بصلاة وصيام وقيام لم يفعله احد من الناس ،ولكنهم نالوا هذا الفضل بعمل خاص لم يشاركهم فيه احد.
هذه الثلة من الصحابة امنت بالله ربًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً وبالإسلام دينًا،ولاقوا في سبيل ذلك أشد العذاب، في وقت هوان الرسول على الناس وتجبر كفار قريش وقدرتهم عليهم ، حيث كفر الاخرون وتقاعسوا عن العمل والنصرة، فكانت الثلة الاولى من الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين عونًا للدعوة وحدهم من دون الناس وكانوا درعها الذي يحميها والحصن الذي يأوي اليه الضعفاء من الناس، كانوا اللبنة الأولى التي تشكلت منها الدولة وكانوا القاعدة الصلبة التي ارتكزت عليها دولة الاسلام وكانوا القدوة التي اقتدى بها من لحق الركب والتحق بالموكب العظيم الذي رفع بنيان الخلافة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :قال تعالى ﴿ ِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير )(الحديد: من الآية10)
اللهم اجعل يوم النصر قريبا اتيا انك على ذلك قدير وبالاجابة جدير واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
خوله بدر
23-12-2005, 10:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم محمد الفاتح
ولمثل هذا فليعمل العاملون
بارك الله فيك وفي جهودك وجزاك الله عنا خيرا
وأتمنى من الله قريبا إقامة دولة إسلامة بخلافة راشدة مترامية الأطراف وأن يحقق الله لنا النصر قبل ذلك على كل أعداء الله وأعداء الأمة ليستقيم لنا الأمر بحكم شرعي موثق بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام .
وونسأل الله أن يثبتنا على الحق ويشدد من أزرنا بجهاد في سبيل الله لنيل إحدى الحسنيين إما شهادة في سبيل الله وإما دوام جهاد حتى النصر المبين
اللهم انصر أمة محمد في كل مكان لتعلو راية الإسلام خفاقة في العلا فوق مآذن القدس في فلسطين وسائر مآذن المسلمين يا رب العالمين آآآآآآآمين .
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا .
ونلتقي على طاعة الله ورضاه
أختكم في الله خوله
إبنة الوطن الجريح
محمد سوالمة
23-12-2005, 10:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخت خولة حفظها الله ورعاها
الخلافة قادمة وقاءمة لا محالة لانها وعد من الله وبشرى من رسوله الكريم ولا يخلف الله وعده انها مسالة وقت فقط وما علينا الا ان نشد ازر العاملين لاقامتها والذين يصلون ليلهم بنهارهم بالعمل الدؤوب من اجل استئناف حياة اسلامية واقامة الخلافة فاطماني وثقي بوعد الله فهي قريبة قريبة رغم ما يلاقيه حملة الدعوة من مطاردة وتعذيب وملاحقة وسجن فصبرا صبرا فان موعدنا اما الخلافة او الجنة بشهادة في سبيل الله اللهم اجعل هذا اليوم قريبا عاجلا انك على ذلك قدير وبالاجابة جدير .
خليل حلاوجي
27-12-2005, 08:44 AM
أكرر سؤالي لك ايها الفاضل الطيب محمد الفاتح
رعاك الله
هل اذاأ تيح لي أن أعثر على حاكم عادل لننشىء دولتنا الاسلامية المترامية الاطراف بعد ان نزيل ( جدلا" ) حكامنا الظالمين
هل تضمن لي أن يصبح المحكومين في هذه الدولة مثل اولئل الابرار الذين شاركوا رسولنا الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام.... وخلقهم جله الايثار لايعرفون الا ان يؤدوا واجباتهم وبعدها يطالبون بابسط مايتوفر من حقوقهم وبصبرون على اعلاء الذمم بعزية الهمم
\
\
أشك في ذلك !!!
\
\
دعواتي لك ايها الاخ الكريم
ووفق الله الجميع
عطية العمري
27-12-2005, 09:05 AM
أخي الكريم محمد الفاتح
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك على تناولك لهذا الموضوع الحيوي والبالغ الأهمية
وأقول :
إن إقامة الدولة الإسلامية الحقة هي أمنية كل مسلم مخلص
ولكن السؤال المهم : هل التغيير يبدأ من القاعدة أم من القمة ؟
أنا مع أخي خليل حلاوجي في أن التغيير يبدأ من القاعدة
ورسولنا الكريم مكث ثلاثة عشر عاماً يبني القاعدة المتينة قبل أن يعلن قيام الدولة الإسلامية
ولم نرَ في سير الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم جميعاً من بدأ التغيير من القمة ، اللهم إلا سيدنا يوسف عليه السلام وكان بوسائل سلمية ومخططة ومدروسة جيدًا
دمت بألف خير
بارك الله فيكم جميعاً
ونلتقي على طاعة الله إن شاء الله
محمد سوالمة
27-12-2005, 07:54 PM
الاخ خليل حفظه الله
الصراع بين الحق والباطل وجد منذ بدء الخليقة ولن ينتهي الى يوم القيامة ولكن السؤال الاهم هو مع من نعمل امع الحق ام مع الباطل ام نرضى ونتابع اهل الباطل لاننا مسؤولون امام الله يوم لا ينفع مال ولا بنون ودائما هناك حق وباطل في صراع ومن يكن له الغلبة يطبق على الناس ما يحمله من فكر ومفاهيم وينقاد عامة الناس لمن بيده مقاليد الامور فعلينا ان نحدد مع من نحن ولا ننظر ايكون المحكومين بعد ذلك منقادين برغبتهم ام لا لان الله سيحاسب كل واحد منا منفردا على عمله قال تعالى( ومن يعمل مثقال ذرلاة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره)
فليتقدم من يريد أن يعذر نفسه أمام الله
فليتقدم للعمل مع العاملين لدولة الخلافة على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم
فإن أجر من يعمل لإقامة الخلافة بإخلاص ، أجر عظيم ، فكل حد سيطبق وكل طلقة في سبيل الله ، وكل إنسان سيؤمن ، وكل بلد ستفتح و ...... سيكون له بإذن الله بها صدقة جارية في حياته وموته .
وإن العمل للدولة قبل قيامها ليس كالعمل لها بعد قيامها, وان موطيء قدم العامل اليوم يعدل عند الله عمل السنين والسنين غدًا ، فليس والله باني المجد كراكبه , وليس والله الحامل كالمحمول , فباني المجد موجده ، وراكب المجد متلذذ بالموجود , فباني الدولة آكل من ثمرة يديه ومطعم منها لغيره , وآكل الثمرة لم يكن له في ايجادها بل هو يأكل من كد يد غيره فانظر الفرق .
إن أجر الذين يقضون حياتهم ساهرين على ايجاد هذا الصرح العظيم لا يضرهم من عاداهم مع كثرتهم ولا يجدون على الحق اعوانا الا القليل ليس كأجر الذين ينتظرون قيام الدولة كي يرتعوا في خيرها ويشاهدوا عزها ويكونوا من جندها .
محمد البهلوان
27-12-2005, 10:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي في الله
محمد الفاتح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك , ووفقنا جميعاً لنضع الأساس الذي تبنى عليه أسس كيفية العودة بالمسلمين لعصور الإزدهار , أيام عصور الخلافة الرشيدة وما بعدها , ونسأل الله أن يعيننا جميعا على أن نضع اللبنات الأولي لهذا الهدف , هدف المسلمين على الأرض اليوم .
بداية أتفق معك أنَّ البداية يجب أن تبدأ من القاعدة , جمهور المسلمين , وأعتقد أنَّه لا يخفى عليك حالة التيه الفكري الَّذي نحياه , وهذا الإلهاء المتعمد من أجهزة الإعلام للمسلمين في بلادنا العربيه , فكيف بالله عليك يتثنى لنا البداية , البداية فقط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
ثُمَّ رأيتك تعرض للصراع الفكري الََّّذي خاضه سيدنا رسول الله (ص) , وصحبه (ر) , لنشر هذا الدين بين فئات المجتمع المتباينة , بصدق العقيدة , والإخلاص لله ربِّ العالمين .
وأتَّفِقُ معَ الأخ / خليل حلاوجي ومعك في أنَّ الصراع الفكري كان بداية الجهاد في سبيل الله , فكم من الحوارات دارت بينهُ (ص) , وبين الصحابة (ر) , قبل دخولهم للإسلام , حتى اقتنعوابه عقلاً ثُمَّ اعتقاداً , وهكذا حتى امتلك الإسلام القوة التي ترفع وصاية المجتمعات الكافرة والمشركة على عقول وفكر أفرادها , ثمَّ أعطى الجميع حرية العقل ( حرية الإعتقاد ) .
لذلك دخل المسلمون الأوائل إلى الإسلام بعد فكْرٍ , ولذلك صدق اعتقادهم , وسلمت نواياهم , واستطاعوا أن يسطُروا , هذا التاريخ المجيد للأمة المحمدية .
والسؤال الآن , هل النمط الموجود حالياً من المسلمين على أرجاء المعمورة ( الأغلبية ) , دخلوا إلى الإسلام , عن طريق العقل والفكر , أم الميراث ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
الحقيقة التي نعْلمها جميعاً أنَّ أغلب مسلِمي هذا العصر قد كتِبوا مسلمين بشهادات الميلاد , بعد أن اختلفت المناهج التعليمية في كل الدول الإسلامية , عن سابقتها أيَّام الخلافة الإسلامية , حيث كان القُرْآن وعلوم الدين هي بداية العلم , ثمَّ يأتي دور العلوم الأخري بعد الانتهاء من العلوم الدينية , ولا أجدني في حاجة لإثبات ذلك لكم , فعُلماء الأمة جميعهم , سلكوا هذا الدرب , سواء كانت علومهم دينية أو علمية ( فلكية كانت أو فلسفية أو غيرها من العلوم ) , أمَّا الآن فالمناهج التعليمية تكاد تخلوا من أي قواعد دينية , واقتصرت على بعض آياتٍ من القرآن الكريم , وبعض الأحاديث النبوية , وامتلئت بفيض من العلوم الأخرى ( مصر كمثال ) , ومما يذيد الطين بلة , هذا التدخل الأمريكي للقضاء على البقية الباقية في مناهجنا التعليمية الدينية .
لذلك نرى تلك النمطية المستسلمة الغير منتمية من أبناء الأمة , التى لا تحرك ساكناً , والإخوة من المسلمين يذبحون في فلسطين والعراق , وأفغانستان , والشيشان , وغيرها من بلاد المسلمين .
وكما تعلم أخي محمد أنَّ قفل باب الإجتهاد , وعدم أخذ المسلمون بمبدء حرية العقل , (ابن رشد ) , أدى إلى تجمُّد الفكر الإسلامي قرون عديدة , وأنَّ لغة العصر أصبحت لغة علمية , وهي التي تعلَّمها أبناء الأمة الإسلامية في هذا العصر , مما يجعل بينها وبين فهم الإسلام حاجزاًً يصعب إجتيازه .
إنًَّ المسؤولية الأولى الملقاة على عاتق مفكري هذه الأمة , هي كيف نجد اللغة العصرية التي تقنع أبناءنا , للدخول إلى الإسلام عن طريق الإعتقاد , لا عن طريق الميراث , فإذا ما تثنى لنا ذلك , واقتنعوا , فسوف تعود الأمة إلى سابق عهدها , سؤددا وريادة , ولا سبيل أراه غير ذلك .
إنَّنا في مسيس الحاجة إلى إعادة الصياغة لعقولنا المتجمِّدة عدة قرون , والتي تصدَّعت , وتشتَّت بدخول كم هائل من العلوم الجديدة , والمبادئ الفكرية , وآخرها مبدأ الا يقين , والَّذي تحدث عنه أخي / خليل حلاوجي , في أحد مداخلاته , لذا علينا دراسة آخر ما وصل إليه علم الخصم , وإلى ما ارتقى العقل الإنساني , بعد أن أعطوهُ ( العقل ) , حرية التفكير بعيداً عن الموروث الثقافي أو الديني , وأنا على يقين أن العقل الحر تحت عباءة الإسلام سيرقى أعلى مما رقوا , فالعقل مخلوقٌ لله , أعطاناهُ , لنصل به إليه , فهو المكلف من ربِّ العالمين , وهو المخاطب كذلك من ذاته الأجل .
لقد عرضت أخي / محمد الفاتح , إلى الإمام المهدي , وأنَّهُ الخليفة الَّذي سيعيد الإسلام إلى سابق عهدهِ , والسوأل , كيف سنعرفه , وما الدلائل اليقينية على أنَّهُ هُوَ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
وللحديث بقية .
أخوك في الله
مصطفى بطحيش
27-12-2005, 11:44 PM
السلام عليكم
الإخوة الكرام
العالم اليوم يعيش حيرة واهتزازا داخليا عنيفا بعد ان انتهى عصر الحرب الباردة وتبلورت مرحلة القطب الواحد وتفردت بها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي
وبدأ عهد العولمة ومؤسساتها :
- صندوق النقد الدولي
- منظمة التجارة العالمية Gaat
- البنك الدولي
اما ادواتها :
- الشركات متعددة الجنسيات
- الانترنت والثورة المعلوماتية
- الليبرالية والخصخصة وتحرير السوق
- الهيمنة الاقتصادية
- الهيمنة السياسية على حكومات الدول
- ادارة الازمات
- اخيرا التدخل العسكري المباشر عندما تعجز الحكومات عن تنفيذ ما يطلب في مجتمعاتها
ولا ننكر النجاح والمؤسسات الانسانية الناجحة
كمنظمة حقوق الانسان
وهيئة الامم المتحدة
ومنظمة الصليب الأحمر الدولي
واطباء بلا حدود
وصحفيون بلا حدود
وغيرهم
وانا اعتبر القرن الفائت قرن الازدهار الفكري والانساني لحلف شمال الأطلسي
ولكن التراجع بدأ في النصف الثاني منه ابتداء بهيروشيما وفلسطين 48 وفيتنام وفوكلاند
وافغانستان واخيرا العراق
لقد اثبت حلف الناتو بالدليل القاطع انهم قتلة لا يستأمنون
وسقطت كل مكاسبهم الانسانية التي ذكرتها و التي حققوها في الاعوام السالفة
واسفر الوجه القبيح لهم وبدت حقيقتهم جلية في عيون كل سكان الكرة الأرضية
وسقطت معهم جميع الإدارات التي تدور في فلكهم واقصد على الخصوص منها المنطقة العربية وبدت عارية سافرة
وبدا نفس الشارع مضطربا متوجسا مذهولا من المفارقة المخيفة بين الوجه الملمع على شاشات الاعلام والوجه الحقيقي القبيح الذي تعكسه الممارسات على ارض الواقع رغم شدة انحياز الآلة الاعلامية وتواطئها , فهي لا تعدو ان تكون اداة من ادوات العولمة
وفي ظل هذه الحيرة الانسانية وهول المفاجأة بعد تكشف الحقائق
بدأ الناس على مختلف اجناسهم واعراقهم و قومياتهم يبحثون عن نور يجلّون به الحقيقة
وما وقفة مسلمي العراق في وجه هذه القوة الغاشمة التي التمت تحت امرة الولايات المتحدة من كل اصقاع الأرض الا مؤشر وخيط هداية بدأت تتلمسه الشعوب وتتساءل عن المسلمين والاسلام
وكأن هذه الهجمة الشرسة التي ارادها الأطلسيون حربا صليبية هي سبيل تنتخب فيه النفوس ويتجوهر فيه دين الله
وامام هذه الحيرة وهذا البحث الدؤوب من الناس عن سفن النجاة
يبرز الفكر الاسلامي رسالة انسانية للعالم كافة
وكأني ارى الفكر البشري وقد بدا في انضج مراحله وسقطت عند موازينه كل الفلسفات
الماركسية المادية
والوجودية الفرنسية
والرأسمالية العالمية
وخليفتها العولمة
وفلسفة المجتمعات الاستهلاكية
التي لم تقدم للبشرية سوى كثيرا من الاستعباد والقتل والضياع
وبدأ يبحث عن ماهية المسلمين وفلسفتهم
وهناك مؤشرات احصائية تقول ان اللغة العربية اليوم هي من اكثر اللغات اثارة لاهتمام الطلبة
وذلك لأسباب عديدة لن اتطرق اليها
امام كل هذه المعطيات ايها الاحبة الكرام
وامام هذه الآيات الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
"
**إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ .
**وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ .
**وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا .
**وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {27} قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ .
**كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {3} بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ .
**وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي
السَّعِيرِ .
**حم {1} وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ {2} إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {3} وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ {4} أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ .
**وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ {12} إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .
اما اآن لكم ان تكونوا قادةً اهل رسالة انسانية رشيدة لعالم قلق ضيعته الأهواء و الفلسفات
تحية لكم
خليل حلاوجي
29-12-2005, 07:49 AM
نحن في لحظة نادرة
فأن تجتمع خمس عقول صادقة ومتحرقة لغد أبهى من يوم حزين فذاك برهان على اتفاقنا على غاية معيشتنا نحن مسلموا القرن الواحد والعشرون
غايتنا جميعا" .... اقامة الدولة الاسلامية الراشدة لا المزيفة
ربما أكون أصغركم سنا" ولذا فاني اعتبر نفسي خادما" للحقيقة عندكم وسأرفع الكلفة لانكم جميعا" أخوتي وآبائي وأساتذتي فانادي كلا" باسمه فاعتذر لذلك سلفا"
\
الجميع متفق في وصف مرض الامة
ولكن
الفاتح : يريد بعد وصفه للعلاج وهو عنده ( دولة ) أسلامية , أن ينعم جميع الناس بعد الشفاء والخلاص من المرض وعنده الميزان الذي يقيس به المستحيل والممكن ( النوايا والاعمال ) واحد
والصحيح أنها موازين نسبية وقد تصبح هي مصدر الاضطراب في اتكائنا على متاهة المصطلحات والمواضعات والتقاليد التي تعودنا عليها
يقول الغزالي ( ان الانسان يستغرب مالم يعهده )
وأغلبنا يتصور الدولة الاسلامية في علم كتب عليه الشهادتين وسيف بيد سلطان يؤدي الصلاة في المساجد وهو مصر على قطع يد السارق مستثنيا" يده
/
/
في عقل كل انسان منظار او اطار يشاهد من خلاله الوجود فلايصدق بالامور التي تقع خارج هذا الاطار فربما كان لدينا رجلين ذكيين ولهما نفس قوة التفكير ولكنهما لايتفقان وهما ينظران على حقيقة ما لانهما ينظران اليها كل من زاوية مختلفة عن صاحبه
وحلم الفاتح أوافقه فيه بالاسم ولا اوافقه في المسمى
أولسنا نحيا في دول اسلامية ؟
أم اننا في دول غير اسلامية ؟
انا أرى أننا نحيا في دولة اسلامية ولكن حاكمها ظالم ومحكومها جاهل وما يعيقني لاقيم حلمي المنشود هو ارساء قيم اسلامية من خلال مؤسسات
واما الحاكم فهو عندي يشبه عمله عمل الاداري فهو يستمد سطوته وسلطته من خلال تمثله لمراد الله منه فينا
وهكذا .. أفهم المسالة وقد أكون مخطئا" فصححوا لي
/
المؤسسات التي اشرت لها تحتاج مني ان اوزع الادوار فالحاكم يجب ان يرضى لاخضاع نفسه أمام سطوة القاضي المسلم المتكىء على مفاهيم شريعتنا
وشريعتنا يجب ان نرفع عن اذهان الناس انها شريعة تابعة للسلطان لانه ببساطة بشر مثلنا ونحن واياه نحتكم الى الشريعة ....
أذن
علينا بث وعي جديد
يتناول طريقة جديدة
وعملية
وبالارقام
يقوم بهذه المهمة ... مفكرون ... مجاهدون
يشرحون للناس
مانريده لاصلاح الحاكم والمحكوم
ويؤشرون
مدى تنافر وتضاد ماهو موجود
مع ماهو مطمحنا ومانسعى اليه ونريده
في فضاءنا السياسي
والاقتصادي
والتعليمي
وكافة صعد الحياة
فلا يكفي ان نقول أن مؤسساتنا الاقتصادية ... ربوية
بل
ينبغي أن نشرح للناس
طريقتنا في جعلهم يهجرون آلياتهم الربوية تلك
هم بحاجة الى اجتهاداتنا
بطريقة ..واحد + واحد
لا على طريقة التخم الوعضية
وأنا واثق من أن التعاون بيننا وبين البسطاء سيجدي
لآن كلينا نعشق ونطمح ونتوق الى حلمنا في الدولة الاسلامية
التحدي أذن ليس في تسطير الاحلام
التحدي في
جعل حلولنا ميسرة للتطبيق من قبل جميع المسلمين
\
والبهلوان طالما استصرخنا
بقوله دلوني على بداية الطريقة لاعمل
ونحن نتجاهل صراخه ونسكته بطرقنا العتيقة
الان
ايها البهلوان سأجيبك وأضع حياتي رهن اشارتك
البداية هي ان نتبنى
آلية الحذف والإضافة
وهي اولوية قصوىلجميعنا
نحذف كل مايعيق بعد أن هيئنا مانضيفه بدلا" عنه
/
أنا لاأدعي أني صاحب نظرية لان كل ما سطرته أعلاه علمني أياه ربي وهو يذكرني بقرآنه الكريم الذي يقول ( وعسى ان تحبوا شيئاً وهو شر لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيرا كثيرا).
فماذا تقولون ... سادتي ؟؟؟
محمد البهلوان
03-01-2006, 10:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوتة في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي / خليل حلوجي
جاء في مداخلتكم ما يلي
(((ايها البهلوان سأجيبك وأضع حياتي رهن اشارتك
البداية هي ان نتبنى
آلية الحذف والإضافة
وهي اولوية قصوى لجميعنا
نحذف كل مايعيق بعد أن هيئنا مانضيفه بدلاً عنه
))) .
استوقفتني هذه العبارة , وقرأتها عدة مرَّات , حتى يكتمل الفهم , ومع بساطة العبارة , فهي تحوي الكثير مما يثير الفكر .
1- آلية الحذف والإضافة.
أي منهج للحذف ولإضافة , ولا يكون ذلك إلا إذا ما اتَّفقنا بيننا على هذه الألية , فما هي الأسس التي سنَنْهجُها لهذا الحذف , وهذه الإضافة ؟؟؟؟ .
2- نحذف كل ما يعيق بعد أن هيئنا مانضيفه بدلاً عنه .
أي تحديد المُعيقات , والتفكير في البدائل لإضافتها لتعديل حال الأمة.
ومن خلال مداخلاتي في الواحة وأهدافها المستقبلية , أصررت ولا زلت , على أنه يكون توحيد المنهج الفكري لنا كمجموعة تحاول الخروج بأمَّتها من هذا الحضيض الحضاري , إلى سابق عهدها ريادة للعالمين .
وقد يكون مفهوم النهج العقلي ( أو المنهج الفكري ) , غير واضحة المدلول لدينا , وأقول فيها .
تعريق النهج العقلي النهج العقلي هو مجموع الأسس والقوانين والقواعد التي تحكم العقل أثناء عمله ( التفكير والوصول إلى قرار أو رأي أو عقيدة) .
وبلغة أخرى
الأسس والقوانين ......... , والتي تحكم العقل أثناء سيره في الحياة , تعرُّفاً , وتفهُّماً , وتفاعُلاً مع المعْطيات البيئية , للخلوصِ إلى الحقيقة .
وكما تعلم أن العقل الإنساني , هبةٌ إلاهية , وهي الأداة التعلمية , والمخاطبة من الذات العلية , والمكلفة منها ( إذ لا تكليف لغير العاقل ).
وتعريف العقل في القواميس العربية ( المنجد ) , أنَّه نورٌ روحاني به تُدرك النفس , ما لا تدركهُ بالحواس , وسُمِّيَ عقلاً لأنَّه يعقل صاحبه ( أي يحبسهُ) عن التورط في المهالك .
تلك المنه الإلاهية لنا , تتفاوت أقدارها بيننا , فمنَّا أولى النهى .
طه
بسم الله الرحمن الرحيم .
قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى (49)
قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)
قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51 قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى (52)
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى (53)
كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى (54) .
قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126)
وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)
أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى (128)
ومنَّا أولى الألباب
آل عمران
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190)وغيرها .
والَّذين يعقلون
البقرة
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)ومنَّا من لا يعقلون
البقرة
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ (170)
تلك هي الأنماط العقلية (عدى الجنون ) والتي خلقنا الله عليها , فما هي الملكات العقلية التي منَّ بها الله علينا , وهي كثيرة , حاولنا حصرها في قصيدٍ لنا من مسرحية الرأب المشار إليها سابقاً , الفصل الأول , المشهد الثالث .
العـــــِلْمَ أنـْوَاعٌ ثـَلاثَ=عِلْـمُُ بخَبَـر ٍأوْ حَوَاسْ
أوْ عـِلْمُ عِـقـْلٍ لا يَرَى=إلاَّ قـَوَانينً أسـَـــــاسْ
عـَـقـْلُُ حَسُـــــوبٌ أنَّهُ=عَيْنُ التَسَلْسُـلِ والْقِياسْ
عـَـيْنُ التَّفَكـُّرِ والخَيالْ=عَـيْنٌ تُرينـا الاحْــتِمالْ
عـَـــقـْلٌ وَنَسْتَـنْبـِطْ بِهِ=الغَيْـبَ مِنْ وَقْـع ٍلحَالْ
عَقْلٌ يُفاضِلُ في الأُمُورْ=عَقلُُ يـَدُلُّ إلى الكـَمَالْ
عَقلٌ ويَحْفَظَها عُلومْ=عَقـْلٌ يَـرَى آنَ الغُيومْ
عَقلٌ يَحِلُّ المُعْضِلاتْ=عَقلٌ بِـلا نَفـْـسٍ تَرُومْ
عَقلٌ سَمَا فَوْقَ الأنـَا=عَقلٌ بِهِ صِـدْقـاً يَدُومْ
عَقلٌ وَيُبْدِعُــهـا فـُـنُونْ=شِعْراً وَنَثْراً مِنْ شُجُونْ
نَحْتاً وَرَسْمـاً صَاغَها=بخَيالِهِ تُسْبـِى العُيـونْ
عَقـْـلٌ وَيُبْدِعُ مِنْ خَـيالْ=عَقلٌ بَرئٌ مِنْ جُنـُونْ
عَقلٌ وَيَدْرِسُ مُعْطَياتْ=عَقلٌ يَحِلُّ المُشْكـِلاتْ
عَقـْلٌ يُدَاوي المُمْرِضاتْ= عَقلٌ يَرَى في المُــظْلِمَاتْ
عـَـــــقـْلٌ تَفـَـرَّدْنــا بِهِ=مِنْ بَيْنِ كُلِّ الكَائِنَاتْ
عَقْلٌ بِهِ عِلْـمُ البَــيـانْ=عَـقلٌ تَحـَاوَرَ بالْلِسَانْ
عَقلٌ يَرَى عَبْرَ الزَّمَانْ=عَـقلٌ أحـَاط َ وبالمَكَانْ
عَقلٌ نَظـِـــيـمٌ فِكْـرُهُ=عَـقـْلٌ وحـُــرٌ باتـِّـزَانْ
والْعِلْمُ ذا عِلْمُ العُقولْ=عـِلْمُ الجَهَابِذِ والفُحُـولْ
عِلْمُ الدَليلِ إلى اليَقينْ=بِدَلائِـلٍ ِ يُقْـنٍ شُـمـُـولْ
عِلْـمٌ بعَـقْـلٍ رَاشـِــدٍ=وَعَنِ الحَقـَـائقِ لا يَحُـولْ
ذا العِـلْمُ نُورُ ظلامِها=والشَّرْحُ فِيهِ قَدْ يَطـُـولْ
والقـَوْلُ فـِـــيـهِ أنَّهُ=حَالُ العُلُومِ وبالعُــقُولْأخي / خليل حلاوجي
إنَّ فهمنا لعقولنا , والأسس والقواعد التي حكم بها الله هذا العقل ( المنهج العقلي الإسلامي ) , آليات الحذف والإضافة , كما تسميها , هي الأولى بنا بأن تكون نقطة البداية , فنوحد منهجنا العقلي على ما جاء به الله في كتابه الأعز , فإذا ما توحدت الأسس والقوانين التي ننتهجها , كما انتهجها الصحب والمؤمنين الأوائل , كانت تلك هي بداية الوحدة الإسلامية للعودة للريادة التي نرجوها .
ولحديث بقية
أخوكم في الله
محمد سوالمة
04-01-2006, 04:48 AM
الاخ العزيز محمد
لقد كتبت فاجدت وخاطبت فاصبت واعجبني كثيرا الفقرة الاخيرة التي هي خلاصة الموضوع(, فنوحد منهجنا العقلي على ما جاء به الله في كتابه الأعز , فإذا ما توحدت الأسس والقوانين التي ننتهجها , كما انتهجها الصحب والمؤمنين الأوائل , كانت تلك هي بداية الوحدة الإسلامية للعودة للريادة التي نرجوها .)
تلك هي البداية اما منهج الحذف والاضافة فربما كان يعني ان نتدخل بعقولنا القاصرة لنعدل المنهج الالهي ونضيف عليه وهذا لا يجوز بحال من الاحوال لان عقولنا التي هي مناط التكليف وظيفتها فهم الحكم الشرعي وليس وضع الحكم اما في امور الدنيا التي لا تحتاج الى نصوص مثل كيفية حرث الارض او اعمارها او التقدم في العلوم الدنيوية من كيمياء وفيزياء وجيولوجيا وطب وما شابه فهنا وظيفة العقل ان يبدع في اكتشاف هذا الكون وتسخيره لخدمة البشرية لان ذلك ايضا امر من الله ان نتفكر في هذا الكون ونستعمره .
قال تعالى :هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا
والرسول عليه السلام حين سالوه عن كيفية تابير النخل قال : انتم ادرى بشؤون دنياكم .
هكذا فهم الاولين دينهم فما كان وحيا من الله التزموا به ولم يتدخلوا بعقولهم بل فهموا بعقولهم ما هو مطلوب منهم واذكر هنا مثالين على ذلك :
الاول يوم صلح الحديبية حين غضب عمر من مضمون الصلح وراى بعقله انه مجحف بحق المسلمين فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لماذا نرضى الدنية في ديننا فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم قال :يا عمر اني رسول الله ولن يضيعني ففهم عمر ان المسالة وحي من الله فسكت ولم يعترض
والمثال الثاني يوم بدر حين نزل الرسول صلى الله عليه وسلم منزلا فقيل له يا رسول الله امنزل انزلك الله ام هي الحرب والمكيدة فقال صلى الله عليه وسلم بل الحرب والراي والمكيدة فاشاروا عليه بمنزل اخر .ويفهم من الحديث حين سالوه امنزل انزلك الله انهم يريدون الاستفسار قبل ان يتدخلوا بعقولهم فان كان وحيا من الله فلا مشورة ولا راي بل التزام بامر الله حتى ولو خالف رايهم وعقولهم.
من هنا يجب ان ننطلق من احكام الله وفهمها كما اراد الله وكما فهم الاولين هذا الدين الذي به سادوا الامم وكانوا به كما وصفهم الله تعالى خير امة اخرجت للناس
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه وللحديث بقية الى ان نصل لما يرضي الله ورسوله ونلتزم به لننال مرضاة الله تعالى والتي هي غايتنا والله من وراء القصد.
محمد سوالمة
04-01-2006, 05:15 AM
اقتبس من كلمات الاخ خليل ما يلي :(وحلم الفاتح أوافقه فيه بالاسم ولا اوافقه في المسمى
أولسنا نحيا في دول اسلامية ؟
أم اننا في دول غير اسلامية ؟
انا أرى أننا نحيا في دولة اسلامية ولكن حاكمها ظالم ومحكومها جاهل وما يعيقني لاقيم حلمي المنشود هو ارساء قيم اسلامية من خلال مؤسسات
واما الحاكم فهو عندي يشبه عمله عمل الاداري فهو يستمد سطوته وسلطته من خلال تمثله لمراد الله منه فينا
وهكذا .. أفهم المسالة وقد أكون مخطئا" فصححوا لي
وانا بدوري اصحح لك فقد اخطات في فهم المسالة من زاويتين الاولى انك قلت اولسنا نحيا في دول اسلامية ؟وهذا فهم خاطئ لان الاصل في المسلمين ان تكون لهم دولة واحدة وليس دول
الثانية ان العبرة في اعتبار المجتمعات اسلامية او غير اسلاميه ليس وجود سكان مسلمون بل العبرة بالافكار والمشاعر والانظمة التي تسود في المجتمع
لان تعريف المجتمع عند اهل الفقه هو مجموعة من الناس بينهم علاقات دائمية وتجمعهم افكار واحدة ومشاعر واحدة ويطبق عليهم نظام واحد
ومن الافكار والمشاعر السائدة في المجتمع تحكم على هذا المجتمع انه اما اسلامي ان كانت الافكار التي تسود في المجتمع اسلاميه ومشاعر الرضى والغضب اسلامية اي ان الناس يرضون لما يرضي الله ويغضبون مما يغضبه وكانت الانظمة التي تحكم الناس اسلامية كان المجتمع مجتمعا اسلاميا .
اما بالنسبة للدولة الاسلامية فبالاضافة لما سبق اي بالاضافة لكون الافكار اسلامية والمشاعر اسلامية والانظمة اسلامية فيجب ان يكون امانها بامان المسلمين وهو تعريف دار الاسلام كما ورد في كتب الفقه ولو نظرت في واقع الامة اليوم من اندونيسيا الى المغرب فلن تجد هذا الواقع ولذلك لا يطلق على اي بلد من بلاد المسلمين انها دولة اسلامية لانها كلها تحكم باحكام وضعية والافكار التي تسود فيها افكار مختلطة والمشاعر التي تحرك الناس مختلطة ولذلك كانت المجتمعات في بلاد المسلمين مجتمعات غير اسلامية حسب التعريف الشرعي للمجتمع الاسلامي وكانت دولة الاسلام غائبة حسب التعريف الشرعي ايضا للدولة الاسلامية ولمزيد من التفصيل يمكنك مراجعة كتاب الدولة الاسلامية للشيخ تقي الدين النبهاني او مراجعة الظلال لسيد قطب رحمهما الله تعالى .
خليل حلاوجي
04-01-2006, 01:32 PM
ألاخ محمد البهلوان المبدع :
مشكلة المشاكل هي أننا لانستطيع التوحد في الرؤية حتى وان استخدمنا جميعنا عقولنا
لعدة اسباب
1\ الحقيقة قد تكون لها اكثر من مظهر فهي ربما تصبح كالهرم ترى احد وجوهه أنت وأرى وجها" آخر ويأتي ثالث ليرى غير مارأينا أنا وأنت .
2\ للعقل قدرة محدودة ، لانستطيع بعدها مفاعلته فهو كالعين التي لاتبصر اكثر من مدى رؤيتها والاذن التي لاتلتقط الا في مجال محدود
3\ كثرة المسلمات بين شتى انواع المجتمعات فالبنت عندنا ننظر اليها نظرتنا لدينها أذ الحياء عنوانها وهذه مسلمة عندنا ولكن البنت في غير مجتمعاتنا ربما صار تحررها هو المقياس فنستبشع نحن ذلك وهم ايضا" منا يستبشعون وكلينا يقول انه اقرب الى العقل
4\ هناك متن غامض ساحاول شرحه في غير هذا الموضوع أن شاء الرحمن وأمد لنا في العمر ، ساشير له سريعا"
ليست أفكارنا من يخلق الحقيقة
وليست الحقيقة هي التي تخلق أفكارنا
نحن كمسلمين عندنا
الوحي هو الحقيقة
ولكن غير المسلمين لايستطيعون تصور منهجيتنا تلك
ونحن كما تعلم جزء من المليارات الستة للبشر ونحن ربع العالم
وهنا يأتي دوري ودوركم
وللحديث بقية
محمد البهلوان
04-01-2006, 11:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله حمد الموقنين , والشكر لله شكر العرفين , والفضل لله أبد الآبدين .
والصلاة والسلام على صفْوَةِ صَفْوِ المرسلين , والآل والصحبِ والتابعين .
آمين .
أخوايا في الله .
بعد أن قرأتُ ما أوردتموه فيما علاه , أتقدم إليكم بتصوُّري عن النهج العقلي الإسلامي , مسترشداً بكتاب الله المبين , عسى أن يهدينا , لنهجٍ ترتضيه عقولُنا , فنكون من الفائزين .
اتَّفقنا فيما سلف عن ماهية العقل وملاكاته , فهو تلك المنة الإلاهية التي ندرك بها مالا تدركه الحواس , وأبنت أثر المحتوى العقلي من العلوم على الشخصية , وأبدء الآن في عرض النهج الإسلامي للعقل .
النهج العقلي الإسلامي .
1- حرية العقل قبل الدخول للإسلام .
بسم الله الرحمن الرحيم
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256).
البقرة .
التفاسير .
ابن كثير
يَقُول تَعَالَى " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّين " أَيْ لَا تُكْرِهُوا أَحَدًا عَلَى الدُّخُول فِي دِين الْإِسْلَام فَإِنَّهُ بَيِّنٌ وَاضِحٌ جَلِيٌّ دَلَائِله وَبَرَاهِينه لَا يَحْتَاج إِلَى أَنْ يُكْرَه أَحَد عَلَى الدُّخُول فِيهِ بَلْ مَنْ هَدَاهُ اللَّه لِلْإِسْلَامِ وَشَرَحَ صَدْره وَنَوَّرَ بَصِيرَته دَخَلَ فِيهِ عَلَى بَيِّنَة وَمَنْ أَعْمَى اللَّه قَلْبه وَخَتَمَ عَلَى سَمْعه وَبَصَره فَإِنَّهُ لَا يُفِيدهُ الدُّخُول فِي الدِّين مُكْرَهًا .
الجلالين
"لَا إكْرَاه فِي الدِّين" عَلَى الدُّخُول فِيهِ "قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْد مِنْ الْغَيّ" أَيْ ظَهَرَ بِالْآيَاتِ الْبَيِّنَات أَنَّ الْإِيمَان رُشْد وَالْكُفْر غَيّ نَزَلَتْ فِيمَنْ كَانَ لَهُ مِنْ الْأَنْصَار أَوْلَاد أَرَادَ أَنْ يُكْرِههُمْ عَلَى الْإِسْلَام "فَمَنْ يَكْفُر بِالطَّاغُوتِ" الشَّيْطَان أَوْ الْأَصْنَام وَهُوَ يُطْلَق عَلَى الْمُفْرَد وَالْجَمْع "وَيُؤْمِن بِاَللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ" تَمَسَّكَ "بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى" بِالْعَقْدِ الْمُحْكَم "لَا انْفِصَام" انْقِطَاع "لَهَا وَاَللَّه سَمِيع" لِمَا يُقَال "عَلِيم" بِمَا يَفْعَل
صدق الله العظيم .
من هذه الآيات البيِّنات , يتضح أنَّ الله أعطى لغير المسلم حرية الإعتقاد , وقد بيَّن سبب إعطاء الحرية للعقل الإنساني , ( قد تبين الرشدُ من الغي ) , أي أن الله يخبرنا , أنَّه قد أبان للعقول التي هي خلقته , رشدها من غيَّها , بما أنزله من أياتٍ بيِّناتٍ , تؤكد للعقل , مصداقيته (ص) , فيما أنبأ عن ربَّه ( القرآن الكريم) , الَّذي حوى من الأدلة المنطقية للعقل كي يتخذ الإسلامَ دينا , ليُقْنِ المولى عزَّ وجل , أنَّ العقل السليم سيصل بفطرة الله للاعتقاد بالدبن الإسلامي الحنيف , عن طريق الاستدلال المنطقي الَّذي حبانا به .
أمثلة .
الرعد .
قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16) .
يونس .
قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ (31) .
الأنعام .
قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) ..
وغيرها من الآيات التي إذا تدبَّرها العقل بصدق , لم يجدُ سبيلاً إلا الإعتقاد الراسخ بالله , وبدينه الإسلام .
لذلك ترك الله الحرية للعقل في اختيار أي السبيلين ( الرشد أم الغي ) .
2- حرية العقل بعد الدخول للإسلام .
في قوله جلَّ وعلا ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) , القيد الوحيد على العقل الإسلامي , وهو أن لا يتراجع عن معتقده , الَّذي استخدم فيه ملكاته الإستنباطية للوصول إلى المعتقد الإسلام , ( لاَ انفِصَامَ لَهَا ) , أي لا تراجع عنها .
والإستدلال المنطقي هو الوسيلة التي يدرك بها العقل , ما لا تدركه الحواس .
وترك الله للعقل المسلم حرية التفكير فيما عدى المعتقد بالله , وملائكته , وكتبه , ورسله , واليوم الآخر , وأنَّ القضاء خيره وشرَّه من الله , وجميعها بالنسبة لنا غيبية , (عدى رسل الله لمن عاصروهم ) , وترك لنا حرية التفكر في ما عدى ذلك .
أمثلة .
آل عمران .
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) .
يونس .
إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) .
الرعد .
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) .
النساء
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82)
محمد.
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24).
وغيرها من الآيات التي تحدد للعقل مجالات التفكر , وهي التفكر في في جميع مناحي الحياة التي حولنا وما أنزله من الكتاب .
وللحديث بقية
محمد سوالمة
05-01-2006, 12:48 AM
اخي الحبيب
اورد هنا فقرة من كلامك وهي :والإستدلال المنطقي هو الوسيلة التي يدرك بها العقل , ما لا تدركه الحواس ........ويفهم من كلامك ان العقل يستطيع ان يعمل بدون الحواس وهذا خطا من عدة وجوه
اولا اريد ان احدد الطريقة التي يعمل بها العقل ولنضرب مثالا على ذلك ليتضح المقال
العقل لا يستطيع ان يدرك اي شيء بدون الحواس فهي بمثابة ادوات العقل مثل النجار او الحداد الذي يعمل بادوات خاصة كل بصنعته فمثلا لو ولد شخص اعمى فلن يستطيع ان يدرك ماهية اللون الاحمر لان الاداة التي تنقل للعقل الالوان غير موجودة
ولو ولد شخص اصم فلن يستطيع ان يدرك ماهية الاصوات لان الاداة التي تنقل للعقل الاصوات غير موجودة
وهكذا قس على كل الحواس
ثانيا :لا يمكن للعقل ان يحدث فكرا الا اذا اكتملت عناصر تكوين الفكر وهي( واقع ,احساس بهذا الواقع عن طريق احد الحواس ,دماغ صالح للربط,ومعلومات سابقة تفسر هذا الواقع )
فمثلا لو احضرنا لطفل اربع صور لحيوانات ليس له اي معلومات سابقة عنها ثم جعلنا احساسه يقع عليها بالنظر واللمس فهل يستطيع ان يسميها باسمائها ؟
ثم لو اننا اعطيناه معلومات عن كل واحدة منها ولكن لم نعطها الاسمم الحقيقي لها بل غيرنا مثلا اسم الاسد واخبرناه بعد ان يقع حسه على صورة الاسد بانه ارنب فسوف يكبر هذا الطفل وحين يرى اسدا سيسميه ارنب حسب ما لديه من معلومات سابقة عن صورته
ثالثا انت تعلم ان المنطق يعتمد على مقدمة صغرى ومقدمة كبرى ونتيجةاي انه يبني قضية على قضية فيخرج بنتيجة اي بمعنى اخر ترتيب معقول على معقول لاستنتاج معقول اخر منها وساضرب مثالا على عدم سلامة منهج المنطق للوصول الى النتائج الصحيحة فمثلا قد يقال : اسبانيا سكانها ليسوا مسلمين وكل بلد سكانها ليسوا مسلمين ليست بلدا اسلاميا فالنتيجة اسبانيا ليست بلدا اسلاميا فهذه النتيجة خطا والخطا ات من ان القضية الثانية خطا فقوله كل بلد سكانها ليسوا مسلمين ليست بلدا اسلاميا خطا لان البلد تكون بلد اسلاميا اذا حكمت باحكام الاسلام او كان جمهرة سكانها من المسلمين واسبانيا حكمت بالاسلام فتعتبر بلد اسلاميا وخطا النتيجة جاء من القضية الثانية وهكذا
ولذلك لا يجوز ان يتخذ المنطق للاستدلال او الادراك الا اذا كانت القضايا التي تترتب عليها النتيجة محسوسة هذا والله من وراء القصد اللهم اجعلنا ممن يستمعون القوةل فيتبعون احسنه.
خليل حلاوجي
05-01-2006, 03:59 PM
المنطق يعتمد على مقدمة صغرى ومقدمة كبرى
صدقت أخي المبارك
وهذا المنطق الارسطي الذي يعتمد على السيبية والصورية التي شرحتها مشكورا"....
وهو ما سنحاربه اليوم ونكسر المسلمات التي يفترضها على عقولنا فيجعلها متحجرة
أذن نحن متفقون أخي رعاك الله
أكرر ماأريده من قولي ( الحذف والاضافة)
أني أقر بالآتي
ليست أفكارنا من يخلق الحقيقة
وليست الحقيقة هي التي تخلق أفكارنا
نحن كمسلمين عندنا
الوحي هو الحقيقة
والوحي يعلمنا التدبر والتفكر بالكون والانسان وحكمة الله من خلقه للعالمين
ولا أراني مبتعدا" عن ما تفرضه الشريع علينا
محمد البهلوان
05-01-2006, 11:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوايا في الله
1- بداية تعريف العقل الوارد , من قاموس عربي هو المنجد كما ذكرت.
2- في حالة النوم , نرى من الرؤى التي نرى فيها المرائي , ونسمع فيها الأصوات , ونشم فيها الروائح , والملموسات , في حال تعطل كل نوافذ الحس عن العقل .
3- لا يعني ذلك إغفال دور الحواس .
4- المنطق الَّذي أعنيه هو المنطق الرياضي , (1+1=2) .
واعْزُراني , فذلك هو المنطق الوحيد الَّذي درسته , أما منطق أرسطو , فلم أتشرف بعد بدراسته , مع علمي به .
وما أردته هو تلك الملكة الإستنباطية التي حبانا بها الله بستنباط الرؤى من المقدِّمات .
كقوله جل وعلا .
في سورة النساء .
وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً (83) .
أبن كثير .
وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُول وَإِلَى أُولِي الْأَمْر مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ " فَكُنْت أَنَا اِسْتَنْبَطْت ذَلِكَ الْأَمْر وَمَعْنَى يَسْتَنْبِطُونَهُ أَيْ يَسْتَخْرِجُونَهُ مِنْ مَعَادِنه . يُقَال : اِسْتَنْبَطَ الرَّجُل الْعَيْن إِذَا حَفَرَهَا
الجلالين .
وَلَوْ رَدُّوهُ" أَيْ الْخَبَر "إلَى الرَّسُول وَإِلَى أُولِي الْأَمْر مِنْهُمْ" أَيْ ذَوِي الرَّأْي مِنْ أَكَابِر الصَّحَابَة أَيْ لَوْ سَكَتُوا عَنْهُ حَتَّى يُخْبِرُوا بِهِ "لَعَلِمَهُ" هَلْ هُوَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُذَاع أَوْ لَا "الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ" يَتَّبِعُونَهُ وَيَطْلُبُونَ عِلْمه وَهُمْ الْمُذِيعُونَ "مِنْهُمْ" مِنْ الرَّسُول وَأُولِي الْأَمْر "وَلَوْلَا فَضْل اللَّه عَلَيْكُمْ" بِالْإِسْلَامِ "وَرَحْمَته" لَكُمْ بِالْقُرْآنِ "لَاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَان" فِيمَا يَأْمُركُمْ بِهِ مِنْ الْفَوَاحِش.
القرطبي.
أَيْ يَسْتَخْرِجُونَهُ , أَيْ لَعَلِمُوا مَا يَنْبَغِي أَنْ يُفْشَى مِنْهُ وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يُكْتَم . وَالِاسْتِنْبَاط مَأْخُوذ مِنْ اِسْتَنْبَطْت الْمَاء إِذَا اِسْتَخْرَجْته . وَالنَّبَط : الْمَاء الْمُسْتَنْبَط أَوَّل مَا يَخْرُج مِنْ مَاء الْبِئْر أَوَّلَ مَا تَحْفِر . وَسُمِّيَ النَّبَط نَبَطًا لِأَنَّهُمْ يَسْتَخْرِجُونَ مَا فِي الْأَرْض . وَالِاسْتِنْبَاط فِي اللُّغَة الِاسْتِخْرَاج , وَهُوَ يَدُلّ عَلَى الِاجْتِهَاد إِذَا عَدِمَ النَّصّ وَالْإِجْمَاع كَمَا تَقَدَّمَ .
الطبري .
{ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } يَقُول : لِعِلْمِ حَقِيقَة ذَلِكَ الْخَبَر الَّذِي جَاءَهُمْ بِهِ الَّذِينَ يَبْحَثُونَ عَنْهُ , وَيَسْتَخْرِجُونَهُ مِنْهُمْ , يَعْنِي .
والمقصود عندي بالمنطق الإستدلالي , هي القدرة على رؤية الحقيقة , من خلال المعطيات المتوافرة للمُسْتَدِل ( وهي بلغتنا اليوم , القدرة الإستنتاجية للعقل البشري من المقدَّمات المتاحة ) .
أخوايا في الله .
ومع أنَّكما تأخذاني بعيداً عن المراد , ولكن كي تتوحد الرؤى بيننا , فلا مانع من تلك المداخلات المفيدة في توحيد رؤانا , لمدلولات الألفاظ .
وبدلاً من تسميتها الإستدلال المنطقي , فليكم اسمها الإستدلال العقلي , ولنُنَحِّي , منطق أرسطو , فليس لنا من مرجعية إلا كتاب الله , وهدي رسوله , وما وافق من الإجتهاد , الكتاب والسنة .
فهل تنكران أن للعقل تلك الخاصية الإستدلالية ( الإستنتاجية ) ؟
بالقطع لا .
نعود لشرح نهج العقل الإسلامي في التفكير .
كنا قد وصلنا إلى حرية العقل في الإسلام .
وجئنا بآيات من كتاب الله وهي .
1- وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) .تتضمن السورة التفكر في كيفية خلق السماوات والأرض ( علم الفلك - علم الجيولوجيا - علم الأرض ) .
2- إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) .
( علم المُناخ - العلوم الزراعية- علم المستقبل ) .
3- وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) .
( علم الجيولوجيا - علم النبات والحيوان - علم الزمن ) .
وغيرها الكثير من الآيات التي لو تتبَّعناها في كتاب الله , سنجدها تكليف من الله لكل العقول المسلمة بالتفكر في جميع العلوم الموجودة الآن على سطح الأرض , (علوم استدلالية) .
4-أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82)تَدَبَّرْت الشَّيْء فَكَّرْت فِي عَاقِبَتِهِ
وهنا نمطية ثانية من المفكرين , ويحوي هذا القسم جميع العلوم المتعلقة بالكتاب الكريم , والسنة الشريفة , ( علوم شرعية نقلية ) .
5- آل عمران .
قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ (137) .
الأنعام .
وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99) .
العنكبوت .
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) .وغيرها من الآيات التي ورد فيها قوله ( انظروا ) .
وهي تشمل العلوم التجريبية والإستدلالية .
6- النساء .
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) .
الأنعام .
وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) .
يونس .
أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (66)
وغيرها من الآيات التي ورد فيها الظن , ويظنون ( العلوم الظنية ) .
مما سبق يتضح لنا انَّ العقول على أربعة أنماط هي .
1- أولى النُهى .
2- أولي الألباب .
3- الَّذين يعقلون .
4- الَّذين لا يعقلون .
وأنّ أنواع النشاط العقلي أربعة
1- التفكير .
2- التدبر .
3- النظر .
4- الظن .
والعلوم أربعة .
علوم اسدْلالية .
علوم شرعية .
علوم تجريبية .
علوم ظنِّية .
وللحديث بقية .
أخوكم في الله .
خليل حلاوجي
06-01-2006, 10:01 AM
الاخ البهلوان أكرمك ربي
قولك
والإستدلال المنطقي هو الوسيلة التي يدرك بها العقل , ما لا تدركه الحواس .
وترك الله للعقل المسلم حرية التفكير فيما عدا المعتقد بالله , وملائكته , وكتبه , ورسله , واليوم الآخر , وأنَّ القضاء خيره وشرَّه من الله , وجميعها بالنسبة لنا غيبية ,
اراك تستثني والاولى ان تقول يمكن للمسلم ان يتيقن من وجود الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر عن طريق عقله الذي به يتدبر كلام الله المنزه في قرآنه المعصوم المبلغ الينا عن طريق الوحي الذي انزله على رسول رب العالمين الصادق الامين
واذا ما اشكل على عقلنا فعلينا ان نفهم مراد الله وغيبياته وفق ما أفهمه الرسول لصحابته الكرام
فيسعنا ان ندرك ماادركوا ويسعنا ان نقف فيما فيه وقفوا وسلموا الامر الى حكمة الله التي قد لانعلمها
ولاجدال اذن بعد ذلك
واما طرق الفلاسفة فانها طريق خطرة لايأمن معها المسير وربما وصل احدهم الى اليقين بعقله فلا نكفره وربما لم يصب الحق فعلينا والحال هذه الاستعانة بالراسخين في علومنا الشرعية لايصححوا لنا ولهم وهو مافعله بن تيميه رحمه الله كما سأشرحه أدناه
الاخ الفاتح أكرمك الله
قولك
لا يمكن للعقل ان يحدث فكرا الا اذا اكتملت عناصر تكوين الفكر وهي( واقع ,احساس بهذا الواقع عن طريق احد الحواس ,دماغ صالح للربط,ومعلومات سابقة تفسر هذا الواقع )
هذا يصح فقط في المحسوسات وأما الغيبيات فلها سبيل آخر
\
ماأسعدني وما أسعد أيامي قربكم أيها المتألقون
أللهم أجمعنا وفرقنا لاجل أن نطيعك يارب
\
طبعا" اتفقنا على هجر المنطق الارسطي بدعائمه التي شرحها باقتضاب الفاتح فتح الله عليه واكرمه وهي
1\ مبدا السببية
2\ مبدا العقلانية
3\ مبدا الماهية
والمشكلة اننا لم نتطرق ولم نوضح للقراء عقدة حوارنا وهي هل يمكن اعمال عقلنا في فهم الغيبيات (الجنة والنار... والخ )
\
لقد اجاد بن تيمية رحمه الله في نقده للمنطق فاخذ يشكك في صحة الكليات العقلية العامة التي كان المناطقة يجعلونها مقدمات لاقيستهم فهي في نظره ليست ضرورية ولا بديهية وليس لها وجود خارجي
لانها من الامور النسبية التي يختلف عليها الناس في تقديرها فربما ماهو بديهي عند البهلوان يكون غير بديهي عند الفاتح او عندي
يقول بن تيمية هنا رحمه الله : والناس يتفاوتون في (قوى الاذهان اعظم من تفاوتهم في قوى الابدان)
وهو يرى انها تصح في العلوم كالهندسة فكلياته اتفق الناس على اليقين بها في كل زمان ومكان
وهنا لي اعتراض ساعود اليه لاحقا ان شاء الله
كماانه يعتبر الطب ليس كذلك فكلياته نشات عن تجارب شخصية لافراد من البشر ثم نقلت التجارب جيلا بعد جيل وربما جاءت تجارب اخرى تنقضها
اهم مافي رؤية بن تيمية
هو قوله ان العلم الحق هو الذي يستمد حقائقه من الاشياء الجزئية المتعينة باشخاصها في الخارج لامن الكليات المقدرة في الذهن
وطريقته للوصول للعلم الحق هي الانتقال من الجزئي الى الجزئي
وهو مايسميه فقهاؤنا ( قياس الغائب على الشاهد)
\\\
وهو بهذا حل الاشكال
وفـّرق بين الامكان الذهني والامكان الخارجي
فالاول ان يعرض على الذهن شىء يفترض وجوده لالعلمه بوجوده بل لعلمه بامكان وجوده عقليا"
اما الامكان الخارجي
فهو ان يعرض للذهن شىء فيقر بوجوده لعلمه بوجوده واقعيا" او بوجود نظيره او بوجود ماهو ابعد في الوجود منه
أنه اراد منا ان نستمد احكامنا عن طريق قياس الغائب على الشاهد لاان نحلق بعقولنا في المطلق
وهكذا حسم المسألة في كتابه( نقض المنطق) والذي أرى أن يدرس في جامعاتنا كي يرى شبابنا اننا نسبق
فرانسيس بيكون وستيوارت مل في (الاستنباط )
\
والخلاصة ايضا يضعها لنا بن تيمية
فالمعرفة عنده نوعان دينية وطبيعية
الدينية لاحاجة لنا لاستعمال المنطق اذ نستمدها من السلف الصالح
واما المعرفة الطبيعية فالتمنطق لايوصل عنده الى علم يقيني فهي تجريبية اكثر مما هي قياسية استنباطية والصحيح فيها هي تلك التي تلصق بالواقع الجزئي تستمد منه قواعدها ولاتبتعد عنه محلقة في عالم الكليات العقلية العامة
والله لقد بنيت افكاري ورؤيتي في حياتي كلهاعلى اساس ماقاله هذا الشيخ الجليل وارى اننا ندين له بالفضل لانه اراد تعليمنا المنهج الاستقرائي الواقعي
وحري بنا أن نغربل كتبنا التراثية وفق طريقته رحمه الله
بارك الله فيكم أخوتي
رب اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى لنا جميعا"
وللحديث بقية
أشرح فيها رؤيتي لتفعيل كلام شيخنا بن تيمية وفق الية الحذف والاضافة
محمد البهلوان
06-01-2006, 08:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوايا في الله .
السلام عليكم ورخمة الله وبركاته .
أخي / خليل .
لكم كانت فرحتي عندما قرأت مداخلتك الأخيرة هذي , إذ أنَّها البداية الحقيقية لانتهاجنا النهج العقلي الإسلامي , وقد وجدت فيما سردت بعض النقاط التي أحب التعليق عليها , لمزيد من التقارب العقلي بيننا , وهي .
1- "اراك تستثني والاولى ان تقول يمكن للمسلم ان يتيقن من وجود الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر عن طريق عقله الذي به يتدبر كلام الله المنزه في قرآنه المعصوم المبلغ الينا عن طريق الوحي الذي انزله على رسول رب العالمين الصادق الامين"
صدقت أخي , وتلك النقطة هى التي اسعى منذ بدء لتقريرها , حتى تكون النقطة الأساسية في نهجنا العقلي الإسلامي , وكنت أود شرح مناهج التفكير الموجودة في قرءاننا الكريم , وهي .
1- التفكير .
2- التدبر .
3- النظر .
4- الظن .
وكنت أود لو أوضحنا الفوارق بينهم , حتى تتضح الرؤى .
2- "لا يمكن للعقل ان يحدث فكرا الا اذا اكتملت عناصر تكوين الفكر وهي( واقع ,احساس بهذا الواقع عن طريق احد الحواس ,دماغ صالح للربط , ومعلومات سابقة تفسر هذا الواقع )
هذا يصح فقط في المحسوسات وأما الغيبيات فلها سبيل آخر " .
حقيقة يا أخي هذا هو السبيل الأمثل للخلوص للحقائق , بأكبر قدر من المصداقية التي يرتضيها العقل .
3- "والمشكلة اننا لم نتطرق ولم نوضح للقراء عقدة حوارنا وهي هل يمكن اعمال عقلنا في فهم الغيبيات (الجنة والنار... والخ ) " .
وأقول لك هنا نعم يا أخي يمكن إعمال العقل في فهم الغيبييات , وهو مدخلنا لليقين , فلو وجدنا السبيل للعقل لفهم الإطلاق كمعنى , وقدَّمنا له الواقع , والدليل الحسي , وكان الدماغ صالح للربط , مع المعلومات المسبقة , لأمكن التيقن من الغيبيات , بالعقل , والحواس (( حق اليقين )) .
ولنا في هذا إن شاء الله الكثير .
4- " يقول بن تيمية هنا رحمه الله : والناس يتفاوتون في (قوى الاذهان اعظم من تفاوتهم في قوى الابدان)
وهو يرى انها تصح في العلوم كالهندسة فكلياته اتفق الناس على اليقين بها في كل زمان ومكان " .
وهذا ما أوضحناه في ما جاء في كتاب الله , تحديداً للأنماط العقلية وهي .
1- أولي النُهى .
2- أولي الألباب .
3- الَّذين يعقلون .
4- الَّذين لا يعقلون .
5- "اهم مافي رؤية بن تيمية
هو قوله ان العلم الحق هو الذي يستمد حقائقه من الاشياء الجزئية المتعينة باشخاصها في الخارج لامن الكليات المقدرة في الذهن
وطريقته للوصول للعلم الحق هي الانتقال من الجزئي الى الجزئي
وهو مايسميه فقهاؤنا ( قياس الغائب على الشاهد)" .وهذا يا أخي مبدء العلم التجريبي السائد الأن , ومن معطياته التي بدأت تتعامل مع الغيبيَّات , يمكنا الإستيقان من غيْبيَّاتنا التي عقدنا عليها عرْوتنا الوثقى .
6- "فالمعرفة عنده نوعان دينية وطبيعية
الدينية لاحاجة لنا لاستعمال المنطق اذ نستمدها من السلف الصالح
واما المعرفة الطبيعية فالتمنطق لايوصل عنده الى علم يقيني فهي تجريبية اكثر مما هي قياسية استنباطية والصحيح فيها هي تلك التي تلصق بالواقع الجزئي تستمد منه قواعدها ولاتبتعد عنه محلقة في عالم الكليات العقلية العامة " .الحقيقة التي أنا على يقين بها , أنَّ المعرفة الطبيعية ( العلم التجريبي ) , ومنطقها هي السبيل لتيقن من علومنا الدينية .
7- "والله لقد بنيت افكاري ورؤيتي في حياتي كلهاعلى اساس ماقاله هذا الشيخ الجليل وارى اننا ندين له بالفضل لانه اراد تعليمنا المنهج الاستقرائي الواقعي
وحري بنا أن نغربل كتبنا التراثية وفق طريقته رحمه الله ".مارأيك في نظرة عصرية ((للعقيدة الواسطية )) , لشيخ الإسلام / أحمد ابن عبد الحليم ابن عبد السلام ابن تيمية , طيَّب الله ثراه , وأجزل له الأجر , أمين .
وللحديث بقية .
وكل عام وانتم والأمة المحمدية يكل خير وسلام
أخوكُما في الله
محمد البهلوان
07-01-2006, 10:13 PM
متابعة لشرح النهج العقلي الإسلامي .
مما تقدم رأيت أن أوضح أنماط العقول التي ذكرها الله في قرآننا الكريم , وأستهل بأولى النُهى .
أولى النُهى
بسم الله اللرحمن الرحيم
1- طه
1-الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى (53)
كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى (54) .إبن كثير .
هَذَا مِنْ تَمَام كَلَام مُوسَى فِيمَا وَصَفَ بِهِ رَبّه عَزَّ وَجَلَّ حِين سَأَلَهُ فِرْعَوْن عَنْهُ فَقَالَ الَّذِي أَعْطَى كُلّ شَيْء خَلَقَهُ ثُمَّ هَدَى ثُمَّ اِعْتَرَضَ الْكَلَام بَيْن ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْض مَهْدًا وَفِي قِرَاءَة بَعْضهمْ مَهْدًا أَيْ قَرَارًا تَسْتَقِرُّونَ عَلَيْهَا وَتَقُومُونَ وَتَنَامُونَ عَلَيْهَا وَتُسَافِرُونَ عَلَى ظَهْرهَا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا أَيْ جَعَلَ لَكُمْ طُرُقًا تَمْشُونَ فِي مَنَاكِبهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ " " وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَات شَتَّى " أَيْ مِنْ أَنْوَاع النَّبَاتَات مِنْ زُرُوع وَثِمَار وَمِنْ حَامِض وَحُلْو وَمُرّ وَسَائِر الْأَنْوَاع .
(54) .
" كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامكُمْ " أَيْ شَيْء لِطَعَامِكُمْ وَفَاكِهَتكُمْ وَشَيْء لِأَنْعَامِكُمْ لِأَقْوَاتِهَا خَضِرًا وَيَبِسًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات أَيْ لَدَلَالَات وَحُجَج وَبَرَاهِين " لِأُولِي النُّهَى " أَيْ لِذَوِي الْعُقُول السَّلِيمَة الْمُسْتَقِيمَة عَلَى أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَلَا رَبّ سِوَاهُ .
تبدء القضية الفكرية ب .
قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) .
وهي قضية عقائدية بين رسولٍ لله , وبين ملكٍ من ملوك الأرض , وهو وشيعته يعتقدون في أنَّه إله , أو ابن إله , وهو يسأل موسى عليه السلام عن ربهِ (من هو ) .
ويتضح من هذا التساؤل , أنَّ أوَّل الشواغل الفكرية لأولي النُهى هي قضية الألوهية (من هو الله ؟ ) .
وتأتي إجابة موسى عليه السلام .
قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) .
وفي إجابة موسى عليه السلام توضح أن الله هو خالق كل الأشياء , على عمومها , وأنَّهُ سيَّرها (هداها ) , وفق مشيئته .
وهاتان الصفتان ( الخلق والهداية ) , هما أولى الصفات التي تحتَّمُها الألوهية .
ثم يسطرد موسى عليه السلام , لتوضيح الصفات الحتمية للذات الإلاهية فيقول .
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا
وهو توضيحٌ لما بالآية السابقة , أي أنَّ الله خلق الشيء ( الأرض ) , وهداها ( جعلها ) لكم مهداً , أي بدايةً لكم , وهي إجابة عن تساؤل فرعون .
قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51). ويكون التساؤل الثاني لأولي النُهى ( كيف بدأ الخلق ؟) .
وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى .
أي ومهَّدها لكم تمهيداً دقيقاً , بأن جعل لكم فيها سبلاً , ولولا هذا التمهيد البسيط لاختلفت صورة الحياة التي تحْيونها , وأنزل من السماء ماءاً , ليخرج لكم النبات الَّذي به وبالماء حياتكم , وحياة أنعامكم .
وهنا يكون إقرار أولى النُهى , من تلك المقدمات , رسوخ الإعتقاد , فإن رسخ اعتقاد إمْرًءٍ من تلك المقدَّمات , كان من أولى النُهى .
وهنا يكون الإستدلال العقلي , هو السمة الأولى لأولي النُهى .
2-طه
أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى (128) .
ابن كثير
يَقُول تَعَالَى أَفَلَمْ يَهْدِ لِهَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ بِمَا جِئْتهمْ بِهِ يَا مُحَمَّد كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ الْأُمَم الْمُكَذِّبِينَ بِالرُّسُلِ قَبْلهمْ فَبَادُوا فَلَيْسَ لَهُمْ بَاقِيَة وَلَا عَيْن وَلَا أَثَر كَمَا يُشَاهِدُونَ ذَلِكَ مِنْ دِيَارهمْ الْخَالِيَة الَّتِي خَلَفُوهُمْ فِيهَا يَمْشُونَ فِيهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات لِأُولِي النُّهَى أَيْ الْعُقُول الصَّحِيحَة وَالْأَلْبَاب الْمُسْتَقِيمَة .
وهنا يوضح المولى جلَّ وعلا , أنَّ أولى النُهى يأخُذون , بالمنهج التجريبي , المعتمد على الحواس , فرؤيتهم لنتيجة ما حدث لمن كذَّبَ لله ورسله , واستخلاص الحقيقة , هو عين المنهج التجريبي .
وعلى ذلك نخلص إلى أنَّ أولي النُهى يأخذون بالمنهجين , الإستدلالي , والتجريبي .
أولي الألباب .
1- البقرة .
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) .
2- يوسف .
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) .
3- الزمر .
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) .
4- غافر .
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53)
هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54) .
من الآيات السابقة , يتضح أنَّ منهج أولي الألباب , منهجٌ إستدلالي , وأعتقدُ أنَّكُما لسْتُما في حاجة للشرح .
أولى العقول . البقرة
1- إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) .
الرعد .
2- وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4) .
النحل .
3- وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12) .
4- وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) .
العنكبوت .
5- وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35) .
الروم .
6- وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) .
الروم .
7-ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28) .
الجاثية .
8- وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) .
ومن سياق الآيات يتضح أنَّ الَّذي يعقلون يغلب عليهم المنهج التجريبي , ولهم قسط من المنهج الإستدلالي , لا يرقى لأولي الألباب , أو النُهي .
ولا أراني في حاجة للتوضيح لكما .
وأحب أن أُشير ها هنا أنَّ الَّذين يتفكرون , هم جميع تلك الأنماط , وإنَّ الَّذين لا يعقلون , لا منهج فكري لهم , بل سادت نفوسهم عليهم , فهم لا يعقلون .
وللحديث بقية .
محمد البهلوان
14-01-2006, 09:07 PM
أخوايا الأعزَّين .
أتساءل عن انقطاعِكُما , عن المداخلة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
وتدور بالعقل احتمالات لتفسير هذا الصمت , بعضها وهو الأرجح لاينبأ بخير , لذلك سوف أصمت , لرُبَّما ؟؟؟؟؟ .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
خليل حلاوجي
15-01-2006, 07:48 AM
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php
لقد أقترحت على ادارة الواحة
أن نقدم أمسية فكرية حول الموضوع أنا وأنت في الرابط اعلاه
وللاسف أعتذر الاستاذ سلطان
وأنا أعطيته الحق في العذر
أفكر
واقترح
لكما
أن نجعل الموضوع ... كتاب
نشارك فيه نحن الثلاثة
فما قولكم أحبتي ؟؟؟
محمد البهلوان
15-01-2006, 12:02 PM
أخي الحبيب / خليل .
كل عام وأنتم بخير .
أوافقك الرأي , على أن يكون كتاباً جماعياً , نضع فيه تصوُّراتنا عن كيفية تحقيق الحلم الإسلامي , على أن نبدي , أراءنا , فيما يُعْرض من أفكار .
وانتظر مداخلتكُما فيما عرضت حتى نفعل الحوار , ونشْحذ الأفكار .
أخوك / محمد البهلوان
خليل حلاوجي
18-03-2007, 03:34 PM
اين انتم يامفكري واحتنا ؟
اشتقت اليكم
محمد سوالمة
18-03-2007, 10:31 PM
الاخ الحبيب خليل
اعتذر لغيابي عنكم ولكن ما منعني كثرة المشاغل وهي بجملتها تصب في نفس الهدف الذي نسعى اليه جميعنا فكلما زادت قناعتنا بالفكرة زاد بالتالى التزامنا بالعمل لها
اما قولك هل تضمن لي أن يصبح المحكومين في هذه الدولة مثل اولئل الابرار الذين شاركوا رسولنا الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام.... وخلقهم جله الايثار لايعرفون الا ان يؤدوا واجباتهم وبعدها يطالبون بابسط مايتوفر من حقوقهم وبصبرون على اعلاء الذمم بعزية الهمم
اقول ان اولئك الابرار هم بشر مثلنا وما غيرهم وجعلهم ابرار هو منهج اتبعوه فان رجعنا الى نفس المنهج وفهمناه كما فهموه بطبيعة الحال نعود خير امة اخرجت للناس المهم ان نفهم الاسلام كما فهمه اولئك الاخيار ونعمل على اعادته الى واقع الحياة كما فعلوا هم
فان وجدت الفئة التي تجعل من الحكم الشرعي هو المحرك لها وكانت احكام الاسلام هي القاعدة الفكرية التي يبنوا عليها كل اعمالهم فسيحقق الله وعده وتتحقق بشرى رسوله الكريم وياذن الله بالتمكين لهذه الجماعة في الارض وليس ذلك على الله بعسير
بابيه أمال
19-03-2007, 12:08 AM
سلام الله عليكم
هنا وجدت أقلاما بناءة رائدها الفكر وروح المناقشة.. قرأت لأكثر من نصف ساعة ولم أنه كل الموضوع لأطلع بخلاصة وافية لما كتبته أخي محمد سوالمة ولما كتبه لك باقي الأعضاء الكرام..
قيام خلافة إسلامية ليس بأمر مستحيل (رغم ما يعيشه أغلبنا اليوم من ظروف ومآسي ربت فينا روح الانهزامية والتخاذل المميت) ما دام لا يزال هناك بيننا مفكرين أباة يحاولون إصلاح مجتمع للخروج به نحو مجتمع كريم أصيل الأخلاق متماسك الجوانب.. وما دام لا يزال فينا دعاة صامتين يعملون بما أمر الله في طاعة ويعاملون الناس بالصدق ويؤدون الأمانة ولا يطّلع الناس منهم إلا على خير.. فيمكن أن نقول أن الخلافة الراشدة في الطريق رغم كثرة المسالك حيث الأرض غير معبدة بعد.. وما الله سبحانه وتعالى بغافل عن قلوبنا التي في الصدور.. حتى إذا ما رأى فينا نحن الشعوب العربية يوما حبا للعز والكرامة المسلمة أمدنا بجنود حق من عنده.. وهو على كل شيء قدير.
ولأني إنسانة متفائلة بغد العز والكرامة رغم كل شيء، أقووول لك أخي محمد سوالمة بارك الله في الأم التي ولدتك لنرى ما كتبته يداك هنا حيث الفكر القويم والعقل الراجح..
خليل حلاوجي
19-03-2007, 02:30 PM
قبل ان اتدبر القول اخي الفاتح واختي نهيلة
دعوني اعترف امامكم اني غيرت خرائط احلامي بعدما شاهدت بام عيني حقيقة القسوة التي تشرذم جرائها اهلي في العراق الذبيح
الحقيقة ان دولنا هي دول قبلية لايستطيع الفرد المسلم فيها ان يصنع اطارا ً لشخصيته من دون ان يتكأ على رجل دين او رئيس عشيرة او حتى رئيس حزب
نعم
نحن شعوب ننتمي الى دول قبلية
ولاسبيل الى اعادة الخلافة الراشدة
الا عن طريق ثنائي السبيل
علينا اولا ً
بناء دولة مدنية
وبعد ان تستقر الشخصية المذبذبة لمسلم في دولنا
نقوم بالمرحلة التالية والهامة .... عودة الدولة الراشدة
نحن مصابون بتشظي في الشخصية او قل تشوهات في الولاء
\
انتظر الرد
قبل ان اضع التفصيل لمشروعي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir