عبداللطيف محمد الشبامي
24-04-2003, 06:35 PM
تحياتي لأعزائي جميعاً
بينما كنتُ أطالعُ في مكتبة والدي رحمهُ الله، لفت انتباهي كتابٌ ، أخذته وتصفحته فإذا بي أجدُ آخر ما ختم به مؤلفه وهو مفتي الموصل السيد محمد حبيب العبيدي مجموعة من قصائده في مؤلَفه النواة في حقول الحياة ، وهو كتاب يمثل الحكم التي كان يضيغها والتي علمته الحياة إياها، أعجبتني هذه القصيدة والأعجبُ من هذا أنك في قرئتها كأن التاريخُ يعيدُ نفسه ، تتحدث القصيدة عن الأمة الإسلامية والعربية عموماً والشعب العراقي على وجه التحديد ، ومما لفت انتباهي أيضاً كلمة علوج D: في القصيدة ، إليكم القصيدة والتي نشرت في 28 ربيع الثاني 1331هــ في محلق جريدة المصباح البغدادية .... فتأملوا الفرق الزمني !!!
ولكني أتسائل في حيرة إن كنت أحتفظ بهذه القصيدة من شيئ يلامس تراث العراق ، فكيف بالمكتبات التي سرقت أو حرقت ،وأيضاً المتاحف التي تحتضن حضارة العراق العريق ،، لا يسعني إلا أن أقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . . .
أقولُ الشعرَ لا للشعرِ لكنْ=عساهُ أنْ يُخففَ من شجوني
بكيتُ وما دموعي غير شعرٍ=وليستْ عَبرتي غيرَ الحنينِ
ودمعُ الحر من دُرِّ القوافي=ودمعُ سواهُ من ماءِ العيونِ
أؤبنُ أمةً عبدتْ هواها=فأسلمها إلى هولٍ مهينِ
رضيتُ أدوّنُ الأشعارَ فيها=ولولاها رأيتُ الشعرَ دوني
أحلي جيدَها وعلى سواها=حرامٌ نظمُ ذا الدرِ الثمينِ
عداني المجدُ أن أبخلْ بروحي=لسؤددِ أمتي ولعزِ ديني
جنيتُ بحبِ أوطاني وماذا=على العقلاءِ لو جنوا جنوني
فلا حفظتْ لي الأيامُ عهداً=إذا لم أعطها كفَّ اليمينِ
ولا عرفتْ لي الأحقابُ ذكراً=إذا لم أكسها ثوبَ اليقينِ
شمائلُ في بني عدنانَ قِدماً=ووارثهنَّ وضاءُ الجبينِ
متى تصحو بلادٌ من خُمارٍ=أطالَ صُداعها حيناً لحينِ
على المجدِ المضاعِ يطولُ حزني=وما حزني على ماءٍ وطينِ
أقولُ وفي العراقِ رجالُ حزمٍ=متى تُشفي الظما أسدُ العرينِ
وما برَدَى بأبرد من دُجيلٍ=ودجلةَ ذي المآثرِ والشؤونِ
تجمَّلْ بالعراقِ وساكنيهِ=ونوّه بالمكانِ وبالمكينِ
لقد كنّا ابتسامةَ سنِّ دهرٍ=أضعناهُ على مرِّ السنينِ
فلو نطقتْ بنا الأيامُ ضاءتْ=لياليهنَّ عن صبحٍ مبينِ
رُويدَكَ ياعراقُ إلى مَ تَشقى=وقد كنتَ السعيدَ مدى قرونِ
أغنَّ الروضِ بسامَ الأقاحي=بعيدَ الغورِ مياسَ الغصونِ
ألمْ تكُ صاحبَ الراياتِ فيها=وليس جوادُ عزمكَ بالحرونِ ؟!
سقت عهدَ الرشيد عهادُ مزنٍ=حكاها في السهولِ وفي الحزونِ
سلامُ مودعٍ وحنين داعٍ=على المأمونِ من بعدِ الأمينِ
أرى جوَّ الساسيةِ مكفهراً=ليمطرَ أرضنا ريبَ المنونِ
وما الآراءُ إلا مثقلاتٌ=تمخضُ بالعجيبِ من الشؤونِ
وما الشرقُ الكئيبِ سوى مريضٍ=أحس هناكَ بالداءِ الدفينِ
كأني بالبواترِ مرعفاتٍ=تلطخُ أوجهاً بدمِ مشينِ
تخطُ على جبينِ الدهرِ سطراً=يلوحُ سوادهُ فوقَ الجبينِ
وفي هذي الحروبِ لنا بلاغٌ=وفيما قيلُ من ماضي القرونِ
فهل أعددتَ يا شرقيُ عضباً=تناطحُ فيه عن عرضٍ مصونِ؟
ويا عربيُّ مالكَ مستهاناً=ولم تكُ قبلَ يومك بالمهينِ!
أصخْ للمنذرات من الليالي=فقد جاءتك بالخبرِ اليقينِ
لقد فغرتْ لك الأطماعُ فاهاً=أتذهبُ طعمةَ الجشعِ اللعينِ؟
ألمْ ترَ كلَّ يومٍ حربَ قومٍ=تشبُ النارَ في حصنٍ حصينِ
فأعراضٌ تمزقها علوجٌ=تفتشُ في البطونِ على الجنينِ
وأوداجٌ تقطعها ذكورٌ=تخزُ من الوريدِ إلى الوتينِ
وإن سارتْ ظعونٌ خوفَ موتٍ=يسيرُ الموتُ من خلفِ الظعونِ
وما أسفي على القتلى ولكنْ=على شرفٍ وأوطانٍ ودينِ
أننهضُ حينَ لا يجدي نهوضٌ=وقد قصفَ الحراكُ يدَ السكونِ؟
أنصرخُ يوم يشكو الدهرُ وقراً=فلا يُصغى إلى الصوتِ الحزينِ؟
أنبكي يومَ لا يغني بكاءٌ=ولا يجدي الأنينُ أخا الأنينِ؟
وقد بلغَ الزبى سيلُ العوادي=وكان السيلُ من ماءٍ معينِ
فهلْ من يقظةِ رحماكَ ربي= لوسنانٍ غفا ملءَ الجفونِ؟!!
خلقنا نجهلُ الأشياءَ حتى=نرى نُصباً لها نصبَ العيونِ
تحياتي الحارة .
بينما كنتُ أطالعُ في مكتبة والدي رحمهُ الله، لفت انتباهي كتابٌ ، أخذته وتصفحته فإذا بي أجدُ آخر ما ختم به مؤلفه وهو مفتي الموصل السيد محمد حبيب العبيدي مجموعة من قصائده في مؤلَفه النواة في حقول الحياة ، وهو كتاب يمثل الحكم التي كان يضيغها والتي علمته الحياة إياها، أعجبتني هذه القصيدة والأعجبُ من هذا أنك في قرئتها كأن التاريخُ يعيدُ نفسه ، تتحدث القصيدة عن الأمة الإسلامية والعربية عموماً والشعب العراقي على وجه التحديد ، ومما لفت انتباهي أيضاً كلمة علوج D: في القصيدة ، إليكم القصيدة والتي نشرت في 28 ربيع الثاني 1331هــ في محلق جريدة المصباح البغدادية .... فتأملوا الفرق الزمني !!!
ولكني أتسائل في حيرة إن كنت أحتفظ بهذه القصيدة من شيئ يلامس تراث العراق ، فكيف بالمكتبات التي سرقت أو حرقت ،وأيضاً المتاحف التي تحتضن حضارة العراق العريق ،، لا يسعني إلا أن أقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . . .
أقولُ الشعرَ لا للشعرِ لكنْ=عساهُ أنْ يُخففَ من شجوني
بكيتُ وما دموعي غير شعرٍ=وليستْ عَبرتي غيرَ الحنينِ
ودمعُ الحر من دُرِّ القوافي=ودمعُ سواهُ من ماءِ العيونِ
أؤبنُ أمةً عبدتْ هواها=فأسلمها إلى هولٍ مهينِ
رضيتُ أدوّنُ الأشعارَ فيها=ولولاها رأيتُ الشعرَ دوني
أحلي جيدَها وعلى سواها=حرامٌ نظمُ ذا الدرِ الثمينِ
عداني المجدُ أن أبخلْ بروحي=لسؤددِ أمتي ولعزِ ديني
جنيتُ بحبِ أوطاني وماذا=على العقلاءِ لو جنوا جنوني
فلا حفظتْ لي الأيامُ عهداً=إذا لم أعطها كفَّ اليمينِ
ولا عرفتْ لي الأحقابُ ذكراً=إذا لم أكسها ثوبَ اليقينِ
شمائلُ في بني عدنانَ قِدماً=ووارثهنَّ وضاءُ الجبينِ
متى تصحو بلادٌ من خُمارٍ=أطالَ صُداعها حيناً لحينِ
على المجدِ المضاعِ يطولُ حزني=وما حزني على ماءٍ وطينِ
أقولُ وفي العراقِ رجالُ حزمٍ=متى تُشفي الظما أسدُ العرينِ
وما برَدَى بأبرد من دُجيلٍ=ودجلةَ ذي المآثرِ والشؤونِ
تجمَّلْ بالعراقِ وساكنيهِ=ونوّه بالمكانِ وبالمكينِ
لقد كنّا ابتسامةَ سنِّ دهرٍ=أضعناهُ على مرِّ السنينِ
فلو نطقتْ بنا الأيامُ ضاءتْ=لياليهنَّ عن صبحٍ مبينِ
رُويدَكَ ياعراقُ إلى مَ تَشقى=وقد كنتَ السعيدَ مدى قرونِ
أغنَّ الروضِ بسامَ الأقاحي=بعيدَ الغورِ مياسَ الغصونِ
ألمْ تكُ صاحبَ الراياتِ فيها=وليس جوادُ عزمكَ بالحرونِ ؟!
سقت عهدَ الرشيد عهادُ مزنٍ=حكاها في السهولِ وفي الحزونِ
سلامُ مودعٍ وحنين داعٍ=على المأمونِ من بعدِ الأمينِ
أرى جوَّ الساسيةِ مكفهراً=ليمطرَ أرضنا ريبَ المنونِ
وما الآراءُ إلا مثقلاتٌ=تمخضُ بالعجيبِ من الشؤونِ
وما الشرقُ الكئيبِ سوى مريضٍ=أحس هناكَ بالداءِ الدفينِ
كأني بالبواترِ مرعفاتٍ=تلطخُ أوجهاً بدمِ مشينِ
تخطُ على جبينِ الدهرِ سطراً=يلوحُ سوادهُ فوقَ الجبينِ
وفي هذي الحروبِ لنا بلاغٌ=وفيما قيلُ من ماضي القرونِ
فهل أعددتَ يا شرقيُ عضباً=تناطحُ فيه عن عرضٍ مصونِ؟
ويا عربيُّ مالكَ مستهاناً=ولم تكُ قبلَ يومك بالمهينِ!
أصخْ للمنذرات من الليالي=فقد جاءتك بالخبرِ اليقينِ
لقد فغرتْ لك الأطماعُ فاهاً=أتذهبُ طعمةَ الجشعِ اللعينِ؟
ألمْ ترَ كلَّ يومٍ حربَ قومٍ=تشبُ النارَ في حصنٍ حصينِ
فأعراضٌ تمزقها علوجٌ=تفتشُ في البطونِ على الجنينِ
وأوداجٌ تقطعها ذكورٌ=تخزُ من الوريدِ إلى الوتينِ
وإن سارتْ ظعونٌ خوفَ موتٍ=يسيرُ الموتُ من خلفِ الظعونِ
وما أسفي على القتلى ولكنْ=على شرفٍ وأوطانٍ ودينِ
أننهضُ حينَ لا يجدي نهوضٌ=وقد قصفَ الحراكُ يدَ السكونِ؟
أنصرخُ يوم يشكو الدهرُ وقراً=فلا يُصغى إلى الصوتِ الحزينِ؟
أنبكي يومَ لا يغني بكاءٌ=ولا يجدي الأنينُ أخا الأنينِ؟
وقد بلغَ الزبى سيلُ العوادي=وكان السيلُ من ماءٍ معينِ
فهلْ من يقظةِ رحماكَ ربي= لوسنانٍ غفا ملءَ الجفونِ؟!!
خلقنا نجهلُ الأشياءَ حتى=نرى نُصباً لها نصبَ العيونِ
تحياتي الحارة .