المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإعتراف (قصة في حلقات)



زاهية
27-12-2005, 04:54 AM
(1)
سأعترف بجريمتي فهل تسمعون ؟
سأقصُّ عليكم حكايتي مع ذلك الوغد الَََّذَي كان سبب ارتكابي الجريمة0
كانت حياتي هادئة مع زوجي,أحببته بكل نبضةِ قلبٍ حباً لاتستطيع وصفه الكلمات فالحبُّ في اعتقادي شعورٌ آدميٌّ بحتٌ, تعجز الحروفُ عن حملِ معانيه, وتفسير ماهيَّته مهما كان المتكلِّمُ بليغاً,فالكلمةُ باقية ٌ, صامدة ٌ أمَّا الإحساسُ,فهو مرهفٌ رقيق ٌ ,شفَّافٌ ,سهلُ الإختراق, وهو ينتهي بموت ِصاحبه,ويبقى (إن وُجِدَ من يذكره عن صاحبه) أشبهَ بالخيال(ذكرى), لذلك ترانا نتشبَّثُ بهِ, ليغذِّي فينا القدرة َعلى البقاءِ متعانقين حتَّى الموت0
عشت ُمعهَ أجملَ أيَّام ِعمري ,رغم أنني لم أرزقْ منه بطفلٍ يُؤنِس وحد تي ,عندما كان يتركني ًفي البيت, ويذهبُ إلى عمله في المدينة كلَّ يوم, ليعود في السَّاعة الثَّانية من بعد الظُّهر0
سامي هو أبنُ خالِ أمي, يكبرني بعشرين عاماً0عاش في المهجر سنينَ طويلة, استطاع خلالها أن يجمع ثروة ضخمة, فقد عمل مقاولا في ترميم البيوت ,والمحلات التجارية, ولمَّا جرى المال بين يديه ,افتتح محطَّة بنزين خصوصية, فأغرقته وأسرتـَه الصَّغيرة بالمال الوفي0ولمَّا قرَّرَ العودة إلى وطنه الأم, رفضتْ زوجته الأمريكية المجيءَ معه, وطلبتْ منه الطَّلاق, بينما بقي ولداه رامز وحسام هناك مع زوجتيهما ,اللتين تعودان بأصولهما إلى إحدى العائلات المغربية, وراحا يُشرفان على العمل في المحطَّة بعد سفر والدهما0
عاد سامي وحيدا من الغربة, يحمل ستين عاما, ورصيداً هائلاً من الدولارات ,ليبدأ حياة جديدة في وطنه الأم0
خلال فترة وجيزة من الزَّمن ,أنشأ سامي مكتبا كبيراً للبناء ,استخدم فيه عدداً من خيرة المهندسين في البلد, ولم يبخلْ عليهم بالعطاء, والمكافآت, فعُرِفَ مكتبُه واشْتُهِرَ بسرعة مذهلة 0
بعدخمسة أشهر من عودته,تمَّ زواجي منه بوساطة ِخالتي بهيجة ,التي كانت تحبُّني, وتودُّ أن تخرجَني من حظيرة العنوسةِعلى حدِّ زعمها, فقد تجاوَزتُ الأربعينَ عاما بانتظار النَّصيب الذي تأخَّر مجيئُه لأمر أراده الله, و كنت قدأنهيت دراستي الجامعية ,وعملت معلِّمة للـُّغة العربية في إحدى مدارس البنات الإعدادية وبعد الزَّواج تركت الوظيفة نزولاً عند رغبة سامي0
سَعِدْتُ مع هذا الرَّجل في رحلة الزَّواج سعادة سبَّبت لي الألم بعد رحيلها عنِّي, فقد أغدق سامي عليَّ عطفه وحنانه وماله بسخاء , فبادلته تلك المحبَّة بأشد منها حبا, ووفاء0
كانت حياتي معه أشبه بحلم جميل, ولكم تمنيت ألاأصحو منه أبدا,لاأدري من أينَ أبدأ بالحديث عن تلك السَّعادة التي شملت أيَّامي من كلِّ الجهات المادية منها, والمعنوية, فقد بنى لي بيتا فخماً في الضَّاحية, كان بشهادة من رآه أشبهَ بقصرٍ من تلك القصور التي نشاهدها في الأفلام السينمائية,غيرأنَّ الحديقة التي كانت تحيط به راهن الكثيرون على أنها أجمل مافي البيت0 استطاع سامي بخبرته المعمارية الغنية أن يجعل من المنزل قصراً في بستان زيتون, يتوسَّطه مسبح ٌواسع , جعل تصميمَه على شكلِّ أوَّلِ حرفٍ من اسمي (س) وكان عندما يناديني بسناء كان صوته يرتجف من فرط محبَّتِه لي0
ذات مرة دعاني لمرافقته إلى جانب المسبح من الجهة الغربية, ولم نكن في تلك الفترة من الزَّمنِ قد استقدمنا عزَّاما وزوجته للسَّكن معنا في المنزل, والإشراف على شؤونه 0
كان الجوُّ مشرقاً بثت الشَّمسُ فيه دفأها على كلِّ ما حولنا, وتخبأ برد شباط في ركن جانبي بعيدا عن حبنا, فغدونا كعاشقين صغيرين يعبثان بشيب الزَّمن, فيأتلق شبابا وغراما0

لنا لقاء بإذن الله

بنت البحر
:001: :tree: :001:

زاهية
27-12-2005, 05:02 AM
الحلقة الثانية
أمسك بيدي وراح يقترب بي من المسبح ,وهو يسمعني من الكلام مايبكيني سعادة وسرورا , لم أشعر بالزَّمن وأنا استمع إليه بكل جوارحي حتى لامست قدمانا حافة المسبح, فقد كانت جميع حوافه بمستوى سطح الأرض ,إلا المكان الذي ثـُبِّتَ فيه السُّلمُ الحديدي الذي يصل إلى أرض المسبح بعمق أربعة أمتار متساوية من كلِّ الجهات, بخلاف ماهو متعارفٌ عليه في بناء المسابح البيتية, بحيث يكون العمق فيها تدريجيا ,وكان السُّلَّمُ يتحرك صعوداً وهبوطاً بواسطة الكهرباء من رأس العمود الضخم الذي كان المرتفع الوحيد قرب المسبح بحوالي ثلاثة أمتار رغم أن طول المسبح كان قد تجاوز العشرين متراً وعرضه خمسة أمتار,فقد أراد أن يجعل منه بحيرة ًأكثر منه مسبحاً ولكنني لم أكن أعرف السِّر وراء جعل السُّلَّمَ متحرِّكاً بالكهرباء ,وسألت نفسي وأنا أستمع إلى حديثه ( كيف استطاع المهندسون عزل الأسلاك الكربائية بحيث لاتسبب ضرراً إذا ابتلت بالماء ؟) كنت أنوي طرح هذا السُّؤال عليه ولاأدري ماأنسانيه00
شعرت بخوفٍ خفيٍّ يتسرَّب إلى داخلي, وأنا أشاهد هذه الحفرة الواسعةوقد تخيَّلتُها فارغة من الماء, فوضعتُ يديَّ على عينيَّ هروبا من المشهد المخيف, وشعرت بدوخة, فأمسك بيدي, وسألني : هل هناك مايزعجك؟
أجبته: تخيَّلت المسبح فارغاً من الماء فشعرت برهبة0
فقال باسماً: ظننت الأمر مخيفاً ,سأريك المسبح فارغاً بعد أن ينظِّفه العمال خلال الأيام القليلة القادمة,وسألتقط لك بعض الصُّور فيه لتبقى لنا ذكرى 0
فقلت له : لاأريد هذه الصُّور ولاهذه الذِّكريات0
فسألني بشيء من الحزن :حتَّى وإن كانت بقربي؟
أحسست بأنَّني قد أسأت إليه فقلت له في محاولة منِّي لامتصاص ماسبَّبتُه له من أحاسيس قد تكون مؤلمة: كنت أمازحك 0حقيقة قد تكون الصُّورة في جوف المسبح أكثر إثارة وهو فارغٌُ من الماء0
وبعد عدَّة أيَّام دعاني لزيارة المسبح بعد أن أفرغه العمَّال من الماء بأمر من سامي الذي أراد أن يدخل عليه بعض التَّعديلات الهندسية وما كنت لأهتم بالحديث عنها مع سامي0
وعندما وصلنا ألى المسبح عاودتني حالة الرَّهبة وأنا أشاهد المسبح فارغا0لم يتركني سامي طويلاً في بوتقة الرَّهبة فقال لي:
( سأطلعك على سرٍ لايعرفه أحد غيري, ولكن بعد أن ننزل إلى المسبح 0وراحت يده تضغط على القاطعة الكهربائية, فتحرك السُّلَّم ونزل بي إلى المسبح, وأنا أحسُّ بقلقٍ مفاجىءٍ من جَرَّاء ِهذا الطَّلبِ الغريب من قِبَلِ سامي:ترى ماهذا السِّرُّ الذي سيطلعني عليه في حفرة ,أولم تكن غرفتنا أكثر مناسبة للبوح بهذا السِّر ؟!!!
سبقني بالنُّزول على السّلم, فتبعته, وأنا أرتجف خوفا من الحفرة, ومن سره المجهول, وتمنيت لدقائق ألا أكون قد خرجت من حظيرة العنوسة, مقابل تعرُّضي لمثل هذا الموقف المثير حقاً0
شعرت بالإختناق وأنا في جوف المسبح , ظننته قبراً, فحاولت الصُّعود منه, ولكنَّ يد سامي كانت أسرع من خطواتي ,فأمسك بي, وراح يُحدِّق بعينيَّ المذعورتين بنظرات غريبة, للحظات شعرت خلالها بدنو الأجَل,وعجزت بقبضة خوفي من التَّكهن بما يدور برأس هذا الرَّجل في هذه اللحظة المحرجة بل المخيفة وأنا وحيدة معه ,ربما شعر بسقوطي في هوة الرُّعب فانفجَر ضاحكا, ويداه تضمني إليه بحنان فأحسست بشي من الرَّاحة ممزوجة بالقلق, وأنا ألقي برأسي فوق صدره ألتمس فيه الطمأنينة والأمان, فقال بصوت مفعم بالحنان : أكنت حقاً خائفة ؟
أجبته ودمعة تنساب من عيني : نعم ظننت 00 لم يدعني أكمل ,فقال هامسا : من يرميك بوردة أرميه برصاصة ياحبيبتي0
أمسكني من كتفي, وسار بي باتجاه الزَّاوية الغربية من المسبح, وأخرج من جيبه مفتاحاً صغيراَ جداً ثمَّ جلس القرفصاء ,ودعاني للإ قتراب منه, فرأيته يدخل المفتاح في قفل صغير في الحائط ويدير يده بالمفتاح فرأيت العجب0
انفتح باب في الحائط,وكان الباب مموَّهاً من الخارج ولايستطيع أحد مهما كان ذكياً أن يكتشف وجود هذا الباب في المسبح لأنَّه مبلط بالسيراميك كبقية أرجاء المسبح, وكان الباب مصنوعاً من الحديد وربما بلغت سماكته عدَّة سنتمترات وكانت جميع حوافه الدَّاخليةمسيَّجة بعاذل من الكاوتشوك تمنع تسرُّب الماء إلى داخل الغرفة عندما يكون المسبح مملوءاً بالماء, ولكنني لم أتبين ماوراء الباب فقد كان النُّور فيه قليلاً, فقال سامي بابتسامته الجميلة انتظري سأريك شيئا ,ثُمُّ اخرج مفتاحاً آخر من جيبه ووضعه في مكان ما من الحائط الدَّاخلي للغرفة, فرأيت الحائط ينشق عن باب سرعان ماشاهدت ماوراءه عندما دخل منه إلى غرفة واسعه,ولا أدري كيف أضاء فيها النُّور إلا بعد أن رأيت عدة قواطع كهربائية بطرف الحائط الخارجي للغرفة الأولى,و عندمافتح الباب فاحت من خلاله رائحة الرُّطوبة, وكدت أختنق
وهو يمسك بي , ويدخلني اليها


يتبع

بنت البحر

أحمد فؤاد
27-12-2005, 10:58 AM
يبدو أننا سنُتابع تلك الحلقات في شغف ..


أسلوب التشويق جيّد يا أختي العزيزة , و إن كُنت أتمنى أن تطول القصة حتى لا تكون تلك التفاصيل الدقيقة غير مُتناسبة مع قصة قصيرة - نسبيّاً - , أما بالنسبة لأسلوب التفاصيل الدقيقة فهو أسلوب واقعي معروف جداً و له مُحبّيه , برغم أن مُنتقديه أكثر من مُحبّيه , إلا أنه يظل من الطرق القويّة لإيصال القارئ لمرحلة الوجود الآني داخل القصة , و يسمح له الكاتب برؤية ما يراه البطل , مما يُضفي بعضاً من الواقعية على عقل القارئ و تصديقه .


ملحوظتي فقط - و هي وجهة نظر شخصية بحتة -ِ كثرة كلمة كان و كنتِ في الحلقة الأولى , كما و أرى أنه يُفضّل لو أسرعت بالأحداث قليلاً مع زيادة التشويق مع سرعة دوران الأحداث .



كل الود


أحمد فؤاد

زاهية
27-12-2005, 11:09 AM
الحلقة الثالثة 3
كانت الغرفة فارغة كلها ماعدا أحد الجدران, الذي كانت تجثم بالقرب منه خزنة حديدية كبيرة,سرعان مااقترب منها وراح يفتحهابطريقة خاصة لاأفهم عنها شيئاً, ثم نظر إلي قائلاً : اقتربي أكثر وانظري إلى محتوى الخزن
كانت مليئة بالنقود وببعض العلب المخملية الملوَّنة بأحجام مختلفة, فأخرج علبة خضراء, وقدَّمها لي قائلاً : هذه لك ياسناء 0
فسألته : ماذا يوجد في داخلها ؟
أجابني : عقد ماسي ثمنه ستُّون ألف دولار0
قلت بدهشة:ستون ألف دولار ؟!!
قال: أجل ولك منه المزيد
فقلت له : ولكن أولادك ما
قال : تركت لهم مايكفيهم وأولادهم لعشرات السِّنين0وكل محتوى الخزنة هو لك بعد موتي0
أحسست بسكين تغرس في صدري وهو يقول لي هذا الكلام, فتركته, وركضت باكية باتجاه السُّلَّم, فناداني ضاحكاً: لاتبكي ياحبيبتي أما ترينني ما زلت قوياً وعمر الشَّقي بقي وراح يضحك بجمال لم أره فيه من قبل0
وعندما عدنا إلى غرفتنا سألته لماذايضع نقوده في المسبح حيث الرُّطوبة والماء, فأخبرني بأنه لايحبُّ التَّعامل مع البنوك وهذا المكان لايمكن لايِّ لصٍ أن يطاله وقال لي بابتسامته المعهودة:
لاأحد يعرف هذا المكان غيرك, فقد استعنت لبنائه ببعض العمال من خارج المدينة 0, ومنذ ذلك اليوم أصبح للمسبح مكانة خاصة في نفسي لم أستطع تحديد هويَّتها رغم مرور ثلاث سنوات على تلك الحادثة 0
تعوَّد سامي أن يتركني في البيت وحيدة مع خادمتي ربا, ولكن بعد زواج ربا استقدم من إحدى القرى المجاورة رجلا, وزوجته ليعيشا معنا في المنزل بحيث يقوم عزَّام بخدمة سامي, وتقوم زوجته بتدبير شؤون البيت, وكان سامي قد خصص جناحا خارج المنزل للخدم, فاستقر فيه عزَّامٌ وهنية وابنهما الرَّضيع رشاد0
كانت أمي تزورني ولكنَّها لم تكن تفضِّل المبيت عندي بحجَّة أن أبي لايحب أن تنام خارج البيت, وكذلك إخوتي وأخواتي كانوا يأتون لزيارتنا نهارا, ويرجعون إلى بيوتهم مساءً ,وكثيراً ماكنت أطلب من خالتي بهيجة أن تعيش معي, فهي أرملة وتسكن مع إبنتها في بيت صهرها, ولكنَّها لم توافقني يوما0
أحيانا كنت أحس بالوحدة, فأقتلها بالقراءة , وخاصَّة قراءة القصص البوليسية, لذلك كنت سريعة الخوف ولكنني تعلمت منها سرعة التَّفكير, وكيفية التَّخلُّص من المواقف الصَّعبة0
بعد دخول عزَّام وزوجته البيت ,أصبح الوضع العام أفضل بشكلِ ملموس, فقد حظي عزَّام بثقة سامي الكبيرة ومحبته , وعامله كابن له وأشركه في الكثير من أسراره العملية والمالية, حتى أنه كان يدخل عليه مكتبه دون استئذان, ولم أخفِ عن سامي شعوري بالضِّيق من عزَّام, ولكنه كان يحاول دائماًامتصاص غضبي, بحسن أخلاق الرَّجل ومروءته, فسكَتُّ مرغمةً مع التزام الحيطة منه, والحذر0
هنيَّة امرأة قروية في الثَّلاثين من العمر, تمتاز بقوة الجسد والنَّشاط, وتمتلك شيئاً من الجمال الملوَّح بالشَّمس, كانت تحب زوجها (عزَّام) وتغار عليه فقد تزوَّجته بعد قصَّة حبِّ أخبرتني بتفاصيلها ذات يوم بعدما ذهب عزَّام برفقة سامي إلى المدينة لأمر هام حدَّثني عنه زوجي بعد أن عادا بحقيبة سوداء مليئة بالنُّقود لم يخبرني سامي من أين جاء بها0 في بعض الأحيان كنت أحسُّ بغيرة هنيَّة مني على زوجها رغم أنني لم أكن أترك له مجالاً ليراني إلا وأنا محتشمة0
لاأدري كيف استطاع هذا الرَّجل أن يدخل بسرعة إلى قلب زوجي ,فأصبح كاتم أسراره الخاص, وربما كان يعرف عنه مالا أعرفه أنا عنه 0بدأت أحسُّ بالضِّيق من هذا الرَّجل, ومن تلك البساطة التي يتعامل بها سامي معه خاصة وانني كنت أحيانا أرى عزَّاماً ينظر إليه بشيء من الغيرة, فلم أحبذ دخوله عليه غرفته متى شاء, وقد أخبرت سامى بقلقي هذا, فسخر من شكوكي, وقال إنَّ (عزَّام) رجل بسيط, وليس هو كما أتصوَّره0
كان (عزَّا م) يظهر محبته لسامي أمام الجميع, ولكنَّني كنت في ريب منه, فرحت أراقبه من بعيد دون أن أترك له ثغرة يضبطني من خلالها وأنا أرصده إلا مرة أو مرتين 0

يتبع
بقلم
بنت البحر

سحر الليالي
27-12-2005, 11:15 AM
أختنا المبدعة زاهية :

قصة رائعة

بإنتظار الحلقات القادمة بفارغ الصبر

سلمت يداك

دمت رائعة:001:

زاهية
27-12-2005, 11:21 AM
يبدو أننا سنُتابع تلك الحلقات في شغف ..


أسلوب التشويق جيّد يا أختي العزيزة , و إن كُنت أتمنى أن تطول القصة حتى لا تكون تلك التفاصيل الدقيقة غير مُتناسبة مع قصة قصيرة - نسبيّاً - , أما بالنسبة لأسلوب التفاصيل الدقيقة فهو أسلوب واقعي معروف جداً و له مُحبّيه , برغم أن مُنتقديه أكثر من مُحبّيه , إلا أنه يظل من الطرق القويّة لإيصال القارئ لمرحلة الوجود الآني داخل القصة , و يسمح له الكاتب برؤية ما يراه البطل , مما يُضفي بعضاً من الواقعية على عقل القارئ و تصديقه .


ملحوظتي فقط - و هي وجهة نظر شخصية بحتة -ِ كثرة كلمة كان و كنتِ في الحلقة الأولى , كما و أرى أنه يُفضّل لو أسرعت بالأحداث قليلاً مع زيادة التشويق مع سرعة دوران الأحداث .



كل الود


أحمد فؤاد


أهلاً بك أخي الفاضل
أحمد فؤاد
:001: :tree: :001:
تسعدني متابعتك لهذه القصة
التي كتبتها ونشرتها منذ حوالي عامين
واليوم أنشرها هنا في واحة الخير
دون أن أدخل عليها تعديلات
كن مع الأحداث
أختك
:0014:
بنت البحر

زاهية
28-12-2005, 04:09 AM
أختنا المبدعة زاهية :

قصة رائعة

بإنتظار الحلقات القادمة بفارغ الصبر

سلمت يداك

دمت رائعة:001:

أهلاً بك
سحر الليالي
:001: :tree: :001:
أختي الكريمة
كوني بالجوار
بانتظار الحلقات ففيها الكثير
من الحوادث والمفاجآت
أختك
:0014:
بنت البحر

زاهية
28-12-2005, 03:29 PM
الحلقة الرَّابعة 4
ذات ليلة كنت في جناحي الخاص , الذي لايدخله أحد سوى سامي, وكنت أنا التي أقوم بتنظيفه والعناية به, ولم أسمح لهنيَّة يوماً بدخوله مطلقاً0
جلستُ على الأريكة قرب النَّافذة أنظر بين الفينة والأخرى من خلف الزُّجاج إلى تساقط الثُّلوج الرَّائع فوق أشجار الزَّيتون,كان المشهد يوحي بالكآبة رغم روعته ربما لأنني كنت في غرفتي وحيدة , أو لسبب آخر لم يكن إحساسي به واضحاً في هذه السَّاعة , فرحت أقرأ إحدى القصص, وأنا أحتسي الشَّاي السَّاخن, بينما كان سامي في مكتبه يراجع حساباتِ بعض الدَّ فاتر المهمة, والتي كان عليه أن ينهيها الليلة 0
سمعت دقاتِ السَّاعة في الخارج تعلن تمام َالعاشرة مساءً, أغلقتُ الكتاب و نهضت من مجلسي,ثمَّ خرجتُ من الغرفة لأحضر لسامي كأساً من العصير,وفي طريق عودتي من المطبخ باتجاه غرفتة سمعت عزَّام يقول بصوت غاضب مجهد : سأقتلك وآخذ أموالك وزوجتك ,كفاك عمراً أيُّها العجوز مت ,مت 0لم يكن خلف الباب داخل المكتب مايشير إلى مقاومة ما تجاه ماسمعته ..كدت أنهار رعباً وحيرة ..نظرت من ثقب قفل الباب فرأيت (عزام )يلقي بسامي أرضاً ياإلهي ماذا أفعل ؟إنَّني وحيدة في البيت وسامي بين يدي مجرم ,لم أعد أسمع صوتا , لقد قتله ,رحتُ أرتجف مذعورة ,حاولت اقتحامَ الغرفة ,ولكنَّ الخوفَ كبَّلني ,ربما لو علم بوجودي جاء ليقتلني ,فأنا الشَّاهد الوحيد في الجريمة0
هربت إلى غرفتي 00أغلقتُ البابَ جيدا, واقتربتُ من الهاتف ,رفعتُ السَّمَّاعة بعد أن وضعتُ كأس العصير فوق الطاولة الصَّغيرة قرب الهاتف, ولكنَّني لم أتذكر أي رقم هاتفي ,فأعدتُ السَّماعة إلى الجهاز خشية أن يكون (عزَّام) على الطَّرف الأخر من الخط في غرفة سامي 0
وضعت يديَّ فوق فمي أستجدي الدَّفءَ من أنفاسي والدُّموع قدجمَّدها الخوفُ في عيوني0
ما أصعبَ الوحدة ,أحسستُ بالغربة , بل بالنَّفي خارجَ المجتمع برفقة مجرم خطير, قد تطبق يداه حول عنقي في أية لحظة0
ياالله ماذا أفعل ؟ بمن أستنجد ؟ من سيحضر إلي في مثل هذه السَّاعة من الليل ,لم أعد أتذكر كم أصبحتْ هذه السَّاعة ُ الآن ,ومن سيأتي إليَّ يحتاج بأقل تقديرٍ إلى نصف ساعة للوصول إلى بيتنا0 دون وقت الإستعداد للخروج من البيت 0
يجب أن أفعل شيئا قبل أن يقتلني أنا الأخرى.وبينما أنا في زوبعة الخوف سمعت نقرات على باب غرفتي فارتجفتْ فرائصي رعباً وبرداً , وما لبثت هنيهة حتَّى سمعتُ صوت عزَّام يقول: سيدتي إنني ذاهب إلى المدينة بتكليف من السَّيِّد سامي أتحتاجين شيئاً من هناك؟
استجمعت قواي , ومابقي لديَّ من أنفاس وأجبته: لا,أشكرك0
لم أعد أسمع صوته, فأسرعت إلى جانب الباب أتنصَّت من خلفه, فسمعتُ دعس خطواته تبتعد فنظرت ُمن خلال ثقب القفل, فرأيته يهبط الدَّرج باتجاه الطَّابق الأرضي, تنفَّستُ الصُّعداء, ومشيتُ باتجاه سريري, وألقيتُ بنفسي فوقه باكية ,منهكة القوى, فأنا الأن سجينة ً مع رجل ميت في بيت واحد, وأنا أخاف من الموت, ولم يسبق لي أن رأيت ميتا في حياتي 0
وسط دوامة الخوف هذه, سمعتُ صوت محرِّك السَّيارة فنهضتُ لأرى ماالَّذي يحدث في الخارج ..نظرتُ خلسة من خلف السِّتار فوجدتُ هنيَّة تقف بالقرب من سيارتنا التي كان يقودها عزَّام دائما بتفويض من سامي سابقا , وهاهو الأن يستَّقلُّها دون إذن منه ليهرب من جريمته ويتركني فريسة للشُّكوك البوليسة بعد اكتشاف الجريمة فماذا أفعل؟!!

بقلم
بنت البحر
يتبع

أسماء حرمة الله
28-12-2005, 09:54 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحية مكتوبة برحيق الورد

الغالية زاهية،

قصة مكتوبة بماء التشويق، عشتُ معها حرفا حرفا ،وعشتُ مع البطلة كل لحظات الترقب والخوف.. أتطلع لمعرفة الأحداث المتبقية بكل شغف، وستكون لي وقفة بإذن اللـه بعد تتمة الحلقات..
دمتِ لنا..
تقبّلي خالص تحاياي وتقديري ومحبتي :0014:
وألف باقة من الورد والمطر

زاهية
29-12-2005, 03:11 PM
الحلقة الخامسة 5

تعمشقتْ الهواجسُ في ذرَّات فكري, لم أعد قادرة على التَّماسك, فجأة خطرت ببالي هنيَّة ,أجل سأستدعيها لتساعدني في إخراجي من دائرة الخوف تلك0
وعندما تأكدتُ من خروج عزَّام من المزرعةهممتُ بالذَّهاب لاستدعاء هنيَّة, ولكنني أحسستُ فجأة بتماسك داخلي ينتابني ,وعودة الوعي لي بعد ابتعاد عزَّام عن البيت 0
جلست على السَّرير رابطة الجأش, ورحت أفكر بهدوء فيما يجب أن أفعله في تلك الورطة والمصيبة التي رماني بها الوغد عزَّام 0
بدأت بدراسة كلِّ الإحتمالات التي قد أتعرَّض لها عندما يصبح الأمر بيد الشرطة ,كان مصيرُ عزَّام يهمني, فقد يخرج من القضية بريئاً , وقد أتَّهم أنا بقتله وقد وقد وقد0
أخيرا قررتُ عدمَ إخبار الشِّرطة , وعدم اتهام عزَّام بقتل سامي, وسأخبر الجميع بأنَّني وجدت سامي ميتا في غرفته ولن يكذِبني أحد, فالكل يعلم كم أحبه0
لم أخرج من غرفتي بل ظللت أزرعها ذهاباً وإيابا إلى أن سمعت دقات السَّاعة في الصَّالة تعلن الثَّانية عشرة ليلا0
بقيتُ في غرفتي أنتظر هنيَّة, فقد تعوَّدتْ في مثل هذا الوقت من كلِّ ليلة ,عندما يكون سامي في مكتبه, وقبل أن تنام أن تأتي إليه وتسأله إن كان بحاجة لشيء 0
انتظرتها خلفَ باب غرفتي, ورحتُ أنظر من ثقب القفل فرأيتــُها تصعد الدَّرج, وتمشي باتجاه غرفة سامي فأطفأت النور في جناحي, وعدت أراقبها من خلال ثـُقب القفل0
نقرَتْ على الباب عدة نقرات, وانتظرتْ بعض الوقت ,ثُمَّ عادتْ تنقر مرة ثانية ,وثالثة, ثُمَّ مالبثتْ أن فتحتْ الباب ودخلتْ الغرفة, فقد كانتْ تفعل ذلك عندما لا تسمع ردَ سامي عليها, فتعرف أنه خرج من الغرفة, فتدخلها لترتيبها 0
وعندما سمعتُ صراخها , أدرتُ المفتاح في القفل كي تستطيع دخول الغرفة عندما تأتي لإخباري بما رأتْ, وأسرعتُ إلى سريري , واندسستُ بداخله , وتصنـَّعت النُّوم0
سمعتها تفتح الباب بعنف وهي تصرخ خائفة :سيِّدة سناء 00سيِّدة سناء 0
لم أجبها فعادتْ تناديني ويدها تلمس الغطاء فوق كتفي :سيدة سناء 00أرجوك أصحي سيِّدتي 00
تململت في سريري وأنا افتح عينيَّ بتثاقل,وعندما التقت عيناي بعينيها جلستُ في السَّرير ونهرتهاقائلة : كيف دخلت غرفتي ومن أذن لك بهذا ؟
فأجابتني مرتجفة: السَّيِّد سامي 00السَّيِّد سامي 0
فسألتها:أهو الذي أرسلك إليَّ؟
فقالت :إنَّه00إنَّه
أمست بكتفيها أهزُّها بعنف وأنا أقول :مابهِ مابهِ؟
أجابتني :إنه 00إنَّهُ لايتحرَّكُ0
غادرتُ سريري وأنا أدفع بها عنِّي مسرعة باتجاه غرفة زوجي لأرتمي فوق صدره ,وأفرغ دموع قلبي فوق وجهه الحبيب, فقد كنت أعلم أنه فارق الحياة قبل ساعتين ,وما حجبني عنه خلالهما إلا غاية في نفسي

0
وعندما دخلتُ غرفته, وجدته ميتا وهوجالسٌ خلف مكتبه , ولا أثر لوقوع جريمة 0تمَّ دفنُ سامي بهدوء وسط أحزان العائلة, ولم نستدع طبيبا شرعيا لإعطائنا تقريراًطبيا يثبت أن الوفاة طبيعية من أجل التَّصريح بالدَّفن ,فقد طلبت من أخي عامر أن يحضر التقرير الطُّبي من قبل ابن عمِّي أنيس, فهو طبيب صحة, وكُتِبَ في التَّقرير أنَّ الوفاة كانت بسبب أزمة قلبية فشعرت بارتياح يعلو وجه عزَّام رغم الحزن المصطنع الذي كان يبديه لنا عندما كنا نطلب منه بعض مستلزمات العزاء0
اضطرت والدتي وأختي سماح للبقاء عندي في البيت بعدأن رفضتُ الذ َّهاب إلى منزل والدي بحَجَّةِ أنني سأتمُّ أشهر العدة في بيت زوجي ,وكان أخي سعيد يأتي إلينا كلَّ يوم للإطمئنان علينا , وكذلك أ بي الذي كنت أجبره بدموعي على المبيت معنا في بعض الأيَّام,وأثناء هذه المدَّة بقيت هنيَّة وعزَّام يقومان بخدمتنا بجدِّ ونشاط0
يتبع
بقلم
:0014:
بنت البحر

أحمد فؤاد
29-12-2005, 03:27 PM
أنا ُهنا أُتابعكِ ,و إن كُنت أتوقع شيئاً ما , سأخبركِ به في النهاية :005:



لكِ مني كل التحية


أحمد فؤاد

زاهية
29-12-2005, 10:57 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحية مكتوبة برحيق الورد

الغالية زاهية،

قصة مكتوبة بماء التشويق، عشتُ معها حرفا حرفا ،وعشتُ مع البطلة كل لحظات الترقب والخوف.. أتطلع لمعرفة الأحداث المتبقية بكل شغف، وستكون لي وقفة بإذن اللـه بعد تتمة الحلقات..
دمتِ لنا..
تقبّلي خالص تحاياي وتقديري ومحبتي :0014:
وألف باقة من الورد والمطر


أشتقتكِ أختي الحبيبة
أسماء
:001: :tree: :001:
كوني بالجوار
أختك
:0014:
بنت البحر

زاهية
30-12-2005, 08:35 PM
لم يعد للحياة طعم بعد أن أصبحت أرملة مكلومة بفقد زوج عوَّضني مافاتني من سعادة في عمري المنصرم,لم يكن سامي زوجاً عادياً بل كان رجلاً استثنائيا قلَّما جاد الزَّمانُ بمِثلِه 0
سامي فقيدي الغالي ,سأظلُّ أبكي عليه العمر كلَّه ستبقى كلماته ترنُّ في مسمعي ليلاًّ ونهاراً, سأظلُّ أرى ابتسامته الحنونة بنور الشَّمس وضياء القمر, سأظلُّ أسمع عذب كلامه بهمس الرَّبيع للطُّيور , ستظلُّ عيناه تغمرني بالصَّفاءِ , سأظلُّ أرقب طيفه مع مولدكلِّ فجر وحلولِ كلِّ مساء, سأظلُ اسمعه يناديني باسمي,ويبتسم الكون عندما تهتف شفتاه (سناء)
كنت أبكي بصمت ,لم أخبر أحداً بمقتل سامي بل دفنت السِّرَ في صدري وكثيراً ماكانت عبارة عزَّام ( سأقتلك وآخذ أموالك وزوجتك ,كفاك عمراً,أنت عجوز مت ,مت ) تتردَّد في سمعي بين الحين والآخر0
عندما علم وَلَدَا سامي بوفاته اتَّصلا بي هاتفياً وقدَّما لي أحرَّ التَّعازي بوالدهما واعتذرا عن عدم قدومهما للمشاركة بالعزاء بحُجَّة ضغوط العمل والأوضاع العامة في المهجر,وأخبراني بأنّ َوالدَهما قد خصَّني في وصيته بكلِّ أموالِه في وطنه الأم وسألاني إن كنت أريد منهما أيَّة خدمة فيقدِّمانها لي بكلِّ سرور0
شكرتهما وتمنَّيت لهما حياة سعيدة وأخبرتهما أنَّ والدهما مات وهو راضٍ عنهما فشكراني على تلك السَّعادة التي قدَّمتها له ومنذ ذلك اليوم لم يتَّصِلا بي ثانيةً0
في حديث مع والدتي ذات مساء ونحن نتناول عشاءنا بعد أن ذهب والدي للنَّوم كعادته عندما كان يحين موعد الطَّعام فقد تعوَّد منذ سنين المبيت دون عشاء عملاً بتعليمات الطَّبيب بعد تعرُّضِه لأزمة قلبية كادت تودي بحياته فالتزم الحمية0
قالت لي : إنَّ وجود رجل أجنبيِّ في المنزل مدعاة للشُّبهة خاصَّة بعد موت سامي وإنَّه من الأفضل الإستعاضة عنه بامرأة ردعاًلما قد ينجم من تلقاء تواجده الدّاَئم في البيت من مشاكل داخلية وأيضا لكفِّ ألسنة النَّاس عن الكلام بشيء قد يسيء لسمعتي, عدا عن حرمة وجوده من النَّاحية الدينية ,فأفهمتها بأن زوجته هي فقط من يدخل البيت, وهو يقوم بالإشراف على الحديقة وشؤون التَّموين,فسَكَتـَتْ على مضض ,ولكنَّها ظلَّتْ مصِّرة على عودتي للعيش في بيت والدي بعد تمام شهور العدة, وكان قد تبقى لي منها عشرة أيَّام0
خلال تلك الشُّهور الصَّعبة على المرأة كنت أدخل إلى مكتب سامي ,أشم فيها رائحة عطره المُمَيَّزِ التي مازالت عالقة في الأماكن التي كانت يده تلمسها فقد تعوَّد أن يرطِّب يديه بالعطر بين وقت وآخر وهو يعمل في المكتب فبقيت نسائم الطِّيب هفهافة في أجواء المكان تؤنسني , ولكن بكثير من الحرقة والحرمان0
قبل انتهاء أيَّام العدة الأخيرة, كنت قدراجعت حسابات سامي مع المهندسين والعمال وكان أخي سعيد يقوم بالإتصال بهم لمعرفة أخبار العمل, ولم تعد لعزَّام تلك الإهمية التي كانت له في حياة سامي , فبدأت زوجته تشكو من تغيُّر ملحوظ في تعامله معها وإنَّه أصبح عصبياَّ وسريع الغضب حتَّى أنَّه قد هددها بالطَّلاق لسبب تافه , فكنت أدعوها للصَّبر, وأغدق عليها العطايا كي امتصَّ غضبها ,فأنا مازلت بحاجة لوجودهما بقربي0
في يوم الجمعة الأخيرة من أيَّام العدة ذهبت هنيَّة وزوجها إلى القرية لرؤية الأهل فانتهزت فرصة غيابهما عن البيت واستغراق أمي في النَّوم بعد الظُّهر وكانت أختي سماح في المدينة , فخرجتُ إلى الحديقة أتلمَّسُ خطواتِ سامي التي محتها الأمطار ونبتت مكانها الأعشاب الرَّبيعية فضاعتْ معالمها بانقضاء فصل الشِّتاء ,وتوالي الليل والنَّهار

يتبع
بقلم
:0014:
بنت البحر

زاهية
31-12-2005, 12:39 AM
أنا ُهنا أُتابعكِ ,و إن كُنت أتوقع شيئاً ما , سأخبركِ به في النهاية :005:



لكِ مني كل التحية


أحمد فؤاد


أهلاً بك أخي الفاضل
أخي الفاضل
أحمد فؤاد
:001: :tree:
القصة مازالت في البداية
هلا أخبرتني بهذا الشيء قبل ذلك
أختك
:0014:
بنت البحر

زاهية
01-01-2006, 05:05 AM
0
الحلقة السابعة 7
قادني شغفي بسامي إلى الجهة الغربية للحديقة حيث المسبح ينتظر القادم بصبرلاهث الأنفاس, تذكرت ماكان بيني وبين سامي عندما نزل بي إلى المسبح المفرغ من الماء فعدت إلى غرفتي وبحثت عن المفتاحين الصَّغيرين في مجموعة المفاتيح المهملة بعد موت صاحبها, فعدت بهما إلى المسبح ودقَّات قلبي تزداد سرعة وقوة0
كان السُّلم الحديدي مرفوعاًمن المسبح , فضغت بإصبعي على القاطع الكهربائي فتحرَّك السلُّم باتجاه أرض المسبح ,لم أتردد في النزول لحظة بل قمت بذلك بسرعة أذهلتني, ولم أدر من أين حلَّت بي تلك القوة الغريبة , وقد عرفت ببطء الحركة
وأنا أسير نحو الباب السِّري في الحائط كدت أسقط فوق الأرض أكثر من مرَّة بسبب اللزوجة التي أصابتها من جراء اهمال المسبح بطريقة محزنة بعد رحيل سامي الذي كان يوليه اهتماما زائدا في كُلِِّ الفصول0
وصلت إلى المكان الذي يوجدفيه قفل الباب, ولما بدأت بتحريك يدي بالمفتاح شعرت بقشعريرة تسري في بدني, و خيال سامي يداهمني على حين غرة, وهو يقوم بنفس الحركات التي أقوم بها الأن ,للحظات فكرتُ بالهرب والعودة إلى البيت ولكن اضطراري للقيام بهذه المهمة في غياب عزَّام أجبرني على الصُّمود في وجه الخوف ,ولما فتح الباب في الحائط , سرى في نفسي حزنٌ شديد ,فانهالت دموعي ساخنة فوق خدَّيَّ وأنا أمشي باتجاه الباب الثَّاني ومخاوفي تزداد افتراساً بأعصابي التي بدأت تنهار, وأنا أقترب من الخزنة الحديدية ورائحة الرُّطوبة تفوح في المكان0
فتحت الخزنة , ورحت أتفقَّد محتوياتها الثَّمينة جداً, والتي لاأستطيع تقدير ها برقم معين, وفجأة سمعت صوت قطَّة تموء في الخارج ,فأصابتني رجفة ,ولم أدر كيف أغلقتُ الخزنة دون أن أحضر منها سوى علبة مخملية حمراء لم أكن قد أطَّلعتُ على محتوياتها بعد , وأسرعت بالخروج من الغرفة قبل أن أصاب بسكتة قلبية0
ولما رجعتُ الى البيت , وجدت أمي تبحث عني في الطابق الأرضي , فأخبرتها بأنني كنت أتمشى في الحديقة مستغلة غياب عزَّام ,لأنني كنت أحس بشيء من الضيق 0
دخلت غرفتي لتغيير ملابسي التي علق بها الكثير من التُّراب, وكنت لاأزال ممسكة بالعلبة , فوضعتها فوق الطَّاولة قرب سريري, ثمَّ دخلتُ الحمام في غرفتي, وغسلتُ وجهي ويديَّ وقدميَّ وغيرتُ ملابسي, وعدتُ اليها لرؤية مابداخلها0
فتحتُ العلبة ..فوجئت بل دهشتُ ,وبكيت , وأنا أتلمَّس ماكان يخبِّئه لي سامي ليقدِّمه لي هدية عيد زواجنا الخامس الذي مات قبل أن يتمُّه معي 0
رأيت اسم سناء مكتوبا بالخط الكبير بالذَّهب, ومرَصَّعاً بالماس 0رحمك الله ياسامي كم كنت محباً, لقد قتلك الوغد غدرا ,فحرمنا فرحتنا وسعادتنا لأجل حفنة من الدولارات لو أنَّه طلبها منك لأعطيتـَه أكثر منها , ولكن الإنسان يظلُّ جحوداً,خائناً وجباناً 0
أخيراً انتهتْ أيَّام العدة , وصار باستطاعتي أن أتحرك براحة أكثر, فرحتُ أخطِّط لما نويتُ القيام به بعد مقتل سامي 0
أخبرت الجميع بأنني سأنتقل إلى المدينة للعيش هناك, وسأضطر لإغلاق المنزل ريثما أجد من يشتريه0
صُدمتْ هنيَّة عندما سمعتْ بالقرار, أمَّا( عزَّام )فقد أصابه الذُّهول, وبعد اسبوعين كان كلُّ شيء قد تمَّ على أكمل وجه , وأطفئتْ جميع الأنوار في المنزل والحديقة ,وبقيت انتظر على أحرِّ من الجمر متابعة خطَّتي 0
لم يستطع عزَّام أن يسرق من مال زوجي شيئا , فقد كان المال الذي يستخدمه في الحياة اليومية مخبَّأ في خزانة غرفتي , بغضِّ النَّظر عن الأموال التي في المسبح0
بعد عشرة أيَّام من عودتي إلى بيت أبي ,أخبرتني أمي أن (عزَّام) ينتظرني لأمر هام في غرفة الإستقبال , فذهبتُ إليه ورحَّبتُ به ,وسألته عن هنيَّة ورشاد فأخبرني بأنه سيطلِّقها , وهي تقيم الآن في منزل أهلها , فسألته عن السَّبب, تلكأ بالجواب , وفهمت من نظراته لي ماتخبِّئه سريرته من حبٍّ, فابتسم داخلي ابتسامة انتصار ربما فهم منها ماشجَّعه على الإتصال بي هاتفياً بعد ثلاثة أيَّام , وأخبرني بأنَّه يريد مقابلتي , فأجَّلت له تلك المقابلة أسبوعاً 0
بعد أسبوع رنَّ جرس الهاتف في بيتنا, وكنتُ هذه المرَّة بانتظار المتكلم , فسمعتُ صوت عزَّام يهمس عبرالهاتف بصوت رقيق مرتجف : لقد مضى الاسبوع فمتى نلتقي؟

يتبع
بقلم
بنت البحر

شكراٍ لسحر الليالي على الزهور

زاهية
01-01-2006, 05:21 AM
الحلقة الثامنة 8

عزَّام رجل في الأربعين من العمر ,طويل القامة أسمر اللون أسود العينين ربما كانت هنيَّة معذورة يوم علقت بحبِّه,إنَّه رجل تتمنى أية امرأة أن يكون زوجاً لها0
سألته :لماذا تريد أن تراني ؟
أجابني :أنت تعرفين لقد لاحظت ذلك في عينيك عندما كنا نعيش معا في البيت الكبير0
ياله من كاذب ,لم يحدث أبداً أن نظرت إليه كما يدَّعي ولكن شيطانه صورله ذلك ,كان يجب عليَّ ألا أسمح له بدخول بيتنا مهما كانت الأسباب ولكن مانفع النَّدم وقد سبق السَّيف العزل0
قلت له : حسنا ولكن بشرط ألا يعلم أحد بأننا سنلتقي ريثما نتَّفق على الخطوات التَّالية للقاء 0
كاد قلبه يخرج من سماعة الهاتف وهو يقول : سأخفي الخبر عن أنفاسي ولكن أين سنلتقي ومتى؟
أجبته: في البيت الكبير غدا في التَّاسعة صباحاً0
لم يغمض لي جفن في تلك الليلة , وأنا أفكر بكلِّ مامرَّ بي من أحداث منذ أن تزوَّجت سامي حتَّى تلك اللحظة التي أنا فيها الآن وسألت نفسي : ترى هل آن الاوان لقلبي أن يرتاح من أحزانه الجسام؟
خرجت من المنزل في الثّاَمنة والنِّصف صباحا بعد أن أخبرت أمي بأنني ذاهبة إلى السُّوق لشراء حذاء جديد 0
استقليت سيَّارة أجرة أوصلتني إلى قرب بيتي في الضَّاحية , فوجدت (عزَّام) ينتظرني بجانب البوَّابة التي تودي إلى حديقة المزرعة ,كان الطَّريق خالياً من البشر ففتحت البوَّابة الكبيرة , ودخلت منها برفقة عزَّام إلى الحديقة ,كان عزَّام يرقص فرحاً ..سعادة وحبورا, وأنا أسير بالقرب منه باتجاه المسبح , وهو يفضي إليَّ بمكنونات قلبه العاشق , مصغية إليه باهتمام , حتى وصلنا إلى المكان الذي وقفتُ فيه ذات يوم مع سامي قرب سلُّم المسبح , نظرت في عينيِّ عزَّام وهي المرة الأولى التي أتقصَّد فيها النَّظر إليه, فقرأت فيها غير ماكانت تبوح به لعينيَّ ..ابتسمت له قائلة :كم هو جميل هذا المسبح وأنا أشير بيدي إلى الجهة المقابلة لنا في الجانب الآخرألقيت بخاتمي في المسبح فراح يتدحرج فوق أرضه حتَّى استقر قرب باب الغرفة السِّرية فقلت لعزَّام:دعني أخرج الخاتم من المسبح إنه غالي الثَّمن0
فقال لي : لاعليك ياسيِّدتي , ومليكتي سأخرجه بنفسي 0
لم يترك لي فرصة للكلام بل سرعان ما ضغط عل القاطع الكهربائي فنزل السُّلم إلى داخل المسبح ولحق به عزام واتجه نحو الخاتم بينما كان أصبعي يضغط فوق القاطع الكهربائي ويرتفع السُّلم من المسبح وعندما التفت عزََّام إلي وفي يده الخاتم لم يلفت انتباهه صعود السُّلم بل دفع بالخاتم نحوي فسقط فوق تراب الحديقة فالتقطه وأنا أضحك بسعادة لم تزرني منذ مقتل سامي فقلت لعزَّام :شكراً لك أيها السَّيِّد لقد أعدتَ لي حقي 0
فضحك بسعادة من لايدري مايخبِّئّ له القدر وقال: وسأقدِّم لك منه المزيد في المستقبل, أعدك بسعادة حقيقية ياحبيبتي0

يتبع
بقلم
بنت البحر

زاهية
01-01-2006, 05:31 AM
الحلقة التاسعة 9

فقلتُ له: يكفيني ماقدَّمته لي الآن0لم يعد أمامك متّسع من الوقت لتقديم أي شيء لأحد ,لأنَّك ستموتُ عمَّا قريب

سألني قبل أن ينظر إلى السُّلُّم :ماذا تقصدين بهذا الكلام ؟
قلت له ؟ بشــِّرِ القاتلَ بالقتلِ ولو بعدَ حين0والآن جاء دورك لتلقى مصيرك
فسألني متغابياً: أي قاتل هذا الذي تتكلمين عنه وأي مصير؟
أجبته ببرود: أنت القاتل ومصير القاتل القتل
فقال باسماً: لابد أنَّك تمزحين وإن كان مزاحاً ثقيلاً فإنَّه منك جميل
فقلت له: ومنذ متى كان بيني وبينك مزاحٌ أيُّها الوغد
فقال مذهولاً كمن تلقى صفعة بكف قوية: الوغد؟!!
فقلت له: الوغد قليلة عليك بل أنت تافه وجحود
فقال:أنا؟!!!
فقلت له: ومن غيرك أيها المجرم , لقد قتلت زوجي بمسمع مني, ولم يكن بمقدوري آنذاك أن أفعل شيئا,كنت وحيدة أيها السافل0
فقال : لم أفعل شيئاً إنني بريء, صدقيني أنا بريء.
فقلت: أجل أنت بريء وأنا أصدقك ولكن َّبراءتك من الإنسانية والرحمة والمروءة.,أنت بريء من الوفاء والإخلاص0 لقد قتلتني بقتل سامي,وحان الآن وقت الإنتقام0
نظر حوله في المسبح واتَّجه نحو مكان السُّلُّم يريد الصُّعود , ربما لقتلي ولكنَّه سرعان ما صرخ هائجاً: أنزلي السُّلُم أريد الخروج من المسبح0
فقلت له :هذا المسبح الواسع هو قبرك أيُّها المجرم .ستموت فيه وحيداُ ,جائعاُ ..خائفاً0 أصرخ بأعلى صوتك ليلاً ونهاراً فلن يسمعك أحد 0
فقال مرتجفا بالخوف والغضب :أخرجيني من هنا أرجوك ياسيِّدتي 0
فقلت له: لم ترحم سامي , وهو يتوسَّل إليك بعينين خائفتين كي تبقيه على قيد الحياة ,فهل أرحمك أنا؟!
فقال لي : أنت السَّبب ,كنت أحبك وأنت تعلمين ذلك جيداً0
فقلت له: خسئت وكذبت أيُّها الحقير0
فقال: فلمَ إذن كنتِ تنظرين إلي باهتمام عندما كنتِ ترينني من وقت لآخر؟
أجبته : كنت أراقبك خوفاً منك على زوجي ,فقد ساورتني الشكوك بنياتك السَّيئة تجاهه0
فقال بغضب: كذبت ِ, بل كنت تنظرين إليَّ بإعجاب نظرات أشعلت النار في داخلي وكادت تحرقني
فقلت:وهل مثلي تنظر إلى مثلك أيها ال
فقال مقاطعاً : ومايدري الرَّجل بنية من تنظر إليه من النِّساء كانت من تكون؟
فقلت له: كان عليك أن تعرف مقامك بيننا ولا تتخطى حدودك
فقال غاضباً: الحب لا يفرق بين المقامات ,ولايعترف بالفوارق الطبقية ,كلنا بشر0
فقلت له: ولكننا لسنا جميعاً مجرمين 0
فقال بعنف :وأنت أيضاًمجرمة , لقد ارتكبتُ الجريمة بسببك ,يجب أن تفهمي هذا جيداً , نحن شركاء ,كان عليك ألا تدعينني أراك مع زوجك العجوز 00هو على حافة قبره وأنت تضجين بالحياة ,لقد غرربي صِغَرُ سنك ورقة ُ معاملتك لنا ,ألا تعتبرين هذا هو قمة الإغراء0
فقلت له: يالك من معقَّد تافه ,لاتستحق الشفقة0
فقال لي :في مثل حالتي القلقة لابد أن تتحول الشفقة إلى حب ,فالظروف حولنا تسمح بذلك 0 بل تشجِّع عليه 0
فقلت له : فقط لمن هودون الرجال أمثالك
فقال غاضباً : ياسيِّدتي في الصدر قلب من لحم ودم يدق , وليس قطعة من حديد , لماذا أدخلتمونا أنتم إلى حياتكم حيث الدفء , وزرعتم في قلوبنا الحسرة ,وفي نفوسنا الألم , إنَّ نفسي تفتتْ بينكم وتناثرت بشعور الحب والغيرة, لم أعد أحب الرجوعَ إليها بل رحت أهرب منها لأدخل في نفوسكم أنتم حيث عالمكم البراق المغلف بالحريروالمرشرش بأرقى العطور الفرنسية الباهظة الثمن , والمفروش بالسجاد العجمي , والمتخم باللحوم والفاكهة والرفاهية.. قتلت نفسي على عتباتكم0

يتبع
بقلم
بنت البحر

زاهية
01-01-2006, 05:35 AM
الحلقة العاشرة

0
فقلت له كلاماً لاأدري كيف خرج من فمي
الحديث عن النّفس يفتح بابا ان ولجناه رأينا العجب 0هناك سراديب وقلاع وبحور ومغارات وجبال ,عالم غريب عجيب ,فيه أسرار جغرافية حياة الانسان بكل ماتحتويه من نجاح أوفشل ,من فرح وحزن ,من تمرّد وانكسار0
فقال بغضب: وما شأني أنا بالجغرافية والجبال والمغر؟
فقلت له: من استطاع فهم عالم نفسه هذا أمسك بلجامها وقادها إلى حيث السّعادة ,وعندما يحتل حصونها ويرفع فوق قلاعها راية الوعي والادراك لكل تطلعاتها يحكمها بقوة , ويسلك من خلال تضاريسهاالوعرة إلى بر الأمان ,ومن يحكم نفسه يدرأعنه مغبات الظّروف المحيطة به ,فيعطي التفسيرات المقنعة لكل مايواجهه من صعوبات في درب الحياة , ويتغلب على ألم المواجهة بوعي يُحْسَد عليه 0
فقال : ماذا تقولين ؟! أسألك لماذا أدخلتمونا ألى حياتكم لاإلى القلاع والتضاريس
فقلت له: أنتما طلبتما العمل عندنا وقبلنا بكما بسبب حالتكما المادية السيِّئة رغبة منَّا في مساعدتكما لتحسين حياتكما المعيشية
فقال متحسِّراً: لقد حطمتمونا بنية المساعدة تلك ,ليتكم لم تقبلوا بنا عمالاً في عالم الترف الذي تعيشونه
فقلت له: لكل قاعدة شواذ وكنت أنت الشواذ فيها, لم يكن الكثيرون مثلك ممن نعرف ونسمع عنهم0
فقال مسترحماً: أرجوك يا سيِّداتي أنزلي السلم , وأعدك بل أقسم لك بالله العظيم أن أكون لك خادماً مخلصاً مدى الحياة0
فقلت له: بل ستموت بلا رحمة ولا شفقة , القاتل لاعهد له وإن أقسم مئات المرات
مت هنا فإنَّك لاتستحق الحياة
فقال برجاء: ارحميني من أجل هنية وابني رشاد
فقلت له: لم ترحم سامي من أجل الله فلن أرحمك من أجل انسان0
واستدرتُ باتجاه بوابة حديقةالبيت وأنا أشعر بالإنتصار, والدموع تنساب من عينيَّ فوق خديَّ ,وإحساس بتأنيب الضمير ينتابني فأتجاهله رغماً عني, بينما كان صوت عويله يبتعد عن مسمعي حتَّى تلاشى وأنا أغلق بوابة الحديقة بالمفتاح0
لم أكن أعلم أن المجرم يظل يحوم حول جريمته إلى أن عدت بعد أربعة أيام أتفقد وضع عزام فاقتربت من حافة المسبح قرب السلم فرأيته هادئاً بلاحراك فضغطت باصبعي فوق القاطع الكهربائي فنزل السلم إلى مستوى عمق مترين ثم قمت بمسح بصماتي من على القاطع ونثرت بعض التراب الجاف فوقه وعدت إلى منزل والدي دون أن يعلم أحد شيئاً مما قمت به0
وبعد أسبوع أكتشفت الجثَّة عندما ذهبتُ مع أبي وأخي سعيد وأحد سماسرة البيوت إلى الفيلا, فقد طلب أحد الأثرياء الصِّناعيين مشاهدتها لأنَّه يرغب بشرائها0
ونحن نتجول في الحديقة وصلنا إلى المسبح وكان المشهد مرعباً هذه المرة بحق,وخانقاً ومقزِّزا, فركضت أصرخ من هول ما شاهدتْ عيناي, وأبي وأخي يركضان خلفي 0
وجرى التحقيق حول ملابسات القضية ولكن المحقِّقين لم يتوصلوا لدليل يدان به أحد , فسُجِّلت القضية قضاء وقدراً 0 حاولت أن أطمرَ السِّر في بؤرة عذابي بعد أن أخذت بثأر سامي ذلك الرَّجل الوديع الذي لم تستطع الغربة إ تنزاع طيبته, كما عجزالمال عن سلبه انسانيته, فقام رجل حقود شرس بأحط خلق, وأقذر طبع, وأوقح عين يقتله خيانة وغدرا0
لم اتمكن من لجم صوت الحقّ ِفي داخلي زمناً طويلاً , وذات ليلة دخلتُ غرفة أمي, بعد أن نام جميع من في البيت, وكانت في هذا الوقت تستعد للنَّوم بعد مشاهدة إحدى التمثيليات التلفزيونية ,وانتهزت فرصة انفرادها في غرفتها فقد أدرك النومُ والدي وهو يشاهد المسلسل التلفزيوني معها فنام في غرفة الجلوس بعد أن غطَّته أمي بملاءة سريره , وكان يفضل البقاء في المكان الذي أدركه فيه النومُ حتَّى موعد أذان الفجر حيث توقظه أمي للصلاة وهذه عادة درج عليها ولم يخالفها مرَّة خشية القلق إذا ما نـُبِّهَ من نومه قبل الآوان , فصارحتها بكل شيء

يتبع
بقلم
بنت البحر

زاهية
01-01-2006, 06:41 PM
الحلقة الحاديةالعاشرة


ظلت أمي تسمعني باهتمام حتى النِّهاية, وأنا أروي لها حكايتي مع المجرم بالتَّفصيل وعندما أنتهيت من الكلام , رأيتُ الدُّموع تنهمر من عينيها بكرم ملفت, وما لبثت أن ضمَّتني إلى صدرها , فأحسستُ بدقات قلبها تعلو وتهبط متسارعة , ويداها ترتعشان ,فابتعدتُ عنها فوجدتُ في وجهها اصفراراً لم أعهده فيه من قبل, فأشارت إليَّ أن أحضر لها الهاتف ,ففعلتُ ذلك دون أن أفكر بمرادها ,وعيناي معلقتان بعينيها ذهولاً,رفعتْ السَّمَّاعة , وأدارتْ أرقاماً لم أتبينها ثمَّ قالت بصوت متهدِّج :
آلو000أنا السَّيِّدة جيهان سليم, أسكن في حي المواني,كورنيش ,رقم المنزل 48أرجو أن تحضروا اليَّ السَّاعة , أرجوكم ,أرجوكم لاتتأخَّروا, في بيتي قاتلة0
وقعت السَّماعة من يد أمي وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة0
ياإلهي ها أنا الآن أجد نفسي في ورطة جديدة ,ولكن بموت أمي هذه المرة 0الآن أتاك الموت ياتارك الصلاة0قد يصل رجال الشرطة خلال دقائق ليأخذوني إلى السجن متهمة بقتل أمي, رحماك ربي الآن لن أجد من ينقذني من حبل المشنقة لأنَّ أمي هي التي أخبرت الشرطة عني أجل هي 00ولكنها على ما أظن لم تخبرهم بمن تكون تلك الجرمة 00نعم أنا متأكدة من ذلك علي الآن أن أتصرف بسرعة قبل أن يقرعوا جرس الباب
تركت أمي فوق سريرها شاخصة العينين دون أن ألمسها وخرجت من الغرفة بعد أن أطفأت النور فيها وأسرعت إلى غرفتي واستلقيت في سريري والخوف يفتك بأعصابي بينما كانت أختي سماح تغطُّ في نوم عميق وصوت شخيرها يملاْ أرجاء الغرفة 0
لاأدري كيف مرَّ الوقت بسرعة تحت وطأة الخوف وأنا أصغي باهتمام إلى صوت محركات السيَّارات وهي تمرُّ من قرب بيتنا إلى أن قطع حبل استرسالي بالإنصات صوت جرس الباب 0تصنعت النوم خشية أن يراني أحد من الأهل فيشار إلي باتهام ما0
عاد صوت جرس الباب يرنُّ باستمرار مع قرع باليد على الباب الخشبي وما هي إلا لحظات حتى سمعت صوت أبي وأخي يتكلمان في الخارج بعد أن فتحا الباب للقادمين 0
بقيت هادئة في سريري بينما نهضت سماح وخرجت من الغرفة على عجل ثمَّ عادت من جديد تهزني بعنف وتدعوني كي اصحو من نومي الثقيل هذا لانَّ مصيبة قد وقعت في البيت0
نهضت من سريري وخرجت أستطلع الأمر الذي جعلنا في دوامة ظلَّت تدور بنا أيَّاماً كثيرة وكان السؤال الملح الذي حيَّر الجميع :من هي تلك القاتلة التي بلَّغت عنها والدتي قبل موتها بقليل 0
تعرضت واختي لأسئلة المحققين عدة مرات على الرغم من ظروف العزاء التي ألمَّت بنا0
انتشر في الحارة خبر مقتل أمي على يد مجرمة مجهولة لكن محضر التحقيق أغلق عندما قال أبي للنَّائب العام إنَّ أمي كانت تشكو في الآونة الآخيرة من مرض عصبي ألمَّ بها إثر سقوطها ذات مساء على رأسها عندما قطع التيار الكهربائي ومنذ ذلك اليوم وهي تتخيل أشياء غير حقيقية وأنه كان ينوي أن يستشير طبيباً بهذا الشأن ولكنَّ الظروف التي مرت بأسرتنا بعد موت سامي أخرت الأمر إلى أن حدث ماكان 0
لم يعارض أحد من أفراد الأسرة تصريح والدي رغم أننا جميعاً كنا نعلم أن كلامه لاأساس له من الصحة وإنَّما قاله للتخلص من ملاحقة النيابة العامة لهذه القضيةالغامضة بالنسبة لأفراد عائلتي,وأقفل المحضر كما قيل لنا وبدأت بعد ذلك مشاكل من نوع جديد تغزو عالمي الذي كان يوماً ما هادئاً وجميلاً0

يتبع

بقلم
:0014:
بنت البحر

زاهية
01-01-2006, 06:49 PM
الحلقة الثانية عشرة

عندما كنت أختلي بنفسي بعيداً عن نظرات والدي التي كانت تلاحقني بتساؤلات غريبة لم أعتدها منه سابقاً , وكأنَّها كانت تريد النفوذ من خلال عينيّ المتعبتين إلى أعماق نفسي المتداعية التي باتت مجهولة بالنسبة له بعد موت أمي المفاجىء, والبلاغ العجيب الذي أدلتْ به للشرطة, كنت ألقي بنفسي المرهقة في نوبة بكاء عاصفة أغسل بها من خلال دموعي شيئاً من الحزن الذي بات هوالحقيقة الوحيدة في حياتي بعد كلِّ الذي مرَّبي من أحداث ووقائع هزَّت أعماقي بعنف مفترس كاد أن يشلُّ قدرتي على الصمود 0
شعرت بتغيرات كثيرة في أحاسيسي وأفكاري, وحتَّى في شكلي الخارجي , فقد أدى إحجامي عن الطعام في غالب الأحيان إلى إصابتي بالنحول,ورعشة في اليدين, وفقد الثقة بكلِّ من حولي , مما جعل أختي سماح تطلب مني الذهاب إلى الطبيب , فرفضت الفكرة من أساسها,وبدأت حالتي الصحية تتدهور يوماً بعد يوم نحو الأسوء0
إنني أحترق ولاأدري كيف سأطفيء هذا الحريق الذي راح يلتهم داخلي بقسوة وشراهة0
مضى على وفاة أمي أسبوعان ونفسي تزداد انغلاقاً وكآبة , ولم تستطع خالتي بهيجة رغم حنكتها الفائقة , ومحبتي الكبيرة لها أن تخرجني من دوامة عذابي هذه , وقرأتُ في وجوه جميع من حولي القلق الكبير تجاهي0
في إحدى الأمسيات وبعد العاشرة دخلت المطبخ لشعوري بالجوع يقرص معدتي الخاوية,فتحت الثَّلاجة , وتناولتُ تفاحة , ورحتُ أقشرها , وقبل أن أضع أول قطعة منها في فمي سمعتُ أبي يقول لي: هل ستأكلين التفاح وحيدة أيَّتها المليونيرة الكبيرة؟
همست في داخلي: مليونيرة؟!! نعم ولكنني لن ألمس هذا الميراث الخيالي قبل أن تعود الطمأنينة إلى نفسي 0
نظرت إليه وهو يدخل المطبخ وأجبته: ظننتك نائماً ,خذ هذه وسأحضر لي واحدة غيرها0
تناول أبي التفاحة من يدي وهو يقول :سأنتظرك في غرفتي لنأكل التفاح معاً ونحن نتحدث في موضوع هام0
سقط قلبي من مكانه واضطربت أعصابي ولكنَّ أبي ترك لي فرصة الهروب من نظراته عندما غادر المطبخ ألى غرفته بعد أن ألقى إليَّ أمراً ولا أدري ماوراءه من مفاجآت 0
عندما دخلت عليه مجلسه قال لي وهو يشير بيده اليمنى نحو باب الغرفة:أغلقي الباب وراءك وتعالي اجلسي هنا بالقرب مني ياابنتي0
كلمة ابنتي جعلتني أرشف من كأس الطمأنينة رشفة أثلجت صدري بعد احتدام الحريق فيه ,و بعد أن فتك الخوف بي , وأنا أحسبه قد علم شيئاً عن موت أمي الغامض0
جلست بالقرب منه على حافة سريره فابتسم لي ابتسامة حزينة وهو ينظر إلى سرير والدتي المهجور ,وسبحتها الخضراء معلَّقة فوق عنق السرير, فقد كان قديماً منذ زواجها قبل خمسين عاماً, فالتاع صدري بالألم , وانهمرت دموعي وانا ألوذ بالصمت , فقال لي وهو يمسح الدموع عن وجهي بمنديل ورقي تناوله من جيبه: كلنا سنموت وهوالباقي00سبحان الحي القيوم 0
نظرت إلى وجهه فرأيته قد ثبت عينيه في وجهي وكأنَّه يأمرني بقول الحقيقة ,شعرت بالخوف منه واستعدت لحظات مرَّت بي من أيام طفولتي عندما كنت أقترف ذنباً ما كيف كان ينظر إلي هكذا دون أن يتكلم , فأجْبَرُ على الإعتراف له بكل شيء بطريقة لاإرادية,والآن تعاودني هذه المشاعر وأحس بأنني قد عدتُ طفلة صغيرة وأنا بأمس الحاجة لمن يحتويني ويزيح عن كاهلي تلك التراكمات التي أضنتني ,وسرقت أمني وعافيتي0
يتبع

بقلم
:0014:
بنت البحر

زاهية
02-01-2006, 05:39 AM
الحلقة الثالثة عشرة
لاأدري كيف همست من خلال دموعي : أنا لم أقتل أمي يا أبي ..أنت تعلم مدى حبي لها...وهي أيضاً كانت تعلم ذلك.
قال ويده تمسح فوق شعري وكأنَّني في الخامسة من العمر:أعلم ذلك يابنيَّتي, ولكن أصدقيني القول , لماذا أخبرَتْ المرحومة ُ الشرطة َ بأنَّه في البيت قاتلة ..أمُّك لاتكذب ياسناء ولاتهذي.
فقلت له : صدقتَ وهي الصادقة.
فقال لي: من قتلتِ ياسناء؟
قلت له :تسمعني حتى النهاية ,ولك بعد ذلك حريَّة التصرف.
فقال لي: تكلمي ياابنتي ,وليكن الله في عونك.
قصصتُ عليه ماحدث بالتفصيل , وكانت دموعي ترافقني في كثير من المحطات, ويده الحنونة بحرارة الأبوة والمحبة تمسح عن عيوني حرَّ الدموع ووجع الصمت الطويل0
وعندما وصلتُ إلى الوقت الذي نحن فيه قلتُ له وأنا أشعر بقوة غريبة تتملّكني: أحس باحتراق داخلي , أه ياأبي ماأصعب الإحتراق , و ماأشد حرارته على النفس.
قال بحنان: الكلُّ يحترق , ولكن بشكل يختلفُ بتفاوتِ الذَّواتِ المحترقة,وما شبَّ حريقٌ وتأجَّجَ ثُمَّ خمد,إلا وتركَ بقايا من رماد, فلننظر في تلك البقايا النَّاعمةِ الملمس,الخفيفةِ الوزن
ماهي ؟
فقلت له وقد أحسست بنفحة أمل تهب صوبي من همسات والدي :
إنها بقايا المحروقات ,رمادية اللون ,لاقيمة لها, تذروها الرِّياح , بل حتَّى النسيمات قد تجعلها هباء منثوراً ,لاياأبي لن أكون أضعف من نُسيمة, أنا أقوى من الرِّيح,أصدُّها بجرأتي وإيماني,
أنا أجلُّ قدراً من الرَّماد ,لاشيء يستطيع إحراقي , وما هواجسي إلا همساتٌ خفية , سأسخر منها قبل أن تحيل شموخ َصمودي إلى رمادٍ لاقيمة له , بل سأحدِّق في ذاك الرَّماد وأشكر الله
إذ خلَّصني مما كان يعذِّبني, كنت مخطئة حتَّى الثمالة.
قال والدي بفرح: لقد تخلَّصت من الخوف ونجحت بالإعتراف
فقلت له:نعم ولك يعود الفضل ياأبتاه.
ضمَّني إلى صدره بعطف وحنان, فأحسست بدموعه ترطب وجهي , فقال لي وصوته يختنق بالأسى: غداً نذهب إلى النيابة العامة لتعترفي ولتأخذالعدالة مجراها,و معك ابن عمك الدكتور أنيس الذي خان الأمانة والقسم بإعطائه التقريرالطبِّيِّ الكاذب للتَّصريح بدفن المغدور سامي دون الكشف على الجثة , وهذا عمل يمقته الله و يعاقب عليه القانون .
صدقيني ياابنتي لوأن ( أنيس) قام بما يمليه عليه واجبه المهني ,والديني لما كنا بما فيه نحن الآن .
فقلت له : كان( أنيس) مشغولاً في المستشفى , فأرسل إلينا التقرير الطبي بإلحاح مني , وأنا تقصَّدَت ذلك كي أنتقم لزوجي من قاتله.
قال والدي : إنَّه مخطىء , يجب أن لايسمح لأحدِّ بمخالفة الشرع والقانون مهما كانت الظروف, غداً سأبلغ عن ابن عمك الدكتور انيس ولن أتخلى أبداً عن اتهامه بالمساعدة في ارتكاب الجريمة بطريق الإهمال ,إضافة إلى طمس معالم الجريمة بدفن سامي دون كشف الطب الشرعي على الجثة ,ولكن ربما يستطيع المحامون الذي سيتولُّون الدفاع عنك إيجاد طريقة لمعرفة الحقيقة .
قلت له : كما تريد ياأبي ولكنَّني سأذهب قبل ذلك لمقابلة هنية زوجة عزام فإنَّني أريد أن أعطيها من المال مايساعدها في تربية ابنها رشاد.
فقال لي: خيراً تفعلين .
وافقته بابتسامة رضا ثم خرجت من غرفته, بعد أن طبعت على خده قبلة شكر وامتنان, وأنا أحس بأنَّني بدأت أولد من جديد0
يتبع
بقلم
:0014:
بنت البحر

عبلة محمد زقزوق
02-01-2006, 12:57 PM
ياخساره ... عندما يُدمر الجمال الداخلي للإنسان ، وتدنسه نفوس طمعت وتهاونت ، فإستحلت لنفسها ورضيت بتدمير هذا النقاء الرباني بكل النفوس حولها .
وإتقي شر من أحسنت إليه ، بدوام الإحسان إليه .
فما نفعت ولا منعت .
قصة ممتعة قرأتها منذ بدايتها ، وكنت أنتظر نهايتها بشغف .
دام مدادك أختاه أ / زاهية :NJ:
وأسمحي لي بأن الجزء الأخير جاء بأسلوب أعلى من سابقيه ، حتى ظننت أنني ضللت الطريق .
و ظهر الأب ، وأسم أبن العم الدكتور ، رغم عدم توارد أسميهما كثيرا ولكن لم يسلَموا من الأذى وكان لهم نصيب فيه .
قصة تستحق الكثير ، من كلمات الثناء ... ولكنها لا تسعفني الآن .:v1:
فأسرتي المتواضعة تشكرك على جميل تلك الأفكار .
فوالدتي تعشق الروايات البوليسة ، والأحداث المثيرة .D:
لذا كانت تتابعها معي بشغف .:004:D:

زاهية
02-01-2006, 01:05 PM
أهلاً بك غاليتي
أ\عبلة زقزوق
:001: :tree: :001:
وحشتيني أوي إزيِّك
وازاي الوالدة الكريمة سلامي لها
بارك الله فيكما وكل عام وأنتم جميعاً بخير
أما الأحداث فلابد أن تتصاعد وعندما تشتد تفرج
ومازالت سناء تعيش في دوامة الرعب
تابعي الحلقة الأخيرة
وقد كتبت عشر حلقات ثانية ولكنني لن أنشرها الآن
ربما انهيت نشر الحلقات المقررة عندي اليوم
أهلاً بك ياغالية
أختك
:0014:
بنت البحر

عبلة محمد زقزوق
02-01-2006, 01:40 PM
متتبعين بشوق يعلوه الأمل ، في إنفراج هذا الكابوس .

تابعي أختاه ـ زاهيتو
نحن لكِ متتبعين :001:

زاهية
04-01-2006, 01:34 PM
الحلقة الرابعة عشرة

برفقة سماح خرجتُ من البيت في الصباح الباكر, كانت أختي عصبية المزاج سريعة الإنفعال حتَّى أنها تشاجرت مع السائق الذي أقلَّتنا سيارته إلى قرية هنية.
التزمت الهدوء طيلة الوقت كي لاأضيف إلى اضطرابي مزيداً من القلق.
وصلنا القرية الصغيرة الهادئة في الضاحية قبل الساعة التاسعة صباحاً.
بدت القرية حزينة , أو كما خُيِّلَ إليَّ , كل مافيها يوحي بالكآبة,الشوارع ضيِّقة رغم اتساع المساحات الزراعية حولها ,وأكثر ما لفت انتباهي أولئك الأطفال الذين كانوا يلعبون في الحارات وهم حفاة الأقدام فوق أرض مليئة بالأوساخ , وبقايا من الزجاج المحطم.
رفعت نظري للأمام , وأسرعت نحو بيت هنية يدلنا عليه أحد الصغار بعد أن أعطيته ورقة نقدية دسَّها في جيبه فرحاً بها وكأنه قد وقع على كنز ثمين.
وقفت أمام الباب الخشبي المشقق بتقادم الزمن ..نقرت باصبعي عدة نقرات , وأختي تنفخ من جوفها حرارة الضيق والإشمئزاز زفيراً ساخناً امتعاضاً من كل ماحولها في هذه القرية.
ربَّما مرَّت دقيقة أو اثنتان و فتح الباب فوقفتُ وهنية وجهاً لوجه.
أرملتان تلتقيان تجمع بين مصيبتهما الجريمة هي فقدت زوجها وأبا ابنها وأنا فقدت زوجي وحبيبي.
..ابتسمتُ لها فابتسمتْ لي بدهشة عقدت لسانها بعض الوقت ثم رحَّبتْ بي, ودعتني للدخول ,فتبعتها وأختي إلى غرفة صغيرة هي الوحيدة في هذاالبيت الذي يقبع وسط القرية ولا متنفس له سوى فسحة دار ضيِّقة جداً و مكشوفة 0
سألتها عن أحوالها وعن ابنها رشاد , فأخبرتني بأنه يشكو من التهاب رئوي وهو يُعالج في مستوصف القرية مجاناً,وقد ذهبت به أمُّها قبل قليل إلى هناك لإعطائه حقنة مضادة للإلتهاب , وأثنت على والدتها التي فتحت لها قلبها وبيتها بعد أن طردها عزَّام من بيته ظالماً لها ولصغيره رشاد دون عذر أو سبب0
انتهى حديث المجاملة بيننا , واحترت كيف ساقدم لها المعونة المادية إلى أن قطعت الصمت بقولها: رحم الله( عزام ) لقد ودع الحياة بطريقة غريبة ,ولكن الذي يحيرني ولم أجد له جواباً مقنعاً هو ذهابه إلى البيت الكبير بعد إخلائه ,وإطفاء الأنوار فيه؟ وكيف مات ولماذاكانت نهايته في أرض المسبح ؟
وكيف دخل الحديقة وهو لايملك مفتاحاً للباب ؟
ثمَّ يقيد الحادث قضاءً وقدراً 0أمر غريب ياسيدة سناء ,إنني حزينة من أجله رغم أنَّه أساء إليَّ كثيراً قبل موته,كان يريد أن يطلقني , ولكن الموت لم يمهله لينفذ ما عزم عليه, سيعاني صغيره رشاد اليتم والفقر إلى ماشاء الله0
نظرت إلى سماح ففهمتْ ما أريده منها فنهضتْ من مجلسها وخرجتْ من الغرفة إلى الدار ,بينما تناولتُ من حقيبة يدي شيكاً وقدَّمته لها فسألتني :ماهذا ياسيدتي ؟
فقلت لها : هذا شيك بمبلغ كبير من المال لك ولابنك رشاد تصرفينه من المصرف البلدي في العاصمة وتشترين بيتاً ومفروشات وما تحتاجينه من مستلزمات أخرى0
فقالت ولِمَ كل هذا المال ياسيدتي ؟!!
فقلت لها خذيه الآن وستحصلين على ماتشائن منه بعد نفاذه .
أحسستُ بالفرحة تحتلُّ كيانها وكأنَّها لاتصدق عينيها وعندما اتجهت نحو باب الغرفة استوقفتني قائلة :مهلا لدي شيء سأعيده إليك ياسيدتي.
سألتها : ماهو ؟
فتحت درجاً في خزانة ملابس جانبية قديمة , وأخرجت من تحت الأغراض في أرض الخزانة منديلاً وحلت عقدة كانت فيه, وتناولت منه خاتماً وقدمته لي قائلة: هذا الخاتم أهداه المرحوم السيد سامي لعزام قبل أن يموت بساعتين وقد خبَّأه معي ولم أعطه له عندما طلبه مني أكثر من مرة بحجَّة أنَّني أضعته فتوعَّدني بالإنتقام كنت سأحتفظ به لرشادوالبسه إياه في اصبعه عندما يصبح شاباً.
نظرت إلى الخاتم وأخذته من يدها تفقدته بذهول وقلت :إنَّه خاتم سامي 00أجل كان يلبسه يوم الحادث ..إن ثمن هذا الخاتم باهظ جداً ..أنظري إلى هذا الفص الألماسي إنَّه يساوي خمسة آلاف دولار..
فقالت هنية:ولكن السيد سامي أهداه لعزام .
فقلت لها : أتصدقين ذلك يا طيِّبة القلب؟ لقد سرقه منه بعد أن قتله .
فصرخت هنية بخوف مفاجىء :قتله؟!!
فقلت لها نعم وأنا سمعته وهو يقتله , ولكنني لم استطع أن أفعل شيئاً في ذلك الوقت,هنية أريد منك أن تشهدي بالحقيقة في المحكمة ؟
فقالت هنية: ضد من سأشهد ياسيِّدتي؟
فقلت لها :لن تشهدي ضد أحد فقط قولي الحقيقة ومن أين حصلت على هذا الخاتم.
فقالت هنية : حسناً سأفعل ذلك,ولكن لماذا لم يلفت انتباهك اختفاء الخاتم بعد موت المرحوم ؟
فقلت لها :إن مقتل سامي طغى على كلِّ ماعداه , ولم أفكِّر في أمواله ,أو فيما خلَّفه لي من ميراث ضخم قبل هذا اليوم الذي نويت زيارتك وتقديم المعونة لك ولابنك ,ستعرفين في المحكمة كلَّ شيء ,كلَّ شيء ياأمَّ رشاد, ستفاجئين بأمور كثيرة وأتمنى أن تجدي لي عذراً فيما فعلتُ.

.يتبع
بقلم
:0014:
بنت البحر

عبير النحاس
04-01-2006, 08:58 PM
الغالية الرائعة زاهية

:cup:


كوب من القهوة


و متابعة للحلقات بشغف

و التعليق بعد الحلقة الأخيرةD:


بالانتظار :001:

زاهية
05-01-2006, 01:59 PM
الحلقة الخامسة عشرة

أحسست بحاجة للإنفراد بنفسي قبل مرافقة والدي إلى مخفر الشرطة وتسليمي للسُّلطات القضائيةِ المختصَّة هناك, فدخلت غرفتي المشتركة مع أختي سناء وأغلقت ورائي الباب 0
داهمني ارتباك مفاجيء ربّما كان دفيناً تحت وطأة الحوادث الكثيرة التي مازلت أمرُّ بها فوجد بتسارع الوقت فجوة للعبورمنها إلى الوعي بفوضى لاشعورية, فانتابني إحساس غريب كما لوأنَّني أواجه الصدمة للمرة الأولى, ياإلهي في أي هوَّة وقعتُ؟!!الأمر ليس سهلاً كما كنت أتصوره بعين المثالية التي لاتوجد إلا في كتب الأخلاق وإن وُجِدَتْ في الحقيقة فقدتكون نقطة في محيط 00فهل سأكون أنا هذه النقطة في محيطٍ خلع عنه عباءة الخير وتلبَّس الخداعَ بأدنى مستوى له؟! قد يلف حبل المشنقة حول رقبتي , والروح غالية ,أوقد أسجن مدى العمر ,وقد يكون السجن لسنوات مع الأعمال الشاقة وحتَّى لوكان عاماً بل شهراً أوليلة واحدة فليس باستطاعتي تحمل العيش في الزنزانة مع نساء محكوم عليهن بجناية ما ,فهناك القاتلات والمهرِّبات والدَّاعرات وبينهن فاقدات العقل , لطفك يارب لقد عرفت الآن قيمة الحرية ,إنَّها أجمل شيء في الوجود بعد الإيمان0
ضاقت أنفاسي فأجهشت بالبكاء وراحت دموعي تتدفَّق بسخاء بينما أصابت يديَّ برودة مصحوبة بارتعاشة مزعجة0
غزتني الرهبة فانهزمتْ قدرتي في المقاومة,وتقوقع خوفي من أبى في ركنٍ مهجور من فكرةٍ باهتة, وتبعثرتْ أفكاري في اتجاهاتٍ مختلفة0
إنني أنثى ضعيفة جداً رغم كوني قاتلة, ولكن ماذا سأفعل بعد أن أخبرته بكلِّ شيء,هل أعود فأقول له بأنني قد تراجعت عن قراري الرَّصين , ومزَّقتُ أوراق اعترافي؟ ليتني لم أعترف 0
إنَه الآن ينتظرني في الخارج ليذهب بي إلى السجن ,ترى هل هو جادٌ في قراره؟ أيسلم ابنته بيده إلى حبل المشنقة؟!! هل وصلت به المثالية إلى هذا المستوى من التضحية وهو يعلم أنَّني ماقتلت إلا انتقاماً لزوجي؟نعم سيفعل ذلك لإنَّه يطمع بمحاكمة عادلة ,ولكنني قاتلة ومتسترة على جريمة قتل ومسببة في موت أمي
لا لن أسلم نفسي أبداً, وإن أصرَّ والدي على ذلك ,أجل لن أعترف أمام المحقِّقين,أنا لست مجنونة كي أفعل ذلك, سأهرب من البيت قبل أن يذهب بي إليهم0
نهضت علىعجل وفتحت خزانتي وأخرجت حقيبة ملابس فارغة ورحت أضع فيها بعض الحاجيات التي قد تلزمني أكثر من غيرها وما نسيتُ أن أخبِّيء في حقيبة يدي مبلغاً كبيراً من المال قد أحتاج إليه أثناء هروبي من البيت0 ووضعت بداخلها بعض المجوهرات وخاتم سامي ومجموعة الصور التي تجمعني به وحمالة مفاتيحه الخاصة ودفتر شيكاته فقد استودع قبل وفاته أموالً كثيرة في البنك لضرورة ملحة ترتبط بتحويلات نقدية لإحدى الدول الغربية بعد الصفقة التجارية التي انجزها الخاصة بمعدات التجهيزات الطبية للمشافي بشكل عام وقد أعطيت هنية شيكاً من هذا الدفتر 0ووضعت في حقيبة الملابس مايخص سامي من مستندات هامة0
خرجت من الغرفة وانا أحمل الحقيبة بيدي , كان أبي مستغرقاً في صلاة سنةالضحى بينما سماح في المطبخ تنظف بعض الأواني التي ملاْ صوتها المكان فخرجت من البيت بهدوء وحذر وتركت الباب مفتوحاً0 خشية أن يلفت صوت إغلاقه انتباههما0
التفاتة سريعة تلقَّاها باب بيتنا من الهاربةِ أنا00 كانت بمثابة تحيَّة الوداع استعرضت خلالها شريط الذكريات التي عشتها مع أهلي في هذا البيت الكريم,الذي تربيت فيه على الإيمان والصلاح, صور كثيرة تزاحمت على نوافذ ذاكرتي المضطربة لعلَّ أجملها وأقربها إلى نفسي كانت صورة والدتي ونحن نحتفل بها عندما عادت من الحج قبل عشر سنوات رأيتها تبتسم لي بمحبة وحنان,فعلـَّقتُ بعينيها خوفي وضعفي وقلة حيلتي و كدت أسقط في الخنوع فأغلقت عينيَّ لأطرد كلَّ الذكريات ولأرى طريقي وأنا انزل من الطابق الثاني على درج العمارة باتجاه الشارع العام 0
وصلت الطريق ربما في الوقت الذي خرج به والدي من الصَّلاة بالتَّسليم,مازال معي بضع دقائق أستقلُّ خلالها سيَّارة أجرة تبعدني عن البيت ريثما يتفقَّدني والدي ويبدأالبحث عنِّي0
بشيء من الرتابة سألني سائق السَّيارة التي مرَّت في اللحظة الحاسمة من قربي:إلى أين تودِّين الذهاب؟
أجبته بقلق:إلى أي مكان
فسألني بخبث: أينَ يعني؟
استدركت الأمر خشية أن يظنَّ بي سوءًَا فسألته بجدية :ألاتعرف مطعم أي مكان؟إنَّه في وسط المدينة قرب حديقة النَّوافير0
أجاب ببرود : أعرف الحديقة فقط0
فقلت له :حسناً خذني إليها إذاً0
وقبل أن تبتعد السَّيارة عن بيتنا بمسافة طويلة رأيت والدي يخرج من بوابة العمارة ملهوفاً وهو ينظر يمينةً ويسرة علَّه يجد ضالته الهاربة ولكن عبثاً كانَ يحاول فودَّعته بدموع ساخنة وأنا أعلم بهمِّه الكبير وحزنه العميق وما هو فيه الآن من عذاب وقلق, فكنت في هذه اللحظة أشدَّ مقتاً لنفسي من أي وقت مضى.
يتبع
بقلم
:001:
بنت البحر

زاهية
05-01-2006, 02:10 PM
الغالية الرائعة زاهية

:cup:


كوب من القهوة


و متابعة للحلقات بشغف

و التعليق بعد الحلقة الأخيرةD:


بالانتظار :001:


أهلاً بك عبير الغالية
أسعدك الله
فنجان القهوة مقبول
وربما أحتسيه عندك يوماً
أيهما أطيب قهوتك
أم قهوة نور التي تذوقتها
بحضور شقيقات الإيمان؟
كوني بخير
أختك
بنت البحر

عبلة محمد زقزوق
05-01-2006, 02:49 PM
مشوقة ، ممتعة
تابعي ، ولا تغيبي عنا
أختاه ـ زاهية

الصباح الخالدي
05-01-2006, 04:52 PM
اكملي بارك الله فيك نحن نتابع

نسيبة بنت كعب
05-01-2006, 09:09 PM
انا متابعة - ساعة ونصف قراءة واثارة

لن استنتج الان وقد تكونت لدى فكرة عن ما هية النهاية

سأنظر ان كنت موفقة

مدهشة يا زاهية .. التفاصيل ليست ممله لانها ممكن ان تكوِّن المعلومات التى توصل للنهاية ولا يمكن الاستمرار بدونها والا كانت قصة ملفقة وغير محكمة

حضرة الاديبة الشاعرة الروائية المبدعة زاهية

فى انتظار باقى الفصول

لا تتأخرى:v1:

زاهية
05-01-2006, 09:34 PM
الحلقة السادسة عشرة

نزلت من السيّارة قرب الحديقة ,واتجهت إلى بابها الرئيسي ,وأنا أحمل حقيبة ملابسي وممتلكاتي الثمينة,وعندما جلست على مقعد جانبي في مكان قليل الناس, شعرت بطمأنينة تزيح عن نفسي هماً أوشك أن يقتلني ,ولكن صورة أبي وهو يبحث عني في الشارع ظلَّت تطاردني بشراسة تأنيب الضَّمير, فأجبرتني على مغادرة الحديقة إلى أقرب هاتف في الطريق 0
أخبرت سماح بأمر مغادرتي البيت ولكنني لم أوضِّح لها سبب ذلك , وعلمت منها أن والدي لم يخبرها شيئاً عمَّا حدث وطلبت مني العودة إلى المنزل أو الذهاب إلى بيت أحد أشقَّائي أو أخواتي أو إلى البيت الكبير وأنها على استعداد للعيش
معي هناك, رفضت طلبها وقلت لها بأنَّني سأظلُّ على اتصال بهاوما عليها سوى أن تعتني بوالدي جيداً وتخبره والجميع بأنَّني بخير,ثمَّ ودعتها وهي ترجوني العودة إلى البيت ولكنني لم أستجب لتوسلاتها ولم أعلمها بما حدث فهي حتى الآن لاتعرف بأنني قتلت( عزام) وأن أمي ماتت بسببي وكان والدي كتوماً لايؤدب أحدنا أما م البقية ويفضل أن يكلمه على انفراد كي لايهدر كرامته إذا اضطريوماً أمام الجميع0
لم يكن في مخيِّلتي هدف محدَّد أتوجه إليه, فرحت أسير في الطريق أشبع عينيَّ من جمال الموجودات التي تمر أمام ناظري رغم أنها لم تكن تجذبني إليها من قبل ,وأشكر الله على أنَّني لم أسلم نفسي للشَّرطة0
أحسست بشي من السرور المبطن بالخوف, ورغم ذلك كان عذباً ظلَّ يداعب خيالي باماني وأحلام جميلة بعيدة عن السجن, وحبل المشنقة , إنَّه الأمل الذي نحاول الوصول إليه والتَّشبُّث به, ولكنَّه في هذا الزَّمن المارق زئبقٌ لانستطيع إمساكه,هو غصَّة ٌ في القلوبِ, دمعةٌ في العيــــــــــــونِ , ورهبةٌ في الخيــــــــال ,هو أشبه بالمُحال, هو نغمٌ عذبٌ تعزِفـُهُ الأمَاني على أوتارِ الرُّؤى, نسمعُهُ أنينا مُحرِقاً يُلهبُ المشاعرَ بالحرمان, ويفجِّـرُفينا براكينَ الحقدِ على منْ قيّـَدَ الأملَ بسلاسلِ الظــُّلمِ ,ويفتحُ في معاقلِ البوْحِ نوافذ الثـَّورةِ ضِدَّ منْ حجبَ الشّمسَ عنْ صَباحاتِ أيَّامِنا النَّقيَّةِ ,وأرْخَى سدولَ الليل ِعلى صفاءِ أفكارِنا , ولكنْ يظلُّ السُّؤالُ محيِّرا هلْ يَسمحُ الطـُّغاةُ لنا بالحِفاظِ على تلكَ النَّوافذِ مشرَّعَة ً للضـِّياء؟
قد يكون الظلم قوة ,وقد يكون ضعفاً ,قد يكون الظالم جباراً وقد يكون جبانا,ويبقى الطغاة أسلحة بيد الشرِّ فهل أنا طاغية ؟!
لا أنا لست كذلك ,ولكنني قاتلة لم أرحم ضعفه ,لم أستجب لنداء الخير في ذاتي المؤمنة ,انتصرت للشَّر بحجة الثّأر لزوجي فأي نقاء هذا الذي أدعيه ؟؟؟؟!!
أجل هذا ادعاء ,كنت أخاف أن أقتل صرصوراً فقتلت إنساناً وألقيت طفلاً في جحيم اليتم , ولكن هوالذي قتل أولاً والنَّفس بالنَّفس والباديء أظلم 0
نعم نفس سامي بنفس عزام وهوأظلم ,قتلته به وإن كان لايساوي منه شعرة ,لقد نصَّبت نفسي قاضية ومنفذة لحكم الإعدام !!أي شهامة هذه ؟!!!!
وأنا في خضم هواجسي أحسست بقبضة قوية تمسكني من كتفي ,كدت أشل خوفاً لولاأن أتاني صوت من خلف رأسي سبق الشَّللَ إليَّ: أخيراً وجدتك!!
حدثَّتني نفسي بأنَّ والدي قد أخطر الشرطة بأمري وخرجوا يبحثون عنِّي وقد وقعت فريسة سهلة في فكٍّ لايرحم0
لم استطع الإلتفات لرؤية المتكلم بسبب أصابتي بهبوط أو ارتفاع في ضَّغط الدَم لم أعد أميز بينهما ,غير أنَّني سمعت في رأسي صدى ضربة قوية كتلك التي يضعونها في الأفلام السينمائية عندما تحدث مفاجأة ما, وقد أحسست بها الآن فسرقت مني نصف عمري0,ولاأدري كيف سأصرف العمر الباقي منه0
بحركة لاشعورية شددت يدي على مقبض الحقيبة وأطلقت لقدمي العنان ورحت أركض في الشارع والناس تنظر إلي بدهشة لم أعرها أدنى اهتمام ,وصوت الرجل يناديني ويأمرني بالوقوف وأنا اشد بالجري إلى أن تعثَّرت قدمي بحجر فوقعت أرضاً 0وقبل أن أنظر إليه جذبت حقيبتي نحوي وضممتها بكلتا يدي إلى صدري مغمضة العينين,وكان جمع من المارة قد تحلّق حولي فأصابني الذعر ورحت أرتجف كعصفور صغير,أصوات كثيرة كنت أسمعها ولكنَّني لم أفهم شيئاً من الكلام الذي ضج به الجميع ,إلى أن أحسست بيد تمتد نحوي في محاولة لرفعي عن الأرض,فتَّحت عينيَّ فرأيته أمامي وهو يقول لي : لماذا هربت مني أنا لستُ مجرماً ياسيِّدتي 0
أطلت النَّظر في وجهه والدموع تنفر من عيني فسألني : مابك هل هناك مايخيفك؟
تذكرت سامي ربما لمروري في يوم ما بنفس تجربة الخوف تلك ولكن باختلاف الظرف والشخص والمكان0
إنه على كلِّ حالٍ ليس( سامي) وهذا الوجه لاأعرفه ,فمن يكون ؟

يتبع

بقلم

بنت البحر

نسيبة بنت كعب
05-01-2006, 09:48 PM
من هذا ... بسرعة ... الذى يليه ... بسرعة .. بسرعة

زاهية
05-01-2006, 10:03 PM
من هذا ... بسرعة ... الذى يليه ... بسرعة .. بسرعة

لا لن أقول من هذاالأن
لأن شهرزاد سكتت عن الكلام المباح
بطلوع الصباح :001:

زاهية
06-01-2006, 08:35 AM
مشوقة ، ممتعة
تابعي ، ولا تغيبي عنا
أختاه ـ زاهية

أهلاً بك ياغالية
سأتابع بإذن الله رغم أني
سأقطعها قبل النهاية
فمازلت أكتب الحلقات
وكما ترين لم يعد لدي متسع
من الوقت لتكملة أحداثها
ولكنني سأحاول بإذن الله
الحلقات الأخير لم تنشر سابقا
عبلة الحبيبة
:001: :tree: :001:
أهلا بك
أختك
:0014:
بنت البحر

الصباح الخالدي
06-01-2006, 09:24 AM
لا لن أقول من هذاالأن
لأن شهرزاد سكتت عن الكلام المباح
بطلوع الصباح :001:

هناك انواع من الصباح
:)
لا امسكك عن الكلام شيء

زاهية
06-01-2006, 09:34 AM
هناك انواع من الصباح
:)
لا امسكك عن الكلام شيء

أهلا أهلاً بصباح الخير
هناك مثل يقول
ابن الحلال عند ذكره يأتي
وأنت هو
أين أنت ياأخي العزيز
أجدك تغيب عن الواحة
نريد مواضيع تضج بالفكر
هيا اسرج خيل حروفك
أيها المتوهج فكراأدباً وخلقاً
أختك
بنت البحر

عبلة محمد زقزوق
06-01-2006, 09:39 AM
إنَّه الأمل الذي نحاول الوصول إليه والتَّشبُّث به, ولكنَّه في هذا الزَّمن المارق زئبقٌ لانستطيع إمساكه,هو غصَّة ٌ في القلوبِ, دمعةٌ في العيــــــــــــونِ , ورهبةٌ في الخيــــــــال ,هو أشبه بالمُحال, هو نغمٌ عذبٌ تعزِفـُهُ الأمَاني على أوتارِ الرُّؤى, نسمعُهُ أنينا مُحرِقاً يُلهبُ المشاعرَ بالحرمان, ويفجِّـرُفينا براكينَ الحقدِ على منْ قيّـَدَ الأملَ بسلاسلِ الظــُّلمِ ,ويفتحُ في معاقلِ البوْحِ نوافذ الثـَّورةِ ضِدَّ منْ حجبَ الشّمسَ عنْ صَباحاتِ أيَّامِنا النَّقيَّةِ ,وأرْخَى سدولَ الليل ِعلى صفاءِ أفكارِنا , ولكنْ يظلُّ السُّؤالُ محيِّرا هلْ يَسمحُ الطـُّغاةُ لنا بالحِفاظِ على تلكَ النَّوافذِ مشرَّعَة ً للضـِّياء؟

أختاه ـ زاهيتو

رائعة تلك المقطوعة الشجية الرنين ، العميقة المشاعر والأحاسيس .
لقد أعجبتني جداً فنقلتها ها هنا مع ردي .
وما زلت أنتظر وللملل لن أكون ، بل بقصتك سلاح قوي يشدني دوما للإستمرار .
متابعة لكِ بكل الحب والشوق .

زاهية
06-01-2006, 09:49 AM
تأكد لي الآن
أنك تحملين إحساساً رائعاً بالكلمة
فقد اخترت قطعة من أحب كتاباتي إلى نفسي
أتعلمين هي نص منفرد كتبته ذات يوم
ولكنني خشيت عليه الضياع
فوضعته في القصة لمناسبة المكان له
عبلة الجميلة
:001: :tree: :001:
أختي الكريمة
أشكرك على ذوقك الرفيع
ومتابعة قصتي هذه
كوني بالجوار قلباً أخوياً محباً
أحبك في الله
أختك
:0014:
بنت البحر

زاهية
06-01-2006, 11:46 AM
الحلقة السابعة عشرة
وقبل أن أنهض من انهياري فوق الأرض مدَّت إحدى النساء يدها ورفعتني بها بينما أمسك أحد الحضور بقميص الرجل, وراح يضربه وينهره مهدداً إيَّاه بالتَّسليم للشَّرطة ,والرجل يحاول أن يبعده عنه ويقول في محاولة لإبعاد التهمة عنه :كنت أريد منها صدقة لوجه الله ..لم أزعجها بشيء ..هي ركضت في الطريق ..ما ذنبي بما وقع لها ,نظر إلي :أليس كذلك ياسيِّدتي؟ أرجوك تكلَّمي.
تنفَّست الصعداء وأنا أنفض عن ملابسي آثار التراب التي علقت بها وصدري يعلو ويهبط خوفاً وتعبا قلت :بلى هوكذلك, ولكن ليس من اللائق أن تضع يدك فوق كتفي .. كادت روحي تخرج بقبضتك الثَّقيلةِ.
فقال أحدهم:إنه شحاذ مجنون تعود مفاجأة المارة بهذه الطريقة,سنذهب به إلى المخفر وهناك سيجد من يحسن تأديبه عندما تقديمن بلاغاً ضده بالاعتداء عليك.
قال الشحاذ: أرجوك ياسيِّدتي لاتدعيه يفعل ذلك , أولادي جائعون ينتظرون عودتي إليهم بالطَّعام 0
رقَّ قلبي لحاله,وانتابني الهلع من الذهاب إلى المخفر, فقلت لماسكه: دعه يذهب على أن لايكرر هذا العمل مرَّة ثانية 0
شكرني الشَّحاذ وانفضَّ الناس من حولي دهشين . فأخرجت من حقيبتي مبلغاً من المال وقدَّمته له..أخذه فرحاً شاكراً , وعندما راح يبتعد رأيته يتعكَّز على عصاه ويخطو بعرج محزن, مضيت في طريقي أرثي لحاله وأخلع عن نفسي رداء الخوف من قبضة الشَّحّاذ الرَّهيبة تلك وما كان سيصيبني من الشرطة لوأنني وافقت الرجل الآخروذهبت معه إلى المخفر,وأنا أعرج بخواطري حيثما اتفق0
سمعت أذان الظهر ينادي للصَّلاة فدخلت أول مسجد مررت به , وكنت على وضوء فقد تعوَّدت منذأن كنت صغيرة ألا أخرج من البيت دونه خشية أن تفوتني الصلاة في حال تأخري خارجه0
أديت الصلاة في المكان المخصَّص للنِّساء,وجلست بعض الوقت أتلو سورة الأنعام بعد أن أخذت مصحفاً من فوق أحد الرفوف الجانبية 0
في بيت الله يشعر المؤمن بالطّمأنينة تثلج صدره.. بينما يحس العاصي بالنار تأكل كبده..ثمَّة أحاسيس متباينة كانت تنتابني بين الفينة والأخرى,فكنت ألوم نفسي حيناً وأشفق عليها حينا آخر.. رفعت يديَّ بخشوع إلى السَّماء , ورحت أدعوالله بدموع الألم أن يكون معي ويساعدني فيما أنا فيه ويلهمني فعل الصواب0
بالقرب مني كانت تجلس سيدة في السِّتين من العمر ربما سمعت توسُّلي إلى الله , فوقع في نفسها عطف علي ..سألتني عن همي فأخبرتها بأنَّني غريبة , وأخشى أن أذهب إلى الفندق دون محرِم , فدعتني للمبيت عندها ..هي أرملة , وليس في البيت إلا بناتها الأربع وهنَّ شابات , ويدرسن في الجامعة بصفوف مختلفة0
شكرتها واعتزرت عن قبول الدعوة , فأشارت عليَّ بأن أذهب إلى بيت الطَّالبات حيث تديره سيدة محترمة , ولايدخله الرِّجال إلا أهالي الطالبات عندما يحضروا لزيارة بناتهم حيث يوجد غرفة مخصصة لاستقبال الضيوف,كتبت لي العنوان على ورقة صغيرة وسجَّلت لي رقم هاتف منزلها , إذا ماأحتجت لمساعدتها يوماً فأجدها أمامي0
دخلت بيت الطالبات وأنا في الخامسة والأربعين وبقيت فيه مدة من الزَّمن مليئة بالأحداث سأقص عليكم بعضها وأرجو أن تسمعوني جيداً وتعوا ما أرويه لكم فقد زادت ثقافتي الحياتية بهذه التجربة كثيراً بعد معايشتي لأحداث واقعية مع الطالبات0

يتبع
بقلم
:0014:
بنت البحر

نسيبة بنت كعب
06-01-2006, 01:46 PM
:كنت أريد منها صدقة لوجه الله ..لم أزعجها بشيء ..هي ركضت في الطريق ..ما ذنبي بما وقع لها ,نظر إلي :أليس كذلك ياسيِّدتي؟ أرجوك تكلَّمي.

حرام عليكى ! وقعتى قلبى فى الحلقة اللى فاتت http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/p012.gif
قلت القصة خلصت

بس انت تجيدين الأثارة و تعرفى كيف تخرجى من حلقة الى اخرى بسلاسة عجيبة

متابعة والله .........

الصباح الخالدي
06-01-2006, 02:56 PM
أهلا أهلاً بصباح الخير
هناك مثل يقول
ابن الحلال عند ذكره يأتي
وأنت هو
أين أنت ياأخي العزيز
أجدك تغيب عن الواحة
نريد مواضيع تضج بالفكر
هيا اسرج خيل حروفك
أيها المتوهج فكراأدباً وخلقاً
أختك
بنت البحر

للمبدعة زاهية بنت البحر
لعل توهج اشراقكم على جانب البحر يجعل كل صباح آخر مهما توهج مظلما
وفقك الله

زاهية
06-01-2006, 06:00 PM
حرام عليكى ! وقعتى قلبى فى الحلقة اللى فاتت http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/p012.gif
قلت القصة خلصت

بس انت تجيدين الأثارة و تعرفى كيف تخرجى من حلقة الى اخرى بسلاسة عجيبة

متابعة والله .........
لاقطع الله لك نسباً مع الإيمان
ثبتك على الحق
أختك
بنت البحر

د. محمد حسن السمان
06-01-2006, 09:01 PM
سلام الله عليكم
الاخت الفاضلة الاستاذة القاصة زاهية
لقد قدمت اروع ما قرأت من قصص مشوقة
اجدت فيها طريقة الرواية وتصعيد الاحداث
والاثارة , عقد وعقد تتابع , لدرجة انني تضايقت
منك اكثر من مرة لانقطاع الاحداث من حلقة الى
اخرى وانا اريد ان التهم كل كلمة وكل صغيرة وكبيرة
والى الآن وانا انتظر , الى متى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كم هو رائع ما تقدمين , اتوجك ملكة القصة دون ريب ...

ارجو الله لك التوفيق والحظ الطيب دوما .

اخوكم
السمان

زاهية
07-01-2006, 12:38 PM
للمبدعة زاهية بنت البحر
لعل توهج اشراقكم على جانب البحر يجعل كل صباح آخر مهما توهج مظلما
وفقك الله


أشكرك أخي الفاضل
الصباح
:001: :tree: :001:
على عظيم خلقك
وجمال روحك
دمت لي أخاً في الله كريماً
أختك
:001:
بنت البحر

زاهية
07-01-2006, 02:45 PM
سلام الله عليكم
الاخت الفاضلة الاستاذة القاصة زاهية
لقد قدمت اروع ما قرأت من قصص مشوقة
اجدت فيها طريقة الرواية وتصعيد الاحداث
والاثارة , عقد وعقد تتابع , لدرجة انني تضايقت
منك اكثر من مرة لانقطاع الاحداث من حلقة الى
اخرى وانا اريد ان التهم كل كلمة وكل صغيرة وكبيرة
والى الآن وانا انتظر , الى متى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كم هو رائع ما تقدمين , اتوجك ملكة القصة دون ريب ...

ارجو الله لك التوفيق والحظ الطيب دوما .

اخوكم
السمان

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شعرت بالسعادة والفخر
بمرورك الجميل من هنا
أخي الفاضل
د0السمان
:001: :tree: :001:
أن تقرأ لي فهذا عظيم
ولكن أن تتوجني ملكة القصة
فوالله لقد أخجلت تواضعي
أشكرك جداً وبمرورك
تكبر مسؤوليتي تجاه القصة
دمت لنا مشجعاً على الإبداع
أختك
:0014:
بنت البحر

زاهية
07-01-2006, 05:32 PM
الحلقة الثَّامنة عشرة

واثقةالخطى دخلت البيت , والتقيت بالسيدة المشرفة على إدارته , عرفت فيما بعد أنها طليقة أستاذ جامعي رزقت منه بشابين, وفتاة تزوجت من زميل والدها في السلك الجامعي, ولها طفلة جميلة كنت ألاعبها عندما تأتي والدتها لزيارة أمها,أما الشابان فالأكبر يعمل موظفاً كبيراً في الدولة والآخر يدرس الطب في إحدى الدول الغربية,وكانت والدة السيدة المشرفة واختها العانس تعيشان في بيت الطالبات في القسم الأرضي منه, حيث يتم إعداد الطعام والغسيل الذي تشرف على القيام به وعلى خدمة البيت والطالبات, البدوية أم شاكر وابنتها شكرية إبنة السادسة عشرة ربيعاً, ورغم أنَّها كانت أمية لاتفك الخط كما يقولون , فقد امتلكت من الذكاء والحنكة ماجعلها تسيطر على عقول الفتيات الجامعيات, وتكون القاسم المشترك لأي حديث يدور بين اثنتين منهنَّ, أوأكثر0
البيت كبير جداً وهو مؤلَّف من صالة واسعة لتناول الطعام حول طاولة السفرة الطويلة التي كانت تفتقر إلى الغذاء الجيد والمشبع في غالب الأحيان, ويحيط بالصالة أبواب الغرف الست التي تعيش فيها الفتيات اللواتي قدمن من محافظات البلد ومن بلاد عربية كثيرة,وكانت كل غرفة تحتوي على أربع أو خمس أسرَّة تزاد في أيام الإمتحانات بسبب قدوم الطالبات للإختبارات العلمية مما كان يسبب للكثيرات منهن مضايقات مختلفة, ولكنهن كنَّ مجبرات على الإقامة في هذا البيت لسمعة صاحبته الحسنة, ولثقة الأهالي بها حيث يعتقدون أن بناتهن في حضن أمين0
كان للبيت مدخل من الشارع العام بعد صعود عدة درجات, وله مدخل آخرمن الحديقة الواسعة المطلة على شارع فرعي وهو مقفل يفتح عند الضرورة , وكانت هذه الحديقة هي المتنفس الوحيد للطالبات عندما ينفث الحرَّ زفراته في أيام الإمتحانات ,فيخرجن إليها ويجلسن تحت ظلال أشجارها المتنوعة ولكنها رغم كثرتها فإنها كانت تترك مساحة واسعة من الحديقة مكشوفة فيتسنى للجيران الذين يسكنون في الطوابق العليا رؤية من في الحديقة0
ومن خلال أحد الأبواب التي في صالة البيت كانت السيدة منذرة تهبط إلى القسم الأرضي منه عبر عدة درجات, ويودي هذا الباب إيضاً إلى طابق صغير يتألَّف من غرفتين إحداهما لأربعة أسرة والأخرى لسرير واحد أقنعتُ السيدة منذرة بإقامتي فيها بعد وساطة السيدة التي دلتني على هذا البيت وبعد أن تمت المعجزة بقبولي فيه إذ تعودت المشرفة ألا تقبل إلا الطالبات ولكن للوساطة كلام آخر0
كانت الغرفة صغيرة وأثاثها بال فطلبت من السيدة منذرةأن تبدله بجديد أدفع ثمنه من جيبي الخاص على أن أتركه لها بعد مغادرتي البيت فوافقت براحة مشوبة بالتذمر هكذا أبدت لي والله أعلم بالسرائر0
من المشكلات التي واجهتني في هذا البيت, وأقلقتني طويلاً وجود الهاتف في الصالة الكبيرة بجانب النافذة المطلة على الشارع العام قرب الباب الرئيسي فيه, وكان دائم الرنين ليلاً ونهاراً , وكان يُنادى على الفتيات بصوت عالٍ للرد على المكالمات إضافة لوجود قفل صغير ظل جاثماً على صدر الهاتف ,وصدور البنات حتى أخر لحظة لي في هذا البيت , وكانت المشكلة في إيجاد فكة من النقود عندما كنا نريد الإتصال من خلاله بهاتف خارجي , فقد كانت الفتيات يقرعن باب غرفتي واحدة تلو الأخرى للسؤال عما إذا كان معي فكة , وكأنني أملك مصرفاً منها رغم أنهن كنَّ لايعلمن بما أحضرت معي من ثروة0
وشيء أخر أزعجني جداً هو التجاء بعض الفتيات إليَّ لفتح الباب لهن عندما كانت إحداهن تتأخر بالسهرخارج البيت, وهذا أمر ممنوع إذ حددت المشرفة الساعة الثامنة موعداً لإقفال الباب ولكن بعض الفتيات بمكرهن لاتعجزهن حيلة0
يتبع
بقلم
:0014:
بنت البحر

نسيبة بنت كعب
08-01-2006, 04:23 PM
متابعة ..........

التالى

د. محمد حسن السمان
08-01-2006, 06:30 PM
سلام الله عليكم
الاخت الفاضلة الاستاذة زاهية
وما ذا بعد ؟؟؟؟؟؟؟
انا بانتظار المزيد من الاحداث

تقبلي فائق الاحترام

اخوكم
السمان

زاهية
08-01-2006, 06:41 PM
الحلقة التاسعة عشرة

رتبتُ غرفتي فبدت رغم بساطتها توحي بذوق ساكنتها الرفيع, وقد وجدت الفتيات فيها القلب الحنون والطعام الشهي, فقد رحت أصرف عليهن بسخاء علني أعوض بهذا العطاء ماأحسه من نقص في داخل نفسي فأنا قاتلة وهذا يكفيني انحداراً بالنسبة للأبرياء0
كانت امتحانات الدورة الجامعية الأولى قد بدأت وامتلأ ت الغرف بالأسرة ,وقارب عدد الطالبات الثلاثين فأصبح البيت كخلية نحل دائمة الحركة مانا مت فيه عيون إلا استيقظت أخرى0
تولت شكرية مهمة شراء الطعام لنا من الخارج حينما كانت الفتيات يشعرن بالجوع بين الوجبات الثلاث التي تقدم لهن في البيت صباحاً وظهراً ومساء, وكنت أعطيها المال ولاأسترد منها الباقي ,فأعجبها الحال, وباتت تنتظر مني إشارة للذهاب إلى السوق, وشراء مانحتاج إليه من لحوم ومرطبات وفاكهة وحلويات ,وفي حال انشغالها بعملٍ ما كانت والدتها تقوم بالمهمةعوضاً عنها0
خلال هذه المدة تكلمتُ مع أختي سماح مرتين وعلمتُ منها أخبار العائلة ,وأنها حدَّثتْ أبي بشأن هروبي وكان حزيناً لأجلي وطلب منها دعوتي للعودة إلى المنزل لحل الأمور المتشابكة دون أن يفصح لها عن ماهية هذه الأمور,فلم أعدها بشيء0
ذات ليلة وبعد أن هدأت الحركة قليلاً في البيت وكنت قد آويت إلى فراشي بعد تفكير طويل بما مرَّ بي من أحداث قرع باب غرفتي فنهضت من سريري لفتحه للقادمة فقد تعودتُ أن أقفله بالمفتاح كلما انفردت بنفسي تحسباً لمفاجأة ما خاصة بعد أن أخبرتني شكرية قبل أيَّام أن الفتيات يتساءلن عن حجم ثروتي فقد أثار فضولهن سخائي الغريب الذي لم يتعودن عليه من إحدى النزيلات قبلاً0
فتحت الباب فوجدتُ السيدة منذرة أمامي فدعوتها للدخول, فابتسمت لي بوقار وبعد أن أغلقت الباب ورائها جلست فوق الكرسي الجديد الذي كنت قد اشتريته مؤخَّراً ,بينما جلستُ أناعلى حافة سريري الفخم الذي أثار اهتمامها بإعجاب جليِّ0
لم أتوقع زيارتها لي في هذا الوقت المتأخر من الليل حيث تعودتْ أن تذهب فيه إلى شقتها الخاصة بها وبأولادها في الجهة المقابلة لبيت الطالبات 0رحبتُ بها وكانت تبتسم لي كلَّما التقت عيناي بعينيها النصف مغمضتين فقد سبق لها كما علمت من شكرية أن أصيبت بجلطة تركت لها آثارتشوهاتٍ مرضية بفمها وعينيها0
قدمت لها كأساً من العصير وتشكيلة من البسكويت الذي كنت أفضل تناوله عوضاً عن الطعام في كثير من الأحيان 0
أمسكتْ كأس العصير بيدها اليمنى ونظرتْ إلي بهدوء ممل ثم قالت بابتسامة أظهرت اصفرار أسنانها:من أنتِ ياسناء؟
فاجأني سؤالها الغريب وطريقة طرحه بهذا الأسلوب المخيف,شعرت للوهلة الأولى أنني أمام أفعى ضخمة ستلف حبلها حول عنقي لتخنقني ,ابتلعت ريقي وسحبت نفساً عميقاً والقلق يكاد يلتهمني لقمة واحدة وهي تحاصرني بنظرات عينيها الضيقتين فحسبتهما جدران السجن الذي سترسلني إليه هذه السيدة المتطفلة علي الليلة وحسبت فمها الذي تبسم شفتاه بمكر هما بؤرة سموم ستبثـُّها في قلبي وحسبت وحسبت وراح جسدي يغلي بنار الخوف ويداي تقطران بخاره عرقاً بارداً 0
وقبل أن أتفوه بحرف واحدٍ فتح الباب فجأة فتعلََّقت عيناي بالقادمة التي أرسلتها الأقدارلي في اللحظة الحاسمة لترفع عني ماأعانيه من السيِّدة المنذرة تلك 0
لم تنتظر شكرية مني السماح لها بالدخول فأغلقت الباب ورائها وجلست على الأرض وراحت تتناول بعض القطع من البسكويت فنهضت عن السرير وأحضرت لها من الثلاجة الصغيرة كأساً من العصير فقد أنقذتني من موقف حرج تستحق عليه التكريم والكثير من العطايا0
داخلني السرور فاستنشقت نسيمَ أملٍ بالفكاك من كماشة سؤال المنذرة ورحت أثني على شكرية أمام سيدتها التي فشلت في كتم غيظها واستيائها من اقتحامها مجلسنا في هدأة الليل 0
بشيء من الضيق طلبتْ منها الخروج من الغرقة لتفقد الطالبات عسى أن يكن بحاجة لوجودها في المطبخ فأبت بحجة أنهن يدرسن وقد آوت الكثيرات منهن إلى أسرَّتهن للنوم,فسألَتها أن تصنع لنا القهوة فأسرعت ضاحكة لتلبية الطلب وهي تنظر وتحرك حاحبيها شفتيها يمنة ويسرة فلم أتمالك نفسي فانفجرت بالضحك والسيدة المنذرة تستعجلها بالذهاب إلى المطبخ0
يتبع
بقلم
:0014:
بنت البحر

د. محمد حسن السمان
08-01-2006, 10:27 PM
سلام الله عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة القاصة زاهية
ما زلت متابعا , وها هو العيد , عيد الاضحى المبارك ,
قد عمّ علينا ببركته , وانا مازلت متابعا , راجيا ان اقرأ
كامل القصة واتنعم بجميل وشيّق احداثها , قبل ان يأتي
عيد الفطر المبارك , مع انني مستعد للبقاء متابعا هذه
الجمالية القصصية .
سلمت يداك ايتها القاصة ( المتوّجة )

اخوكم
السمان

زاهية
09-01-2006, 06:48 PM
سلام الله عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة القاصة زاهية
ما زلت متابعا , وها هو العيد , عيد الاضحى المبارك ,
قد عمّ علينا ببركته , وانا مازلت متابعا , راجيا ان اقرأ
كامل القصة واتنعم بجميل وشيّق احداثها , قبل ان يأتي
عيد الفطر المبارك , مع انني مستعد للبقاء متابعا هذه
الجمالية القصصية .
سلمت يداك ايتها القاصة ( المتوّجة )

اخوكم
السمان

أعدك أن أنهيها قبل عيد الفطر بإذن الله
دعواتك أخي الكريم
د0السمان
:001: :tree: :001:
وكل عام وأنت بخير
أختك
:0014:
بنت البحر

نسيبة بنت كعب
09-01-2006, 07:03 PM
وبعدين ..........

الصباح الخالدي
09-01-2006, 08:06 PM
فعلا وبعدين
عيد الفطر يعني سنة إلا شوي
زاهية دخيلك ...... مافينا صبر

زاهية
10-01-2006, 12:16 AM
الحلقة العشرون

توسلت إلى الله بدعاء خفي رجوته فيه أن يجعل السيدة تنسى سؤالها المحرج الذي زرعته في أذنيّ قبل قليل فابتسمت لها وأنا أفتح باب الثلاجة الصغيرة لأخرجَ منها علبة الشوكولا بينما كانت عيناها تتفحصاني من رأسي حتَّى قدميَّ,دون أن يخطر في بالي غير الخوف من السجن وملحقاته0
وقبل أن تتناول قطعة من العلبة تهادى إلى سمعنا نقرات موسيقية على طاولة السفرة في الصالة ومن ثم بدأت أصوات الفتيات تعلو بالغناء والتصفيق تدريجياً مما جعل السيدة تهب واقفة وتسرع بمغادرة غرفتي وقد علت وجهها علامات الغضب0
إنَّها شكرية هي التي أخرجت الفتيات من غرفهن وطلبت منهن أن يصفقن لها ويغنين إحدى الأغيات الشهيرة وراحت ترقص وتقفز كمهرج وهنَّ يضحكن منها بصوت مرتفع0
أنـَّبتْ السيدةُ الفتياتِ ونادتْ أمَّ شكرية لمعاقبة ابنتها لما أحدثته من فوضىغير محببة أصلاً ,وخاصة في وقت متأخرٍ من الليل, والجيران نيام,بينما استيقظت بقية الطالباتِ إثر زوبعة الضجيج التي نتجت عن أصوات الغناء ,والتصفيق في الصالة ,وحصلت مشادة كلامية بينهن انتهت بغض طرف السيدة المنذرة عن العودة إلى غرفتي في تلك الليلة وإعفائي من الإجابة على أسئلتها التي بدأتها( بمن أنت ياسناء ),فابتسمت وأنا أسمع من خلف الباب مايدور في بهو البيت 0
وضعت رأسي فوق الوسادة واستسلمت لنوم عميق 0
في الساعة السابعة صباحاً سمعت نقرات خفيفة تهمس في أذني باب غرفتي ,فنهضت لفتح الباب فانتابتني نوبة من الضحك المفاجيء عندما رأيت شكرية تقف أمامي مقطبة ,وما لبثت أن دخلت إلى الغرفة, وجلست كعادتها فوق الأرض, ودمعة تنفر من عينيها0
حاولت مداعبتها ببعض الكلمات الساخرة ,فأبت أن تبتسم إلى أن طلبت منها مغادرة الغرفة إن هي أصرت على بقائها صامتة, فانفجرت بثورة بكائية ندبت بها حظها العاثر وأمَّها ,وقالت ودموعها تغسل وجهها الشديد السمرة :لوأن والدي كان حياً لكفاني وأمي العمل في خدمة الناس والاستخفاف بي وكأنني مجبولة من طين غيرطين بني البشر0
مسحت دموعها بيدي وهدَّأت من ثورتها بعبارات المواساة, وأخبرتها أن العمل ليس عيباً مادام بعيداً عن الحرام, فسألتني سؤالاً أحرجني فعلاً ,وتلكأت في الإجابة عليه ,فكررت السؤال مرة ثانية فقلت لها: ربما فعلت ذلك لو أنني كنت في الظروف التي تمرين بها 0
لم يعجبها الجواب فسألتني :أخبريني إذن لماذا أنا خادمة دون جميع هؤلاء الفتيات رغم أنني أكثرهنّ ذكاء وخفة دمٍ وسرعة بديهة ,وحتى أنني أحتفظ بثروة هائلة من الثقافة تعادل ثقافتهن جميعاً ,لقد تعلمت منهن علوماً كثيرة فقد وعيت على الدنيا وأنا أخدم هنا في هذا البيت الذي يجمع المتناقضات , صدقيني لوأنني كنت أجيد الكتابة والقراءة لألَّفت عشرات القصص ,فمخزونها الهائل في رأسي يكاد يفجره , أتعلمينني الكتابة والقراءة سيدة سناء ؟
يالها من إنسانة تمتلك فعلاً اسلوب محاورة شديد البأس ,سريع الإقناع ,أحسست برغبة حقيقة في محو أميَّتها, وتحريرها من الإحساس بالنقص عمن سواها , ولكن ليس الآن فأنا مازلت مشوشة الأفكار ,أبحث عن مرفأ أمن ترسو فيه سفينتي التي تتقاذفها الأمواج ولا أدري مايخبِّئه لي القدر,فقلت لها : ربما ولكن ليس الآن فإنَّني ,وقبل أن أكمل كلامي قاطعتني بكبرياء: سأعطيك أجراً جيداً إن فعلت ذلك,ولكن لم تخبريني سيِّدتي هل أنت متعلمة؟
مرة أخرى أقع فريسة الإحراج ,فقلت لها : عندي من العلم ما يساعدني على الحياة ,وفك بعضِ رموزها0
فقالت : اعطني منه مايساعدني على العيش بوعي بعيداً عن الجهل ,أريد أن أقرأ وأكتب وأحمل الكتب كما تفعل الطالبات هنا, أستحلفك بالله إلا فعلت ذلك 0
أشفقت عليها وأعجبني اندفاعها القوي نحو هدفها الذي تحجبه عنها أسوار واقعها الخدمي ومكانس القش ومماسح الأرض وفقر الحال ,فقلت : دعيني أفكر بالأمر جيداً ,فوقفت بفرح وقبلتني وهي تقول : إحساسي يخبرني بأنك ابنة حلال ولكنك تمرين بظروف صعبة أليس كذلك؟؟؟
الآن فقط انزلق قلبي إلى قدمي خوفاً من شيء غامض يحدث هنا,لابد أن تكون شكرية ممن يعملون بالسر لصالح جهة ما ,وإلا من أين لها هذا الذكاء والوعي ودقة الملاحظة , إنها على مايبدو ستجمع عني معلومات خاصة لترسلها إلى جهات خاصة أيضاً, فماذا أفعل في هذه الورطة الجديدة؟

يتبع
بقلم
:0014:
بنت البحر

كل عام وأنتم بخير

الصباح الخالدي
10-01-2006, 12:39 AM
قرأتها مرتين في البريد ثم هنا

ممتعة نتابع بصمت ونهتم وانت بالف خير ياتاج منتدانا

زاهية
10-01-2006, 09:43 PM
نسيبة الغالية
بعد قليل سأقدم حلقة جديدة
انتظريني
أختك
بنت البحر

زاهية
10-01-2006, 09:47 PM
قرأتها مرتين في البريد ثم هنا

ممتعة نتابع بصمت ونهتم وانت بالف خير ياتاج منتدانا


جزاك الله الخيردائماً
أخي الكريم الصباح
أختك
بنت البحر
:001: :tree: :001:

نسيبة بنت كعب
10-01-2006, 10:37 PM
أنا هنـــا ولم اغادر اصلا

بالأنتظــار......

زاهية
10-01-2006, 10:47 PM
الحلقة الواحدة والعشرين

حاولت ستر شكوكي بابتسامة مجاملة سرعان ما فضحت سرَّها نظراتُ هذه الفتاة الغريبةالتي لم أقابل مثيلاً لها في حياتي كلها,فقالت لي هامسة وقد أحسستُ بحرارة أنفاسها تصفع خدي عندما مالت برأسها نحوي: أنا أعرف كلَّ شيء عنك0
هذه المرة أحسست بدوارٍ مفاجيء وغبت عن الوعي0
وعندما فتحت عينيَّ رأيت شكرية تجلس القرفصاء بجانبي وبيدها بصلة تفرك بها أنفي فأبعدتها عني وسألتها : ماذا تفعلين يافتاة 00ابتعدي عني0
فنهضت من قربي وقالت والدموع تملأ عينيها:كنت أحاول مساعدتك بعد أن أغمي عليك ,هل أنت بخير؟
-نعم أنا بخيرهيا اخرجي من غرفتي,لاأريد أن أراك هنامرةً ثانية 0
نظرت إلي بشراسة نمرة وقالت وهي تمسح دموعها المتساقطة:إنْ أنا خرجت الآن فلن أدخل غرفتك هذه مرة ثانية مهما كانت الأسباب0
فقلت لها :وليكن ,أنالست بحاجة لك0
فقالت بثقة المنتصر: تتوهمين ,الجميع هنا هم بحاجتي كباراً وصغاراً0,وأنت منهم شئتِ هذا أم أبيتِ ,لن ألومك يا سيدة سناء فأنت تجهلين من أكون 0
مرة ثانية تلقي في نفسي الشكوك حول من تكون فسألتها بجرأة: ومن تكونين ياأنت ؟
فقالت بتحد سافر : أنا شكرية محمد عبد المحسن حسين محمود أبو عواد أحمد علي
فقاطعتها بضيق: كفى كفى إنني متعبة وأريد أن أنام0
فقالت بابتسامة رقيقة : لن أخرج من هذه الغرفة وأنت غاضبة مني ,يؤلمني أن أراك حزينة فوجهك يفضح سريرة نفسك ونظراتك تفصح عن ضياع ٍ وهموم كبيرة, حدثيني عنك وأخرجي نار عذابك ياسيدة سناء فستجدي لدي مايطفئُها في الحال0
للحظة شعرت بصدق شكرية فقد استطاعت أن تنتزع مني ابتسامة عفوية رغم شكوكي بها,فحاولت استغلالها لصالحها فجلست على الكرسي وقالت :أتعرفين سبب زيارة السيدة منذرة لك ليلة أمس؟
هذه الفتاة تجيد اللعب بأعصابي ,ويجب أن أتجملَّ بالصبر والهدوء وأن أشحذ قدراتي العقلية لمواجهتها وقبل أن أجيبها قرَّرت دخول اللعب معها بذكاء فلن تعجزني فتاة لوأنَّني أنجبت وأنا شابة لكانت بعمر أولادي,فقلت لها: بل أنت تعرفين 0
ابتسمت بخبث وقالت: نعم أعرف فقد سمعتها تحدث أختها حياة بهذا الشَّأن0
فقلت لها: لايهمني مع من كان الحديث أريد الزبدة منه0
فقالت ضاحكة: مع السكر أم مع الملح؟
فقلت لها : أريد الأطيب منهما 0
فهمست ضاحكة :إنَّهما وجهان لعملة واحدة لاتستطيعين صرفها 0
فقلت لها : ربما استطعت 0
فقالت :ولن تستطيعي بلع السكرو لا الملح إنَّ طعمهما حنظل 0
فقلت لها وقد نفذ صبري :لم أعد أريد معرفة شيء أريد أن أنام ,اغربي عن وجهي أنت والحنظل هذا0
فقالت ساخرة: قبل أن تعرفي ذاك الشَّأن الهام؟ لالاأظن ذلك وستظلِّين ورائي إلى أن أخبرك به0
فقلت لها حسناً ياشكرية دعينا من اللف والدوران فقد ضايقتني مماطلتك 0
فقالت: حسناً ولكن بعد أن تعديني بأن لاتعلم السيدة منذرة بما سأخبرك به, فقد تسببين لي حرجاً أمامها إن هي علمت بإفشاء السِّر0
فقلت لها مطمئنة: أعدك بذلك 0
فقالت برجاء:وهل ستعلمينني القراءة والكتابة إن أنا أخبرتك به؟0
لم أجد ماأقوله لها في مثل هذا الظرف سوى:نعم عندما أجد الوقت المناسب لذلك0
فقالت :ليس لديك مايشغلك في هذه الأيام ,لاأريد منك سوى ساعة واحدة كلَّ يوم ,هذا يكفيني ياسيدتي وستجدينني تلميذة متفوقة بإذن الله ,مارأيك سيدة سناءألاتكفي ساعة واحدة ؟بإمكاني أن أتفرغ للدراسة ساعتين أوكماتريدين ,فقط وافقي وأنا طوع أمركِ سيِّدتي0
فقلت لها:رويدك ياشكرية إنَّكِ تتكلَّمين وكأن في جوفك إذاعة,سأحاول أن أجد لك وقتاً لذلك هيَّا أخبريني بالسِّرقبل أن أغيرَ رأي 0

يتبع
بقلم
:0014:
بنت البحر

د. محمد حسن السمان
10-01-2006, 10:54 PM
سلام الله عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة القاصة الاستاذة زاهية
كل عام وانت بخير
رسالة احتجاج
اسجل هنا رسالة احتجاج شديدة اللهجة , ان الحلقة العشرون
كما اسميتها , لم تشف غليلي , وعليه لقد اتخذت قرارا خطيرا
ارجو ان استطيع تنفيذه , وهو ان وجدتك تتابعين على نفس
المنوال في عدم اشباع نهمي وشوقي لتتبع احداث الاعتراف ,
ساتوقف عن قراءة كل ما تقدمين من اشياء جميلة رائعة في
الواحة المباركة , وهذا آخر كلام لدي .
وليعد اللهم العيد عليك وعلى جميع الاخوة والاخوات في الواحة
المباركة بالخير واليمن والبركات .

اخوكم
السمان

نسيبة بنت كعب
10-01-2006, 10:55 PM
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/p018.gif

هلمى قبل تنفيذ الأنذار

زاهية
10-01-2006, 11:00 PM
أهلاً بك أخي الكريم
د0السمان
:001: :tree: :001:
يسعدني تفاعلك مع القصة ولكن ...
لم يعد في جعبتي سوى حلقتين
جاهزتين للنشر
سأحاول قصارى جهدي لتأمين
بعض الحلقات بإذن الله
كل عام وأنت والأهل والأمة بخير
أختك
:0014:
بنت البحر

زاهية
10-01-2006, 11:03 PM
http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/p018.gif



نسيبة
:001: :tree: :001:
أضحك الله سنك ياغالية

نسيبة بنت كعب
10-01-2006, 11:54 PM
كان هناك جملة يبدو انها لم تكتب لأنفصال الكهرباء


ساتوقف عن قراءة كل ما تقدمين من اشياء جميلة رائعة


اضحكنى التهديد والمداعبة ان لم تكملى
كنت سأكتب مثله وقد كتب ما بخاطرى فأبتسمت

دمت متألقة يا زاهية

وأضحك الله سنك اخى المتحمس السمان

هى بحق قصة شيقة اتابعها من البداية الى النهاية ان شاء الله

الصباح الخالدي
11-01-2006, 01:22 AM
جميلة جميلة جميلة فقط

زاهية
11-01-2006, 03:24 PM
كان هناك جملة يبدو انها لم تكتب لأنفصال الكهرباء




اضحكنى التهديد والمداعبة ان لم تكملى
كنت سأكتب مثله وقد كتب ما بخاطرى فأبتسمت

دمت متألقة يا زاهية

وأضحك الله سنك اخى المتحمس السمان

هى بحق قصة شيقة اتابعها من البداية الى النهاية ان شاء اللهالغالية نسيبة

أحياناً لابد من الاقتباس
فقد نجد فيه ماهو أجمل من الرد
دمت غالية :001:
أختك
:0014:
بنت البحر

زاهية
12-01-2006, 12:16 AM
جميلة جميلة جميلة فقط


ادع لي الله أن يساعدني
في متابعة الكتابة فيها
أختك
بنت البحر

الصباح الخالدي
12-01-2006, 01:21 AM
ادع لي الله أن يساعدني
في متابعة الكتابة فيها
أختك
بنت البحر
سأفعل وأعانك الله

زاهية
13-01-2006, 01:22 AM
سأفعل وأعانك الله


تقبل الله منك أخي الفاضل
الصباح
أختك
بنت البحر

نسيبة بنت كعب
13-01-2006, 12:28 PM
انا تعبيت من الوقوف على الباب .....

متى ستفتحى التحقيق ........


http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/36_13_3.gif

عبلة محمد زقزوق
13-01-2006, 06:02 PM
دخلت بيت الطالبات وأنا في الخامسة والأربعين وبقيت فيه مدة من الزَّمن مليئة بالأحداث سأقص عليكم بعضها وأرجو أن تسمعوني جيداً وتعوا ما أرويه لكم فقد زادت ثقافتي الحياتية بهذه التجربة كثيراً بعد معايشتي لأحداث واقعية مع الطالبات0
أختاه الرائعة / زاهية

مازلنا حتى الحلقة الواحدة والعشرون ، ولم نعي حدثا ... أو موقفاً ، بل مازلنا رهناء مثل بطلة قصتنا تلك .

خالص التحايااااااااااااااا

زاهية
13-01-2006, 11:24 PM
انا تعبيت من الوقوف على الباب .....

متى ستفتحى التحقيق ........


http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/36_13_3.gif

انتظري ياغالية
كل شيء بوقته جميل
أختك
بنت البحر

زاهية
13-01-2006, 11:27 PM
دخلت بيت الطالبات وأنا في الخامسة والأربعين وبقيت فيه مدة من الزَّمن مليئة بالأحداث سأقص عليكم بعضها وأرجو أن تسمعوني جيداً وتعوا ما أرويه لكم فقد زادت ثقافتي الحياتية بهذه التجربة كثيراً بعد معايشتي لأحداث واقعية مع الطالبات0
أختاه الرائعة / زاهية

مازلنا حتى الحلقة الواحدة والعشرون ، ولم نعي حدثا ... أو موقفاً ، بل مازلنا رهناء مثل بطلة قصتنا تلك .

خالص التحايااااااااااااااا

ا\عبلة زقزوق
هل كل ماقدم ليس فيه حدث أو موقف ؟
أشكرك جداً وآسفة إن توقفت عن متابعة أحداث قصة بطلتي
أختك
بنت البحر

عبلة محمد زقزوق
14-01-2006, 05:26 PM
أختاه والله ما قصدت
ولكني لم أجد أي موقف أخذته البطلة ، وأخذنا الحكمة منه ، أثناء فترة تواجدها ببيت الطالبات !

أما القصة ككل رائعة .:001:
أغفري وأعذري ، متحمسة لأحداث مثيرة ببيت الطالبات .:004:

زاهية
14-01-2006, 05:35 PM
ياأختي عبلة
لاأدري لماذا ننظر إلى الحياة نظرة على أنها كلها مواقف وحوادث ففيها الكثير مما لايحرك فينا ساكناً ولكنه موجود وبكثرة وما أقدمه هنا موجود وقد عاشته البطلة وأنا أكتب بالتفصيل وليس قصة قصيرة كالتي أكتبها بسطرين ونصف أو سطر ونصف عودي للقراءة مرة أخرى منذ دخولها لبيت الطالبات وستجدين أنها مليئة بالأحداث فهي مهمة في حياة المرأة سناء ربما تعودنا النظرة إلى الأمور بتعجل وهذا أعذرك فيه وأخبرك عزيزتي أنني مازلت حتى الآن أكتب في القصة فستقرئين مسلسلة مطولة بإذن الله
كوني كأنتِ بخير

نسيبة بنت كعب
04-02-2006, 06:49 PM
ما زلت واقفـــة

انتظر النهاية

فهلا رحمتى وقوفى اختى الاديبــة المبدعــة زاهية ؟

زاهية
18-02-2006, 09:56 PM
ما زلت واقفـــة

انتظر النهاية

فهلا رحمتى وقوفى اختى الاديبــة المبدعــة زاهية ؟



سأعود بإذن الله

أيتها الصديقة الغالية

والقارئة الواعية

نسيبة بنت كعب
:001: :tree: :001:

فانتظريني

أختك
:0014:
زاهية بنت البحر

الصباح الخالدي
18-02-2006, 11:27 PM
ألن تكملي فقد بدانا مثل الشمعة نذوي

الصباح الخالدي
30-05-2006, 10:09 AM
https://www.rabitat-alwaha.net/attachment.php?attachmentid=1249&stc=1

اين من يكمل ؟

ناديه محمد الجابي
20-05-2017, 01:11 PM
قرأت الخمس حلقات الأولى .. وقد أخذت القصة بمجامع قلبي وعشت معها كل حرف
وأدهشتني ببديع سردها البوليسي الشائق ـ وسبك قوي وخيال محلق ونفس طويل
لكتابة الرواية بتمكن.
سعيدة أنا بالقراءة وسأتابع بشغف
دمت زاهية الحرف ـ ودام حرفك الباهي.
:0014::0014:

ناديه محمد الجابي
20-05-2017, 01:41 PM
بعد الحلقة الثانية عشر:
مااجمل قصتك يابنت البحر .. لقد أخذتنا معك في أعمق أعماق بحرك
بعميق طرحك ورائع حرفك وتصويرك وأسلوبك القدير
أديبة امتلكت الحرف باقتدار بسلاسة في السرد ، وحوار شيق رشيق
وبناء قصي شائق وأسلوب خالي من التعقيد
مازلت أتابع بمنتهى الشغف
ولك تحياتي وتقديري.
:0014::0014:

ناديه محمد الجابي
20-05-2017, 06:09 PM
بعد الحلقة السابعة عشر:
دخلت قصتك زاهية فلم استطع أن أخرج منها..
قصة عبقرية ـ أدخلتنا في متاهة لنتعاطف مع البطلة وتأخذنا بها
الشفقة تارة والعطف تارة اخرى والحنق منها مرة ثالثة
جمعت بين فنية الأداء وإنسانية الرؤية في قصة معبرة مثيرة ومؤثرة
مازلت أقرأ بمنتهى الإستمتاع وأتابع بمنتهى الشغف
تحياتي وودي.
:0014::0014:

ناديه محمد الجابي
20-05-2017, 08:06 PM
لا زاهية .. هذا مالم أكن أتوقعه على الإطلاق
اتتركينا بعد أن علقتينا باحداث قصتك دون أن تكمليها ؟؟؟؟؟
ساكون في غاية الألم والحزن إذا لم تكملي قصتك!!!!
ولك تحياتي وتقديري
:009::007::006::002:

زاهية
27-06-2017, 05:21 PM
لا زاهية .. هذا مالم أكن أتوقعه على الإطلاق
اتتركينا بعد أن علقتينا باحداث قصتك دون أن تكمليها ؟؟؟؟؟
ساكون في غاية الألم والحزن إذا لم تكملي قصتك!!!!
ولك تحياتي وتقديري
:009::007::006::002:


بارك الله فيك ياغالية ورعاك
كم أود متابعة كتابة الجزء الثاني ولكن مشاغلي
الكثيرة تعثر الأمر.. دعواتك لي .
سأحاول نشر روايتي بانتظار الأمل كاملة
هنا في واحتي الحبيبة إن شاء الله.
دمتم بخير
مريم
زاهية بنت البحر
:tree::os::tree: