تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نماذج من الاختلاف الدينى دون اقتتال



سيد يوسف
02-01-2006, 11:47 AM
نماذج من الاختلاف الدينى دون اقتتال
سيد يوسف

تمهيد:
أصبحت أسطوانة مشروخة أن يردد دوما الفاقهون من الناس أن الاختلاف فطرى،وأنه لا يثير التباغض إلا لدى أصحاب العقول الضيقة وأنه فطرة فطر
الله الناس عليها وأنه لو كان التشابه والاتفاق لازما لصارت جميع حروف العربية مثلا حرفا مستقيما كالألف...وأن اختلاف التنازع مرده جهل عريض بالدين....
إلى آخر هذه الاسطوانة المعهودة.....فأين من يسمع حتى لا يضحك عليه الناس حين يقول: أى إسلام تريدون إسلام أبى حنيفة أم إسلام مالك أم إسلام ابن باز أم إسلام القرضاوى أم إسلام عمرو خالد؟؟؟؟!!!!

ففى يقينى أن إثارة مثل هذا الكلام ينم عن جهل شديد بخصائص هذا الدين وبسماته التى خصها الله به...ذلك أن الخلط المشوه بين تعاليم الدين وبين جملة اختلافات فقهية بين بعض العلماء مرده ...جهل شديد يحتاج صاحبه- معه- إلى
المطالعة والتثقف الجيد قبل هذا الكلام المرسل.

تساؤلات ...وتلميحات:
ألم تختلف الملائكة فى شأن آدم فهل سمع الناس أن ملكا سفه من ملك آخر؟؟!!
ألم يختلف حكم سليمان وداوود فى الحرث كما ورد فى قوله تعالى:

( وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ) الأنبياء 78-79

ألم يختلف النبى مع بعض أصحابه حول أمور الحرب وبعض المجالات الاجتماعية فيما لا تشريع فيه ..كاختلافه مع عائشة وتحكيم أبى بكر بينهما...وكحادثة تلقيح النخل ؟؟

نموذجان من اختلاف الصحابة:
1/ قال صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: «لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة» فأدرك بعض الصحابة العصر في الطريق، فقال بعضهم : لا نصلي حتى نأتيها، أي : ديار بني قريظة...وقال بعضهم: بل نصلي، لم يُرد منا ذلك. فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحدا منهم» رواه البخارى ومسلم.
والحديث واضح الدلالة أن الصحابة اختلفوا فى فهم النص فمنهم من اخذ النص بظاهره ومنهم من اعمل فيه عقله ظانا أن النبى إنما كان يريد الإسراع حتى يتم الوصول لبنى قريظة قبل العصر.
وتصويب رسول الله صلى الله عليه وسلم للفريقين دليل على مشروعية كل من المذهبين.....فالحق يمكن أن يتعدد لا أن يتناقض ...وما وجدنا بصدر الصحابة شيء من ذلك وما وجدنا بعضهم يسخر من بعض بل كانوا رحماء بينهم...فأين من يعقلون؟؟؟
فهاهو عمر بن الخطاب يختلف مع عبد الله بن مسعود اختلافات يحصيها بعض العلماء كابن القيم فتبلغ ( 100) مسألة ..وما أثر ذلك على حب أحدهما للآخر
فهذا ابن مسعود يأتيه اثنان: أحدهما قرأ على عمر وآخر قرأ على صحابي آخر، فيقول الذي قرأ على عمر: اقرأنيها عمر بن الخطاب، فيجهش ابن مسعود بالبكاء حتى يبل الحصى بدموعه، ويقول: اقرأ كما أقرأك عمر فإنه كان للإسلام حصنا حصينا، يدخل الناس فيه ولا يخرجون منه، فلما أصيب عمر انثلم الحصن
2/ ما روى عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال: (احتلمت في ليلة باردة في غزة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت (من التيمم) ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي فقال:«يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟» فأخبرته بالذي.....(ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)النساء 29 فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا». رواه أبو داود والحاكم .

نموذجان من اختلاف التابعين:
1/وكان الإمام احمد بن حنبل يرى الوضوء من الرعاف( خروج الدم من الأنف) والحجامة فقيل له: فإن كان الإمام ( يقصدون مذهب مالك بن أنس حيث لا يرى الرعاف مبطلا للوضوء) قد خرج منه الدم ولم يتوضأ هل يُصلى خلفه؟ فقال: «كيف لا أصلي خلف الإمام مالك وسعيد بن المسيب».

2/قال الليث بن سعد: لقيت مالكا في المدينة، فقلت له: إني أراك تمسح العرق عن جبينك. قال: عرقت مع أبي حنيفة، إنه لفقيه يا مصري،.
قال الليث: ثم لقيت أبا حنيفة، وقلت له: ما أحسن قول هذا الرجل فيك (يشير إلى مالك) فقال أبو حنيفة: ما رأيت أسرع منه بجواب صادق، ونقد تام...

أرأيتم ؟؟ !!
كانوا يختلفون ولا يرون أنفسهم يبتدعون فى الدين ويأتون بإسلام جديد!!
وكانوا يختلفون ولا يرى من أحدهم لأخيه –من نفسه- شيئا!!

فى النهاية:
هى نصائح للمجادلين عن جهل.. لعل وعسى(وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين)
1/ لا تتحدث برأيك....يقول تعالى: (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله)«ص 26». ويقول تعالى أيضا:(وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم)«الأنعام 116».

2/ لا تتحدث بلا علم ...لا تُضحك الفاقهين عليك...اقرأ ثم تكلم تدبر معي هذه الرواية:
روى عن جابر قال: خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر في رأسه، ثم احتلم فسأل أصحابه : هل تجدون رخصة لي في التيمم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء فاغتسل فمات. فلما قدمنا رسول الله «ص» أُخبر بذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: «قتلوه قتلهم الله، ألا سألوه إذا لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال، إنما كان يكفيه أن يتيمم، ويعصر أو يعصب جرحه خرقة، ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده ...» رواه أبو داود.
فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يعذر المفتين هنا من أصحابه بل عنّفهم وعاب عليهم أنهم أفتوا بغير علم واعتبرهم بمثابة القتلة لأخيهم، وأوضح ما تقرره القاعدة القرآنية: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) «النحل 43».

3/ لكلٍ مرجعية ومن يسير بلا مرجعية فهو جاهل مغرور...فحبذا لو اتفقنا على المرجعية عند الاختلاف فبها تستقر الأمور....إنى لأعلم أناسا يرفضون القران مرجعية للاختلاف فى أمور الدين ويحكمون أهوائهم .....لا جرم هذا شأنهم.

4/ التحدث بأسلوب لائق أولا: احتراما لنفسك....وثانيا : احتراما للحق.
5/ التخلق بآداب الحوار.
6/كم كنت أرجو أن يوجد فى صفوف أمتنا أناس-كثرة- لديهم وعى وبصيرة بحيث يُؤْثِرون المبدأَ على الشخص ويؤثرون الوحيَ على التاريخ..ولكن يبدو أنه أمل بعيد المدى إلا أن يشاء الله أمرا آخر.
7/ أخرى .

أسأل الله أن يلهمنا الصواب.
سيد يوسف

سلطان السبهان
02-01-2006, 12:10 PM
الاستاذ سيد يوسف

قرأت لك كثيرا فكنت المنصف الرائع ةالكاتب الواعي

إن الاختلاف كما أفهمه نوعان:

اختلاف فقهي اجتهادي سبب اتساع النص واحتماله

وهذا سائغ لا ينبغي التشديد فيه مطلقا إلا من باب الحوار والنقاش للوصول

إلى الحق فحسب ، ومناظرة من يتجرد للدليل


والثاني خلاف عقدي في الأصول المتفق عليها ولا مساغ للاجتهاد فيها

وهذا الاختلاف هو الذي يوجب الحذر والتدقيق والتمحيص فيه ونبذ صاحبه إن كان

انطلاقه عن غير جهل ، وهذا الذي تنّل عليه نصوص الصحابة والتابعين

من التحذير من أهل الأهواء والبدع كما ورد عن ابن عباس وغيره : لاتجالسوا

اهل البدع ..وقول يونس بن عبيد : فإني لاآمن ان يغمسوكم في الضلالة


وفعل عمر مع صبيغ حين جلده ونفاه للعراق


شكرا لك أستاذي الكريم

خليل حلاوجي
02-01-2006, 01:14 PM
هنا لابد من القول
أن اختلاف الامة رحمة كما علمنا رسولنا الرحيم عليه الصلاة والسلام حين قال
(( أختلاف أمتي رحمة ))

ولكن الخلاف غير الاختلاف
واختلاف التنوع هو غير اختلاف التضاد

الامة لم يصيبها الخلاف الا بعد أن صارت تحتكم الى زخارف الدنيا ودراهمها


وماتزال
لنكن واقعيين
وننظر الى ارصفتنا الحزينة
ولانغلق علينا ابواب وحيطان صوامعنا الاربعة

ولي عودة

سلطان السبهان
02-01-2006, 01:55 PM
اختلاف امتي رحمة


هذا حديث لا أصل له كما اعلم، وأقل أحواله أنه لا يصح الاسدتلال به

والأولى من ذلك أن نقول كما قال تعالى [ ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ]

فجعل المولى سبحانه الذين لم يختلفوا مرحومين .


وقد يقال مثلا إن اختلاف العلماء سبب لرفع درجاتهم هم بالبحث والتنقيب في

السنة والأدلة ، فيحصل لهم بذلك اجور عظيمة

اما اختلاف المسلمين فأي رحمة فيه ؟!


دمت أخي خليل بكل خير

خليل حلاوجي
02-01-2006, 03:26 PM
القيم التي تعلمناها في قرآننا وسنة نبينا
تؤكد
أن تفرق الامة
مسألة حتمية
ولكن ليس تبعا" لتلك القيم
بل لان اتباع الدين احتكموا الى الزخارف
والاصل انه لدينا نوعين من البشر
مسلمين : وهم كل من يقول الشهادتين
مؤمنين : وهم كل من عقد عقدا" مع الله بالامتثال لمراده والانتهاء عن نواهيهه
القرآن حسم أمر المصطلحين
فقال لمن قالوا ... آمنا
لاتقولوا ذلك وقولوا ... أسلمنا

وانتبه للشرط أخي المكرم
ولما يدخل الايمان في قلوبكم


الذين شاهدوا الرسول يفتح مكة قالوا سنسلم لان النبي انتصر بمعنى ان السماء نصرته فهو اذن صادق


وهؤلاء لم يستقر مضمون الايمان في قلوبهم

ولكن الرسول لم يرفض دخولهم للاسلام بهذه الطريقة السطحية
بل ضمهم للملة وصلى على منافقيهم برغم كل الاذى الحاصل عنهم

وحتى تقوم الساعة سيظل من ذراري هؤلاء مسلمين ربما يصلون معنا ويصومون ويحجون وربما كلمة من فمهم كلمة واحة ستضر بملايين المسلمين وسيدخلون هم على اثرها جهنم سبعين خريفا

اخي الكريم
لانستطيع التهرب من الواقع اليوم كون ان من بيننا اناس هم اقرب للكفر منهم للايمان

الفاصل في المسألة
ان نختبر ضررهم المشاهد
ونقارنه بالمنفعة التي يتوجب على المؤمن أن يبرزها لاخوانه ومن يحيطونه

المنفعة هي مراد الله منا
كوننا مستخلفين على ارضه
(ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا" يجز به ) قران

\
\
والله اعلم

حوراء آل بورنو
02-01-2006, 05:44 PM
الأخ الفضل سيد يوسف

بارك الله بك ثم بارك ، فما أوعى كلام تكتبه و ما أفقه حديث تنشره ! و إني لمن المتابعين لجلّ حرفك طلباً للحق و تتبعاً للخير الذي فيه أرجو .

لا أحب الخوض فيما يخوضون ليقيني أن خلافهم لا طائل منه ، فهم كجادل خيوط الشمس بازغة و نارها تحرقهم ، فلا الضوء منها أنمى زرعهم و لا الدفء بها أغراهم بالعمل .

تحية و تقدير .

خوله بدر
02-01-2006, 06:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم سيد يوسف
قرأت ما كتبت بشغف ونهم شديدين فكل حرف بحد ذاته معرفة ثم مكسب من حروف كتاباتكم بالنسبة لي , لذا سأقرأ هذه المرة بدون الخوض بالنقاش أتابعكم قراءة وأبقى في القرب
ربما كونت لي رأيا أضعه هنا وعلى حذر خوف الشطط ولنبقى في المضمون فمثل كتاباتكم لا تهمل بل يعتنى بها وواجبنا كمسلمين يحتم علينا التدارس فيما بيننا والنقاش بالفيد دونما جدال أن نأتي أيضا بالمفيد شرط أن تكون عين الحقيقة وبمدلول شرعي , حتى لا نخرج عن الموضوع الذي بدأت به لتعم الفائدة ونكون جديرين بالمشاركة فالموضوع ذو أهمية وفائدة .
ونلتقي على طاعة الله ورضاه أختكم في الله خوله
إبنة الوطن الجريح .

ايهاب ابوالعون
02-01-2006, 07:31 PM
أخي الكريم سيد يوسف

الدين الاسلامي عقيدة و شريعة

والعقيدة هي ما ثبت بالدليل القاطع انها عقيدة ثبوتا قطعي الدلالة قطعي الثبوت .

اما الشريعة ه هي مجموع الاحكام الشرعية التي يجوز أخذها سواء من دليل قطعي الثبوت أو ظني الثبوت .

لذا الاختلاف في الشريعة لا يضر وحدة المسلمين , فهي أمور تتعلق بالافعال لا بالايمان ,

ولكن هذا الاختلاف في الشريعة يكون اختلافا بسبب فهم النصوص و قوتها عند المجتهد ,, وماهية القواعد الكلية التي ياخذ بها الفقيه في استنباط الاحكام .

وللاسف اخذ كثير من العلماء بالقول ان المصالح المرسلة تعتبر دليلا في الاستنباط .. وهذا ما يدخل على شريعتنا ما ليس فيها .

اما مسالة العقيدة فلا يجوز شرعا الاختلاف فيها بين المسلمين .

ولكن مع دخول الفلسفات المختلفة مع توسع رقعة الدولة الاسلامية , لم يستطع المسلمون بسبب ضعفهم لفهم العقيدة ان يفرقوا في المسائل العقائدية كالقضاء و القدر و غيرها من الامور .

فلذا ظهرت الفرق من معتزلة و جبرية و حبشية وغيرها التي تختلف في العقيدة نفسها , وهذا هو البلاء الكبير في الاختلاف .

عدنان أحمد البحيصي
02-01-2006, 09:20 PM
الإختلاف في مفهوم الإسلام

موضوع شائك جدا ، خصوصا في ظل المعطيات الحالية ، حيث أن الإختلاف بات يجعل الصديق عدوا والقريب بعيدا ولا حول ولا قوة إلا بالله

دعوني أفرق بين نوعين من أنواع الإختلاف وهما :
1_إختلاف مذموم
2_إختلاف محمود
فأما المذموم فهو الإختلاف فيما لا يصح فيه الإختلاف كالإختلاف في أصول العقيدة ، ونشأ عن الإختلاف المذموم هذا مدارس الكلام مثل المعتزلة والجهمية والشيعة وغيرها ، وأدى ذلك إلى تشتت الفكر وإنشغال الناس بالأخذ والرد حتى أنه في مرحلة من المراحل أغفل المسلمون الجهاد في سبيل الله تعالى وانشغلوا بالكلام
وألفت نظر الأحباب إلى أن الإختلاف في الفقهيات (مع كونه محمودا بالعموم) قد يصبح مذموما إذا انتصر أتباع كل مذهب إلى مذهبهم الفقهي دون النظر إلى الأدلة وقد رأى حسن البنا رحمه الله تعالى بأم عينيه الأحناف لا يصلون وراء الحنابلة فراعه ذلك وسعى إلى تأليف قلوبهم على الإتحاد على الإسلام
وقد حذر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من التقليد الأعمى فكان بحق مجتهد ترجيح بين المذاهب ينتصر للدليل وليس للرجال ، فقد قال الإمام أحمد وروي مثله عن مالك :"إذا عارض قولي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضربوا بقولي عرض الحائط"
وقد يكون الإختلاف المذموم ليس في ما سبق فقط، إنما في المنتمين للأحزاب الإسلامية بوجه خاص ، فقد يرى أصحاب الحزب الفلاني أنهم أفضل من الحزب الآخر وهكذا حتى أن رجلا من حزب اسلامي آخر قال لي : نحن نتقرب إلى الله تعالى بعدم رد السلام عليكم ، وسبحان الله
ورأي أن الإنتماء الحزبي يجب أن لا يجعل المسلم يترك موالاة إخوانه المسلمين وحتى لو أختلف معهم وانظروا رحمكم الله لشيخ الإسلام ابن تيمية وهو يقول :
"وقد تجتمع طائفة من المسلمين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيتحزبون لهذه الغاية ويعينون اميرا توكل إليه مهام تسيير أمور هذا الحزب فإن كان الحزب بهذا المعنى(أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) فهو حزب شرعي إن شاء الله تعالى بشرط أن يكون الولاء للمسلمين بعمومهم لا من يدخل داخل الحزب فقط ، وأن يكون البراء من الكفار بعمومهم .أ.هـ مع شيء من التصرف
إذا هاهو الشرط واضح حتى يكون الحزب شرعي إن شاء الله تعالى.

أما الإختلاف المحمود فهو : الإختلاف في الفقهيات والفرعيات من غير تعصب للرأي المرجوح وترك الرأي الراجح وأنظروا إلى الشيخ الإمام أحمد بن حنبل حينما كان يناقش أحدا ينتهي من المناقشة بأن يمسك يد المناقش ويقول : لا يمنعنا إختلافنا أن نكون أخوين في الله

وهذه رسالة أوجهها للجميع أن يتحلوا بالصبر والخلق القويم وأن يكون أنتصارنا للحق لا للهوى والرأي حتى يكون إختلافنا محمودا

ايهاب ابوالعون
02-01-2006, 11:41 PM
لا فض فوك اخي عدنان الاسلام , ما قلت الا خيرا , جزاك الله خير الجزاء .

د . حقي إسماعيل
03-01-2006, 03:41 AM
أخي الكريم سيد يوسف

الدين الاسلامي عقيدة و شريعة

والعقيدة هي ما ثبت بالدليل القاطع انها عقيدة ثبوتا قطعي الدلالة قطعي الثبوت .

اما الشريعة ه هي مجموع الاحكام الشرعية التي يجوز أخذها سواء من دليل قطعي الثبوت أو ظني الثبوت .

لذا الاختلاف في الشريعة لا يضر وحدة المسلمين , فهي أمور تتعلق بالافعال لا بالايمان ,

ولكن هذا الاختلاف في الشريعة يكون اختلافا بسبب فهم النصوص و قوتها عند المجتهد ,, وماهية القواعد الكلية التي ياخذ بها الفقيه في استنباط الاحكام .

وللاسف اخذ كثير من العلماء بالقول ان المصالح المرسلة تعتبر دليلا في الاستنباط .. وهذا ما يدخل على شريعتنا ما ليس فيها .

اما مسالة العقيدة فلا يجوز شرعا الاختلاف فيها بين المسلمين .

ولكن مع دخول الفلسفات المختلفة مع توسع رقعة الدولة الاسلامية , لم يستطع المسلمون بسبب ضعفهم لفهم العقيدة ان يفرقوا في المسائل العقائدية كالقضاء و القدر و غيرها من الامور .

فلذا ظهرت الفرق من معتزلة و جبرية و حبشية وغيرها التي تختلف في العقيدة نفسها , وهذا هو البلاء الكبير في الاختلاف .

أخي د . إيهاب .
تحية طيبة .
جزيت خيرا على هذه المداخلة ، وبارك اللـه بالأخوة المشاركين ، لكن لي اعتراض ـ إذا أذنت ـ على بعض الاصطلاحات التي أطلقتها .. وسأعود للتفصيل ـ إن أحياني اللـه ـ .
تحياتي

سيد يوسف
03-01-2006, 05:10 PM
الاحبة الفضلاء جميعا
جزاكم الله خيرا كثيرا على المداخلة الثرية والتى تمت بعقل يقظ واحسبكم جميعا ذوى قلب نقى...فجزاكم الله خيرا
ولكم اعجبنى كلام اخى عدنان ولولا ان اطيل لذكرت كثيرا لكنى ارجو متابعة معظم تلك المداخلات على هذا الرابط ففيه نفع باذن الله...هو كتاب
الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع و التفرق المذموم للدكتور القرضاوى

http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=2195&version=1&template_id=123&parent_id=12

محمد سوالمة
10-01-2006, 01:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا فقط تناولتم بمجملكم الموضوع من كافة جوانبه ولم يبق لي ما اعلق عليه ولكن اريد ان اذكر كلمة بسيطة قد لا تزيد على ما تفضلتم به الا في الاسلوب او الشكل الا وهي :
ان هناك نصوص قطعية الدلالة قطعيةالثبوت وهذه لا مجال لاحد كائنا من كان ان يجتهد او يختلف فيها سواء كانت عقائد او احكام .
وهناك نصوص ظنية الثبوت ولكن قطعية الدلالة وهذه لا مجا في الاجتهاد فيها ايضا لان دلالتها قطعية ولا تحتمل فهما اخر .
وهناك نصوص قطعية الثبوت ظنيه الدلالة وهذه هي النصوص التي يمكن ان يختلف فيها لان دلالاتها ظنية تحتمل اكثر من فهم حسب اللغة او الفهم .
وهناك نصوص ظنية الثيوت ظنية الدلالة وهي ايضا محل اختلاف لظنية دلالتها .
ولم يكن هناك غضاضة بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يختلفوا في المسائل الظنية الدلالة وكانوا يعذرون بعضهم كل حسب فهمه للمسالة .
والاصل ان يعرف عامة المسلمين ان الاختلاف في الفهم وارد في المسائل الظنية ولكن كما قال الاخ عدنان ان لا يعادوا بعضهم بسبب هذا الاختلاف في الفهم ويقولون كما قال من هو افقه منهم رايي صواب يحتمل الخطا وراي الاخرين خطا يحتمل الصواب .
وكما قال الامام مالك رحمة الله عليه (كل امرء ياخذ من كلامه ويرد عليه الا صاحب هذا القبر ) واشار الى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
والله من وراء القصد

سيد يوسف
29-01-2006, 11:31 PM
اشكرك اخى محمد على ايضاحك ومداخلتك
لا حرمنى الله من طرحك الجميل ونفعنا بك اخى الحبيب
ولكم عجبنى تعليقك(والاصل ان يعرف عامة المسلمين ان الاختلاف في الفهم وارد في المسائل الظنية) وانى لآمل ان يعرف المسلمون كل المسلمين ذلك
سيد يوسف