المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نرسخ أدب الحوار والنقد



عطية العمري
04-01-2006, 09:32 AM
كيف نرسخ أدب الحوار والنقد؟
ثقافة :الفرقان :9 ذي القعدة 1425هـ ـ 20 ديسمبر 2004م
موقع مفكرة الإسلام
http://www.islammemo.cc/KASHAF/one_news.asp?IDnews=738

إن حاجتنا لأدب الحوار ليست حاجة نظرية تجريدية، فالأديب المسلم داعية والداعية الناجح يتمسك بأسباب النجاح، ولا يخالفها، ومثلنا الأعلى القرآن الكريم والتطبيق العملي لأدب الحوار في السنة المطهرة. والحديث عن آداب الحوار في القرآن الكريم والسنة المطهرة يحتاج إلى مؤلفات وكتب لا ندوات، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جلّه!!
وأدب الحوار يعني أدب تجاذب الحديث عمومًا، أما معنى [تحاوروا]: تراجعوا الكلام بينهم. والمحاورة: الجواب ومراجعة النطق. وبالتأكيد فإن هناك فروقًا بينة بين الحوار والنقاش والجدل والمراء، وحسبنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن المراء: [[لا تماروا في القرآن، فإنه مراء فيه كفر]].
أهمية الحوار :
للحوار أهمية كبيرة فهو وسيلة للتفاهم بين البشر على أن يكون الحوار حرًا لا حدود تقف في طريقه إلا حدود الشرع.
أما عوائق الحوار فهي كثيرة ومنها: الخوف، الخجل، المجاملة، الثرثرة، الإطناب، اللف والدوران، التقعر، استخدام المصطلحات غير المفهومة مثل الإنجليزية، أو الفرنسية أو غيرها أمام محاور لا يفهم معانيها، رفع الصوت من غير موجب، الصراخ، التعصب، إظهار النفس، وعدم الرغبة في إظهار الحق.
ويقول الإمام الشافعي في هذا: ما حاورت أحدًا إلا وتمنيت أن يكون الحق إلى جانبه.
أنواع الحوار :
أ ـ الحوار من حيث الشكل قسمان:
ـ حوار هادئ عقلاني مبدئي.
ـ حوار متشنج يعتمد على الصراخ.
ب ـ من حيث المضمون:
1ـ الحوار المتفتح، وعكسه المتزمت وهو القائم على المهاترة لا الرغبة في الفائدة.
2ـ حوار العلماء وحوار طلاب الشهرة، وفرق كبير بينهما. وينتج من حوار العلماء فوائد عظيمة للناس لأنه يقوم على احترام الذات والآخرين وتقبل الرأي الآخر ما دام لا يمس الثوابت في العقيدة، والإدراك أن للحوار هدفًا يراد تحقيقه بعكس حوار طلاب الشهرة الذين يريدون الانتصار للذات.
جـ ـ الحوار من منظور الأشخاص ومنه:
1ـ الحوار بين العاقل والجاهل فلابد من حلم العاقل ليعلّم الجاهل.
2ـ الحوار بين الشيوخ والشباب، فينبغي مراعاة المراحل العمرية، واختلاف الأعراف، والعلاقة بين خبرة الحياة عند الشيوخ، وجدة علم الشباب.
3ـ الحوار بين المتخصصين وغير المتخصصين.
4ـ الحوار بين الحاكم والمحكوم، وينبغي فيه احترام عقول الآخرين، واحترام قدر الحكام دون التنازل عن الموضوعية وإخلاص النصيحة بين الطرفين.
قواعد الحوار :
ينبغي أن يكون للحوار بين جانبين منطلقات مشتركة ليكون مجديًا، وأهمها:
1ـ الاعتماد على أسس مشتركة للحوار كالتحاكم إلى القرآن الكريم والسنة الشريفة عند المؤمنين بهما، أو التحاكم إلى قواعد المنطق والقياس عند غيرهم.
2ـ التسليم ببدهيات المعرفة، وبدهيات السلوك، فكيف نتحاور مع من لا يرى في الصدق فضيلة، وفي الكذب رذيلة مثلاً؟!
3ـ اللياقة، واحترام الحوار، وإن لم تحترم خصمك.
4ـ الرغبة في الوصول إلى الصواب والحق؛ لأن التفكير في الوصول إلى الغلبة يلقي بصاحبه في لجاجة الجدل العقيم.
* للمحاور صفات أهمها:
1ـ علمه بما يحاور.
2ـ قدرته على التعبير.
3ـ حلمه وسعة صدره.
4ـ سرعة البديهة، واستحضار الشواهد، والذكاء، ويجمعها: [الحكمة]: العلم والفهم والتعبير، ومثال ذلك حكمة نبي الله إبراهيم عليه السلام في حوار النمرود إذ ألزمه الحجة: {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} [البقرة: 258].
آداب الحوار :
للحوار آداب كثيرة نقف عند أعظمها تأثيرًا وفائدة للمتحاورين أو المستمعين من الجمهور:
1ـ احترام شخصية المحاور، وتعني ملاطفة المحاور، لنتجنب عداوته أو نخفف من حدتها، وألا نستهين به ابتداءً لأن الاستهانة تضعف الحجة وتثير الخصم. كذلك يجب الانتباه له، وعدم الانصراف عنه أثناء حديثه، وأن نفسح المجال له لإبداء رأيه.
2ـ المرونة في الحوار وعدم التشنج، فينبغي مقابلة الفكرة بفكرة تصححها أو تكملها، وقبول الاختلاف، والصبر على فكرة المحاور حتى لو اعتقدنا خطأها منذ البداية، وهذا يؤدي إلى التواضع وعدم الاستعلاء على الخصم وفكرته.
3ـ حسن الكلام:
أ ـ التعبير بلغة بسيطة غير ملتبسة ولا غامضة، ومن أحسن الكلام ما يعبر عن حقيقة ما في قلبك دون ستر للحقيقة وبثوب لفظي لطيف.
ب ـ ومن حسن الكلام الرفق في الكلام: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طـه:44].
جـ ـ التأدب في الخطاب: {... وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا...} [الأنعام: 152]، {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنا} [البقرة: 83].
د ـ طرح اللغو, واللغو فضل الكلام وما لا طائل تحته، فلا يخوض المحاور فيما لا يثري المحاورة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون:3]. وفي الحديث الشريف: [[طوبى لمن أمسك الفضل من لسانه]]. والابتعاد عما لا يفيد في الحوار يحفظ هيبة المحاور، ويحفظ وقته، وأوقات الآخرين.
هـ ـ ومن حسن الكلام في الحوار توضيح المضمون باستخدام ما يفهم من التعابير دون تقعّر أو تكلف، وفي الحديث الصحيح: [[هلك المتنطعون]] وكذلك: [[إن أبغضكم إليّ وأبعدكم عني مجلسًا الثرثارون والمتفيهقون والمتشدقون]].
4ـ الموضوعية في الحوار، ونعني بها اتباع المنهج العلمي، والحجة الصحيحة، وقبول الرأي الآخر إذا كان مقنعًا، والاعتراف للخصم بالسبق في بعض الجوانب التي لا يسع العاقل إنكارها، والتحاكم إلى المنطق السليم.
5 ـ حسن الصمت والإصغاء في الحوار، والصمت إجراء إيجابي، ومن فوائده:
أ ـ أنه خطوة نحو الكلمة الصائبة لاختيارها.
ب ـ يزيد العلم ويعلم المرء الحلم.
جـ ـ الصمت بريد السلامة: [[رحم الله امرءًا قال خيرًا فغنم أو سكت فسلم]].
أما الإصغاء فهو أدب عظيم، وتقول العرب: رأس الأدب كُله الفهم والتفهم والإصغاء إلى المتكلم.
معاول هدم جسور الحوار :
أما العوامل التي تحول دون تواصل الناس ومد جسور الحوار بينهم فهي:
1ـ التعصب للآراء والمذاهب والأفكار والأشخاص. والتعصب ظاهرة قديمة، موجودة في مختلف المجتمعات البشرية، وفي مختلف مستوياتها، وهي ظاهرة تمثل انحرافًا مرضيًا، حينما لا تكون ذات مضمون أخلاقي، كالانتصار للحق أو لدعاته، والتعصب ينشأ عن اعتقاد باطل بأن المرء يحتكر الحق لنفسه. والمتعصب لا يفكر فيما يتعصب له، بل يقبله كما هو فحسب، لذا فلا يمكن لمتعصب أن يتواصل إلا مع من يردد نفس مقولاته.
2ـ المراء المذموم واللجاجة في الجدل، ومحاولة الانتصار للنفس ولو على ذبح الحقيقة. والجدل خلق مذموم، ينبغي للإنسان أن يبتعد عنه، وإذا اضطر إليه فيجب أن يكون بالتي هي أحسن، {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن} [النحل: 125] ومعنى ذلك أن يتجنب الإنسان الجدال العقيم والفاحش والبذيء، وإذا أراد أن يجادل فلابد أن يجادل بالحسنى، وإذا وجد أن النقاش يقود إلى طريق مسدود، فينبغي أن يتوقف عنه لأنه يصير عند ذلك عبثًا لا خير فيه، فكما قال صلى الله عليه وسلم: [[أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا]] رواه أبو داود بسند حسن. [[فما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل]] رواه الترمذي وصححه.
وترك الجدل يتبعه أمران:
أولهما: أن نعترف بأخطائنا إن كنا مخطئين، والاعتراف بالخطأ فضيلة.
ثانيهما: أن نحترم آراء الآخرين.
3ـ التسرع في إصدار الأحكام، إذ إن التسرع في إصدار الأحكام دون روية، مع عدم وضوح الرؤية، يوقع في أغاليط وأخطاء.
ويدفع إلى التسرع عوامل عدة منها:
ـ الغرور بالنفس، والاعتداد بسرعة البديهة.
ـ الكسل الذهني وعدم الرغبة في إجهاد الفكر للتعرف على الحق.
ـ الانفعال النفسي، كالغضب والخوف والطمع وطيش الهوى.
ـ الحاجة الملحة ومدافعة الضرورة الطبيعية.
ولقد انتقد القرآن بشدة لاذعة الذين يقفزون عند السماع الأولي للمشكلة إلى إصدار الأحكام وإشاعتها، دون السماع لها بالمرور بمنطقة السماح الداخلي، والتفاعل مع القدرات العقلية وتبادل التحليل والاستنتاج. ويصف القرآن هذا الأسلوب المتسرع بأنه تلقٍّ للمعلومات الأولية باللسان، دون الصبر عليها حتى تمر بالأذن، وتصل إلى منطقة الوعي، {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور:15] ويتهدد القرآن الفاعلين لذلك بالعقوبة الإلهية، لما يترتب على هذا الأسلوب في الحكم من أخطاء، {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [النور:17].
4ـ التفكير السطحي، الذي لا يغوص في أعماق المشكلات، ولا يدرك أثر العلاقات ببعضها، ولا يستوعب تأثير المتغيرات، بل يتوقف عند الأسباب الظاهرة للمشكلة، التي غالبًا ما تكون أعراضًا للمشكلات وليست جواهرها، والتفكير السطحي هو الذي يغيب العقل، ويهمل العلم، ويغفل العمل، ويجافي سنن الله في الآفاق والأنفس.
ومن سماته أيضًا: إرجاع المشكلات والظواهر إلى عامل واحد، مع إغفال أن تعقيد المشكلات لا يستوعبه سبب واحد، كما أن إرجاع المشكلات إلى سبب واحد يصاحبه قدر من التبسيط يتنافى مع عمق التجارب الإنسانية.

نسيبة بنت كعب
04-01-2006, 02:30 PM
يا سلااااام - ررااااااااااااائـــع يا عطية

بجد رائع ونعم الأختيار

ويعجبنى انه جاء فى وقت كنت ابحث عن مثل هذا المقال - فالحمد لله ان وجدت من كتب ما فى خاطرى بدقه متناهية واشارة الى مرجعنا الاول والاخير القرآن

يعجبنى جدا ما يلى :


استخدام المصطلحات غير المفهومة مثل الإنجليزية،لحوار بين العاقل والجاهل فلابد من حلم العاقل ليعلّم الجاهل ،فينبغي مراعاة المراحل العمرية، واختلاف الأعراف، والعلاقة بين خبرة الحياة عند الشيوخ، وجدة علم الشباب
ينبغي أن يكون للحوار بين جانبين منطلقات مشتركة ليكون مجديًا،

الموضوعية في الحوار، ونعني بها اتباع المنهج العلمي، والحجة الصحيحة، وقبول الرأي الآخر إذا كان مقنعًا، والاعتراف للخصم بالسبق في بعض الجوانب التي لا يسع العاقل إنكارها، والتحاكم إلى المنطق السليم :v1:


والتفكير السطحي هو الذي يغيب العقل، ويهمل العلم، ويغفل العمل، ويجافي سنن الله في الآفاق والأنفس

لأ بجد - رائع هذا المقال وذو قيمه عالية

واقترح ان يوضع فى واجهة الموقع او يتم تثبيته وان يدخله الجميع بعد التسجيل وان تظهر لهم هذه الرسالة بعد الموافقة على شروط التسجيل بهذا الصرح الراقى

10 ÷ 10

وانا اول المعتذرين عن استخدام اللغة الأنجليزية والدخول عليكم بسرعة وحماس دون مراعاة نهجكم الذين تتبعونه

وارجو من الجميع التوجيه ( على الرحب والسعة ) ان استوجبت تصرفاتى ذلك
او على الداخلى للفت انتباه


http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/king-56.gif


http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/etoileverte.gifhttp://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/spinstar.gifhttp://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/etoileverte.gif

نسيبة بنت كعب
04-01-2006, 09:52 PM
دعـــوة للقــراءة

وطلب تثبيت فى واجهة المنتـدى

مع قوانين المنتـدى وآدابه

زاهية
05-01-2006, 09:37 AM
وأجدني أثبت الموضوع نزولاً
عند رغبة أختي الفاضلة نسيبةبنت كعب
لما فيه من مصلحة الجميع

نسيبة بنت كعب
05-01-2006, 09:39 AM
بارك الله بك وبعطية العمرى
بصراحة اختيار موفق

تحياتى

الصباح الخالدي
05-01-2006, 01:55 PM
مواضيع ذهبية ممتعة ومفيدة وقوية

عطية العمري
07-01-2006, 12:26 PM
الأخت نسيبة بنت كعب
ألف شكر على المديح والإطراء وطلب تثبيت الموضوع
ودمتِ بألف خير
ونلتقي على طاعة اللـه إن شاء اللـه

عطية العمري
07-01-2006, 12:29 PM
شكراً جزيلاً أخت زاهية على تثبيت الموضوع
دمتِ بألف خير
ونلتقي على طاعة اللـه إن شاء اللـه

عطية العمري
07-01-2006, 12:30 PM
شكراً جزيلاً أخي الصباح
ودمت بألف خير
ونلتقي على طاعة اللـه إن شاء اللـه

د. سلطان الحريري
08-01-2006, 10:19 AM
موضوع مهم للغاية ، وأهميته تنطلق من أننا يجب أن نؤسس لحوار ناضج ،لا تكون الغلبة هدفه ، ولا الانتصار للذات ، بل الحقيقة وليس غيرها..
هكذا نريد الحوار في واحتنا..
أشكر أخي الحبيب عطية على اختياراته..
ولك خالص الود والتقدير

عطية العمري
08-01-2006, 11:59 AM
شكراً أستاذي الكريم سلطان الحريري
وبارك الله فيك
أرجو أن نكون جميعاً على مستوى كبير من النضج في نقاشاتنا وحواراتنا وحتى في انتقاداتنا
دمت بألف خير
ونلتقي على طاعة اللـه إن شاء اللـه

نسيبة بنت كعب
10-01-2006, 02:32 PM
الموضوع جميل بكل المقاييس ولذا اضيف عليه التالى ليزداد فائدة

لم يعد أمرا خفيا بروز أنواع كثيرة من الثقافات المتجددة...ولعل من ابرز ماظهر على الساحة...(الردود)
الردود: التي أصبحت في متناول كثير من الناس..(الجاهل /العالم/الذكر /الأنثى/الكبيروالصغير...)
حتى أصبحت ربما مجالا مفتوحا للجميع...
إن هذه الثقافة التي نستطيع أن نسميها (ثقافة الردود..)
كانت في السابق يتناولها العلماء فحسب...وكانوا يعرفون ادبها ومكانتها..!
وانه من المهم ان يتعلم المرء هذه الثقافة وبآلياتها..وأسسها..

اترككم مع بعض جوانب الثقافة المطلوبة في الرد على المشاركات...
1/حين استخدامك هذه الشبكة حتما ستواجه من يخالفك الرأي..وليس في هذا الزمن مجالا للطرد واللعن..وإنما بوسعك الإقناع..!
2/حاول أن يكون وعيك مؤثرا على مشاعرك أثناء ردك..!
3/الكبر ليس دليلا على قناعة ماتكتب بقدر ماهو تعبير عن ضعف في الذات..
4/ستظل الأخلاق الحميدة هي القوة التي لاتقهر في ردودك. 5/ أنه ينبغي أن تتعلم ان تكون حريتك من منبع شريعتك..!
6/الإندفاع القوي يعطي أحيانا بعدا آخر أنك متخوف من ماتعتقد...فانتبه..!
7/دافع عن حقوقك وحاول أن يكون صوتك مسموعا..ولكن لاتنسى مساحة التسامح والأدب...!
8/تعلم مهارة التفكيرعند قراءتك لكل موضوع..! واقرأ ما بين السطور!!!
9/النية الخالصة هي إحدى الأشياء السحرية التي تجذب لردك
10/لايطغى حب البروز على أن تدوس على كرامتك..ودينك..!
11/الفرق بين الشخص الناضج والشخص غير الناضج هو قبول الحق..!
12/التأمل والتفكر...اكبر وسيلة لكي يحظى ردك بالقبول والإحترام..!
13/تذكر انه ليس من الأدب تهميش من لايوافقك الرأي في ردودك..!
14/إجتنب المبالغة في ردك سواء في المدح أو القدح..!
15/التغيير ليس دائما أمرا مكروها..! بل التغيير مطلوب ولو كان الرد بجودة أقل قليلا!!
16/ربما شخص سيء في نظرك يأتي بشيء جيد..وربما عضوا حسنا برأيك يأتي بشيء سيء..فلا تستعجل بالنقد او الثناء..!
17/تذكر أنه عن طريق الحوار والمناقشة ينقل المرء فكرته من الفجاجة إلى النضج..!
18/لايكفي ان يكون معك قلما جيدا بل ينبغي ان يكون معه فكرا وخلقا جيدا..!
19/قيل(إن الثقافة والفكر لايأتي من خلال التطابق وإنما من خلال التنوع) وقيل (من جهلنا نخطئ ومن خطئنا نتعلم) فتعلم مما قيل..!
20/حاول ان تقرأ الرد أكثر من مرة..!
21/ليس دائما المبدع الذي يطرق مواضيع جذابة ..هناك مبدعون آخرون يتقنون مهارة الردود..فتابعهم!
22/ حاول الا تصل النقاشات الى التطاول على العلماء او ثوابت الأمة
وأخيراً نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا جميعاً من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه

تحيــاتى

عطية العمري
14-01-2006, 09:10 AM
شكراً جزيلاً أخت نسيبة بنت كعب على هذه الإضافة القيمة
ودمت بألف خير

خليل حلاوجي
17-01-2006, 02:08 PM
الحبيب القريب الى قلبي
عطية العمري
منك لانزال نتعلم
\
\


المرونة في الحوار وعدم التشنج، فينبغي مقابلة الفكرة بفكرة تصححها أو تكملها، وقبول الاختلاف، والصبر على فكرة المحاور حتى لو اعتقدنا خطأها منذ البداية، وهذا يؤدي إلى التواضع وعدم الاستعلاء على الخصم وفكرته.
وبمعنى أدق
أخي الفاضل رعاك الله وبارك لك حسن الأختيار لتعم الفائدة
أن نقنع بوجود أكثر من رؤية للحقيقة كالذين يشاهدون أحد أوجه الهرم ذي الوجوه المتعددة كل يعتقد ان رؤيته هي الامثل وهم متساوون في ذلك
ولكن
الخطورة تكمن في
أختلاف التضاد لا اختلاف التنوع
ففيه تضييق لمديات الرؤية وقتل الاثراء وتعميم التسلط وحرمان المنفعة
نسأل الله السلامة

مصطفى بطحيش
17-01-2006, 07:09 PM
المربي الفاضل :

عطية العمري

موضوع قيم , وحاجة ماسة لكل محاور ومنفتح على الفكر

واجمل ما لفت نظري هو :

ينبغي أن يكون للحوار بين جانبين منطلقات مشتركة ليكون مجديًا، وأهمها:
1ـ الاعتماد على أسس مشتركة للحوار كالتحاكم إلى القرآن الكريم والسنة الشريفة عند المؤمنين بهما، أو التحاكم إلى قواعد المنطق والقياس عند غيرهم.

اذن وحدة المنطلق الفكري هو المقياس عند الاحتكام ( كالأحتكام الى القرآن الكريم والسنة )
والا فهناك ميزان مشترك حتى ولو اختلف المنطلق الفكري

هذا الميزان المشترك بين الناس هو المنطق !

ولكن السؤال :
هل المنطق ميزان موحد بين الناس ؟
ثم الا يعتري هذا الميزان امراض تمنعه من تقدير الأمور ؟

تحية لك

عطية العمري
18-01-2006, 09:38 AM
الخطورة تكمن في
اختلاف التضاد لا اختلاف التنوع

إي واللـه ، صدقتَ أخي الحبيب إلى قلبي خليل حلاوجي
بارك اللـه فيك
ودمتَ بألف خير

عطية العمري
18-01-2006, 09:52 AM
أخي الحبيب مصطفى بطحيش
بارك اللـه فيك لمرورك واهتمامك وتعقيبك

بالنسبة للاحتكام لقواعد المنطق
يقصد بذلك القواعد العامة والمسلمات التي لا ينكرها أحد من المؤمنين وغير المؤمنين

ويا حبذا لو تم الاتفاق على هذه القواعد فبل بدء الحوار والنقاش

دمت بألف خير

خوله بدر
18-01-2006, 11:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع قيم أستاذ عطية مررت عليه مرور الكرام ولي عودة بعد قراءة ثانية ومتأنية لأنتفع بها بعون الله تعالى نفع الله بك وبارك الله فيك وجزاك خيرا
ونلتقي على طاعة الله ورضاه
أختك في الله خوله
إبنة الوطن الجريح

عطية العمري
18-01-2006, 12:22 PM
بارك اللـه فيكِ أخت خولة بدر
ابنة الوطن الصامد والمنصور بإذن اللـه
وأرجو أن أسمع تعقيبك على الموضوع وإبداء رأيك فيه
ودمتِ بألف خير
ونلتقي على طاعة اللـه بإذن اللـه

عبلة محمد زقزوق
18-01-2006, 03:29 PM
بارك الله في همتك ، وجزاك الله عنا كل الخير

أخي الفاضل أ / عطية العمري

لقد أثرت موضوع جل عظيم الفكرة ، من حيث مبدأ الحوار ، وأصول التحاور .

وأعجبني هذا الجزء ، ربما لتوافقه مع ما أحاول ولله الحمد العمل به ، من تأني وإستجلاب الحكمة والعقل ، عند الإستماع للحوار .

ولقد انتقد القرآن بشدة لاذعة الذين يقفزون عند السماع الأولي للمشكلة إلى إصدار الأحكام وإشاعتها، دون السماح لها بالمرور بمنطقة السماع الداخلي، والتفاعل مع القدرات العقلية وتبادل التحليل والاستنتاج

وكم من حوارات مفيدة ومثمرة قد تنتهي ، قبل أن تبدء ، وذلك لتعنت الأطراف المتحاور معهم فيها ؛
وذلك يعود لأسباب إما نفسية فمنها الأنطوائية ، أوالإرتباك لحظة التواجد في مجموعات ، أو ذهاب الذهن لأمور أخرى ، مما يستدعي التسرع بالرد والقول كإثبات حضور ليس إلا .
أو لمعتقدات متفاوته النسب والدرجات من حيث المبدأ ،
أو لأغراض التمويه والتسفييه لقضية الحوار والتي قد تؤثر على البعض بالسلب ،
أو لطبيعة المتحاور معه بسرعة البديهة كما يدعي ، وأنا أعززها بعدم التأني ، والسطحية .

موضوع عظيم ؛ تستحق عنه بكل جدارة التثبيت .
ثبتك الله على الحق أنت ونحن أهل الواحة الكرام .

http://bouquetgarden.com/bgmothersroseslakeesha_small.jpg

الصباح الخالدي
18-01-2006, 05:55 PM
استاذنا العمري
التنظير جميل و روعة
جرب لنتناقش مع بعض من يسيل كلامه كلعاب النحل فستجده مرا كالعلقم
مجرد وجهة نظر

عطية العمري
19-01-2006, 09:19 AM
الأخت الفاضلة العاقلة المتعقلة عبلة محمد زقزوق حفظها اللـه
أسعد اللـه أوقاتك بكل خير
ولا حرمنا اللـه من حكمتك وخبرتك

ولقد أسعدني كثيراً تطبيقك لما ورد هنا من أدب الحوار حتى قبل أن تقرئي هذا المقال

ولقد حزنت للحوار غير البنَّاء الذي حدث بين بعض الإخوة هنا في الواحة
ومنهم من امتدح هذا المقال ، ولكن يبدو أننا ننسى أنفسنا عند الحوار ونحِنُّ إلى ما تعودنا عليه

هذه دعوة للجميع لقراءة هذا الموضوع قراءة متأنية واعية وتطبيق ما ورد فيه
فالعبرة بالأفعال وليس بالأقوال

دمتِ بألف خير
والسلام عليكم ورحمة اللـه

عطية العمري
19-01-2006, 09:21 AM
الأخ الكريم الصباح حفظه اللـه
بارك اللـه فيك لمرورك واهتمامك
الأخ الكريم فعلاً ما تقول فعند الاختبار الحقيقي تتضح حقيقة الأمور
دمت بألف خير
والسلام عليكم ورحمة اللـه

نسيبة بنت كعب
19-01-2006, 09:32 AM
ومنهم من امتدح هذا المقال ، ولكن يبدو أننا ننسى أنفسنا عند الحوار ونحِنُّ إلى ما تعودنا عليه
هذه دعوة للجميع لقراءة هذا الموضوع قراءة متأنية واعية وتطبيق ما ورد فيه
فالعبرة بالأفعال وليس بالأقوال

http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/p012.gif

عطية العمري
19-01-2006, 09:45 AM
بارك اللـه فيكِ أخت نسيبة بنت كعب لدعمك لهذه الفكرة

وأضيف هنا :

ياليتنا بعد كل نقاش ننسى فيه أنفسنا ونظن أننا على حق أن نراجع بنود هذا المقال ونتعرف على البند أو البنود التي خالفناها ونستغفر اللـه فإن ذلك مدعاة إلى عدم مخالفتها في المستقبل ويكون ذلك بمثابة تدريب لأنفسنا على أدب الحوار البنَّاء

دمتِ بألف خير
والسلام عليكم ورحمة اللـه

عطية العمري
23-01-2006, 12:19 PM
تابع

تعالوا نتعلم أدب الاختلاف
( منقول بتصرف )

الاختلاف قد يكون علمياً وقد يكون فكرياً وقد يكون اجتماعياً... ولكل واحد من هذه الاختلافات أدبه الخاص به في كيفية التعامل بين الأطراف المختلفة في الرأي.
وقبل الخوض في أدب الاختلاف لابد من ذكر أمور:
*أ : الإسلام دين يحث الجميع على الارتباط بالحياة العلمية وعلى ضرورة التواصل الفكري وهذه واحدة من أهم خصائص ديننا وأمتنا التي هي أمة اقرأ، وأول آية نزلت على الرسول(ص) تخاطبه هي آية القراءة أو العلم (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم.. ).
وتاريخنا يذكر أن الرسول(ص) جعل العلم طريقاً لتخليص النفس من الأسر ذلك لأهمية العلم كما هو الحال مع أسرى بدر، هذا مضافاً إلى حث القرآن على ضرورة التفكر التي هي واحدة من طرق تحصيل المعرفة (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها). فالتفكير ميزة عبادية تميّز بها بعض المسلمين وحازوا بسببها شرف السبق والمكانة.
إلا أن المشكلة الأساسية التي يعاني منها اكثر المنتسبين إلى الحالة الدينية هي الأمية الفكرية والتعويل على الثقافة الجاهزة (المعلّبة) دون التدقيق وإعمال الفكر وهذا بدوره يترك اثراً سلبياً على الفرد ومن ثم على المجتمع ايضا، فكثيراً ما نطلق الأحكام على عواهنها متسلحين بمقدمات فاسدة لا تمت إلى المعرفة بصلة وتاليها يبطل مقدمها، وانتشار هذا النوع من الثقافة والأفكار يؤدي إلى اغفال دور العقل وتعطيل قدرته مما يؤدي إلى ظهور جيل لا يعتمد الدليل العلمي في حكمه على القضايا ومناقشة الرأي الآخر ومقارنة الحجة بالحجة والدليل بالدليل.
وما تراه من بساطة في المستوى الفكري والتفكيري إنما هو نتيجة طبيعية لنشوء هذا النوع من الثقافة والاستئناس بها.
*ب : والنتيجة الطبيعية لذلك هو غياب الإنتاج الفكري، وهذا اخطر ما تسببه الثقافة المعلّبة والتعويل على الجاهز مما يجعلنا أمة مستهلكة بدل أن تكون منتجة وبهذا تقف مسيرة الحركة الفكرية عند حدود الموروث الثقافي والاكتفاء به مع أن القرآن يرفض هذا المسلك المشابه لمسلك الاقتداء السلبي بالآباء والأجيال السابقة ورفض الفكر وتفعيل دور العقل هذه الطاقة المودعة عندنا.
مع أن من المهام الملقاة على عواتق العاملين في هذا الحقل تكسير الأغلال والصنمية بشكلها العام كما في قوله تعالى (ويضع عنهم اصرهم والأغلال التي كانت عليهم) وهذا يدل على خطورة تلك الاغلال ـ الفكرية، والدينية، والثقافية ـ المضروبة على العقل وانطلاقه وحجبه عن الحقيقة.
*ج. ومن نتائج هذه الحركة الموروثة ظهور حركة الاستبداد الفكري للرأي والانفراد بالحقيقة وقسر الناس عليها وهذا قهر لعقول الآخرين على العقل الواحد وعلى الرأي الواحد، والموقف الواحد مع أن عدم الإكراه حق ضمنه القرآن للجميع (لا إكراه في الدين) فإذا كان القرآن يضمن عدم الإكراه في الدين وهو اشرف الأشياء فكيف بالفكر والرأي لما فيه من سلب حرية الاختيار وقدرته على التمييز والاختيار.
ثم أن الاستبداد الفكري من افدح الأخطاء التي قد يقع فيها البعض دون النظر إلى غنى تعدد الآراء وفوائدها من التنافس وانضاج الفكر وتعميقه وتطويره من فوائد تعود علينا جميعاً.
ومن هنا تأتي الحاجة إلى معرفة أدب الاختلاف والتعامل مع الرأي الآخر. ويمكن أن نقسم هذه الآداب إلى ثلاثة أقسام:
* أدب التعامل الأخلاقي مع الرأي الآخر.
* أدب التعامل العلمي مع الرأي الآخر.
* أدب التعامل الاجتماعي مع الرأي الآخر.
أولاً: الآداب الأخلاقية :
وبعد كل هذا نجد أن من الأهمية بمكان التعرف على أخلاقيات الاختلاف في كيفية التعامل اخلاقياً مع الرأي الآخر.
توجد مجموعة من الضوابط الأخلاقية التي لابد من مراعاتها وهي:
1) احترام الآخر
وهذه من الأوليات الأخلاقية في التعامل وهي ليست مرتبطة بحالة الاختلاف فقط، وإنما هي من لحقوق المسلم على أخيه، ولكن تظهر اهميتها والحاجة إليها عند الاختلاف ولابد لكل طرف أن يراعي الآخر في هذه الجهة لان القرآن يؤكد عليها (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم). وتفرضها سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الآخرين ليس في الدائرة الإسلامية وحسب بل حتى مع الذين اتخذوا منهجاً يختلف عن المنهج الحق، وكان لهذا البعد في حياتهم الأثر الكبير في انتقال الآخرين من دائرة العداوة للرسول(ص) إلى دائرة الحب والولاء.
ولم ترد في التاريخ الإسلامي العريض جزئية واحدة تظهر خلاف هذا في حياة الرسول في التعامل مع الرأي الآخر.
2) عدم سوء الظن (الإحسان بالآخر)
محاكمة النيّات والحكم عليها جزافاً من خلال مقدمات أو مسلمات معينة من أخطر الأمراض التي تسبب الخلاف والتشرذم، وكم هي المفردات والقضايا التي استصدرنا فيها حكماً على الآخر بطريقة غير منضبطة ولا علمية مع أن القرآن ينهى عن هذا الخلق الذميم (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن).
وهكذا ورد في الروايات أيضاً (ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً).
ولقد اشتهر بين المسلمين ـ هلا شققت قلبه ـ كدليل على رفض المسلمين لهذه المفردة السلبية بعد أن رفضها الرسول(ص) من خالد بن الوليد حين قتل رجلاً مسلماً بسبب الظن السيء والحكم على النيّة.
3) عدم غيبة الآخر:
وهو تناول شخصيته بنوع من التجريح لا لشيء سوى أنه مختلف في الموقف والرأي وهي من المحاذير التي تناقلها القرآن وشدد على خطورتها ويعاقب عليها (ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه).
4) عدم تصيّد أخطاء الآخر
وهي محاولة رخيصة للانتصار على الآخر بحيث نلج إلى أعماقه ومكتوماته وننقب في تاريخه ونتتبع عثراته ثم ننشرها سواء كان شخصاً أو جهة أو فكرة نرفضها.
ومن الطبيعي أن الاحتكاك والعمل يولد بعض الأخطاء ولا يمكن أن يدعي احدنا العصمة من الخطأ ومن اللازم مساعدة الآخر على تجاوز اخطاءه ومحاولة سدّها.
وفي سيرة أهل الرسول صلى الله عليه وسلم ما يؤكد على ذلك وعلى النصح والارشاد وليس العكس كما هو حال البعض من المشتغلين بالشأن الديني والفكري. فهم يحولون الاختلاف إلى خلاف وليس هذا من حضارية الاختلاف في شيء، وتلك الممارسات الخاطئة في هذا الاتجاه والتي يتوسل بها البعض للنيل من الآخر بغية اسقاطه واقصائه هي دليل على قصر نظره وعجزه أيضاً وعدم قدرته على التكيّف مع الآخر، وفقدان ثقته بمنهجه وطريقته في العمل.
ومن الشرع التعامل مع الآخر طبقاً للمعايير والموازين الشرعية وليعلم هواة الطعن والتجريح والتقسيط والتكفير والتفسيق انهم بعيدون كل البعد عن الشرع المقدس وعن القيم الأخلاقية الثابتة وعن الأطر الإنسانية المتفق عليها إنهم ـ أي الرافضون للرأي الآخر ـ بأساليب التسقيط والتحقير ضد الرأي المخالف يمارسون سياسة سيئة وإن كانوا يتمسحون بالإسلام ظاهراً لان الإسلام لا يقر مثل هذه الأساليب الشيطانية مطلقاً.
ثانياً: الآداب العلمية :
نحن كثيراً ما نحكم بعدم صلاحية الآخر ونرشقه بالتهم والسباب دون أن نطلع على رأيه وفكره، ومن المعلوم أنه للحكم على أي قضية أو رأي لابد:
1ـ من معرفة هذه المفردة أو القضية بكل جزئياتها وحيثياتها، وهذا إنما يتأتي بعد القراءة الدقيقة والتامة لتلك القضية المراد الحكم عليها.
2ـ القدرة على المحاكمة أو ابداء الرأي.
* أننا نطلق الأحكام على عواهنها دون الرجوع إلى مرجعيات علمية تحدد مفاصل هذه القضية.
* ومن المؤسف أيضاً أن الكثير منا حين يطلق أحكامه على الآخر عن طريق السماع والسماع فقط ويؤسس على ذلك مبانيه ونظريته في الحكم والتعامل مع الآخر.
* والبعض منا يقرأ الآخر وهو لا يملك المقومات كالقدرة على الحكم والمخاصمة، أو على فهم النصوص فيقتطع النصوص ويفصلها عن سياقها الموضوعي معتمداً في ذلك على ما لديه من معرفة سطحية.
* وقد يبلغ البعض منا أحياناً حد التصريح بنقطة الاختلاف مع الآخر ويدخلها في دائرة الخلاف بين الحق والباطل بسبب الاختلاف في النظرية واحياناً كثيرة في تطبيق النظرية مع أن كل هذه الأمور ليست من الأسس العلمية، وما هي إلا تخرصات وظنون هي وليدة عقد معينة.
وكان الأجدر بهذا البعض التأسيس العلمي الرصين القائم على القراءة الواعية للفكر والاستعانة بالمرجعيات العلمية المتخصصة والقادرة على فهم الرأي والراي الآخر.
إذ أن الكثير من الاختلافات تأخذ سبيلها السيء والسلبي من جراء الفهم المنقوص للمسألة التي دار حولها الخلاف. لذلك وقبل أن يرتب أحد أطراف الاختلاف أي قناعة أو موقف لابد من أن يفهم المسألة بشكل كامل بحيث تتوفر لديه المعرفة التامة حول المسألة المعنية.
ومن الجدير هنا التنبيه لما قام به الإمام الغزالي في حكمه على آراء الفلاسفة فقد يغفل البعض أو يتغافل أن الغزالي سبق كتابه (تهافت الفلاسفة) بكتاب أخر وهو (مقاصد الفلاسفة) حيث قرأ آراءهم وشرح مقاصدهم بطريقة لا تدع للشك مجالاً ثم أعقبه بكتاب التهافت كطريق علمي للحكم على الآخر.
2ـ الموضوعية وإنصاف الرأي الآخر
وهذه المفردة تحتاج إلى الكثير من التنازل عن الأنا السفلى وهي الذات وصنميّة الأفكار والأشخاص فليس من السهل أن يكون الإنسان موضوعياً ومنصفاً تجاه الآخر المختلف.
وعدم إنصاف الآخر ناشئ من:
ـ حب الذات المعبر عنه في علم النفس بالأنا السفلى.
ـ صنمية الفكر والأشخاص.
بحيث يتعامل مع ذاته أو فكره وجهته بنوع من القداسة والتنزيه اللامبرر وكأنها نصوص شرعية لا تحتمل الخطأ. وتكرّس هذا الفهم الخاطئ عند الكثير أدّى إلى نشوء حالة الدفاع اللا مشروع عن الرأي ضد الرأي الآخر، أو عن الجهة والأشخاص. مع أنه من الموضوعية والإنصاف أن ينقد الإنسان ذاته وان ينفتح على همومها ومشاكلها وهو أمر يدخل في محاسبة النفس بمفهومه العام قبل نقد ومحاسبة الآخر.
ومن الإنصاف أيضاً التعرف على الرأي الآخر وشرحه كما لو كان هذا الرأي هو رأي الجهة التي أقدس فكرها ورأيها كما هو حال بعض أهل الفكر.
3ـ البحث عن الحقيقة:
الحقيقة هي الغاية التي ينبغي أن تكون المنشود الذي يبحث عنه الإنسان فهي ضالة المؤمن يأخذها متى وجدها.
وهذا يعني التجرد التام عن كل ما من شأنه أن يعيق حركة الإنسان في بحثه ومن أهم ذلك (الأنا الجهوية) لأنها سبب كل النتائج السلبية التي يعيشها واقعنا المعاصر والحقيقة كل الحقيقة لا يمكن أن يدعي احدنا أو يجزم قاطعًا أنها ملك له وحده أو لجهته وحدها. والعصمة من الخطأ ليست من الأمور الكلية في الدائرة الكبرى بحيث تصدق على جميع الناس.
والقرآن الكريم يذكرنا بقوله تعالى (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين).
وينبغي أن يكون الوصول إلى الحقيقة ديدن الجميع وان كانت تخالف مشاربهم ومسالكهم في الحياة . وليعلم أولئك الذين يعيشون الصنمية والشخصانية الفكرية واحتكار الحقيقة لانفسهم ويتشدقون بشعارات هم ابعد الناس عن العمل بها إنما هم معول هدم ولا يزيدون الخرق إلا اتساعاً، وانهم بذلك يعملون على تمزيق وحدة الصف ونشر الفرقة والخلاف في الوسط الإسلامي.
ثالثاً: الآداب الاجتماعية :
أهم ما ينبغي التأكيد عليه هنا أن نسلم بحالة الاختلاف وتأثيراتها على الواقع مع النظر إلى إننا لا يمكن أن نلغي الاختلاف بين البشر مهما كانت الجهود كما يقول القرآن (ولذلك خلقهم) لأن الاختلاف امتحان الهي ينبغي تجاوزه بعيداً عن السلبيات التي يمكن أن تنتج أثناء الممارسة وهنا لابد من مراعاة الأمور التالية:
1. التكيّف وقبول الاختلاف
ونقصد به اقلمة النفس وتكيّفها مع هذا المفروض المتأصل ليس فقط في الفكر والرأي بل في كل وجودنا. وعن طريق هذا التكيّف يمكن أن نحقق التعايش الإيجابي.
والتكيّف يعني قبول الآخر واعتباره عامل اثراء ويمكن الاستفادة منه في خلق حالة من التنافس الإيجابي بين أبناء المجتمع لتقديم كل ما هو افضل من فكر وراي لتطوير العمل والفكر والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن. والدفع نحو الأفضل.
2. عدم إسقاط الآخر اجتماعياً
وهذه المفردة ينبغي أن يضمنها كل منا للآخر بحيث لا يتعدى عليه اجتماعياً فلا يمكن تطوير المجتمع مع الانشغال بإسقاط الآخر. مع التأكيد على أن المجتمعات الأخرى تضمن هذا الحق في أعلى مراتبه لأن الرأي الآخر لا يوجد التصارع والفرقة إنما يولد التنافس وتقديم الخدمات فكلما كثرت الآراء وتلاقحت مع بعضها تولد الصواب، لأن الصواب إنما يتولد بضرب الرأي بالرأي، ومن اجل ذلك كله ينبغي تقديس الرأي الآخر.
والحال أن بعض واقعنا لا يكتفي بعدم قبول الآخر إنما يتجاوز ذلك إلى إلقاء الاسقاطات النفسية والاجتماعية على كاهل الآخر. ومما يؤسف له أن نعيش حالة من اللا تديّن في الاختلاف بحيث ينشغل بعضنا بإسقاط الآخر ومحاولة إقصائه عن ساحة العمل الإسلامي.
3. حق إبداء الرأي
مكفول في الإسلام للجميع ما دام في إطاره الإيجابي فكما يحق لطرف إبداء رأيه بكل فسحة دون أن نفرض عليه قيود الحجر فكذلك يحق للآخر، وحتى لا نعيش الازدواجية والمزاجية بحيث يحق لي ما لا يحق لغيري، ولا يحق لغيري ما يحق لي لابد من افساح المجال للآخر في إبداء رأيه.
ومن منطلق حرية الفكر وإبداء الرأي، كثرت المذاهب والآراء والمدارس المختلفة.
* توجد كثرة مدارس كلامية.
* وتوجد كثرة مدارس فلسفية.
* وتوجد كثرة مدارسة اصولية.
* وتوجد كثرة مدارس مذهبية.
وهذا كله إنما نشأ بسبب ضمان حرية ابداء الرأي للجميع ما دام الهدف هو الاثراء أما قسر الناس على رأي واحد فهذا نوع من الاستبداد وحين مورس هذا النوع من الفكر وساد لفترة من الزمن في بعض فترات الحكم الإسلامي كان له الأثر السلبي العميق الذي ـ إن لم نجاوز الحقيقة ـ لا نزال نعاني من آثاره إلى اليوم.
ومن أهم آثاره:
* قتل الكفاءات.
* عدم بروز الطاقات.
* هجرة بعض الكفاءات.
* الاعتماد على الفكر الواحد ـ المعلّب ـ.
* زيادة التأخر والبعد عن ركب الحضارة المدنية.
ففي الوقت الذي يعيش فيه العالم الثورة المعلوماتية وعصر الإنترنت وما هو اعقد منه وفي الوقت الذي ينفتح العالم على الرأي الآخر ويتفاعل معه غير أن البعض لا يزال يعيش بعقلية العصور الوسطى وعصر ما قبل الثورة الفرنسية.