المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا كان الإسلام حقا وما عداه باطلا ؟



ابو دعاء
04-01-2006, 08:45 PM
لماذا كان الإسلام حقا وما عداه باطلا ؟
عبد الرحمن بن عبد الخالق

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد،،،
لما كان اختيار الدين هو أعظم وأهم عمل يقوم به الإنسان، وأنه لا يجوز للعاقل أن يتخذ ديناً كيفما اتفق، ولا أن يقلد في دينه أحداً لا آباءه ولا قومه، ولا عموم الناس، ولا غير ذلك. إذ أن هناك دين يقـول الداعون إليه (وهم رسل الله) إن دينهم هو الحق وحده دون ما سواه، وأنه كل من اتخذ ديناً غيره فهو خاسر في الدنيا والآخرة ومعرض لعذاب خالق الكون وسخطه.

من أجل ذلك وجب على كل ذي عقل ولب أن يفكر في مقالة هؤلاء الداعين إلى هذا الدين، فإن كلامهم لو كان حقاً وخالفه من خالفه تعرض لما حذروا منه. قال - تعالى- منادياً المنكرين والمستكبرين {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به}؟! وجواب الشرط ماذا يكون أمركم وشأنكم لا شك أنكم ستتعرضون للعذاب والخسار.

فأما أن الإسلام هو الحق، وما عداه من دين فباطل، فالأدلة على هذا كثيرة جداً، وهذا ذكر لمجموعة منها:

الكون كله شاهد على وحدانية الرب وعظمته وقدرته:
الكـون الذي تعيش فيه كون مصنوع، وهو في غاية الاتساع والأحكام والدقة، بدءاً من الأجزاء الصغيرة (الذرة) إلى الأجرام الكبيرة (المجرة). وكل جزء من هذا الكون مرتبط ارتباطاً وثيقاً بأجزائه الأخرى بحيث أن حصول أي خلل فيه، لو كان صغيراً يسبب فساداً عظيماً في الخلق: فالأرض في موقعـها ومدارها والقمر والشمس، وسائر النجوم والكواكب والمجرات، يرتبط بعضها ببعض بنظام هو غايةٌ في الإبداع، وبحساب بالغ الدقة قال - تعالى -: {الشمس والقمر بحسبان} أي بحساب بالغ الدقة.

وقال - تعالى -: {وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون* والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم* والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم* لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون}.

ودقة الصنع، ودقة الحركة في هذه الأجرام الكبيرة هو كذلك في كل عنصر صغير من عناصر الوجود، فالإنسان والنبات والحيوان كل فرد منها في نفسه في غاية من الإحكام والنظام، بل كل عضو وجزء من أجزاء كل مخلوق قد صنع بدقة وإحكام متناه، فالعين والأذن واليد والـرجل، وكل عضـو من المخلوق الحي آية من آيات الله في إحكامه وخلقه ووظائفه، وكذلك كل جزء في النبات من الأوراق والأزهار والساق، والثمار، وحبوب اللقاح، والأنابيب الشعرية الموصلة للماء والغذاء آيات كثيرة لا يمكن استقصاها ولا الإحاطه بها، وكلها في غاية الدقة والإعجاز.

وهـذه آيات الخلق التي لا تحصى كثرة من أعظم الدلائل البينات على أن خالق الكون إله واحد لم يشاركه أحد في خلقه، وأنه عليم قدير قائم على هذا الخلق، وأن غيره لا يقوم مقامه فيه أبداً.

وهــذه الحقيقة التي يمكن أن يستخلصها ذو عقل حكيم عن طريق النظر بنفسه في هذا الكون قـد جاءت كذلك حقيقة خبرية على ألسنة الرسل، ففي القرآن الكريم وجهنا الله إلى هذه الحقيقة في آيات كثيرة جداً من كتابه العظيم القرآن.

قال - تعالى -: {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم* إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون} (البقرة: 163-164).

وقـال - تعالى -: {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا، ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليماً غفوراً} (فاطر: 41).

وقال - تعالى -: {حم* تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم* إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين* وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون* واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السمـاء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون} (الجاثية: 1-5).

وأدلة الخلق على وحدانية الخالق وأنه - سبحانه - الإله الواحد القادر القاهر العليم الحكيم، القوي الحافظ لهذا الخلق هي بعدد كل مخلوقات الله، إذ كل مخلوق في نفسه آية على ذلك فالله هو الذي أحسن كل شيء خلقه، وهو خالق كل شيء.

والخلق كله كتاب مفتوح لمن يقرأ... ولكن قليلاً من الناس جداً من يقرأ صفحات هذا الكتاب بل يسير كثير منهم وكأنهم عميان لا يرون شمساً ولا قمراً، ولا نجوماً، ولا سماءاً ولا أرضاً بل لا يرون أنفسـهم قال - تعالى -: {وكم من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون}، وقال - تعالى -: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}.

يستحيل أن يكون هذا الخلق العظيم لغير غاية وبغير هدف:
لا يمكن أن يتصور ذو لب وعقل راجح أن هذا الكون العظيم، قد وضع لغير حكمة وهدف وغاية، وأنه خلق هكذا لمجرد الخلق والوجود، لأن العليم والحكيم من البشر لا يصنع ويعمل إلا وفق العلم والحكمة، ولله المثل الأعلى - سبحانه وتعالى -، فخالق هذا الكون وهو الرب العليم الحكيم القوي العزيز يستحيل أن يكون قد أبرز هذا الوجود بغير هدف وحكمة وغاية، بل لا بد أن يكون له - سبحانه - غاية حكيمة من وراء خلقه لهذا الكون.

ولما كان البشر لا يستطيعون بأنفسهم أن يعرفوا مراد الله من خلقهم وإيجادهم، وخلق السماوات والأرض فإن الله - سبحانه وتعالى - قد اختار منهم رسلاً أطلعهم الله على غيبه، وأوحـى إليهم بحكمته في الخلق ومراده - سبحانه وتعالى - من خلقهم وإيجادهم في الأرض. وكان كل رسول أرسله الله إلى قوم من البشر يبدأ دعوته إليهم ببيان هذه الحقيقة، وهي هدف الرب - جل وعلا - ومراده من خلقهم. قال - تعالى -عن نوح وهو أول رسول إلى أهل الأرض: {لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم} (الأعراف: 59).

وقال - تعالى - عن هود: {وإلى عاد أخاهم هوداً قال يقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون}.

وقال - تعالى - عن صالح: {وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم} (الأعراف: 73).

وهكـذا كل رسول أرسله الله إلى قوم كانت هذه مقالته، وهذا آخر الرسل محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه أنزل الله عليـه {ألر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبيـر* ألا تعبـدوا إلا الله أنني لكم منه نذير وبشير* وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً إلى أجـل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير* إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير} (هود: 1-4).

وقد أخبر - سبحانه - عن هدف الرسالات جميعاً فقال - جل وعلا -: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبـدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.. وقال - سبحانه -: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنـه لا إله إلا أنا فاعبدون}.. وقال - تعالى -: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون* ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}.

وقد أخبرنا - سبحانه وتعالى - أنه ما خلق من شيء إلا وهو عابد له، مسبح بحمده وأنه لم يشذ عن ذلك إلا الكافـر اللئيم من الجن والإنس فقط، دون سائر المخلوقات قال - تعالى -: {ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء} (الحج: 18).

وقال - تعالى -: {تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن، وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً} (الإسراء: 44).

وقـال - تعالى -: {أن تر أن الله يسبح له من في السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون} (النور: 41).

ولا يشـذ عن هذه العبادة الطوعية والهداية الإلهية إلا كافر الجن والإنس دون سائر المخلوقات والعوالـم في السماء والأرض، ولكنهم مع ذلك مسلمون لله كرهاً خاضعون لإرادته ومشيئته وقدره - سبحانه - نافذ فيهم. {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون} (آل عمران: 83).

كل من شك في حكمة الخالق فهو كافر معاند:
والكفار درجات، فأحطهم درجة من شك في وجود الرب الخالق - سبحانه وتعالى -، وقد قامت أدلة وجوده ووحدانيته في كل ذرة من مخلوقاته: {أفي الله شك فاطر السموات والأرض}.

وهـؤلاء أحط دركاً من الأنعام لأنهم ظنوا أنهم يعيشون هذه الحياة الدنيا فقط، وأنه لا بعث ولا نشور، ولا حساب للإنسان عما يفعله في هذه الحياة.

وهـؤلاء قد توعدهم الله بالعذاب الشديد في الآخرة قال - تعالى -: {أفأحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق... } الآية.

وقـال - تعالى -: {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين لو أردنا أن نتخذ لهواً لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين}.. وقال - تعالى -: {وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما باطلاً ذلك ظن الذين كفـروا فويل للذين كفروا من النار أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار}.

والمعنى أنه - سبحانه وتعالى - وهو الرب العليم الحكيم لا يمكن أن يكون قد خلق خلقه سدى ولا عبثاً ولا لعباً، بل خلقه لحكمة عظيمة وأن من شك في هذه الحكمة فهو كافر بالله متهمٌ له بالعبث واللهو - تعالى -الله عن ذلك.

وكيف يسوي الله - سبحانه وتعالى - وهو الملك الحكيم بين من قام بأمره وعبده وحده لا شريك له، وكان من أهل الإيمـان والعمل الصالح، وبين الكفار الفجار الأشرار الذين خالفوا أمره، وكذبوا رسله، وعاندوا واستكبروا: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين* مالكم كيف تحكمون}.

والدرجة الثانية من الكفار من آمن بوجود الرب، وشك في حكمته في الخلق، ولم يعبد الله وحده كما أمره، واتخذ لنفسه معبوداً سواه، أو معبوداً مع الله. وهؤلاء الذين سووا بين الله وخلقه في الصفات أو الذات، أو الحقوق هم كفا مشركون {والذين كفروا بربهم يعدلون}.

الأدلة على أن الإسلام وحده هو طريق الرب:
والأدلة السابقة جميعها يمكن لعاقل أن يتوصل إليها بعقله وفطرته وبيان ذلك أنه لا يمكن لعاقل أن يدفع أو يماري في أنه مخلوق صغير في كون كبير، وأن هذا الكون في غاية الإحكام والإبداع، وأن كل جزء من هذا الكون مرتبط بغيره ارتباطاً وثيقاً وأنه لا بد وأن يكون لهذا الكون صانع عظيم عليم قوي قاهر.. وأنه لا بد وأن يكون حكيماً ويستحيل أن يكون قد خلق خلقه بغير هدف ولا غاية، وأنه لا بد وأن يكون هناك جزاء في نهاية المطاف، وأن يقام حكم يقتص فيه للمظلوم من الظالـم، ويلقى المحسن والمسيء كل جزاءه، لأنه لو لم يكن كذلك لكان الظالم القاهر الباغي العابث المفسد لهواه هو العاقل في هذه الحياة، ولكان التقى البار العفيف الذي يؤدي الحقوق ويمتنع عن الحرام هو الغبي الجاهل... فما دام أنه لا توجد حياة بعد الموت وحكومة في الآخرة، ولا يجازي أحد بما عمل فإنه يكون من السذاجة والجهل الانصراف عن الملاذ، وتحقيق الشهوات وحيازة الخيرات، والعب من كأس الحياة حتى الثمالة، والاستمتاع بمباهج الحياة إلى النهاية، ولو أدى ذلك إلى ظلم العباد ونشر الفساد.

وعلى هذا الأساس يكون الذي خلق هذه الحياة، ونصب هذه السموات، ووضع هذه الأرض، وخلق الإنسـان يخلف جيل منه آخر، قد خلق خلقه عبثاً ولعباً، وظلماً ونكداً - تعالى- الله عن ذلك علواً كبيراً {أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار}؟!

وقال - تعالى -: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون} وهذه الحقائق حقائق عقلية فطرية لا يحـتاج الناس فيها إلى الوحي لمعرفتها لأنها من الضرورات العقلية، ولكن لأن الأبصار تعمى، والفطـرة تنطمس بالتعليم المنحرف ولذلك أرسل الله الرسل من أجل بيانها والتذكير بها قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [كل مولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه]..

وهنا نصل إلى السؤال الآتي؟ وما الدليل على أن خالق هذا الكون - سبحانه وتعالى - قد اختار رسلاً بأعيانهم، وبعبارة أخرى ماذا يدلنا أن هذا الذي يدعي الرسالة هو رسول الله حقاً وصدقاً.

والجواب: من حيث دلالة العقل فإنه لا بد لخالق هذا الكون أن يعرف مخلوقاته بذاته العلية، وأن يخبرهم عن نفسه - جل وعلا - ولماذا خلقهم؟ وفيم أقامهم؟ لأنه - سبحانه وتعالى - لو لم يفعل ذلك لكان هؤلاء الخلق في عماية عن حقيقة أمرهم، وأصل منشئهم، وصفة خالقهم؟ وماذا يريد من إيجادهم؟ لأن هذا الكون من الاتساع والشمول بحيث لا تحيط به أبصارهم ولا تصل إلى نهايته أقدامهم ومراكبهم؟ وهو كذلك من الدقة والأحكام وخفاء الأسرار بما لا يستطيعون إدراك كنهه. هذا مع قصر أعمارهم، وقلة علومهم، والبشر مع تراكم علومهم جيلاً بعد جيل لم يكتشفوا كثيراً من القوي المذخورة في الكون إلا قريباً، فلم يعرفوا الكهرباء مثلاً إلا مؤخراً، ولليوم لا يعرفون حقيقة الذرات التي بنى منها الكـون، ولا يعرفون دقائق الخلق في أنفسهم فما زال جسم الإنسان نفسه في كثير من أحواله ووظائفه ودقائقه مجهولاً مع تقدم آلات الإنسان ووسائله وعلومه، وما زال سر الحياة في الإنسان وهو روحه لا يعلم الإنسان عنها إلا قليلاً: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً}.

وهناك عوالـم كثيرة خفية تتحكم في حياة الإنسان نفعاً وضراً وهو لا يستطيع أن يراها ولا أن يحيط علماً بها، فإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يعرف حقيقة ما يحسه ويراه، فأنى له أن يعرف ما غاب عنه، ولا سبيل له للوصول إليه؟

ومن أجل ذلك فإن الله - سبحانه وتعالى - قد تكفل بأن يعلم الإنسان منذ آدم لماذا خلقه، والمهمة المناطة به، ويعلمه بدايته ونهايته، والعوالم المحيطة به، وما الذي عليه أن يأخذه، وما الذي عليه أن يدعه؟ قال - تعالى -: {وعلم آدم الأسماء كلها}.
وقال - تعالى -: {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين}..

ولما عصى آدم ربه وأكل من الشجرة أهبطه الله إلى الأرض وعلمه مهمته فيها. قال - سبحانه وتعالى -: {قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى* ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يم القيامة أعمى* قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً* قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها فكذلك اليوم تنسى* وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى} (طه: 123-127).

الرسالات هي طريق الله لهداية الإنس والجن:
وقد اختار الله أن يكون تعليمه للإنسان بطريق الوحي إلى رجال يختارهم الله في كل أمة ليكونـوا واسطة بين الله وخلقه ولو أراد الله غير هذا الطريق لفعل فإن الله لا يعجزه شيء كأن يهدى الإنسان بلا واسطة قال - تعالى -: {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها}.

وقد أقام الله عجماوات من الحيوانات والحشرات والمخلوقات فيما خلقها له بهداية منه وتوفيق، فهو الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى قال - تعالى -: {وأوحى ربك إلى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون}.

ولكن الله - سبحانه وتعالى - شـاء في عالم الإنس والجن أن يختار في كل قبيل منهم رسولاً يرسله إلى جماعته داعياً لهم ومبيناً لهم طريق الرب - سبحانه وتعالى -.

وعلى كل حال فإن الله - سبحانه وتعالى - هو الذي له الخيرة وحده وليس لعبيده ولا خلقه القاصرين الضعفاء أن يقترحوا عليه الطريقة التي يعلم بها عباده {والله يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون}.



ودلالة العقل والفطرة على الإيمان تقف عند حدود اليقين بوجود الله وعلمه وقدرته، ورحمته بعباده ثم يقف العقل عند ذلك فلا سبيل إلى العلم بمراد الله في الخلق وحكمته من إيجادهم، وماذا يكون بعـد الموت؟ ولا سبيل للعقل ليعرف جنة أو ناراً، أو ملائكة أو يدرك بدايات الخلق ونهاياته، وكل ذلك لا يدرك إلا عن طريق الرسول ومن أجل ذلك كان الإيمان بالرسول هو الباب والمدخل إلى الإيمان.


وشهادة أهل الذكر من اليهود والنصارى الذين دمعت أعينهم لما اطلعوا على صدقه وحقيقة حاله، ومسارعتهم إلى الإيمان به، وهذا في كل جيل وقرن من الناس منذ بعث رسول الله وإلى يومنا هذا.

وشهادة العجماوات من الحيوانات والجمادات من النباتات والأحجار، وكل هذا قد كان بأفصح عبارة وأوضح إشارة.

وتحت هذه الكليات من الأدلة تفصيلات كثيرة يخشع عند ذكرها القلب، وتدمع لها العين، ويهتف بها اللسان أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله.

خوله بدر
05-01-2006, 06:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أبو دعاء
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
أخي الكريم
ألا كل ما خلا الله باطل :::
فعلا وقولا وإيمانا بالله ملك كل شئ وإليه المصير .
ودمت بألف خير من الله وجعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم يوم الدين أنت وكاتب الموضوع وأمة الإسلام وإيانا أجمعين .
والحمد لله على نعمة الإسلام .
ونلتقي على طاعة الله ورضاه
أختكم في الله خوله
إبنة الوطن الجريح .

ابو دعاء
07-01-2006, 05:07 AM
جزاك الله خير اختي خولة بدر