المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا أمة ....



ايمن اللبدي
11-12-2002, 11:25 AM
ناحَ القصيدُ فسحَّتْ بينَ أيـدينا
********** أشباهُ همس ٍ تداعتْ من مآقينا
تذروا الرياحُ رمالَ البين ِ من غدِها
********** يا صاح ِفاشربْ على التِّهمام ِواسقينا
ليس َ الصباحُ على باب ٍ فيوقظنا
********** ولا النفـير ُ من َ الأجداث ِمُثنينا
قدْ أرهقتنا عِظات ٌ لم تُعِد ْ سَلَبا ً
********** وما استثـارتْ لهمْ ِ همـما ً قوافينا
ما دامَ أنا على صَمَم ٍ أطالَ بهم
********** فانسَ العتابَ ودعْ عنك َ المُمفِتّينا
عجِّـل علينا و َدعنا نستزيدُ بها
********** موتـا ً يُردُّ لعلَّ الموت َ يُحينا
واقرعْ كؤوساً تدانتْ في الجنونِ إذا
********** بينَ الكؤوس ِ صِبـانا عاد َ يُدنينا
أَهوَ السرورُ تجلّى في مجالسِـنا
********** أم مسُّ جنٍ وذا حـال ُ المصابينا
ناشدتك َ الله َ ُتنسينا بصُهْبَتِها
********* وطن ٌ يباع ُ و ألوان ٌ مخازينا
ذنبٌ يخفِّفُ عن ذنب ٍ و يدرؤه ُ
********** ربي وعفوُكَ منْ قلَـم ٍ يجازينا

ما نفعُ ذكرى إذا كانتْ مكبَّلة ً
بالوهْم ِ تُسقى و بالأعذار ِ تروينا
منْ كانَ ميْتاً وإنْ دبَّت به ِ قدم ٌ
لا ُيقتفى أثراً أو ْ يُرتجى حـينا
يا ألفَ ألفٍ أقامتْ في السرابِ وهمْ
سَقَطُ العبيد ِ وإن ْ زعموا الأفانينا
كم ضلَّ سعي ُ وإن ْ وَرِمت ْ غلالتُه ُ
وبدت ْ حصاداً وغرَّت في المصلينا
قرأوا الكتابَ ولكن ْ ما وعواْ خبرا ً
أوَ كانَ غايَتُهُ رسما ً وتلـحينا
وقصَّرَ البعضُ في طولِ الإزارِ وقد
أعفى لحـاهُ فجلّى في المؤدّينا
وإذا استفاضَ فرابعة ٌ له ُ سكنا ً
و كـمْ تمنىّ يمينـاً ِ منْ أوالينا
يَلِدُ الليالي َ إن ْ عزَّت ْ ولادتُها
ويستطيبُ جموحـا ً في المغالينا
يوماً يصلّي لدينار ٍ سيأكله ُ
وغداً يصوم ُ و يشدو كانَ ماضينا
أوَ غيرَ هذا يهزُّ العرشَ منتقما ً
منْ أمة ٍ ما أفلحت ْ لا دنيا و لا دينا

لو أنَّ صخراً ُينادى لاسْتَبَنْتَ له ُ
عشراً من ِ الآذان ِ بلْ خيلا ً يُلبينا
لكنَّه ُ العارُ قد ْ علقت ْ سلاسِله ُ
فغدا لهمْ حبسا ً و غَدَواْ مساجينا
بعض ٌ يغنّي على موّال ِ قاتله ِ
ويدَّعي الفوزَ و الطوفـانُ آتينا
والبعضُ ينخرُ في خُلْف ٍ ويشبِعُهُ
سقيا الشقاق ِ و ينصبُها براكينـا
حلفُ الطغاةِ وخزي ٌ أن يُظنَّ به ِ
سوى هَـلاك ٍ لحـاضرنا وبادينا
كم من بلادٍ أصابَ الحقدُ فلذتها
وقد تسلَّل َ من ْ خَوَرِ المريدينا
متى يؤمَّـلُ في خصْم ٍ عدالتُه ُ
ومتى الولايةُ في كنف ِ المضِّلينا
ومتى يوسَّدُ أمرأ كلَّ مرجفة ٍ
وكيفَ بالكفرِ لا التقوى تأسّينا
ونخطبُ الأسرَ أحراراً ونُبلِغُه ُ
ما حار َ فيه ِ و ُنهديه ِ صياصينا
ونُشْرِعُ الفلكَ فوقَ النار ِمحتفلاً
بها ونزعم ُ أنَّ الماءَ حامينا

وقفَ القديمُ على طلل ٍ يُحاوره ُ
ونحن ُ نندب ُ حالا ً سوف َ يطوينا
لا يخدعنَّ ضجيجٌ في ظواهرِها
فللمـدائن ِ وشـم ٌ قبل َ يهوينا
من كلِّ سانحة ٍ أبصرتُها كسفا ً
تخفى و تجـلو ، شداد ٍ لا يبالينا
صعقا ً وحرقا ً و تدميراً ومقتلة ً
ترثُ الديارَ خرابا ً ليس َ يُجدينا
ُحبلى أراها ومسخ ٌ في حُشاشتها
أما المخاض ُفقيح ٌ شقَّ غِسلينا
سودُ اللياليَ ليست سودَ في غدِها
إذا النهـارُ قتام ُ الوجهِ عامينا
أمس ِ اللذي نحيا سيقولُ نادبُه
يا ليتَ أن َّ يديه ِ ما برحتْ أيادينا
ما ارتاحَ منا سوى سلف ٍمضى أَنفا ً
من لوثة ِ العار ِ عزَّ اليومَ ناعينا
لسنا نلومُ ولا عتب ٌ على زمن ٍ
وكيف َ ننكرُ ما خذلتْ مواضينا
منْ سرَّهُ العيش ُ معلوماً عواقبه ُ
لا شكَّ لاه ٍ وليتَ الداءَ يُعدينا

يوما ً سنُذْكرُ إن ْ خلَفَ الزمانُ لنا
صحبا ً تمرُّ على جدَث ٍ يغطينا
لعلَّ زائرَنا في رحْلِه ِ خبر ٌ
كيف َ الصَّباح ُ غدا في وجه ِ وادينا
وكيفَ أمستْ على الأغصان ِ قبَّرةٌ
تنأى و تقربُ من أبواب ِ حطَينا
قد أنكرتْ كلَّ وجه ٍ باتَ يرقبها
ثمّ استقامت لعلَّ الريحَ ُتدنينا
هل خبَّروها بأنَّ الذاهبين َ مضواْ
والخلدُ لوْ حقَّ أهدوهُ فلسطينا
لا يُنقذنَّ بكاءٌ منْ قضاءَ ولو ْ
ملأ َ البحارَ وروىَّ الأرضَ سبعينا
يا صانع َ الصَّبر ِأفرغْ ما انتُدبتَ له ُ
ُكرمى لعين ِ محبّ ٍ و احتسبْ فينا
لعلَّ منهُ دعـاءً أو يطيبَ لـهُ
سقيـا التراب ِ و قرآنا ً يواسـينا
من كان َ يقوى على أوجاع ِ سكرته ِ
حينَ الحِمام ُ تربّى في مرابينا
قلب ٌ تفطَّر منْ وجع ٍ يكابده ُ
والعين ُ تأسى وإنْ َصدَحت أغانينا

يا أخت َ أندلس ٍ ما عُدْت ِ مُفردة ً
أوَ تذكرينَ وقدْ أعطوا ْ قرابينا
فإذا بهنَّ إلى حين ٍ وهل فطِنت ْ
هزلُ الشياه ِ إذا أنسأت َ تسمينا
والذئبُ ما طَعِمَ القرى لهُ سبب ٌ
أن ْ يستزيد َولو أمعنت َ تحصينا
يا يوسفُ الكيد ُما شفيت ْ مصادره ُ
من مكر ِذات ِهوىً أو غدر ِ شانينا
لكلِّ دهر ٍ وإنْ قلب َ الزمانُ قذى ً
جُبٌّ تحضَّرَ و الفرعونٌ والمينا
لهفي عليك ِ غداة َ اليُتْم ِ من قمر ٍ
قد أبخسوه ُ وإن قبضوا الملايينا
يا ليت أن سيوفَ الترك ِما صدأت
ولا تقسـَّم َ بين َ الغرب ِ والينا
هبهُ التمنَي وفي بعض ِ الرجاءِ أسى ً
ولا أُسـاة َ لأحـلام ٍ تُمـنّينا
كم سوفَ يُهرق ُمن دمنا بسيف ِ هوىً
وكمْ كربلاءَ سنُهديها السلاطينا
دم ُ الحسين ِ تغشّاها ، فهل فلحتْ
من بعده ِالناس ُأم أضحتْ سكاكينا

كنا و كانت لنا الدنيا على وجل ٍ
واليوم ضاقت ْ على ِمقة ٍ عوادينا
لله ِ حالُ سليل ِ المجد ِ مرتهنا ً
بالغار أبدلهُ ذلٌّ الحمى طينا
حتى كأنَّ كرىً ما انفكَّ يزعمه ُ
ضاع َ التليد ُ و أمسينا مَلومينا
أنحن ُ من ْ ملكَ القرونَ إذ خضعتْ
ولو دعونا أجابَ الدهرُ آمينا
أنحنُ من بلغَتْ في الأرض ِ شوكته ُ
تكبِّرُ اللهَ و الملكـوتُ مُصغينا
أنحنُ من ملئَ التاريخ َ صفحته ُ
بيضاءُ أنقى و عطرَّها الرياحينا
أنحنُ من شهدت ْ له الدنيا عدالته ُ
بيدِ السماحةِ قد أرسى الموازينا
أنحنُ من بدعَ السياسةَ تحفة ً
ساسَ الخلائق َ لا عصرا ً ولا لينا
أنحنُ من حمل َ العلومَ ميقظَهـا
منْ طولِ هجر ٍ وللخَلق ِ مُداوينا
وكانَ منا بطونَ الراح ِ مُنديها
للخُلْق ِ والمجدِ قد كنَّا العناوينا

فكيفَ نختمُ سوداً في صفائحنا
وكيفَ نُغضي على ذلٍ رواقينا
وكيفَ نبقى على وهم ٍ يخدِّرنا
وكيفَ نرقبُ في صُدفٍ أمانينا
بالبيضِ لا بيدِ الحروفِ منبلج ٌ
صبحُ الكرامةِ يا وطني تهانينا
فيكِ الضراغمُ قد سدرت تعاهدنا
بذلاً ويرخصُ للأوطانِ غالينا
هذي أسودُ فلسطين َالتي انطلقتْ
ما ضرَّها الكيدُ أو وهنُ المعاقينا
هنا السلالةُ و الأحفاذُ تصدُقها
وهنا الدماءُ و فياتٌ سيفدينا
من كلِّ شبل ٍ لُبانُ العزِّ حصَّنه ُ
يدُ القضاءِ يداه ُ حين َ يرمينا
ومن أخيَّة ُ لمْ تدنسْ ذوائبها
ولا تربَّتْ على فزع ٍ مغانينا
ومن كتائبَ قد برَّت مغالظها
فيها الشيوخُ ضياءٌ في ليالينا
أملٌ يُجَّددُ في نصر ٍ تسطِّره ُ
همم ُالأشاوس ِلا دعوى الدعّيينا

أيمن اللبدي

د. سمير العمري
12-12-2002, 12:04 AM
أخي الكريم أيمن:

هذا عهدنا بك شاعراً ثائراً عذب الحرف صادق الوصف قوي المعاني ...

أحسنت بهذه التحفة ولا نقول إلا حسبنا الله نعم الوكيل ولمزيد من جهاد الكلمة في كل ميدان ..

تقبل فائق أعجابي وتقديري



يا أيمنَ الفضــلِ قد أنديتَ نادينــا

************ فمرحبـــاً بكَ يـــا خيرَ الملبَّينــــا

يا كوكباً في ذرى العليـاءِ مطلعهُ

************ أشرقْ بنوركَ إنَّ النــورَ يحيينــا

هلا نشرتَ لنــا من شعركم عبقاً

************ في بوحِ واحتنـــا ورداً ونسـرينا

ثمَّ اســقنا غبقاً من ضرعِ موهبةٍ

************ رشـفاً من الحبَّ تروي حبَّكم فينا

أفدي الذي قالَ والأشعارُ صادحةٌ

************ "نصبو إليهِ ســميراً في ليالينــا"

محمود مرعي
13-12-2002, 10:11 AM
يا أيمن الحرف والأشعار تشجينا **** سلمتَ للشعر غرِّيدا تناغينا

سلمت للحرف دفاقا ومؤتلقا *** فانظم وسلسل عسى السلسال يشفينا
***********

تحياتي لك أخي الفاضل

لكن ملاحظة عروضية ففي وزن القصيدة بعض مما لا يروق

لو دققت قليلا في الوزن

بارك الله بك اخي

ومرحبا بك

ايمن اللبدي
13-12-2002, 04:19 PM
أخي الكريم

أشكرك على ملاحظتك المرفقة بيد أني سأكون ممتنا لو أشرت تحديدا إلى الموضع الذي قصدت وعلى أي حال سيسعدنا لو أسعفتنا ببريدك حول هذا

مع تحيتنا لك

أيمن

الأندلسي
14-12-2002, 12:19 AM
أصالة الحرف نورا تقطع الزيف شطرين فلا تستبين ملامحه و استعذبت قصيدتك ايها الثائر بأصالتك , ما اروع حروفك ايها الشاعر

تحياتى و أحترامى

حسين قدير
14-12-2002, 09:17 AM
لافض فوك ايها المبدع..

دمت ودام مدادك العذب ..

ولاحرمنا الله من ابداعاتك ابدا ..

لك ارق تحية استاذي .

عادل شاكر
14-08-2008, 06:23 PM
يا صانع َ الصَّبر ِأفرغْ ما انتُدبتَ له ُ
ُكرمى لعين ِ محبّ ٍ و احتسبْ فينا
لعلَّ منهُ دعـاءً أو يطيبَ لـهُ
سقيـا التراب ِ و قرآنا ً يواسـينا
من كان َ يقوى على أوجاع ِ سكرته ِ
حينَ الحِمام ُ تربّى في مرابينا
قلب ٌ تفطَّر منْ وجع ٍ يكابده ُ
والعين ُ تأسى وإنْ َصدَحت أغانينا

****

الشاعر الكبير

الأستاذ

ايمن اللبدي

مرثيتك لأحوالنا وما إستثنيت أحدا

شدت كل حواسى من السطر الأول حتى آخر حرف

ما إستطعت أن أتعجل القراءة كلمة كلمة ومن شدة إعجابى

كنت أعيد المقطع مرتين

إنها بكائية تجسد ما آل إليه حالنا

صدقت فى كل ما ذكرت

لعلنا نصاب بصدمة تفيقنا

أخوك / عادل شاكر

محسن شاهين المناور
14-08-2008, 06:40 PM
أخي الحبيب أيمن البدي
إنها مرثية العصر
عافاك الله لم تترك جرحا من جروحنا
سلمت وسلم أدبك الراقي
لك التحية كلها
واسلم لأخيك

حازم محمد البحيصي
15-08-2008, 12:12 AM
الشاعر ايمن اللبدي
معلقة والله
كأنك جلت فى قلوبنا جميعا فاقتبست من وجع كل خافق
رثائية حزينة جامعة جامحة
تحيتى لك
ولطيب حرفك

الحسين الحازمي
21-08-2008, 07:10 PM
قصيدة
مطربة مشجية مبكية معا

لله درك يا أيمن
ولا فض فوك

زاهية
21-08-2008, 10:21 PM
جميلة هذه التحفة الخالدة كل مافيها
من أين طلعتم بها؟
أخي المكرم أيمن بارك ربي بك ورعاك
أختك
بنت البحر