تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأدب الموجِّه والأدب الموجَّه



سعيد الحمالي
18-01-2006, 03:06 AM
إلتزام الشاعر أو الأديب بقضايا أمته ومجتمعه مرتبط إرتباطاً وثيقاً بحجم الحرية التي يتمتع بها هذا الشاعر أو هذا الأديب. وفي الواقع هذه القضيه أثير حولها الكثير من الجدل والخلاف بين نقّاد ومفكري العالم على وجه العموم, ونقّاد ومفكري الوطن العربي على وجه الخصوص.
الكثير من النقّاد والمفكرين ينادي بإعطاء الشاعر أو الأديب مطلق الحريه لأنه بدون الحريه لن تصل نصوصه إلى درجة الإبداع ولن تصل تجربته إلى النضوج الذي سوف يقوده الى إثراء الأدب والشعر بنصوص عظيمه تخلد في ذاكرة التاريخ.

والشاعر أو الأديب الحر سوف يصنع تغيراً لا محاله في مجتمعه وفي العالم ككل إن لم يكن اليوم فغداً القريب أو البعيد ......

والنفس الأبيه الحره هي بلاشك نفس خلاّقة وبنّاءه وهي التي عليها المعول في تخليص الأمم من القهر والظلم , وهي التي تبني الأمجاد وتحقق الأمال......

هذا الكلام يقودنا إلى قضية من أخطر القضايا بزعمي والتي تؤثر في مسيرة الأدب والشعر في العالم وليس في وطننا العربي فحسب, الا وهي قضية : "الأدب الموجِّه"... و "الأدب الموجَّه"... بكسر الجيم مع تشديدها في الأولى وفتحها مع تشديدها في الأخرى.

فالأديب أو الشاعر الحر لايصدر منه إلا أدباً موجِّهاً والذي يستمد الزخم الدافع له للكتابه والتعبير من قضايا أمته وهموم وألآام الإنسانيه, في إلتزامٍ إختياريٍ من دون أي توجيه أو ضغط إجتماعي أو مؤسسي من البشر علي إختلاف رتبهم ومشاربهم وأهوائهم.

بالطبع هذا الطرح فيه نوعٌ من المثاليه التي ربما إصطدمت بالواقع القاسي والذي نراه ماثلاً أمام أعيننا نهار مساء. ولربما قال قائلٌ : إن الأدب والشعر في واقعنا المعاصر هو " أدب موجَّه" و "إنضوائي" وهو في واقع الأمر نتاج أدباء وشعراء في مجملهم مستعمرات فكريه مأجوره أو إمعات مسلوبي الإراده والحريه لصالح القوى المؤثره وهي كثيره جدا.

هذه القوى المؤثره تسخر الشعر والأدب لصالحها ويخضع الأديب والشاعر لأوامرها سواءً عن وعيٍ منه أو عن ضغط وتأثير ربما لا ينظرله الأديب على أنه توجيه أو ضغط مباشر, ولكنها في النهاية تعتبر "إنضوائيه " وتوجيه لعقول الأدباء والشعراء وإراداتهم.




وسؤالي هنا هو:


(هل أدبنا وشعرنا في الوطن العربي "أدب موجِّه" أم " أدب موجَّه" أو "إنضوائي" كما يطلق عليه البعض).






أتوقع أن تقودنا إجابتنا عن هذا التساؤل إلى فضاءات رحبه من القضايا التي لا أستطيع التكهن بماهيتها لحظة كتابة الموضوع, والنقاش مفتوح لكل من لديه أية إضافة تسلط الضوء على أي جانب قد يخدم النقاش في هذه القضيه.

زاهية
18-01-2006, 04:00 AM
أهلاً ومرحباً بك أخي الفاضل
سعيد الحمالي
في واحة الخير
يسرني أن أرحب بشاعرٍ
معروف مجيد قدم واحتنا بهدوء
أهلاً بك
أختك
بنت البحر

عطية العمري
18-01-2006, 09:26 AM
إن الأدب والشعر في واقعنا المعاصر هو " أدب موجَّه" و "إنضوائي" وهو في واقع الأمر نتاج أدباء وشعراء في مجملهم مستعمرات فكرية مأجورة أو إمعات مسلوبي الإرادة والحرية لصالح القوى المؤثره وهي كثيرة جدا.

صدقتَ واللـهِ ، أخي الكريم ، إلا من رحم ربي ، وقليلٌ ما هم
وأملنا في اللـه ، ثم في أدباء واحتنا أن يكونوا موجِّهين في أدبهم لكل خير وفضيلة ، قادةً للتغيير والإصلاح
" إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت "

بارك اللـه فيك أخي الفاضل
وأهلاً وسهلاً بك ضيفاً عزيزاً وعضواً فاعلاً في واحتنا الغرَّاء

سعيد أبو نعسة
03-02-2006, 07:15 PM
أخي العزيز سعيد الحمالي
أشكر لك هذه الغيرة على الأدب و دوره الطليعي في قيادة المجتمع و توجيهه .
و للإجابة عن سؤالك أقول :
لم يعد الأدب في يومنا هذا لا موجِّها و لا موجَّها .
لماذا ؟
كان الأدب قبل ثورة الإتصالات والمعلومات و انتشار وسائل الإعلام أهمّ وسائل التعبير بل كان قديما الوسيلة الوحيدة لحفظ التاريخ و الغزوات و الأمجاد و للدعاية للخليفة و السلطان أو لهجائه و الهجوم عليه .( الشعر صناجة العرب و ديوان العرب الخ... )
اليوم هو قيمة فنية جمالية يعبّر فيها الأديب عن ثقافته و فكره و فلسفته في الحياة
لإرضاء نفسه و لإثبات وجوده و بصمته على جدار الإبداع فقط فنحن نرى المأساة حين يطبع الشاعر مثلا ديوانه و يوزعه على معارفه و أصحابه و يحتفظ بمئات النسخ في البيت أو تتقاذفها دور النشر بين مَعارض الكتب ولا تنال منها سوى دفع أجور النقل بين العواصم .
و السبب الثاني لوضع الأدب على الرفّ هو نظرتنا السطحية إلى الجمال كقيمة بحدّ ذاتها دون غاية مادية ملموسة تتأتى من ورائها .
الأدب يدور في حلقة مفرغة يقف الأدباء و بعض المتذوقين على محيطها وهم يحمدون الله إن بقي للأدب من يقرأه .
أقول هذا الكلام من مرارة تجربة شخصية مررت بها و قد طبعت ثلاث مجموعات قصصية و أجزم أن من سمع باسمي قلة قليلة رغم أنني أجريت مقابلات أدبية على شاشات التفاز في لبنان و نشرت قصصي في دوريات عربية واسعة الانتشار .
دمت في خير و أمل وعطاء .