أحمد فؤاد
19-01-2006, 06:47 PM
" لقد غدت مصر , باعتبارها كياناً مركزيا , مجرد جثة هامدة , لاسيما إذا أخذنا فى الإعتبار المواجهات التى تزداد حدةً بين المسلمين والمسيحيين.
وينبغى أن يكون تقسيم مصر إلى دويلات منفصلة جغرافيا هو هدفنا السياسى على الجبهة الغربية خلال سنوات التسعينات "
" وبمجرد أن تتفكك أوصال مصر وتتلاشى سطلتها المركزية , فسوف تتفكك بالمثل بلدان أخرى مثل ليبيا والسودان وغيرهما من البلدان الأبعد.
ومن ثم فإن تشكيل دولة قبطية فى صعيد مصر , بالإضافة إلى كيانات إقليمية أصغر وأقل أهمية , من شأنه أن يفتح الباب لتطور تاريخى لا مناص من تحقيقه على المدى البعيد , وإن كانت معاهدة السلام قد أعاقته فى الوقت الراهن .
وبالرغم مما يبدو فى الظاهر , فإن المشكلات فى الجبهة الغربية أقل من مثيلتها فى الجبهة الشرقية . وتعد تجزئة لبنان إلى خمس دويلات ... بمثابة نموذج لم سيحدث فى العالم العربى بأسره . وينبغى أن يكون تقسيم كل من العراق وسوريا إلى مناطق منفصلة على أساس عرقى أو دينى أحد الأهداف الأساسية لإسرائيل على المدى البعيد . والخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف هى تحطيم القدرة العسكرية لهذين البلدين.
فالبناء العرقى لسوريا يجعلها عرضة للتفكك , مما قد يؤدى إلى قيام دولة شيعية على طول الساحل , ودولة سنية فى منطقة حلب , وأخرى فى دمشق , بالإضافى إلى كيان درزى قد ينشأ فى الجولان الخاضعة لنا , وقد يطمح هو الآخر إلى تشكيل دولة خاصة , ولن يكون ذلك على أى حال إلا إذا انضمت إليه منطقتا حوران وشمالى الأردن .ويمكن لمثل هذه الدولة على المدى البعيد , أن تكون ضامنةً للسلام والأمن فى المنطقة , وتحقيق هذا الاهدف فى متناول يدينا.
أما العراق , ذلك البلد الغنى بموارده النفطية والذى تتنازعه الصراعات الداخلية , فهو يقع على خط المواجهة مع إسرائيل , ويعدد تفككيه أمراً مهما بالنسبة لإسرائيل, بل أكثر أهمية من تفكيك سوريا , لأن العراق يمثل على المدى القريب أخطر تهديد لإسرائيل "
( المصدر : مجلة كيفونيم , القدس , العدد 14 *, فبراير 1982 , ص 49-59 )
*ملحوظة : المقالة نشرتها مجلة كيفونيم ( توجهات ) , التى تصدرها " المنظمة الصهيونية العالمية " فى القدس , عن " خطط إسرائيل الإستراتيجية فى عقد الثمانينات "
****************
وينعم القادة الإسرائيليون بدعم أمريكى لا حدود له من أجل تحقيق هذا المخطط الواسع , فقبيل غزو لبنان كان لدى إسرائيل 507 طائرة حصلت عليها من أمريكا , وتتكفل قوى الضغط الأمريكية بتوفير الوسائل الضرورية لهذا الغرض حتى لو أضطرت تحت تأثير الضغط الصهيونى إلى الوقوف ضد مصالحها القومية .
ولا تكف قوى الضغط الصهيونية عن تعزيز سيطرتها على السياسة الأمريكية . ففى كتابه : (من يجرؤ على الكلام ) للناشر لورانس هيل 1985 , تحدث "بولى فندلى " الذى ظل عضواً فى الكونجرس طيلة 22 عاما, عن طريقة عمل جماعات الضغط الصهيونية ومدى نفوذها , فقال " إن هذا الفرع للحكومة الإسرائيلية يسيطر على كونجرس ومجلس الشيوخ ومؤسسة الرئاسة ووزرارة الخارجية ووزارة الدفاع ( البنتاجون ) , كما يسيطر على وسائل الإعلام ويمتد تأثيره إلى الجامعات والمدارس.
(المصدر : الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية – ص 270: 277 )
*******
ففي عام 1962 ناقش كبار قادة هيئة أركان القوات المسلحة الأمريكية وإتفقوا على عملية سرية جداً أطلق عليها «عملية نورثوودز»، والتي هي خطة لتدمير ممتلكات أمريكية وقتل مواطنين أمريكان الهدف منها إعطاء مبرر لأمريكا لكي تغزو كوبا. وفي عام 1970نشر الجيش الأمريكي «دليل العمليات الميدانية» المرقم 30-31B والمعنون «استخبارات عمليات الاستقرار والتوازن – الميادين الخاصة» المؤرخ في 18 آذار 1970 والذي وقعه الجنرال «وليام ويستمورلاند»، حيث شجع الدليل على القيام بعمليات «إرهابية» و«زرع» أدلة كاذبة في أماكن عامة لكي يتهم بها الاتحاد السوفيتي بعدئذ. وبصريح العبارة، يذكر الدليل ضرورة القيام بهجمات إرهابية في عموم أوروبا الغربية تقوم بها شبكة من الوحدات الخاصة للجيش الأمريكي وجيوش دول حلف الناتو، الغرض منها هو إقناع الحكومات الأوربية بالخطر الكبير للإتحاد السوفيتي. وبعد عدة سنوات على نشر ذلك الدليل، تبعه تعديلات وتفسيرات وضعتها أجهزة المخابرات الأمريكية، تقول ما خلاصته أن على أجهزة المخابرات كافة القيام بـ «عمليات خاصة» توقع اللائمة فيها على «تنظيمات إرهابية». أي بمعنى آخر أن تقوم أجهزة المخابرات الأمريكية بأعمال إجرامية يوقع اللوم فيها على «المتمردين»، حسب تعبيرهم، بحيث يستدعي الأمر أهمية التدخل العسكري الأمريكي في ذلك البلد الذي يقومون هم أنفسهم بعمليات «إرهابية» فيه، وكذلك استمرار حربهم على مايسمى اليوم بالإرهاب.
وقد قادتنا تلك المعلومات إلى البحث أكثر فيما تقوم به قوات الاحتلال في العراق من عمليات سرية، فوجدنا أن «جون يو» أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا – بيركلي والباحث في منظمة اليمين المتطرف الإجرامية المعروفة بإسم American Enterprise Institute، إقترح في مقال نشره مؤخراً في صحيفة «لوس أنجيليس تايمز»، إنشاء منظمات إرهابية وهمية كطريقة لمقاتلة منظمات إرهابية أخرى، وأن يكون لهذه المنظمات الوهمية مواقع على الإنترنت، ومراكز تجنيد ومعسكرات للتدريب إضافة إلى تسهيل عمليات جمع الأموال لها. والسبب كما ذكره «يو»، هو من أجل بذر الشقاق بين الحركات الإرهابية، على حد تعبيره. أي بمعنى آخر أن تقوم تلك المنظمات الإرهابية بأعمال إجرامية بحق مواطنين أبرياء تماماً كما حدث مرات عديدة في العراق حين شاهدنا استهداف المدنيين الأبرياء، ادعت بعدها قوات الاحتلال وقوات السلطة العميلة لها أنها من فعل فصائل المقاومة الوطنية العراقية الشريفة. وبعبارة أخرى، يقترح «يو» محاربة الإرهاب بالقيام بأعمال إرهابية لكي تستمر الإدارة الأمريكية اليمينية الفاشية بتسويق ما يعرف بالحرب على الإرهاب من خلال القيام بالكثير منه بنفسها في دول تريد الولايات المتحدة أن تشن حروباً عليها أو تستمر باحتلالها لها.
ومن هنا يتبين أن عمل هذه الوحدات الخاصة مصمم بالذات للقيام بعمليات غاية في السرية مع مجاميع قتالية من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مستهدفة من وراءها المدنيين والبنى التحتية، الغرض منها هو خلق خوف ورعب مستمرين لدى المواطن الآمن مما يطلقون عليه «العمليات الإرهابية». وبمعنى آخر، أن هذه الوحدات لا تتورع عن تنفيذ عمل «إرهابي» حتى داخل الولايات المتحدة نفسها تكون الغاية الرئيسية منه هو الحصول على الدعم الشعبي المطلوب لحروب أمريكا القذرة في الدول التي تريد التدخل فيها بشكل مباشر كالعراق وأفغانستان وغيرها، وتلك هي أحد أساليب عمل اليمين الفاشي المتطرف في الإدارة الأمريكية، وكما جاء على ذكره «دليل العمليات الميدانية» المنوه عنه أعلاه. هذا إضافة إلى قيام تلك الوحدات بحرب المعلومات والمخابرات والخداع والتضليل والحرب النفسية وتخريب البنى التحية للدول التي تعمل فيها، والتي هي الأخرى سمات رئيسية لطريقة عمل اليمين المتطرف الأمريكي وتسويق أيديولجيته. ومن أهم أهداف هذه الوحدات هو القيام بأعمال تهدف إلى ما يسمي بـ «ردود فعل محفزة» لدى تنظيمات المقاومة، من خلال قيام مجموعات من تلك الوحدات الخاصة بأعمال إجرامية تستهدف المدنيين الأبرياء والبنى التحتية التي تخدم المواطنين بشكل مباشر، وذلك للقضاء على مقاتلي فصائل المقاومة بعد أن تنتظر منهم ردود فعل على العمليات الإجرامية لتلك الوحدات بحق المواطنين الأبرياء. كما أن أحد أساليب الوحدات الخاصة هذه هو استهداف عوائل الأشخاص الذين يعتقد أنهم منضوين في فصائل المقاومة، وتشتمل أساليبها على قتل واعتقال أفراد عوائل هؤلاء الأشخاص ونسائهم بشكل خاص والاعتداء على أعراضهن، إضافة إلى استعمال المخدرات للتأثير على بعضهم. وعلى سبيل المثال: إن ما حدث مؤخراً في بغداد، نقلاً عن شهود عيان، من تخريب لمحطات ضخ مياه الشرب في جانب الكرخ من بغداد هو أحد العمليات التي قامت بها مجموعة من تلك الوحدات الخاصة، إضافة لقيامها بعمليات إجرامية راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأبرياء وخصوصاً النساء والشيوخ والأطفال كما حدث مؤخراً في جريمة قذرة نفذتها في منطقة بغداد الجديدة على طريق المرور السريع بعد قيام قوات الإحتلال بتوزيع الحلوى على الأطفال بهدف تجميعهم واستهدافهم بسيارة مفخخة راح ضحيتها عشرات الأطفال الأبرياء والتي أعلنت جميع فصائل المقاومة عدم مسؤوليتها عنها. إن الغاية الرئيسية من عمليات الوحدات الخاصة هذه هي إلصاق تهمة أعمالها الإجرامية بقوى المقاومة الشريفة، تبدأ بعدها بتسويق تلك الأحداث إعلامياً وبشكل واسع من خلال وسائلهم الكثيرة بحيث ينتهي الأمر بالإدارة الأمريكية الشريرة للإعلان عن أن هدف وجودها في العراق هو استمرار لعملياتها في محاربة الإرهاب، الإرهاب الذي تخلقه تلك الوحدات الخاصة المدربة لهذا الغرض والذي ينتهي حسبما مخطط له ببقاء قوات الإحتلال متمركزة في قواعد ثابتة في العراق بحجة محاربتها للإرهاب في المنطقة. وقد تكون الأحداث التي تجري في السعودية ومصر ولبنان هي من أفعال تلك الوحدات الإجرامية.
( المصدر : حذار من الوحدات الخاصة و عملياتها القذرة في العراق – د. محمد العبيدي )
وينبغى أن يكون تقسيم مصر إلى دويلات منفصلة جغرافيا هو هدفنا السياسى على الجبهة الغربية خلال سنوات التسعينات "
" وبمجرد أن تتفكك أوصال مصر وتتلاشى سطلتها المركزية , فسوف تتفكك بالمثل بلدان أخرى مثل ليبيا والسودان وغيرهما من البلدان الأبعد.
ومن ثم فإن تشكيل دولة قبطية فى صعيد مصر , بالإضافة إلى كيانات إقليمية أصغر وأقل أهمية , من شأنه أن يفتح الباب لتطور تاريخى لا مناص من تحقيقه على المدى البعيد , وإن كانت معاهدة السلام قد أعاقته فى الوقت الراهن .
وبالرغم مما يبدو فى الظاهر , فإن المشكلات فى الجبهة الغربية أقل من مثيلتها فى الجبهة الشرقية . وتعد تجزئة لبنان إلى خمس دويلات ... بمثابة نموذج لم سيحدث فى العالم العربى بأسره . وينبغى أن يكون تقسيم كل من العراق وسوريا إلى مناطق منفصلة على أساس عرقى أو دينى أحد الأهداف الأساسية لإسرائيل على المدى البعيد . والخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف هى تحطيم القدرة العسكرية لهذين البلدين.
فالبناء العرقى لسوريا يجعلها عرضة للتفكك , مما قد يؤدى إلى قيام دولة شيعية على طول الساحل , ودولة سنية فى منطقة حلب , وأخرى فى دمشق , بالإضافى إلى كيان درزى قد ينشأ فى الجولان الخاضعة لنا , وقد يطمح هو الآخر إلى تشكيل دولة خاصة , ولن يكون ذلك على أى حال إلا إذا انضمت إليه منطقتا حوران وشمالى الأردن .ويمكن لمثل هذه الدولة على المدى البعيد , أن تكون ضامنةً للسلام والأمن فى المنطقة , وتحقيق هذا الاهدف فى متناول يدينا.
أما العراق , ذلك البلد الغنى بموارده النفطية والذى تتنازعه الصراعات الداخلية , فهو يقع على خط المواجهة مع إسرائيل , ويعدد تفككيه أمراً مهما بالنسبة لإسرائيل, بل أكثر أهمية من تفكيك سوريا , لأن العراق يمثل على المدى القريب أخطر تهديد لإسرائيل "
( المصدر : مجلة كيفونيم , القدس , العدد 14 *, فبراير 1982 , ص 49-59 )
*ملحوظة : المقالة نشرتها مجلة كيفونيم ( توجهات ) , التى تصدرها " المنظمة الصهيونية العالمية " فى القدس , عن " خطط إسرائيل الإستراتيجية فى عقد الثمانينات "
****************
وينعم القادة الإسرائيليون بدعم أمريكى لا حدود له من أجل تحقيق هذا المخطط الواسع , فقبيل غزو لبنان كان لدى إسرائيل 507 طائرة حصلت عليها من أمريكا , وتتكفل قوى الضغط الأمريكية بتوفير الوسائل الضرورية لهذا الغرض حتى لو أضطرت تحت تأثير الضغط الصهيونى إلى الوقوف ضد مصالحها القومية .
ولا تكف قوى الضغط الصهيونية عن تعزيز سيطرتها على السياسة الأمريكية . ففى كتابه : (من يجرؤ على الكلام ) للناشر لورانس هيل 1985 , تحدث "بولى فندلى " الذى ظل عضواً فى الكونجرس طيلة 22 عاما, عن طريقة عمل جماعات الضغط الصهيونية ومدى نفوذها , فقال " إن هذا الفرع للحكومة الإسرائيلية يسيطر على كونجرس ومجلس الشيوخ ومؤسسة الرئاسة ووزرارة الخارجية ووزارة الدفاع ( البنتاجون ) , كما يسيطر على وسائل الإعلام ويمتد تأثيره إلى الجامعات والمدارس.
(المصدر : الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية – ص 270: 277 )
*******
ففي عام 1962 ناقش كبار قادة هيئة أركان القوات المسلحة الأمريكية وإتفقوا على عملية سرية جداً أطلق عليها «عملية نورثوودز»، والتي هي خطة لتدمير ممتلكات أمريكية وقتل مواطنين أمريكان الهدف منها إعطاء مبرر لأمريكا لكي تغزو كوبا. وفي عام 1970نشر الجيش الأمريكي «دليل العمليات الميدانية» المرقم 30-31B والمعنون «استخبارات عمليات الاستقرار والتوازن – الميادين الخاصة» المؤرخ في 18 آذار 1970 والذي وقعه الجنرال «وليام ويستمورلاند»، حيث شجع الدليل على القيام بعمليات «إرهابية» و«زرع» أدلة كاذبة في أماكن عامة لكي يتهم بها الاتحاد السوفيتي بعدئذ. وبصريح العبارة، يذكر الدليل ضرورة القيام بهجمات إرهابية في عموم أوروبا الغربية تقوم بها شبكة من الوحدات الخاصة للجيش الأمريكي وجيوش دول حلف الناتو، الغرض منها هو إقناع الحكومات الأوربية بالخطر الكبير للإتحاد السوفيتي. وبعد عدة سنوات على نشر ذلك الدليل، تبعه تعديلات وتفسيرات وضعتها أجهزة المخابرات الأمريكية، تقول ما خلاصته أن على أجهزة المخابرات كافة القيام بـ «عمليات خاصة» توقع اللائمة فيها على «تنظيمات إرهابية». أي بمعنى آخر أن تقوم أجهزة المخابرات الأمريكية بأعمال إجرامية يوقع اللوم فيها على «المتمردين»، حسب تعبيرهم، بحيث يستدعي الأمر أهمية التدخل العسكري الأمريكي في ذلك البلد الذي يقومون هم أنفسهم بعمليات «إرهابية» فيه، وكذلك استمرار حربهم على مايسمى اليوم بالإرهاب.
وقد قادتنا تلك المعلومات إلى البحث أكثر فيما تقوم به قوات الاحتلال في العراق من عمليات سرية، فوجدنا أن «جون يو» أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا – بيركلي والباحث في منظمة اليمين المتطرف الإجرامية المعروفة بإسم American Enterprise Institute، إقترح في مقال نشره مؤخراً في صحيفة «لوس أنجيليس تايمز»، إنشاء منظمات إرهابية وهمية كطريقة لمقاتلة منظمات إرهابية أخرى، وأن يكون لهذه المنظمات الوهمية مواقع على الإنترنت، ومراكز تجنيد ومعسكرات للتدريب إضافة إلى تسهيل عمليات جمع الأموال لها. والسبب كما ذكره «يو»، هو من أجل بذر الشقاق بين الحركات الإرهابية، على حد تعبيره. أي بمعنى آخر أن تقوم تلك المنظمات الإرهابية بأعمال إجرامية بحق مواطنين أبرياء تماماً كما حدث مرات عديدة في العراق حين شاهدنا استهداف المدنيين الأبرياء، ادعت بعدها قوات الاحتلال وقوات السلطة العميلة لها أنها من فعل فصائل المقاومة الوطنية العراقية الشريفة. وبعبارة أخرى، يقترح «يو» محاربة الإرهاب بالقيام بأعمال إرهابية لكي تستمر الإدارة الأمريكية اليمينية الفاشية بتسويق ما يعرف بالحرب على الإرهاب من خلال القيام بالكثير منه بنفسها في دول تريد الولايات المتحدة أن تشن حروباً عليها أو تستمر باحتلالها لها.
ومن هنا يتبين أن عمل هذه الوحدات الخاصة مصمم بالذات للقيام بعمليات غاية في السرية مع مجاميع قتالية من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مستهدفة من وراءها المدنيين والبنى التحتية، الغرض منها هو خلق خوف ورعب مستمرين لدى المواطن الآمن مما يطلقون عليه «العمليات الإرهابية». وبمعنى آخر، أن هذه الوحدات لا تتورع عن تنفيذ عمل «إرهابي» حتى داخل الولايات المتحدة نفسها تكون الغاية الرئيسية منه هو الحصول على الدعم الشعبي المطلوب لحروب أمريكا القذرة في الدول التي تريد التدخل فيها بشكل مباشر كالعراق وأفغانستان وغيرها، وتلك هي أحد أساليب عمل اليمين الفاشي المتطرف في الإدارة الأمريكية، وكما جاء على ذكره «دليل العمليات الميدانية» المنوه عنه أعلاه. هذا إضافة إلى قيام تلك الوحدات بحرب المعلومات والمخابرات والخداع والتضليل والحرب النفسية وتخريب البنى التحية للدول التي تعمل فيها، والتي هي الأخرى سمات رئيسية لطريقة عمل اليمين المتطرف الأمريكي وتسويق أيديولجيته. ومن أهم أهداف هذه الوحدات هو القيام بأعمال تهدف إلى ما يسمي بـ «ردود فعل محفزة» لدى تنظيمات المقاومة، من خلال قيام مجموعات من تلك الوحدات الخاصة بأعمال إجرامية تستهدف المدنيين الأبرياء والبنى التحتية التي تخدم المواطنين بشكل مباشر، وذلك للقضاء على مقاتلي فصائل المقاومة بعد أن تنتظر منهم ردود فعل على العمليات الإجرامية لتلك الوحدات بحق المواطنين الأبرياء. كما أن أحد أساليب الوحدات الخاصة هذه هو استهداف عوائل الأشخاص الذين يعتقد أنهم منضوين في فصائل المقاومة، وتشتمل أساليبها على قتل واعتقال أفراد عوائل هؤلاء الأشخاص ونسائهم بشكل خاص والاعتداء على أعراضهن، إضافة إلى استعمال المخدرات للتأثير على بعضهم. وعلى سبيل المثال: إن ما حدث مؤخراً في بغداد، نقلاً عن شهود عيان، من تخريب لمحطات ضخ مياه الشرب في جانب الكرخ من بغداد هو أحد العمليات التي قامت بها مجموعة من تلك الوحدات الخاصة، إضافة لقيامها بعمليات إجرامية راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأبرياء وخصوصاً النساء والشيوخ والأطفال كما حدث مؤخراً في جريمة قذرة نفذتها في منطقة بغداد الجديدة على طريق المرور السريع بعد قيام قوات الإحتلال بتوزيع الحلوى على الأطفال بهدف تجميعهم واستهدافهم بسيارة مفخخة راح ضحيتها عشرات الأطفال الأبرياء والتي أعلنت جميع فصائل المقاومة عدم مسؤوليتها عنها. إن الغاية الرئيسية من عمليات الوحدات الخاصة هذه هي إلصاق تهمة أعمالها الإجرامية بقوى المقاومة الشريفة، تبدأ بعدها بتسويق تلك الأحداث إعلامياً وبشكل واسع من خلال وسائلهم الكثيرة بحيث ينتهي الأمر بالإدارة الأمريكية الشريرة للإعلان عن أن هدف وجودها في العراق هو استمرار لعملياتها في محاربة الإرهاب، الإرهاب الذي تخلقه تلك الوحدات الخاصة المدربة لهذا الغرض والذي ينتهي حسبما مخطط له ببقاء قوات الإحتلال متمركزة في قواعد ثابتة في العراق بحجة محاربتها للإرهاب في المنطقة. وقد تكون الأحداث التي تجري في السعودية ومصر ولبنان هي من أفعال تلك الوحدات الإجرامية.
( المصدر : حذار من الوحدات الخاصة و عملياتها القذرة في العراق – د. محمد العبيدي )