مشاهدة النسخة كاملة : البرمجة اللغوية العصبية أو الهندسة النفسية
خليل حلاوجي
22-01-2006, 09:02 AM
أنقل اليكم أحبتي مقالة أستاذي الفيلسوف الطبيب السوري ( خالص جلبي ) رعاه الله
البرمجة اللغوية العصبية أو الهندسة النفسية
بقلم خالص جلبي
البرمجة اللغوية العصبية أو الهندسة النفسية مصدرها ثلاث كلمات باللغة الإنكليزية هي: Neuro-languistic-programming وتختصر بثلاث حروف هي: NLP. وقد قدم هذا المصطلح عالمان في اللغويات هما: (جون غراندر) وعالم الرياضيات (ريتشارد باندلر) في عام 1975 في كتاب بعنوان «بنية التخيل» (Structure of Magic). وهذا العلم في الواقع ليس جديداً تماماً فقد اشتغل عليه الفلاسفة والصوفية والمربون ومدارس علم النفس منذ فترة طويلة.
وخلاصته هي فهم تشريح العقل الإنساني وكيف يتصرف الإنسان ومن أين ينبع السلوك؟ وصولاً إلى شيء خطير يزعمه الكثيرون هو «التحكم» بالسلوك الإنساني. واعتبر عالم النفس الأمريكي سكينر من مدرسة علم النفس السلوكي في كتابه «تكنولوجيا السلوك الإنساني» (Beyond Freedom and Dignity) أن «العقل لا يزيد عن خرافة وأن الكرامة وهم»! وهو يذكر بفكرة عالم الاجتماع العراقي «الوردي» عن العقل الإنساني أنه عضو يحقق وظيفة البقاء ولا يبحث عن المنطق والعدالة والحق كما يردد ذلك المتحاورون في الفضائيات. ويقول الوردي إن العقل جعل لابن آدم مثل ناب الأفعى وقرن الثور ودرع السلحفاة كي تمكن الحيوانات من متابعة البقاء. وكل الحديث عن الحقيقة النهائية والعدل المطلق والعقلانية لا تزيد عن خرافة؟
وعالم النفس سكينر يريد الوصول بهذا إلى نوع من العلم نتحكم من خلاله بالسلوك الإنساني كما نتحكم في مسار قمر صناعي نطلقه إلى الفضاء. وبالطبع فإن ادعاءً كبيراً كهذا يدخلنا إلى شيء خطير في تحويل الإنسان إلى إنسان آلي (روبوت)، ويصبح سلوك الإنسان لا يزيد عن إفراز هورموني يمكن التحكم فيه.
ويرى عالم النفس بريان تريسي في كتابه «أسس علم نفس الناجح» أن الإنسان يشبه الكمبيوتر مع الفارق الهائل في التعقيد، ولكنه مثل أي جهاز يحتاج إلى كتاب «تعليمات التشغيل» (Manual Instruction) كما هو الحال عندما نشتري «فاكسا» فنتحكم به ونعرف أسراره عن طريق كتاب التشغيل.
وتقول الدراسة أن 3% فقط هم الناجحون في الحياة. ويرفع تريسي الرقم إلى 5% ويدعي الفريق الذي قام بالمقارنة بعد عشرين عاماً من الدراسة أن حصيلة النجاح الذي حققته مجموعة 3% كانت تفوق عمل 97%. والمشكلة في الإنسان أنه يأتي إلى الدنيا لا يعلم شيئاً وعنده السمع والبصر والفؤاد أي الاستعداد للتشكل، وهي الفكرة التي طرحها ديفيد هيوم في كتابه «عن الطبيعة البشرية» أن الدماغ الإنساني يشبه لوحة شمع للتشكل. ولكن ايمانويل كانت قال بشيء اسمه «المقولات العقلية» (Categorical Imperative) أي أن الدماغ الإنساني مركب على نحو مسبق لنقل الحواس الخام إلى قالب مدركات ثم أفكار. ولولا هذا لكانت رؤية البقرة للعالم ورؤيتنا واحدة، ولكن حصيلة هذه الرؤية مختلفة جذريا بين الإنسان والحيوان ومصدر الإرسال واحد.
ويعتبر الدماغ الإنساني هو مركز التعقيد الفعلي لأنه المكان التشريحي والفيزيولوجي الذي تجري فيه العمليات العصبية بدءا من التصورات وتحليل المعلومات واستيعابها وخزنها بالذاكرة وانتهاءً بالنطق والاتصال. وبعد الوصول إلى فك كامل الشفرة الوراثية اصطدم العلماء بحقيقة أن أكثر «الجينات» تعمل لمصلحة الدماغ وعلى نحو تبادلي برقم فلكي مرعب. ونحن نعرف اليوم أن خلق الإنسان يتم من خلال حوالي 140 ألف أمر «جيني». ولكن الرقم التبادلي هو الذي يصيبنا بالدوار. فمثلاً عرف أن الجينات أي الأوامر الوراثية المسؤولة عن تنظيم الضغط الدموي ليست جيناً (Gen) واحداً مفرداً بل حوالي 200 جين في ضفيرة متبادلة التأثير.
وحتى نقترب من التعقيد المخيف في أدغال غابة المخ فعلينا ملاحظة لوحة الفيديو الداخلي، فإذا كانت لوحة الفيديو فيها مائة نقطة فالدماغ فيه ما لا يقل عن مائة مليار خلية (عصبية). ومعنى هذا أن عمل الجسم يقوم على شبكات (لا نهائية) إذا أخذنا في عين الاعتبار أن كل نورون عصبي هو كوكب دري في سماء الدماغ، وهي ليست مجرات تتباعد عن بعضها كما في النظام الفلكي، بل خلايا عصبية تتصل فيما بين بعضها البعض بمحاور على نحو مذهل. وكل خلية عصبية عندها ما لا يقل عن ألف ارتباط وبعض خلايا المخيخ مثل خلايا بوركنج عندها 200 ألف ارتباط.
وحتى الآن نحن على السطح التشريحي ولم ندخل الدغل المخي تماماً، ومما كشف عنه أن الوعي هو شيء قشري سطحي مقابل اللاوعي أو العقل الباطن الذي يتحكم فينا بآليات غير مفهومة ولا تخضع للمنطق. ومما عرف أن الوعي واللاوعي أو العقل الباطن لا يشتغلان سوية وهما يشبهان المتغيرات في معادلة رياضية واحدة وهي عند الرياضيين معادلة غير قابلة للحل. وهذا يعني أن الإنسان يشكل معادلة غير قابلة للحل عملياً.
وتذهب مدرسة «اريكسون ملتون» في محاولة لاكتشاف علاقة اللغة بالعقل الباطن. فاللغة العليا تكلم الوعي المباشر أما اللغة الرمزية فإنها تتسلل إلى العقل الباطن فتكون أبلغ في التأثير. ومنه نفهم معنى ما قاله علماء البلاغة أن المجاز أفضل من الحقيقة أحياناً، وأن الكناية أبلغ في الإفصاح، وأن الاستعارة أقرب من التصريح. وهدف «قصص ألف ليلة وليلة» كانت محاولة لمداواة مريض نفسي محطم مغرم بالقتل هو الملك شهريار من خلال القصة التي تنفذ إلى اللاوعي «مباشرة» فتعالجه على نحو «غير مباشر».
والهندسة النفسية تحاول فك هذا اللغز الإنساني لفهم جدليته المحيرة. وقديما حاول الإمام الغزالي فهم مراتب الوجود فقال بأن الحقيقة تمر من خلال مستويات تضعف فيها المرة بعد المرة كما يمر الضوء عبر أوساط شفافة مختلفة فيتعرض للانكسار في كل وسط يتخلله. فبين الحقيقة الخارجية وكتابتها مراحل من «المفلترة المشوشة» قبل أن تصل إلى مرحلة النطق اللغوي وتختم باللغة المكتوبة في النهاية.
ومن هنا فإن طبيعة الاتصالات بين «الكتابة» أو «النطق» أو «المقابلة الشخصية» تدخل الخلل إلى صحة المعلومات على نحو مأساوي. بسبب أن «الكلمة» ناشفة بريئة ولكن «النطق» يحمل «لحن القول». والرؤية تحمل قسمات الوجه وما تخفي السريرة «
». فهنا تدخل على الخط لغة جديدة هي «اللغة السيميائية».
وقام فريق بحساب مقدار وصول المعلومة أي «المردود الاقتصادي» الفعلي للحقيقة المشوهة من خلال الكلمة «المكتوبة» أو «النطق» أو «المقابلة المباشرة» فكان على الترتيب 7% ثم 38% ثم 55% ويعني هذا أن المعلومة مع كل المحاولات لا تنفرغ عصبيا بشكل كامل، وربما سيحدث هذا للمستقبل إن استطعنا أن نفعل هذا كهربيا بتفريغ كامل شحنة الأفكار والتصورات من دماغ إلى دماغ أو من الكمبيوتر إلى الدماغ وبالعكس. مع ملاحظة أن ما يستقبله الدماغ هو قسم ضئيل من الحقيقة لأنه يتغذى بالحواس الثلاث الأساسية ويرمز لها VAKمن أصل ستة حواس وهي مختصر للرؤية والسمع والحركة (Visual Auditory Kenthetic). وهي محدودة بشق بسيط من كون حافل بالموجات.
والخلاصة التي نصل إليها ثلاثة أمور: إن كل من يدعي فك أسرار الإنسان نهائيا هو إما مغفل أو مدع. وأن الإنسان يشبه المحيط يتم اكتشاف بعض الجزر فيه من حين لآخر تنفع في الرسو ومتابعة اكتشاف هذا المحيط الذي لا يكف عن الاتساع. وثالثا أن من يدعي فهم كامل الإنسان من اجل السيطرة على تصرفاته واهم. حيث تتكسر كل نظرية عند عتبة قدمي الإنسان. وهذا بكلمة أخرى يعني أن الإنسان مجهول ومعلوم بنفس الوقت في زاوية تزداد اتساعا ومع كل جواب تقفز من جديد مجموعة أسئلة. والمهم فهناك من يدعي هندسة نفسية يمكن بواسطتها التحكم في الإنسان؟ ونحن نعرف من تاريخ العلم أن علم نفس «الفرينولوجيا» تحمس له العلماء كثيرا ولم يكن يتطلب أكثر من تمرير اليد على الجمجمة وتعرجاتها للحكم على ملكات الإنسان وطبيعة كيميائه ومزاجه. ثم ظهر أنها لا تزيد عن دجل.
البرمجة اللغوية العصبية هي لوحة تشغيل الدماغ , بحيث ينتج العقل الباطن سلوكا, ولاينتج العقل الظاهر تفكيرا.. ورسالات السمع والبصر تغني قيادة العقل لينتج فكرا , وهذه هي الملاحظة, وتستجيب الاطراف لدعوة الدماغ وهذه هي التجربة.. وكلما تقدمت الإنسانية على سلم التطور , كلما نظر الانسان لداخله أكثر.. فاهلا بكل علم مهما احتوى من دجل.
د.إسلام المازني
22-01-2006, 09:30 AM
بارك الله فيك أيها الغالي
نعم الفتى إن تركت الأمر في يده * أرضى الإله ولم يحفل بمن سخطا
الحقيقة هو موضوع شائك جدا، ويحتاج تنقية شرعية وعلمية كبيرة، كي نأخذ منه النافع وندع الشوائب
وقد كنت أعد ملفا كبيرا عنه, والحمد لله أنك سبقت بالخير
حيث أِشرف على صفحة طبية في موقع لحل المشكلات، وحدث سجال وصل إلى مئات الصفحات وعشرة شهور !!!
وسأنقل خلاصة المباحث سواء التي سطرها الأحباب وسطرتها ...لأنه حق الأمة علينا ثم نخلص لما يمكن أن نأخذه منه بأمر الله تعالى
وسأبدأ بفقرات لغيري ثم لي وأنوه ما استطعت لأن الملف مختلط والمهم هو المنهج وليس الحقوق الأن
الدكتور خالد الغيث الاستاذ بقسم العلوم الشرعية والتاريخ بجامة ام القرى، والدكتورة / فوز كردي أستاذة عقيدة واديان ومذاهب معاصرة في كلية التربية بجدة :
انتشرت مؤخراً في بلادنا وعمت بلاد المسلمين حولنا دورات تدريبية كثيرة منها نافعة مفيدة متوافقة مع ثوابت ديننا في قوالب جديدة وطرائق عرض عصرية ككثير من الدورات التربوية في تربية الذات ، وتربية الأبناء وفن التعامل مع فئاتهم العمرية المختلفة ، وتنمية المهارات التفكيرية والإدارية .
ومنها ماتلبس ظاهره بالنفع وفي حقيقته شر مستطير، يمتزج فيه الشرك بالوثنية من فلسفات الصين والهند وإن كان لم يظهر في بعض التطبيقات والتمارين مما لبّس على كثير من الدارسين لهذه الدورات بل والمدربين الذين أحسب أن المسلمين منهم – أصلحهم الله – غالباً يظنون فيها نفعاً للبلاد والعباد.
من هذه الدورات على سبيل المثال لا الحصر - حيث الدورات مستويات ولها توابع وفنون في تجدد مستمر - :
• دورات التدريب على الريكي
• دورات التدريب على التشي كونغ
• دورات التنفس العميق والتنفس التحولي
• دورات التأمل الارتقائي
• دورات الاسترخاء
• دورات البرمجة اللغوية العصبية
• دورات الماكروبيوتيك
• دورات التاي شي
• دورات المشي على النار
وهناك دورات العلاج بخط الزمن وغيرها ، ودورات أخرى تم طبعها بطابع الدين الإسلامي مثل : دورات العلاج بطاقة الأسماء الحسنى ، ودورات العلاج بأشعة : لا إله إلا الله ، وتدور فكرتها الأساسية في فلك هذه الفلسفات أيضاً ...ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وقد ظن كثير من المدربين من المسلمين أن هذه الدورات توافق الدين وتنصره وهي في الحقيقة تخالفه وتنقضه شأنهم في هذا شأن المتكلمون القدامى الذين أخذوا من المنطق اليوناني لنفس الهدف قال ابن تيمية " كتب المنطق اليوناني فيها من الباطل والضلال شيئ كثير ، ومن المسلمين من اتبعها مع ما ينتحله من الإسلام وهم الفلاسفة ، ومنهم من لم يقصد اتباعها ولكن تلقى عنها أشياء يظن أنها جميعها توافق الإسلام وتنصره. وكثير منها تخالفه وتخذله مثل أهل الكلام "
......
تنبيه :
تنتشر هذه الدورات بشكل واسع جداً وتستقطب جماهير من النساء والرجال مما يتطلب توعية سريعة يتعاون فيها الجميع لحماية جناب التوحيد .
والله الموفق
ومن موضوع آخر
هذا وإن من أخطر ما يواجه الأمة اليوم من صور الغزو ذلك الغزو الفكري الذي يستهدف الدين والعقل عن طريق صرف الأمة عن الكتاب والسنة ، أو تهميش دورهما في الحياة فيكونا في مرتبة التابع والمؤيد لا مقام الهادي والمرشد ، فتفقد الأمة بذلك هويتها وتضل عن مقومات عزها ونصرها وتميزها، ثم تلتفت بقوة التلبيس واستغلال الخوف والقلق من مشاكل العصر الصحية والنفسية إلى تطبيقات متنوعة لمذاهب فلسفية إلحادية روحية تعتمد على مصادر الأديان الأخرى وبالذات الأديان الشرقية ( الطاوية –دين الصين القديم – والهندوسية والبوذية والشنتوية – ديانة اليابانيين -، وغيرها من أديان التبت والهند والصين ) وهي أديان هلامية لاتشترط تخلي معتنقيها عن عقائدهم الأخرى وإنما يكفي أن ينظم حياته في كثير من جوانبها على فلسفتها الخاصة للكون والحياة ثم يعتقد بعد ذلك ما شاء .
وفيما يلي نتعرف على نشأتها وجذورها الفكرية والعقائدية ، ثم نبسط فلسفتها مع بيان أهم الأفكار والمعتقدات ثم نذكر بعض الصور والتطبيقات المعاصرة لها في واقعنا اليوم :
أولا : حقيقتها ( تعريفها ) :
هي مذاهب فكرية مبنية على فلسفات أديان الصين والهند ، وهي فلسفات إلحادية لا تؤمن بوجود الإله ولها نظرة خاصة للكون والحياة ملخصها : " أن الأصل في الكون كان "كل" واحد لا مرئي ولا شكل له ، وليس له بداية ولا نهاية ثم تكونت منه ثنائيات متوازنة ليستمر الكل واحد ، وأعظم هذه الثنائيات الشمس والقمر ، ولابد للإنسان أن يسعى لإيجاد التوازن بين هذه الثنائيات في حياته ليصل للسعادة والاتحاد بالكل ، ويساعده في ذلك تأملات خاصة ورياضات روحية ، وأنظمة حمية غذائية وتمارين استمداد الطاقة الكونية " .
الجذور الفكرية والعقائدية :
لهذه المذاهب جذور شرقية هندية وصينية – كما سبق – ولها جذورها الفلسفية القديمة عموماً ، فمن أصولها فكرة وحدة الوجود ، ونظرية الفيض الفلسفية ونظرية العقول العشرة ، ونظرية الأجسام السبعة والجسم الأثيري والشكرات . كما أنها تعتمد مذهب الذرائعية النفعية وتهدف لما يهدف إليه مذهب القوة "مذهب نيتشة" والمذاهب الإلحادية الأخرى .
.....
الأفكار والمعتقدات :
يرجى متابعة الموضوع الأصلي - في الرابط أعلاه - للتعرف على هذه الافكار والمعتقدات
كيف يعرض هذا المذهب من قبل المروجين له من المسلمين ؟
يعرض هذا المذهب بفلسفة ظاهرها خير محض فهي مجرد تطبيقات للصحة والرياضة !! ويزعمون أن فكرتها تتلخص في أن الله قد جعل في الكون طاقة كونية عليا والإنسان بحاجة دائمة إلى تدفق هذه الطاقة الحيوية في بدنه للسلامة من الأمراض البدنية المستعصية ، والوقاية من الاضطرابات النفسية والاكتئاب ، لذا فهو بحاجة ماسة لتعلم هذا العلم الذي يعينه على تجاوز مثل هذه المخاطر في زمن كهذا الذي نعيشه بكل إفرازات الحضارة المادية من الاعتماد على المصنعات والكيماويات في الأغذية، ومن أنواع التلوث البيئي بسبب الحروب والأسلحة المدمرة ومخلفات الصناعة وغيرها .
ولكن هذا الفكر بتطبيقاته وحقيقة فلسفته وأصوله شرّ محض ؛ لأن فكرة الطاقة الكونية هذه تقوم على فلسفة بديلة لعقيدة الألوهية ، فهي تعتمد على تصور خاص للكون والحياة وعلاقة الإنسان بالكون حسب تصور الطاوية (دين الصين القديم ) سواء عرف هذا معتنقوها من المسلمين أم لم يعرفوا .
من خلال الدراسة المستفيضة لهذه التطبيقات والأفكار الوافدة تبين بما لايدع مجالا للشك :
• صلتها بأديان الشرق عموماً ، والطاوية والهندوسية والبوذية خصوصاً .
• كثير منها مشوب بفكرة وحدة الوجود عند الصوفية الغالية ، أو يوصل إليها ؛
• لفلسفتها صلة ظاهرة بكثير من أفكار ونظريات فلسفة الإغريق في نظرية العقل الكلي ، وطبائع الكواكب والنجوم وتأثيرات قواها على الكون والإنسان .
• لكثير منها علاقة بأديان غربية حديثة: كدين "الموحدين الخلاصيين" و"الإنسانيين العلمانيين" ،
• لها صلة وثيقة بالمعتقدات التي برزت مؤخراً في أمريكا والغرب لإحياء للتراث الفكري كالهونا والويكا والدرودية والشامانية ومعتقدات الهنود الحمر ، التي تنادي بفكرة "أمنا الأرض" ، وتتمركز حولها (Earth centered religon) وتتبنى فكرة الطاقة الكلية .
• كثير منها يحمل في طياته من فكر دعاة وحدة الأديان ، ومذاهب النفعية والإلحاد شيئاً كثيراً.
• لايخلو كثير منها من تشبه بعبادات أهل الجحيم وعاداتهم ، كما في وضعيات استرخاء اليوجا التي هي عصب هذه التطبيقات ، أو ادعاء القدرات الخارقة كالمشي على النار أو المسامير مما عُرف به نساك الهندوس ( الفقير الهندي ).
• تهدف كثير من تطبيقاتها وملحقاتها لتعظيم شأن الإنسان وقدراته بصورة مبالغ فيها قد تصل - إذا قلت خبرة المدرب بمقاصد الدين - لتربية ما يسمي عند أصحاب مذهب القوة "مذهب نيتشه " بالرجل السوبرمان الذي لا يحتاج بعد كل هذه القدرات لفكرة اعتقاد إله ، فهو وحده يملك أمر صحته ومرضه ، وسعادته وشقائه . وإن مسه خير قال : إنما أوتيته على علم عندي .
د.إسلام المازني
22-01-2006, 09:33 AM
إن الهندسة النفسية (أو البرمجة اللغوية العصبية) عند تفكيكها والدخول في جوهرها ليست علماً محايداً بل فكر فلسفي مادي يدور حول تضخيم قدرات العقل ، وإعطاء الإنسان قدرة حتمية على التغيير بعيداً عن قدر الله سبحانه وتعالى.
وفيما يلي بعض النصوص الدالة على ذلك:
* ( إنها – أي الهندسة النفسية – تزيح الستار عن أسرار النجاح والتفوق لدى بعض الناس ، وتتيح لنا الوصول إلى وصفة ملائمة لذلك النجاح والتفوق. ثم إنها تتيح لنا استخدام تلك الوصفـة لتحقيق ما نريد تحقيقه من أهداف ومقاصـد ). [ د.محمد التكريتي: آفاق بلا حدود، ص 21].
* ( إذا كان أمر ما ممكناً لبعض الناس فهو ممكن للآخرين كذلك). [ المرجع السابق ، ص 22].
* ( إذا كان أي إنسان قادراً على فعل أي شيء فمن الممكن لأي إنسان آخر أن يتعلمه ويفعله). [ د.إبراهيم الفقي : البرمجة اللغوية العصبية ، ص16] .
* ( نحن جميعاً كبشر لنا عقل وجسد وروح ، فإذا كان في استطاعة أي إنسان أن يفعل أي شيء في أي مجال ، فأنا وأنت وكل إنسان آخر يستطيع أن يتعلمه ويتقنه ، ويعمله بنفس الطريقة ، وربما يتفوق عليه) [ المرجع السابق ، ص 32].
وهذه النصوص تحمل في طياتها فكر المدرسة العقلانية ، الذي يعد امتداداً لمذهب القدرية القائلين بأن الإنسان يستطيع أن يخلق فعله ، وأن كل أمر يمكن أن يكتسب بالجد والاجتهاد ، بعيداً عن مشيئة الله ، أو ما يسمى بحتمية تحقيق النجاح ، متى ما عرف الإنسان وصفة النجاح.
وحتى تتضح حقيقة هذه الفلسفة عملياً ، إليكم هذه القصة التي يرويها أحد المبهورين بالنظريات الغربية المادية :
( يحكى أن فقيراً أصبح غنياً فجأةً ، وحين سئل عن سر ذلك أجاب أن هناك شرطين لهذا الأمر ، يستطيع كل من يطبقها أن يصبح غنياً ، الأول : أني قررت أن أصبح غنياً ، الثاني : شرعت في تنفيذ هذا القرار) ، بعد ذلك تأتي الطامة الكبرى عندما علق ذلك المحاضر على هذه القصة فقال : ( مو ودّي ، مو ياريت ، مو إن شاء الله أنا قررت ..).
نسأل الله السلامة والعافية ، وإنا لله وإنا إليه راجعون. لقد عاتب الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم ، حينما قال لكفار قريش وهو يحاورهم : إني فاعل ذلك غداً ، ولم يستثن ، فكانت النتيجة انقطاع الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة من الزمن ، ثم نزل الوحي بعد ذلك معاتباً رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : ( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً ، إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشداً).
إن الهندسة النفسية تتجاهل الركن السادس من أركان الإيمان وهو : الإيمان بالقدر خيره وشره ، لأنها قد أعدت لنا وصفة النجاح ، أو حتمية النجاح ، وبذلك تكون قد كفتنا كل الشرور ، وكل الإخفاقات ، وكل أنواع الفشل.
ولما كان الحديث لا يزال موصولاً عن البرمجة اللغوية العصبية فأقول : إن ما يسمى بالعقل الباطن يعد من ركائز هذه الفلسفة ، ولنقرأ عن ذلك ما كتبه أحد سدنة البرمجة اللغوية وهو : انتوني روبنز ، في كتابه قدرات غير محدودة : ( كنت أعيش في منزل أنيق ... ولكني كنت أريد مكاناً أفضل ... قررت أن أضع تصميماً ليومي ، ثم أعطي إشارة لعقلي الباطن لأخلق لنفسي هذه الحياة المثالية عن طريق ممارستها في خيالي ... لم يكن لدي أي أموال ، ولكني قررت أنني أريد أن أكون مستقلاً من الناحية المادية.
وبالفعل حصلت على كل شيء كما رسمته في مخيلتي ... لقد هيأت لنفسي الجو الذي يغذي عقلي وقدرتي على الخلق والابتكار ... لماذا حدث كل هذا؟ لقد حددت هدفاً لنفسي ، وكل يوم كنت أعطي عقلي رسائل واضحة ودقيقة ومباشرة تقول : إن هذا هو واقعي الذي أعيش فيه ، ولأنني لدي الهدف الواضح المحدد ، فإن عقلي الباطن قاد أفعالي وأفكاري إلى تحقيق الأهداف التي كنت أبغيها).
إن انتوني روبنز يقول لنا ببساطة : إذا أردنا الثروة والنجاح فعلينا الانطراح بين يدي العقل الباطن والتضرع إليه كما فعل هو ، نسأل الله السلامة والعافية.
أما د. جوزيف ميرفي ، فيذكر في مقدمة كتابه قوة عقلك الباطن : ( تستطيع هذه القوة المعجزة الفاعلة للعقل الباطن أن تشفيك من المرض وتعطيك الحيوية والقوة من جديد).
كذلك عقد الدكتور ميرفي فصلاً في كتابه عن كيفية استخدام قوة العقل الباطن في تحقيق الثروة ، ومن ذلك قوله : (عندما تذهب للنوم ليلاً : كرر كلمة (غني) بهدوء وسهولة وإحساس بها ... وسوف تدهشك النتائج ، حيث ستجد الثروة تتدفق إليك. وهذا مثال آخر يدل على القوة العجيبة لعقلك الباطن) [ ص117].
لقد أصبح ما يسمى بالعقل الباطن عند أولئك الماديين أصحاب الفلسفة المادية ، صنماً يعبد من دون الله ، فهو الرزاق ، وهو الشافي ، نسأل الله السلامة والعافية وأن يحيينا على التوحيد ويميتنا عليه.
أحبتي في الله ، إن الحديث عن الهندسة النفسية يحتاج إلى مزيد من البسط ، وإطالة النفس ، لكن المقام مقام إيجاز ، وأما التفصيل فله مجال آخر بإذن الله ، هذا والله تعالى أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا.
د.إسلام المازني
22-01-2006, 09:38 AM
وهنا رد لأختي الزهراء أخصائية نفسية تحضر الدكتوراة في كندا وتشرف على القسم النفسي في عالم بلا مشكلات
مما لايخفى على احد ان اغلب علماء الغرب وخاصة علماء النفس لايؤمنون بوجود اله ويحتجون بانه اذا كانوا لايرونه فهو غير موجود وتعالى سبحانه علوا كبيراوفي ذات الوقت هم يؤمنون بوجود اللاوعي في عقل الانسان والذي يستحيل رؤيته وينسبون الخلل في شخصيات البشر وتفاعلهم مع الاخرين الى خلل في اللاوعي
وانا هنا لااناقش مدى صحة نظرية اللاوعي او العقل الباطن فمن يؤيدها لديه مايدافع به وكذلك من يرفضها ولكنني احببت ان اؤكد لنفسي ولغيري انه علينا الحرص كل الحرص فيما نستقي من علوم الغرب وخصوصا التي لاتوافق الفطره السليمه
بالنسبه للبرمجه العصبيه فكما ذكرت سابقا بان التعلم وزيادة الوعي لدى الناس شئ طيب ولكن في ذات الوقت مهم جدا ماذا نتعلم وممن نتلقاه
تعقيبا على رد د.الغيث اعتقد ان محاولة اقناع الناس بان ماتفعله انت اقدر انا ايضا على فعله حتى وان كان من باب التشجيع فهو غير صحيح اطلاقا فالله سبحانه وتعالى خلق البشر بقدرات متفاوته واغفال ذلك قد يؤدي الى نتائج سلبيه عندما لايراعي الانسان قدراته فتعلو اماله ولايستطيع انجاز ماصوروه له ومن ثم يصاب بالخيبه والاحباط
هنالك نقطه مهمه جدا ايضا بخصوص هذه البرمجه وهي ان من يتلقى التدريب لساعات تتراوح 20-30 ساعه يعطى شهاده للممارسه واردت فقط ان اعرف ممن لديه فكره ماذا يعني ذلك بالضبط هل اصبح من يتلقى هذه الدورات مرخص مثلا للعلاج او ماشابه ذلك لانني بصراحه اصبت بصدمه عندما عرفت ان بعضهم يقوم بعلاج الناس باجر 300 ريال في الساعه وهم اما ياتون اليك او تذهب اليهم في منازلهم وماثار غضبي ان مريضا اعرفه بمدينة الرياض كان يعاني من مرض نفسي مزمن وحالته تستدعي علاج مكثف من قبل مختص واهله في وسط حيرتهم اشار عليهم احد ما بخبراء البرمجه العصبيه وجاء الخبير واخذ الاجر ولكن ساءت حالة المريض وذلك لسبب بسيط جدا ان ذلك الخبير اعتقد ان برمجته علاج كل معضله ولم يهتم لجهله بطبيعة المرض وصعوبته وان ذلك ليس اختصاصه
بذكري لهذا المثال لااقصد التقليل من شان احد ولكن لاشئ يغيظيني اكثر من استغلال محن البشر
ومع احترامي للبرمجه ومؤيديها فانا لااعتقد بان دورات تدريبيه هنا وهناك تجعل منك معالج لامراض يحتاج الانسان الى سنوات من الدراسه والممارسه لعلاجها
زاهية
23-01-2006, 12:25 AM
كنت قد بدأت بحضور بعض الدروس عن البرمجة العصبية للدكتور الفاضل يحيي الغوثاني ثمَّ انقطعت وكم أتمنى أن نغني الواحة بهذا العلم الرائع بجهود المخلصين من أمثالكما أخي الفاضل خليل حلاوجي وأخي الفاضل إسلام المازني
سوف أعود بإذن الله لقراءة هذه الصفحة
أختكما
بنت البحر
مصطفى بطحيش
23-01-2006, 01:54 AM
استاذ خليل حلاوجي
د.إسلام المازني
رعاكما الله وزادكما بسطة في العلم , ونفع بكما الأمة
تحية لكما
د.إسلام المازني
23-01-2006, 02:50 AM
ما شاء الله
ازدان الموضوع بحضوركم أختنا الكريمة
ولا شك أن تصفية هذا الأمر واجبة
وأول خطواتها الدراية التامة
وهنا أترك الحديث لأخي د.أبي معاذ بن عودة ، إتماما لما ذكره د. خالد ( وبعض نقاطه لن أوردها لأنها تم تغطيتها أعلاه )
وأنوه لأن النقطتين الغائبتين عن السحر وأنواعه وعن منهج الاستدلال الشرعي
أود أن اطرح بعض التصورات في تناول هذا الموضوع حتى يتسنى للجميع أكبر قدر من الفائدة والفهم الشمولي وأتمنى أن تتقبلوها بصدر رحب. و على جميع المشاركين أن يعطوا الحوار حقه و أن يتجردوا وألا تأخذهم العزة بالإثم في الرأي والطرح فكلنا راد ومردود عليه.
ينبغي طرح ودراسة:
1. أصل البرمجة اللغوية العصبية وتاريخها الذي يتعدى قرندر وباندر.
2. أسسها.
3. مكوناتها.
4. فرضياتها.
5. معاني مفرادتها وأصولها بلغتها الأصلية مثل أصل خط الزمن والإرساء والترسيخ والنميطات والبرامج فوق العقلية والمجازية والعلاج بالرسالة المتكاملة والترميزات القديمة والحديثة والنمذجة والتأطير وغيرها.
6. علوم مشابهة لها.
7. اختلاطها مع سحر المسرح.
8. اختلاطها مع علم السينتلوجيا.
9. اختلاطها مع علم الطاقة.
10. اختلاطها مع سحر الشمان والعشوائي.
11. اختلاطها مع حكم القبّالة والتي من اهتماماتها التعمق في أمر الروح والعقل والنفس.
12. اختلاطها وتركيزها على مفردات تدرس في علوم السحر كدائرة السحر وهنا تسنى دائرة الإمتياز.
13. اختلاطها مع الطب البديل.
14. ماهية السحر الأبيض من الأسود عند علماء الإجتماع والنفس في الغرب.
15. علاقة السحرة بها وتدريسها وما هي أهميتها في عملهم.
16. علاقة التأثير والتخييل والإرادة وتشابهها بين علوم السحر في الغرب والبرمجة.
17. إيجابيات و سلبيات التأثير والتويم الإيحائي على أخلاقيات المسلم والشرع. وما هي الفروق بين تقديم وتدريس البرمجة و محتويات منهجها في البلاد الإسلامية وفي الغرب وخاصة في ورش العمل والتدريبات.
18. ضوابط ممارسة البرمجة في العلاج الحالية إن وجد وهل هي خاصة بالأطباء أم لكل الناس؟
19أنواع السحر
20. علاقة اللغة والمنطق بالسحر والجهاز العصبي وتأثيرها في نظر الإسلام والغرب.
21. علاقة البرمجة والأعصاب والقفز والبعد الكمي الفيزيائي والميتافيزياقية.
22. اعتماد مدارس السحر بأن البرمجة تقنية متقدمة لأساليب التأثير والوصول للآخر وأنها والسحر عملة لوجه واحد.
23. تقسيم وتوزيع محتويات البرمجة على علم النفس وعلم النفس التحليلي وعلم النفس العلاجي الشفائي وعلم الإدارة والإتصال وعلم الطاقة وعلم اللغة وعلم المنطق وغيرها من العلوم حتى يتسنى التفرقة بين محتويات البرمجة وبقية العلوم وتصفيتها.
24. اختلاط البرمجة بمحتويات الديانات البوذية وغيرها المرتبطة بعلم النفس والروح والعقل.
25. علاقة الإيحاءات والتخييلات والتصورات والمحاكات وحركات الفم واليد والجسد بعلوم السحر وفعاليتها.
26. علاقة العقل والنفس والروح والحواس في التأثير وفي سحر التخييل.
27. مدارس البرمجة المختلفة وماهياتها.
29. تأثير البرمجة على ضروريات الإسلام الخمس: الدين والنفس والعقل والمال والعرض. وتأثيرها السلبي الشرعي كما في عمليات الإغواء والإغراء وفتح هذا الباب لكل الناس.
30. أبعاد واحتمالية تلبيس هذه التقنية على الناس أمور دينهم واستلال من صدورهم الإيمان وما ترسخ في أنفسهم من عقيدة صحيحة على المدى القريب والبعيد.، وهذا الأمر مفيد بحيث لا تجّر هذه البرمجة إلى مزيج خبيث مضطرب من الأفكار والاعتقادات الفاسدة والخيالات والأباطيل والظنون والأوهام.
31. تأثير وخداع البرمجة وتلاعبها بالعقل والأحاسيس.
اعلم أن هذا الأمر قد يطول ولكن من أراد أن يلم بأمرها فعليه أن ينظر لهذه الأمور بجدية وتجرد للوصول للحقيقة المنشودة. والذي ألحظه أن الناس أخذوا بمناقشة مخرجات هذه التقنية ولم يدرسوا أسسها و أبعادها على جميع الصعد من تاريخ وتأصيل وعلاقاتها بالعلوم الأخرى.
د.إسلام المازني
23-01-2006, 02:59 AM
وهنا تكملة لأخت فاضلة بتصرف :
هل أشار القرآن إلى طرق الدعوة إلى الله والوصول للخشوع والسعادة والدفاع عن النفس وطرق ناحجة للتعامل مع الناس ؟ وكيف نستنبط ذلك من القرآن والسنة وننقي ما ورد من الغرب ؟ ..... اقرؤوا أقوال أئمة الإسلام عن النفس والإرادة والهمة وكل تلك الأمور انظروا لابن القيم وهو يتحدث عن ذلك ...
*
الاستفادة من شيء ليست مقياسا لاتخاذه واتباعه ..
ولو لم يستفد الساحر من سحره لما أكمل سيره ! فهناك مشروعية نبتلى بها اختبارا
د.إسلام المازني
23-01-2006, 03:02 AM
وهنا فقرة من كلام الأخ أحمد الزهراني، مؤلف كتاب البرمجة حوار ونقد:
العجب أكثر أنّهم أقنعوا الدارسين بقواعد اتصال جعلتهم لا يأبهون بكلام العلماء .
فمثلاً أفتى كبار العلماء بحرمة التنويم المغناطيسي وأنّه ضرب من السّحر ( أي أنّه قادح في التوحيد ) ومع هذا يمارسونه ويعلمونه ويتعاملون معه بلا حياء ولا خجل ، فعندهم كلام العلماء راي يجب أن تحترمه وتوقّره !! لكن لا يجب عليك اتباعه !!
ولهذا كتبت شيئاً عاماً عن البرمجة في كتابي ( البرمجة اللغويّة العصبية حوار ونقد ) ، وأريد به فقط التنبيه والتحذير العام .
د.إسلام المازني
23-01-2006, 03:06 AM
بارك الله فيك أخي الحبيب مصطفى
والشكر لأخي خليل
ونكمل الملف لنتأمل بعمق :
الحديث للأخت :
المستوى الأول من البرمجة .. فهو مختلط بكثير من البديهيات والمسلمات التي لا يحتاج أن ندفع كل هذه الأموال لمعرفتها .. ( وقد ندمت إحدى صديقاتي بعد حضورها وقالت لي: أكثره كلام معروف وبديهي خاصة عند المسلمين المتعلمين ) ..
وفي داخل هذا الخليط تبدأ فكرة الطاقة الكونية ( البديلة عن عقيدة الألوهية ) بالدخول شيئا فشيئا وبطريق مدسوس كما يدس السم في العسل ..
ويقولون .. إذا وضعت في بيتك نافورة لا تصيبك أمراض مستعصية ولا يددخل بيتك كذا وكذا ..
أليس هذا من الدجل والكهانة
ويقولون .. إن طعاما معينا ( يدعى الميزو ) يعطيك طاقة عظيمة تجعل بيتك لا ينهدم إذا انفجرت بجانبه قنبلة نووية ..
وخرافات وأباطيل وعلى رأسها خرافات مريم نور .. اللهم اصرف قلوب المؤمنين عنها واقطع كل سبيل يوصل إليها ..
وبكلام معين وأسئلة معينة تستطعين المشي على الجمر !
زاهية
23-01-2006, 04:44 AM
ويقولون .. إن طعاما معينا ( يدعى الميزو ) يعطيك طاقة عظيمة تجعل بيتك لا ينهدم إذا انفجرت بجانبه قنبلة نووية ..
وخرافات وأباطيل وعلى رأسها خرافات مريم نور .. اللهم اصرف قلوب المؤمنين عنها واقطع كل سبيل يوصل إليها ..
وبكلام معين وأسئلة معينة تستطعين المشي على الجمر !
آمين
اللهمَّ آمين
خليل حلاوجي
23-01-2006, 07:41 AM
ومريم نور هذه تصرخ بين الناس زورا" أن الباذنجان يحوي نيكوتين اكثر خطرا" علينا من السيجار
ياللهول ياربي !!!!!
أختي زاهية أننا بصدد فلترة هذا العلم شرعيا" وعقليا"
فنحن لانرفضه ولكن نريد ان نخرج بنقاش لتخليصه من بعض اباطيل مدعيه
نحن المسلمون لانقف متفرجين في أي ظاهرة تشاع بين الناس ولا ندفن رؤسنا في الرمال
وحسبك ان د. المازني مهتم به لتري اننا نغربل
ساعدونا ياأحبة في مهمتنا أذن
ادامكم الله
ثانيا"
عالم النفس بريان تريسي في كتابه «أسس علم نفس الناجح» أن الإنسان يشبه الكمبيوتر مع الفارق الهائل في التعقيد، ولكنه مثل أي جهاز يحتاج إلى كتاب
انا لكوني مسلم ادرك بعقلي ان مايعنيه تريس ان هذا الكتاب هو القرآن ....... ألأتوافقونني
هنا تظهر عندي مشكلة جديدة كيف اقنع من لايعرف القرآن بانه هو الكتاب الذي Manual Instruction
لدينا طريقة قد لاترضي البعض اسمها التجرد
ولنفعل مثلما فعل سلمان الفارسي ........ الباحث عن الحقيقة
وساسير معهم نجرب فكرة فكرة ونسقط واحدة واحدة بعد ان نضع معيار للتفاضل
فماذا تقترحون ؟
انا شخصيا" .......... عندي يقين ان ... المنفعة طريقة مجدية
اي دين او اي ايدلو جية او اي حزب يطرح علينا مضمونه سنجرب مطابقة ادعاءاته على واقعنا
هل سيزيد من همومنا ام سيريحنا
ولو كنت انسان ساذج فربما سيخدعني من هو اقل علما من حملة الهندسة العصبية
اما واني انسان واع وقرآني اعيش وفق نور السراج المنير محمد عليه الصلاة والسلام
فان الله تعالى اعطاني سلاح هام لاكشف به زيف المدعين
قال تعالى
(( ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول .. ))
وعندما ارسل احد طلبة اكادمية السلم والعلم التي ندرس فيها علوم د. خالص جلبي عن رجل يقرأ على الماء من القرآن وقد صور بلورات الماء وقد صارت اشكال هندسية ( وهو طبيب مؤمن بlnb )
سخر من قوله استاذنا خالص وسفهه في رد طويل ساورده حين اعثر على نصه
\
هنا انا اشكر استاذي المازني وادعوه الى مجهود ومجاهدة لكشف ماهو علمي مما هو من صنع الدجاجلة
علينا تبيه الناس الى زيف من يقيم دورات العلاج بخط الزمن وغيرها ، ودورات أخرى تم طبعها بطابع الدين الإسلامي مثل : دورات العلاج بطاقة الأسماء الحسنى ، ودورات العلاج بأشعة : لا إله إلا الله ، وتدور فكرتها الأساسية في فلك هذه الفلسفات أيضاً ...ولا حول ولا قوة إلا بالله
\
شكرا" لك ايها المازني الفاضل الكريم وجزاك الله عنا كل خير وبارك الله في جهدك
وشكرا" لكل من يمر ويعقب لتشيع الفائدة
د.إسلام المازني
23-01-2006, 02:19 PM
بارك الله فيك بنت البحر، ونور دربك ومد في الخير أثرك ...
بارك الله فيك أخي الغالي خليل، وأرى أن القرءان له أوجه إعجاز كثيرة
لو أراد عقلاء أي أمة أن يروا ما هو الحق، وما هو الكتاب الحق !
ودونك قوائم المسلمين من أكبر علماء الغرب كل عام
والحقيقة أنه لو كان هناك تجرد من الشهوات وصدق مع النفس فسيكون الأمر سهلا ...
أما وهناك رواسب ومقررات سابقة يدخل بها البعض على البحث فلابد ألا يصل،
فالمنافذ لديهم مغلقة الأذن والقلب والعين والعقل
ختم على القلوب ...وغشاوة على الأبصار
( صم بكم عمي ) وقيل الأبكم أخرس وأبله معا! وقيل يستويان...
وقيل
البصيرة كالبصر
أقل شيء فيه يمنع النظر
يعني كما أن البصر تطمسه حبات الرمل وتشوش عليه
فالمعاصي تشوش على البصيرة وتطمسها
وتسبب العمه
والعمه
هو عمى القلب
نسأل الله العافية
د.إسلام المازني
23-01-2006, 02:20 PM
وقفة موضوعية مع البرمجة اللغوية العصبية
إن سلسلة المحاضرات والدورات التي تحذر من " الفكر العقدي الوافد " وتبين منهجية التعامل معه تتحدث عن الوافدات الفكرية عموماً وتطبيقاتها في الصحة والرياضة من منظور علمي وعقائدي واجتماعي ، والحديث فيها أصالة عن ما يسمى بـ"الطاقة" وتطبيقاتها ويتبعه حديث موجز عن دورات البرمجة اللغوية ودورات المشي على النار ، إذ العلاقة بين هذه الوافدات وثيقة ، والمظلة التي تظلها واحدة ، وإقبال الناس عليها جميعها بدوافع متشابهة والنتيجة الخطرة التي تنتظر السائرين في طريقها متقاربة.
والبرمجة اللغوية العصبية على ما بدا حتى الآن -بعد دراسة وتقص- ليست من الفكر الذي أصله عقدي كما في الماكروبيوتيك والريكي والتشي كونغ وسائر تطبيقات الطاقة إلا أنها البوابة لكل هذه الأفكار من وجه ، ومن وجه آخر فقد داخلتها -في بعض تطبيقاتها – لوثات مختلفة من أديان الشرق ، ثم إنها تقود في مستوياتها المتقدمة - ما بعد مستوى المدرب – إلى مزيج من الشعوذة والسحر فيما يسمى بالهونا والشامانية التي هي أديان الوثنية الجديدة في الغرب. وفيما يلي وقفة موضوعية مع البرمجة اللغوية العصبية تحدده ثلاثة محاور ، الأول يتضمن وقفة مع المنهج العلمي ، والثاني : وقفة مع الآثار الاجتماعية ، أما الأخير فيشكل وقفة من منظور العقيدة الإسلامية .
وقفة مع المنهج العلمي ( Scientific Method) :
لابد من هذه الوقفة مع المنهج العلمي للنظر في تقييم الوافدات المتوشحة بلباس العلم لتكون النظرة التقويمية لها صحيحة مؤصلة. حيث يتميز المنهج العلمي بدقته وموضوعيته . ويقصد بالمنهج العلمي تلك الإجراءات التي أجمع العلماء على استخدامها عبر العصور ؛ لتكوين تشكيل أو تمثيل صحيح لما يجري من وقائع وظواهر في العالم .
وحيث إن القناعات الشخصية ، والقناعات الجماعية تؤثر على انطباعاتنا، وعلى تفسيرنا أو ترجمتنا للظواهر الطبيعية ، فإن استخدام إجراءات معيارية قياسية منهجية يهدف للتقليل من هذا التأثير عند تطوير نظرية ما .
ومن المعلوم أن مراحل المنهج العلمي في الدراسات الكونية والإنسانية والاجتماعية تبدأ بالمشاهدات والملاحظات للظواهر، ثم تصاغ على أساسها الفرضيات ، ثم إذا ثبتت بتجارب صحيحة وكانت لنتائجها مصداقية إحصائية تصبح نظرية ، وإلا رُفضت الفرضية أو عدلت ، ثم تمر النظرية أيضاً بتجارب وتختبر نتائجها لتكون حقيقة أو تقف عند حدود النظرية أو تلغى . والمنهج العلمي يؤكد على ضرورة الأخطاء الإحصائية عند ذكر النتائج واعتمادها ،وهذه يمكن توقعها أو قياسها ومن ثم تضاف للنتيجة ويتم تعديلها.كما ينبه على الأخطاء النابعة من الرغبة الشخصية ، أو تأثير النتيجة المأمولة Wishfull thinking حيث يفضل الباحث نتيجة على أخرى ، و( الزلل التراجعي) Regressive fallacy الذي يكون مجرد ربط من الباحث بين الملاحظة وشيء مقترن بها دون أن يكون بينهما علاقة سوى الاقتران . أما أسوأ الأخطاء على الإطلاق أن تكون الاختبارات عاجزة عن إثبات الفرضية ، ويدعي الباحث إثبات الفرضية بها ، ويغض الطرف عن نتائج الاختبارات التي لا تتناسب مع الفرضية التي يرغب في إثباتها .
كما أنه من الأخطاء الكبيرة عدم إجراء التجارب ( عدم وضع الفرضية تحت الاختبار ) ، وبالتالي الخروج بنظرية من المشاهدات اعتماداً على المنطق البسيط والإحساس العام ( الانطباع ) .
وليست الوقفة مع المنهج العلمي في تقويم هذه الوافدات من قبيل التكلف والتعسف كما يدعي البعض فالإسلام يدعونا إلى المنهجية العلمية بدعواته المتنوعة للتأمل والتفكر والعلم والتعقل والتذكر ، وقد وضع العلماء المسلمين أصول المنهج العلمي الصحيحة سواء فيما يتعلق بالنقل أو العقل ، إذ لم تكن الدعاوى تقبل لمجرد التدليل عليها بنصوص الوحيين أو أدلة العقل دون تحقيق وتدقيق ، فالتحقيق : إثبات المسألة بدليلها ، والتدقيق : فحص وجه الدلالة من الدليل ومدى مناسبته للمسألة (الدعوى) وكان شعارهم : إذا كنت ناقلا فالصحة ( توثيق النص ) أو مدعياً فالدليل ، وكانوا رواداً في التمييز بين الحقائق والدعاوى ، وأخذ الحق ورد الباطل مهما مزج بينهما المبطلون ولبّسوا ..
وبالنظر للبرمجة اللغوية العصبية في ضوء هذه الوقفة مع المنهج العلمي نجدها تفتقر إليه في عمومها وأغلب تفصيلاتها ، وربما لهذا لم تلق ترحيباً في الأوساط العلمية في معظم دول العالم ولاقت رواجاً حيث تكون سطحية التفكير والرغبة في الجديد والرغبة في الوصفات السريعة . وتفصيل نقدها من الناحية العلمية يمكن تلخيصه فيما يلي :
· كثير من المشاهدات التي بنيت عليها فرضيات الـ(NLP) ليس لها مصداقية إحصائية تجعلها فرضيات مقبولة علمياً .
· تعامل الفرضيات وتطبق ويدرب عليها الناس على أنها حقائق رغم أنها لا ترقى لمستوى النظرية.
· نظرياتها مقتبسة من مراقبة بعض الظواهر على المرضى النفسيين الذين يبحثون عن العلاج. ثم عممت على الأصحاء الذين يبحثون عن التميز .
· أكثر روادها من القادرين على دفع رسومها :
- الباحثين عن الحلول السريعة Quik fix
- بدلا عن العمل Hard Work
وأنا هنا أقدم تقيمين اتبعا منهجاً علمياً في نقدهم للبرمجة : الأول هو التقويم المقدم للجيش الأمريكي من الأكاديميات القومية ففي عام 1987م بعد انتشار دورات تطوير القدرات رغب الجيش الأمريكي في تحري الأمر فقام معهد بحوث الجيش الأمريكي The US Army Research Institute بتمويل أبحاث تحت مظلة "تحسين الأداء البشري" على أن تقوم بها الأكاديميات القومية National Academies US التي تتكون من كل من الأكاديميات القومية للعلوم والهندسة والطب والبحث العلمي. وتعتبر هذه الأكاديميات بمثابة مستشارة الأمة الأمريكية ، وقد تكونت من هذه الأكاديميات مفوضية العلوم الاجتماعية والسلوكية والتعليم ، ثم تم تكوين فريق علمي كان اختيار أعضائه على أساس ضمان كفاءات خاصة وضمان توازن مناسب، وعُهد لمجموعات مختلفة بمراجعة البحوث حسب الإجراءات المعتمدة لدى أكاديميات البحوث الأربع. قدم الفريق ثلاث تقارير:
الأول في عام 1988م، الثاني في عام 1991م ، الثالث في عام 1994م وقد قدم التقرير الأول تقويماً للعديد من الموضوعات والنظريات والتقنيات منها البرمجة اللغوية العصبية الذي ذكر عنها ما نصه : " أن اللجنة وجدت أنه ليس هناك شواهد علمية لدعم الادعاء بأن الـNLP استراتيجية فعالة للتأثير على الآخرين ، وليس هناك تقويم للـNLP كنموذج لأداء الخبير " .
واستمر البحث والتحري في مجال "تحسين الأداء البشري" وبعد ثلاث سنوات يشيد التقرير الثاني بنتائج التقرير الأول والقرارات التي اتخذها الجيش الأمريكي بخصوص عدد من التقنيات السلبية ومنها الـ NLP حيث أوصى بإيقاف بعضها ، وتهميش بعضها ، ومنع انتشار البعض الآخر .
وبعد ثلاث سنوات أخرى اكتفي التقرير الثالث – نصاً - في موضوع البرمجة اللغوية العصبية بما قُدم في التقريرين الأول والثاني .
والثاني : صاحبه الدكتور" روبرت كارول" أستاذ الفلسفة والتفكير الناقد بكلية ساكرمنتوا الذي قال: (
رغم أني لا أشك أن أعداداً من الناس قد استفادوا من جلسات الـ (NLP) ، إلا أن هناك العديد من الافتراضات الخاطئة أو الافتراضات التي عليها تساؤلات حول القاعدة التي بنيت عليها الـ (NLP) . فقناعاتهم عن اللاواعي والتنويم والتأثير على الناس بمخاطبة عقولهم شبه الواعية لاأساس له.كل الأدلة العلمية الموجودة عن هذه الأشياء تُظهر أن ادعاءات الـ (NLP) غير صحيحة) . فبرغم تراجع الجيش الأمريكي عنها بعد تجربتها، وعدم إيمان كثير من الشركات بها ، وعدم الاعتراف بها كعلم في الجامعات ولا كعلاج في المستشفيات يقبل عليها جماهير المفتونين من المسلمين ( راجع في ذلك مقالة منشورة في مجلة النيويورك تايمز في عددها الصادر 29 سبتمبر 1986م في مقالة بعنوان " المبادئ الروحية تجتذب سلالة جديدة من الملتزمين" ).
فهذه هي شهادة بعض أهلها فيها ، وهذه نتائج تحريات جهات من أفضل الجهات العلمية ، وفي بلد من أبرز البلاد تقدماً في منهجيات البحث والتحري . وصدق ابن القيم عندما قال معلقاً متعجباً بعد ذكره للأحاديث والآثار المحذرة من التشوف لما في كتب أهل الكتاب من أدبيات أو فوائد وأخلاقيات فقال : "فكيف لو رأى اشتغال الناس بزبد أفكارهم وزبالة أذهانهم عن القرآن والحديث " ووالله ما أشد العجب ، وما أعظم الخطب ، ولكنها سنة كونية في هذه الأمة مهما ابتغت العزة بغير دين الله أذلها الله فهاهي تقتات فتات موائد اللئام ليس في البرمجة وحسب ، بل في كل ما يتبقى ويثبت عزوف عقلاء الغرب عنه فقد اعتمدت مقررات الرياضيات الحديثة للتدريس في المدارس الابتدائية في بداية السبعينات الميلادية بعد أن ألغت الدول الاسكندنافية تدريسها في الستينات الميلادية !؟ وها نحن نفتح المدارس العالمية القائمة على التعليم المختلط في حين خطب الرئيس الأمريكي أمته محذراً من عواقب التعليم المختلط واعداً بالدعم للمدارس التي تتبنى الفصل بين الجنسين !!
ومن العجيب أنه على الرغم من عدم ثبوت فرضيات الـ NLP ، إلا أنها تعقد الدورات للتدريب عليها وكأنها حقائق ثابتة بتجارب مستفيضة ! وليس في واقع العامة فقط وإنما في واقع أساتذة الجامعات والدعاة ومن المضحك المبكي أن ينادي المفتونات من التربويات بتقريرها مقرراً في التعليم ، واعتبارها بنداً مهماً في بنود تقييم الكفاءة !! مما أعتقد أنه لم يكن يخطر لمؤلفيها أنفسهم على بال .
ثانياً : وقفة مع الآثار الاجتماعية للـNLP :
أشاع انتشار الدورات في البلاد فوضى عارمة كما صرح بذلك كثير من التربويين والمسؤولين الذين يبذلون جهوداً حثيثة لإيقاف هذه الفوضى فقد سرّبت الـNLP إلى أيدي عامة الناس ومنهم طلبة دون سن النضج بعض تقنيات التنويم والعلاج بالإيحاء وغيره من الأدوات الخاصة بالأطباء والمرشدين النفسانيين الذين يؤهلون تأهيلا علمياً وافياً قبل أن يعتمدوا كمرشدين أو أطباء نفسانيين من الجهات الرقابية المسؤولة . وقد تحول نتيجة لانتشارها السريع عدد من المرضى النفسانيين بعد عدد من الدورات إلى مرشدين نفسيين واجتماعيين !! وهم الذين كانوا ومازالوا فاشلين في دراستهم ، ومنهم فاشلين في حياتهم الأسرية والوظيفية إلا أنهم حققوا نجاحاً منقطع النظير في التدريب والمعالجة بتقنيات الـ NLP!! كما أن كثيراً منهم في الطريق إلى تحقيق ثروة هائلة حيث تنتشر دوراتهم دون أن يتكلفوا هم مسؤوليات إنشاء المؤسسة أو المركز ، ويكثر الإقبال على معالجاتهم بعيداً عن العيادات المرخصة؟!
ومن وجه آخر فإن للـNLP نظاماً تسويقياً متميزاً يعتمد على التسويق متعدد المستويات ، وهو أسلوب متميز ناجح لبيع الدورات التدريبية . إلا أنه يجب أن يكون واضحاً أن حقيقة ما تبيعه الـNLP للمتلهفين على دوراتها هو الوهم "الأمل" بالصحة للمريض ، والوهم "الأمل" بالتميز للأصحاء، وقد يكون هذا نافعاً للبعض يمنحهم قدرة على التفاؤل ومن ثم العمل إلا أنه يجب أن تكون حقيقة المبيع واضحة وإلا كان بيع غرر. وتبقى نقطة أخيرة في هذه الوقفة الاجتماعية فثمة أمر خطير نتج عن هذا الوافد الغريب "البرمجة اللغوية العصبية " في مجتمعنا وهو أثر أخلاقي نتج عن كثرة اختلاط الرجال بالنساء وإن كان بفاصل مكاني حيث طبيعة التدريب ومادته تتطلب التواصل ودوام التفقد ، وطبيعة المعالجة النفسية والاجتماعية تتطلب ألفة واندماج ومصارحات أدت في حالات كثيرة إلى مفاسد لا ينكرها إلا مكابر .
كما أن تدريباتها التي بنيت على مرضى ثم أطردت على الأصحاء قد تسبب على المدى البعيد وربما القريب إغراق مرضي في أحلام اليقظة في أوساط الناضجين لا المراهقين فقط ، كما أنها أشاعت جواً يساعد على الجرأة في ممارسة استرخاءات جماعية وفردية إن ثبت لها فائدة فهي لا ينبغي أن تكون إلا في الخلوات ، كما أنها نشرت بدعوتها لترديد عبارات القوة والقدرة وتعليقها في الغرف جواً من الذاتية والتعالي لا يقبل إلا من مرضى، ولكم أن تتأملوا هذه المواقف التدريبية لتحكموا بأنفسكم ( يقف المدرب الذي يظهر عبر الشاشة حافي القدمين يسير كهيئة الحصان طالباً من المتدربات – مشرفات تربويات ومديرات مدارس ووكيلات ومعلمات – أن يخلعن الأحذية ويمارس التدريب وهن يرددن : أنا قوية .. أنا قوية .. متخيلات أنفسهن في قوة الحصان ورشاقته ) وفي دورة أخرى ( يظهر المدرب على الشاشة وهو راكع رافع يديه إلى الأعلى كأنها جناحين يرفرف بها طالباً من جمهور المشرفات والمعلمات أن يفعلن ذلك فإذا بهن جميعاً راكعات يرفرفن بأيديهن إلى الأعلى متخيلات أنفسهن في خفة الحمامة تاركات همومهن وضغوط العمل خلفهن محلقات في عالم من أحلام اليقظة قد يصلح لمعالجة المرضى النفسانيين لا لأهل التربية والتعليم ..) وفي ثالثة يطلب من الجميع أن يسترخوا وهم يتخيلون أجسادهم نافورة تخرج مشكلاتهم من داخل أنفسهم إلى الخارج وما هي إلا نصف ساعة حتى تنتهي المشكلات !! ولولا أن المقام يضيق عن ذكر المزيد لذكرت مقتطفات أخرى تجعل الحليم حيران مما يجري تحت شعار التدريب ورفع الكفاءات ! ومما يقدم من مسوخ العلم !
وقد ظهر في المجتمع المسلم من جراء البرمجة وأخواتها من ينادي بالسفر خارج الجسد OBE، ومن يزعم أنه اعتمر وهو في فراشه ، مما جعل أحد الأطباء النفسانيين يقول : أننا ربما نسمع في القريب أن "مرض انفصام الشخصية" حالية مثالية ، ويتصدى للتدريب عليها أهلها الذين هم المرضى وهم الأطباء ؟! ولا نعلم ماذا تخبئ الأيام إن لم يتدارك المسؤولون هذا الأمر الخطير ، ويتفطن لأبعاده المفتونون .
ثالثاً : وقفة مع البرمجة اللغوية العصبية من منظور شرعي عقائدي
فمن المعلوم الثابت عقلا ونقلا أنه كما قال ابن تيمية ( من شأن الجسد إذا كان جائعاً فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر، حتى لا يأكله إن أكل منه إلا بكراهة وتجشم ، وربما ضره أكله ، أو لم ينتفع به ، ولم يكن هو المغذي له الذي يقيم بدنه ، فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته ، قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به ، بقدر ما اعتاض من غيره بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع ؛ فإنه تعظم محبته له ومنفعته به ، ويتم دينه ، ويكمل إسلامه ) وإن لم يكن من شر وراء البرمجة اللغوية العصبية إلا الاستعاضة بغير المشروع عن المشروع لكفاها شراً ، فإننا والله بخير ما فتئنا نعالج بأدوية الكتاب والسنة أدواء أبداننا – مع جواز التداوي بالأسباب الدنيوية شرط أن تكون أسباباً حقيقية ، ولا تكون مما حُرم علينا – ويظل العلاج الأوحد لأرواحنا وفكرنا ماكان من الكتاب والسنة، فمازلنا نوقظ بهديهما قلوبنا ،ونفعّل بهما طاقاتنا وطاقات من نربي ، وما زلنا نغترف من معينهما الصافي وصفات التآلف والتواصل والقدرة على التأثير وغيره مستهدين بِسِيَر السلف ، مستروحين عظيم الأجر في الاتباع .
وثمة أمر آخر خطير وهو أن رواد هذا العلم الغربيين _ إن صح تسميته علماً _ هم دعاة الوثنية الجديدة (الهونا _ الشامانية ) التي تدعو أولا إلى تفعيل القوى الكامنة عن طريق الإيحاء ، والتنويم لتمام القدرة على التغيير من خلال التعامل مع اللاواعي وتنتهي بالاستعانة بأرواح الأسلاف – بزعمهم - والسحر وتأثيرات الأفلاك ، وإن كان ذلك ربما يسمى قوى النفس والقوى الكونية عند المدربين من غير المسلمين الذين ليس لهم أثارة من علم النبوات الصحيح عن العوالم الغيبية وليس لهم محجة بيضاء ينطلقون منها .
فالبرمجة اللغوية هي الخطوة الأولى في طريق دورات الطاقة وما يتبعها من استشفاءات شركية بخصائص مزعومة للأحجار والأشكال الهندسية والأهرام ورياضات استمداد الطاقة الكونية "الإلهية" المزعومة ، ومن ثم فإن سلم بعض الداخلين في البرمجة من آثارها السلبية على الفكر والمعتقد إلا أنهم فتحوا الطريق لغيرهم ممن سيتبع خطاهم إلى طريق لا يعلم منتهاه إلا الله وصدق ابن عباس رضي الله عنهما إذ قال : " من أخذ رأياً ليس في كتاب الله ولم تمض به سنة رسول الله ؛لم يدر على ما هو منته إذا لقي الله " وحيثما تغيب المنهجية العلمية ، ويضعف التقدير لكنوز النقل تتفشى السطحية وتظهر التبعية ويكثر الدجل ولقد رأينا في هذه الدورات عجباً فهذا يخلل دورته التدريبية بما أسماه "إشراقات" أولها في مهارة الاستفادة من أشعة لا إله إلا الله ، والثانية في مهارة استغلال طاقة الأسماء الحسنى !! وآخر يزعم أنه يعلم ويدرب على تلك المهارة في الحفظ مثل التي كانت عند الإمام الشافعي ويخرّج من دورات القراءة الضوئية قادرين على حفظ القرآن في ثلاثة أيام !!
وفي الختام فإن من له أدنى بصيرة ليرى بكل وضوح واقع الإسفاف الفكري ، والضرر النفسي والاجتماعي ناهيك عن المتعلقات العقدية المتنوعة باختلاف المدارس والمدربين ؛ فيقف ملتاعاً مرتاعاً من العواقب الوخيمة التي تنتظر السائرين في هذا الطريق ، الذي روّاده في الغرب سحرة ومشعوذين راحوا يقتحمون عالم الغيب بعقولهم القاصرة ، وبإعانة شياطينهم . ثم راحوا يروجون لما وصلوا له من كشوف بمعارف سقيمة ظانين أن ما حصّلوه من قوى إنما هو من عند أنفسهم وباكتشاف قدراتهم الكامنة شأنهم في ذلك شأن باطنية الفلاسفة الذين قال عنهم شيخ الإسلام : ( باطنية الفلاسفة يفسرون الملائكة والشياطين بقوى النفس ... وانتهى قولهم إلى وحدة الوجود فإنهم دخلوا من هذا الباب حتى خرجوا من كل عقل ودين ) .
ومن هنا فإنني أذكر العقلاء من هذه الأمة أننا نعيش فتناً كقطع الليل المظلم تجعل الحليم حيران ، مما يتطلب تحرياً دقيقاً بعيداً عن تدليس المفتونين بهذه الوافدات ولو كانوا أهل صلاح ودعوة . أو صمتاً منجياً من بين يدي الله عز وجل . فالطريق وعرة خطرة أولها مستويات أربعة للبرمجة اللغوية العصبية قد لا يظهر فيها ذلك الأمر الخطير ( خصوصاً إذا كان المدرب حريصاً على أسلمتها ) ، ولكن بعد أن تألفها النفوس وتأخذ منها نهمتها تكون النهاية مروّعة فقد تكون خروجاً من كل عقل ودين كما حدث للفلاسفة القدامى أو بعضهم عبر مستويات دورات الهونا والشامانية التدريبية. ومما ينبغي التنبه له أن هذه الأفكار الوافدة لا يظهر خطرها منذ البداية كسائر البدع قال أحد السلف : " لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه ولكن يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه ، ثم يدخل عليك ببدعته فلعلها تلزم قلبك . فمتى تخرج من قلبك ؟ " . ثم إن تقنيات هذه الأفكار مدروسة بعناية كسائر تقنيات "النيو إيج" – العصر الجديد - الذين يشكلون طائفة ذات أثر ودين جديد في الغرب لا يهتم أصحابه بما يوجد أو يتبقى في أذهان أتباعهم من أفكار الديانات السماوية وغيرها ، إنما يهتمون بما يضاف إليه من أفكار حيث يثقون أن منهجهم الجديد والزمن كفيلان بترسيخ المفاهيم الجديدة وتلاشي المفاهيم القديمة .
هذا وقد اختلفت أقوال بعض أهل العلم بشأن البرمجة الغوية العصبية ما بين تحريم وجواز بينما توقف الكثيرون ،ومن المعلوم أن الحكم عن الشيء فرع عن تصوره – ولابد من تصور كامل لا تصور مجتزء - ومن المعلوم أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، لذا أدعو أهل العلم إلى دراسة متأنية في ضوء أبواب سد الذرائع وأحكام التعامل مع السحرة ، ووجوب تحرير الولاء والبراء ، وحكم العلم الذي سيؤخذ مختلطاً بمسألة استحضار الأرواح والسحر وهي عند المدرب الكافر ( إيقاظ قوى النفس وتفعيل الطاقات الكامنة )، وغيرها من المسائل والأصول التي نود أن يراجع القائلين بجوازها ما أبدوه من رأي خشية أن يزل عالَم بزلة عالِم .
وللعلم فإن رسوم دورة إعداد المدربين 2003م للشخص الواحد 35 ألف ريال للمدرب الأمريكي في مصر ، و20 ألف ريال للمدرب البريطاني في الخليج يدفعها إخواننا وأخواتنا عن طواعية لرؤوس الحرب على الإسلام فيما هم يعلقون منشورات الدعوة لمقاطعة البيبسي !!
لذا أوجهها دعوة في الختام لابد من التوقف للتبصر والتأمل في حقائق هذه الوافدات التي تتزيا بزي العلم ، وتتشح بوشاح النفع والفائدة ، فقد كان الوقوف منهجاً متبعاً عند أخيار الأمة- رضوان الله عليهم - على امتداد التاريخ وبخاصة عندما تشتد المحن ، وتدلهم الفتن ، وتختلط الأمور ، ويشتبه الحق بالباطل ...عندها تشتد الحاجة إلى الوقوف ... لطلب العون من الله ولاستبصار حقائق الأمور ، وتبين طريق الحق ...واللسان يلهج داعياً بقلب مخبت متضرع : " اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه" ، " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب "، " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ".حتى لا يكون رائد الرأي والحركة والتوجه الهوى لا الحق يقول الحسن البصري : " رحم الله امرأً وقف عند همه فإن كان لله أمضاه وإن كان لغيره توقف " .
لابد أن نتذكر من نحن في تيار الحياة الصاخب وماهي حضارتنا في ميزان الحضارات ، فواقعنا يحكي قصة حزينة ..تختلط فيها الدموع بالدماء على هزائم مادية أُنهكت فيها قوانا ، وضُرب اقتصادنا وشُتت شملنا ، ومُزقت أجسادنا ، و انتُهكت أعراضنا ، وهدمت مساجدنا ... وإن وقف الأمر عند حدود ضياع دنيانا... فلا والله لسنا طلاب دنيا ...وسنظل شُمّ الأنوف مابقي لنا اعتزازنا بانتمائنا واستمساكنا بالذي أُوحي إلى نبينا ..
أما أن تهزم نفسياتنا ، وتتزعزع ثقتنا بمنهجنا ، وننظر بتشوّف إلى عدونا ؛ مستلهمين نهجه ، متتبعين خطاه ، مقلدين سلوكه فهذه والله الهزيمة ، وهذه هي المصيبة ..كيف ارتفع الأقزام إلى مقام القدوة فأصبح المهتدون يتسابقون للاقتداء بالمغضوب عليهم والضالين ..
فالتفكير على الطريقة المادية النفعية ...
والتغذية على الطريقة الماكروبيوتيكية .. ولابد فيها من وصفة "الميزو"الذهبية ...
والتأمل والتفكر على الطريقة البوذية ...لابد منها لتحقيق الأخوة الإنسانية ...
والصحة واللياقة على الطريقة الطاوية .. وفلسفات الشنتوية ..
والتفاؤل والإيجابية على طريقة أهل البرمجة اللغوية ..لابد منها لتكوني قادرة وقوية ..
عجباً ألم يأتنا بها الحبيب صلى الله عليه وسلم بيضاء نقية ..
فلنعش حياتنا على هدى الإسلام ، ممتنون للملك العلام ، مقتفون خطى خير الأنام ، مستغنون بنعمة الله علينا بإكمال الدين وتمام النعمة عن فتات موائد اللئام . ووالله لن نكون – ونحن مستمسكون بهذا المنهج- بحاجة إلى وصفات غربية وفلسفات شرقية ووجبات ماكروبيوتيكية ، ودعاوى الطاقة الكونية ..ولا إلى استرخاء أهل البرمجة العصبية ...
فوالله إنهم لا يملكون مثل ماعندنا من المنهجية ، وليس لديهم ما عندنا من الخطوات الإيجابية التي تقود برحمة الله إلى السعادة الأبدية ، قال شيخ الإسلام : من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية. وعندها سنكون حقاً قد أخذنا بأسباب الهداية إلى طريق المهتدين مجتنبين طريق المغضوب عليهم والضالين ، متميزين عن أصحاب الجحيم في منهجنا وطريقنا في دنيانا وأخرانا فقد قال صلى الله عليه وسلم : هل تدرون ؟ ما أنتم في الناس إلا كالشامة في صدر البعير.
ومن هنا فإنني أوجز رأيي في البرمجة اللغوية العصبية في جملة واحدة هي " لا للـ(NLP) " " ونعم للإرشاد النفسي الاجتماعي الصحيح " . وأؤكد أنه رأي ارتأيته بعيداً عن إطلاق أحكام شرعية بالجواز أو الحرمة فللفتوى أهلها ، وإنما هو رأي مبني على دراسة مستفيضة لأصول هذا الفن ونهاياته ، فبعض نظريات الإرشاد النفسي هي الجزء الصحيح في هذا الفن ، وليست من نتاجه . وهي النفع الذي أغرى بريقه المخدوعين به الذين تعبوا في محاولة أسلمته . مع أنهم يملكون ماهو شامل لمنافعه، بعيد عن لوثاته من كنوز ما ثبت بالعقل والنقل . ولا يعني هذا رفض لكل ما يأتينا من وافدات ، ولكنه رفض لكل مالا يعد حكمة بحال ، وما يفتقر إلى الإثبات من العقل الصريح ويصرف عن الاستمساك بما ثبت بالنقل الصحيح .
كاتبته دكتورة : فوز بنت عبداللطيف كردي
نشر في ملحق الرسالة الأسبوعي مع جريدة المدينة على جزأين
الأول في الجمعة / 27 / 4 / 1424هـ
د.إسلام المازني
23-01-2006, 03:45 PM
......
فيما يخص قراءة القرءان على الماء، هو أمر وردت به نصوص لأهل العلم، حيث يقرأ وينفث فيه
أما تغير الماء بعدها فلا أعلم هل هو فيزيائي أم أمر خارق للقدرة
لابد من رؤية البلورات بالميكروسكوب مثله، قبل وبعد
أما استخدام أسماء الله الحسنى للعلاج - كما يقولون - فهو أمر له أصل، وهو الدعاء بها ،لكن الطريقة لم يرد بها النص، وهناك خلاف بين العلماء هل الرقية توقيفية لأنها تعبدية، أو اجتهادية لأنها علاجية وفقط، والمتفق عليه ألا تكون شركا أو شيئا مجهولا لا يعرف ما هو معناه، كما أن كثيرا من تلك الأسماء ليست أصلا من الأسماء الحسنى الثابتة،والتطبيقات ليست في السنة ولا تفسيراتها في السنة، فهو أمر لايد فيه من التحرز على الأقل
وهنا نقل :
برنامج ديني وتكلم فيه الشيخ عن الاستشفاء بأسماء الله الحسنى مستدلا بقوله تعالى: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها"، والطريقة أن يأتي بالماء ويقول عليه: بسم الله الرؤوف (أو أي اسم من أسماء الله الحسنى)، ويكرر ثلاثمائة مرة مثلا، وقد أكد بأن أبحاث علمية أجريت من قبل طبيب معين في المجال نفسه؛ بل لكل مكان معين في الجسم اسم معين للاستشفاء، وكل هذا بالتجربة، فما شرعية ما قاله هذا الشيخ؟.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسو الله، وبعد:
فهذه الطريقة غير مشروعة، ولم تذكر عن النبي – صلى الله عليه وسلم- بهذه الصيغة، وإن كان الدعاء بأسماء الله الحسنى مأموراً به كما نصت عليه الآية: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها"[الأعراف: 180]، وممدوحاً كما ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه كان يدعو بأسماء الله الحسنى وأن ذلك أدعى للإجابة من الله – جل وعلا-.
لكن أدعية الاستشفاء الواردة عن النبي – صلى الله عليه وسلم- وهي كثيرة خلاف ما ذكره المتحدث، وقد أفاض ابن القيم – رحمه الله – في كتاب زاد المعاد في هذا الجانب، وكان من هدي النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم- تكرار الدعاء ثلاثاً أو سبعاً، أما ثلاثمائة فلم ترد، وقد أشار المتحدث إلى أن ما ذكره مبني على التجربة وهذا باب واسع، ومرد التجارب الطبية إلى أعمال البشر، أما أن يأتي بنص شرعي ويربطه بالتجربة فهذا قول على الشرع بغير علم ولا دليل، وقد صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قوله: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" مسلم(1787). والله أعلم.
والرأي الآخر
يجوز الاستشفاء بأسماء الله الحسنى لأنها جزء من القرآن الكريم، والاستشفاء به جائز لقوله جل وعلا: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ) (الإسراء: من الآية82)، (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ) (فصلت: من الآية44) هذا هو الأصل.
فأما من حيث تخصيص آيات أو كلمات من القرآن لشفاء بعض الأمراض فهذا منه ما ورد في السنة كقراءة الفاتحة على الملدوغ فإنها شفاء له بإذن الله، ومنه ما لم يرد في السنة فهذا يعوَّل فيه على التجربة، فمن جرَّب شيئاً وظهر نفعه وتكرر ذلك فلا مانع شرعاً من دلالة الناس على الاستشفاء بتلك الآيات أو الكلمات على تلك الأمراض الخاصة، وقد ذكر ابن القيم في الطب النبوي آيات خاصة نافعة لأمراض خاصة أو أحوال خاصة، والله تعالى أعلم.
د.إسلام المازني
23-01-2006, 03:59 PM
حقيقة المشي على الجمر
من الأمور المحزنة أن يتحول المسلم إلى مجرد مستقبل ، أو معبر ، أو وكيل محلي معتمد ، لما يأتيه من أصحاب الجحيم في الشرق والغرب ، على شكل طوفان من ألوان الغزو الفكري العقدي ، الذي يستتر تحت مسميات شتى ، مثل : البرمجة اللغوية العصبية التي ترفع شعار ( حتمية النجاح ) ، أو ( قانون الجذب ) الذي يزعم مروجوه أن الإنسان إذا عرف هذا القانون فإنه – والعياذ بالله – يستطيع أن يتحكم بالقدر ، أو ( العلاج بالطاقة) التي في حقيقتها ما هي إلا إحياء للديانات الشرقية الوثنية القديمة ولكن بثوب عصري جديد وتحت مسميات براقة تواكب الموضة مثل : الريكي والمايكروبيوتك وأخواتها .
ومهما يكن من أمر فإن الحديث في هذا المقام سوق ينصب على قضية أصبحت مؤخراً فتنة لبعض الناس ألا وهي قضية : المشي على الجمر ، التي غدت عنصر إثارة وتشويق في بعض الدورات التي تقام بين الفينة والأخرى ، ويعلم الله سبحانه وتعالى أنه لو تحدث المدربون الذين يروجون لقضية المشي على الجمر في دوراتهم بصدق وأمانة عن حقيقة هذه القضية لما تحدثت عنها ، لكنهم راحوا يوهمون الناس أن ثقة الإنسان بنفسه ، وترديده لبعض العبارات الإيجابية مثل ( الجمر بارد ، الجمر بارد !!) هي مفتاح المشي على الجمر.
لكن الحقيقة تختلف عن ذلك تماماً فالمشي على الجمر في الأصل يعد أحد الطقوس الدينية الوثنية؛ لذا فما هو المبرر الذي يجعل المسلم ينقل هذه الطقوس الوثنية إلى ديار الإسلام ؟
على أية حال فإن تكتيك المشي على الجمر يقوم على النقاط التالية :
أولاً : التشويش على الدماغ بحيث يكون استقباله لإشارات الألم المنبعثة من القدمين استقبالاً بطيئاً.
ثانياً : المشي بخطوات سريعة ؛ لأن الإخلال بهذا الشرط سوف يفسد العملية ويجعل رائحة الشواء تنبعث من القدمين.
ثالثاً : استغلال القوانين الفيزيائية التي أودعها الله سبحانه وتعالى في المادة ، فمثلاً : يعد الجمر موصلاً بطيئاً للحرارة ، فإذا أضفنا إليه طبقة الرماد المتكونة عليه ، وأضفنا كذلك سماكة جلد باطن القدمين ، وما فيهما من رطوبة فإن هذه الأمور مجتمعة تعمل على إبطاء وصول حرارة الجمر إلى القدمين ، وهو ما أكده الدكتور (ديفيد ويللي) أستاذ الفيزياء بإحدى الجامعات الأمريكية .
لكن مدربي المشي على الجمر لا يخبرون الناس عن حقيقة الأمر ، والسبب في ذلك كما يقول د. ويللي : ( معلمو المشي على الجمر يريدون منك أن تصدق أن ثمة شيئاً خاصاً يجب أن تتعلمه ، بينما الحقيقة هي أن أي فرد يستطيع أن يسير على الجمر بعد توجيه لا يستغرق دقائق ، لكن إذا قالوا لك ذلك فلن يكسبوا مالاً ). [ جريدة البيان الإماراتية ].
وختاماً فإني أذكر نفسي ، والقراء الكرام ، وخاصة من دخل منهم في سلك التدريب أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، لأننا محاسبون عن كل كلمة نتفوه بها ، قال تعالى : ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً ).
كذلك أدعوهم إلى التفقه بالدين ، والعودة إلى اكتشاف أركان الإيمان من جديد ؛ فإن ذلك هو الحصن الحصين الذي يقيهم بإذن الله من الغزو الفكري العقدي ، هذا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا.
د. خالد بن محمد الغيث
د.إسلام المازني
23-01-2006, 04:08 PM
ونتابع الملف بنقلين هامين :
يجب المطالبة بكل قوة بأن يعكف المتخصصون من ذوي الثقافة الشرعية على إخراج برامج مؤصلة مطعمة بما يفيد دون أن تدخل تحت هذا الاسم وهذا الإطار ، ولا يمنع أن تجد بعد أن تنتهي من إعداده أن البرنامج فيه 10% أو 60% من مفاهيم البرمجة اللغوية العصبية ما دمت أصلا قد بدأت من مصادرك الشرعية وانطلقت من ثوابتك العقدية والعقلية . وأكثر ما ذُكر من فوائد في البرمجة له أسس موجودة في الأدلة الشرعية فموضوعات الإيحاء، وقانون التكرار ، والموضوعات التربوية المتعلقة بقانون التدرج ، والمشاركة الإيجابية بالإضافة إلى أمور أخرى كثيرة يكتشفها الباحث في الأدلة الشرعية لاستخراج البرامج التربوية والتطويرية من خلال معرفته بالبرامج الغربية مثل البرمجة اللغوية العصبية أوغيرها ، دون أن يدخل البرنامج الجديد تحت اسم البرمجة اللغوية العصبية .
*******************
علم الطاقة الباطني
طريق تطبيقات "الطاقة الكونية "إلى أين ؟؟
انتشر في السنوات الأخيرة في العالم ومنه عالمنا الإسلامي مصطلح "الطاقة" بمدلولات جديدة غير التي كنا نعرفها ، فليس المقصود منها الطاقة الحرارية ، ولا الكهربائية وتحولاتها الفيزيائية والكيميائية المختلفة سواء الكامنة منها أوالحركية أو الموجية ، وليس كذلك ما يعبر عنه بـ"الطاقة الحيوية الانتاجية" أو"الطاقة الروحية" التي نفهمها من نشاط للعمل والعبادة واحتساب الأجر وعظيم التوكل على الله ونحو ذلك .
إن الطاقة المرادة هي "الطاقة الكونية" حسب المفاهيم الفلسفية والعقائد الشرقية ، وهي طاقة عجيبة يدّعون أنها مبثوثة في الكون ، وهي عند مكتشفيها ومعتقديها من أصحاب ديانات الشرق متولدة منبثقة عن "الكلي الواحد" الذي منه تكوّن الكون وإليه يعود ، ولها نفس قوته وتأثيره ؛ لأنها بقيت على صفاته بعد الانبثاق (لا مرئي ، ولا شكل له ، وليس له بداية ، وليس له نهاية )
بخلاف القسم الآخر الذي تجسّدت منه الكائنات والأجرام ،وهذه هي عقيدة وحدة الوجود بتلوناتها المختلفة " العقل الكلي ، الوعي الكامل ، الين واليانج " . أما المروجون لها من أصحاب الديانات السماوية ومنهم المسلمون فيفسرونها بما يظهر عدم تعارضه مع عقيدتهم في الإله ، فيدّعون أنها طاقة عظيمة خلقها الله في الكون ، وجعل لها تأثيراً عظيماً على حياتنا وصحتنا وروحانياتنا وعواطفنا وأخلاقياتنا ، ومنهجنا في الحياة !!
وهذه الطاقة غير قابلة للقياس بأجهزة قياس الطاقة المعروفة ، وإنما يُدّّعى قياسها بواسطة "البندول"، فبحسب اتجاه دورانه تُعرف الطاقة السلبية من الطاقة الإيجابية ، وبعضهم يستخدم "كاميرا كيرليان" التي تصور التفريغ الكهربائي أو التصوير "الثيرموني" ، أو تصوير شرارة "الكورونا" ، أو جهاز الكشف عن الأعصاب ويزعمون أن النتائج الظاهرة هي قياسات "الطاقة الكونية" في الجسد !! في محاولة منهم لجعل "الطاقة الكونية" شيئاً يقاس كالطاقة الفيزيائية ؛ لتلبس لبوس العلم ، ولتوحي ببعدها عن المعاني الدينية والفلسفات الوثنية، مستغلين جهل أغلب الناس بهذه الأجهزة وحقيقة ما تقيس .
ومن ثم فهذه الطاقة المسماة "الطاقة الكونية" لا يعترف بها العلماء الفيزيائيون فليست هي الطاقة التي يعرفون ، ولا يعترف بها علماء الشريعة والدين ، فليست الطاقة التي قد يستخدمونها مجازاً بمعنى الهمة أو الإيمانيات العالية ونحوه ، إذ كلا الطاقتين لاعلاقة لها بطرائق الاستمداد التي يروج لها أهل "الطاقة الكونية" ، وهي عقائد أديان الشرق وبخاصة الصين والهند والتبت وهي ما يروج له حكمائهم الروحانيين وطواغيتهم قديماً وحديثاً .
وتسمى هذه الطاقة بأسماء مختلفة بحسب اللغة ، وتمرين الاستمداد فهي طاقة "التشي" ، وطاقة "الكي" ، وتسمى "البرانا" و"مانا" .
ويزعم مروجوها من المسلمين -جهلا أو تلبيساً- : ( أنها المقصودة بمصطلح "البركة" عند المسلمين !! فهي التي تسيّر الأمور بسلاسة ، ويستشعرها المسلم في وقته وصحته وروحانيته) وتعجب عندما ترى هؤلاء المروجين يؤكدون أنها "بركة" ليست خاصة بدين معين ، ولا تختص بالمسلمين دون غيرهم ، بل إن حظ "المستنيرين" من أهل ديانات الشرق منها أكبر بكثير من أكثر المسلمين اليوم لغفلة المسلمين عن "جهاز الطاقة" في "الجسم الأثيري" ، وعدم اهتمامهم بـ"شكراته ومساراته" !!
التأمل الارتقائي هي : تمارين رياضية روحية من أصول ديانات الشرق وممارسات دينية هندوسية وضع المهاريشي يوجي ( مدعي الألوهية الهندوسي) عام 1955م طريقتها المعاصرة ، وكلمة (Transcendental Meditatio) ويرمز لها بـ (TM) أي التأمل الارتقائي مسجلة عالمياً باسم "المهاريشي يوجي" ، ولهذا صنفته محكمة مقاطعة نيوجيرسي الأمريكية في شهر اكتوبر 1977م كممارسات وعلوم دينية ومنعت تعليمه والتدريب عليه في المدارس العامة .
والتأمل الارتقائي ممارسة تهدف – عند أهلها - إلى الترقي والسمو ، والوصول للاسترخاء الكامل ، ومن ثم النرفانا ، فالارتقاء المقصود هو الارتقاء عن الطبيعة الإنسانية ، وتجاوز للصفات البشرية إلى طبيعة وصفات الآلهة "الطواغيت" – كما يزعمون - ، ودوراته تعتمد على إتقان التنفس العميق مع تركيز النظر في بعض الأشكال الهندسية والرموز والنجوم (رموز الشكرات) وتخيل الاتحاد بها مع ترديد ترانيم ، أو سماع أشرطة لها بتدبر وهدوء وتتضمن كثير من هذه الترانيم استعانة بطواغيت عدة مثل :” أوم ...أوم...أوم .) وصورة التأمل الارتقائي المقدمة في بلاد التوحيد لاتختلف عن ذلك إلا في بعض محاولات "الأسلمة" فستبدل الترانيم بكلمة لا معنى لها نحو :"بلوط ..بلوط ..بلوط" ، أو كلمة لها معنى روحي عند المسلم : "الله ..الله ..الله " "أحد ..أحد .." ويزعمون تدليساً أو جهلا – هداهم الله – أن هذه "مانترا" إسلامية عرفها الرسول والصحابة وكان يرددها بلال بن رباح رضي الله عنه في بطحاء مكة فأمدته بطاقة كونية جعلته يتحمل البلاء الشديد في تلك الفترة !!
والذي يجب التنويه إليه أن هذه "الطاقة الكونية" المزعومة منبعها فلسفة "الطاوية" دين الصين القديم ، وفق تصورهم المشوه للكون والحياة ، وتقدح في توحيد الربوبية فضلا عن الألوهية وكذا في توحيد الأسماء والصفات . كما أن هذه التطبيقات تقدم نماذج الدجاجلة والمجاديب قديماً وحديثاً على أنهم حكماء ومعلمين "مستنيرين" فعبر الفضائيات التي تبث هذا الفكر وتروج له وبالذات قناة "نيو" في برامج دجّالة العصر "مريم نور" التي لاتفتأ تعظّم الحلاج وابن عربي ، وبوذا من القدماء وتذكرهم بالخير جنباً إلى جنب مع علي بن أبي طالب ومحمد صلى الله عليه وسلم والمسيح عليه السلام ! بالإضافة إلى رؤوس دجاجلة العصر الحالي كا "الساي بابا" ، و"المهاريشي" و"الدلاي لاما" ممن وصلوا لـ"التنور"!! ويدعون الألوهية ويتبعهم ملايين في الشرق والغرب!!!
كما أنه من المهم الإشارة إلى أن المتبنين لهذه التطبيقات والمروجين لها بصورها التدريبية والاستشفائية في العالم هم طائفة "النيواييج" "العصر الجديد" وهي من أكبر الطوائف الوثنية الجديدة في الغرب ، ذكرت مجلة النيويورك تايمز في عددها الصادر 29 سبتمبر 1986م في مقالة بعنوان " المبادئ الروحية تجتذب سلالة جديدة من الملتزمين" تعريفاً لهم ولطريقتهم ملخصه :
" يدعي"النيواييج" أنهم أصحاب عصر جديد من الفهم والنضوج الذهني شبيه بعصر النهضة التي تلت القرون الوسطى في أوربا ، ولا يهتمون بما يوجد أو يتبقى في أذهان أتباعهم من الأفكار والمعتقدات ومنها الديانات السماوية وغيرها إنما يهتمون بما يضاف إليه من أفكار وتطبيقات . ويرجع عدم اهتمامهم إلى قناعتهم أن منهجهم الجديد مع الزمن كفيلان بترسيخ المفاهيم الجديدة وتلاشي المفاهيم القديمة ، ومن هنا نلاحظ تركيزهم على الأدوات المدروسة بعناية مثل: التأثير على العقل من خلال برامج تشبه الـ (NLP) .
التأثيرعلى النفس من خلال الـ (Reiki) وماشابهه من برامج الطاقة .
التأثير على الجسد من خلال برامج الماكروبيوتيك والآيروفيدا وما شابهها .
التأثير على الروح من خلال برامج مثل اليوغا والهونا .
ويفسر علماء الاجتماع ظاهرة انتشار طائفة "النيو إييج" بأنها تتبع حاجة المؤسسات الانتاجية الحديثة إلى القيم كموجه أساسي للدافعية والانتاج على مستوى الفرد أولاً والمؤسسة ثانياً. وأنهم قد وجدوا ضالتهم ضمن أهدافهم " الدولارية " في فكرة " قوة طاقة الحياه" (Life Energy Force) التي إن تناغمنا معها حصلت السعادة والسلام والوحدة في العالم الجديد. ولكي يتم تغيير الناس يتم تغيير إدراكهم ووعيهم بإضافة بعض التقنيات السايكولوجية في حياتهم مثل التأمل (بمفهوم البوذية) ، والتنويم ، والترنيم (بمفهوم الهندوسية) ، والتغذية (بمفهوم الطاوية) ، والعزلة، والاستهداء بالأرواح والكائنات ذات القوى الروحية (كالأصنام والأحجار الكريمة والألوان وgods والجوديسات ) .
ويرى علماء النفس الذين درسوا هذه البرامج أن المشاركين فيها يكونوا في "حالة من التحول" (Altered State) يُمكن قادة مجموعاتهم من التأثير على طريقتهم في التفكير وزرع ما يرغبون فيه من أفكار (لزيادة الانتاج )" .
ومما جاء في كتاب التنفس التحولي الذي ترجمته مدربة التنفس التحولي المسلمة : "المرحلة النهائية في الجلسة التنفسية تتمثل بارتقائك إلى مستويات أعلى من الإدراك . ويمكن بلوغ هذه المرحلة من خلال الدعاء الواعي والفراغ الحيوي الذي تولد بفعل التنفس . ولا شك في أنك ستجد نفسك في حالة استرخاء وتأمل عميق ، لا بل وقد تخوض تجربة روحانية ما " .
ويقول خبير الطاقة والماكروبيوتيك المسلم في تعريفه لكتابه المترجم "علم الطاقات التسع" :
(ستكتشف في هذا الكتاب إلى أي نوع من النجوم تنتمي وأي فئات من الناس تنسجم معها أكثر من غيرها ، ومن هو الشريك المثالي لك ، وستكتشف أيضاً ، أي مجال عمل أو مهنة تناسبك أكثر ، ومتى وفي أي اتجاه تسافر أو لا تسافر، وأي سنوات وأشهر هي الأفضل لجعل حلمك حقيقة ...).
وصدق الإمام ابن تيمية عندما قال تعليقاً على صنيع فلاسفة عصره في ترويجهم لهذه الفلسفات : " وهذه الاختيارات لأهل الضلال بدل الاستخارة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين ، وأهل النجوم لهم اختياراتهم "
وقال مبيناً حقيقة صنيع هؤلاء وما يجرّونه على الأمة من خطر : " كذلك كانوا في ملة الإسلام لا ينهون عن الشرك ويوجبون التوحيد بل يسوغون الشرك أو يأمرون به أو لا يوجبون التوحيد ...كل شرك في العالم إنما حدث برأي جنسهم إذ بنوه على ما في الأرواح والأجسام من القوى والطبائع وإن صناعة الطلاسم والأصنام لها والتعبد لها يورث منافع ويدفع مضار فهم الآمرون بالشرك والفاعلون له ومن لم يأمر بالشرك منهم فلم ينه عنه " .
ويقول الإمام الذهبي محذراً من طريقة هؤلاء مبيناً الطريق الأمثل للصحة والسعادة والروحانية :
" الطريقة المثلى هي المحمدية ، وهو الأخذ من الطيبات ، وتناول الشهوات المباحة من غير إسراف ..وقد كان النساء أحب شيء إلى نبينا صلى الله عليه وسلم ، وكذلك اللحم والحلواء والعسل والشراب الحلو البارد والمسك، وهو أفضل الخلق وأحبهم إلى الله تعالى ثم العابد العري من العلم متى زهد وتبتل وجاع ، وخلا بنفسه ، وترك اللحم والثمار ، واقتصر على الدقة والكسرة، صفت حواسه ولطفت ، ولازمته خطرات النفس ، وسمع خطاباً يتولد من الجوع والسهر ... ، وولج الشيطان في باطنه وخرج ، فيعتقد أنه قد وصل ، وخوطب وارتقى ، فيتمكن منه الشيطان ويوسوس له ...وربما آل به الأمر أن يعتقد أنه ولي صاحب كرامات وتمكن !!"
************************************************** **
وبعد فالنداء موجه إلى عقلاء الأمة من العلماء في الطب والنفس والعلوم الطبيعية بالإضافة إلى علماء الشريعة والعقيدة لأخذ الموضوع بعين الاعتبار ، وتوعية الناس والمؤسسات الإعلامية ، والتعليمية والتربوية ، والجهات الحكومية والهيئات الرقابية بحقيقة هذه الوافدات الفكرية وخطورتها على الدين والنفس والعقل والمجتمع ، وضرورة التصدي لها :كل بحسب تخصصه ، وطريقته ومنبره فقد أخذت بالانتشار تحت مظلات متنوعة وبصور متلونة مما يتطلب توعية سريعة لحماية عقول وقلوب الأمة والذود عن جناب التوحيد .
د.إسلام المازني
23-01-2006, 04:19 PM
إن المنهج الحالي للبرمجة هو ليس فقط منهج لضبط النفس أو الاتصال أو تحسين الذات، بل هو عبارة عن اعتقادات دينية و فلسفية و رياضات بوذية و هنوكية و فنون تأثيرية و مفاهيم مستوردة من علم النفس و الإدارة و غير ذلك من العلوم المتداخلة. و لذلك، فإني لا أعتبر هذه العلوم المتداخلة من صلب البرمجة و يُمكن طلبها منفصلة من جهتها الأصلية. فعلوم النفس تُطلب من علوم النفس و علوم الأعصاب من علوم الأعصاب و علوم الإدارة من علوم الإدارة و هكذا. و لو فصلت هذه المفاهيم العلمية من البرمجة لما بقيت على صلبها، و لهذا يُتعذر فصلهم عن بعضهم. فالبرمجة الأساسية هي تقريباً عبارة عن فلسفات لاهوتية و أساليب ميتا و ملتون و النمذجة و خط الزمن و الإرساء و التنويم المغناطيسي. و هذه الفلسفات و الأدوات لا تقوم إلا على تقوية أدوات الاتصال و الإدارة و علوم النفس المعروفة. و لذلك، فالبرمجة ليست علماً محايداً، و إنما مجموعة من فلسفات و علوم و أدوات مختلطة لا يُمكن فصلها عن بعض، وإلا أُسقطت البرمجة بكاملها. و نقطة مهمة هي أن البرمجة في أصلها شوائب كثيرة وهي متطورة يوما بع يوم، و بذلك فبالإمكان دخول مستقبلاً علوم و تقنيات فرعية مبرهنة و ثابتة ربما لا تُخالف الدين في شيء وصالحة لنا لاعتبارها من العلوم المبرهنة الثابتة غير القابلة للشك. فلا ضير أن نأخذها إن توفرت لنا و تيقنا من صحتها و مصداقيتها.
********* انتهت فقرة من كلام د أبو معاذ
ولكن لمن يملك الآلة والتمييز ويعرف الجاهلية والإسلام، ليختار ويصفي
د.إسلام المازني
23-01-2006, 04:22 PM
المراجع باللغة الإنجليزية
مراجع مبحث د, أبو معاذ فقط
[l]Andreas, C. and Andreas, T. Core Transformation, Real People Press, Moab, 1994.
Andreas, S. Virginia Satir: The Patterns of her Magic, Science and Behaviour, Palo Alto, California, 1991.
Ault, Van. When Magic Does not Work?
Bandler, R. Magic In Action, Meta Publications, Cupertino, 1984.
Bandler, R., Grinder, J. and DeLozier, J: The Hypnotic Patterns of Milton H. Erickson M.D. Meta Publications, Vol. 2, 1988.
Beale, Russ. Beyond NLP.
Bolstad, R. ‘The Truth Beyond Magic.’ Anchor Point, December 2002.
Bolstad, R. and Hamblett, M. Transforming Communication, Addison–Wesley-Longman, Auckland, 1997.
Crowley, Aleister. The Initiated Interpretation of Ceremonial Magic.
Cunnington, Ricky. (Archetypes).
Dilts, R. Modelling With NLP Meta Publications, Capitola, California, 1998.
Dilts, R. and DeLozier, J. Encyclopedia of Systemic NLP, NLP University Press, Scotts Valley, 2000.
Farber, Philip. Hypnosis and Ritual Magick / Self-Perfection, 2002.
Yue, F. (Magic Models).
Grinder, John. How to allow innovation in an inherently conservative system?
Grinder, J. and Bandler, R. The Structure of MagicII, Science and Behaviour, Palo Alto, California, 1976.
Grinder, J. and Bandler, R. The Structure of MagicIII, Science and Behaviour, Palo Alto, California, 1980.
Hayut-Man, Y. The Cybernetics Basis for Human Reconstruction: An application for the Middle East, PhD-1981 / Realizing The Heavenly Jerusalem.
Heller, S. and Steele, T. Monsters and Magical Sticks, Calabasas Press, Los Angeles, 1992.
Hicks, Brad. Satanic church.
Hole, Stephen M. Religious Movements.
Kihonua. (Huna Today).
Lawley, J. & Tompkins, P. Metaphors in Mind: Transformation through Symbolic Modelling, The Developing Company Press, London, 2000.
Michael and Bodenhamer. ‘Simply Introducing NLP.’ Neurosemantics, 2001.
Min, Bodenhamer and Hall, Michael. The Magic of Conversational Reframing.
Pearson, Judith. The Secrets of Magic by Michael Hall).
Pearson, Judith. Understanding NLP: Metaphors for Change.
Robbins, Anthony. (Comments on NLP Practice).
Rhoads, Kelton. (What About NLP?).
Rolef Ben–Shahar, A. ‘A Myth of Transition Modelmaking and transitional stages of reality formation as expressions of spirituality.’ Anchor Point, September 2001.
Scorpio, Dan. True Magic.
Shorter Oxford English Dictionary.
The First Institute. NLP.
Walker, Lewis. Changing With New Code NLP.
Welz, Karl. Magic of The Future.
Wier, Dennis. Trance as a Tool.
Williams, A. The Passionate Technique, Tavistock/ Routledge, London, 1989.
Williams, Brandy. NLP: Applied Magic.
د.إسلام المازني
23-01-2006, 04:26 PM
وهنا كلام لأخي وحبيبي الذي يكتب باسم المحرر الاجتماعي :
وهذا مبني على قاعدة يعرفها السلف وتابعوهم بإحسان مفادها أنّ الإسلام العظيم الّذي هو منة الله على البشرية بمصدره العظيم الّذي هو كلام الله تعالى خالق النفس ، وسنة نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم فيها كل ما تحتاجه النفس في صلاح دينها ودنياها .
فجدية النفس وحرصها على الارتقاء ولعلم ووضح الهدف والرؤية وطرائق الاتصال الصحيح بالنفس والغير وعلاج أمراض النفس من الاكتئاب والرهاب والخوف والخجل ومشاكل العلاقة مع الآخرين كالأزواج والرؤساء والمرؤوسين وتفعيل القدرات وإطلاق الطاقات ووو إلخ ، كل هذا موجود في شريعة الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
ولو بُذل في الكتاب والسنة عشر ما بُذل في دورات البرمجة وغيرها لتفتحت للناس علوم نبوية نفسية لم تكن لتخطر على بال ، علوم كان لها بعد الله الفضل الأكبر في وجود صور من الإبداع والارتقاء في العلوم الإنسانية تعجز مخرجات كل علوم أهل الأرض الآن عن شيء منها :
هل يوجد من ممارسي البرمجة والقراءة التصويرية والطاقة والخوارق من يقدر يحفظ ألف ألف حديث بطرقها وأسانيدها وعللها وفقهها ؟ في تاريخنا العلمي الكثير من ذلك .
هل يوجد من ممارسي البرمجة من يستطيع أن يكتم كل انفعالاته أمام شخص يشتمه ويمد يده عليه ويشجّ رأسه ؟ في تاريخنا النبوي صور من ذلك .
. الصور الكثيرة ، وجواب بعض متحذلقيهم على هذا هو : هذا دليل على أن البرمجة موجودة في ديننا ، ثم ياتي بمثل هذه الصور ليدلل على قوله وهذا ظلم كبير :
فبدلاً من دراسة السنن النبوية وشرحها وبسطها وتبليغها للناس ، ندرس العلم الغربي ونسمي الأشياء بغير اسمها والأخطر هو تفسيرها بتفسير مخالف للشريعة بحيث تُفصل من سياقها الإيماني
د.إسلام المازني
23-01-2006, 04:35 PM
ولأخي أبو معاذ عن العقل الباطن :
إن المبرمجين وطلابهم في الغرب بماديتهم وفي البلاد الإسلامية بغفلتهم قد عظّموا أمر العقل الباطن، وجعلوا منه صنماً يُعبد من دون الله. فأصبح هذا العقل يُتقرب إليه، ويُتعوذ به، ويُلجأ إليه. كيف لا؟! وهو العملاق النائم الذي إذا استيقظ فعل الأفاعيل، وحقّق المعجزات والأعاجيب. فما من شيء يريده هذا العقل إلا و استطاع تحقيقه بقدرته الفائقة التي يصعب و صفها. إن هذا العقل الباطن قد أسهب فيه أهل البرمجة وجعلوا منه مُتعلقاً ومتنفساً لمرضى القلوب والعقول. إن المبرمجين وطلابهم وأتباعهم قد تعلقوا بالأسباب المادية البحتة تعلقاً صرفاً كلياً وحتمياً، و كما أخبر النبي أن من تعلق بشيء أُوكل إليه. و ربما نطق أحد أصحاب هذه البرمجة من المسلمين فصرّح بأن هذه التقنيات لا يُتوقع من أصحابها الكفار أن يحرصوا على أمر التوكل على الله، وعلى المسلم الكيّس الفطن أن يتعام مع هذه التقنيات من غير إغفال لمثل هذه الأصول الإسلامية. فجوابنا عليه هو أن جانب هذه المادة الملقاة على طالبي هذه التقنية أو الفلسفة و طريقة الإلقاء و مادته و ممارسات أصحاب البرمجة وطلابهم خير برهان على انتقاص أمر التوكل على الله بغفلتهم وتسليمهم للأمور المادية.
وبالفعل فهذا ما نعرفه من بعض ضعاف النفوس من أصحاب البرمجة الذين عبدوا و تعبدوا هذا العقل الباطن بغفلتهم عن ربهم الحق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم. فتجدهم يطلقون الإيحاءات المريضة والتعويذات السقيمة بغرور من الشيطان والماديات الرخيصة والروحيات الغربية التي ما أنزل الله بها من سلطان. فمن أراد أن يُصبح غنياً، فما عليه إلا أن يردد التعويذات التي توحي له بالغنى على عقله الباطن. و من أراد الشهرة، فما عليه إلا أن يردد على نفسه في كل وقت و في وقت نومه التعويذات والإيحاءات الخاصة على عقله الباطن، وبذلك يتحقق له الشهرة. ومن أراد أن يمشي على الجمر الملتهب، فما عليه إلا أن يردد التعويذات على عقله الباطن بأنه قوي وأن الجمر بارد..بارد..بارد حتى يُصدّقه عقله الباطن، فينعكس على عقله الظاهر، و يستطيع أن يمشي على الجمر دون أن يشعر به، وكأن ذلك الجمر جليداً. إن هذا التعلق بالعقل الباطن الصرف المستقل عن الواحد الأحد يتنافي مع كمال التوكل عليه العزيز الجبار مصرف الأمور و موزع الأرزاق.
و في المقابل ينبغي بذل الأسباب وعد التواكل في طلبها فيما لا يتنافي مع حقيقة التوكل على الله الذي هو اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد و دفع ما يضره في دينه و دنياه، وهذا الاعتماد يتطلب مباشرة الأسباب وفق شرع الله عز وجل. و قد أشار الإمام ابن القيم في ذلك إشارة لطيفة حيث أبان أن: "لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدراً وشرعاً، وإن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحكمة".و أخيراً فلنسأل أحبابنا أهل البرمجة اللغوية العصبية من المسلمين هذا السؤال لعله يُبسط الأمر:
ماذا عساكم تطلبون من البرمجة اللغوية العصبية، وهل هذا الطلب غير متوفر في كتاب ربنا وسنة نبينا و تراثنا الإسلامي؟!!
والله اعلم
د.إسلام المازني
23-01-2006, 04:37 PM
و كما أشرت مسبقاً بأن هناك مسائل عقدية في فلسفة وتطبيقات البرمجة اللغوية العصبية ينبغي التنبيه عليها. فمنها على سبيل المثال:
1. اعتقاد أهل البرمجة بقاعدة "من يضع الإطار يتحكم بالنتيجة" أو ما يُعرف بعملية التأطير وإعادة التأطير.
إن في هذا الاعتقاد أو الفلسفة في إدعاء التحكم بالنتيجة لمن يضع الإطار له أبعاد آنية ومستقبلية ومحظور عقدي ينبغي التنويه عليه وهذا و أمثاله من الاعتقادات قد كان أحد مزالق أهل الكلام والصوفيه والجهمية فأضاعوا دينهم حتى تزندقوا وهذا أيضاً شأن ممارسي البرمجة اللغوية العصبية في وضع الناس في مزالقهم و التحكم بفعل ما يريدون فعله من تأثير ولكنهم غفلوا أنه كله بإذن الله القدري الكوني فمن شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
وهنا تنويه خطير حيث ما لمسنا من بعض ممارسات الدعاة أنهم يستخدمون تقنيات البرمجة في التأثير على الآخرين من أجل خللة معتقداتهم و زعزعتها والتشويش عليها باستعمال مثلاً لغة ميتا وغيرها أو التعامل مع الآخر من باب الظن الذي لا يغني عن الحق شيئاً. فتجد المبرمج واقفاً حائراً محاولاً تمميز نمط الطرف الآخر حتى يستعمل معه الأسلوب المناسب وهذا مبني على الظن والذي ربما أهلك صاحبه في متاهات الظنيات. وهذه الأمور غيبية غير ظاهرة لا يعلمها إلا الله لأن الإنسان بطبعه وصفاته وممارساته مجهول ولن يستطيع أحد من الخلق التعدي على صفة الخالق في معرفة أمور عباده. يفعل ذلك المبرمجين وكأن الله قد عهد إليهم معرفة سرائر الناس والشق على صدورهم لإبلاغهم أمر الدعوة وتغيير المعتقدات بالإيحاءات والفلسفات و استعمال أساليب ما أنزل الله بها من سلطان. و لم نعهد ولم يدعي نبي ولا صالح قط التحكم بالنتيجة البتة. فكلهم يقولون بالبلاغ فقط والنتيجة على الله عز وجل كما علمهم ربهم وبلغهم رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك في أعظم الأمور وهي الدعوة إلى الله. فإن في مقولة أو اعتقاد أهل البرمجة بذلك خلل عقدي يُلغي جانب مشيئة الله عز وجل وتحكمه وتدبيره لأمور الكون والعباد. فهو الواحد الأحد المتصرف في أحوال هذا الكون ولا يعلم النتائج ولا يتحكم بها إلا هو سبحانه. وأهل القبلة يجتهدون في طلب النصيحة والعلم وبذل الأسباب على بينة ويتقنون ذلك الأمر ولكن لا يدّعون حصول نتائجه أو التحكم بها جرّاء حصيلة علمهم أو عملهم.
فهذا رسول الله ومن قبله الأنبياء حاولوا هداية الناس ولكن لم يتأتى لهم إلا ما أراده الله وذكرهم الله تعالى أن الهداية بيده سبحانه وإرادته وليست بمشيئة و إرادة الخلق وأمرهم وبيّن لهم بأن عليهم فقط البلاغ وهذا أمر جلي في القرآن والسنة مع ذكر الأنبياء وأقرب الناس إلى رسول الله عمه أبي طالب فلم يستطع الرسول مع جهده وصدعه في الحق من هداية بعض صناديد قريش إلا ما شاء الله سبحانه. (قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (17)) (يس). وقوله: (مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (99)) (المائدة). فالنتيجة والمشيئة بيده وعلى العباد العمل والأداء والبلاغ فقط في عامة الأمور وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة وأما الطرف الآخر المُبَلّغ فهو مُخيّر في أمره أما يستجيب وإما لا يستجيب والأمر كله لله يعلم كل شيء وبيده هداية واستجابة العباد جميعاً وهو أعلم بأمرهم وهو اللطيف الخبير. وكما قال الطبري في تفسيره: "فإن قبلتموها فحظ أنفسكم تصيبون وإن لم تقبلوها فقد أدينا ما علينا والله ولي الحكم فيه". قال تعالى: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)) (القصص).
ولذلك نقول إن اعتقاد أهل البرمحة بوضعهم للإطار والتحكم في نتائجه له أبعاده في التدخل في خصائص الله وقضائه وتقديره من تصريف الأمور وتدبيرها فهو الواحد الأحد المدبر للأمور بعواقبها الذي يتحكم بالنتائج وأما العباد فهما بلغوا من العلم والقوة فلن يتعدوا أمرهم البتة لأن الله جل في علاه مصرّف الأمور ومدبرها والمتحكم فيها بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه وهو المتصرف الحاكم الذي لا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل والعباد يُسألون. وأمر البرمجة وفلسفتها في ذلك باطلة وهذا ما نخشاه من إستلال أمر العقيدة من قلوب الناس بهذه الأفكار والإعتقادات شيئاً فشيئاً وهم لا يشعرون. قال الله تعالى: (فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32)) (يونس).
وأيضاً ليس مطلوباً من أهل الدعوة أن يستخدموا مثل هذه الأساليب في أمور الدعوة و نصح الناس وإرشادهم و ردهم إلى ربهم رداً جميلاً. وإنما المشروع هو الكلام والقول الحق الصادق الخالص العدل والحجة الظاهرة البينة من غير غش و خداع وتمايل في الألفاظ و تحريفها وإخضاع الطرف الآخر لأسئلة مشوشة لزعزعة معتقداته وافكاره. وهذا الأسلوب الرخيص ليس من أساليب أئمة الدعوة في تبليغ أمر ربهم البتة.
2. اعتقاد أهل البرمجة فيما يُسمى "عقدة الذنب والمعاصي والخلاص منها". فهذه واحدة من اساليب البرمجة التي يتعلمها طلابها حتى يستطيعوا من فك عقدة الذنب التي تصيبهم و يتخلصوا من مثل هذه الاعتقادات بزعمهم أنها لباطلة. وأُشير أن ذلك مخالف لشرع ربنا عز وجل في أمر المعاصي والذنوب والتوبة منها وإن تأثير هذا ألأسلوب من أساليب تقنية البرمجة على عقيدة المسلم خطيرة على المدى القريب والبعيد. ففي صحيح مسلم قول الرسول صلى الله عليه وسلم تأكيداً على مسألة الذنب و مغفرته فلا يصح أن ياتي أحد فيقول أن هذا الاعتقاد باطل "و الذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، و لجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم". وقوله: "لو أنكم تكونون إذا خرجتم من عندي كنتم على حالكم ذلك لزارتكم الملائكة في بيوتكم، ولو لم تذنبوا لجاء الله بخلق جديد كي يذنبوا فيغفر لهم.". فهنا تأكيد على أن الله عز وجل غفار رحيم إن عصاه عبده رجع إليه بتوبة نصوح حتى يتطهر من الذنب ويتعلق بالله العزيز الجبار. فهذه العلاقة بين البر و عبده هي اتصال مستمر حتى يتعلق العبد بربه دون سواه. و مع إن المعصية أو الذنب تجنبه أوجب إلا أن الله فتح باب التوبة والمغفرة لأنه يعلم أمر عباده فهو العليم الخبير و رجوعهم إليه وإنابتهم إليه بتوبة نصوحاً هي أهم من الذنب نفسه لتعلقهم بربهم الذي سواهم و خلقهم وهداهم.
وهذه فقط بعض المسائل العقدية الخطيرة التي تستل الإيمان تدريجياً من صاحبها وتلقي عليه بالضلالات والأوهام حتى ترديه المهالك
د.إسلام المازني
23-01-2006, 04:43 PM
الأصل في الأشياء الإباحة ما لم:
1. تخالف النقل الصحيح الصريح.
2. تخالف الاجماع الثابت.
3. تكون أو تتخذ من قبيل العبادات و الواجبات و المستحبات؛ لأن الأصل في ذلك التوقيف بالوحي.
4. تفضي إلى محرم أو مفسدة شرعية على التحقيق و الترجيح من باب سد الذرائع.
يقول الله تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الشورى: 21).
أماني محمد
24-01-2006, 02:29 PM
بارك الله فيك دكتور إسلام وبالأخ خليل
جهد طيب ورائع أفادني جدا
جزاكما الله خيرا
خليل حلاوجي
24-01-2006, 03:30 PM
لدي مقترح
أن تفضلتم أحبتي
وحتى لايفهم أننا متعصبون رافضون لكل جديد
المقترح
أن نستضيف أحد ابرز متبني هذا الفن
وهو الدكتور صلاح الراشد
الذي صرح بانه ناقش علماء الشريعة في الكويت واقنعهم بجدوى مايفعل ورحبوا به
\
ربما سأعود لمناقشة الكثير مما ورد وانا رافضه
\
ربما ساعود لشرح المقالة الاصلية للدكتور خالص جلبي
\
فقط المسالة تحدي الوقت الكافي لننجز كل هذا
فأعينوني بارك الله فيكم سادتي
خليل حلاوجي
24-01-2006, 03:37 PM
أنسجاما" مع دعوة الاخت نسيبة لزيارة وتبني واحة المقترحات
هاأناذا أضع بينكم
المقترح رقم ( 1 )
................
...............
...............
وددت أن ندرج صفحة لمقال يومي خاص بالواحة
تشبه الافتتاحية في الصحف نسميها صفحة
صباح ...التفاؤل
تطرح الهم اليومي لبلداننا
وتعبر عن رؤية لغد أبهى وأمثل
ويكون موضوعها
سياسي اقتصادي اجتماعي شرعي الى غير ذلك من فضاءات الحياة اليومية
طبعا"
يكون الدكتور سمير المشرف المباشر عليها وله أن يكلف أحد الاحبة بكتاب المقال اليومي الخفيف هذا
الغرض الاساسي من المقترح هو التواصل مع الحدث اليومي المتسارع
دعواتي
د.إسلام المازني
24-01-2006, 04:45 PM
بارك الله فيك أختنا قارئة
ومرحبا بأي حوار أخي الحبيب الغالي
فالمشاركة مفتوحة للجميع
والكلام عن التصفية وليس الحرق ..والتصفية درجات بعضها يصل لأخذ نسب قليلة، وبعضها يشمل الشكل والمعني .. نسأل الله أن يكون الحق بغيتنا، وألا نرفض لمجرد الرفض بلا شك، وألا نقلد عميانا أيضا
فمرحبا بأي حوار علمي مؤصل، وبتنقية حقيقية لأي علم نقدمه لأهلنا نقيا رائقا
والكثيرين من المختصين في الكويت رافضون، والعبرة بالدليل العلمي والشرعي لا الأغلبية، وكما قلنا لا رفض مطلق ، بل نريد أن نرى التصفية ممن يقدر عليها، لا أن يقدم للعامة الذين لا يملكون الدراية فيقعون في المحظورات
وهل تتخيل أن الموقع الأشهر ,,رابطه وضعه أخي سيد يوسف
ينشر تعليم التنويم للعامة مقابل مبلغ مالي ! التنويم أمر معلوم شرعا
وقد تكلم فيه القدماء والمعاصرون
وتكلمت فيه اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في دار الإفتاء السعودية
وتكلم د. محمد محمد حسين في القرن الماضي عنه ووصفه بالكفر في كتابه الشهير [الروحية الحديثة حقيقتها وأهدافها]
ولم ينكر عليهم ...
وقد راسلنا شاب سعودي وهذا كلامه :
وموقعه كل فترة يحضر مدربة هولندية في كامل زينتها، ووضعت صورتها في صفحة موقعه ,, فهل هذا مشروع ! وهي رائعة الجمال
( انظر عالم بلا مشكلات- قضية البرمجة , الشكوى علنية )
ثم جاءت لدورة الرياض ..
المهم شباب الرياض مااعتادوا على رؤية المرأة بكامل زينتها إلا في القنوات الفضائية فكيف سيكون موقفهم من هذه المرأة التي تقبل وتقفي وتدنو ... - كما هي تعليمات التدريب- و... الهاتف لمركز الراشد فرع الرياض ؟؟؟
ونتابع الملف من جار لدكتور صلاح الراشد في الكويت
http://www.al-forqan.net/linkdesc.asp?id=750&ino=313&pg=4
الفرقان
ملف العدد: البرمجة العصبية وثنية جديدة تغزو الخليج وعلى يد ملتزمين!!!
د. عبدالرحمن الجيران
قسم العقيدة والدعوة - كلية الشريعة - جامعة الكويت
البرمجة العصبية ليست مجرد دورات في الإيحاء والإيماء
وليست فقط لتطوير قدرات الفرد
وليست للتخلص من العادات السيئة
وليست للاسترخاء والاستشفاء
وليست لمعرفة أسرار الطاقة
وليست لمعرفة أسباب النجاح
بل تقدم تصوراً عاماً للإنسان من حيث علاقته بالكون وبالآخرين وأسلوب تعامله مع الناس ومعرفته بالله تعالى وعلاقته به.
فمن يقف وراءها؟ وما غاياتها النهائية؟
ولماذا جاءت في سياق ما يجري اليوم من الهيمنة الأمريكية وبسط النفوذ والعولمة؟
ولماذا استهدفت شريحة الملتزمين؟
البرمجة العصبية ترجع بداياتها إلى فترة السبعينيات في الغرب وارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالسحر وأدواته ثم أصبحت خليطاً من ديانات قديمة وطلاسم ورموز ومناهج فلسفية وغيرها.
تهدف إلى: تحرير الإنسان - بزعمهم - فهو وحده يملك صحته ومرضه وسعادته وشقاءه ونجاحه وفشله... الخ ويتركون الله تعالى جانباً - حاشا لله - ويقولون التحرير هذا يمكن أن يستمده الإنسان من الطاقة التي يمنحها له المدرب أو المبرمج؟؟
هذه الطاقة موزعة في أنحاء الجسم ومتى ما اتصلت بمصادر الطاقة في الكون يصل الإنسان لمرحلة الشفاء والسعادة؟
وهذه عقيدة هندوسية قديمة، حيث جعلوا لكل منفذ من منافذ الطاقة في الجسم لوناً خاصاً ورائحة خاصة ورمزاً خاصاً وإلهاً خاصاً يعبدونه ليمنح هذه الطاقة!!
البرامج المعتمدة عندهم وهي:
1- التشي كونغ وتهدف إلى أن تصل بالإنسان لمرحلة الخلاء.
2- الطاوية وتهدف أن تصل بالإنسان لمرحلة الاتحاد بالاله الطاو.
3- الريكي وتهدف أن تصل بالإنسان لمرحلة الاتحاد بالعقل الكلي.
4- التنويم ويهدف أن يصل بالإنسان لمرحلة النرفانا وهذه جميعاً أحوال شيطانية تهدف بزعمهم إلى تحقيق السمو الروحي للإنسان!!
وزاد بهم الشطط إلى حد القول بأنهم يشفون من مرض السرطان الأمر الذي جعل جمعية السرطان في أمريكا www.cancer.org
تصرح بأن المايكروبيوتيك جمع البوذية مع ديانات جنوب شرق آسيا؟ وذلك من أجل إزالة اللبس عند الناس عن هؤلاء المشعوذين. ومن مصطلحاتهم التي أوهموا الناس بها وزينوا بها إعلاناتهم في الصحف ما يلي:
الاستشفاء البديل، الطب التكاملي، التناغم مع الطبيعة، اكتشاف أسرار الطاقة، الرياضة الروحية، التأمل، الاسترخاء، الإيحاء، الإيماء... الخ.
كما أنهم يحرصون على تزيين أسمائهم بهذه الكلمات ممارس متقدم معتمد في البرمجة العصبية والسؤال الآن معتمد ممن؟ أي جهة علمية معتبرة في الغرب تقف وراء هذه الوثنية الجديدة؟
الجواب لا يوجد: فلا يوجد حتى هذه اللحظة جهة علمية معتمدة ومعتبرة تقف وتدعم مثل هذه البرامج. لماذا؟ لقناعة الغرب التامة أن هذه البرامج ليست قائمة على نظريات علمية راسخة بل هي مجرد خليط من طلاسم ورموز وافتراضات جدلية لا ترقى لمستوى النظرية حتى يمكن اتباعها.
ومن جهة أخرى، المركز العالمي للمبرمجين عبارة عن سحرة مشهورين في الغرب ولا ينكر هذا أي إنسان مكابر ومن رجع إلى الكتب التي صنفت في البرمجة يعلم تماماً أن من وضعها هم سحرة بالأصل وبينوا سبب تصنيفهم لهذا النوع من البرمجة من أمثال:
1- جون جرندر وريتشارد باندلر وضعا كتاب -نبيه السحر- ووضعا أصول البرمجة والعلاقة بينهما.
2- روبرت دلتز وجوديت دي لويزر وضعا موسوعة البرمجة اللغوية العصبية وفيها حب الارتباط مع السحر.
3- ستيفن هول الذي وضع قاموس الحركات الدينية في الغرب وأوضح أن من أدوات بعث هذه الحركات الدينية البرمجة العصبية وهي تنادي بما يلي:
1- الكل واحد.
2- كل الواقع هو جزء من الكل.
3- الرجل هو الله أو جزء من الله.
4- يمكن أن يخلق الرجل واقعه الخاص.
وهذه كما هو ظاهر عقائد باطلة جاء الإسلام بنقيضها تماماً.
يقول الدكتور أحمد شلبي:
وتلقف بعض المسلمين هذه التقنية فأضفوا عليها شيئاً من الآيات والأحاديث لتقويتها وإقناع الناس بها وكل هذه العلوم والأفكار والاعتقادات والممارسات عبارة عن بعض ثمرات الفراغ الروحي، والبعد عن الله عز وجل والهروب من مواجهة الواقع ا.هـ
يقول مارك باست:
إن لغات ميتا هي من اللغات والأساليب الغريبة العامة من السحر وهي من الأسماء البريدية وفيها وصف لكل الأساليب السحرية والتجارب ومن توصيات ميتا لتقوية عمل المبرمج ما يلي:
ü دوماً قم بممارسة النموذج الأكفأ لتحقيق أهدافك وهنا يعني الغاية تبرر الوسيلة.
ü لا شيء صحيح، كل شيء مسموح به وهذا يعني التشكيك بالثوابت العقدية وأن كل شيء مباح فتأمل!!
ü لا مرونة لا تأثير وهذا يعني لابد من التنازل وارتكاب المحرمات حتى يحصل التأثير يحدثني أحد الاخوة أن أحد المبرمجين في الدورات طلب تشغيل موسيقي مع برامج الدورة فقام أحد الحاضرين بتشغيل القرآن الكريم فانتهره وطرده وقال لا نستطيع أن نعمل مع القرآن؟؟
ü العقل الباطن هو المفتاح وهذا يعني جعل العقل الباطن يُعبد من دون الله تعالى.
في أمريكا فشل برنامج NLP فشلاً ذريعاً في تطوير قدرات الجيش الأمريكي فبعد ثلاث سنوات من العمل الدؤوب في البرمجة قررت الأكاديمية القومية الأمريكية تشكيل لجنة من معهد العلوم ومعهد الهندسة ومعهد الطب لتقييم عمل المبرمجين الذين تعاقدوا معهم فخلصت إلى هذه النتائج:
لا يوجد دليل علمي واضح على أن برامج NLP لها فاعلية استراتيجية في التأثير بالآخرين!! فقرر الجيش الأمريكي ما يلي:
1- إيقاف بعض البرامج!
2- منع انتشار البعض الآخر!
3- تهميش الباقي!
والسؤال المطروح الآن لكل مبرمج معتمد...
هل خرجت لنا دورات البرمجة العصبية جيلاً قادراً على قيادة التغيير في مجتمعاتنا الخليجية؟؟
والمرجو أن تزودونا بالإحصائيات والأرقام وما هي الأرباح التي جنتها الشركات التي دفعت موظفيها للالتحاق بدوراتكم؟
فإذا علم هذا فالواجب على كل مسلم الحذر من هذه الوثنية الجديدة وإن غلفوها بغلاف العلم أو زينوها بعبارات تجذب إليها الطامحين للتغير مثل تطوير القدرات والاسترخاء والتخلص من العادات السيئة والقراءة السريعة وغيرها منها في الحقيقة لا يقدم شيئاً سوى أنها تجعل الإنسان يعيش في وهم وخيال لذيذ أمده الدورة ثم لا يلبث أن يفاجئ بالواقع بعد الانتهاء منها.
وحدثني أكثر من واحد ممن حضر هذه الدورات وأكد لي أنهم أي المبرمجين يضعون الجمر ويطلبون من الحضور المشي عليه؟؟ فهل هذا فعل العقلاء الأسوياء؟ أم إنه من التعامل مع الجن والمشعوذين؟
كما أننا بدأنا نسمع عن الرحلة خارج الجسد فيقول الإنسان مثلاً إنه ذهب إلى العمرة وهو لا يزال في بيته ولم يغادر فراشه في الكويت؟ فهل هذا من تطوير القدرات أم إنه من الشطحات؟؟
وأخطر ما يقوم به هؤلاء المحسوبون على الصحوة أنهم جروا الدين ليوافق أهواءهم لأنهم تلقفوا البرمجة العصبية وحملوها ثم نظروا ما يوافقها من الدين ليلبسوا على الناس ولهذا تجد دائماً عند المبرمجين هذه العبارات :
ü ليس هناك خير محض ولا شر محض فالأمور نسبية وهذا حتى يتحاشوا أي إحراج أو تساؤل يمكن أن يثار خلال برامج التدريب وبهذا يضيع الدين.
ü الواقع ما تراه ليس صحيحاً بل هو راجع إلى الخارطة التي في ذهنك وكل إنسان عنده خريطة في ذهنه؟
وهذا هو مبدأ السفسطائية الذين يثبتون الشيء ونقيضه في آن واحد.
ü عبّر عما تريد لا ما لا تريد. وهذا أيضاً حتى يضمنوا سكوت أي معترض ممن قد يكون عنده شيء من العلم الذي يمكنه أن يفرق بين الغث والسمين.
- ومن أبرز من كتب في البرمجة العصبية من السحرة:
فريتز - بيرلز - فيرجينيا - ساتير - ملتون - أريكسون.
وقالوا في البرمجة إننا نريد أن نصل إلى الانسجام التام بعد الاسترخاء -التناغم مع الطبيعة- حتى نصل إلى السعادة والشفاء التام.
- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وجعلوا غاية سعادة النفس أن تصير عالماً معقولاً مطابقاً للعالم الموجود وليس في ذلك إلا مجرد علوم مطلقة... ليس فيها محبة الله ولا عبادة الله ولا علم نافع ولا عمل صالح ولا ما ينجي النفوس من عذاب الله فضلاً عن أن يوجب لها السعادة ا.هـ.
رئيس المبرمجين العالميين في مقابلة له مع أحد الدعاة إلى الله تعالى سأله هذا الأخير هل قدمت لك البرمجة حلاً لمشاكلك الدينية؟؟ فأطرق رأسه ملياً وحرك يديه وقال: قدمت لي حلولاً لمشاكل الدنيا إلا مسألة الدين؟؟
فهل يعي هذا هؤلاء المهرولون إلى ترهات الغرب وزبالة أفكارهم؟
هل يعون عظيم النعمة بالهداية للصراط المستقيم؟
أليس فيه كفاية عما في أيدي هؤلاء؟
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
د.إسلام المازني
25-01-2006, 01:46 AM
وننوه لأمر هام
هو التفريق بين التنويم المغناطيسي (القديم المعروف لدي السحرة والوسطاء) وبين التنويم بالإيحاء
( وهو مثال لعدم دقتهم أيضا )
والمشكلة أن الممارس يتدرب خلال يومين، ويصبح مدربا بغض النظر عن خلفياته، وعما يسمح به لنفسه
فالطبيب النفسي يتعلم عشر سنوات ( طب النفس)
والإخصائي النفسي أربع سنوات ( علم النفس )
ثم يرخص له ويكون أخصائيا ... وهذا أقل قدر ليلم بشيء، ويصبح مخولا للعمل داخل عقول الناس ...
أما هذا فهو يؤتمن على أشياء وأسماء، ويتعامل مع النفس دون علم بالطب أو بعلم النفس ( ونحن نتحدث عن علم النفس الإسلامي خاصة ) ، وهي مشكلة ...
وننوه لما قاله العلامة بن القيم عن أمور تتوافق مع المبدأ التخييلي، وتسبق ( بالمر ) بقرون ،لابد أن توجد عند الطبيب، وهي عشرون التاسع عشر منها:
أن يستعمل أنواع العلاجات الطبيعية والإلهية، والعلاج بالتخييل ، فإن لحذاق الأطباء في التخييل أموراً عجيبة لا يصل إليها الدواء ، فالطبيب الحاذق يستعين على المرض بكل معين.
زاد المعاد – الجزء الرابع
وكان مثال ذلك - قرأته في طبقات الأطباء على ما أذكر، لابن أبي أصيبعة -رجل يتوهم أن على رأسه جرة، وقام الطبيب بإراقة ماء فوقه بحيلة لطيفة، ليقنعه أنها كسرت .. وهو ما يمارس مثله لعلاج الهستيريا والحالات التخيلية، وأذكر مريضة معاصرة تم فتح جرح سطحي في جلدها بتخدير كلي وخياطته ثانيا، وإيهامها بأنها أجرت جراحة لنزع سرطان ...هذا بعد أن أعيت عدة أطباء بتكرار أن لديها سرطانا في المعدة ولابد من نزعه .... هذا في السبعينات وفي مصر
عود على بعض التطبيقات كما أسلفنا، لنتأمل وجوب إعادة الصياغة :
لا يوجد مستحيل ,,, ( هذا تعميم خطر، فلا استثناء في المشيئة ولا استحضار للتوكل )
البرمجة طريق السعادة والهناء والنجاح والفلاح وحل كل مشاكل البشرية ,,,,, (كأنما يبشر بدين جديد )
والحقيقة أن تربية النفس وتقويتها، وتدريبها على التعامل والصبر والبشر وغير ذلك كله مبثوث في الكتاب والسنة وسير الأنبياء والصالحين، وانظر مذلا
رائعة الذهبي :
سير أعلام النبلاء في أربعين مجلدا ! وانظر الشحنة النفسية والعلمية والخبرة الحياتية التي تخرج بها مع كل صفحة، مع الحكم الأرقى والسير العملية الأروع من الخيال ...
فأنت معهم تبرمج ذاتك، وتتعامل مع التوتر وتتعلم القيادة، وكل ما يقال أنه في البرمجة مما انتحل ! فلماذا الأن يسمى بغير اسمه وينسب لهؤلاء
أليست تلك هي قواعد وأسس التربية وإصلاح النفس منذ الأزل
ثم مسألة تصفيتها
لابد من وقفة
هناك فارق بين أن تطعم البرمجة ببعض أحاديث هنا وهناك، كنوع من إضفاء الشرعية على أمر هو أصلا غير مرتب ترتيبا شرعيا ولا منقى ( انظر الأمثلة أعلاه في مقال المحرر الاجتماعي وغيره )
وبين أن تعاد صياغة الفوائد بشكل مشروع، وهو ما نطمح إليه
فهناك من يضعون المساحيق الزائفة لتصويرها بالخير، بلباس شرعي وعناوين لا تماثل المضامين داخلها بالمرة، والأمثلة أعلاه (انظر : المشي على الجمر، في يومين تمشي على الجمر ... )
وهناك رغبة حقيقية لتنقية وتهذيب وترتيب، لكن لابد لها من عمل جماعي، لأن البرمجة الأن يقدمها كل شخص بطريقته وحسب ثقافته وفهمه هو ..فليس لها في العالم الإسلامي هيئة موحدة ملزمة، وليس عليها رقابة محددة، ولا تصدر موسوعة شاملة معتمدة
وهنا فقرة من دراسة أخرى لدكتورة فوز تتناغم مع السياق :
وحيث أن القناعات الشخصية ، والقناعات الجماعية تؤثر على انطباعاتنا، وعلى تبريرنا أو ترجمتنا للظواهر الطبيعية ، فإن استخدام إجراءات معيارية قياسية منهجية يهدف للتقليل من هذا التأثير عند تطوير نظرية ما .
ومن المعلوم أن مراحل المنهج العلمي تبدأ بالمشاهدات والملاحظات للظواهر، ثم تصاغ على أساسها الفرضيات ، ثم إذا ثبتت بتجارب صحيحة وكانت لنتائجها مصداقية إحصائية تصبح نظرية وإلا رفضت الفرضية أو عدلت ، ثم تمر النظرية أيضاً بتجارب وتختبر نتائجها لتكون حقيقة أو تقف عند حدود النظرية أو تلغى . ولابد أن يراعى المنهج العلمي عند ذكر النتائج واعتمادها فينتبه للأخطاء الإحصائية ، وهذه يمكن توقعها أو قياسها ومن ثم تضاف للنتيجة ويتم تعديلها.كما ينتبه للأخطاء النابعة من الرغبة الشخصية ، أو تأثير النتيجة المأمولة Wishfull thinking ( وش فل ثنكنج)حيث يفضل الباحث نتيجة على أخرى ، و( الزلل التراجعي ) Regressive fallacy حيث يربط الباحث بين الملاحظة وشيئ مقترن بها دون أن يكون بينهما علاقة سوى الاقتران . هذا وإن أسوأ الأخطاء على الإطلاق أن تكون الاختبارات عاجزة عن إثبات الفرضية ، ويدعي الباحث إثبات الفرضية بها ، ويغض الطرف عن نتائج الاختبارات التي لا تتناسب مع الفرضية التي يرغب في إثباتها .
كما أنه من الأخطاء الكبيرة عدم إجراء التجارب ( عدم وضع الفرضية تحت الاختبار ) ، وبالتالي الخروج بنظرية من المشاهدات اعتماداً على المنطق البسيط والإحساس العام ( الانطباع ) .
وليست الوقفة مع المنهج العلمي في تقويم هذه الوافدات من قبيل التكلف والتعسف كما يدعي البعض فالإسلام يدعونا إلى المنهجية العلمية بدعواته المتنوعة للتأمل والتفكر والعلم والتعقل والتذكر ، وقد وضع العلماء المسلمين أصول المنهج العلمي الصحيحة ومنها ما يتعلق بالعلوم الإنسانية خاصة . وبالنظر للبرمجة اللغوية العصبية في ضوء هذه الوقفة مع المنهج العلمي نجدها تفتقر إليه في عمومها وأغلب تفصيلاتها ، وربما لهذا لم تلق ترحيباً في الأوساط العلمية في معظم دول العالم ولاقت رواجاً حيث تكون سطحية التفكير والرغبة في الجديد والرغبة في الوصفات السريعة . وتفصيل نقدها من الناحية العلمية يمكن تلخيصه فيما يلي :
• كثير من المشاهدات التي بنيت عليها فرضيات الـNLP ليس لها مصداقية إحصائية تجعلها فرضيات مقبولة علمياً .
• تعامل الفرضيات وتطبق ويدرب عليها الناس على أنها حقائق رغم أنها لا ترقى لمستوى النظرية.
• نظرياتها مقتبسة من مراقبة بعض الظواهر على المرضى النفسيين الذين يبحثون عن العلاج. ثم عممت على الأصحاء الذين يبحثون عن التميز .
• أكثر روادها من القادرين على دفع رسومها :
............................. - الباحثين عن الحلول السريعة Quik fix
.............................. - بدلا عن العمل Hard Work
وأنا هنا أقدم تقيمين اتبعا منهجاً علمياً في نقدهم للبرمجة :
الأول هو التقويم المقدم للجيش الأمريكي من الأكاديميات القومية ففي عام 1987م بعد انتشار دورات تطوير القدرات رغب الجيش الأمريكي في تحري الأمر فقام معهد بحوث الجيش الأمريكي The US Army Research Institute بتمويل أبحاث تحت مظلة "تحسين الأداء البشري" على أن تقوم بها الأكاديميات القومية Academies National US التي تتكون من كل من الأكاديميات القومية للعلوم والهندسة والطب والبحث العلمي. وتعتبر هذه الأكاديميات بمثابة مستشارة الأمة الأمريكية ، وقد تكونت من هذه الأكاديميات مفوضية العلوم الاجتماعية والسلوكية والتعليم ، ثم تم تكوين فريق علمي كان اختيار أعضائه على أساس ضمان كفاءات خاصة وضمان توازن مناسب، وعُهد لمجموعات مختلفة بمراجعة البحوث حسب الإجراءات المعتمدة لدى أكاديميات البحوث الأربع. قدم الفريق ثلاث تقارير:
الأول في عام 1988م، الثاني في عام 1991م ، الثالث في عام 1994م وقد قدم التقرير الأول تقييماً للعديد من المواضيع والنظريات والتقنيات ومنها البرمجة اللغوية العصبية والذي ذكر عنها ما هو نصه : " أن اللجنة وجدت أنه ليس هناك شواهد علمية لدعم الادعاء بأن الـNLP استراتيجية فعالة للتأثير على الآخرين ، وليس هناك تقويم للـNLP كنموذج لأداء الخبير " .
واستمر البحث والتحري في مجال "تحسين الأداء البشري" وبعد ثلاث سنوات يشيد التقرير الثاني بنتائج التقرير الأول والقرارات التي اتخذها الجيش الأمريكي بخصوص عدد من التقنيات السلبية ومنها الـ NLP حيث أوصى بإيقاف بعضها ، وتهميش بعضها ، ومنع انتشار البعض الآخر .
وبعد ثلاث سنوات أخرى اكتفي التقرير الثالث – نصاً - في موضوع البرمجة اللغوية العصبية بما قُدم في التقريرين الأول والثاني .
الثاني : صاحبه الدكتور" روبرت كارول" أستاذ الفلسفة والتفكير الناقد بكلية ساكرمنتوا الذي قال: ( رغم أني لا أشك أن أعداداً من الناس قد استفادوا من جلسات الـ (NLP) ، إلا أن هناك العديد من الافتراضات الخاطئة أو الافتراضات التي عليها تساؤلات حول القاعدة التي بنيت عليها الـ (NLP) . فقناعاتهم عن العقل اللاواعي والتنويم والتأثير على الناس بمخاطبة عقولهم شبه الواعية لاأساس له.كل الأدلة العلمية الموجودة عن هذه الأشياء تُظهر أن إدعاءات الـ (NLP) غير صحيحة) . فبرغم تراجع الجيش الأمريكي عنها بعد تجربتها، وعدم إيمان كثير من الشركات بها ، وعدم الاعتراف بها كعلم في الجامعات ولا كعلاج في المستشفيات يقبل عليها جماهير المفتونين من المسلمين ( راجع في ذلك مقالة منشورة في مجلة مجلة النيويورك تايمز في عددها الصادر 29 سبتمبر 1986م في مقالة بعنوان " المبادئ الروحية تجتذب سلالة جديدة من الملتزمين" ).
فهذه هي شهادة بعض أهلها فيها ، وهذه نتائج تحريات جهات من أفضل الجهات العلمية ، وفي بلد من أبرز البلاد تقدماً في منهجيات البحث والتحري . وصدق ابن القيم عندما قال معلقاً متعجباً بعد ذكره للأحاديث والآثار المحذرة من التشوف لما في كتب أهل الكتاب من أدبيات أو فوائد وأخلاقيات فقال : "فكيف لو رأى اشتغال الناس بزبد أفكارهم وزبالة أذهانهم عن القرآن والحديث " ووالله ما أشد العجب ، وما أعظم الخطب ، ولكنها سنة كونية في هذه الأمة مهما ابتغت العزة بغير دين الله أذلها الله فهاهي تقتات فتات موائد اللئام ليس في البرمجة وحسب ، بل في كل ما يتبقى ويثبت عزوف عقلاء الغرب عنه فقد اعتمدت مقررات الرياضيات الحديثة للتدريس في المدارس الابتدائية في بداية السبعينات الميلادية بعد أن ألغت الدول الاسكندنافية تدريسها في الستينات الميلادية !؟ وها نحن نفتح المدارس العالمية القائمة على التعليم المختلط في حين خطب الرئيس الأمريكي أمته محذراً من عواقب التعليم المختلط واعداً بالدعم للمدارس التي تتبنى الفصل بين الجنسين !!
ومن العجيب أنه على الرغم من عدم ثبوت فرضيات الـ NLP ، إلا أنها تعقد الدورات للتدريب عليها وكأنها حقائق ثابتة بتجارب مستفيضة ! وليس في واقع العامة فقط وإنما في واقع أساتذة الجامعات والدعاة ومن المضحك المبكي أن ينادي المفتونات من التربويات بتقريرها مقرراً في التعليم ، واعتبارها بنداً مهماً في بنود تقييم الكفاءة !! مما أعتقد أنه لم يكن يخطر لمؤلفيها أنفسهم على بال .
ثانياً : وقفة مع الآثار الاجتماعية للـNLP :
أشاع انتشار الدورات في البلاد فوضى عارمة كما صرح بذلك كثير من التربويين والمسؤولين الذين يبذلون جهوداً حثيثة لإيقاف هذه الفوضى فقد سرّبت الـNLP إلى أيدي عامة الناس ومنهم طلبة دون سن النضج بعض تقنيات التنويم والعلاج بالإيحاء وغيره من الأدوات الخاصة بالأطباء والمرشدين النفسانيين الذين يؤهلون تأهيلا علمياً وافياً قبل أن يعتمدوا كمرشدين أو أطباء نفسانيين من الجهات الرقابية المسؤولة . وقد تحول نتيجة لانتشارها السريع عدد من المرضى النفسانيين بعد عدد من الدورات إلى مرشدين نفسيين واجتماعيين !! وهم الذين كانوا ومازالوا فاشلين في دراستهم ، ومنهم فاشلين في حياتهم الأسرية والوظيفية إلا أنهم حققوا نجاحاً منقطع النظير في التدريب والمعالجة بتقنيات الـ NLP!! كما أن كثير منهم في الطريق إلى تحقيق ثروة هائلة حيث تنتشر دوراتهم دون أن يتكلفوا هم مسؤوليات إنشاء المؤسسة أو المركز ، ويكثر الإقبال على معالجاتهم بعيداً عن العيادات المرخصة؟!
ومن وجه آخر فإن للـNLP نظام تسويقي متميز يعتمد على التسويق متعدد المستويات ، وهو أسلوب متميز ناجح لبيع الدورات التدريبية . إلا أنه يجب أن يكون واضحاً أن حقيقة ما تبيعه الـNLP للمتلهفين على دوراتها هو الوهم "الأمل" بالصحة للمريض ، والوهم "الأمل" بالتميز للأصحاء، وقد يكون هذا نافعاً للبعض يمنحهم قدرة على التفاؤل ومن ثم العمل إلا أنه يجب أن تكون حقيقة المبيع واضحة وإلا كان بيع غرر .
وتبقى نقطة أخيرة في هذه الوقفة الاجتماعية فثمة أمر خطير نتج عن هذا الوافد الغريب "البرمجة اللغوية العصبية " في مجتمعنا وهو أثر أخلاقي نتج عن كثرة اختلاط الرجال بالنساء وإن كان بفاصل مكاني حيث طبيعة التدريب تتطلب التواصل ودوام التفقد ، وطبيعة المعالجة النفسية والاجتماعية تتطلب ألفة واندماج ومصارحات أدت في حالات كثيرة إلى مفاسد لا ينكرها إلا مكابر .
كما أن تدريباتها التي بنيت على مرضى ثم أطردت على الأصحاء قد تسبب على المدى البعيد وربما القريب إغراق مرضي في أحلام اليقظة في أوساط الناضجين لا المراهقين فقط ، كما أنها أشاعت جواً يساعد على الجرأة في ممارسة استرخاءات جماعية وفردية إن ثبت لها فائدة فهي لا ينبغي أن تكون إلا في الخلوات ، كما أنها نشرت بدعوتها لترديد عبارات القوة والقدرة وتعليقها في الغرف جواً من الذاتية والتعالي لا يقبل إلا من مرضى، ولكم أن تتأملوا هذه المواقف التدريبية لتحكموا بأنفسكم ( يقف المدرب الذي يظهر عبر الشاشة حافي القدمين يسير كهيئة الحصان طالباً من المتدربات – مشرفات تربويات ومديرات مدارس ووكيلات ومعلمات – أن يخلعن الأحذية ويمارس التدريب وهن يرددن : أنا قوية .. أنا قوية .. متخيلات أنفسهن في قوة الحصان ورشاقته ) وفي دورة أخرى ( يظهر المدرب على الشاشة وهو راكع رافع يديه إلى الأعلى كأنها جناحين يرفرف بها طالباً من جمهور المشرفات والمعلمات أن يفعلن ذلك فإذا بهن جميعاً راكعات يرفرفن بأيديهن إلى الأعلى متخيلات أنفسهن في خفة الحمامة تاركات همومهن وضغوط العمل خلفهن محلقات في عالم من أحلام اليقظة قد يصلح لمعالجة المرضى النفسانيين لا لأهل التربية والتعليم ..) وفي ثالثة يطلب من الجميع أن يسترخوا وهم يتخيلون أجسادهم نافورة تخرج مشكلاتهم من داخل أنفسهم إلى الخارج وما هي إلا نصف ساعة حتى تنتهي المشكلات !! ولولا أن المقام يضيق عن ذكر المزيد لذكرت مقتطفات أخرى تجعل الحليم حيران مما يجري تحت شعار التدريب ورفع الكفاءات ! ومما يقدم من مسوخ العلم !
وقد ظهر في المجتمع المسلم من جراء البرمجة وأخواتها من ينادي بالسفر خارج الجسد OPE، ومن يزعم أنه اعتمر وهو في فراشه ، مما جعل أحد الأطباء النفسانيين يقول : أننا ربما نسمع في القريب أن "مرض انفصام الشخصية" حالية مثالية ، ويتصدى للتدريب عليها أهلها الذين هم المرضى وهم الأطباء ؟! ولا نعلم ماذا تخبئ الأيام إن لم يتدارك المسؤولون هذا الأمر الخطير ، ويتفطن لأبعاده المفتونون .
ثالثاً : وقفة مع البرمجة اللغوية العصبية من منظور شرعي عقائدي :
فمن المعلوم الثابت عقلا ونقلا أنه كما قال ابن تيمية ( من شأن الجسد إذا كان جائعاً فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر، حتى لا يأكله إن أكل منه إلا بكراهة وتجشم ، وربما ضره أكله ، أو لم ينتفع به ، ولم يكن هو المغذي له الذي يقيم بدنه ، فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته ، قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به ، بقدر ما اعتاض من غيره بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع ؛ فإنه تعظم محبته له ومنفعته به ، ويتم دينه ، ويكمل إسلامه ) وإن لم يكن من شر وراء البرمجة اللغوية العصبية إلا الاستعاضة بغير المشروع عن المشروع لكفاها شراً ، فإننا والله بخير ما فتئنا نعالج بأدوية الكتاب والسنة أدواء أبداننا – مع جواز التداوي بالأسباب الدنيوية شرط أن تكون أسباباً حقيقية ، ولا تكون مما حرم علينا – ويظل العلاج الأوحد لأرواحنا وفكرنا ماكان من الكتاب والسنة، فمازلنا نوقظ بهديهما قلوبنا ،ونفعّل بهما طاقاتنا وطاقات من نربي ، وما زلنا نغترف من معينهما الصافي وصفات التآلف والتواصل والقدرة على التأثير وغيره مستهدين بِسِيَر السلف ، مستروحين عظيم الأجر في الاتباع .
وثمة أمر آخر خطير وهو أن رواد هذا العلم الغربيين _ إن صح تسميته علماً _ هم دعاة الوثنية الجديدة (الهونا _ الشامانية ) التي تدعو أولا إلى تفعيل القوى الكامنة عن طريق الإيحاء ، والتنويم لتمام القدرة على التغيير من خلال التعامل مع العقل اللاواعي وتنتهي بالاستعانة بأرواح الأسلاف – بزعمهم - والسحر وتأثيرات الأفلاك ، وإن كان ذلك ربما يسمى قوى النفس والقوى الكونية عند المدربين من غير المسلمين الذين ليس لهم أثارة من علم النبوات الصحيح عن العوالم الغيبية وليس لهم من محجة بيضاء ينطلقون منها .
فالبرمجة اللغوية هي الخطوة الأولى في طريق دورات الطاقة وما يتبعها من استشفاءات شركية بخصائص مزعومة للأحجار والأشكال الهندسية والأهرام ورياضات استمداد الطاقة الكونية "الإلهية" المزعومة ، ومن ثم فإن سلم بعض الداخلين في البرمجة من آثارها السلبية على الفكر والمعتقد إلا أنهم فتحوا الطريق لغيرهم ممن سيتبع خطاهم إلى طريق لا يعلم منتهاه إلا الله وصدق ابن عباس رضي الله عنهما إذ قال : " من أخذ رأياً ليس في كتاب الله ولم تمض به سنة رسول الله ؛لم يدر على ما هو منته إذا لقي الله " وحيثما تغيب المنهجية العلمية ، ويضعف التقدير لكنوز النقل تتفشى السطحية وتظهر التبعية ويكثر الدجل ولقد رأينا في هذه الدورات عجباً فهذا يخلل دورته التدريبية بما أسماه "إشراقات" أولها في مهارة الاستفادة من أشعة لا إله إلا الله ، والثانية في مهارة استغلال طاقة الأسماء الحسنى !! وآخر يزعم أنه يعلم ويدرب على تلك المهارة في الحفظ مثل التي كانت عند الإمام الشافعي ويخرّج من دورات القراءة الضوئية قادرين على حفظ القرآن في ثلاثة أيام !!
وفي الختام فإن من له أدنى بصيرة ليرى بكل وضوح واقع الإسفاف الفكري ، والضرر النفسي والاجتماعي ناهيك عن المتعلقات العقدية المتنوعة باختلاف المدارس والمدربين ؛ فيقف ملتاعاً مرتاعاً من العواقب الوخيمة التي تنتظر السائرين في هذا الطريق ، الذي روّاده في الغرب سحرة ومشعوذين راحوا يقتحمون عالم الغيب بعقولهم القاصرة ، وبإعانة شياطينهم . ثم راحوا يروجون لما وصلوا له من كشوف بمعارف سقيمة ظانين أن ما حصّلوه من قوى إنما هو من عند أنفسهم وباكتشاف قدراتهم الكامنة شأنهم في ذلك شأن باطنية الفلاسفة الذين قال عنهم شيخ الإسلام : ( باطنية الفلاسفة يفسرون الملائكة والشياطين بقوى النفس ... وانتهى قولهم إلى وحدة الوجود فإنهم دخلوا من هذا الباب حتى خرجوا من كل عقل ودين ) .
ومن هنا فإنني أذكر العقلاء من هذه الأمة أننا نعيش فتناً كقطع الليل المظلم تجعل الحليم حيران ، مما يتطلب تحرٍ دقيق بعيد عن تدليس المفتونين بهذه الوافدات ولو كانوا أهل صلاح ودعوة . أو صمت منجي من بين يدي الله عز وجل .
فالطريق وعرة خطرة أولها مستويات أربعة للبرمجة اللغوية العصبية قد لا يظهر فيها ذلك الأمر الخطير ( خصوصاً إذا كان المدرب حريصاً على أسلمتها ) ، ولكن بعد أن تألفها النفوس وتأخذ منها نهمتها تكون النهاية مروّعة فقد تكون خروجاً من كل عقل ودين كما حدث للفلاسفة القدامى أو بعضهم عبر مستويات دورات الهونا والشامانية التدريبية. ومما ينبغي التنبه له أن هذه الأفكار الوافدة لا يظهر خطرها منذ البداية كسائر البدع قال أحد السلف : " لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه ولكن يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه ، ثم يدخل عليك ببدعته فلعلها تلزم قلبك . فمتى تخرج من قلبك ؟ " . ثم إن تقنيات هذه الأفكار مدروسة بعناية كسائر تقنيات "النيو إييج" الذين يشكلون طائفة ذات أثر ودين جديد في الغرب لا يهتم أصحابه بما يوجد أو يتبقى في أذهان أتباعهم من أفكار الديانات السماوية وغيرها ، إنما يهتمون بما يضاف إليه من أفكار حيث يثقون أن منهجهم الجديد والزمن كفيلان بترسيخ المفاهيم الجديدة وتلاشي المفاهيم القديمة .
نسيبة بنت كعب
26-01-2006, 04:48 AM
الســلام عليكم
تابعت بشغف واهتمام وتفكير فى كل ما نشر فى الموضوع تقريبا
ذهبت الى 75% من الموضوع وتراءت لى امور كثيرة كانت غائبة
فاستفدت وسأحتاط بالتأكيد -
واشكر د. اسلام واخى خليل على مواضيعهم القيمة
رغم ان ال NLP موضوع قديم مستهلك من زمان الا ان طريقة عرضة وتناولة فن كافة جوانبه جعله يبدو متجددا حد التميز
أكيد هذا موضوع للنشرة القادمة بحول الله
استمر د. اسلام ولى عوده .. فقط قرأت معظم الموضوع وسأتباع الباقى غدا
دمتم نافعين انت وخليل الحلاوجـــى
د.إسلام المازني
26-01-2006, 10:22 AM
نور الله قلبك أختنا نسيبة، وألحقك بأمنا صفية ، في النهج.. والملتقى الجنة
اللهم ءامين
ينضم لمن أيد ما سطرنها
د. سفر الحوالي رئيس قسم العقيدة سابقا، دكتوراة في العقيدة , وموقعه معروف
وأؤكد على أننا نتبع الدليل ولا نقلد، ونتفهم ولا نغمض أعيننا، لكني أغطي الموضوع من جوانبه وليس معناه أني أؤيد كل ما صدر عن مصدر ما .. لكن هذا الأمر - الذي وصل للدجل أحيانا -لابد من مواجهته، وتلك السرقة التي حدثت من البعض لابد من فضحها، فهم يأخذون ما في السنة وينسبونه للبرمجة ثم يقولون ندرس البرمجة بما لا يخالف ! فهل الفضل ينسب للأصل أم للفرع/ لماذا لا أقول أدرس السنة والتربية الإسلامية ولو وجدت نقطة عند قوم لا تخالف سأضعها ولن تجد !
كله منتحل من العلوم الأخرى ... من علم الإدراة ومن علم النفس والإعلام ... وكله في السنة وأتحدي لو أمهلنا أحد العقلاء شهرا وقلنا له أخرج لنا من التفاسير والسير وكتب إصلاح القلوب والسلوك منهجا للبرمجة - كما تسمونها - ووجدنا فيه عوزا ...
فهل يصح أن أخترع أنا نهجا مثلا وأقول علم جديد سميته مافيا مثلا!
وآخذ ما قالوه في البرمجة، وأغير بعض الأسماء وأضيف شيئا من علم ثان وأسمى هذا علما ؟
وهنا :
المجمع الفقهي في الهند يؤيد ما سطرناه أعلاه:
وصلت إلى بريد الموقع رسالة من الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي في الهند الشيخ : خالد سيف الله الرحماني تعليقاً على مقالة " تطبيقات الاستشفاء والرياضةالوافدة من الشرق وخطورتها على معتقدات الأمة " المنشورة في مجلة المجتمع في العدد 1550أيد فيها محاربة هذه التطبيقات وأشاد بالمناقشة العلمية لها فيما يلي :
سعادة الشيخ / الموقر حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متمنيا لكم دوام الصحة والعافية وبعد.
إني قرأت في مجلة المجتمع مقالكم وبحثكم المليئ بالمعلومات ووجدت فيه الحقائق الكثيرة من العقلية الفائقة والحكمة البالغة والتحليل الموضوعي العلمي والتوجيه الديني والترشيد الإسلامي الممتاز ....
أدعو الله القدير أن يرزق في قلمكم مزيداً من القوة والطاقة لرفع لواء الإسلام وقول كلمة حق في جو الظلم والعدوان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خالد سيف الله الرحماني
الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الهند
موقع المجمع على الإنترنت
www.ifa-india.org
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir