تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فراشات تطاردها ألسنة اللهب



سعد يحيى
01-05-2003, 03:58 PM
قصة قصيرة
{فراشات تطاردها ألسنة اللهب}
يخطو أولى خطواته بعد أن فض حاجز الرؤى محدثًا ثقبًا ضيقًا فى جدارِ الرحمِ الأبيضِ الصغيرِ الفسيحْ .
يحاول رفع ريشاته الخضر عن جنباته ؛ وهى تكاد تكون ملتصقة من أثر بقايا مخاض طور حياته الأولى.
يبدو وهو أعلى الربوة كزهرةٍ بريةٍ تتراقصُ على وقع أنسامٍ عذبهْ ، يتمايل يمينًا ويسارًا من أثر قبلات أرسلتها الشمس الطفلة عبر الأثير بعد أن صافح وجه النهر القابع أسفل الربوة .
تعلو وجهه ابتسامة يحدوها التفاؤل ، ينظر إليها كأنما يريد أن تأذن له باقتحام عالمه الجديد .
يتهادى من فوق بساط الربوة الأخضر ... يبدو وهو يمتطى صهوة وجه النهر الصامت كبقعةِ ضوءٍ تَشعُ بألوانِ الطيفْ .
من حوله راحت تتقافزُ أسماك النهر ... تصدر من فِيها أصواتًا .. عبثًا حاول أن يحلَ رموز رسالتها .. راحت تتكاتف .. تتلاحم .. لتغير مجرى السيرِ إلى جدولٍ شقَ حقولُ الذهب الأصفرِ القابعْ فى أسر سنابله .. يسمع أنات حبيباته!!
يأخذه مجراه الصغير حيث حقول الورد الأبيض قد تطاولت عليه أنياب الشوك .. تتسلل .. تنخر أوراقه .. تحجب عنه ضياء الشمس ..
يتعجب .. يتنهد .. يدور حول نفسه .. يلف الأفق من حوله بنظرة شمولية فلا يجد غير البوم والخفافيش والغربان و قد تناثرت فوق الأغصان بعد أن فرت عنها طيور الحب .
يخرج من دهشته ليجد نفسه مرةً أخرى فوق صفحة وجه النهر ، وما هى إلا لحظات وينزلق متهاويًا عبر شلال هادر . تقذف به الأمواج إلى الشاطئ . يرتطم بأحد الحجارة المتناثرة على حافته . يُغشى عليه قليلاً .. يفيق على صوت سحابة ترعد وتزمجر دون أن تذرف قطرة ماء ، وكأنما تطالب أن ترتد إليها مياه النهر .
ينظر من حوله يجده جالسًا على كرسيه .. الأُسْدُ تحرسه .. والديباج ملبسه .. وجوارح الطير من فوقه تظلله .. حاشيته إبليس والنفس والدنيا والهوى .. والجرذان فى كل مكان من حوله تفتك بالضعفاء .. وبقايا إنسانْ راكعٍ تحت قدميه يرجوه أن يترك له بعض شرايينه!!
بعدها يسمع صوت منادٍ يعلن .. أن نفق الإنسان!!
يذرف قطرة دمع من عينيه الضيقتين .. ينظر إليها يجدها ما زالت فى السماء .. يتسلق آخر جدائلها .. يلقى بنفسه داخل القرص الأرجوانى .

ســـــعد يحيــى

معاذ الديري
03-05-2003, 01:21 AM
ترحيب صغير .. قد لا يليق بك.
ولكن لي عودة.

د. سمير العمري
03-05-2003, 10:47 PM
فسيفساء أدبية زخرت بالتراكيب والتشبيهات والألفاظ ...

هي دليل على كاتب متمكن ....

ليت الفكرة كانت أوضح وأسطع ...

تحياتي وتقديري

نسيم الأنس
03-05-2003, 11:24 PM
سيدي سعد ...

سررت جداً لقلمك الرائع .. ما أجمل روح الانسان الصافية حينما يبدأ حياته وتكسو وجهه البراءة ... وبعدها تتلاعب عليه النفس وابليس والهوى ... فيصبح كأن لم يكن ...


سيدي الكريم ...

لقد قرأتها مراراً .. وأعجبتني جداً .. سلم قلمك يا سعد ... ودمت للواحة مبدعاً لكل جديد ...

تحياتي ...

معاذ الديري
07-05-2003, 05:44 AM
اعجبتني قدرتك الفائقة على التصوير ..
وقوة كلماتك وسلامة لغتك.
اين انت.؟

سعد يحيى
08-05-2003, 10:58 PM
الفاضل / سمير العمرى
لك تحياتى ….. أسعدنى وجود مثل موقعكم هذا و إنما ينبئ عن أرواحكم الشفيفة و نبل أحاسيسكم
تمنياتى لكم و للقائمين على إدارة موقعكم و دوام الرقى و التقدم آملا معكم بالتواصل الجميل ……….
شكرا لتعبيراتك الرقيقة عن موضوع قصتى و شكرا لوصفك إياها بالفسيفساء الجميلة وعندى أمل أن تكون قد تواصلت معها وإلى أن ألقاك
لك تحياتى سعد يحيى

سعد يحيى
08-05-2003, 10:59 PM
أخى / نسيم الأنس
شكرا لتعقيبك الجميل
قرأت قصتك الأخيرة فى( لحظة زمنية )
محاولة جيدة و عندى إحساس أنه بإمكانك صياغتها بطريقة أجمل من ذلك
سأنتظر بشوق موضوعك القادم لك تحياتى
سعد يحيى

سعد يحيى
08-05-2003, 11:48 PM
أخي عاقد الحاجبين شكرا لعودتك بعد جميل ترحيبك , شكرا لتعبيراتك الرقيقة المختصرة عن قصتي تلك أرجو أن تكون قد و جدت رؤية خاصة بك داخل هذا النص .
أما عن سؤالك عني فشكرا لك و إن شاء الله ستجدني فسيلة حب تنمو بقلب عصفور واحتكم الغناء لك تحياتي .
سعد يحيى