مشاهدة النسخة كاملة : الفرصة السانحة .. قراءة فى الفكر السياسي الأمريكى
محمد جاد الزغبي
25-01-2006, 02:10 AM
أثناء تفقدى صفحات الواحة ومنتدياتها ..
لاحظت وجود مثل هذا المنتدى الذى يقيل عثرة الحوار الهادف ويعمل على تنميتها ..
ومنذ حللت ضيفا على الواحة .. وأهلها .. بدعوة كريمة من الأخت الفاضلة زاهية بنت البحر ..
وقد اقتصرت مشاركاتى على منتدى الشعر الفصيح ..
غير أن وجود هذا المنتدى أثار فى أعماقي رغبة الطرح والمناقشة ,..
والموضوع الذى أطرحه اليوم ..
هو محاولة لقراءة الفكر الغربي من خلال كتابات مفكريه وقواده ..
تماما كما فعل الغرب معنا عبر مستشرقيه ممن درسوا الشرق العربي والاسلامى بمخالطة أهله وقراءة دراسات مفكريه .. وليس يخفي على أحد دوافعهم فى هذا البحث
واللقاء الأول هنا مع أحد أشهر رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية السابقين .. وهو " ريتشارد نيكسون " هذا الرئيس الذى عاصر فى ولايته قيام حرب العرب الكبري فى أكتوبر عام 1973م ..
تلك الحرب التى تلقت الولايات المتحدة عدة صفعات لا تقل قوة وتأثيرا عن التى تلقتها اسرائيل عبر اتحاد غير مسبوق بين الدول العربية .. اتحاد فى المصالح والرؤي والأهداف ..
وكان اكتواء الولايات المحدة بنار هذه الحرب من القوة بحيث أطارت صواب قادتها فى ذلك الوقت ..
فمع بدايتها ..
اتضح للعالم أجمع .. كيف تمكنت مخابرات دول المواجهة " مصر وسوريا " من خداع المخابرات الأمريكية بكل سمعتها الأسطورية وامكانياتها العملاقة وتم اخفاء استعدادات الحرب حتى اللحظة الأخيرة ..
ثم كانت الصفعة الثانية بانحدار وانهيار العدو على الجبهتين بشكل غير مسبوق .. وظهرت فى أيدى الجنود أسلحة كأنها ظهرت من العدم .. نظرا لحداثة هذه الأسلحة فى ذلك الوقت وعلى رأسها صواريخ سام 6 .. وغفلت مخابرات أقوى دولة فى العالم فى تتبع وصول هذه الأسلحة لمصر وسوريا قبيل الحرب ..
ولم تكد الولايات المتحدة تلتقط الأنفاس قليلا الا وجاءتها الصفعة الكبري ..
وتأثير هذه الصفعة فى ضربها لمصلحة أساسية فى قلب الولايات امتحدة .. عندما أصدر الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية فى ذلك الوقت وبناء على اتفاق مسبق مع رؤساء دول المواجهة أوامره بايقاف ضخ البترول السعودى الى الولايات المتحدة الى أجل غير مسمى ..
ولم تستوعب الولايات المتحة المفاجأة الصاعقة .. الا بعد تمامها بالفعل .. وأرسل الرئيس السادات الى الملك فيصل برقية مختصرة مجملة تقديره لصنيعه الذى لا ينسي قال فيها " أنجز حر ما وعد "
وكانت أياما لم ولن تغيب مشاهدها عن ذاكرة الأمريكيين بعد أن تعطلت الحياة تماما مع توقف ضخ البترول .. وتتابعت التحقيقات المصورة للكارثة من الصحف العالمية وظهرت قوافل السيارات أمام مضخات التموين البترولى العاجزة عن العمل فى مشهد خلد هذه الأيام المجيدة ..
وفشلت جهود " نيكسون " فى اقناع الملك فيصل بالتراجع مع ضمان انهاء الحرب لصالح دول المواجهة .. وصمم الملك فيصل على أن يأتيه طلب اعادة الضخ من رؤساء دول المواجهة ويقرون فيه أن هذا الطلب للمصلحة العربية المشتركة ..
كانت والله أياما ... وأحداثا .. لو تم استغلالها حق الاستغلال لأصبح للعروبة شأن آخر ..
وبعد أعوام من خروج نيكسون من البيت الأبيض .. عقب تفجر فضيحة " ووتر جيت " الشهيرة .. عام 1977 م ..
قام نيكسون بكتابة كتابه المشار اليه بعنوان " الفرصة السانحة " وهو عبارة عن مزيج بين الكتاب الفكرى والمذكرت الشخصية .. وضع فيه تصوراته المستقبلية عقب ادلائه بشهادته التاريخية عن الفترة التى قضاها رئيسا للولايات المتحدة ..
والذى يعنينا من ها الكتاب هى الفصول التى أدلى فيها نيكسون ـ بناء على خبرته ـ بخصوص الشأن العربي ونصائحه للقادة القادمين من بعده فى شأن هذا المف .. عقب تجربة أكتوبر .. ضمانا لعدم تكرارها ..
فماذا قال نيكسون ؟!!
لن أفرد الفصول التى أعنيها .. فقط سأنتقي عبارة واحدة فقط .. عبارة واحدة فيها الكفاية وزيادة تلخص لنا أى نظرة رعب ينظر بها الغرب الينا .. ونحن فى غيبوبة عن الادراك ..
عبارة واحدة ..
ذكرت علانية وفى كتاب منشور منذ سنوات طويلة وخضع للعديد من الدراسات ..
كتاب واضح شديد الوضوح فى دعوته .. وليس غامضا طى الملفات السرية ..
ومع ذلك .. فيبدو أن القراءة هى آخر ما يفكر فيه ولاة الأمر عندنا ..
وحتى اذا قرأوا
فمن ردود أفعالهم التى لم يأتوا فيها بجديد .. تنبأ بأنهم لم يعبأوا بما قرأوا ..
هذه العبارة هى " حاذروا من اتحاد مصالح العرب "
فما بالنا اذا اذا كان اتحاد المصالح دائما .. ونتعالوا نتدبر سويا فى العبارة الشائكة ونحاول ادراك ما خفى منها وما ظهر ..
بادئ الأمر لم يقل نيكسون حاذروا من اتحاد العرب .. لا بل قصر تخوفه من اتحاد المصالح ..
وهى كارثة لو تدركون عظيمة ..
فالرجل لا يتصور أبدا حدوث اتحاد كامل بين العرب باعتباره أشد استحالة من المستحيلات الثلاثة " العنقاء والغول والخل الوفى " ..
ويتخوف فقط من اتحاد المصالح .. وهو الذى شهد له مثلا حيا فى حرب أكتوبر ..
اتحاد المصالح هذه الذى لم يدم شهورا هز الولايات امتحدة هزة لم تنسها الى يومنا هذا .. على نحو ركعت فيه لأول مرة أمام الارادة العربية ..
بل ما بالنا اذا كان الاتحاد .. اتحادا كاملا .. !!
والفارق بين التعبيرين بالغ الاتساع ..
فالاتحاد الكامل .. هو اتحاد فيدرالى كما يعرفه القانون الدولى .. على النحو الذى تطبقه الولايات المتحده فى ولاياتها .. وكذلك الامارات العربية المتحدة فى امارتها ..
أما اتحاد المصالح ..
فهو اتحاد السياسة الخارجية بما يصبح معه المصلحة العامة للدول المتحدة فوق المصالح الشخصية للدول الأعضاء ..
ولكى يبدو المثال أكثر فهما ..
فأكبر تمثيل لاتحاد المصالح .. هو الاتحاد الأوربي .. والذى خرجت منه السوق الأوربية المشتركة وأصبحت أوربا مفتوحة الحدود أمام الأوربيين جميعا مع اتحاد المصالح الاقتصادية والسياسية ..
ونتج عنه أيضا العملة الأوربية الموحدة " اليورو " والذى هز عرش الدولار .. ثم استولى عليه ..
فأين العرب من كل هذا ..
نيكسون تخوف من انهيار المصالح الأمريكية وهيبتها الى الأبد اذا اتحدت المصالح العربية لا سيما فى السوق العربية المشتركة ..
وما زالت السوق العربية المشتركة وهم على الأوراق من سنوات بلا حصر .. وانعقدت عشرا المؤتمرات وعشرات القمم .. واتخذت توصيات ومبادئ .. ولا حياة لمن تنادى ..
هذه السوق التى لا تمثل بحرا من النار حتى نعجز عن عبوره .. بل هى مطلب شعبي عربي فى منتهى البساطة .. نفس هذا الشعب الذى يتمنى الاتحاد الكامل . ثم رضي بأقل القليل .. بالسوق العربية ومع ذلك ضن بها من أوصلونا الى الدرك الأسفل من شعوب العالم ..
ان أوربا ..
بلاد تختلف فى اللغة والحضارة والتاريخ والديانة .. ومع ذلك تجاوزا عن كل هذه الخلافات الجوهرية واتحدوا فى سبيل المصلحة العليا لقارتهم الشاسعة
ونحن ..
نتفق فى الدين واللغة والموروث التاريخى الغنى ..
ونعجز عن تجاوز خلافات .. أقل ما يقال عنها أنها شديدة التفاهة مبعثها المظهرية أو الحسد أو المطامع فى توثيق العلاقات مع الغرب مع ضرب عرض الحائط باسم العروبة ومن ينادى بها
أوربا ..
جمعتها حروب طاحنة بين كبار دولها وأكبر أمثلتها الحرب العالمية الأولى والثانية .. وحرب المائة عام بين انجلترا وفرنسا .. وهى حروب لا يمكن تصور امكانية زوال آثارها النفسية على الاطلاق ..
ومع ذلك ..
تناست الشعوب مثل هذه المعارك والحروب الطاحنة .. ورفعت شعار المصلحة فاتحدت ..
ونحن ..
جمعتنا حروب تاريخية كنا فيها على قلب رجل واحد .. وكنا فيها جبهة واحدة رفاق فى السلاح وفى الجهد ..
ومع ذلك .. انقلب الاتحاد عداء لا يوجد له أدنى مبرر منطقي .. الا انعدام الرؤية وغياب العقول
ولو اتيح لأحد منا رؤية أحدى الجلسات السرية التى تنعقد غالبا فى القمم العربية بعيدا عن أعين الاعلام .. وتقتصر على رؤساء الوفود ستجدون عجبا والله ..
تراشق بالألفاظ النابية والسباب .. وفى احدى القمم العربية منذ ثلاث سنوات كان التراشق بأكواب المياه من على المناضد .. والتى تسرب خبرها الى الاعلام الغربي وكانت فضيحة ..
فعندنا .. يكفى للخلاف بين دولتين عربيتين .. عدم استلطاف أحد رؤساء الدول العربية لشقيقه أحد الرؤساء الآخرين .. يكفي هذا الى حد تجميد العلاقات الدبلوماسية فى بعض الأحيان ..
ولا عزاء للشعوب ..
لقد رأينا الفكر الأمريكى ممثلا فى نيكسون .. وكيف أنه لا يتصور الاتحاد الكامل بين العرب بل يحذر من اتحاد المصالح .. وهو ما نجحوا فيه بالطبع .. والشواهد واضحة
رأينا نيكسون يحذر علانية من اتحاد المصالح مما يمثل اعلانا صريحا بالعداء أو منشور للحرب طويلة المدى ..
فماذا كان رد الفعل ؟!!
الصمت المبين والمطبق .. والعمل الجاد لتنفيذ الفكر الأمريكى ..
فكيف ؟!!
كيف نري اعلان العداء علانية ولا نتخذ ازاءه أدنى ردة فعل ..
اذا نحن نستحق النظرة الأمريكية الينا بكل تأكيد .. وهى على أحدى صورتين لا غير ..
اما أن نيكسون عندما نشر كتابه كان واثقا أن العرب لا يعرفون القراءة ولا يطيقونها ..
وهذه مصيبة ..
واما أنه كان غير آبه بالنشر على اعتبار أن قلة محدودية تفكير ولاة الأمر لن تسمح لهم بالخروج عن الخط الأمريكى المرسوم للعرب لأنهم قيد التحكم فى يد العم سام الذى يمسك بخيوط العرائس .. وبالتالى فتك العرائس لا حيلة لها فى أمر نفسها
وتلك مصيبة أكبر ..
لكن العيب ليس فى الحكام ,, ان أردتم الصدق مع النفس فالعيب الحقيقي فى عدم وجود المواطنين التى تحرك الحكام كما يحدث فى الدول ذات الحد الأدنى من الحضارة ..
فالغرب به مواطنون ..
أما العرب .. فعندهم رعايا ..
المواطنون يملكون حق الاختيار لأنفسهم ..
أما الرعايا فهم بقية ارث .. لا حق لهم الا فى اختيار سبل التجميل لتبدو فى أحسن صورة فى سوق النخاسة الحديث والكبير المعروف سهوا باسم الدول العربية المتحدة
فما رأيكم أنتم ....
__________________
الصباح الخالدي
25-01-2006, 04:11 AM
اتابع باهتمام ولي عودة
زاهية
25-01-2006, 04:18 AM
ياااه جرح غائر في قلب الكرامة العربية جئت تنكأه ياأخي محمد بالذكريات وتضع فيه ملحاً ساخنايلهب الفكر ويقلق النفس0
هم يعلمون ما أسيادنا من قدرات عظيمة على الانطباح وتقديم طقوس فروض الانصياع لهم طوعاً لاكرها,مساكين ألا يفعلوا فإنَّ عروشهم ستطير منهم وتتجمد أرصدتهم في بنوك الأسياد ,أتراهم يعلمون بمايفعلون أم أنهم مغسولي الدماغ؟
على كلٍّ لاوحدة أمة سيقومون بها أو وحدة مصالح مشتركة لأن أصحاب المصالح الكبرى لاتريد منافساً لها فالموادالخام متوفرة بكثرة والأيدي العاملة تستورد من هناورغم الحروب والتدمير النفسي والاجتماعي والمادي للأمة من قبل ذئاب العالم,ومصاصي الدماء فيه, فإننا سنظل نرسم بأحلامنا أملاً لحياة أفضل يسودها التقدم العلمي والفكري والابتعاد عن الخلافات التي تنهش بجسد الأمة هذه المرة لتميته لالتجعله مشلولا0
أهلاً بك أخي الكريم محمد جاد
وهذا الموضوع الهام
أختك
بنت البحر
محمد جاد الزغبي
26-01-2006, 12:56 AM
ياااه جرح غائر في قلب الكرامة العربية جئت تنكأه ياأخي محمد بالذكريات وتضع فيه ملحاً ساخنايلهب الفكر ويقلق النفس0
هم يعلمون ما أسيادنا من قدرات عظيمة على الانطباح وتقديم طقوس فروض الانصياع لهم طوعاً لاكرها,مساكين ألا يفعلوا فإنَّ عروشهم ستطير منهم وتتجمد أرصدتهم في بنوك الأسياد ,أتراهم يعلمون بمايفعلون أم أنهم مغسولي الدماغ؟
على كلٍّ لاوحدة أمة سيقومون بها أو وحدة مصالح مشتركة لأن أصحاب المصالح الكبرى لاتريد منافساً لها فالموادالخام متوفرة بكثرة والأيدي العاملة تستورد من هناورغم الحروب والتدمير النفسي والاجتماعي والمادي للأمة من قبل ذئاب العالم,ومصاصي الدماء فيه, فإننا سنظل نرسم بأحلامنا أملاً لحياة أفضل يسودها التقدم العلمي والفكري والابتعاد عن الخلافات التي تنهش بجسد الأمة هذه المرة لتميته لالتجعله مشلولا0
أهلاً بك أخي الكريم محمد جاد
وهذا الموضوع الهام
أختك
بنت البحر
أهلا بك يا زاهية وبمداخلتك ..
والله يا زاهية لقد ألفت التعقيبات المشابهه لتعقيبك .. عندما يعلق الرفاق .. فيقولون لقد نكأت جرحا لم يزل حيا بقلوبنا ..
وهذا شرف يا زاهية لا أدعيه ..
وراجعى تعليقك لتدركى أنك فى قلب القضية وان تكتبي عنها ومن يدرى ربما كتبت عنها بحس الشاعره
القضية قضية كل شاب ومفكر وكاتب ..
قضية كل عربي ومسلم ..
وجميعنا متأثرون بها ..
وما كان ما كتبت الا زفرة حارة أطلقتها من كثرة احتدام الأنفاس فى صدري ..
هى زفرة يطلقها كل عربي ...
وجاءت زفرتى بأسلوب الكاتب الساعي للتعبير عما يعتمل بداخله ..
شكرا لمرورك يا عزيزتى ..
والأخت الفضلى الصباح بانتظار المرور .. مع الشكر على المتابعة
خليل حلاوجي
27-01-2006, 08:33 AM
التشخيص الذي اورده نيكسون
هو السلاح الذي عبرت به تماسيحهم ووصلت الى مساجد عراقنا ألأشم بل وغرف نومنا الفكرية
والتماسيح فعلت بنا ونقلت الينا ذات المرض
في العراق اليوم فرقة مصالح وحرب على المناصب بادعاء الديموفلاتية
وغدا" دور الجار وجار الجار
أخي الحبيب
الا تلحظ اننا لم نزل نردد الشكوى من كل شىء ونتهم كل أحد
ألا ... أنفسنا
دستور ( اتحاد المصالح )
تمت خيانته ليس من قبل دولنا العربية الحزينة فحسب
تمت خيانته من قبل الاخ لاخيه
في البيت الواحد وفي الحي الواحدة
في القرية الواحدة
في المدينة الواحدة
أذن هو سرطان ووباء منتشر ونحن نقسم أننا مصابون به
ولكننا لانعترف باعراضه في جسدنا
نحن بحاجة الى اعادة صياغة علاقتنا
علاقتي مع مسلماتي
علاقتي مع من اوصاني ربي بصلة رحمهم
علاقتي مع قادتي ( في الجامع والجامعة والوزارات ... )
هناك أزمة ثقافة مزورة
ومحنة عجز
وشيوع استهلاك
واستعلاء أجوف
نحن لسنا مؤهلين لتصحيح فواجعنا مالم نعترف بكل ماأوردته ياحبيب
نحن بحاجة الى اعادة قراءة للواقع بعيدا" عن قسوتنا بعضنا البعض
نحن لانطيق ان يعلو الحاجب على العين بزعم جدتي
ونسيت جدتي ان الله هو الذي خلق الاشياء هكذا الحاجب فوق العين
بل البعض من زميلات جدتي نسيت الله فانساها نفسها
وعندك ارصفتنا تحكي لنا فصول الفاجعة
الحبيب الكريم
قولك
جمعتنا حروب تاريخية كنا فيها على قلب رجل واحد .. وكنا فيها جبهة واحدة رفاق فى السلاح وفى الجهد ..
ولم نسأل انفسنا
لماذا بعد هذا النصر في 73 ذهب السادات الى كامب ديفيد ؟
وعندك الجواب ولكن كم منا يرضى بالاعتراف به
بعيدا" عن مطرقة التخوين وسندان التمجيد
من يرضى الحديث او الانصات بواقعية لنشرح باقي أمراضنا من ياحبيب ؟
اما قولك ايها الكريم
اما أن نيكسون عندما نشر كتابه كان واثقا أن العرب لا يعرفون القراءة ولا يطيقونها ..
وهذه مصيبة ..
فاقول لك ....لا
ماتزال طائفة منا منصورة ... تقرأ بعين البصيرة
والمحزن ومن نكد الدنيا على احرارنا
ان الامر لمن يملك لا لمن يرى
ولله الامر من قبل ومن بعد
ياحبيب
أمتعتني فجزاك الله عن قلبي كل خير
اصدر نعوم تشومسكي كتابه ( ردع الديمقراطية )
فهل من حبيب يقرأه لنا ... لتعم فائدته
محمد جاد الزغبي
27-01-2006, 08:52 PM
التشخيص الذي اورده نيكسون
هو السلاح الذي عبرت به تماسيحهم ووصلت الى مساجد عراقنا ألأشم بل وغرف نومنا الفكرية
والتماسيح فعلت بنا ونقلت الينا ذات المرض
في العراق اليوم فرقة مصالح وحرب على المناصب بادعاء الديموفلاتية
وغدا" دور الجار وجار الجار
أخي الحبيب
الا تلحظ اننا لم نزل نردد الشكوى من كل شىء ونتهم كل أحد
ألا ... أنفسنا
دستور ( اتحاد المصالح )
تمت خيانته ليس من قبل دولنا العربية الحزينة فحسب
تمت خيانته من قبل الاخ لاخيه
في البيت الواحد وفي الحي الواحدة
في القرية الواحدة
في المدينة الواحدة
أذن هو سرطان ووباء منتشر ونحن نقسم أننا مصابون به
ولكننا لانعترف باعراضه في جسدنا
نحن بحاجة الى اعادة صياغة علاقتنا
علاقتي مع مسلماتي
علاقتي مع من اوصاني ربي بصلة رحمهم
علاقتي مع قادتي ( في الجامع والجامعة والوزارات ... )
هناك أزمة ثقافة مزورة
ومحنة عجز
وشيوع استهلاك
واستعلاء أجوف
نحن لسنا مؤهلين لتصحيح فواجعنا مالم نعترف بكل ماأوردته ياحبيب
نحن بحاجة الى اعادة قراءة للواقع بعيدا" عن قسوتنا بعضنا البعض
نحن لانطيق ان يعلو الحاجب على العين بزعم جدتي
ونسيت جدتي ان الله هو الذي خلق الاشياء هكذا الحاجب فوق العين
بل البعض من زميلات جدتي نسيت الله فانساها نفسها
وعندك ارصفتنا تحكي لنا فصول الفاجعة
الحبيب الكريم
قولك
جمعتنا حروب تاريخية كنا فيها على قلب رجل واحد .. وكنا فيها جبهة واحدة رفاق فى السلاح وفى الجهد ..
ولم نسأل انفسنا
لماذا بعد هذا النصر في 73 ذهب السادات الى كامب ديفيد ؟
وعندك الجواب ولكن كم منا يرضى بالاعتراف به
بعيدا" عن مطرقة التخوين وسندان التمجيد
من يرضى الحديث او الانصات بواقعية لنشرح باقي أمراضنا من ياحبيب ؟
اما قولك ايها الكريم
اما أن نيكسون عندما نشر كتابه كان واثقا أن العرب لا يعرفون القراءة ولا يطيقونها ..
وهذه مصيبة ..
فاقول لك ....لا
ماتزال طائفة منا منصورة ... تقرأ بعين البصيرة
والمحزن ومن نكد الدنيا على احرارنا
ان الامر لمن يملك لا لمن يرى
ولله الامر من قبل ومن بعد
ياحبيب
أمتعتني فجزاك الله عن قلبي كل خير
اصدر نعوم تشومسكي كتابه ( ردع الديمقراطية )
فهل من حبيب يقرأه لنا ... لتعم فائدته
الصديق خليل ..
مرورك يا أخى مرور رائع والله
به الكثير من التفاعل والصدق ..
وبه من الاضافات الكثير ..
وبخصوص تنويهك عن كيفية اتحادنا فى حرب أكتوبر ..
وكيف ذهب السادات بعدها للتفاوض مع عدو
وأمواج التخوين التى ضربت بنصلها سيرته بعدها ..
فهذه قضية شائكة ومغيبة المعلومات عن عمد ..
فمعظم من تفاعل معها تفاعل معها بالحكم المسبق دون معرفة تفاصيل ما يحكم فيه
وهذا أول الخطأ ..
ان تناول وقائع التاريخ لا يكون بالتجهيل .. بل بالادراك والتحليل ..
وقد لفت نظرى اشارتك المرنه الى الموضوع بما يوحى فهمك الكامل للأمر ,,
وبالفعل عندى ما يكفي لمناقشة القضية ..
الا أنها حساسة جدا وتحتاج الى الوضوح والصدق والدليل ..
وكلها متوافرة بفضل الله
غير أنى لا أستطيع المغامرة بالطرح .. مالم أثق بعدم مقبلة هذا الطرح بالحدة والغضب
فهل تضمن لى ,,
ان شئت أبلغنى
وستجدها رهن اشارتك أنت ومن يريد ...
أما عن كتاب ناعوم تشومسكى ,, فلم تصل ترجمته الى بعد ,,
وحال وصوله سأبادر بطرحه ..
لك كل التقدير
خليل حلاوجي
28-01-2006, 08:09 AM
لا
لاتقل كل الحقيقة
لان اكثر الناس للحق كارهون
ولكن
القرآن علمنا طريقة
عملية
فقط رص الصفوف
ودعنا نقاتل صفا" واحدا"
اعرض عن الجاهلين ( هكذا وصية القرآن )
واصدع بالحق بين رهط الناضجين ولاتخف
اصدع
اصدع
اصدع
لاتخف بيننا في ؤواحتنا الرصينة
فهم نخبة النخبة
سينصتون اليك ايها الحبيب
وسيتدبرون ماتقول
ليأخذوا منه مايوافق رؤيتنا ويطرحون او يردون عليك اذا ما زغت ( حاشاك )
لاتخف
وانا بذلك كفيل
ومن ورائي كل الاحبة
لاتخف ... فقط لاتذكر المسألأة باسماء شخوصها
أذكر القيمة والمبدأ
انا لايهمني السادات كرجل حكم مصر
انا يهمني ان افهم قيمة مافعل
الافكار بحاجة الى افكار لتتدافع ياحبيب
كم انا مسرور بعرضك الثمين هذا
فتوكل على الله
انك على الحق أن اعتصمت بمراده
وشكري لك ... وافر
محمد جاد الزغبي
31-01-2006, 02:55 AM
اصدع
اصدع
اصدع
لاتخف بيننا في ؤواحتنا الرصينة
فهم نخبة النخبة
لاتخف
وانا بذلك كفيل
ومن ورائي كل الاحبة
لاتخف ... فقط لاتذكر المسألأة باسماء شخوصها
أذكر القيمة والمبدأ
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
وها أنذا يا أخى العزيز أجيبك الى طلبك بمنتهى السعادة ,,
وأتزم بما اتفقنا عليه من عدم ذكر الأسماء..
وقد اكتفيت بالوقائع دون النص على أسماء الا فى حالة واحدة ..
حالة اذا كان الذى سأطرحه يتعلق بمسئول مصري ..
فأنا مصري ..
ولى كامل الحرية فى ذلك .. أما ما يخص شأنا عربيا آخر فقد اكتفيت فقط بالاشارة دون التصريح
والدراسة التالية موثقة وجاهزة للنقاش والاستفسار ممن يحب على ألف رحب وسعة
وتعالى بنا الآن الى قضيتنا
كانت بداية اشتعال الفتيل بالسؤال التالى ..
هل يمكننا مناقشة قضية رحلة السادات الى القدس .. بموضوعية ودون الدخول فى متاهات التخوين ..
وأبديت استعدادى لطرح الرأى لو أن من أناقشهم على استعداد للأخذ والرد ..
وموضوع رحلة السادات الشهيرة الى القدس فى عام 1977 م من الصعب تناولها دون التنويه عن دوافعها من البداية ..
كان السادات ضمن حركة الضباط الأحرار وظل على مقعد السلطة المعاونة الى جوار عبد الناصر
رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية .. ثم رئيسا لمجلس الأمة " مجلس الشعب حاليا " .. وأخيرا نائبا أول لرئيس الجمهورية .. وكانت له طبيعته الخاصة جدا والتى ميزته كداهية حقيقي عن رفاقه من الضباط الأحرار ..
ويمكن القول أنه الوحيد الذى اكتسب صفة السياسي بمفهومه الحديث بكل ما يحمله هذا المفهوم من مبادئ مذهب الفيلسوف الايطالى الأشهر "نيقولا ميكافيللى " القائل بأن الغاية تبرر الوسيلة بغض النظر عن الأخلاق ..
وتولى السادات رياسة الجمهورية فى ظروف بالغة الحساسية .. وبين كتلتى هموم ..
صغراهما .. الصراع على الحكم والشرعية بينه وبين مجموعة مراكز القوى ..
وكبراهما .. الأرض المحتلة ومرارة النكسة وتوابعها ..
وانتهت أولى الأزمات ليخرج السادات منتصرا بوجهه السياسي الذى أطل لأول مرة فى صراعه مع مراكز القوى على الرغم من تملكهم كل أسباب القوة فى ذلك الوقت ..
وليس أدل من ذلك .. سوى نجاحه فى كسب تعاطف الشعب وتأييده المطلق ضد الأباطرة القدامى من رجال عبد الناصر ..
فالسادات وغيره من الضباط الأحرار لم يكتسبوا الشرعية بل امتلكوا الحكم وما أبعد الفارق بين ارادة شعب وارادة قوة ..
لكنه خرج بالشرعية المناسبة بعد التأييد الشعبي له خلال أحداث مايو 1971م ..
وتفرغ السادات للنكسة وتوابعها ...
واختبأت فلسفته السياسية فى الخروج من معترك الحروب التى خاضتها مصر منذ عام 1948م .. دون مصلحة شخصية للمصريين ...
ولم ينس أن النكسة بدأت عقب معلومة مدسوسة عن وجود حشود اسرائيلية كثيفة على الحدود السورية وهو ما تبين كذبه فيما بعد .. واتضح أن ان القيادة السوفياتية خلف هذه الخدعة لدفع مصر فى حرب لا ناقة فيها ولا جمل بهدف كسر أنف عبد الناصر ليستجيب للضغوط السوفياتية بتخفيف قبضة الأمن القوية على الشيوعيين المصريين
واستنبط المحللون السياسيون هذه الحقيقة عندما أعاد السادات اسم جمهورية مصر العربية كعنوان للدولة بديلا عن الجمهورية العربية المتحدة والذى استمرت مصر به على الرغم من انفصام الوحدة بينها وبين سوريا منذ عام 1961م
الا أنه يمكن القول أن أحدا من رفاق الجهاد .. خاصة سوريا .. لم ينتبه لهذه الحقيقة أبدا ..
وقامت حرب أكتوبر .. حرب العرب الكبري فى التاريخ الحديث ..
وتمكنت القوات المصرية والسورية من قهر اقوات الاسرائيلية قهرا تحاكى به الاسرائيليون أنفسهم كأسود يوم فى تاريخهم عبر كتابهم الشهير " المحدال " ويعنى التقصير
ومن هنا يا رفاق .. سنبدأ فى النظر للأمور من واقع المعلومات الخرافية التى أظهرتها الوثائق البالغة السرية فى كل من بريطانيا والولايات المتحدة .. طبقا لقانون الوثائق الذى يكشف محتوى الوثائق السرية بعد مرور مدة معينه تتراوح بين 25 و 50 عاما ,,
وسنركز على الوثائق التى عام 2001 م ,,
وللأسف لا يوجد مثل هذا القانون فى أى دولة عربية .. بيد أن بعض الحقائق والوثائق التى كشفها كتاب كبار ومفكرين مثل العملاق محمد حسنين هيكل .. تكفي لاتمام النقص فى الوثائق الأجنبية ..
وتعالوا نتأمل سويا .. ونبدأ فى تناول الوجبات بعد المقدمات ..
أولا ,,
اندلعت حرب أكتوبر على الجبهتين المصرية والسورية فى توقيت واحد فى الثانية بعد ظهر يوم 6 أكتوبر .. واستمرت حتى يوم 22 أكتوبر وهو اليوم الذى قبلت فيه مصر وقف اطلاق النار ..
واعترضت سوريا على القرار كما اعترضت سابقا على توقف الزحف المصري دون مبرر مفهوم عند حدود المضايق مما أدى الى تفرغ القوات الاسرائيلية لمواجهة القوات السورية منفردة بعد تخفيف الضغط ..
وهو أمر لسوريا ألف حق فى الاعتراض عليه ..
الا أن السادات رأى ما لم يخبر به حتى رفاق الجهاد ..
فمصر لم تكن تمتلك صاروخا واحدا من صواريخ سام 6 السوفيتية التى تمكنت من رد اسرائيل عن الضرب الجوى بسلاح طيرانها بالغ التطور فى العمق المصري ..
كما أن مذكرات هنرى كيسينجر وزير الخارجية ومستشار الأمن القومى الأمريكى فى ذلك الوقت وهى المذكرات التى نشرت تحت عنوان " سنوات الفوران "
تكشف أن جولدا مائير .. رئيسة الحكومة الاسرائيلية فى ذلك الوقت .. أرسلت لكيسينجر تبلغه عزمها على استخدام الخيار النووى بعد أن القوات الاسرائيلية فى مواجهة الجبابرة المصريين والسوريين ..
وقالت أنها لن تنتظر حتى يدخل العرب قلب تل أبيب وستهدم المعبد فوق رؤوس الجميع ..
فأرسل كيسنجر يمنعها بشدة ..
وكان فى هذا الحين فى رحلة الى الاتحاد السوفيتى للقاء نظيره هناك لمناقشة حرب الشرق الأوسط ..
فلماذا منعها كيسنجر يا ترى ؟!!
يبرز كيسنجر السبب المؤسف عبر نقطتين ..
(1) أن الأقمار الصناعية الأمريكية تمكنت بدقة من كشف ثغرة بين الجيشين الثانى والثالث الميدانيين عند الدفرسوار بمدينه الاسماعيلية المصرية فطالبها باستغلال الثغرة لاكتساب أرض هناك ساعة صدور قرار وقف اطلاق النار وموافقة مصر عليه !!
(2) أما كيف عرف كيسنجر بقرب الموافقة المصرية ... فهذا هو الكارثة .. اذ تبين أن السادات .. ومن بداية الحرب فتح قناة اتصال سرية للغاية بينه وبين المخابرات المركزية الأمريكية يراهن بهذه الخطوة على اكتساب الطرف الأعلى فى لعبة الأمم مع ما توقعه من انحسار الاتحاد السوفياتى عن مكانه بعد سنوات معدودة ـ وهو ما حدث بالفعل ـ بالاضافة الى رغبته التى تأججت فى فتح علاقات خاصة مع أمريكا ردا على خدعة الاتحاد السوفياتى .. على الرغم من أنه خدع السوفيات بمعاهدة الصداقة ريثما تنتهى الحرب ويستنفذ حاجته من السلاح ..
وظلت الاتصالات محجوبة عن كبار العسكريين والسياسيين المصريين .. وعلم بها فقط مستشار الرئيس الشخصي حسن التهامى فى ذلك الوقت لدوره البارز فى تقوية هذه الاتصالات ..
وسارت الأمور سيرها المحتوم ..
هذه أول مفاجأة ,,
ثانيا ,,
فجر السادات مفاجأة زيارة القدس عقب الحرب بخمس سنوات خلال خطابه الافتتاحى للدورة البرلمانية لمجلسي الشعب والشورى .. وسط اعتراض رسمى وشعبي كاسح .. واستنكار عربي رهيب ..
أما عن الاعتراض الشعبي فقد تم كبحه بالأسلوب المعتاد .. والاعتراض الرسمى تم الخلاص منه عن طريق قبول استقالة وزيرين للخارجية رفضا مرافقة السادات الى الرحلة وهما محمد ابراهيم كامل واسماعيل فهمى ..
وقام بالرحلة ممثلا عن الخارجية المصرية الدكتور بطرس بطرس غالى وهو بالمناسبة حفيد بطرس غالى باشا رئيس محكمة دنشواى الشهيرة عام 1907 م
كما أنه هو الذى تولى الأمانة العامة للأمم المتحدة .. وعم وزير المالية المصري الحالى بطرس يوسف غالى ..
ولم تقبل دولة عربية بالرحلة وانهالت الاتهامات من كل صوب .. وأصر السادات على موقفه ..
وتم عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية فى تونس .. وعلى اثرها خرجت مصر من الجامعة العربية والمعادلة العربية ..
وتمت الرحلة ..
وألقي السادات خطابه الشهير أمام الكنيسيت الاسرائيلى ..
والحق يقال ,, أنه كان خطابا رهيبا .. وتوقع السادات بعده أن تتغير الصورة أمام الدول العربية ..
الا أن أحدا لم يشاهد الخطاب أساسا للحكم عليه ..
فالخطاب لم يتحدث عن مصر منفردة قط .. وكان السادات كما قلت من قبل يتوقع العربي عن الرفض
وكان فيما قاله من كلمات تهديد صريحة بتكرار ما حدث فى أكتوبر اذا لزم الأمر .. ولن أحرق الخطاب لمن يريد قراءته أو مشاهدته
فقط سأقول أن الخطاب دفع بوزير الدفاع الاسرائيلي وقتها اسحاق رابين الى اعلان حالة الطوارئ القصوى داخل الجيش الاسرائيلى ظنا منه بحدوث شيئ مع اللهجة التهديدية للخطاب والتى لا توحى بسلام أبدا ..
ثالثا ..
كان الاعتراض رهيبا على رحلة السادات الى القدس .. من كل رؤساء وملوك الدول العربية
وان كان اعتراض بعض القادة ذوى التاريخ المعروف فى النضال العربي وثباتهم على مبدأ الصمود
فذات الاعتراض مستغرب للغاية على البعض الآخر من القادة ,,
مستغرب الى حد السخرية الباكية
واليكم بعض الأمثلة .. دون ذكر أسماء تلافيا للحساسية ممن يظنون أن للشعوب ذنبا تضامنيا مع أفعال قادتها وهو ما أخالفه ..
(1) أحد أولياء الأمر من العرب .. أرسل الى السادات رئيس ديوانه الخاص حاملا معه شيكا بنكيا بمبلغ فلكى .. ويعده بالمزيد من جميع الدول العربية فى حالة عدوله ـ أى السادات ـ عن قراره بالذهاب الى القدس ..
فنظر السادات الى الشيك بسخرية ., وقال " هل تظن أنها مسألة مال .. ان كانت كذلك فأين كانت هذه الأموال فى وقت الحرب ................. "
ومن الجدير بالذكر أن هذه الدولة لم تساهم ولو حتى معنويا فى الحرب بعكس السعودية والجزائر
وغيرها من الدول المعاونة ..
وقد يعد تصرف ولى الأمر المنوه عنه مثالا يحتذى فى الغيرة على الصالح العربي ..
غير أن الواقع المر كشف لنا بعد ثلاثين عاما من هذه الواقعة عبر وثيقة قنبلة .. أن هذا الولى كان حريصا على استضافة القمم العربية فى عاصمة بلاده .. وما كان حرصه هذا الا لينقل لاسرائيل مباشرة دون وسيط تفاصيل الجلسات المغلقة مقصورة الحضور فقط على رؤساء الوفود وهم رؤساء الدول العربية فقط .. لتنشرها اسرائيل على الملأ دون أن يجرؤ قائد واحد على انكار محتواها ..
أضف الى ذلك أن نفس الولى .. كانت بلاده هى الممول البشري الأغنى لتمويل اسرائيل طيلة فترة حكمه بالمواطنين اليهود ..
فضلا على أنه كان شريكا خفيا فى المفاوضات المصرية الاسرائيلية عندما استضاف قصره لقاء حسن التهامى مستشار الرئيس السادات وأرئيل شارون وزير الدفاع وقتها
(2) أحد القواد التاريخيين للوطن السليب والذى كان أشد المعترضين فى رمى السادات بالخيانة ليل نهار .. وبأن مصر خانت العروبة .. ووصف جلوس مصر واسرائيل على مائدة المفاوضات جريمة لا تمحى .. وعار لا يزول ..
وأضاف بالنص " تقطع يدى ولا أوقع على القرار 148 " وهو القرار الصادر من مجلس الأمن عام 1948 م يعترفبحق اسرائيل فى الوجود كما يزعمون
فما الذى حدث بعدها يا تري ..!!!
جلس هذا القائد الفذ الى مائدة المفاوضات الاسرائيلية .. بعد وساطات دولية فقط لتقبل اسرائيل الجلوس اليه .. وهو الذى رفض ملاحقة السادات بالجلوس معه فى موقف قوة ..
ولم يكتف بهذا .. بل قبل فى عام 2002 الجلوس الى " عومرى شارون " نجل أرييل شارون لكى يتفاوض معه حول وقف العمليات العسكرية .. أى أنه أن يمثل اسرائيل أمامه نجل رئيس الوزراء الاسرائيلي .. وليت هذا الشاب له صفة رسمية فى الحكومة .. اذا لهان الأمر .. فالشاب مجرد رجل أعمال وملاحق قضائيا فى قلب اسرائيل لاتهامه باستغلال النفوذ ..
وقع على القرار رقم 148 دون أدنى قيد أو شرط .. رغم ذلك ظلت يده فى مكانها ولم تقطع
وفى قلب معمعة انتفاضة القدس 2001 م .. يتصل سيادته هاتفيا وعلنا مهنئا القيادة الاسرائيلية ممثلة فى شارون نفسه .. بأحد الأعياد اليهودية الشهيرة
ولم نشاهد أحد الأبطال الذين اغتالوا الأديب المصري الراحل يوسف السباعى .. لمرافقته السادات يحاول مجرد محاولة اغتيال هذا القائد ردا على خيانه لقسمه أمام شعبه
(3) ولى أمر عربي آخر .. وهذا بالذات حكايته كفيلة بضرب الرؤوس فى الجدر غيظا وحنقا ..
فقد كان من المعترضين على التسوية السلمية .. والكارثة أنه كان ضمن قواد دول المواجهة الأربع
ولأن تاريخه معروف للمخابرات المصرية والسورية .. لذا حرصت القيادة المشتركة على اخفاء أمر المواجهات عنه ..
ومع ذلك وصل اليه الخبر فى فجر 5 أكتوبر / 1973م قبيل الحرب بساعات ..
وكشفت الوثائق الاسرائيلية المنشورة عام 2001 م .. عن مقابلة سرية للغاية تمت بين جولدا مائير وهذا الولى فى العاصمة البريطانية لندن .. ليقوم بابلاغها بأمر الحرب الوشيكة وأبلغها بموعد الهجوم بدقة متناهية .. مع غروب شمس يوم 6 أكتوبر
وطارت جولدا مائير الى اسرائيل ودعت الى عقد اجتماع طارئ للحكومة الاسرائيلية فى صباح السبت 6 أكتوبر
وعن طريق مصادرها الجبارة تسرب أمر الاجتماع الى المخابرات المصرية فى نفس موعد انعقاده لتتخذ القيادة المصرية والسورية قرارها بتقديم موعد الحرب ليبدأ الهجوم المصري السورى فى الثانية ظهرا قبل انتهاء الاجتماع الدائر فى رياسة الوزارة الاسرائيلية ..
وكان موعد الهجوم المفاجئ له الفضل الأكبر فى اعادة زمام الأمور للقيادة العربية لسببين ..
الأول .. أن الهجوم تم قبل موعده المتسرب بست ساعات غيرت مجرى الأحداث
الثانى .. أن موعد الهجوم تم تسجيله كاستراتيجية جديدة فى الحروب باسم مصر وسوريا لأن القواعد العسكرية المعمول بها منذ الحرب اعالمية الثانية والتى وضعها أباطرة تكنيك الحروب كانت تنص على أن الهجوم العسكرى لأى معركة يجب أن يكون اما مع أول ضوء وهو الشروق واما مع آخر ضوء وهو الغروب , ليتحقق التكيف البيئي للقوات المهاجمة حتى لا تقع بين طبيعتين مختلفتين
وفشلت خطة الولى الذى أبلغ بالهجوم .. والذى أعاد تاريخ سابقيه فى أعمال ...............
يا رفاق ..
فعلام التخوين وكلام الاتهامات ,, بعد هذا الذى تقرأون ..
علام التخوين .. وكلنا فى الهم عرب,,
ان كنا من قبل قد رفضنا المفاوضات .. وفتحنا باب النعرات الخطابية عن الجبارين ,,
فهل ما نراه على الساحة السياسية العربية من فعل الجبارين أم من فعل الـ ....................
رفضنا المفاوضات ولم يتبع أحد السادات الى القدس ..
وفيما بعد ..
استعادت مصر كامل أرضها ,,
وبقيت الجولان حتى الآن أملا بعيدا على الرغم من الصمود السورى الذى لا ينكر ..
وضاعت البقية الباقية من فلسطين وكشفت عن مولود مشوه لا هو بالدولة ولا هو بأرض النضال بين تناحر أدعياء البطولة ومحاولة سحبهم البطولة من رجالها الحقيقيين ..
فرأينا رافضي المفاوضات بالأمس القريب يقبلون بعشر ما عرضه عليهم السادات يومها فرموه بالخيانة
علام التخوين اذا ..
وان كان تخوينا حقا ,,
فأيهما أفضل وكلنا متوحدى الهموم ..
أيهما أفضل ..
خيانة ولها ثمنها ..
أم خيانة أكبر وليس لها ولأصحابها أى ثمن
يا رفاق .. حسبنا الله ونعم الوكيل
خليل حلاوجي
01-02-2006, 08:32 AM
أحببت أن أمر من هنا
لأثبت لك حضوري
أيها الحبيب ... محمد الزغبي
طبعا" جميل انك وضعت بالاحمر كلاما" أريد أن اقتله بحثا" وتمحيصا"
ومسرور قلبي بك أيما سرور
فأن كنت ممن يثور لحمية حروفه فلا ينصت لانين رفضي لها في بعض المواضع
فسآثر محبتك على مخالفتك
فانت عندي أهم
ولكن أن وددت أن نتبارى في ( مضمون ) حروفك
فانا ان شاء الله لك من الناقدين
الود والتآزر والتراحم بين قلوبنا ايها الحبيب هم اجنحة التجاذب بين رؤيتي ورؤيتك
\
منتظر أشارتك الخضراء لاعبر بمركبتي الحزينة في شارع نصحك ونضجك
تقبل اسمى ايات الانبهار بك
محمد جاد الزغبي
03-02-2006, 02:41 PM
طبعا" جميل انك وضعت بالاحمر كلاما" أريد أن اقتله بحثا" وتمحيصا"
فأن كنت ممن يثور لحمية حروفه فلا ينصت لانين رفضي لها في بعض المواضع
فسآثر محبتك على مخالفتك
فانت عندي أهم
ولكن أن وددت أن نتبارى في ( مضمون ) حروفك
فانا ان شاء الله لك من الناقدين
ــــــــــــــــــ
مرحبا بك يا أخى ومرحبا بترحابك الجميل ..
وخالص الشكر والتقدير .
وكن ما بال كلماتك تشي بأشياء ناقشنا مضمونها من قبل ..
ناقش ما شئت .. فلا حرج .. فالهدف واحد ..
ولو رجعن الى مقدمة المقال السابق ستجد أننى نوهت مرارا عن استعدادى الكامل لمناقشة ما أوردت من معلومات ورؤى .. ولست بحاجة لى اذن سبق حصولك عليه للنقاش ..
هذه واحدة ..
والأهم ..
أنك تقول أنك تؤثر محبتى على الاختلاف معى !!!
وهذا كلام لا يصدر من أخ عزيز مثلك .. مفكر يتبدى فكره من خلال حروفه ..
ألا تعلم يا صاحبي أن الاختلاف لا يفسد للود قضيا
فالنقد ما شاء لك النقد أن تبسط ..
فهذا أدعى لتوثيق الروابط لا فصمها يا أخى ..
فتقبل منى خالص الود ..
وتقبل منى عرض صداقة أبسطها لك عن كامل اقتناع ...
وانه لشرف لى لقاءك غريما فى النقاش ..
صديقا فيما سواه ..
:noc:
خليل حلاوجي
04-02-2006, 08:24 AM
كلما أعدت ماكتبت ألحظ أني أستبشر أكثر بفطنتك أيها الاخ الحبيب
لذا أعذرني أن أعود قليلا" الى الجزء الاول من مقالك الهام
أولا"
قولك
كما فعل الغرب معنا عبر مستشرقيه ممن درسوا الشرق العربي والاسلامى بمخالطة أهله وقراءة دراسات مفكريه ..
وهي دعوة الاستاذ حسن حنفي في تأسيس علم الاستغراب كمقابلة لعلم الاستشراق
وهي فكرة جديرة بالمناقشة ولكنها بحاجة الى تأصيل من طراز خاص
وكنت ارسلت للاستاذ حنفي بأعتراضي الوحيد على أصل الفكرة ولربما لم تصله كلماتي فلم أسمع منه رأي وكم أنا فخور بأمثال هذا المفكر المكرم ..,. قلت أننا لانستطيع تطبيق الفكرة الا بعد أن نتأكد من محو فكرة ( المؤامرة ) من فضاء الثقافة العربية أو على الاقل تهذيب الفكرة بمحاولة دراسة عوامل الضعف الداخلي لدينا ففايرسات الغرب الفكرية لم يكن لها ذلك الحظ الوافر في التغلغل في بعض البنى في قواعدنا مالم يكن لنا ضعف في الجهاز المناعي او على حد عبارة الاستاذ ( مالك بن نبي ) قابليتنا للاستعمار من قبل ان يطأ ارضنا هذا المستعمر
ولو ان بن نبي عاش رحمه الله الى ساعتنا هذه لشاهد الحروب الاستدعائية كيف أفسدت الحياة فوق ارض الفراتين...
على أية حال ليس هنا مكان هذه الطروحات فقط اردت ابداء ملاحظة وحسب
وحتى أبقى في صلب الموضوع أيها الحبيب
ثانيا"
أقول
وأرسل الرئيس السادات الى الملك فيصل برقية مختصرة مجملة تقديره لصنيعه الذى لا ينسي قال فيها " أنجز حر ما وعد "
وأسأل هنا هل يمكن لهذا الصنيع أن يدوم لا أقول سنين بل شهور ؟؟؟
وأنت رجل ذو تفكير عملي ؟
ترى لو أستعنا بالاحصاءات الدقيقة هل نستطيع القول أن دولنا النفطية اكمال ثلاثة أشهر مع توقف الصادرات ؟ أترك الجواب للأرقام تتكلم
\
ثالثا"
قولك \ كانت والله أياما ... وأحداثا .. لو تم استغلالها حق الاستغلال لأصبح للعروبة شأن آخر
الحق أقول أننا يجب أن نفتح أ‘يننا الى حقيقة ألازمات فيما بين دولنا
ولاأريد أن اعود الى الامس الذي وجدت فيه ايلول الاسود وتدخل ناصر في اليمن والعراق في الكويت وسوريه في لبنان والى عشرات مناطق التوتر العربي \ العربي
والله لو أعترفنا بهذا المرض وقل الوباء لربما هدانا الله الى طبه وعلاجه
لكننا قوم نتجمل
ولانتكلم الا عن ما مضى لان الغد هو الشىء الوحيد الذي لايمكن أن نحركه أونغيره
نحن بحاجة الى مصارحة لانشاء دستور ( اتحاد المصالح ) الذي تكلمنا عنه ، يحوي آليات تبادل ثقة وتبادل همة وقبول باختلاف زاوية الرؤية ... لا التعالي الاجوف
وكما قلت انت ايها الحبيب
" حاذروا من اتحاد مصالح العرب "وقد تحولت من عبارة انشائية الى قنبلة مهددة لمخالفينا
نعم ياحبيب نعم (أما اتحاد المصالح .. فهو اتحاد السياسة الخارجية بما يصبح معه المصلحة العامة للدول المتحدة فوق المصالح الشخصية للدول الأعضاء )
رابعا"
قولك
ونحن ..
نتفق فى الدين واللغة والموروث التاريخى الغنى ..
ونعجز عن تجاوز خلافات .. أقل ما يقال عنها أنها شديدة التفاهة مبعثها المظهرية أو الحسد أو المطامع فى توثيق العلاقات مع الغرب مع ضرب عرض الحائط باسم العروبة ومن ينادى بها
أوربا ..
لاأوافقك فيه البتة
أن خلافاتنا من العمق بحيث وصلت الى ثارات تسيل فيها الدماء
في دولنا يعيش الانسان ( حاكما" ومحكوم ) يقظ لاشكالية خطيرة أراها جعلته اليوم من السكارى وماهو من السكارى
ذلك ان المال صار عنده غاية
والجاه غاية مالك المال هذا
والتملق غاية من عنده جاه
صار المال للأسف ... قيمة
والمفجع ان حملة القيم هم هم من يهرول الى
التملق والجاه والمال لتتكون لديه شخصية معنوية داخل مجتماعتنا ... أنهم أذا شبعوا سكتوا وركنوا الى الدعة
واذا جاعوا طلبوا ... الشبع
وصار التقاتل مألوفا" على المال
وصار الثأر بديلا" بديهيا" ... لقيمة القصاص والتي محيت من دفاترنا
أقل ما يقال عن خلافاتنا أنها شديدة التعقيد وبحاجة الى كم مذهل من التبصير والتمحيص والمصارحة
بعد دقائق سيطفىء عندي الكهرباء
لذا سأؤجل تكملة الحديث غدا" أو
لقابل الايام أن أمد الله لنا الاعمار
\
سروري بك عظيم عظيم أيها المحب الفاضل
كما الشكر موفور لاختي زاهية التي أهدتنا صداقتك وهي ثمينة
محمد جاد الزغبي
04-02-2006, 08:01 PM
أهلا بك يا صديقي ..
كل الشكر لعودتك مجددا .. ولكل كلماتك الرقيقة التى وصفتنى بها ..
فى البداية .. كنت أود الانتظار حتى استكمالك لتعليقك على ما كتبت ..
الا أننى فضلت التعليق على ما ورد لحين عودتك .. حتى لا تتزاحم الأفكار ,,
وما رأيته أنت نقاطا للخلاف بيننا ..
كان هو ـ مع تدقيق النظر ـ عين الاتفاق ..
فاختلافك الذى أودته لم يكن اختلافا فى ذات المضمون .. بل اختلاف فى عدم ادراك المقصود لفظيا .. وللتوضيح اليك الآتى ..
أولا .. قلت أننا قوم نتجمل ونحب العيش فى الماضي .. فمن قال غير ذلك
لكننى لم أطبق هذا فى الموضوع الذى نشرته .. فالهدف كان تبيان مثال واقعى على اتحاد المصالح الذى تم بعد بدء معركة أكتوبر ..
وكيف أننا تراجعنا عنه الى ما هو أسوأ ,,
ثانيا .. تقول يا أخى أنك لا تتفق معى فى تفاهة الخلافات التى جمعتنا ونحن أصحاب التاريخ والموروث الغنى .. وتري أن خلافاتنا أعمق وأكثر انتشارا وتأثيرا ..
فمن قال غير ذلك ,,
انك عندما وصفت خلافاتنا بانها عميقة ,, لم تكن لتخالف وصف التفاهة ..
فعندما وصفت أنا خلافاتنا بالتفاهة كان هذا عن واقع لوصف نقاط الخلاف التى جمعت العروبة وأهلها .. أى أننى كنت أصف موضوعات الخلاف .
بينما كنت أنت تصف درجة العمق .. وهذا شيئ آخر ,,
فالخلافات تافهة موضوعيا .. لكنها شديدة العمق حيث أن حلها صعب للغاية
وهذا يدلل على العقول المغيبة التى تحكمنا ..
فليس بيننا خلافات حقيقية تستحق كل هذا العداء الذى يجمعنا .. وهذا ما يزيد الأسي
كلها خلافات تندرج تحت بند البحث عن الزعامة دون وجه حق ..
كل قائد يظن نفسه مبعوث العناية الالهية لرفعة العرب وما عداه من الحكام أطفال لا يعرفون الحكم ..
وهذه المقولة تطابق المثال القرآنى الشهير عندما تحدث عن الاتهامات المتبادلة بين اليهود والنصاري وكيف أنهم صدقوا وكذبوا فى نفس الوقت ..
فكل حاكم يري فى غيره عدم الأهليه للحكم .. وهذا صحيح وصادق
وكل حاكم يري فى نفسه اللائق والأحق بالسيادة وهذا كاذب وملفق
كل الشكر لمرورك .. وفى انتظارك دوما
خليل حلاوجي
07-02-2006, 08:29 AM
كان اعتراضي الاساس يرتكز على
تتابع رؤيتك عن شخصية السادات وفلسفته في الحكم في الوقت الذي اردتك تسهب في احوال ( المحكومين ) وواقعهم الاجتماعي
أنت تعطي الدور الاهم للسادات
مغفلا" عما افرزته سياساته الاقتصادية وتفاعل رؤى الثورة على الفرد وبالتالى عموم المجتمع
أنت لاتعترف بوجود أخطاء منهجية جلها تمت تغطيته بشعارات ولافتات وعنتريات
انت تقول ان سبب الهزيمة كان معلومة مدسوسة تبين كذبها فيما بعد وأنا آخذك الى أبعد من ذلك
فلا اقول ان السبب رؤية مدسوسة كما يدعي ذلك اصحاب نظرية المؤامرة
بل أقول أن أصل الفاجعة أننا قوم لانطيق الاعتراف بالعجز او التقصير او اللاواقعية
ندخل حروب بعد ان تتوفر لدينا سلسلة من الهتافات
ونتجه الى عدو خارجي فلا نلتفت الى العدو الداخلي (البطالة ، البيروقراطية الناتجة عن فقدان الثقة ، عدم التكافؤ ) بل أكثر من هذا فنحن لحد الساعة نقاتل العدو بسلاح لم تصنعه أيادينا !!!
أردت ياسيدي أن الفت نظرك الى معضلات اجتماعية وامراض مجتمع فشلت كل الثورات في العثور على طبها بل وزادت بنكرانها تلك الحقيقة الطين بلة
ان الجماهير هي التي تصنع النصر وهي التي تتحمل وزر الهزيمة
وقد ذاقت طعم سياسات الثورة وصدقت بالخلاص على يد ناصر ، حتى صحا الجميع ذات صباح فاذا الهزيمة ومراراتها تبرز تحت عنوان التنحي لتثور ثائرة المنهزمين وتبدأ عملية التجميل للحقيقة
وعندما تقول أن السادات وغيره من الضباط الأحرار لم يكتسبوا الشرعية بل امتلكوا الحكم وما أبعد الفارق بين ارادة شعب وارادة قوة ..
أقول لك نعم أيها الحبيب ولكن تأتي فترات على الامة يشوه فيها مصطلح ارادة الشعب
وتبقى مسألة الوطنية معلقة بحكمة من يقود هذه الجماهير التي تعودت ترديد الهتافات
واوافقك ان السادات خرج بالشرعية المناسبة بعد التأييد الشعبي له خلال أحداث مايو 1971م
فرأى الظرف مناسب لعقلنة الشعارات
وهي مرحلة خطيرة من مراحل محاسبة ومراقبة الوعي الوطني للرئيس والمرؤؤس
وهي ماتحتاجه الامة على الدوام لتواصل مسيرة الازدهار وهذا الجو من الصرامة والصراحة في عهد السادات هي السبب الفاعل في نصر اكتوبر
\
نأتي الى قولك
اذ تبين أن السادات .. ومن بداية الحرب فتح قناة اتصال سرية للغاية بينه وبين المخابرات المركزية الأمريكية
فأقول أن اعتمادك على مصادر غربية أيا" كانت اعلامية ام وثائق رسمية
يجعلني أشك في مصداقيتها
وحتى قولك عن الاستاذ الفاضل هيكل ( العملاق ) فانني ارتاب من الكم المذهل الذي تختزنه ذاكرته الصحفية
ولو راجعت ماكتبه الباحث ( سيار الجميل ) عن حلقات مع هيكل التي بثتها الجزيرة والذي تابع مقولات هيكل بالدليل لوجدت في كلامه اختلافا" كثيرا"
\
وكذلك القول
وظلت الاتصالات محجوبة عن كبار العسكريين والسياسيين المصريين .. وعلم بها فقط مستشار الرئيس الشخصي حسن التهامى فى ذلك الوقت لدوره البارز فى تقوية هذه الاتصالات ..
لايمكنني تصديقه
فمثل هذه المسألة الحساسة لن تقتصر على شخصين في دولة كمصر
والخطيئة الكبرى أن نجعل هذا التآمر هو المحفز لزيارة اسرائيل غافلين كما اسلفت الدافع الحقيقي
\
قولك
للشعوب ذنبا تضامنيا مع أفعال قادتها وهو ما أخالفه ..
أؤيدك فيه تماما"
ولكني أرى الموضوع من زاوية أخرى
فأقول أن القادة قد تضطر تحت ضغوط واقع أمر الشعوب الى فعل قد يضر بمكانة الدولة بين اقطار الوطن العربي الكبير
لقد خسرت مصر حرب 67 وكسبت حرب 73 والسبب عندي هو كليهما هو الانسان فحسب
انسان 67 كان مخدوع بامكانات وهمية على طريق عنتر بن شداد
وانسان 73 كان مدرك لامكاناته جيدا" فلم يغرق في بحر الامنيات
وحينما أكمل السادات رؤيته الواقعية لتحقيق حلم الازدهارلمصر على الارض بعد الانتصار أدرك أنه يقود شعب فقير بحاجة الى بناء قواعد تنمية مستدامة وان اكمال الطريق في المواجهة مع العدو في حرب أخرى قد يودي بكل ماحققته فرحة 73
تنبه السادات الى حقيقة هامة فوجد ان موقع السلطة يولد بذاته نمطا من الالتزامات دعاها عالم الاجتماع الالماني المعروف ماكس فير «اخلاق المسؤولية» (في مقابل أخلاق القناعة الفردية)، تحددها موازين القوى وطبيعة ونوعية ادوات الصراع، اما الايديولوجيا فقابلة للتلون والتوظيف ولو في اتجاه نقضها.
وهكذا كانت رحلته الى القدس .... رحلة اعتراف بواقع شعب مسكين لايقدر على شىء ولم يعد يمتلك من ادوات اللعبة العسكرية أيا" من خيوطها
ولم يدرك مخونوه قيمة مافعل الا بعد ان يتذكر جلوس كلنتون وهو يتوسط رابين وعرفات فيقارن ما افرزته تلك الجلسة الى واقعنا اليوم لعل البعض منهم يدرك الفرق بين المساومة والمقاومة
\
مسرور بوجودك بيننا أيها الحبيب
لاعدمت رفقتك
وددت أن تشاركنا في رؤية الواحة وخطتنا في اعادة الصياغة
الرابط
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=13
محمد جاد الزغبي
08-02-2006, 05:11 PM
أخى الحبيب ,,
أهلا بك مرة أخرى ,,
سعدت ما طالعته من بقية تعليقك الذى أوردته ,,
ولو سمحت لى بايضاح بعض الأمور المعماه ومناقشتها معك وهى ..
أولا .. أساس النقاش الذى طلبت طرحه من البداية كان عن رحلة السادات للقدس وما استتبع ذلك من معاهدة كامب ديفيد .. ولذلك ركزت على المطلوب مع التنويه مجرد التنويه عن النكسة وأكتوبر ..
أما التفاصيل التى ترى أننى أغفلتها فى أسباب النكسة فلا مجال لوضعها لأن النكسة موضوع بحثي كامل يحتاج الى مناقشته منفردا وعلى مدى طويل ساعتها كنت ستجد كل ما نوهت عنه أنت من قصور الحكم وغيبة الشعب خلف الشعارات
ويسعدنى أن أطرح موضوعا متكاملا عن قصور دور الشعوب مع الحكام فى حقبة الثورات التى بدأت مع مطالع ثورة يوليو بمصر وسأضعه اليوم باذن الله فى منتدى الفكر الحر تحت عنوان " قنابل الصمت "
ثانيا .. ترى أننى فى الحديث السابق قد ركزت على السادات دون الدور الداخلى ,, وهذا ما ينبغي مناقشته لأننا بصدد مناقشة فعل قام به السادات وحده من لبداية وحتى النهاية فيما يخص سياسته الخارجية
ثالثا .. تقول أنك ترى اعتمادى على الوثائق الأجنبة التى تحدثت عن الاتصالات التى جرت بين السادات والأمريكان فى أكتوبر هو اعتماد لا يبعث على الثقة !!
كما ترى أن هيكل بحجمه السياسي والصحفي لا يكفي دليلا للرواية !
وأصدقك القول أننى وقفت مصدوما أمام كلماتك هذى ..
اعذرنى على التعبير ..
وكل له قناعاته الخاصة بالطبع هذا حقك ,,
بيد أنى استشعرت أنك لا تدرك الفارق الحقيقي بين اعتمادى على مجرد أطراف غربية فى الشهادة وبين وثائق حقيقية منشورة بعد انتهاء مدة الحظر بمرور خمسة وعشرين عاما عليها كما تنص قوانين الوثائق فى العالم الغربي
فالفارق ضخم للغاية ..
فالشهادات الغربية قلبلة للتشكيك بالطبع . .
أما الوثائق عند الغرب فهى تختلف تماما عن نظرة حكامنا للتوثيق هنا ..
فالعالم الغربي لا يسمح بتزوير التاريخ نهائيا .. وكل أعمال السيادة فى مؤسسات الدولة مهما بلغت من البساطة فهى رهن التسجيل والتوثيق الرسمى وتقوم على رقابتها جهات متعددة كالكونجرس فى أمريكا مثلا ..
وتأتى أهمية التوثيق فى الغرب فى حرص الغرب على بناء السياسات الخارجية وفقا لمعايير لا تتغير بتغيير الحكام .. فليس معنى أن الرئيس المنتخب لأمريكا جاء بعد هزيمة الرئيس السابق له .. ليس هذا معناه أن يغير الرئيس الحالى سياسية الولايات المتحدة وفقا لقناعات شخصية .. خاصة فيما يمس السياسات الدائمة .. وعلى الرئيس المنتخب الجديد مطالعة أوراق البيت الأبيض ومؤسسة الرياسة ليتمكن من المضي قدما فى انماء وعلاج القصور ان وجد ..
وعليه فالوثائق المسجلة حقيقية مئة بالمئة .. واذا أراد الحكام الغربيون اجراء معينا يرون أنه سيضر بمصالحهم مثلا .. فهنا يجنبوه التوثيق من الأساس ويكونون رهن اكتشاف الفعل فى أى وقت ويقعون بالتالى ىتحت رحمة المجالس التشريعية كما حدث فى فضيحة ايران كونترا .. وفضيحة ووتر جيت ..
أما أن يقوم الحكام بتزوير وثائق لهدف ما فهذا بعيد عن التفكير القومى الغربي نهائيا . أما عندنا فهو مألوف الى أبعد الحدود حيث لا نظم ولا ديمقراطية ولا توثيق أساسا لأى حدث .. وان حدث التوثيق فتبعا للأهواء ولا رقيب على النفوس الا الضمائر الفاسدة ..
أما فيما يخص هيكل يا أخى ,,,
أتراك عرفته حقا ..
ان هيكل أهم كاتب سياسي فى الشرق الأوسط بأكمله .. ودعك من مكانته المحلية انظر الى المكانه العالمية ,,
ان هيكل عندما يشرع بالكتابة عن موضوع ما لا يبدأ مطلقا الا اذا أحاط بكل جوانبه حتى السري منها عبر شبكة علاقات عملاقة على مستوى العالم أجمع .. وتطرح كتبه بطبعتها الانجليزية التى يكتبها هيكل .. والتى تقوم بالطباعة والتوزيع دار نشر " هاربر كولينز " كبري دور النشر على مستوى العالم .. ثم يبدأ توزيع الكتاب بسبع أو ثمان لغات أخرى منها العربية والتى يتولى هيكل نفسه اعدادها
وتعد كتبه مراجع هى الأهم بالنسبة للباحثين والمحللين على مستوى العالم ..
فهل ترى كل هذه المكانه تتأتى لرجل ما من فراغ
انك تستطيع الاختلاف مع هيكل فى التحليل السياسي .. لكن أن تختلف حول صحة ما يورده فهذا هو غير الممكن لأنه وكما سبق لى القول يمتلك شبكة علاقات تغطى ما يريد من وثائق وأدلة لا تقبل الجدل حول صحتها ..
وللعلم ..
هيكل كان من كبار رجال عبد الناصر وصديقه المقرب أو الأقرب .. ومع ذلك .. لم يدفعه هذا الى منافقته .. بل على العكس كل ما قاله كان يعتمد على المنطقية والدلائل .. وان كنا نختلف معه حول التحليل ..
وبالرغم من أننى من أشد المعارضين لعبد الناصر وللحقبة الثورية فى الوطن العربي كله ..
الا أ؟ن اختلافى معه لا يمنعنى من تقديره بقدر مكانته ..
وفى انتظار تعليقك على الموضوع الجديد قنابل الصمت ..
شكرا جزيلا
خليل حلاوجي
11-02-2006, 07:36 AM
الاخ الحبيب محمد
لي عتب الاحبة عليك ايها الشقيق الرائع
فان كان اعتراضك على وثوقية وثائق الغرب وهيكل فقط
ولم يكن لك اعتراض غيره
فاني ساقدم دفوعاتي بكل تفصيل وشرح وافي ان شاء الله تعالى
ولكني توقعت ان تتناول ردي بقراءة اوفر حظا"
لاني حملت الرد الكثير من المضامين التي لست ادري اتوافقني فيها ام تعترض
لم افهم موقفك من كلامي
فانا اسبح في فضاءات العلل الاجتماعية لارى اسقاطاتها على واقعنا البائس
يهمني كثيرا"
بل اني في شوق شديد لاسمع رأيك التفصيلي بما أوردته سابقا" من قبل ان اضع رؤيتي حول هيكل والوثائق
لاتعلم كم انا مسرور بصداقتك وتواصلك
محبك ابو ايناس
بالانتظار
محمد جاد الزغبي
11-02-2006, 02:20 PM
يا أخى عتابك فوق راسي والله ..
ولا يرضينى ما تكره ابدا ..
ثق انك عندى بمكانة الصديق ونصيف الفكر ..
ادام الله الود والمعروف ..
ويا اخى كل ما اوردته فيما عدا ما اعترضت عليه اوافقك الراى فيه ..
فلقد قصرت التعليق فحسب على ما لا اوافقك فيه ..
واعلم تماما اننا نفكر على موجة فكرية واحدة ونتفق فى الرؤي والهدف الى حد التطابق عدا بعض الاشياء البسيطة وهذا ما يسعدنى ان اجد امامى من يعى ما اكتب ويوافقنى على طرح رؤي المستقبل بحرية
كما لا انسي وفاءك بالوعد عندما استئذننت قبل الطرح مخافة عدم القبول
شرفتنى ..
وسيكون من حسن حظى الاحتكاك بك اكثر عبر مراسلات خاصة او محادثات تليفونية او حتى تسعدنى باللقاء معك مما يزيدنى شرفا يا اخى الكريم
دمت فكرا نيرا وعقلا حماسي التدبر
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir