تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تصبح الفكرة جمرة .. والكلمة مرة



محمد جاد الزغبي
25-01-2006, 02:14 AM
عندما بدأ الحنين يراودنى للشعر فى الصغر ..
شدتنى القصائد الغزلية والعاطفية .. بقديمها وحديثها ..,
ووجدتنى أنهل من بحر شوقي .. ورومانسية ناجى .. وبراعة الأخطل الصغير .. وجرأة نزار ..
ثم لهثت خلف يزيد بن معاوية .. وقيس ليلى .. والعباس بن الأحنف ..
ثم .. وماذا بعد ثم .. يا رفاق ..
مع تفتحى للوعى السياسي ..
وجدتنى أنسي القديم والجديد .. بل الدنيا كلها وأنا أتأمل زمرة من الشعراء أقسموا ألأ يكتبوا بالأقلام .. بل بالألغام .. لا يسطرون الشعر على الأوراق .. بل على الآفاق ..
بمعنى أكثر وضوحا .. يكتبون لهيبا .. وينزفون شعرا .. ووتنتحر الكلمات والصور على قوافيهم ..
هؤلاء الأفذاذ .. شعراء الشهادة كما أسميهم ..
من وهبوا عقولهم وقلوبهم وعروقهم ودماءهم لأوطانهم ..
كتبوا بصدق .. فلقوا جزاء صدقهم من دعاة الكذب ومحترفيه ..
كتبوا للحرية .. فدفعوا الثمن من حريتهم وأمنهم وحياتهم غاليا من أعداء الحق والحرية ..

هؤلاء الذين كتبوا فأنطقوا الحجر بالبكاء المر تأثرا ..
وبقيت قلوبنا الغليظة .. لا تبكى ولا تتأثر ..
هؤلاء .. وأين نحن من هؤلاء ؟!

أين نحن من .. مظفر النواب .. ومن أحمد مطر .. ومن كمال عبد الحليم .. ومن هاشم الرفاعي
ومن محمود درويش .. ومن نجيب سرور

أين مظفر منا اليوم ,,
ذلك القائل ..

القدس عروس عروبتكم ..
فلما أدخلتم كل زناة الليل الى حجرتها ..
ووقفتم خلف الباب ..
تستمعون لصرخات بكارتها ..
وهتفتم .. فيها .. أن تسكت صونا للعرض
أولاد " ........... "
أوتسكت مغتصبه ؟!!!!

أين كمال عبد الحليم ..
ذلك القائل ..

أتشنقون زمام الشعب قادته ؟!! ×× وتجعلون من الاعدام .. قانونا
أتعدلون .. فيأتى عدلكم عجبا ×× من فاته الحبل .. يقضي العمر مسجونا

أين هاشم الرفاعى ..
ذلك القائل


أبتاه .. ان طلع الصباح على الدنى ×× وأضاء نور الشمس كل مكان
واستقبل العصفور بين غصونه .×× يوما جديدا .. مشرق الألوان
وسمعت أنغام التفاؤل كرة ×× تجرى على فم بائع الألبان
وأتى يدق كما تعود بابنا ×× سيدق باب السجن .. جلادان
وأكون بعد هنية متأرجحا ×× فى الحبل مشدودا الى العيدان

أين الشاعر القنبلة .. أحمد مطر .. ذلك الممطر باللهب أحرفا وقصيدا ..
ذلك القائل ..


سبعون طعنة هنا .. موصوله النزف ..
تغتال خوف الموت فى الخوف ..
سميتها قصائدى ..
وسمها يا قارئي .. حتفي
وسمنى منتحرا بخنجر الحرف
لأننى كتبت فى زمن الزيف
والعيش بالمزمار والدف ..
كشفت صدرى دفترا ..
وفوقه كتبت هذا الشعر .. بالسيف ..

الله الله يا من جئت فى غير زمنك ..

ويقول ..


فى مقلب القمامة
رأيت جثة لها ملامح الأعراب ..
تجمعت حولها النسور والذئاب ..
وفوقها علامة ..
تقول هذه جيفة ..
كانت تسمى سابقا .. كرامه ..

ويقول ..


قرأت فى القرءان ..
" تبت يدا أبي لهب "
فأعلنت وسائل الاذعان " أن السكوت من ذهب "
أحببت فقري .. لم أزل أتلو ..
" وتب .. ما أغنى عنه ماله وما كسب "
فصودرت حنجرتى بجرم قلة الأدب
وصودر القرءان ..
لأنه حرضنى على الشغب

فرحم الله من مات منهم فى سبيلنا ونحن نيام ..
وعفا عن من سالت دماؤه تعذيبا ونهشا من كلاب الـ................
وغفر لنا ولكم لسانا عبد الصمت من خوفه ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الصباح الخالدي
25-01-2006, 04:17 AM
اتفق معك في الفكرة الجمرة والكلمة المرة
وقد نختلف على الأمثلة بوركت

محمد جاد الزغبي
26-01-2006, 01:08 AM
اتفق معك في الفكرة الجمرة والكلمة المرة
وقد نختلف على الأمثلة بوركت


وان كنت لم توضحى مدى الاختلاف ومعناه الذى تهدفين اليه فى الأمثلة ..
الا أننى أشكر لك المرور والتعليق ..
شكرا جزيلا

خليل حلاوجي
04-03-2006, 01:32 AM
لأننى كتبت فى زمن الزيف
والعيش بالمزمار والدف ..
كشفت صدرى دفترا ..
وفوقه كتبت هذا الشعر .. بالسيف ..




هؤلاء الذين كتبوا فأنطقوا الحجر بالبكاء المر تأثرا ..
وبقيت قلوبنا الغليظة .. لا تبكى ولا تتأثر ..
هؤلاء .. وأين نحن من هؤلاء ؟!


وهناك من يكتب بكيده كما فرعون كتب
أنا ربكم الاعلى


اليوم نحن ضحايا
طاغوتية ماكرة
وعقلانية حائرة

وأختفاء العقلاء ... صار ظاهرة

محمد الدسوقي
08-03-2006, 05:10 PM
"" محمد الزغبي ""

حرفك يشع من نور الحقيقة ، ويراعك يروي الظمأ ،،

وها هو أحمد مطر يقول ........



بِملءِ رغبتي أنا
ودونَمـا إرهابْ
أعترِفُ الآنَ لكم بأنّني كذَّأبْ!
وقَفتُ طول الأشهُرِ المُنصَرِمـهْ
أخْدَعُكُمْ بالجُمَلِ المُنمنَمـهْ
وأَدّعي أنّي على صَـوابْ
وها أنا أبرأُ من ضلالتي
قولوا معي: إغْفـرْ وَتُبْ
يا ربُّ يا توّابْ.
**
قُلتُ لكُم: إنَّ فَمْي
في أحرُفي مُذابْ
لأنَّ كُلَّ كِلْمَةٍ مدفوعَـةُ الحسابْ
لدى الجِهاتِ الحاكِمـهْ.
أستَغْفرُ اللهَ .. فما أكذَبني!
فكُلُّ ما في الأمرِ أنَّ الأنظِمـهْ
بما أقولُ مغْرَمـهْ
وأنّها قدْ قبّلتني في فَمي
فقَطَّعتْ لي شَفَتي
مِن شِدةِ الإعجابْ!
**
أوْهَمْتُكـمْ بأنَّ بعضَ الأنظِمـهْ
غربيّـةٌ.. لكنّها مُترجَمـهْ
وأنّها لأَتفَهِ الأسبابْ
تأتي على دَبّابَةٍ مُطَهّمَـهْ
فَتنْـشرُ الخَرابْ
وتجعَلُ الأنـامَ كالدّوابْ
وتضرِبُ الحِصارَ حولَ الكَلِمـهْ.
أستَغفرُ اللهَ .. فما أكذَبني!
فَكُلُّها أنظِمَـةٌ شرْعيّةٌ
جـاءَ بهـا انتِخَابْ
وكُلُّها مؤمِنَـةٌ تَحكُمُ بالكتابْ
وكُلُّها تستنكِرُ الإرهـابْ
وكُلّها تحترِمُ الرّأيَ
وليستْ ظالمَهْ
وكُلّهـا
معَ الشعوبِ دائمـاً مُنسَجِمـهْ!
**
قُلتُ لكُمْ: إنَّ الشّعوبَ المُسلِمهْ
رغمَ غِنـاها .. مُعْدمَـهْ
وإنّها بصـوتِها مُكمّـمَهْ
وإنّهـا تسْجُـدُ للأنصـابْ
وإنَّ مَنْ يسرِقُها يملِكُ مبنى المَحكَمهْ
ويملِكُ القُضـاةَ والحُجّـابْ.
أستغفرُ اللّهَ .. فما أكذَبَني!
فهاهيَ الأحزابْ
تبكي لدى أصنامها المُحَطّمـهْ
وهاهوَ الكرّار يَدحوْ البابْ
على يَهودِ الدّونِمَـهْ
وهاهوَ الصِّدّيقُُ يمشي زاهِـداً
مُقصّـرَ الثيابْ
وهاهوَ الدِّينُ ِلفَرْطِ يُسْـرِهِ
قَـدْ احتـوى مُسيلَمـهْ
فعـادَ بالفتحِ .. بلا مُقاوَمـهْ
مِن مكّـةَ المُكرّمَـهْ!
**
يا ناسُ لا تُصدّقـوا
فإنّني كذَابْ
أنني أحبه جدا مع أنصهار حروفه بالنفس ...

تحياتي الدائمة