المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لإسلام والغرب وجهاً لوجه



محمد سوالمة
26-01-2006, 12:15 AM
الحمد لله رب العالمين ......وبعد

م يعد بإمكان أحد قط إغفال تلك الحملة المعادية للإسلام. والتي طالما تم طرحها تحت عناوين شتى، كالحرب «الوقائية»، والحرب على «الإرهاب»، وعولمة ثقافة «حقوق الإنسان»، ونشر «الديمقراطية»، وما شاكل من مزاعم ليس مقام بحث زيفها وتداعيها ونسبيتها هنا.

لقد اعتاد الغرب، بغية إحداث شرخ بين المسلمين، تناول الإسلام في خطابه الرسمي مُـقَـسِّـماً المسلمين إلى «معتدلين» و«متطرفين»، محاولاً بذلك تشتيتهم، طامحاً إلى تفريخ إسلام مرن ومتطور ومائع؛ ليفقد الإسلام خصائله ومميزاته، تلك التي تجعل منه ندّاً لحضارة الغرب الزائفة، وليس ذائباً فيها. إلا أننا شهدناها في الآونة الأخيرة هجماتٍ فجَّـةً ومباشرةً ومتعاقبةً في آن معاً على قضايا تمس أحكاماً مجمعاً عليها، كتحكيم الشريعة والخلافة وجهاد المحتلين الغزاة، حيث باتت الدعوة لما سبق تهمة، كما أصبح التعرض لـ(إسرائيل) ولو بمجرد الكلام، أمراً مثيراً لسخط الغرب ومؤججاً لغضبه بشكل غير مسبوق. ولعل شن حملة على الإسلام بشكل مباشر ومن غير مواربة، يشير إلى أن حملة علمنة الإسلام لم تحقق المرجو منها؛ ولذلك فقد آثر الغرب أخيراً مواجهة الإسلام كما هو، واصفاً جوهر ما يقوم عليه بأيديولجية شر لابد من وأدها في مهدها.
وهكذا صرنا نرى أبعاد الصراع واضحة المعالم، وجهاً لوجه بين عامة أمة الإسلام من جهة، والغرب مجسداً بالقوى الرأسمالية الكبرى من جهة أخرى، وبات واضحاً للعيان أن «سيمفونية» القضاء على الإرهاب ونشر الديمقراطية وغيرها من الترهات، ما هي إلى مجرد حجج لاستئصال الإسلام وتركيع المسلمين.
وبما أن أية أمة لا يمكن أن تدخل حلبة الصراع الدولي بشكل فاعلٍ من غير أن ينتظم عقدها في كيان سياسي تمثله دولة بكل مقوماتها وإمكانياتها، وأن مشروع دولة الخلافة هو ما يحقق ذلك وحده دون سواه للمسلمين، الأمر الذي يفسر صب الغرب جام غضبه على فكرة الخلافة، بغية الانتقاص منها وإضعاف الداعين إليها، محاولاً تشويهها وتقديمها في ثوب يقطر دماً ويقدح شراً.
وفي هذا السياق تأتي تصريحات وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك الأخيرة موضحاً: «إن مسألة عودة الخلافة وتطبيق الشريعة الإسلامية أمران مرفوضان لا يقبلان النقاش أو المساومة» معتبراً «أن هذه القيم أساسية وغير قابلة للتفاوض...» وقد سبقه إلى ذلك رئيس وزراء بريطانيا توني بلير حيث أعلن تبنيه لما سلف مضيفاً إلى موضوع القضاء على دولة (إسرائيل)، معتبراً «أن تحكيم الشريعة في العالم العربي، وإقامة خلافة واحدة في بلاد المسلمين، وإزالة نفوذ الغرب منها، هو أمر غير مسموح به ولا يمكن احتماله مطلقاً».
وعلى النمط البريطاني، قام رموز الإدارة الأميركية بالتحذير بشدة من الخلافة، فبعد تتالي وتكرار تحذيرات الجنرال مايرز ورامسفيلد من الخلافة، فها هو بوش يحذر من قيام الدولة الإسلامية التي ستمتد من إندونيسيا إلى الأندلس، منبهاً إلى: «إن استراتيجية أوسع لناشطين إسلاميين تهدف إلى إنهاء التأثير الأميركي في الشرق الأوسط، واستغلال الفراغ الناجم عن ذلك، في الإطاحة بأنظمة الحكم في المنطقة» وأضاف: «إن المخطط الأكبر هو: إقامة إمبراطورية إسلامية متطرفة من إسبانيا وحتى إندونيسيا». ويتطابق هذا أيضاً مع ما ذهب إليه بوتين عن التهديدات التي تؤرقه في آسيا الوسطى، منبهاً إلى «إنه يوجد من يعمل على إسقاط الأنظمة العلمانية بغية إقامة دولة إسلامية في آسيا الوسطى».
والخشية من دولة الخلافة والتهجم عليها وعلى تحكيم الشريعة بهذا الشكل غير المسبوق، تحمل عدة دلالات، أسوق أبرزها على النحو التالي:
1- لا يوجد الآن نموذج ميداني يمثل المسلمين ويجسد هويتهم كأمة. وهذه حقيقة لا مراء فيها، حيث إن الأنظمة المقيتة المتحكمة بمصائر الأمة الإسلامية فاقدة الشرعية والشعبية، مسلطة عليها بغطاء جليٍّ من قبل الغرب، مشكلة حائلاً واضحاً دون نهضة الأمة ووحدتها.
2- إن الأمة الإسلامية قد أسقطت البدائل التي حاول الغرب تسويقها إليها، وأنها لم تعد ترى سوى الإٍسلام ملاذاً لها، كما أنها باتت جاهزة أكثر من أي وقت مضى لمعانقة التغيير الذي يوحدها، ويحكم شرع الله فيها، ويضع حداً لتمادي أعدائها عليها.
3- إن إصرار زعمار الدول الكبرى على الانتقاص من الشريعة والنيل من فكرة الخلافة بل وعملهم على تشديد قوانينهم لمحاربة أي شكل من الإسلام السياسي الذي ينتمي إلى فكرة الخلافة، ليدلُّ على حالة الأرق من احتمال نجاح دعاة الخلافة في تحقيق مشروعهم، ذلك الذي يشكل نموذجاً فريداً على الصعيد الدولي لمباينته كل ما هو موجود من أنظمة، مما سيغير قواعد اللعبة السياسية القائمة بشكل أساسي، ويشكل معها منعطفاً جديداً على صعيد النظام العالمي.
وخلاصة القول هو: إن نظرة متفحصة في الواقع الدولي، يجعل من الأمة الإسلامية وحدها هي من يستطيع إيجاد حد للسفه الذي ترعاه الدول الكبرى من خلال المؤسسات الدولية. وإن دولة الخلافة وحدها هي من سيجسد ذلك المشروع. ويرجع ذلك لطرح الإسلام رؤية إنسانية بحق، كبديلٍ عن الرأسمالية الفاسدة السائدة. أضف إلى ذلك أهلية الأمة الإسلامية للعب ذلك الدور حيث إنها تمتلك جغرافية استراتيجية هامة وحساسة، وثروات ومقدرات هائلة.
ولعل ما ذهبت إليه تصريحات كبار ساسة الغرب، وما أصدرته مراكز البحوث والدراسات العالمية من احتمال قيام دولة الخلافة، لينبئ بأن الجمر مشتعل تحت الرماد، وإن خطوات الغرب التي يتخذها الآن ضد فكرة الخلافة وأنصارها، ما هي سوى محاولة أخيرة يائسة منه لوأد تلك الفكرة قبل أن تنجب واقعاً يصعب التعامل معه. على كل فإن كثرة الحديث عن الخلافة من كبار ساسة الدول مرفقة بتقارير مراكز الدراسات الاستراتيجية في الغرب، لهي إحدى العلامات الهامة التي تنبئ بقرب بزوغ فجر دولة الخلافة من جديد، فكما قال الشاعر:
أرى خلل الرماد وميض نار==وأخشى أن يكون لهم ضرام
فإن النــار بالعــودين تذكـى==وإن الحرب مبدؤها كلام

خوله بدر
26-01-2006, 09:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم محمد الفاتح
الحمد لله على سلامتكم وعلى الرحب والسعة .
لقد طالت الغيبة كثيرا واشتقنا لمواضيعكم التي تثري العقول وتأتي بالمفيد .
وهذا موضوع من مواضيعكم التي تضع الأحوال, والأقوال , والأفعال في عالمنا الإسلامي على المحك فليتنا نأخذ بالمفيد لنستفيد ثم نفيد .
وقد أتيتنا بالمفيد , ووضعت النقاط فوق الحروف فليتنا نتابع معك كل مااستجد على الساحة في أيامنا العصيبة هذه حيث الحرب في أوجها ضد الإسلام , لننظر إلى هذه الهجمة الشرسة على الإسلام وأهله . وكيف يجرؤ كلاب الغرب على شتم النبي الكريم عليه الصلاة والسلام , والعمل بكل قوة على هدم مبادئ الإسلام في النفوس المؤمنة بزرع الفتن والتشكيك بصدق الروايات والأحاديث التي تنبئ بقيام دولة الخلافة , لنا وقفة مع موضوع جليل تحدث عن أمر جلل بل وقفات نتلمس العون من الله لفهم كل ما يدور حولنا .
ولنا الله موئلا والبشرى دولة الخلافة قادمة لا محالة والله على ما نقول شهيد .
سنعود بعون الله تعالى لنستكمل معكم الطريق حتى القدس وإقامة دولة الخلافة كما ينبغي لها أن تكون , رغم أنف القاصي منهم والداني .
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على ما قدمت وما تقدم لنا من مواضيح زاخرة بالأحداث المهمة تضعها نصب أعيننا تساؤلات مرة ومشكلات كبرى مرادفة لحلول بنهج صحيح وبوح صريح , وعزم أكيد لمجد تليد .
وهذا موضوع الساعة حيث وقوف الغرب بأكمله ضد الإسلام ومبادئه , وضد قيام دولة خلافته على أسس دينية وشرعية واضحة المعالم بإسلام عظيم , بوضع العراقيل أمام قيامها , ونعتها بشتى النعوت القبيحة ليجفاها المقربون منها ووينساها الحالمون بها والطامحون لقيامها , والعمل على وأدها في بداية مراحلها ولكن ليخسأ كيدهم وليذهب لجهنم مكرهم معهم ,الخلافة قادمة وموعدنا معها بات قريب قريب .
جزاك الله خيرا وحي على الجهاد وحي على العمل .
ونلتقي على طاعة الله ورضاه
أختكم في الله خوله
إبنة الوطن الجريح .

الصباح الخالدي
27-01-2006, 02:28 AM
تقصد المسلمين المتشرذمين
اما الإسلام فسيحفظه ربه
شكرا لك