المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسائل من منازل القمر



سحر الليالي
26-01-2006, 11:39 PM
في كل ليلة يحلُّ فيها القمرُ منزلا من منازلِه يثيرُ في أهلِ الأرضِ شغفا شفيفا ، ينقلنا إلى دُنىً قصيَّةً نرسمُها علَى أعتابِ العمرِ القريبةِ ، فَمِنَّا مَنْ يقفُ بهِ الأملُ حيثُ صدمةِ الحبِّ وَالذِّكرَى ، وَمنَّا مَنْ يعيدُ ترانيمَ ميلادٍ أوشكتْ أن تنفثهَ يقظةُ الرُّوحِ الأخيرة ِفي شفاهِ الحظِّ العاثرِ !!
ومع كلِّ هذا يظلُّ للقمرِ حضورا جبارا في وعي الإنسانية !! إذْ تجعلُه صنما للجمالِ ، كما تراه علامةً على الفراقِ ، وبين وحشةِ المضطهدِ ، وَأنسَ العابدِ ... يشمخُ القمرُ في ساحةِ الوجودِ بإباءِ الحاكمِ ، وبراءةِ الشاهدِ .
في بطونِ الأقمارِ تُطوَى الكثيرُ من المعاني التي كانت دهورا أرقا حرَّك في الأقلامِ سكونُها ، وَهزَّ في مواتِ الفكرِ همودُها ، ليكونَ هو وحدَه المعشوقُ على الحقيقة ِ، وَهو وحدَه كذلك المغدورُ في ساحةِ الرذيلة ِ!!
وما كلُّ تعلاَّتِ البَوْحِ فينا سوى ترجمانِ وحي القمرِ في صورةِ العقلِ الناطقِ داخلنا!!
هنا نكشفُ للقمرِ وجوها كما نؤرِّخُ لِلكَلِمِ منازلا ، وَإلى أنْ يعودَ القمرُ عرجونا قديما ..وَ إلى أنْ يُضْوى الكلم نزفا جليلا .

فإنما يجلُّ الكلامُ حيث ُيصدقُ الودادُ ، أوْ يعظمُ الفراقُ ... وبين الودادِ والفراق ِ حرارة اللُّقيا وبرودةِ الوداعِ ! أيُّها القمرُ!! .

فكونوا بخيرٍ في ( رَسَائِلَ مِنْ مَنَازِلِ القَمَرِ ) ....

منقول من :أ / غادة

سحر الليالي
26-01-2006, 11:40 PM
(1)
*** الرحيل ***

أآلفةُ النَّحيبِ كمِ افتراق ٍ***** أطَلَّ مكانَ داعيةِ اجتماعِ
وَليستْ فرحةُ الأَوْباتِ إلاَّ ***** لِموقُوفِ على ترحِ الوداعِ

َولولا مفارقةُ الأحبابِ مَا وجدَتْ ***** لها المنايا إلى أرواحِنَا سُبُلا
يحنُّ شوقاً فَلولا أنَّ رائحةً ***** تزوره من رياح الشرق ما عقلا


حشاشةُ نفسٍ ودَّعَتْ يومَ وَدَّعُوا **** فلمْ أدرِ أيَّ الظَّاعنين أشيِّعُ
أشارُوا بتسليمٍ فجدْنَا بِأنفسٍ ***** تسيلُ من الآماقِ والسُّمُّ أدمعُ
وَلو حُمَّلتْ صمَّ الجبالِ الذي بنا****غداةَ افترقْنَا أوشكَتْ أن تَتَصَدَّعُ


بارتعاشة القلب وهويتوقع الألم ، وباستراق الدمع و هو يتيقن الحزن ..أبسطُ رعدة الذكرى لتعود أدراج زمن أيبس في عالم الأعمار سنة كاملة ، ولكنه أينع في عالم الروح سعادة عامرة تزهو بها نفس آيست من الفرح عهودا داهرة !!
كلمات هي من دماء القلب تسربلت قبل أن تكون في مداد الورق انغمست ...
ما كان الكون لحظتها إلا كقلادة من عثير ألقيت في مجهلة مدوية صدحت في صمَّ الزمان و تاهت في ضلال المكان !
ما أُضْمِرُ أعظمُ مما أكشفُ ، وما أكشفُ أيسرُ مما أعاصرُ ، فما بين باطن السِّر وظاهر العَلن تتضخم عثرات البشرية وينكفىء القلم عن محاكاة الرؤى !!
هاهي صفحة الغدير الفاصل بين أقدامنا تصول عن حمى سكنية هتك سترها تزالف نجوم الليل المتهاوية بعنف إلى قعره ، حتى غدا ماء الغدرة يوما من النور القادم بغد جديد ، وصرت أنا من مخلفات الظلام المنصرف عن أمس قديم ...
كانت كلمات الرحيل وهي تتلظى في الأماني البعيدة ، أعتى من مكابدة الدنيا حين تلقي عنها روحا ضجر القدر من طول مكثها في الأحياء فاستل لها مرفئا في الأموات !!
انسدل القمر ليلتها مرتحلا بين منازله يطوي غوث السائرين في الظلمات ، ويحمل في أعطافه رسائل النجلاء المتوارية من حرَِّ الانتظار !!
عجيبة تلك الأمثال المتراكبة من وحي الرحيل : تذكرنا رحيلا أولا من أصلاب الآباء ، ثم رحيلا ثانيا من بطون الأرحام ، تجارب خضناها بروية واقتحمنا غمارها بثورة ، فتلاشت جميعها من أجسادنا وبقي وقع الرحيل مسًّا من ألم ، ووحشة من غربة تدغدغ أرواحنا !!
فضح الرحيل قصر الدنيا ، فلاهي لنا من الدوام ، ولا هي لنفسها من الفناء ، بل أصدق ما فيها أنها مرحلة بين منازل لا تمر بها إلا لتعتبر ، ولا تمكث فيها إلا لترتحل...
عكفتُ أقلِّب أسفار عهد قديم عفَّر وجه المساء به آخر شيخوخة في زهو الأيام ، وفي كل صفحة ترتد إليَّ رطوبة الترب المتشبع من رائحة الموت المعتقة !!
تصبيني بزكام أنعشُ به يأسا جديدا بأن الماضي لا يعود وأن القافلة لا تتوقف ، وأن الحسنة اليتيمة في الرحيل ؛
حين يكون أداة للنسيان تسعفنا إذا ضاقت أمامنا سبل التواعد ، و أخفرت دوننا عهود التصافي..

منقول ويتبع...

نورا القحطاني
27-01-2006, 12:41 AM
http://framboise78.free.fr/Fleurs/fleurs030.gif

رسائل من منازل القمر

رائع يا سحر موضوع شيق
بوركتِ ولي عودة ان شاءالله
دمتِ جميلة وحبيبة

*
*
*
http://framboise78.free.fr/Fleurs/rosereflet.gif
تحية واحـة
نـورا

الصباح الخالدي
27-01-2006, 02:45 AM
احببت منازل القمر من أجل هذه الرسائل الممتعة
دمت بخير

سحر الليالي
27-01-2006, 08:48 PM
الحبيبة نورا:

أهلا بك غاليتي نورت صفحتي ،شكرا لكلماتك أيتها الحبيبة

بإنتظارك دوما غالتي

لك خالص حبي وودي المعطر بالورد:001:

سحر الليالي
27-01-2006, 08:49 PM
أخي الفاضل الصباح:

مرحبا بك ،سعدت لأن الموضوع أعجبك

لك خالص تقديري

سحر الليالي
27-01-2006, 08:54 PM
2
الحب

ودادي لكَ الباقي على حَسْبِ كَوْنِه ***** تناهَى فلم ينقصْ بشيء ولم يزد
وليست له غير الإرادة علَّة **** ولا سبب حاشاه يعلمه أحد
إذا ما وجدنا الشيء علة نفسه ***** فذاك وجود ليس يفنى على الأبد
وإما وجدناه لشيء خلافه ***** فإعدامه في عدمنا ما له وجد


أرعى النجوم كأنني كُلِّفْتُ أن ****** أرعى جميع ثبوتها والخنَّس
فكأنها والليل نيران الجوى ***** قد أضرمت في فكرتي من حنُّدس
وكأنني أمسيت حارس روضة ***** خضراء وُشِّح نبتها بالنرجس
لو عاش بطليموس أيقن أنني ***** أقوى الورى في رصد جري الكنَّس

تعلمت السحائب من شؤوني ****فعمَّت بالحيا السَّكب الهتون
وهذا الليل فيك غدا رفيقي **** بذلك أمْ على سَهَري مُعيني
فإن لم ينقَضِ الإظلام إلا **** إذا ما أطبقت نوما جفوني
فليس إلى النهار لنا سبيل **** وسُهْدٌ زائد في كل حين
كأن نجومه والغيم يُخفي **** سناها عن ملاحظة العيون
ضميري في ودادك يا مُناَيا ***** فليس يَبِينُ إلا بالظنون

قال ابن حزم : " الحب أوله هزل وآخره جد ، دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف ، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة وليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة إذ القلوب بيد الله عزوجل "

وأكثر ما يقع الحب في اتصال أجزاء النفوس المقسومة في أصل خلقتها ، فالمثل إلى مثله يسكن ، والضد من ضده يتنافر ، وهذا برهان عالم النفس الصافية الخفيفة ، وهيئتها لقبول الاتفاق والميل والسكن ...
وللمحبة ضروب : فأفضلها محبة المتحابين في الله عزوجل ، إما لاجتهاد في العمل ، وإما لاتفاق في أصل النحلة ( الديانة ) والمذهب ، وإما لفضل علم يُمْنَحَه الإنسان ، ومحبة القرابة ، ومحبة الألفة في الاشتراك في المطالب ، ومحبة التصاحب والمعرفة ، ومحبة البِرِّ يضعه المرء عند أخيه ، ومحبة الطمع في جاه المحبوب ، ومحبة المتحابين لسرٍّ يجتمعان عليه يلزمهما ستره ، ومحبة بلوغ اللذة ، ومحبة العشق .
وللحب علامات منها : الإسراع في طلب المحبوب والأنس به عن كل ما سواه ، ومنها علامات متضادة تورث ذلة للمحب أحيانا لسوء ظن في المحبوب وخوف من فراقه ..
والحب همة النفس وشغل الخاطر ، لذا فكلما زادت النفس في سلم السمو صار لها في الحب أمثال وأنواع بحسب سموها و تطلعاتها ، وتكون قابلة للإحساس الشفيف به عند أول وقوعه .. لذا اتفق أهل البصيرة في كل زمان ومن كل نحلة على أن خير المحبة محبة مَنْ أصل الإنسان إليه ومرده عليه ، لأنها محبة فطرية في أصل الخلقة لا مجال فيها لافتعال ، ولا دراسة في المحبوب ، وإنما يجدها الإنسان في أحلك الأحوال كما يسعد بها في منتهى درجات الارتقاء ...
والحب يطبع صاحبه بطابع محبوبه ، دون وعي ودون قصد ، فتجده يحب ما يحب محبوبه ، ويكره ما يذم محبوبه ، وتراه في حال من ذوبان الذات في المحبوب لانصهار الفكر عن التحول عنه ، وهنا يأتي امتحان المحبوب ليكون دليلا على الخير أو قيدا من الشر ..
وإنما زَهُدَ المحبُّون في محبوباتهم إذا دعوهم إلى إثم أو انتهاك حرمة ...
وكم صام المحبون عن الوصول إلى محبوبيهم إذا رأوا في ذلك نقص مروءة أو فساد دين أو اضطراب دينا ، وهذا هو الحب الذي يرفع ألإنسان إلى مصاف الأولياء ، ويحرس قلبه من توارد الشيطان .
فالحب الحقيقي هو ما يدفعنا إلى الأعلى في صحوة الشمس ، والحب الآثم هو ما يهبط بنا لجج الخطيئة في عتمة الليل ..


ولن يجد الإنسان منتهى الرضا والأنس في محبة محبوب غير الله تعالى ، فقد اجتمعت في محبته كل الخيرات وانصرفت عن صفائها كل الشرور ..

(الحب ماء النور انزوى في غدرة من ناحية السماء لا تَرِده إلا قلوب المحبين فتتعمد في مياهه ، وتتزكى من قطراته ، فتعود ترى الوجود طاهرا كما الأمل الذي يتجدد في لقاء الحبيب ,,,, آه ما أجمل ذلك الأمل لو تحقق منه المراد !! بقاءه هنيهات لقاء ، ورحيله وريقات فراق ، وبينهما تواعد على العهد وتعاقد على دوام الودّ )

منقول ويتبع....

سحر الليالي
27-01-2006, 08:56 PM
3
الذكرى

مـررتُ على الدارِ التي غالها البلى***وقـوّضها حـتى استحالتْ إلى قفر
فـنازعـني قلـبٌ يذوبُ صبابةً***إلـيها، ودمـعٌ لا ينـهنهُ بالـزَّجر
أطوفُ بها والروحُ يعصرها الشجا***ويـغمرهـا بـالبشرِ حـيناً وبالذُّعر
هنا الأهلُ والأحبابُ والقصدُ والمنى***هـنا المـلتقى بعـد القطيعةِ والهجر
هنا تجثمُ الذكرى، هنا ترقدُ الرُّؤى***هـنا المـوتُ يبدو في غلائله الصُّفر
هنـا يقـرأ الإنسانُ سـفرَ حياتهِ***ويـا هـولَ ما يلقاهُ في ذلك السفر
صحائفُ إن قلّبتها ازددت حسرةً***عـلى مـا بها من غائل ِ الغدرِ والشر

**************************
مثلما يحدث في الموتِ،
إذا غادرت للخارج، ِ فاضت
رحمة الأرشيف والذكرى
وغطّت صورتي
ظل الجرائد ْ
************************
هل أخطأتُ طريقي
حين اخترتُ الحرفَ فضاءً وجناحا
أُطلق قلبي في ملكوت الذكرى
أبحث في نفقٍ لا ضوءَ بهِ
عن برقٍ مسجونٍ يرسم لليل صباحا ؟
هل أخطأتُ طريقي
فانسكب الحرفُ على دربي شوكاً وجراحا

***********************

وطنى واحساس المهابة عبرة الصوت الحزين
اذا اقام مودعا لقياك
يمضى فى الطريق مشتتا ً
لا انس بعدك يبتغى
لا سامرا او صاحبا
ما عادنى الاّ شذاك
و ها هى الذكرى اليك تشدنى
ان كنت قربك حاضرا
او عشت بعدك غائبا
لكننى سأظل بالباب الوحيد اليك اطرق آملا

*********************
الذكرى زمن بين بقاء الحياة وفناء الموت !! ليس لها من الضياء إلا ما غلفته نفس الذاكر ، ولا من الأمل إلا ما أدمنه ترداد العاشق ..
الذكرى أقوى من أن تذكر وأيسر من أن تنسى ...
سقطت الحروف من الذاكرة ولم يبق إلا صدى يتردد بين جبال الماضي ..
فلربما إذا عادت الذكرى استئنفنا الرؤى ..
وحتى ذلك الموعد يبقى السطر شاغرا .. كما حديث الذكرى صامتا

*******************

منقول ويتبع ...

محمد الدسوقي
28-01-2006, 10:21 PM
سحر الليالي

أيتها الطائرة على جناح الحرف الجميل

العدل قوي في ذاته ، والقوي ضعيف في ملذاته

جميل هو نقلك

تقبلي التحايا

سحر الليالي
29-01-2006, 03:59 PM
أخي العزيز محمد الدسوقي :

مرورك أزهر في متصفحي زهورا جميلة

شكرا لهذاالمرور الذي أسعد به دوما

لك خالص إحترامي وتقديري

الصباح الخالدي
30-01-2006, 12:06 PM
اعجبني مابعد اسمي
هل هي لأعتراف بالقوة
اتابع باهتمام

سحر الليالي
30-01-2006, 02:44 PM
اهلا بك مورنق:

ربما .....

وانا أحيييك بقوة

شكرا لهذا المرور الجميل

سحر الليالي
30-01-2006, 02:52 PM
4
الوفاء

وفاؤكما كالرَّبْع أشجاه طاسِمُه *** بأنْ تُسعِدا وَالدَّمعُ أشفاهُ ساجِمُهْ

يالائمي كفَّ الملامِ عن الذي ****** أضناهُ طولُ سقامه وشقائه
إن كنت ناصحه فداو سقامه **** وَأَعِنُْه مُلْتَمِسًا لأمر شفائه
حتى يُقال بأنك الخلِّ الذي ***** يُرجَى لشدةِ دهره ورخائه
أو لا فدعُْه فما به يكفيه من **** طولِ المُلام فلستَ من نصحائِهِ


ما الخِلِِّ إلاَّ منْ أودُّ بقلبهِ ****** وَ أرَى بطرفٍ لا يَرى بسوائِه
إن المُعينَ على الصَّبابةِ بِالأسى ****** أوْلَى برحمةِ ربِّها وإخائِه

انساحت في الأفق بقايا أصايل داكنة ، طرَّزت محياها ساعات لقاء دافئة ؛ كانت من الأرض تحتنا كما كانت النجوم من السماء فوقنا !! نشكو حينا ؛ ونتراسل الحنين أحيانا أخرى ..
يشغلنا حديث الفكر كما يكلفنا لذيذ النجوى ، تتبادر أيدينا عفوا لتزيح عن كاهل الوجنات المتغضنة من زيف الزمان أدمعا قلَّ احتباس وّجْدِها ، وعَسُر انعتاق بوحها ...
بَلينا من الأجسام جسدا ضاويا ، و تواعدنا في سكن الأرواح روحا واحدة ، فما عاد لحلول المتصوفة حدًّا يُيْتلى ولا لمقالات الاتحاد عودا يُجْتنى ، فالكلمة هي هفوة القلب نحن السكينة ، والنظرة هي تأمل العقل في آلاء الوصل الماكث بيننا ...!!!
ولكن نشْزا من نحيب النفس الفجور آلى إلا أن يستحضر آثار الغدر من مختلف الدهور ، فصار حديثنا بعد الوداد الجفاء ، وبعد الوفاء الغدر ، وبعد صفو المحبة كدر الفرقة !!
كنا نضرب الأمثال بالصحب الكرام ، فصرنا نتناوش الأسماع بأخبار من غدر فخاب ، ومن عقَّ فخسر ..
حينها صار اللقاء محكمة من التأنيب ، و أمسى الحلم صواعق من التعذيب .... و العتاب !! ...
عتاب ليس فيه شفيف الحب ، ولا عليه لذيذ العبارة ... بل هو من العتاب آلامه ، ومن الخصام آصاره ...
أشرع الاغتراب مراكبه في جداولنا الصغيرة ، فشق بها مُغَرِّبًا كما شَامَتْ هاماتنا مُشَرِّقة ً، فلا أذكر اليوم من ذكراها سوى خلِّ مضى ، وصحبٍ جفى ، و وحشة في الفؤاد وقد اكتوى ..
فيا سرِّ الإنسانية الدافقة في زوايانا لماذا تُرَجِّعين صدى الشيطان حين أغوى آدم ، ولا ترتلين مشهد آدم حين بحث عن حواء لتكون أنيسا طاهرا وخلا وفيا ...
هل أصاخت الدنيا بسمعها عن نداء حليم ، وفرحة مشتاق ، وذكرى وفي !!


***********************
معاني الأبيات :
وفاؤكما كالربع ......: يطلب الشاعر من أصحابه أن يعينوه على الحزن ويتفهموا ما به من آلام الفقد فيقول يجب أن يكون وفاؤكما كهذا الرَّبع، والربع هو آثار ديار المحبوبة فكلما تقادمت ازدادت عمقا ، فكذلك وفاؤكما يجب أن يزيد كلما كثر حزني وطالت صحبتي لكم ، وتسعدا ، هو المساعدة في البكاء .

سحر الليالي
30-01-2006, 02:54 PM
5
الروح

كم أغنّيك آه كم*****أسفح الروح في النغم
و أناجيك و الدجا*****بيننا تائه أصم
و الوجود الكبير في*****سكرة الصمت و الظلم
و أنادي كأنّني*****معدم يسأل العدم ***********************
يا أيها المجنون أنت
وأيها المدفون بين هياكل الموتى
تمور مع الدُخان ....
تهوى تثور على بقايا الروح
تنزع من مقاصدك الحنان
فالضائعون النائحون ...
يتلاطمون وبينهم حجر المقابر والقرون
ينثرون اكفهم للريح
يخبون فى ذاك الكفن
ولقد أقاموا من فتات الشمس
مأدبة تغذى من بقاياها الزمن *****************
ليس تَدْرُونَ ما أُلاقي مِن الضَّعْفِ والسَّقَمْ!
أنا بالعَيْشِ مِنْهُما*****في جَحيمٍ مِن الأَلَمْ!
مَزَّقَ الرُّوحَ فانْحَدَرْتُ إلى بُؤْرَةِ القَدَمْ!
وَيْ كأنِّي بِغابَةٍ*****تَحْتَويني مِن السَّلَمْ!
*************

أجِسْماً فيهِ هذي الرّوحُ، هلاّ*****غبطتَ، لفَقدِها الألَم، السِّلاما
أجدَّكَ لنْ تَرَى الإنسانَ إلاّ*****قليلَ الرّشدِ، مُحتَمِلاً مَلاما
وتَحمِلُهُ الغريزةُ، وهوَ شَيخٌ،*****على ما كانَ يَفعَلُهُ غُلاما
وأيسرُ من رُكوبِ الظُّلمِ، جَهلاً،*****رُكُوبُكَ، في مآرِبكَ، الظّلاما
وقد يَبغي السّلامَةَ مُستَجيرٌ،*****فيَترُكُ، من مَخافتهِ، السَّلاما
وكم حَلَم الأديمُ من ابن دهرٍ*****حديثِ السّنّ، ما بلَغَ احْتلاما


*******************
حين يتعثر الموت عن تتبع وجه الإنسان ، وحين تأوي الحياة لتعتصم بضنى النفس ، وحين يهرف القلب بشكوى البسمة كما يلغو ببوح الدمعة ... حينها نبحث عن عابث في أوراق الوجود ... ساه ٍ في قوافي القصيد ...؟؟
نسمع خلف أفانين الوجود ترتيلا من عذب اللقاء ، ونوحا من هجر الجفاء ..
إنها ( الروح ) يتيمة في محفل التمائم!!

سفر من خلود يتجرد من تشاكس الأشكال وتصاقب الملامح ... قبر واحد يسع البشر ذا فناء، لمهد أوحد جمعهم ذات ميلاد .. تذوى الأجساد في أحيلات رماد منثور و تشرق الأرواح في وريقات نار مسجور ..
كلنا ذلك البكاء ، وصوت تلك الدمعة ، وأنين ذلك الألم !!
كلنا ذلك الفرح ، و أنشودة تلك البسمة ، وتهاني ذلك السَّعد !!
كلنا ذلك العقل ، و هاجس تلك الفكرة ، و تباشير ذلك التأمل !!
كلنا ذلك الأمل ، وأمنية تلك التقوى ، وتراتيل ذلك الدعاء !!
كلنا ذلك العمر ، ورجاء تلك العودة ، وتنهيدات ذلك الهرم !!
كل في كل ، وبعض من بعض .. تلك هي السنة .. و ذلك هو سر الفطرة ..
واحد تلبسته الوجوه ، واحتملته الأقنعة ...
واحد هو في واحدة ، يعذب منها النجوى ، ويصلب منها الصدود..
هي الروح .. هي كل من نسى يوما إنه ( إنسان )


منقول :أ/ غادة ...ويتبع...

زبيدة خضير الزبيدي
31-01-2006, 01:22 PM
أختي الغالية سحر الليالي .........

قرأتها .. طقوس من عبير النار ...
تحيط بتلابيبها أسراب من دعاسيق الضوء الراحل بك ..
مسيرة من زهر كلام .. ما أروعه



أمنياتي بالتوفيق الدائم ...



عشتار

سحر الليالي
31-01-2006, 01:39 PM
غاليتي عشتار البابلية:

شكرا لهذا الحضور الذي أزهرت متصفحي ...

شكرا لكلماتك الجميلة

لك خالص حبي وودي المعطر بالورد

عبلة محمد زقزوق
31-01-2006, 02:33 PM
السحر ماكان إلا لسحرورتي:0014: ... جاءت من منازل القمر ، بما يفيدنا ؛ وللعلم منه نتعلم .:nj:

جميلة المعاني ، الشكر حد القلب ويتعداه ليصل حتى منازل القمر .

كوني بهذا الجمال والرونق :0014: فيما تنقلين لنا

حبيبتنا ... أ ـ سحر الليالي :001:

سحر الليالي
31-01-2006, 04:02 PM
حبيتة قلبي فراشة الواحة "عبلة "

ما أروع روحك النقية حبيبتي ، شكرا لك حد القلب والورد والروح على كلماتك الجميلة

لك خالص حبي وودي المعطر برحيق الفل

الصباح الخالدي
31-01-2006, 11:49 PM
يرفع للفائدة موضوع متميز

سحر الليالي
01-02-2006, 12:05 AM
أخي الفاضل الصباح :

شكرا لك ...بحق أسعد بك دائما

شكرا لك مرة أخرى

لك خالص تحياتي وتقديري المعطر بالورد

سحر الليالي
02-02-2006, 09:23 PM
-6-

شذرت ألم

من خلف القضبان

قفي يا نفس فإن النوم مستهد
وعذابات نفس من الآلام تضطرم
هل وعى سمع الزمان نداء محتزن ؟؟
بجوى الظلم والحرمان يصطلم
هل رمت لك الدنى حرَّ ألم ..
بثته صدور بالهمِّ تحتضر

**************
سنا هفى من ظل العرش
فاصطكت ..
له الأرواح النَّدى لتبتهل
أتراك من فيض الملاك تغترف
بوارق بشرى بلجج النصر تلتمع
غدت فردوس الوجود تهفو
لنا ..
وتنتحب
وبرد الشهادة في الأفواه يختتل
ماعاد للأيام على الأعمار زهى
به
فتحتشم
وما نرانا إلا يراعا تفتق الحجب
ونصرع
الصبر!!
غذي السير يا نفس
واطو عنك لجة اللهو
فإن الموعد في الورى يعلو
ويصطخب
أم تراك ألفت الحزن عند السرو ..
وارتحلت
منك زهور تقى في الدجى
لتصطلم .
************************************************
ثورة الذات
إليكِ أهدي ثورة الحياة !!
وعلى صباح الشوق أرتسم الطريق
ترديدة فكر تعلو على أغصان الشعور
تهمس بسؤال مكتوم
هل ترى الأمل يعود ؟؟
والوصال يؤوب ؟؟
لعل ثورة من القدر ترسم اللقاء
كلا !!
لن أعود لأحيا
أنشودة الأماني
في فراغ الليالي
اليوم عهد
أشتبك به في سرِّ الوعي
لابد من أن أكون
عزم ..
مضاء ..
قرار ..
حق في التحليق في السماء ...
**************
تهدر الروح
يطرب القلب
إنه المجهول السامق
عاد غيثا دافق
وغدا كل شيء ينزاح
من بطن السواد
يلقي عنه عتمات
الرياء !!
هاهي الذات
تسطر بدماء الحرية الثائرة
فناء عرش من الظلم ...
ورحيل عَرَضٍ من الظلام .

من ذاق طعم الذل ساعة
استمرأ المهانة دهرا
*****************************

سحر الليالي
02-02-2006, 09:24 PM
-7-

العقل

أي كسبٍ
لفريق في خضم الكأسِ
يستنزف فيها العقل
من نخبٍ لنخبِ؟
أي كسبٍ لنفوسٍ
لم تزل تبحث في الصحراء ؟
عن موطن خصب؟
إلى شرق وغرب ؟؟
أين ألقاك ؟
وقد يممت درباً غير دربي

*****************
فامض يا حبّ قد رجعت إلى العقـ ***ل المصفّى يديرني كيف شاء

ويل ويل الغرام من يقظة اللّـ ***بّ إذا اللّب بالفؤاد تناءى

و إذا صارعت قوى العقل قلبا ***عبقريا زادت قواه قواء
*******************
ترددت كثيرا قبل أن أطلق لهذه السطور صهوة اليراع ، فالكتابة هنا عن سر الكفر والإيمان معا ؟؟

آمن كثير بعقولهم كما كفر عديدون .. بعقولهم أيضا !!

هو جذوة بين سدف الجهل ، وعقال لشوارد الرأي ، وعميد في محافل الوجود !!

هل حقا هو سر تكريم البشرية ؟؟ أم أنه نحس تعلق في رقابها وتدلى من شطحاتها ؟؟

أراده الخالق نقمة فأحاله المخلوق نقمة .. ضج بالجسد و تصارخ مع الروح .. وجلس في نهاية المأتم

شبه غريب لنسيان عاقل قيل ذات إرادة أنه إنسان !!


يمجه الشعراء لأنه يئدهم في أجداث الغواية ومقاييس الحقيقة ..

ويترامح به المفكرين لأنه يحملهم فوق هامات المعقول و يشرفهم بقارعة فنون المنقول ...

وبين تراشق كل أولئك تظل المعرفة تتلظى من جمود العلم ، وجموح الخيال

وتتوارث الجموح السائرة في ساقية الزمن قوانين الفوضى .. هل بالعقل أم بالقلب نحيا ؟؟

هل نحيا بسلام أكثر دون عقل ؟؟

هل نخشع أكثر دن فكر ؟؟

هل نخفف الجشع أكثر دون فطنة ؟؟

يقال بإن أحلى العيش عيش المجنون .. يرى الدنيا كما يريد هو لا كما يراد له أن يراها ..

فلماذا نضحك منه ؟؟ أم هل ترانا نسخر من أنفسنا ؟؟

التصدق بالمال خير ..

أما التصدق بالعقل فذاك عرف في كون لم نعهده بعد


فلماذا ترتج أمورنا مادمنا نمسك زمام العقل في ساعة الوقت ؟؟

سؤال يحتاج لكثير عقل وقليل قلب !!


م ن ق و ل : أ/غادة ...ويتبع....

الصباح الخالدي
02-02-2006, 10:41 PM
الرسائل جميلة وتصل

سحر الليالي
03-02-2006, 11:25 PM
أخي الصباح شكرا لك فتواصلك هو الجميل

لك خالص تحياتي

الصباح الخالدي
04-02-2006, 08:00 AM
واصلي فنحن نتابع بإهتمام

سحر الليالي
04-02-2006, 03:07 PM
أخي الصباح :

شكرا لك وعلى تشجيعك

لك خالص تقديري

سحر الليالي
04-02-2006, 03:09 PM
8
الفرح

منذُ طفولةٍ لم تعِشْها
منذُ حافرِ حظٍ
كانت ترسمُهُ
ابتسامةً
على شبابيكِ المطر
منذُ أن اكتشفتِ الظلامَ
و خوفَها من الظلامِ
في ليلِ الغربةِ القاسي الطويل
و هي تنتظرُهُ
فارسًا
بعينيْن لوزيَّتيْنِ
و قلبٍ من سُكَّر
بلمسةٍ
يعيدُ الفرحَ مُهْرًا
على جبهتِهِ هلالٌ
في صهيلِهِ سماءٌ من نجوم.

**********************

حين يهدأ القلب في حِمَى الروح ، وتنقطع الروح في دوحة السَّكَن ، يصبح الفرح بقاء الإنسان كما الماء بقاء الحياة!! ...
وحين يسفر أملٌ بسحره باسما ليتلهَّى الشاعر عن ليلاه ، والنديم عن غانيته ، والطفل عن مرضعته .. يصير الفرح حديثه العذب في جنن الليل ، و نجواه الطاهرة في شرع الكون ..
يغدو القمر صفحة من زجاج قديم ، يحمل صدى البسمات الزاحفة من كل الأزمنة ، توحد بين مختلف الأشرعة ..
امرأة في ظل حبيب ، وشيخ في أنس خليل ، وصبي في هجاء وليد ...
يختفي الظلام عند الحزن في ربوة بعيدة تحملها همهمات الساحر المبغوض .. و ينطوي شراك الدمع قصيا في شحوب الموت ورنة النَّادب ...
يعود الأسير بفرح السنين ، ويتعطل نوح الثكالى ، وتصدأ تراتيل الشر ...
قسمات الذكريات تغدو أكثر شمسا وأقل ألما ...
الغمام ممتلئ بعذوبة المطر ، و برجاء الغيث ، يطل منها رحمة المَلَك ...
الجمال يسد الطريق بلا رنة شجن
والعصفور يغني بلا قصة ألم
والدوح يختال في فورة البوح كما تهدل الحمامة في الطوق
ينقضي الوقت نبضة .. نبضة ...
ويرحل الحزن قطرة .. قطرة
ويبقى
الشعر شعار وشراع
يحضن شارد الأيام
ويهدي السائر على كتف الماء
الدَّفُُّ يهرف بالغزل
ينبض بالحلم
البحر ينتابه المرح
يرمي من بعيد بقايا أجساد طواها غداة غضب
يزينها بالدر العائد من نشوة النشيد
لا مكان اليوم إلا للفرح
ومازال ..
القلب ينحل مرايا من القمر
كنافذة وشرفتها يتعانقان في طرب
النسائم بينهما أراجيج ورود و نشوات زهور
يطلون على الحلم
تلوح في النهاية
ضحكات السهر
يَؤُمُّ التائه منارة الفرح
هناك حيث يتعانق
القلب والقمر

منقول :أ/ غادة ...ويتبع ...
************************

سحر الليالي
04-02-2006, 03:13 PM
الإيمان

إن جاءك اللّيل ،واستوحشت ظلمته*****فقل لها: جاء بي من ها هنا القمرُ
وإن سئمت حديث النّاس وانطفأت*****كلُّ الزوايا ، فقل ماقاله عمرُ
واقبس به جذوة الإيمان في زمنٍ*****ضاقت به زمرٌ ، واستبشرت زمرُ


وان العلى والمجد والفوز بالتقى*****ينال وان الكفر سعي مضيع
هنيئا لكم قد نلتم العفو والرضا*****وذكركم يوم القيامة يرفع
لبستم بهذا الحج تاج مثوبة*****يضيء به الإيمان والأجر يلمع
طرحتم خطاياكم وعدتم وأنتم*****من الذهب الابريز أنقى وأنصع
وإن ذنوب المرء مهما تعاظمت*****لأعظم منها عفو ربي وأوسع

إني بنار جحيمكم و بِغلِّكم
كالماس أبقى ساطعاً
متوهجاً في كل حين
إني أحس بقدرة الإيمان تسكن عزّتي
و تدغدغ الأنفاس عندي بالحنين
إني أحس بقوة تسري عميقاً في دمائي

ضربنا نفترش الأرض الممهدة ، ونستظل السماء المحكمة ، نبحث في سكون الليل وضوضاء النهار عن تفاوت في الصنعة أو خلوف في التدبير ، فما رجعنا من ذلك كله إلا ببصر حسير وقلب منيب !!
ثم أزلفنا إلى سرائر الأرواح وشوارد الأفكار نقف على مآلات الأولين ومصارع الآخرين ، فما كان لسنَّة أن تكبو ولا لناموس أن يختل .. بل انبرى في ذلك دليل قائم من عتمة الخطيئة ، وعواء صارخ من اعتراف المكتسِب ( وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون )

فيا ويح القلوب لمَّا كانت للأكنَّة منزلا ، والأبصار للغشاوة محلا ، والأسماع للأختام مطبعا !!
هذا هو شاهد الحقيقة من أكوان الوجود وأعلاق النفوس ، وبين هذا وذاك الإرادة الممتحَنة والاختيار المختبَر في تحمل أمانة ناءت بحملها شواهق الجبال وكلّت بتقلدها أثقال الأرض والسماوات .. إنها أمانة الإيمان لحياة هي ترجمان الإيمان ..!!
عندما يفْترُ الصخب من تزاحم المحن ، ويتوقف الزئير على موائد الدنيا ... يولد للإيمان حينها قوة دافعة في القلب ، وعلما رائقا في العقل ، وبصيرة نافذة في المسير ...
تخرج الروح بعد كبوة الرجس وقد اكتست من حلل التقوى ، وانغمست برحيق القربة ، فاستارت بعد غيٍّ ، وارتوت بعد قيظٍ ، وآنست بعد وحشة ، واستكانت بعد شعث ، وأيقنت بعد فجور.
أردمنا الماضي العابث في قبر مهترئ ، فما طمسته ظنون النسيان حتى انسلت روحا جديدة من ألواح التوبة فأمَّ السالكون جنان النجوى ، واحتفى الملاك بأفواج العائدين من الميلاد ، وأقلع الظلام عن مجاهدة النور ، و حلَّ في الآخرة أقباس الرشد من فتات الدنيا الفانية ...إنه الإيمان حين يلامس الأمل فيحوله عقيدة ، ويعانق الرجاء فيحيله حقيقة ، فنصطف في زمرة صحبوا الدنيا بأجساد معلقة أرواحها بالملإ الأعلى ...
( أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها )

منقول :أ/ غادة ...ويتبع...

الصباح الخالدي
04-02-2006, 04:18 PM
الفرح والإيمان لله درك كنت احتاج لهاتين الرسالتين مقبولة جدا

سحر الليالي
04-02-2006, 05:57 PM
شكرا لك أخي الفاضل الصباح على تواصلك وردك ...

لك خالص شكري تقديري

سحر الليالي
10-02-2006, 08:16 PM
أنا

كل يومٍ
وأنا أحمل في كفي جمرا
كلما أطفأت ناراً
أشعلت ذكراك أخرى
كل يومٍ
وأنا أنفث إحساسي شعراً
كل يومٍ
وأنا أسدِلُ سِتْرا
ورداً وزهراً
كل يومٍ
وأنا أفرغ في قلبي صبرا
وأرى اللحظة شهرا
إنما واجهت بحرا
قد وردت الروض
ما واجهت روضاً
إنما واجهت قبرا
********************

كَمَنْ يتعقـَّبُ آثار المَطر الذي
مشى تحته الرعاةُ،
أنا أكتبُ المشاغبات.
نكايةً بما اقترفـْتُ من محبـَّة
وندماً عَلَىْ كنايات محجوزة في المسـْتقـْبلِ،
أجرِّدُ النـِّسورَ من طيرانِها إلى ذكرياتي
كمَنْ يَضَعُ قفـْلاً عَلَىْ حياتِه ويهرب

في شريعة المضطهد يؤول الوطن ذكرى عابرة يوقظها الإحساس بأرض يجد مسَّها كلما أوهنه جبروت المسير ، ولذعته مرارة التشرد ، وآذاه هجْر العشير ، ورحيل الحبيب !!
عندها تصبح الأسماع والأبصار والأفئدة محلاَّ لوحي يتوارى من حجب الواقع الحاضر ، ليتسحضر شهود الوقوف بين سدرة المنتهى وبوابة الفردوس ... في تيك اللحظة وعلى شغف الانتظار ، يتألق جمال الإنسانية الموعودة بالكمال والمشهود لها بالمثال !!
تنعتق (الأنا) من تجلياتها حينا فتكون : السماء في اتساعها كل برِّ وفاجر ، وتصبح الأرض في فضيحة جناها طيبا وخبيثا ... و كالبحر يكتم الحزن كما يُغْرِق الفرح ... وكالشجر ينتفش خَضِرا وزهرا ثم يعود يبسا وقنوطا ...
(الأنا ) بعض الكون لأن الكون أناخ في روحه طويلا ، وانبرى في شكواه أصيلا ...!!
أيها القمر إن كنت شاهد الدنيا في تشاكس الأزمان ، فنحن شهود الحقيقة في تقاضي الأقدار !!
(أنا ) ثائر أبد البقاء ، (أنا) صارخ أبد العويل ، يسيل الحزن من جوانح روحي كما يخيط النهر البحر ، وكما تنبت الحبة من جانب السيل ...
ولكني اليوم في البحث ضان ٍ، و من الرحيل ثاو ٍ... أبحث عنها فلا أجدها ، و أحلم بها فلا أدركها !!
فلم يبقى من ذكراك يا ( أنا ) إلا صبابة هوى قانط يتعاوره نوح الثكالى ويتقاذفه هذْر الثمالى ، وفتات ذكرى تسيل منها الأزمنة كما يخيط الماء انبعاثه في المزادة فيتشفق الظامئ لهثه ، ويتعجل القانط قربان بركته !!
الوقت يحترق في الألم والمواكب تعود من القبور فرطا ، وبينهما طلوع سعد أو أفول نجم ..
ومازلت أيتها ( الأنا ) قصية الدار مهيضة الجناح ...
*******************

منقول ويتبع ...

د. محمد حسن السمان
11-02-2006, 05:39 AM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة والاستاذة سحر الليالي

اتابع عملك الادبي رسائل من منازل القمر منذ البداية ,
وفي كل مرة كنت انتظر لاقرأ المزيد , ثم اسمح لنفسي
بالتعليق او المداخلة , ولكنني في هذا الصباح الجميل
وانا احتسي قهوة الصباح التي حضرت بطريقة اهل دمشق
القديمة , فتحت متصفحك خصيصا لاعود بشوق لرسائل
من منازل القمر التي احببتها , ولم اتمتع بقراءتها جيدا ,
اقول هذا لانني وجدت فرقا واضحا بينا , بين قراءاتي السابقة
وبين قراءتي لك هذا الصباح , مع قهوتي الرائعة .

لقد قدمت وتقدمين عملا ادبيا متميّزا , بورك يراعك ايتها
الاديبة بحق , وبارك الـلـه بك .

اخوكم
السمان

عبلة محمد زقزوق
11-02-2006, 08:47 AM
http://pic.alfrasha.com/data/media/57/heartrosebar.gif
مع إشراقة الصباح ، وإبتعاد الخل وإختفائه وراء السحاب ، أنشر بخيوط من ذهب نسجتها من القمر ... خالص التحايا لرقيق التواجد بين منازل من عُشق وللسهر معه يحلو السمر ، وبالشدو نرقي ونسمو بعظيم القصائد في ذكر من وجب ، وللحفاوة كان أحق بهذا الطرب ، نبينا الهادي المصطفى " صلى الله عليه وسلم " .

وللإذعان لخفقان القلب ولرقي المشاعر ما زلت أرجو وأبتهل ... فلمنازل القمر منزلة بالروح دوماً تسعى لتسموا لعليائها وتغفو ؛ وللحلم والرؤى تنعم بجميل ما ترى .

خالص الود والإخاء بيننا أبنتي الرقيقة كالنسمة وقت السحر
ـ سحر الليالي

جميل ما تنثرينه شدواً من جنان هذا القمر ؛ ما زلت لعلو منزلتكما معاً بالروح والقلب .... لكم متتبعة .
http://pic.alfrasha.com/data/thumbnails/51/sigani_animeangel01-welcome.gif

الصباح الخالدي
11-02-2006, 10:49 AM
تنسجين من السحر عقودا من بيان

سحر الليالي
11-02-2006, 02:40 PM
أستاذي العزيز د.محمد :

لكم أشرف وأسعد بمرورك الذي ينثر هنا زهورا بيضاء...

شكرا لك أستاذي على روعة كلماتك الذي أعتز به ..

أشكرك من أعماق الروح


لك خالص إحترامي وتقديري مع ألف باقة من الورد:0014:

سحر الليالي
11-02-2006, 02:43 PM
حبيبتي عبلة :

بل أنت الرقة والجمال كله

شكرا لك حبيبتي على نسيم حضورك المحمل بعطر الياسمين والفل

حبي وودي لك:001:

سحر الليالي
11-02-2006, 02:44 PM
أخي الفاضل الصباح :

شكرا لتواصلك وتشجيعك لي دوما ..أسعدك الله دوما

لك خالص تقديري المحمل بباقة ورد:0014: