المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا ومازن ... .قصة قصيرة



عدنان أحمد البحيصي
29-01-2006, 05:36 AM
ها أنا أجلس داخل ذلك المقهى الهادىء في وسط المدينة، غارق في تأملاتي ، وإذ بالنادل ينبهني بصوته المهذب : طلباتك سيدي، أنتبهت قائلاً : نعم ، كوب من عصير الليمون لو سمحت .
كنت أعاني من قليل مرض ، أصاب حنجرتي ، فشعرت أن كوباً من الليمون قد يكون له تأثيره الطيب وقد يساعد في التخفيف من حدة ذلك المرض الذي أصابني.
في الحقيقة لم أكن معتاداً أن أجلس في المقاهي ، لكنني كنت قد أتفقت مع الرجل الذي أنتظره الآن أن نلتقي هناك ، في أرقى مقهى في المدينة العريقة.
بعد قليل جاء النادل يحمل كوب العصير الذي طلبته، شكرته فأنصرف.
ولم أكد أرتشف من الكوب سوى بضع رشفات حتى دخل الرجل الذي أنتظره، فنهضت لاستقباله ، طالباً منه الجلوس، وبعد أن جلس طلبت له كوباً من الليمون ، وجلست .
قلت : حسناً يا أخ مازن، الحقيقة سعدت بالعمل معك طوال الفترة الماضية غير أني ...............
قاطعني : نعم ، الفترة الماضية، وقت أن كنت أنفذ دون مناقشة، هكذا تريدون مني .
قلت له: لا أعتقد أنك كلفت بشيء مخالف للدين ، لكن على كل، لقد طلبت مقابلتك لأخبرك بشيء هام، قد لا نستطيع أن نكمل ما بدأناه سوياً ، فلقد افسدت كل شيء بأعتراضاتك وتصرفاتك الصبيانية.
يضحك قائلاً : حسناً ، حسناً ما الذي تريده مني الآن؟
قلت بشيء من الحزم وقد أغاظتني ضحكته : لقد أنتهى كل شيء بالنسبة لك، أنت الآن موقوف عن العمل، وهذه رسالة القيادة لك .
قلت هذا وأخرجت ورقة مطوية من جيب سترتي وناولته إياها.
ضحك مرةً أخرى ، وأمسك الورقة ممزقاً لها دون أن يقرأها.
أثارني ما فعله برسالة القيادة، فانتفضت من مكاني ، لأسدد لك لكمة قوية ، أسقطته أرضاًَ ، ثم نظرت إليه بشيء من الشفقة وهو يتلوى من الألم.
ووضعت الحساب على الطاولة ، لأخرج بعدها تاركاً مازن ، يلملم بقية كرامته التي هُدرت.

عادل العاني
29-01-2006, 10:19 AM
أخي العزيز عدنان الإسلام
قصة قصيرة , جميلة بمعانيها , تسجل تخاذل البعض أمام مهماتهم
التي تتطلبها منهم وقفة الحق والصدق.
سمحت لقلمي بالمرور عليها , وإزالة بعض الهنات الطباعية.

ها أنا أجلسُ داخلَ ذلكَ المقهى الهادىءِ في وسطِ المدينةِ، غارقاً في تأمُّلاتي ، وإذا بالنادلِ ينبِّهُني بصوتهِ المهذَّبِ : طلباتُك سيّدي، أنتبهتُ قائلاً : نعمْ ، كوبٌ من عصيرِ الليمونِ لو سَمحتْ .
كنتُ أعاني من قليلِ مرضٍ ، أصابَ حنجرَتي ، فشعرتُ أن كوباً من الليمونِ قد يكونُ له تأثيرٌ طيبٌ وقد يساعدُ في التخفيفِ من حدّةِ ذلك المرضِ الذي أصابني.
في الحقيقةِ لمْ أكن معتاداً أن أجلسَ في المقاهي ، لكنّني كنتُ قد أتفقتُ مع الرجلِ الذي أنتظرهُ أنْ نلتقيَ هناك ، في أرقى مقهى في المدينةِ العريقةِ.
بعد قليلٍ جاءَ النادلُ يحملُ كوبَ العصيرِ الذي طلبتهُ، شكرتهُ فأنصرفَ.
ولم أكدْ أرتشفُ من الكوبِ سوى بضعِ رشفاتٍ حتّى دخلَ الرجلُ الذي أنتظرهُ، فنهضتُ لاستقبالهِ طالباً منهُ الجلوسَ، وبعدَ أن جلسَ طلبتُ له كوباً من الليمونِ ، وجلستُ .
قلت : حسناً يا أخي مازنَ، الحقيقةُ سعدتُ بالعملِ معكَ طوالَ الفترةِ الماضيةِ غيرَ أنّي ...............
قاطعني : نعمْ ، الفترةِ الماضيةِ، وقتَ أن كنتُ أنفّذُ دونَ مناقشةٍ، هكذا تريدونَ منّي .
قلتُ لهُ: لا أعتقدُ أنكَ كُلفتَ بشيءٍ مخالفٍ للدّينِ ، لكنْ على كلٍّ، لقد طلبتُ مقابلتَك لأخبرَكَ بشيءٍ هامٍّ، قد لا نستطيعُ أن نكملَ ما بدأناه سَوياً ، فلقد أفسدتَ كلَّ شيءٍ باعتراضاتِك وتصرفاتِك الصبيانية.
ضحكَ قائلاً : حسناً ، حسناً ما الذي تريدهُ مني الآنَ؟
قلتُ بشيءٍ من الحزمِ وقد أغاظتني ضحكتهُ : لقد أنتهى كلُّ شيءٍ بالنسبةِ لك، أنت الآن موقوفٌ عن العملِ، وهذه رسالةٌ القيادةِ لكَ .
قلتُ هذا وأخرجتُ ورقةً مطويّةً من جيبِ سترتي وناولتهُ إيّاها.
ضحكَ مرةً أخرى ، وأمسكَ الورقةَ ممزقاً إياها دون أن يقرأَها.
أثارني ما فعلهُ برسالةِ القيادةِ، فانتفضتُ من مكاني ، لأسدِّدَ لهُ لكمةً قويَّةً ، أسقطتهُ أرضاًَ ، ثمّ نظرتُ إليهِ بشيءٍ منَ الشفقةِ وهو يتلوّى من الألمِ.
ووضعتُ الحسابَ على الطاولةِ ، لأخرجَ بعدها , تاركاً مازناً يلملمُ بقية كرامتهِ التي هُدرتْ.
............................................

تقبل خالص تحياتي

عدنان أحمد البحيصي
29-01-2006, 10:36 AM
أخي الحبيب عادل العاني

بارك الله فيك على مرورك الطيب


واجعل صفحاتي دوماً ممراً لقلبك الكبير


وقلمك السيال


شكرا لك

عبلة محمد زقزوق
29-01-2006, 10:41 AM
بارك الله فيكما أخوين في الله رائعين

أخي وأستاذي الفاضل ـ عادل العاني

وأخي العزيز ـ عدنان الإسلام

سلام الله عليك ، وعلى سماحة خلقك وقت العفو ، وأنت القادر على هذا الصفع .

خالص التحايا لجمال المعنى بالنص .

عدنان أحمد البحيصي
29-01-2006, 10:59 AM
شكراً لك والدتي الكريمة أم محمد عبلة زقزوق

دمتي الرائعة في واحة الخير

بارك الله فيك