المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصتان فصيرتان جدا



ضيف الله
01-02-2006, 10:31 PM
قصتان قصيرتان جدا بقلم عبد القادر ضيف الله

المتسول

كان دائما يلمحه مادا يده اليمنى لكل من يخرج من العمارة أو يدخلها , يترصد الجميع كيما يمدوه شيئا من
بعض الدنانير , لم يكن يسمع صوته ولا حتى يسمح لمن يمده شيئا بأن يرى وجهه عكس المتسولين الأخريين
الذين اعتاد على روئيتهم في كل جهات المدينة
- صارت كل المدينة تتسول رددها في سره , بالتأكيد هو يبالغ في خواطره هاته , لكنه أيضا أينما ذهب يجد الكثير من الوجوه المتسولة وخاصة أولئك الذين يرابطون في مواقف الحافلات ومداخل الأسواق يستعملون كل
أساليب الاستجداء كيما يذوبون عنك الجليد والتصلب , لا يسعك أمام الكم الهائل من الأدعية والتوسلات إلا أن
أن تدعن ممررا يدك على جيبك كيما تخرج ما شاء الله لهم ...
أما هذا المتسول الذي اعتاد أن يصادفه يوميا أمام باب العمارة , فهو صامت يمد يده , وحينما لا تعطيه شيء
أو حتى تكترث به , تراه من خلف لثامه يصدر بعض الكلمات الطلسمية مما جعل صاحبنا يحاول البحث عن كنه
هذا المتسول الغريب , اقترب منه حياه , وأضاف يسأله عن صمته , وعن سبب وضعه للثام الذي يبدو كشيء من تفاصيل وجهه , ملتصق به لا يكاد يعرف بدونه , لكن المتسول دون أن ينبس بكلمة أماء برأسه واضعا خطوة الى الخلف , حرك كتفيه محاولا التنصل حينما باغته صاحبنا بيده محاولا إماطة لثامه , فإذا باللثام يسقط من على وجه المتسول , فتظهر من خلفه امرأة عجوز , لم تكن غريبة عنه , عرف أنها أمه بعدما لاذ ت بالفرار تاركة اللثام بين يديه.وكثير من الأسئلة في رأسه...

المتسلط
ضرب كفا بكف زافرا زفرة التوتر, لعله أدرك أن اسم ابنه لن يعلن عنه المذيع أبدا بعدما أعلن عن قائمة
الناجحين المحدودة , شد على قبضة اليد اليمنى محاولا تكسير قلقه
- لا يمكن أن أنتظر أكثر من هذا ! هو يعرف أنني لن أتسامح معه هذه المرة , سيدفع ثمن رسوبه غاليا أكثر من المرات السابقة , سوف أكسر كل أسنانه , أعرف أنه يتحاشى ملاقاتي في البيت لهذا سوف أوباغثه , يظنني مغفلا هذا الولد العاق , فاشل لا يصلح لشيء , استعملت معه طرق الترهيب والجزر لكنه يأبى الا إن يكمل في
فشله..... , تابع تقليب كفييه والزبد يكاد أن يفلت من شدقيه , وهو يعد في كل الأشياء التي طالما قدمها لابنه وكل التهديدات التي مل طلقها في وجهه كلما لمحه منزويا في زاوية من زوايا البيت كيمايروعه حتى يصير كما كل الأطفال الناجحين ...., هو نفسه كابد الفشل طيلة حياته , فأراد أن يكون ابنه عزاءه الوحيد , انتقامه من كل تلك الزلازل التي هزت أركان حياته ..., شد رأسه محاولا التكزيز على جملته الأخيرة وإذا بزوجته تدخل مقطعة حبال شده يعتليها التهجم والعبوس المصفر, شعرها ملبد متطاير على جهات الصدر يزو بعه الغضب
نظرت إليه بحقد وهي تشد على بعض من بقايا الشعر الذي علق بين أصابعها , رافعة اليد الأخرى جهة
وجهها دافعة بصوتها جهة وجهه كأنما هو الرصاص الحارق
- هذا ما كنت تريده ! , لقد استراح طفلي من وجهك....لقد شنق نفسه !...نعم شنق نفسه رددتها وهي تغرس بكل
المخالب في ما بقي من وجهه والذي قد يعطي فكرة عن الحياة.

عادل العاني
02-02-2006, 09:11 AM
الأخ عبدالقادر

قصتان جميلتان , ولم أجد مبررا لدمجهما بصفحة واحدة ,
فكل منهما تحمل معانٍ تختلف عن الأخرى ....

بعض الهنات النحوية والإملائية , حبذا لو مرَّ قلمك عليهما مرة ثانية.

تقبل خالص تحياتي وتقديري

عبلة محمد زقزوق
02-02-2006, 11:53 AM
المتسول : نهاية مؤلمة ، وإن دلت ؛ دلت على عقوق الأبن في حق الوالدة ، مما استدعاها للتسول .

والثانية : المتسلط

نهاية أيضا مفجعة ، وإن دلت ؛ دلت على سوء التوجيه ، والتعنت الحاد ، الدي أدى الى تلك النهاية المروعة .

الأسلوب الروائي جميل ، ولكن يعترية بعض الهنات كما سبق وذكر أستاذنا الفاضل ـ عادل العاني

دوماً سننتظر لك الجديد من الأفكار والنهايات التي تصعق القارئ فربما يستفيد .

http://pic.alfrasha.com/data/thumbnails/18/78.jpg

الشكر لك أخي / ضيف الله
على هذا الإمتاع

سحر الليالي
02-02-2006, 09:44 PM
أخي الفاضل عبدالقادر :

قصتان جميلتان

سلم قلمك ،وبإنتظار جديدك دوما

لك خالص تحياتي المحملة بالورد

معاذ الديري
03-02-2006, 12:06 AM
قصتان جميلتان ..وكان بامكانك ان تنشر كل واحدة على حدة وتباعا .
احب قراءة المختصر المفيد.
شكرا لك .
..........
هوامش:
كيما يذوبون = اظنها كيما يذيبوا , وافضلها كي يذيبوا , او ليذيبوا.
ولعل استعمال (كيما) بهذه الكثرة لا يفيد . وتكفي كي .
أماء = لعلك تقصد أومأ.من على وجه المستول= من وجه..
أوباغثه = أباغته من باغت .
طلقها = إطلاقها
لم افهم التكزيز , ولعلك تقصد التركيز , او الكَزّ(الضغط بالاسنان على الاسنان)
التهجم = التجهم .

حوراء آل بورنو
04-02-2006, 06:36 AM
مرحباً بالأخ الفاضل في دوحة النثر و بين عشاقه .

سعدت بقراءة قصتيك ، و إن كانت الأولى مؤلمة حد الوجع و الثانية مؤلمة حتى السخط ...
سبقني الأخوة في التلميح على بعض ما ورد ما أخطاء فيهما و لن أثقل عليك ، و لكن متى ما أحببت أن تعرضهما مصححتين فأشر علي أقوم بما يليق بهما .

تحية و تقدير .

عدنان أحمد البحيصي
04-02-2006, 07:03 AM
معبرتان جداً رغم النهاية المفجعة


شكرا لك

ضيف الله
05-02-2006, 11:25 PM
:011:
الأخ عبدالقادر

قصتان جميلتان , ولم أجد مبررا لدمجهما بصفحة واحدة ,
فكل منهما تحمل معانٍ تختلف عن الأخرى ....

بعض الهنات النحوية والإملائية , حبذا لو مرَّ قلمك عليهما مرة ثانية.

تقبل خالص تحياتي وتقديري

شكرا سيدي هذي يدي تحمل القلب لكم , وهذي حروفي أغمسها في دمي لأجلكم , وتلك أعينكم ترى, لكم مني كل الحب مادمتم غيورين على قداسة الضاد..... شكرا صديقي على كرم المرور :008