المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يشتري جوار عثمان؟ قصة شعرية للأطفال



د. حسين علي محمد
02-02-2006, 06:55 AM
من يشتري جوار عثمان؟

قصة شعرية للأطفال، بقلم: حسين علي محمد
.................................................

«سعْدانْ»
واحةُ حبٍّ وجمالٍ واطمئنانْ
قريةُ صاحبنا عدْنانْ
منْ نحكي قصَّتهُ لكمُ الآنْ
عدنان:
في هذي القريةِ عشتُ سنينْ
وأبي كانْ ..
شيخَ الخُفراءْ
علّمني في كُتّابِ القريةِ فحفظتُ القرآنْ
وأجدْتُ تلاوةَ آياتِهْ
ألحقَني بالأزْهرِ حتى نلْتُ شهاداتِهْ
وبفضْلِ اللهِ وتيْسيراتِهْ
صرتُ إماماً من عُلماءِ الأزهرْ
*
عثمان:
إني أكبرُ تجّارِ الجملةِ في الشرَّقيَّةْ
لكني أسْكنُ قريتنا «سعْدان»
جاري عدنان
من عُلماءِ الأمة
يكشفُ في الديْجورِ الغُمَّةْ
يملكُ بيْتاً في شرقيِّ القريةْ
وأنا أملكُ بيْتاً بجوارهْ
خلْفَ البيتيْنِ حديقتنا
يلعبُ فيها أولادي الستةْ
مع ولديْهِ: أحمدَ ومحمّدْ
*
نسهرُ في الليلِ معاً ..
والأولادُ جميعاً أولادي مع ولديْهْ
بحديقتنا يلهونْ
حتى يأتيهم سلطانُ النومْ
فيعودون سِراعاً لأسرّتهمْ
*
(في بيتِ عدنان)
عدنان:
أهلاً يا منصورْ
شرّفتَ الدّارْ
حمداً للّهْ
فلقدْ أخبرني أحمدُ ..
أنك تنوي بيعَ البيْتْ
وأنا أنوي أنْ أبتاعَهْ
لأُزوِّج فيه ابني فوّازاً
عدنان:
قد مرضتْ أمُّ الأولادِ بداءِ السرطانْ
وصرفْتُ على الداء كثيراً
حتى أدركنا الرحمنُ
فماتتْ زوْجي «إيمانْ»
بعدَ ثلاثةِ أعْوامٍ من مرضٍ وعناءْ
منصور:
فليرحمْها الرحمنْ
وليدْخلها جناتٍ فيحاءَ أُعِدَّت لعبادِ الرحمنْ
(فترة صمت)
عدنان: (كأنه يحدث نفسه بصوت منخفض)
سأبيعُ الدّارْ ..
وأُسدِّدُ كلَّ ديوني
وسأذهبُ للقاهرةِ لأعملَ فيها
فلديَّ بها مسكنْ
من ربعِ القرْنْ
منصور:
مسكنُكَ وأنت بجامعة الأزهرْ؟
(صمت)
قد زرتُكَ فيه عدة مرّاتْ
عدنان:
ولدايْ ..
أحدُهما يلتحقُ بجامعة الأزهرِ هذا العامْ
والثاني ..
يدرسُ في هندسةِ القاهرةِ من العامِ الماضي
فليبقَ ثلاثتُنا في القاهرةِ معاً
بعدَ رحيلَ الغاليةِ عن الدّارْ
منصور:
الدارُ تُساوي عشرةَ آلافْ
وأنا أحضرْتُ نقودي
عدنان:
هذا نصفُ المبلغْ
فلقدْ أبلغني «سامي» رغبتَهُ
أن يبتاعَ الدّارَ بعشرينْ
لكني قلتُ لهُ:
ابنُ الخالةِ أوْلى ..
منصور:
الدارُ تُساوي عشرةَ آلافٍ لا غيْرْ
وأنا أوْلى منْ غيْري
عدنان:
وبكمْ تبتاعُ الجيرةَ ..
جيرةَ عثمانْ؟
هذا الرجلُ الصّالحُ والإنسانْ؟!
منصور:
يا عجباً يا عدنانْ
هذي أولُ مرةْ
أسمعُ فيها عن ثمنٍ للجيرةْ
(تدخلُ الخادمُ تستأذِنُ)
الخادم:
عمي عثمانٌ بالبابْ
عثمان: (يدخل)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدنان ومنصور:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهْ
عدنان:
أهلاً بالخلِّ الصالحْ ...
عثمان:
جئتُ إليْكَ لأمْرٍ عاجلْ
فلقدْ أخبرني «سامي»
أنكَ تنوي أن تتركَنا
.. تنتقلُ إلى القاهرةِ ..!
(يبلعُ ريقه)
لنْ نترككَ لتفعلَ هذا يا عدنان!
أخبرني سامي أنكَ في ضائقةٍ ماليّةْ
ولذا أحضرْتُ معي عشرةَ آلافْ
تأخذها لتُسدِّدَ دينَكْ
ولتبْقى بجواري أسعدُ بكْ
ماذا قلتْ؟!
عدنان:
لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهْ
شكراً لكْ ..
وأنا لن أتركَ جيرتَكَ الحسَنةْ
وسأبقى أستمتعُ بأخوّتكَ وفضلِكْ
(فترةُ صمت)
أمّا ولدايْ
عثمان:
أمّا ولداكْ
فهما رجلانْ
في القاهرةِ ..
وفي سعْدانْ

نسيبة بنت كعب
02-02-2006, 08:41 AM
روووعة وتذكرنى فى قصة من قصص السيرة وكان البيت ليهودى فلما جاء يبيعة طلب فيه ثمن الجيرة وكان جاره صحابيا جليلا وقد حصل على ما اراده من ثمن

فما اروعها من لقطات

والقصة موفقة الأختيار لتغرس فى نفوس الأطفال معانى القيم

دمت مبدعا د. حسين

عادل العاني
02-02-2006, 09:54 AM
الأخ د. حسين علي محمد

قصة شعرية جميلة , استمتعت بها كثيرا وأنا أرافقك
فيها كلمة كلمة , تفعيلة تفعيلة .

ولي استفساران هنا :

الأول نحوي :

حتى يأتيهم سلطانُ النومْ
فيعودون سِراعاً لأسرّتهمْ

ما السبب في عدم نصب الفعل ( فيعودون ) ؟

والثاني عروضي :
وردت في بعض المقاطع خمسة حروف متحركة متوالية ,
وهذا حسب فهمي لا يجوز في الشعر حيث لا يوجد له سند عروضي .
هذه بعض منها :
أحمدَ ومحمّدْ ...
يلتحقُ بجامعة ...
لنْ نترككَ لتفعلَ...
لتُسدِّدَ دينَكْ
في القاهرةِ ... وفي سعْدانْ
..............................

وتقبل خالص تحياتي وتقديري

العصفورالازرق
02-02-2006, 10:48 AM
جمال و فنان يساوي قصيدة ..لك زقزقة

د. حسين علي محمد
10-02-2006, 10:44 AM
شكراً للأستاذين الأديبين عادل العاني والعصفور الأزرق.

ينابيع السبيعي
10-02-2006, 02:54 PM
انت رائع
تابعت معك حتى النهاية السعيدة مع سعدان
دمت تدفقا
والطفل يحتاج منا الكثير فهو اللبنة
التي يكتمل بالثقافة بناؤها
وزرع روح التعاون والخير في نفوسهم
عن طريق القصة أو الانشودة
تحية تقدير
اختك
ينابيع السبيعي

عبلة محمد زقزوق
10-02-2006, 03:44 PM
قصة جميلة حقاً ، ولكنها مؤلمة على النفس التي تعاني من هذا الصديق وذاك الجار الجاحد ، ولكننا لن ننظر الى النصف الخالى بل سننظر الى الشيخ الجليل عندما عرض ما معه لكي يبقى الجار بالجوار.
هكذا علمتنا الدنيا "ليس كل ما نرجوه نجده ممن نرجوه ".

خالص التحايااااااااا
أستاذي د . حسين علي محمد

خليل انشاصي
10-02-2006, 04:17 PM
الأخ العزيز / د . حسين علي محمد ... حفظه الله :

هذا نوع من الأدب الهادف
يزرع قيماً وآداباً ممتازة في نفوس النشئ
ورغم أنه يبدو في العيون بسيطاً
إلا أنه يحتاج لجهد جبار من الكاتب ليرى النور
تحياتي وتقديري لك أخي الكريم
وعلى الخير نلتقي دائماً .

أبو عبدالله .

د. حسين علي محمد
12-02-2006, 12:28 PM
شكراً لأبي عبد الله الأديب الأستاذ خليل أنشاصي.

د. سمير العمري
07-03-2006, 11:45 AM
أشكر لك ما خط بنانك من شعر جميل زاده بهاء اختصاصه بالأطفال لتكون واحداً من قلة يجتهدون في ملء فراغ أدب الطفل.

لعلني أجد الوقت لأسير معكم في دربكم نحو أدب طفل جميل وراق.



تحياتي
:os::tree::os:

د. حسين علي محمد
29-04-2006, 10:17 PM
الدكتور سمير العمري:
مرحباً بك لتثري الكتابة في أدب الطفل،
مع تحياتي.

د. حسين علي محمد
28-01-2007, 09:38 AM
للــــــــرفـــــــــع

سارة محمد الهاملي
22-05-2007, 09:20 PM
د. حسين
افتقد هذا القسم إبداعاتك في الفترة الأخيرة.
في انتظار ما يجود به قلمك
أتمنى لك وقتاً مثمراً.

د. حسين علي محمد
23-05-2007, 10:59 AM
شكراً للأستاذة الأديبة
سارة محمد الهاملي
على دعوتها الجميلة،
وسأشارك قريباً بعد انتهاء موسم الامتحانات،
مع تحياتي.