تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحداثة في ميزان الإسلام



زاهية
10-02-2006, 12:36 AM
كنت قد تلقيتُ رسالة من أخي الفاضل د0حسام يدعوني فيها للاطلاع على موضوعه (الحداثة في ميزان الإسلام) قرأت الموضوع وكانت لي فيه مشاركة بسيطة ونظراً للفائدة المرجوة من الموضوع أحببت أن أنقله لكم في واحة الخير مع توجيه الشكر للأخ الكريم د0الحسام على ماقام بع من تحضير لهذا الموضوع الهام .
يقول د0حسام في بداية الرسالة :
الحداثه فى ميزان الاسلام ...
وهى دراسة عكفت على الاعداد لها منذ فترة طويله وانشرها الان على حلقات فى المنتدى
وبالرغم ان تلك الدراسة قد لاقت مهاجمة شديده من الكثير من الكتاب الحداثيين بالمنتدى
الا اننى سأكملها بعون الله وارجو ان يتقبلها الله ويجعلها فى ميزان حسناتى .
آمين

وتبدأ أولى الحلقات

زاهية
10-02-2006, 12:39 AM
بســــــم الله الرحمـــــــــــــن الرحيـــــــــــــم


إن الوسائل لها أحكام الغايات ، ولا يمكن أن نتوصل لغاية شريفة بوسيلة دنيئة ، ولذلك لا يمكن في الإسلام أن ننظر للنص الأدبي من الناحية الفنية الجمالية فقط بعيداً عن مضامينه وأفكاره ، ولا يغتفر للإنسان من ذلك إلا ما كان خطأ غير مقصود ، أو نسياناً ، أو كان صادراً من نائم أو مجنون ، وما عدا ذلك فإن الإنسان مؤاخذ بما يفعل ويقول على الأقل في الدنيا ، وأمره في الآخرة إلى الله ، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ، إلا من مات على الكفر فهو خالد في عذاب جهنم .

قدمت بهذه الكلمات لكي يعلم الاخوة والاخوات ما هو المعيار الذي نقيس به أفعال وأقوال الناس ، وعلى هذا الأساس سيكون حديثنا عن المنهج الفكري للحداثيين لدينا ، حتى وإن أبوا أن يكون الإسلام الحكم بيننا ، أو فسروه بما يروق لهم مما يتفق مع أفكار أساتذتهم .
وسأعرض في هذا المبحث لأمرين :
الأمر الأول :
دعوى أهل الحداثة أن الأدب يجب أن ينظر إليه من الناحية الشكلية والفنية فقط ، بغض النظر عما يدعو إليه ذلك الأدب من أفكار ، وينادي به من مبادىء وعقائد وأخلاق ، فما دام النص الأدبي عندهم جميلاً من الناحية الفنية ، فلا يضير أن يدعو للإلحاد أو الزنى أو اللواط أو الخمر ، أو غير ذلك ....
وسنرى بعون الله أن هذه المقولة مرفوضة شرعاً وعقلاً ، وأنها وسيلة لحرب الدين والأخلاق ، يتستر وراءها من لا خلاق له ، وسنرى أن أذواقهم الأدبية فاسدة مفسدة ، حتى لو سلمنا بمقولتهم تلك . وأنهم يرفضون من النصوص ما كان جميلاً ، ويشيدون بما كان غامضاً سقيماً .
أما الأمر الثاني :
فهو أن هذه الدعوى السابقة التي يدعيها الحداثيون ، وهي عدم اهتمامهم بمضمون الأدب ، ليست صحيحة ، بل إنهم أصحاب فكر تغييري ، يسعى لتغيير الحياة وفق أسس محددة ومناهج منضبطة ، وموقفها من الإسلام محدد سلفاً .

*********
إن الحداثة ــ في أصلها ونشأتها ــ مذهب فكري غربي ، ولد ونشأ في الغرب ، ثم انتقل منه إلى بلاد المسلمين ، وحتى يكون القارىء على بينة من الظروف التاريخية التي نشأت الحداثة فيها في الغرب ، قبل انتقالها إلينا ، و حتى نعرف من هم رموز نشأتها من الغربيين قبل معرفة من هم ببغاواتها لدى المسلمين ، نضع هذا المبحث . ولاشك أن الحداثيين العرب حاولوا بشتى الطرق و الوسائل ، أن يجدوا لحداثتهم جذوراً في التاريخ الإسلامي ، فما أسعفهم إلا من كان على شاكلتهم ، من كل ملحد أو فاسق أو ماجن مثل : الحلاج ، وابن عربي ، وبشار ، وأبي نواس ، وابن الراوندي ، والمعري ، وعمر بن ابى ربيعه والقرامطة ، وثورة الزنج ، لكن الواقع أن كل ما يقوله الحداثيون العرب، ليس إلا تكراراً لما قاله حداثيو أوربا و أمريكا ، ورغم صياحهم وجعجعتهم بالإبداع والتجاوز للسائد والنمطي ــ كما يسمونه ــ إلا أنه لا يطبق إلا على الإسلام وتراثه ، أما وثنية اليونان ، وأساطير الرومان ، و أفكار ملاحدة الغرب ، حتى قبل مئات السنين ، فهي قمة الحداثة وبذلك فهم مجرد نقلة لفكر أعمدة الغرب مثل : إليوت ، وباوند ، وريلكه ، ولوركا ، ونيرودا ، وبارت ، و ماركيز ، وغيرهم إلى آخر القائمة الخبيثة التي اضطرنا حداثيونا إلى قراءة سير أهلها الفاسدة ، وإنتاجها الذي حوى حثالة ما وصل إليه فكر البشر .....
والواقع أعظم شاهد على أن الحداثة العربية ابن غير شرعي للمفكرين الغربيين ، منذ بودلير ، وإدجار آلان بو ، حتى يومنا هذا ويكفيك للتأكد من ذلك أن تتصفح أي منشور حداثي ، شعراً أو رواية أو مسرحية أو قصة أو دراسة نقدية ، لتجدها تصرخ بقوة ، وتعلن أنها من نبات مزابل الحي اللاتيني في باريس ، أو أزقة سوهو في لندن ......

******
ولأن كثيراً من العلماء والأدباء الغيورين ، يظنون أن الخلاف مع الحداثة ، خلاف بين جديد الأدب وقديمه ، و أن المسألة لا تستحق كل هذا الاهتمام ، وهذا ما يحاول الحداثيون أيضاً أن يرفعوه في وجه كل متصد لهم ، لكنني أؤكد أن الصراع مع الحداثة ــ أولاً وأخيراً ـــ صراع عقائدي بحت ، إذ إنني لا أنطلق في موضوعى هذا في الحوار مع الحداثة منطلقاً أدبياً ، يتحدث فيه المتحاورون عن عمود الشعر ، ووزنه و قافيته ، و أسلوب القصة .
إننا نختلف معهم في المنطلقات الفكرية العقائدية ، ونعترض عليهم في مضامينهم و معانيهم التي يدعون إليها ، و ينافحون عنها ، وعن هذه فقط سيكون حديثنا . إن كل من يصدق أن الحداثة مدرسة أدبية في الكتابة والشعر والقصة واهم أو جاهل بواقع الحال ، أطالبه بأن يتابع معى هذا الموضوع، ثم يحتكم إلى كتاب ربه وما يمليه عليه إيمانه فقط
******
وإلى "دعاة الحداثة"...اتوجه بكلماتى:
تشابهت قلوبكم فتشابه كلامكم ....
وماعادت أساليبكم تخفى على الناس!!
قال ربنا وربكم:
"فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض"
وعما قريب سيبعث الله لكم من يكشف زيفكم وينزع أقنعتكم التي تراكم عليها الغبار....
"فستذكرون ماأقول لكم وأفوض أمري إلى الله.."
المـــــــراجع:
========
**" ثلاثون عاماً مع الشعر و الشعراء ".. (رجاء النقاش)..
**" معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة "..( د . سعيد علوش )..
** " شعرنا الحديث إلى أين "... ( غالي شكري )..
**" الرحلة الثامنة ".... ( جبرا إبراهيم جبرا ) ..
**" الحداثة في ميزان الإسلام ".... (د . عوض القرني . )..
**" الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها "...(د . سعيد بن ناصر الغامدي)..


يتبــــــــــــــــــــــ ــع....

زاهية
10-02-2006, 12:41 AM
مقدمه ضروريه


بداية يجب ان نعى تماما ان كثيرين يحاولون الخلط بين المعنى اللغوى والمعنى الاصطلاحى للحداثه..
و"الحداثه" في الإصطلاح هي الموضوع الذي نحن بصدده...
فالحداثة لغوياً : هي كل ما استجد أي تحديث الشيء، وهذه لاشيء فيها ...
أما حديثنا فى هذا الموضوع فينصب على الحداثه كمذهب يرى الكثيرون انه يتعارض مع الدين الاسلامي ..... ولكن هذا بطبيعة الحال لن يجعلنا نوسوس ونخلط الامور على بعضها ونتهم الناس بالباطل ونقول لهم أنتم حداثيون مجرمون لانكم كتبتم قصيدة بلاقافيه ولا وزن وبكلام لم نفهمه!!
فالحداثة مذهب كامل وليست في الشعر الذي قد يغيضك كلما قرأته من احد الرواد لتبدأ بالهجوم عليه هو ومن يعلق على نصه بالسب والتكفير والدعاء !!!!
فالشعر قد ينسرد تحت قائمة الحداثيات المباحه مادام لم يعارض الدين ، مثل الحضاره وما افرزت من تغيرات ، إذا ، فالحداثة دخلت كل شيء ولكن يجب أن نعلم بأن هناك حداثة مباحه وهناك حداثه غير مباحه ...
إذا يجب أن ندرك شيئاً ما مهماً هو اننا عندما ننتقد فأننا لانقصد كل من كتب قصيدة لانها كتبت باسلوب حداثي ، فيجب أولا أن نعي عدة أمور هل هذه القصيدة مثلا تتعارض مع الدين الاسلامي في شيء ، فإذا كان الجواب لا ، فلماذا نحرّمها ، فهي تماما مثل الطائرة والسياره والكمبيوتر واى شى، مستحدث حسن... لاشيء فيها سوى أنها بلا قافية او وزن و كتبت بديكور حديث.... فليس كل من كتب قصيدة غير موزونه أو بدون قافيه وبديكور القصيدة الحداثيه اصبح آثماً ، وحتى لو كانت القصيده يصعب فهمها ، فالمعنى في بطن الشاعر كما يقولون ، وعمق المعنى لم يكن في يوم من الايام يعارض الدين ابدا ، فان استطعنا فهم القصيده او القصه فهذا جميل وان لم نستطع فلعل الخلل فينا نحن او بمعني اخر يجب ان نحسن النيه في الناس والعقول ولا نتهم احدا حتى يتبين لنا الامر ولا ناخذه بجهاله مجرد شك لا اكثر ونقول( ربما يقصد من وراء هذه الكلمه شيء يخالف الدين) ولم لانقول العكس ، فالمتهم بريء حتى تثبت ادانته ،فلعل الكاتب يقصد كلمة بينه وبين من وجه له خطابه مثلا او يقصد بالكلمة شيء لا نعرف معناه ، وبالطبع نحن لانعلم كل شيء في هذه الدنيا ....
ولاكون اكثر وضوحاً فالحداثه التى نتحدث عنها فى هذا الموضوع ونضعها فى ميزان الاسلام هى ليست التى تدعو الى الخروج عن المجال التقليدي للأدب والتحرر من اللغه والقواعد المتعارف عليها فحسب، بل هي أشمل من ذلك وأوسع، فهي ثورة على كل الثوابت والرموز بما في ذلك الدين واللغة ، بل وحتى الأعراف والتقاليد...

زاهية
10-02-2006, 12:45 AM
لمحة موجزة عن تاريخ الحداثة في الغرب .

وقبل الحديث عن أفكار الحداثة في عالمنا الإسلامي، لابد أن ننبش عن جذورها الفكرية في منبتها الأصلي " الغرب "، لنعقد مقارنة الأفكار بالأفكار، ولنتعرف على الحداثة دون لف أو دوران، أو تحفظ ربما فرضه العرف ومراعاة الواقع والحال .
فالحداثة نبتة غربية ، وهي مذهب فكري لم يكن وليد لحظة أو مصادفة، وإنما مذهب أنتجته تحولات فكرية متعاقبة، فبعد سقوط الكنيسة من واقع الناس وقلوبهم، نشأت في الغرب مذاهب إلحادية تحاول أن تفسر الكون والإنسان والحياة تفسيرا مادياً بعيدا عن تفسير الدين وأطروحات الكنيسة، وكلما فشل مذهب انتقل الناس إلى غيره . وفيما يلى عرض للمذاهب الأدبية الفكرية الغربية مرتبة وفق تسلسلها الزمني :
1)الكلاسيكيه:

كان امتداداً لنظرية المحاكاة التي أطلقها أرسطو الأب الروحي للحضارة الغربيةالتي ألَّهت العقل والطبيعة، ، وكما قال إحسان عباس في كتابه (فن الشعر) ص40 ( فإن الكلاسيكية تؤمن أن الإنسان محدود في طاقته ، وأن التقاليد يمكن أن تكون ذات جوانب حسنة جميلة ، فهي تميل دائماً إلى التحفظ واللياقة ومراعاة المقام ، والخيال الكلاسيكي خيال مركزي ، مجند في خدمة الواقع ) ...ولم يمرَّ على الكلاسيكية إلا وقت يسير حتى أدرك الناس أن العقل بمفرده عاجز عن تفسير الكون والإنسان، فجاء من يدعو إلى الاعتماد على الشعور والخيال في تفسير الحياة والإنسان، والإجابة على الأسئلة المصيرية حولهما، وهذا هو مذهب :
2)الرومانسيه:

وهو مذهب يؤلِّه ( الطبيعة والشعور )،
جاءت فكانت ثورة وتمرداً على الكلاسيكية ، فقدست الذات والبدائية والسذاجة ، ورفضت الواقع ، وادعت أن الشرائع والتقاليد والعادات هي التي أفسدت المجتمع ، ويجب أن يجاهد في تحطيمها . ومع كل هذا الرفض والثورة وعدم وجودالبديل لدى هذا المذهب ، فشل الرومانسيون في تغيير الواقع ، فأوغلوا في الخيال المجنح ، والتحليق نحو المجهول .
وقد كان من أساطين هذا المذهب في الغرب : بايرون ، وشيلي ، وكيتس ، ووردزورث ، وكولريدج، وشيلر ،وأدخل هذا المذهب الأدبي الفكري في بلاد العرب : شعراء المهجر ، ومدرسة الديوان ، وجماعة أبولو ، على اختلاف بينهم في مقدار التأثر به
ثم انتقل الناس من الرومانسية - بعد ظهور فشلها- إلى

3) المذهب البرناسي ، ثم المدرسة الواقعية التي تطورت إلى الرمزية التي كانت الخطوة الأخيرة قبل الحداثة .
"الواقعية" ظهرت كردة فعل عكسية على المغالاة في اعتماد الشعور، ومن الواقعية انتقل الناس إلى اللامعقول وهو مذهب حوَّل الإنسان إلى حيوان لا همَّ له إلا إرواء غرائزه وشهواته، وأما الحياة في نظر أصحاب هذا المذهب فهي حقيرة تافهة لا غاية منها، وقد أسلمت تلك المذاهب والاتجاهات القياد أخيرا إلى الحداثة التي تعني الثورة على الماضي بكل ما فيه، والدعوة إلى التجديد والتغيير المستمر، وتأليه العقل، وألا حقيقة إلا ما كان منتجا عقليا، فالحداثة ليست إلا مرحلة من مراحل التفكير الغربي وليست نهايته، وهذا التحول ليس تحولا مبرمجا ومقصودا، وإنما هو دليل على مدى التخبط والحيرة التي يعيشها الغرب، فمع غياب المرجعية الدينية الحقة لا يدري هؤلاء أي المذاهب هو الحق وأيها هو الباطل، وإذا دلهّم فكرهم على صحة مذهب ما في عصر ما، لم يلبث الزمان إلا ويكشف لهم سوءات المذهب السابق فيبطلونه وينتقلون إلى غيره وهكذا دواليك .
ويمكن تلخيص ركائز تيار الحداثة الغربية - وفق رأي بعض الكتاب - في النقاط التالية:
1- الحداثة تعني سيادة العقل .
2- تتعارض الحداثة مع كل ما هو تقليدي، وهي تنفي كل الثقافات السابقة عليها.
3- الحداثة تعني التغيير المستمر، وهذا التغيير يؤدي إلى أزمات داخل المجتمعات التي تجد نفسها مضطرة إلى مراجعة القديم على أساس من العقلانيّة، والعقلانية هي التي تؤدي إلى الحداثة وليس العكس . وهذا ما حدث تاريخياً في أوروبا.
4- الحداثة تعني أنّ الحقائق تستمد قيمتها من كونها نتاجاً للعقل البشري، وهي تعني حرية الاختيار للقيم والأساليب، وبالتالي تُحلُّ العلم محل الإله .

وكان الأمريكي "إدغار ألن بو" من رموز المدرسة الرمزية التي تمخضت عنها الحداثة في الجانب الأدبي على الأقل، وقد تأثر به كثير من الرموز التاريخية للحداثة مثل: "مالارميه" و"فاليرى وموباسان"، وقد كانت حياة إدغار حياة عربدة وسكر لا علاقة لها بالأخلاق والحق؛ فقد كانت حياته موزعة بين القمار والخمور، والفشل الدراسي والعلاقات الفاسدة، ومحاولة الانتحار بالأفيون، حتى قيل عنه عند موته في إحدى الصحف الأمريكية "ومما يبعث الأسى لموته، هو ـ قبل كل شيء ـ الاعتراف بأن الفن الأدبي قد فقد نجماً من أسطع نجومه ولكن من أمعنهم في الضلال".
وعلى خطى إدغار سار تلميذه "بودلير" أستاذ الحداثيين، ممعنا في الضلال، وبعيداً عن الحق والأخلاق . وكان يعتبر عميد المدرسة الرمزية والتي تعد الخطوة الأولى للحداثة من الناحية الأدبية على الأقل، وإلا فهناك روافد أخرى ساهمت في تشكيل الحداثة . وقد نادى "بودلير" بالفوضى في الحس والفكر والأخلاق.
ويكفي للدلالة على خسته أن فرنسا على ما فيها من انحلال وميوعة ومجون وفساد، منعت بعض قصائده عندما طبع ديوانه في باريس سنة 1957م
ومشى على آثار "بودلير" "رامبوا" وتبعه من بعده "مالارميه" و "بول فاليري"، ووصلت الحداثة في الغرب إلى شكلها النهائي على يدي الأمريكي اليهودي "عزرا باوند"، والإنجليزي "توماس إليوت"..
وقد تأثرت بهم الموجات الأولى من الحداثيين العرب مثل : السياب ، ونازك ، والبياتي ، وحاوي ، وأدونيس ، وغيرهم تأثراً كبيراً ، وتعتبر قصيدة الأرض الخراب لإليوت هي معلقة الحداثيين العرب ،بما حوته من غموض ورمزية ، حولت الأدب إلى كيان مغلق ، تتبدى في ثناياه الرموز والأساطير ، واللغة الركيكة العامية ، إلى ما نراه اليوم من مظاهر لأدب الحداثيين اليومي ، ثم واصلت الحداثة رحلتها حين قادها مجموعة من الشيوعيين مثل : نيرودا ، ولوركا ، وأراجون ،وناظم حكمت ، ويفتشنكو ، أو من الوجوديين مثل : سارتر ، وسيمون دي بوفوار ، والبير كامو ..
هذا بإيجاز شديد تاريخ الحداثة الغربية ....


(يتبــــــــــــــــــع)

زاهية
10-02-2006, 12:48 AM
(موجز تاريخ الحداثة العربية)

بعد أن انتقل منهج الحداثة إلى ديار العرب على أيدي بعض التائهين فكرياً ، ولقيت الرفض من المجتمع الإسلامي في بلاد العرب ، أخذوا ينقبون عن أي أصول لها في التاريخ العربي ، لعلها تكتسب بذلك الشرعية ، وتحصل على جواز مرور إلى عقول أبناء المسلمين ، إذ لايعقل أن يواجهوا جماهير المثقفين المسلمين في البداية بفكرة غربية ولباسها غربي ، فليبحثوا عن ثوب عربي يلبسونه الفكرة الغربية حتى يمكنها أن تتسلل إلى العقول في غيبة يقظة الإيمان والأصالة .

يقول أدونيس في كتابه (الثابت والمتحول )ج3 ص9-11 :
ومبدأ الحداثة هو الصراع بين النظام القائم على السلفية ، والرغبة العاملة لتغيير هذا النظام ،وقد تأسس هذا الصراع في أثناء العهدين الأموي والعباسي ، حيث نرى تيارين للحداثة : الأول سياسي فكري ويتمثل من جهة في الحركات الثورية ضد النظام القائم ، بدءاً من الخوارج وانتهاء بثورة الزنج مروراً بالقرامطة ، والحركات الثوريةالمتطرفة ،ويتمثل من جهة ثانية في الاعتزال والعقلانية الإلحادية في الصوفية على الأخص ................
أما التيار الثاني ففني ، وهو يهدف إلى الارتباط بالحياة اليومية كما عند أبي نواس ، وإلى الخلق لا على مثال خارج التقليد وكل موروث عند أبي تمام ، أبطل التيار الفني قياس الشعر والأدب على الدين ، أبطل - بتعبير آخر - القديم ، من حيث إنه أصل للمحاكاة أو نموذج ...
أخذ الإنسان يمارس هو نفسه عملية خلق العالم . هكذا تولدت الحداثة تاريخياً من التفاعل والتصادم بين موقفين أو عقليتين في مناخ من تغير الحياة ونشأة ظروف وأوضاع جديدة ، ومن هنا وُصف عدد من مؤسسي الحداثة الشعرية بالخروج ) .

وأدونيس هذا الذي نقلنا عنه محاولة إيجاد جذور لهم في التاريخ الإسلامي ، يعتبر المنظر الفكري للحداثيين العرب وكتابه (الثابت والمتحول) هو إنجيل الحداثيين كما يقول محمد المليباري ،ومهما حاول الحداثيون أن ينفوا ذلك فإن جميع إنتاجهم يشهد بأنهم أبناؤه الأوفياء لفكره .

وحين يتحدث أدونيس عن أبي نواس وعمر بن أبي ربيعة ، وعن سبب إعجاب الحداثيين بشعرهما ، يقول : إن الانتهاك - أي تدنيس المقدسات - هو ما يجذبنا في شعرهما ، والعلة في هذا الجذب ، إننا لاشعورياً نحارب كل ما يحول دون تفتح الإنسان ، فالإنسان من هذه الزاوية ثوري بالفطرة ، الإنسان حيوان ثوري .
انظر الثابت والمتحول ج1 ص 216.

بل إنهم يعتبرون رموز الإلحاد والزندقة ، أهل الإبداع والتجاوز ، وأهل المعاناة في سبيل حرية الفكر والتجاوز للسائد ، وألفوا في مدحهم القصائد والمسرحيات والمؤلفات ، كما فعل صلاح عبدالصبور مع الحلاج ، الذي اعتبره شهيد الحرية ، وضحية الظلم والطغيان والرجعية .

تقول الكاتبة الفاضلة سهيلة زين العابدين في كتابها القيم (الحداثه....الى اين؟) الطبعه الاولى ص 7 :


(الحداثة في شعرنا العربي المعاصر نجدها -للأسف الشديد - قد حققت ما هدفت إليه الماسونية وبروتوكولات صهيون ، إذ نجدها في مراحلها المختلفة حققت بالتدريج هذه الأهداف ، إلى أن حققتها جميعها في مرحلتها الأدونيسية)

والحداثة فى بلاد العرب مرت بالمراحل التالية :

1) المرحلة الأولى :

وبدأت سنة 1932م ، نشأت جماعة أبولو التي دعا إلى تكوينها الدكتور أحمد زكي أبو شادي ، و تبنت هذه الجماعة مذهب الفن للفن ، وهو مذهب علماني ، يهدف إقصاء الدين وإبعاده عن كل جوانب الحياة ، تمهيداً لتقويضه والقضاء عليه . واعتناق جماعة أبولو لهذا المذهب جعل السريالية والرمزية والواقعية تتسرب إلى شعرهم .
2) المرحلة الثانية :

وهي المرحلة اللاأخلاقية ، والتي ظهرت في شعر نزار قباني ....... وفيه تمرد على التاريخ ، ودعوة إلى الأدب المكشوف .

3) المرحلة الثالثة :

التي بدأت سنة 1947م عندما نشرت أول قصيدة كتبت بالشعر الحر لنازك الملائكة ، ويمثل هذه المرحلة البياتي ، وصلاح عبدالصبور ، والسياب .

4) المرحلة الرابعة :

ويحتلها أدونيس ، وهذه المرحلة من أخطر مراحل الحداثة ، ودعا فيها أدونيس إلى نبذ التراث ، وكل ما له صلة بالماضي ، ودعا إلى الثورة على كل شيء ، وهو في هذا يدعي أنه من دعاة الإبداع والابتكار مع أن ما يردده ليس بجديد ، فهذه دعوة الماركسية والصهيونية ألبسها لباس ثورته التجديدية لتحقيق الإبداع الذي يدعيه ) .

أخوتى الأحبه... هذه هي جذور الحداثة التاريخية والمياه التي سقت بذرتها فخرجت ثمرتها مراً لا يساغ ولا يستساغ .....](يتبـــــــــــــــــبع

زاهية
10-02-2006, 01:06 AM
((مراجع جديدة أستخدمت فى استكمال الموضوع ووجب اضافتها للاطلاع))


** "الكتابة خارج الأقواس " (سعيد السريحي)
** "الثابت والمتحول" (أدونيس)
** "مقدمه للشعر العربى" (ادونيس)
** "الحداثه....الى اين؟" (سهيله زين العابدين)
** " بحثاً عن الحداثة " ( أنطوان سعادة )
** "محمود درويش شاعر الأرض المحتلة" (رجاء النقاش)
** " أفق الحداثة وحداثة النمط " ( حسين مروة )
** " القصيدة الحديثة وأعباء التجاوز " ( أنطوان أبو زيد )
** "الاسلام والحداثه" (جابر عصفور)
** موقع صحيفة الشرق الاوسط على الانترنت
** موقع مجلة الشرق على الانترنت
** موقع جريده اليوم على الانترنت
** موقع جريده الندوه على الانترنت
** موقع مجله اليمامه على الانترنت
** موقع جريده عكاظ على الانترنت
** العديد من المواقع الادبيه والاسلاميه على شبكة الانترنت
** مجله (فصول الادبيه)
** "مدن الملح" (عبد الرحمن منيف)..
** ديوان (محمود درويش)..
** ديوان(سعدى يوسف)...
** الاعمال الكامله:
1-(نزار قبانى)
2-(ادونيس)
3-(توفيق صايغ)
4-(أمل دنقل)
5-(صلاح عبدالصبور)
6-(ممدوح عدوان)
7-(البياتى)

زاهية
10-02-2006, 01:07 AM
(الغموض في أدب الحداثة والغاية منه )

إن أول ما يصدم القارىء لأدب الحداثة هو تلفعه بعباءة الغموض ، وتدثره بشعار التعتيم والضباب ، حتى أن القارىء يفقد الرؤية ولا يعلم أين هو متجه ، وماذا يقرأ : أجد أم هزل ، حق أم باطل ، بل يقطع أحياناً بأن ما يقرأه ليس له صلة بلغة العرب . إن من يقرأ أدب الحداثة يقع في حيرة من أمره لمن يكتب هؤلاء ، وماذا يريدون ؟!

يقول أحد رموزالحداثه (عبدالله الصيخان) في قصيدة حداثية نشرت في مجلة اليمامة عدد896

قفوا نترجل ،
أو قفوا نتهيأ للموت
شاهدة القبر ما بيننا
يا غبار ويا فرس
يا سيوف ويا ساح يا دم يا خيانات
خاصرة الحرب يشملها ثوبها
كان متسخاً
مثل حديث الذي يتدثر بالخوص
كي لا يرى الناس سوأته
كنت أحدثكم ، للحديث تفاصيله فاسمعوني
فقد جئت أسألكم
عن رمال وبحر وغيم وسلسلة زبرجد


وفي اليمامة أيضاً في العدد 901 يقول (زاهر الجيزاني) :


وحدي بهذا القبو
أعثر في حطام الضوء
في كسر المرايا ،
ويداي مطفأتان ،
ويداي موحشتان ،
ويداي ترسم بالرماد فراشة ،
ويداي تأخذني ،
وأسأل من أكون
سبعاً بهذا القبو أورثناه حكمتنا ،
وأورثنا الجنون


واليكم ايها الاخوه والاخوات نموذجاً آخر من هذا الإبداع .... إليكم بعض ما قاله (هاشم الجحدلي) في عكاظ العدد 7524 تحت عنوان ( مريم وذاكرة البحر والآخرون )


ارتق وجه السماء المغطاة بالعشب
أدون ما يشدو البحر به
هو الليل يأتي لنا حاملاً شمسه
هو الموت يبدأ من أحرف الجر حتى السواد
وينسل طيف الأرانب بين المفاصل والأمكنة
يضيء الغدير المعبأ بالخيل والليل والكائنات الكئيبة
وللنهر بيض يفقس بعد المساء الأخير
وللخوف وجه الذي يشتهيه الشجر



إن هذه الأمثلة التي سقتها لكم غيض من فيض مما تزخر به الملاحق الأدبية في صحفنا ومجلاتنا ، وما يلقى في أمسياتنا و نوادينا الأدبية وينشر في مطبوعاتنا وما تمتلىء به الصفحات الادبيه فى منتدياتنا ....
يقول سعيد السريحي في كتابه ( الكتابة خارج الأقواس ) صفحة 17 : إن ظاهرة الغموض التي من شأنها أن تعد السمة الأولى للقصيدة الجديدة ، نتيجة حتمية أفضت إليها سلسلة من التطورات التي طرأت على العلاقة المتوترة بين الشاعر المبدع والقارىء المتلقي .
ويقول في صفحة 31 من الكتاب : ومن هنا أصبح من الصعب علينا أن نتفهم القصيدة الجديدة ، بعد أن تخلت عن أن يكون لها غرض ما ، وأصبحت اللغة فيها لا تشير أو تحيل إلى معنى محدد ، وإنما هي توحي بالمعنى إيحاء ، بحيث لا تنتهي القصيدة عند انتهاء الشاعر من كتابتها ، وإنما تظل تنمو في نفس كل قارىء من قرائها ، حتى يوشك أن يصبح لها من المعاني بعدد ما لها من القراء .
وتصل صراحة السريحي مداها في المطالبة بإلغاء اللغة حين يقول في صفحة 29 من الكتاب :
ومن هنا فإن علينا أن ندرك أن أول خطوة نخطوها نحو العالم المغلق للقصيدة الجديدة ، هو أن نبرأ من هذا التصور اللغوي القديم ، بحيث يكون وقوفنا أمام الشعر وقوفاً أمام لغة الشعر نفسها .

إذاً فهم يسعون ، من خلال الغموض ، إلى إنشاء وإيجاد واقع فكري جديد ، منفصل ومقطوع عن واقع الأمة الفكري ، وماضيها العلمي والعقلي والأدبي ، في الشكل والمضمون ،بالإضافة إلى أن غموضهم فيه من الرموز الوثنية والإشارات الإلحادية ما يفك طلاسم تلك الرموز أمام الباحث ، ويحدد له وجهة أهلها و غايتهم في الحياة ....


(يتبـــــــــــــــــــــ )

زاهية
10-02-2006, 01:09 AM
الحداثة منهج فكري يسعى لتغيير الحياة .)



وسأعرض في هذا المبحث لأمرين :

الأمر الأول :

دعوى أهل الحداثة أن الأدب يجب أن ينظر إليه من الناحية الشكلية والفنية فقط ، بغض النظر عما يدعو إليه ذلك الأدب من أفكار ، وينادي به من مبادىء وعقائد وأخلاق ، فما دام النص الأدبي عندهم جميلاً من الناحية الفنية ، فلا يضير أن يدعو للإلحاد أو الزنى أو اللواط أو الخمريات ، أو غير ذلك .
وسنرى بعون الله أن هذه المقولة مرفوضة شرعاً وعقلاً ، وأنها وسيلة لحرب الدين والأخلاق ، يتستر وراءها من لا خلاق له ، وسنرى أن أذواقهم الأدبية فاسدة مفسدة ، حتى لو سلمنا بمقولتهم تلك . وأنهم يرفضون من النصوص ما كان جميلاً ، ويشيدون بما كان غامضاً سقيماً .

أما الأمر الثاني :

فهو أن هذه الدعوى السابقة التي يدعيها الحداثيون ، وهي عدم اهتمامهم بمضمون الأدب ، ليست صحيحة ، بل إنهم أصحاب فكر تغييري ، يسعى لتغيير الحياة وفق أسس محددة ومناهج منضبطة ، وموقفها من الإسلام محدد سلفاً .


فأما الأمر الأول :

وهو ما يسمونه ! الأدب للأدب والفن للفن . فيقول عبد الله الغذامي في كتابه ( الخطيئة والتكفير ) صفحة 10 :
وهذا كله فعالية لغوية ، تركز كل التركيز على اللغة ، وما فيها من طاقة لفظية ، ولا شأن للمعنى هنا ، لأن المعنى هو قطب الدلالة النفعية ، وهذا شيء انحرفت عنه الرسالة ، وعزفت عنه ، ولذلك فإنه لابد من عزل المعنى ، وإبعاده عن تلقي النص الأدبي ، أو مناقشة حركة الإبداع الأدبي . انتهى

وهكذا بكل بساطة يقررالغذامي أن المسلم عند مناقشته وتقويمه للنصوص الأدبية من نثر وشعر ، يجب أن يطرح جانباً النظر في المعاني ، أي أن ينسلخ من عقيدته ودينه وفكره ، ولا يكون لها أي دور فيما يعرض أمامه من أدب ، ولولا أن خدع شبابنا بهذه المقولات الغافلة أو المتغافلة ، لما أصبح الشيوعيون أئمة للفكر والأدب يشاد بهم في صحافتنا .

ويقول عبدالله الغذامي في مقابلة أجرتها معه صحيفة الشرق الأوسط في 10/3/1987 الصفحة 13 : يجب أن نفصل الآن بين الأيديولوجية والممارسة النقدية . (انتهى)
وباح في نفس المقابلة حين قال : الذي نعرفه نحن أن من طبيعة الإبداع ، التمرد على كل ما هو سابق من قبل ، فكيف بي أفرض سائداً سابقاً على نص متمرد ، وهذا السابق يشمل الأيديولوجية ، ويشمل الفلسفة ، ويشمل المبدأ المقرر سلفاً . (انتهى)

هكذا انقلب الغذامي داعياً إلى أن يكون الأدب تمرداً على كل عقيدة ومبدأ وفلسفة ، مما هو سائد سابق على النص .
وهل لدينا من مبدأ أو عقيدة سائدة قبل النص غير الإسلام . أما ماهي المعايير الفنية واللفظية النصية ، التي ينادون بمحاكمة النصوص إليها ، بعيداً عن العقائد والمبادىء ، فلا أعلم أي معايير يقصدون ، بعد أن نادوا بتحطيم اللغة ، وجعلوا تحطيم دلالاتها وتغيير قواعدها والقضاء على معانيها ، شرطاً أساسياً لكل عمل إبداعي لديهم

أما الأمر الثاني :

وهو إثبات أن الحداثة منهج فكري ، ذو نظرة محددة للكون والحياة والإنسان ، وعلاقتها ببعضها وبدايتها وغايتها ونهايتها ، وأنه يتخفى تحت مسميات الأدب الجديد والحداثة في الأدب . فهذا ما سنتحدث عنه في هذه السطور .

نشرت مجلة اليمامة العدد 901 صفحة 62 :قول أحد الكتاب الحداثيين :
ينبغي أن نخلع جبة الأصول و قلنسوة الوعظ ؛لنترك للشاعر حرية مساءلة التجربة ونقض الماضي وتجاوزه ،ولنترك لأنفسنا فسحة لنصغي لتجربته الجديدة ، وما تقترحه من أسئلة ، ليس هذا من حق الشاعر فحسب ، ولكنه حق حياتنا المعاصرة علينا .

وفي أمسية شعرية نشرت تفاصيلها في مجلة الشرق العدد369 ، تبدى كثير مما كان يخفيه الحداثيون ، فمثلاً يقول السريحي في تلك الأمسية : للحداثة مفهوم شمولي ، هو أوسع مما منح لنا وارتضينا لأنفسنا ، ذلك أن الحداثة نظرة للعالم أوسع من أن تؤطر بقالب للشعر . وآخر للقصة وثالث للنقد ، إنها النظرة التي تمسك الحياة من كتفيها ، تهزها هزاً ، وتمنحها هذا البعد الجديد .

ومثل قول السريحي يقول أحمد عائل فقيه في عكاظ العدد 7371 الصفحة 10 : إننا في مجمل الأحوال ، نسير في اتجاه معاكس لما هو سائد ومكرس في بنية المجتمع ، وذلك هو المأزق الثقافي الشائك الذي لا تدري كيف يمكن بالكاد تجاوزه وتخطيه ، أنت في كل هذا ............ تصطدم مرة أخرى بجملة حقائق ومسلمات اجتماعية ثابتة راسخة رسوخ الجبال الرواسي في أذهان الناس ، ألا بديل لما هو سائد ومكرس أيضاً ، إذاً كيف يمكنك تمرير ما تحلم به ، وما نود أن تقوله علناً .

إنها حقائق خطيرة تتجلى لنا في كتابة الحداثي أحمد عائل ، لابد أن يعيها كل مسلم غيور على دينه وبلاده رافضاً لما يخطط الأعداء لها من محاولات إفساد وتدمير ،
ومن هذه الحقائق :
1ــ أن الحداثيين يسيرون في خط معاكس ومغاير ومناقض لما في مجتمعنا من مثل إسلامية وقيم إيمانية .
2 ــ أنهم في حيرة من أمرهم ، كيف يمكنهم تغيير هذه القيم الأساسية في المجتمع وتجاوزها وتخطيها ، إلى ما يريدونه من قيم أخرى .
3 ــ أنهم لا يسعون لتجاوز بعض الأمور الهامشية ، بل إنها حقائق ومسلمات لدى المجتمع المسلم راسخة عنده رسوخ الرواسي ، ولا يرضى بها بديلاً .
4 ــ و أخيراً فإن للحداثيين أحلاماً وتطلعات ، إلى أن يأتي اليوم الذي ينادون فيه بكل أفكارهم علناً وصراحة ،بعيداً عن الغموض الذي يتلفعون به الآن في الجملة ...


(يتبـــــــــــــــــــــ ــــــع)

زاهية
10-02-2006, 01:10 AM
](الحداثة العربية ابن غير شرعى لمذهب غربى)


لقد نمت الحداثة في البيئة الغربية ، وكانت إحدى مراحل تطور الفكر الغربي ، ثم نقلت إلى بلاد العرب صورة طبق الأصل لما حصل في الغرب ، ولايوجد فيها شئ عربي سوى الحروف العربية ! ..

يقول ( غالي شكري ) _ وهو شيوعي مصري وأحد منظري ورموز الحداثة العربية _ في كتابه : " شعرنا الحديث إلى أين " مانصه : (( إن المفاضلة بين الشعر التقليدي والشعر الحديث ، تصبح غير ذات موضوع ؛ لأنهما لايملكان في حقيقة الأمر من عناصر الأرض المشتركة سوى اللغة ، كما أن محاولة تبرير الشعر الحديث بميراثنا التاريخي ، من حركات التجديد في الشعر العربي ، هي محاولة غير مجدية ، بل أصبحت ضارة إلى حد ما . فالنقد الحديث الذي يود أن يرافق شعراءنا الجدد ، عليه أن يلتفت إلى جوهر القصيدة الغربية الحديثة ، إذا أراد أن يكتشف جوهر القصيدة العربية الحديثة )) // ص : 116 // ..


وهذا ( صالح جواد ) ينقل في مجلة " فصــول " عن ( جبرا إبراهيم جبرا ) من كتابه " الرحلة الثامنة "
قوله : (( حركة الشعر الجديد متصلة بحركة الفن الحديث في أوربا ، أو قل في العالم كله أكثر من أي شئ آخر بغير مواربة ، ... ومن العبث أن نستشهد بالقدامى ، ونستند في أحكامنا إلى سوابق لن تجدها في كتب الأدب التي وضعت قبل بضعة قرون على الأقل )) // فصول : المجلد الرابع : العدد الرابع : ص : 17 // ..[/color]

زاهية
10-02-2006, 01:12 AM
(مخالفات الحداثيين الشرعية)

1 – من انحرافاتهم المتعلقة بالربوبية :

لايجد أهل الحداثة أي حرج في نفي وجود الرب جل وعلا أو التشكيك فيه _ عياذاً بالله _ .. إذ إن فلسفتهم تقوم على إبعاد الثنائية عن العالم والإنسان ، وإزاحة مفهوم أن الكون ينقسم إلى خالق مخلوق ! ..

فهذا ( حسن حنفي ) يقول : (( مالم نقض على هذا التصور الثنائي للعالم ورؤية العالم بين حاكم ومحكوم ، وعلى المستوى الديني بين خالق ومخلوق ، فلن تستطيع حركات تحرر المرأة أن تفعل شيئاً ، ولن يستطيع المثقف العلماني أن يؤدي دوره مالم نقض على هذا التصور )) // قال ذلك في ندوة عقدت في " لندن " بعنوان : " الإسلام والحداثة " عام 1409 هـ // .. وهم ينفون أيضاً كون الله _ جل وعلا _ خالقاً ومدبراً ! .. فهذا ( أدونيس ) يقول : (( مسافر تركت وجهي على زجاج قنديلي .. خريطتي أرض بلا خالق .. والرفض إنجيلي )) // أعماله الشعرية الكاملة : 1/292 // .. تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً .. وهم كذلك يزعمون بأن الوجود عبث ! .. يقول ( أنسي الحاج ) : (( إن الكتابة عبث فلماذا لاتكون ؛ فور ذاك ، تمريغاً لعبث الوجود بعبثها ولمحدودية الخلق بلا محدودية جنونها وهدمها ؟ ، لعل هدمها يثقب مخرجاً في جدار ، وعبثها قد يفضي إلى إيجاد غايات للوجود )) // خواتم : ص : 15 // .. بل لقد تعاظم انحرافهم حتى وصلوا إلى حد السخرية بالله _ جل وعلا _ ولاحول ولاقوة إلا بالله .. ولاأستطيع ذكر مثال على ذلك .. ومن أراد التثبت من ذلك فليراجع " ديوان أدونيس " // 2/ 139 وَ 163 // على سبيل المثال ..
2 – من انحرافاتهم المتعلقة بالألوهية :

من ذلك : نفي الألوهية ! ..

فهذه ( خالدة سعيد ) تفول وبكل وقاحة : (( الشعر يحل مكان الدين ، ويصبح ميتافيزيقيا المجتمع الحديث ، حيث يلعب الشاعر دور الآلهة التي اختفت )) // البحث عن جذور : ص : 9 // ..

ومنها : جحد حق العبادة لله ، والسخرية بالعبادة ومظاهرها ! ..

فهذا ( توفيق الصايغ ) يقول : (( بين سطور العبادات دوران ولف .. ولاتقدم )) // الأعمال الكاملة : ص : 307 // ويقول : (( وحبي لك احتلام وديني هرطقة )) // السابق : ص : 365 // .. وهذا ( نزار قباني ) يقول : (( نقعد في الجوامع .. تنابلاً كسالى .. نشطر الأبيات أو نؤلف الأمثالا .. ونشحذ النصر على عدونا .. من عنده تعالى )) // أعماله الكاملة : 3 / 89 // ..

ومنها : الإقرار بالعبودية لغير الله تعالى !!! ..

فهذا ( البياتي ) يقول : (( انتظرتك عشرين عاماً في المنفى دون جدوي .. حتى وجدتك في الوطن .. أيتها المعبودة ، أيتها الحمامة المقدسة ... أيتها المعبودة التي قهرت جميع معبوداتي ... آمنت بك .. وبكلماتك )) // ديوانه : 2/312 // ..

ومنها : الحيرة والشك من الغاية في وجود الإنسان ! ..

يقول ( البياتي ) : (( لابد أن نختار .. أن نقبض الريح وأن ندور الأصفار .. أن نجد المعنى وراء عبث الحياة .. فالعيش في هذا المدار المغلق انتحار )) // السابق : 2/96 // .. ومنها : احترامهم ومدحهم للكفر والإلحاد ولملل الكفر ! .. يقول ( يوسف الخال ) ممتدحاً مبادئ الماركسية : (( لانور لاظلام لاإله )) // أعماله الكاملة : ص : 327 // ويقول ( معين بسيسو ) : (( ورثت عن أبي لهب .. وزوجه حمالة الحطب .. ورثت جمرة وحبلاً من مسد .. الحبل في أيديكمو .. والجمر في يدي )) // أعماله الكاملة : ص : 448 // ..

3 – من انحرافاتهم المتعلقة بالأسماء والصفات :

منها : نفيهم للصفات ! ..

يقول ( يوسف الخال ) : (( الله عين لاترى أحداً سوادها ملء السموات )) // أعماله الشعرية : ص : 311 // .. وتقول ( نوال السعداوي ) : (( وكتموا أنفاسهم محملقين في السماء متصورين أن الله له يد يرونها بالعين ، وسجدوا حتى لامست جباههم الأرض ، سبحانه ليس له يد ولا لسان )) // سقوط الإمام : ص : 68-69 // ..

ومنها : وصف غير الله بأسماء الله وصفاته !! ..

يقول ( السياب ) : (( أنا الباقي بقاء الله أكتب باسمه الآجال )) // ديوانه : ص : 215 // .. ويقول ( أمل دنقل ) : (( وأهرب نحو عينيك يطالعني الندى والله والغفران )) // أعماله : ص : 48 // ..

ومنها : السخرية بأسماء الله وصفاته ، ومخاطبته _ جل وعلا _ بما لايليق ! ..


يقول كبير القوم وقدوتهم ( أدونيس ) : (( أعرف أن جنس الربوبية يتأصل في أحشاء الأرض ويتناسل )) // أعماله : 1/592 // ..

ويقول ( دنقل ) : (( حاذيت خطو الله لاأمامه ولاخلفه )) // أعماله : ص : 180 )) ..

ويقول ( نزار ) : (( مادمت ياعصفورتي حبيبتي إذن فاإن الله في السماء )) // أعماله : 1/737 // ..

ويقول ( محمد الماغوط ) : (( وكنت أحبك ياليلى أكثر من الله والشوارع الطويلة )) // آثاره الكاملة : ص : 26 // ..

ويقول ( عبدالرحمن منيف ) في روايته المشهورة " مدن الملح " : (( أخطر شئ في هذه الحياة بعد الله والمال هو : السروال ، إذا كانت دكته قاسية أتعب ، وإذا ارتخت دكته أشقى وأتعب )) !!!! // : 5 / 95 ، وانظر : 5 / 296 // ..


4 – الحداثيون النصارى يستخدمون الحداثة لنشر نصرانيتهم :

بل هم يعتزون بنصرانيتهم .. فهذا ( يوسف الخال ) يقول : (( إنني شاعر مسيحي ، المسيحية جزء من تراثي ، عن لم تكن في جوهره وصميمه )) // أسئلة الشعر : ص : 153 // ..
فهل سنجد مثل هذا القول عند من ينتمي إلى الإسلام من أهل الحداثة ؟؟؟ ..
يقول ( توفيق صايغ ) : (( وكنت أستفيق .. أرتمي على قدمي المسيح .. اسقيهما بدموعي .. امسحهما بشعر رأسي .. أحاول أن أخضع ثورتي .. أفلت زمامها من يدي .. بالصلاة بصوم أسبوع بكامله )) // المجموعات الشعرية له : ص : 306 // ..

ويقول ( جبرا ) : (( عشت مع المسيح .. ومت معه وبعثت )) // المجموعات الشعرية له : ص : 264 // ..
ولقد تأثر بهذه الدعوة شعراء الحداثة !!!!!! ..

فهذا ( البياتي ) _ على سبيل المثال _ يقول : (( ونهض الموتى من القبور .. يبتهلون لمسيح العالم الجديد )) !!!! // ديوانه : 2/266 // ..

بل يقول أيضاً : (( أنا هنا وحدي على الصليب )) !!!!!!!! // السابق : 1/219 // .
.
5 – الانحرافات المتعلقة بحديثهم عن الملائكة :

وسأذكر مثالين لذلك فقط ! ..
وحسبك بهما أيها القارئ العاقل ! ..
الحداثيون تارة ينفون وجودهم ! .. كما عند ( توفيق صايغ ) إذ يقول : (( الملائكة ، لاملائكة في الأثير )) // مجموعاته : ص : 211 // ..

وتارة يصفون الملائكة بما لايليق ! .. كما يقول ( أدونيس ) : (( الملاك أول الحيوان )) !! // أعماله : 2/610 // ..


6 - الانحرافات المتعلقة بحديثهم عن كتب الله عزوجل :

يقول ( البياتي ) : (( خرجت من نار الشعر الآيات ونبيو الثورات )) // ديوانه : 2/443 // ..

وتقول ( نازك ) : (( يارب الحانة أين الخمر ؟ وأين الكأس ؟ .. ناد الغانية الكسلى العاطرة الأنفاس .. أفدي عينيها بالقرآن وبالأقدار )) // ديوانها : 2 / 352 // ..

ويقول ( النواب ) : (( اهبط عليهم فإنك قرآننا .. قل هي البندقية أنت .. ومالك من كفؤ أحد )) !!!!! // " مظفر النواب شارع المعارضة السياسية " : : ص : 28 // ..
7 - الانحرافات المتعلقة بحديثهم عن الرسل :

يقول ( السياب ) : (( والسور يمضغهن ثم يقيئهن ركام طين .. نصباً يخلد عار آدم واندحار الأنبياء )) // ديوانه : ص : 529 // ..

ويقول ( ممدوح عدوان ) : (( إني تبرأت من أول الكلمات .. إلى آخر الصفقات .. ومن أول الأنبياء .. إلى صنم التمر )) // أعماله : 2/43-44 // ..

ويقول ( محمود درويش ) : (( لماذا تحارب ؟ .. من أجل يوم بلا أنبياء )) !!! // ديوانه : ص : 516 // .. هكذا يقول ( محمود ) والذي يشيد بكتاباته ( د . عبدالله الغذامي ) قائلا : (( سيكون من الأجدى لنا أن ندرس العواد ، أو ننصرف لمحمود درويش وغيره من الشعراء الذين نجد فيهم حسن التجاوز والابتكار ، وكسر المألوف )) !! // " جريدة عكاظ " : عدد : 7517 : 26/5/1407 هـ : ص : 5 // ..

ويقول ( عبدالرحمن منيف ) : (( لم يكن وصول باخرة النبي سليمان ، أو باخرة الشيطان ، كما اطلع عليها ابن نفاع ثم مغادرتها بعد غروب اليوم التالي ، السبب الوحيد في أن يمتنع الرجال عن البدء بإنشاء المدينة الجديدة )) // " مدن الملح " : 2 / 43-44 // ..

8 - الانحرافات المتعلقة بحديثهم عن اليوم الآخر والقدر :

يقول ( سعدي يوسف ) : (( آه لقد غدا صاحبي الذي أحببت ترابا .. وأنا سأضطجع مثله .. فلاأقوم أبد الآبدين )) // ديوانه : 112 // ..

وهذا ( جابر عصفور ) بعد أن يعترض على وصف الحداثة والحداثيين بالكفر ، ويجعل ذلك قائماً على تخييل إرهابي وتسلط وقمع وإرهاب _ حسب قوله _ ثم يجعل ذلك آتياً من(( المخزونات المصاحبة للقيم الدينية حيث الخوف من عذاب القبر والرعب من نار الآخرة )) // الإسلام والحداثة : ص : 204 // ..

ويقول ( نزار ) : (( جميع أقاربي موتى .. بلا قبر ولا كفن .. أبوح لمن ؟ ولا أحد .. من الأموات يفهمني .. أثور أنا على قدري .. على صدأي على عفني )) // أعماله : 1/588 // ..
9 - الانحرافات المتعلقة بالأحكام والسلوك ونظام الحياة :

أ – العبث بالمصطلحات والشعائر الإسلامية :

وذلك كثير جداً .. فمن ذلك : عبثهم بمصطلح " الآية "
كما يقول ( نزار قباني ) : (( في سفر إلى الأعلى .. وتأخذني خطوط العرض .. أمام تقاطع ( ... ) والطرقات .. وأستلقي على ظهري .. وتنزل فوقي الآيات )) // أعماله : 2/263 // ..

ومن ذلك : عبثهم بمصطلح " الأولياء " كما يقول ( نزار قباني ) : (( اقتليني كاسياً أو عارياً .. فلقد يجعلني القتل ولياُ مثل كل الأولياء )) // أعماله : 2/226 // ..

ومن ذلك : عبثهم بمصطلح " التسبيح " كما يقول ( محمود درويش ) : (( وطني عيونك أم غيوم ذوبت أوتار قلبي في جراح إله ! .. هل تأخذن يدي ؟ فسبحان الذي يحمي غريباً من مذلة آه )) // ديوانه : ص : 237 // ..

ومن ذلك : عبثهم بمصطلح " الخير والحق " كما يقول ( نزار قباني ) : (( كلما سافرت في جسد حبيبتي أحس إني أشف وأتطهر .. وأدخل مملكة الخير والحق والضوء )) // أسئلة الشعر : ص : 196-197 // ..

ومن ذلك : عبثهم بمصطلح " الصلاة " كما يقول ( توفيق صايغ ) : (( وأصابعها تعبث بشعري ..وفمها يقرن الغناء بالصلاة )) // مجموعاته الشعرية : ص : 50 // ..
وغيرها كثير وكثير وكثير ..

ب – محاربة الحكم الإسلامي ، والدعوة إلى تحكيم غيره :

يقول ( عبدالرحمن منيف ) : (( لايسعنا تصور مجتمع قائم على أسس دينية في زمننا الحاضر ، فالدين بات مسألة شخصية لايتعدى هذي التخوم ، لذا يستحيل قيام مجتمعنا على دعائم دينية )) // " رأيهم في الإسلام " : ص : 21 // ..

ويقول ( البياتي ) : (( الإسلام كما غيره من الأديان ، حضارة وثقافة ، ولايسعه فرض نهج حياة أو نظام سياسي معين )) // السابق : ص : 52 // ..

ويقول ( بوجدرة ) : (( الإسلام لايتفق ودولة حضارية )) // السابق : ص : 175 // ..

ج – السخرية من الأخلاق الإسلامية ، والدعوة إلى الانحلال :

والأدلة على هذا من كلامهم لاتسعها الأسفار !!!! ..
ولن أضيع أوقاتكم بقراءة ذلك المجون المغرق في القذارة والتفاهة ..
ولكني سأضع _ لمن يريد التثبت _ بعض الأرقام لصفحات في كتب ستة من أولئك الذين يطلقون على أنفسهم لقب : ( أدباء ) ثم يبيحون لأنفسهم أن ينشروا هذا الغثاء العفن بين الناس ، ثم يسمونه (( أدباً )) !!!!!! ..
( أدونيس : 1 / 548-566-569-570 )
( صلاح عبدالصبور : 222 )
( آثار الماغوط : 92-107-108)
( مجموعات توفيق صايغ : 133-187-408 )
( أمل دنقل : 17-225-226 )
( نزار : 1/431 ، 2/123 ، 3/236 ) وغيرها الكثيــــــــــر ! ..

د – الانحرافات في القضايا السياسية والاقتصادية :

فشعراء الحداثة لايجدون أي حرج في إعلان التبعية للغرب !! .. وهذا الأمر مستفيض عندهم وبكثرة ! .. يقول ( أنطوان أبو زيد ) : (( يؤثر كثيرون من الشعراء عدم الكتابة إلا انعكاساً كلياً لمرآة الحداثة الغربية ، وإذ نعترف بأن الغرب اليوم يقدم لنا غالبية عناصر الحداثة الأدبية الشعرية ، فإن الانقياد والانمحاء الكلي أمام نماذجه يجرداننا من تكوين لغاتنا الشعرية الخاصة )) // " مجلة حزيران " : عدد : يونيو : 1989 م : ص : 45 // ..

ويقول ( حسين مروة ) : (( لقد كنا في لبنان مصابين بانتشار ألوان من الأدب والفن الانحلاليين ، وكان معظم أدبائنا وفنانينا متأثرين بالمؤسسات الأجنبية والمدارس الفرنسية في الأدب والفن والفلسفة )) // " مجلة الثقافة الوطنية " : عدد : 62 : 1954 م : ص : 4 // .. ولقد كانت مجلة " شعر " منبراً لهم في الإعلان عن أفكارهم .. ويكفي أن تعلم أن هذه المجلة قامت أصلاً على أفكار ( أنطوان سعادة ) ، ودعواته للاندماج في الغرب ، والانفصال عن العرب والإسلام ، تحت شعار (( الفكرة المتوسطية )) . ولقد كان أول عدد صدر لها في عام ( 1376 هـ - 1957 م ) مفتتحاً بمقتطفات لشاعر أمريكي ، وفي ذلك أبلغ دلالة على الانقطاع بين المجلة وبين السياق التاريخي الذي ولدت فيه .. ولقد ولغت مجلات " أدب " و " أصوات " و " مواقف " في مثل ماولغت فيه مجلة " شعر " // " بحثاً عن الحداثة " : ص : 48 ، " أفق الحداثة وحداثة النمط " : ص : 56 ، " القصيدة الحديثة وأعباء التجاوز " : ص : 148-150 // ..

وبعد هذه الأدلة الدامغة ..
والتي لاتبقي شكاً لدى المسلم العاقل في أن هؤلاء القوم بلغوا من الانحراف مبلغاً لم يسبقوا إليه ! ..
أما آن لنا أن نقلع عن الثناء عليهم والإشادة بكتاباتهم ؟؟؟؟؟؟ ..
إنها صرخة نذير .. وصيحة تحذير .. لعل الذمة أن تبرأ .. ولعل جاهلاً أن ينتبه ..


(يتبـــــــــــــــــــــ ــــــــع)

زاهية
10-02-2006, 01:13 AM
(الحداثيين ...ومحاولة هدم الثوابت)


حسبنا في التدليل على سعيهم لهدم الثوابت أن نسوق قول أدونيس وهو أحد رموز الحداثة في العالم العربي في كتابه فن الشعر ص76: ( إن فن القصيدة أو المسرحية أو القصة التي يحتاج إليها الجمهور العربي ليست تلك التي تسلية أو تقدم له مادة استهلاكية ،وليست تلك التي تسايره في حياتة الجادة ،وإنما هي التي تعارض هذه الحياة .أي تصدمه وتخرجه من سباته ،تفرغه من موروثه وتقذفه خارج نفسه , إنها التي تجابه السياسة ومؤسساتها،الدين ومؤسساته العائلة وموسساتها، التراث ومؤسساته ، وبنية المجتمع القائم ,كلها بجميع مظاهرها ومؤسساتها ،وذلك من أجل تهديمها كلها أي من أجل خلق الإنسان العربي الجديد ،يلزمنا تحطيم الموروث الثابت ،فهنا يكمن العدو الأول للثروة والإنسان ) ولا يعني التمرد على ما هو سابق وشائع في مجتمعنا إلا التمرد على الإسلام وإباحة كل شئ باسم الحرية .

فالحداثة إذاً هي مذهب فكري عقدي يسعى لتغيير الحياة ورفض الواقع والردة عن الإسلام بمفهومه الشمولي والإنسياق وراء الأهواء والنزعات الغامضة والتغريب المضلل .وليس الإنسان المسلم في هذه الحياة في صراع وتحد كما تقول الكتابات لأهل الحداثة وإنما هم الذي يتنصلون من مسؤلية الكلمة عند الضرورة ويريدون وأد الشعر العربي ويسعون إلى القضاء على الأخلاق والسلوك باسم التجريد وتجاوز كل ما هو قديم وقطع صلتهم به .

- ونستطيع أن نقرر أن الحداثين فقدوا الإنتماء لماضيهم وأصبحوا بلا هوية ولا شخصية .ويكفي هراء قول قائلهم حين عبر عن مكنونة نفسة بقوله :


لا الله أختار ولا الشيطان
كلاهما جدار

كلاهما يغلق لي عيني

هل أبدل الجدار بالجدار

تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .


(يتبـــــــــــــــــــــ ع )

زاهية
10-02-2006, 01:14 AM
تطور الحداثه بالغرب وفي البلاد العربيه



إن حركة الحداثة الأوروبية بدات قبل قرن من الزمن في باريس بظهور الحركة البوهيمية فيها بين الفنانين في الأحياء الفقيرة.

ونتيجة للمؤثرات الفكرية، والصراع السياسي والمذهبي والاجتماعي شهدت نهاية القرن التاسع عشر الميلادي في أوروبا اضمحلال العلاقات بين الطبقات ، ووجود فوضى حضارية انعكست آثارها على النصوص الأدبية.

وقد تبنت الحداثة كثير من الطبقات ،ووجود فوضى حضارية انعكست آثارها على النصوص الأدبية .وبلغت التفاعلات السياسية والاجتماعيةوالاقتصادية في أوروبا ذروتها في أعقاب الحرب العالمية الأولى .وبقيت باريس مركز تيار الحداثة الذي يمثل الفوضى الأدبية.

وقد تبنت الحداثةكثير من المعتقدات واملذاهب الفلسفية والأدبية والنفسية أهمها:

1-الدادائية : وهي دعوةظهرت عام1916م،غالت في الشعور الفردي ومهاجمة المعتقدات، وطالبت بالعودة للبدائية والفوضى الفنية الاجتماعية.

2-السريالية :

واعتمادها على التنويم المغناطيسي والأحلام الفرويدية ، بحجة أن هذا هو الوعي الثوري للذات ،ولهذا ترفض التحليل المنطقي ، وتعتمد بدلاً عنه الهوس والعاطفة.

3-الرمزية :
وما تتضمنة من ابتعاد عن الواقع والسباحة في عالم الخيال والأوهام ،فضلاً عن التحرر من الأوزان الشعرية ،واستخدام التعبيرات الغامضة والألفاظ الموحية برأي روادها .وقد واجهت الحداثة معارضة شديدة في جميع أنحاء أوروبا،
ثم ظهرت مجلة شعر التي رأس تحريرها في لبنان يوسف الخال عام 1957م تمهيد لظهور حركة الحداثة بصفتها حركة فكرية ، لخدمة التغريب ، وصرف العرب عن عقيدتهم ولغتهم الفصحى …لغة القرآن الكريم .

وبدأت تجربتها خلف ستار تحديث الأدب ، فاستخدمت مصطلح الحداثة عن طريق ترجمة شعر رواد الحداثة الغربيين أمثال :بودلير ورامبو ومالا رامية ، وبدأ رئيس تحريرها –أي مجلة شعر – بكشف ما تروج له الحداثة الغربية حين دعا إلى تطوير الايقاع الشعري ،وقال بأنه ليس لللأوزان التقليدية أي قداسة ويجب أن يعتمد في القصيدة على وحدة التجربة والجو العاطفي العام لا على التتابع العقلي والتسلسل المنطقي كما أنه قرر في مجلتة أن الحداثة موقف حديث في الله والإنسان والوجود .
كان لعلي أحمد( أدونيس)دور مرسوم في حركة الحداثة وتمكينها على أساس :
ما دعاه من الثبات والتحول فقال ( لايمكن أن تنهض الحياة العربية ويبدع الإنسان العربي إذا لم تتهدم البنية التقليدية السائدة في الفكر العربي والتخلص من المبنى الديني التقليدي ( الاتباع ) استخدم أدونيس مصطلح الحداثة الصريح ابتداءً من نهاية السبعينات عندما :صدمة الحداثة عام 1978م وفيه لايعترف بالتحول إلا من خلال الحركات الثورية السياسية والمذهبية ،وكل مامن شأنه أن يكون تمرد على الدين والنظام تجاوز للشريعة.
لقد أسقط أدونيس مفهوم الحداثة على الشعر الجاهلي وشعراء الصعاليك وشعر عمر بن أبي ربيعة ، وأبي نواس وبشار بن برد وديك الجن الحمصي ،كما أسقط مصطلح الحداثة على المواقف الإلحادية لدى ابن الرواندي وعلى الحركات الشعوبية والباطنية والإلحادية المعادية للإسلام أمثال :ثورة الزنج والقرامطة .
ويعترف أدونيس بنقل الحداثة الغربية حيث يقول في كتابه الثابت والمتحول : ( لانقدر أن نفصل بين الحداثه العربيه والحداثه في العالم ) .


(يتبـــــــــــــــــــــ ــــــع)

زاهية
10-02-2006, 01:16 AM
أفكار ومعتقدات الحداثيين)



- نجمل أفكار ومعتقدات مذهب الحداثة وذلك من خلال كتاباتهم وشعرهم فيمايلي :

- رفض مصادر الدين: الكتاب والسنة والاجماع وما صدر عنها من عقيدة -كمنهج اساسى يسير كل امور الحياة- أما صراحة أوضمان أو مواربة .
- رفض الشريعة وأحكامها كموجه للحياة البشرية .

- الدعوة إلى نقد النصوص الشرعية والمناداة بتأويل جديد لها يتناسب والأفكار الحداثية .

- الدعوة الى إنشاء فلسفات حديثة على أنقاض الدين .
- الثورة على الأنضمة السياسية الحاكمة لأنها فى منظورها رجعية متخلفة أي غير حداثية , وربما استثنوا الحكم الاشتراكي وما شابهه من مذاهب .

- تبني بعض أفكار ماركس المادية , ونظريات فرويد في النفس الإنسانية , ونظريات دارون فى أصل الأنواع وأفكار نيتشة ،والتي سموها فلسفة ،في الإنسان على( السوبر مان) .

- تحطيم الأطر التقليدية والشخصية الفردية،وتبني رغبات الانسان الفوضوية والغريزية.

- الثورة على جميع القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية والإنسانية،وحتى الاقتصادية والسياسية .
- رفض الكثير مما يمت الى المنطق والعقل.

- -اللغة- في رأيهم - قوى ضخمة من قوى الفكر المتخلف التراكمي السلطوي،لذا يجب أن تموت،ولغة الحداثة هي اللغة النقيض لهذه اللغة الموروثة بعدأن أضحث اللغة والكلمات بضاعة عهد قديم يجب التخلص منها.

- -الغموض والابهام والرمز- معالم بارزة في الأدب والشعر الحداثي.

- ولا يقف الهجوم على اللغة وحدها ولكنه يمتد إلى الأرحام والوشائح حتى تتحلل الأسرة وتزول روابطها،وتنتهي سلطة الأدب وتنتصر إرادة الانسان وجهده على الطبيعة والكون .

ومن الغريب أن كل حركة جديدة للحداثة تعارض سابقتهافي بعض نواحي شذوذها وتتابع في الوقت نفسه مسيرتها في الخصائص الرئيسية للحداثة.
ويتخفى الحداثيون وراء مظاهر تقتصرعلى الشعر والتفعيلة والتحليل،بينما هي تقصد رأساً هدم اللغة العربية ومايتصل بها ممن يتصل بهامن مستوى بلاغي وبياني عربي مستمد من القرآن الكريم ،وهذا هو السر في الحملة على القديم وعلى التراث وعلى السلفية.....


إن الحداثة بصورتها التى نعرضها هي خلاصة سموم الفكر البشري كله ، من الفكر الماركسي إلى العلمانية الرافضة للدين، إلى الشعوبية إلى هدم عمود الشعر، إلى شجب تاريخ أهل السنة كاملاً إلى إحياء الوثنيات والأساطير.

يتبع

زاهية
10-02-2006, 01:17 AM
أساليب الحداثيين في نشر فكرهم) .

إن هذا الوباء الذي انتشر وعم وطم وأصبح يهدد بجرف كل ما عداه ، لم يأت مصادفة أو اتفاقاً ، بل كان نتيجة خطط معدة ، وأساليب متبعة ، ودراسات مستفيضة ، حتى وصل الأمر إلى ما وصل إليه ، والحق يقال ، إن الحداثيين قد بذلوا من الجهد والتضحية والصبر والمعاناة ما يجعل ما حصلوا عليه من ثمار موازياً لما بذلوه ، لقد سبحوا ضد التيار وقاوموا بشدة وجراءة عجيبة ، حتى أوجدوا لهم تياراً خاصاً ، علا هديره على أصوات الآخرين ، لكنه مع ذلك يبقى بإذن الله زبداً يذهب جفاء ، ولا يبقى في الأرض إلا ما ينغع الناس .
ولقد استطعت أن أحصر وسائل وأساليب الحداثيين في تسع وسائل ، وكان ذلك بالتتبع والاستقراء لنشاطهم :1) السيطرة على الملاحق الأدبية والثقافية في أغلب الصحف ، وتوجيهها لخدمة فكرهم و مناوأة ومحاربة غيرهم .
2)التغلغل في الأندية الأدبية والاقسام الادبيه بمنتديات الانترنت من أجل توجيه نشاطها لخدمة الحداثة و أهدافها .
3) إفراد صفحات لكتابة القراء ، خاصة الشباب ، ومن خلالها يتم اكتشاف أصحاب الميول الحداثية ، وتسلط عليهم الأضواء ، وتدغدغ شهوة حب الظهور والشهرة في نفوسهم ، وتقام الندوات والحلقات الدراسية لأدبهم ، وبهذه الطريقة ظهر كثير من الأسماء الحداثية .
4) نشر الإرهاب الفكري ضد مخالفيهم ، واتهامهم بشتى التهم والنعوت ، والتأكيد على أنهم لايعقلون ولا يعلمون ، وأنهم مجرد دمى محنطة يجب أن تبعد من الطريق ولا تستحق أن يكون لها مكان في عالم الفكر والثقافة والأدب ، في مقابل الإشادة بفكرهم بصورة مثيرة تجعل الفرد ينقاد لهم ، ويقول هم أهل الساحة ، ولا مناص من الدخول في ركابهم .
5) إقامة الندوات والأمسيات الشعرية والقصصية والنقدية والمسرحية في طول البلاد وعرضها ، بنشاط وافر ودأب متصل .
6) الدفع برموزهم للمشاركة في المهرجانات الدولية.
7) استكتاب رموزهم الفكرية من خارج البلاد ، واستقدامهم للمشاركة في الأمسيات ، وإلقاء المحاضرات وإجراء المقابلات معهم .
8) لقد انتهج الحداثيون أسلوباً غاية في الخبث للتغرير بالشباب الواقع تحت ضغط الهجوم الضاري من أعداء الأمة في شتى الميادين ،فامتصوا نقمة الشباب تلك حين قدحوا في أذهان الشباب أن أدبهم وفكرهم هو المنقذ من تلك المآسي ، والآخذ بأيدي الشباب إلى بر الأمان ، أما أصحاب الفكر التقليدي كما يسمونهم فإنهم ليسوا أكثر في نظرهم من رموز للتخلف وتكريس للواقع الذي يسعى الحداثيون لتغييره بكل ما يملكون من قوة .
9) المرحلية في الإعلان عن أفكارهم ، فهم يبدأون بما لا يثير الناس عليهم ، فمثلاً بدأوا فقالوا : إن أوزان الشعر العربي ليست وحياً منزلاً ، بل هي من إبداع البشر ويجوز لنا أن نخالفها ، ثم تجاوزوا ذلك وقالوا : إن النحو والأساليب العربية القديمة ليس لها قدسية تعاليم الدين حتى لا نغير فيها ولا نبدل، ثم خرجوا فقالوا : إننا أصحاب فكر جديد ، والمرحلة القادمة هي الإعلان عن ملامح ذلك الفكر والله أعلم .
وهم يبتعدون عن الصدام مع المشهورين ، لكنهم يعزلونهم عن الساحة وقد يستغلونهم أحياناً .
ومن خططهم أن ينشروا أفكارهم بعيداً عن مسمياتهم الحقيقية حتى لا ينفر الناس منها .


(يتبـــــــــــــــــــــ ع)

زاهية
10-02-2006, 01:17 AM
](فلنحطّـــــــم الأوثــــــان..)
قال الله تعالى: ( وَلَئِنْ سَأَلتَهُمْ لَيَقُولُن إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبالله وآياتِهِ وَرَسُولـِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائفةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائفَةً بَأَنـَّهـُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ ) [التوبة]

إن الولاء والبراء من أهم المؤشرات على اتجاه الشخص ، وإن الأفكار والأقوال تبقى مجرد نظريات حتى يصدقها أو يكذبها الواقع العملي .

ونحن في هذا المبحث سنرى من هم الرموز والقدوة والأسوة لدى الحداثيين ، ونحاول أن نذكر بعض جوانب اهتمام الحداثيين لدينا بتلك الرموز ، ونشير إلى التوجهات الفكرية لتلك الرموز ؛ لنرى إلى أي اتجاه يريد أهل الحداثة أن يبحروا بسفينة الادب والفكر...

ومرة أخرى أوضح أنني لن أحصر كل ما كتبوه من تجاوزات ولو في سنوات لكنني سوف اورد امثله و أشير إشارة تدل على ما وراءها.

وبالطبع فلن اعرض لكل الكتاب الحداثيين العرب ولكنى سأكتفى بالمشاهير منهم والذين تحولوا بفضل الاعلام الى مثل عليا وقدوة للشباب ..وما يهمنى هنا هو ان يتجرد القارىء من ارتباطه العاطفى بهذا الكاتب او ذاك حتى يرى الوجه الحقيقى للكاتب ويحكم عقله وقلبه فى اتخاذ قرار صحيح -من وجهة نظر اسلاميه- للكاتب وما يكتب....[/color]

زاهية
10-02-2006, 01:18 AM
](محمود درويش )

نشرت جريدة اليوم العدد 4762 في الصفحة 12تحت عنوان ( الرؤية وسيطرة الوجدان المثالي )
لم يكن أحد حتى بداية السبعينات ، يستطيع أن يفسر فحوى هذه الغنائية الجارحة التي أبدعها محمود درويش ، والذي خرج من رحمها عدد كبير من الشعراء العرب ...... ، وقد كان درويش - وما زال - واحداً من أعظم الشعراء العرب ، إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق ولذلك ليس غريباً أن يمتد تأثيره إلى أغلب الشعراء العرب الشباب ، وتكاد لا تخلو التجارب الأولية للشعراء العرب في جيلنا هذا من أثر لمحمود درويش .

ومحمود درويش هذا هو الذي يقول في صفحة 32 من ديوانه ( المحاولة رقم 7 ) :
كل قاض كان جزاراً تدرج في النبوءة والخطيئة ، واختلفنا حين صار الكل في جزء ...... ومدينة البترول تحجز مقعداً في جنة الرحمن ..... فدعوا دمي حبر التفاهم بين أشياء الطبيعة والإله ، ودعوا دمي لغة التخاطب بين أسوار المدينة والغزاة ، دمي بريد الأنبياء .

وقال فى قرائته لجدارية - (مديح الظل العالي) ،عام 1986 في قاعة المركز الثقافي الملكي في عمان :


اقرأ
باسم الفدائي الذي خلقا
من جزمة أفقا
يا الله
جربناك جربناك
من اعطاك هذا السحر
من سمّاك
ومن أعلاك فوق جراحنا ليراك ؟؟


ويقول رجاء النقاش في كتابه ( محمود درويش شاعر الأرض المحتلة ) في صفحة 113 من الكتاب :وقد عمل محمود درويش في جريدة الاتحاد ، ومجلة الجديد ، وهما من صحف الحزب الشيوعي في إسرائيل [/color].

زاهية
10-02-2006, 01:19 AM
](أدونيس)
- أدونيس ..نصراني سوري من الشعراء الذين تثني عليهم مجلاتنا وصحفنا وتقدمهم على أنهم من كبار المبدعين أدونيس كان اسمه (علي أحمد سعيد) ثم ارتد عن الاسلام واعتنق النصرانيه ، ثم ترك النصرانيه واعتنق الشيوعية ، وتسمى باسم أحد أصنام الفينيقيين ( أدونيس ) ويعد المروج الأول لمذهب الحداثة في البلاد العربية ،وقد هاجم التاريخ الإسلامي والدين والأخلاق في رسالتة الجامعيةالتي قدمها لنيل درجة الدكتوراة في جامعة ( القديس يوسف)في لبنان وهي بعنوان "الثابت والمتحول "....(وقد اوردت الكثير مما ورد بين صفحاتها في جزء سابق من هذه الدراسه)،ودعا بصراحة إلى محاربة الله عز وجل .....
وهو يقدم في صحافتنا على أنه من كبار الأدباء و الشعراء ، لم نسمع ولم نقرأ حرفاً واحداً يحذر من فكره، بل تنشر صوره وغليونه في فمه وتحته عبارات الإطراء والمدح ، ففي اليمامة العدد 911 وفي صفحة 81 من مقالة ( للأنهار منابعها ولها أيضاً مصبات ) وردت العبارة التالية :
نقرأ لأدونيس بعض أعماله فنشعر بنشوة ما بعدها نشوة ، ونكاد نقول شكراً أدونيس ، رسالتك وصلت .

يقول أدونيس في كتابه ( مقدمة للشعر العربي ) الذي حاول فيه أن يثبت جذوراً لفكره المنحل في شيء من التاريخ ، يقول في صفحة 131 ، حين يتحدث عن قيمة الشعر الجديد ، مبيناً صلتها بالفكر الصوفي القائل بوحدة الوجود ما نصه :

تجاوز الواقع أو ما يمكن أن نسميه اللاعقلانية ، واللاعقلانية تعني الثورة على قوانين المعرفة العقلية ، وعلى المنطق ، وعلى الشريعة من حيث هي أحكام تقليدية تعنى بالظاهر ....... هذه الثورة تعنى بالمقابل بالتوكيد على الباطن ، أي على الحقيقة مقابل الشريعة .

وتعني الخلاص من المقدس والمحرم ، وإباحة كل شيء للحرية ، الله في التصور الإسلامي التقليدي نقطة ثابتة متعالية منفصلة عن الإنسان ، التصوف ذوب ثبات الألوهية ، جعله حركة في النفس ، في أغوارها ، أزال الحاجز بينه وبين الإنسان ، وبهذا المعنى قتله ، أي الله ، وأعطى للإنسان طاقاته ، المتصوف يحيا في سكر يسكر بدوره العالم ، وهذا السكر نابع من قدرته الكامنة على أن يكون هو الله واحداً ، صارت المعجزة تتحرك بين يديه . [/color]

زاهية
10-02-2006, 01:20 AM
](صلاح عبدالصبور .)

نشرت جريدة الرياض العدد 6652 صفحة كاملة عن ( الرؤية الإبداعية في شعر صلاح عبدالصبور ) :

صلاح عبدالصبور يمثل الريادة الحقيقية لثورة التجديد في الشعر العربي المعاصر ، وهي ريادة لم تنشأ من فراغ ، وإنما كانت معطيات حياة وثقافة ، وفكر صلاح عبدالصبور تؤهله للقيام بهذا الدور الذي لا يقتصر على مصر ، وإنما يمتد فيشمل الساحة الشعرية في الوطن العربي . خلف صلاح عبدالصبور ثروة إبداعية ونقدية أثرى بها أدبنا العربي ، وخلف مدرسة ينتظم في أعطافها شعراء المدرسة المجددة في العالم العربي .

يقول صلاح عبدالصبور في ديوانه في صفحة 29 تحت عنوان ( الناس في بلادي ) :

الناس في بلادي جارحون كالصقور ، غناؤهم كرجفة الشتاء في ذؤابة المطر ...... ويقتلون ، يسرقون ، يشربون ..... وطيبون حين يملكون قبضتي نقود ، ومؤمنون بالقدر ........ في لجة الرعب العميق والفراغ والسكون ، ما غاية الإنسان من أتعابه ؟ ما غاية الحياة ؟ أيها الإله ، الشمس مجتلاك ، والملاك مفرق الجبين ، وهذه الجبال الراسيات عرشك المكين ، وأنت نافذ الفضاء أيها الإله ...........
وفي الجحيم دحرجت روح فلان ، يا أيها الإله كم أنت قاس موحش يا أيها الإله ،بالأمس زرت قريتي . قد مات عمي مصطفى ووسدوه في التراب ، لم يبتن القلاع كان كوخه من اللبن ، وسار خلف نعشه القديم من يملكون مثله جلباب كتان قديم ، لم يذكروا الإله أو عزرائيل أو حروف كان فالعام عام جوع ، وعند باب القبر قام صاحبي خليل حفيد عمي مصطفى ، وحين مد للسماء زنده المفتول ماجت على عينيه نظرة احتقار فالعام عام جوع.... [/color]

زاهية
10-02-2006, 01:20 AM
( الشاعرالعراقي عبدالوهاب البياتي .)

نشرت اليمامة في العدد 879 وفي صفحة 53 الإعلان الآتي عن ديوان للبياتي :
( حب تحت المطر ديوان شعر صدر مؤخراً للمبدع الكبير الأستاذ عبدالوهاب ....... والديوان حركة بياتية خارجة عن المألوف شكلاً ، ومحتوى ، فلقد جاء بلا مقدمة وبلا إهداء وبلا فهرس ، أما المحتوى فماذا نقول الآن وقد قيل في البياتي أشياء كثيرة تدعو إلى الاعتزاز بموهبته وعطائه ، كما أنها تستحث الغيرة والحسد في نفوس أقرانه ومنافسيه وهذا ما يظل يعاني منه البياتي ...... الديوان جاءنا هدية من مدريد ، حيث طبع وحيث يقيم الشاعر )

يقول البياتي في ديوانه ( كلمات لا تموت ) صفحة 526 :

( الله في مدينتي يبيعه اليهود
الله في مدينتي مشرد طريد
أراده الغزاة أن يكون
لهم أجيراً شاعراً قواد
يخدع في قيثاره المذهب العباد
لكنه أصيب بالجنون
لأنه أراد أن يصون زنابق الحقول من جرادهم
أراد أن يكون )

زاهية
10-02-2006, 01:21 AM
(د.عبد العزيز المقالح )

وهو كاتب وشاعر يمني،وهو الآن مدير لجامعة صنعاء وذو فكر يساري.
يقول أحمد عائل فقيه في زاوية صباح الرمل في جريدة عكاظ العدد 7378 تحت عنوان ( المقالح يضيء البدايات الجنوبية ) ، وضمن كلام طويل :
ومؤلف هذا الكتاب الدكتور عبدالعزيز المقالح حامل صخرة الثقافة هماً وموقفاً وإبداعاً ، والذي يملك قامة مضيئة على ساحة الحرف عربياً ..... إن المقالح وهو يقدم هذا الكتاب يؤكد مرة أخرى عمق التناول النقدي وعمق الطرح الثقافي والإبداعي عبر هذا التناول من خلال أصوات شعرية شابة تحاول أن تضيء بحرفها حلكة هذا الليل الطويل ....... تحية للمقالح شاعراً أو ناقداً .

وفي اليمامة العدد 897 صفحة 56 ، يقول عبدالله الزيد ( إلى رمزنا الثقافي الجميل د/ عبدالعزيز المقالح ).
عبدالعزيز المقالح هذا الذي يعتبره الزيد رمزاً ثقافياً لشباب الإسلام ، هو صاحب الفكر اليساري الذي يقول في ديوانه صفحة 139 ، طبع دار العودة ببيروت ، تحت عنوان ( قبلة إلى بكين ) :
متى أمر تحت قوس النصر في ساحتك الحمراء ... أرسم قبلة على الجبين جبينك الأخضر يا بكين أطلق باسم اليمن الخضراء حمامة بيضاء ، متى أسير لو أمتار في الدرب حيث سارت رحلة النهار ، رحلة ماو والرجال الأنصار ورحلة كل الطيبين متى متى

يتبع

زاهية
10-02-2006, 01:22 AM
(مظفر النواب)

وهو يعلنها صراحة :


لا تلم الكافر في هذا الزمن الكافر
فالجوع ابو الكفار
مولاي انا في صف الجوع الكافر
ما دام الصف الاخر يسجد من ثقل الاوزار


وفي موضع أخر يقول :


دخلت على بستان
كان الرب يجلس على أصغر برعم ورد
قلت له اركض ستموت الان
ركض الرب
الدرب
الارض
وابواب صفيح تشبه حلم فقير فتحت
يتبع

زاهية
10-02-2006, 01:23 AM
(نــــزار قبانى)

تعمدت ان اتحدث عن تجاوزات نزار قبانى بالذات بتفصيل اكبر لعدة اسباب
اهمها ان شعر نزار يعتبر اكثر انتشارا من شعر باقى الحداثيين الذى قد يقتصر على طبقه محدده من المثقفين....والسبب الثانى هو انه فى تجاوزات نزار تطاولاً فسره بعض محبيه ومريديه على انه قمة فى الابداع الفنى والادبى ...واليكم بعضاً من تجاوزات وتطاولات نزار:
وأبدأ ببيت اخترته من قصيده شهيره لنزار وضح فيها موقفه من معارضى اسلوبه فى كتابة الشعر وانه يتوجه بشعره لبلاده ولايهمه ان كان ما يكتب يخالف الشريعه ام لا حيث يقول: لبلادي شـعري.. ولسـتُ أبالي رفضتهُ أم باركتـهُ السـماءُ.. !!

1-ومن صور استهزائه وسخريته بالجبار جل وعلا: وصفه بأن له حُجرةً قمرية يدخل فيها، حيث يقول :
(يكون الله سعيداً في حجرته القمرية)
[مجموعة الأعمال الشعرية (2/188)]

2-أما هذه المرَّة فَيَصِلُ نزار قباني إلى مرحلة من الاستعلاء لم يصل إليها أحد من العالمين، فيصف نفسه بالربوبية والرسالة لـعشيقته والعياذ بالله فيقول:
(لا تخجلي مني فهذي فرصتي
لأكون رباً أو أكون رسولاً) [الأعمال السياسية (2/761)]

3-من صور استهزاء نزار قباني بالله عز وجل ادعاؤه بأن الله قد مات وأن الأنصاب والأصنام قد عادت ، فيقول :
(من أين يأتي الشعر يا قرطاجة .... والله مات وعادت الأصنام) ( الأعمال الشعرية الكاملة3/637)

4-كما يعلن ويقر بضياع إيمانه فيقول :
( ماذا تشعرين الآن ؟ هل ضيعت إيمانك مثلي ، بجميع الآلهة ) (المصدر السابق 2/338 )

5-كما يعترف بأن بلاده قتلت الله عز وجل فيقول :
( بلادي ترفض الحب
بلادي تقتل الرب الذي أهدى لها الخصبا
وحول صخرها ذهبا
وغطى أرضها عشبا
بلادي لم يزرها الرب منذ اغتالت الرب .. ) ( يوميات امرأة لا مبالية ص 620)

6-وهنا يعترف نزار بأنه قد رأى الله في عمّان مذبوحا على أيدي رجال البادية فيقول في مجموعته ( لا ) في ( دفاتر فلسطين ص 119)
( حين رأيت الله في عمّان مذبوخا ..
على أيدي رجال البادية
غطيت وجهي بيدي
وصحت يا تاريخ !
هذي كربلاء الثانية .. )

7-أما هنا فيذكر نزار قباني بأن الله قد مات مشنوقا على باب المدينة ، وأن الصلوات لاقيمة لها ، فيقول في في نفس مجموعة ( لا ) في ( خطاب شخصي إلى شهر حزيران ص 124 ) :
( أطلق على الماضي الرصاص ..
كن المسدس والجريمة
من بعد موت الله ، مشنوقا على باب المدينة
لم تبق للصلوات قيمة
لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة )

8-أما عن استهزائه بالدين ، ومدحه للكفر والإلحاد ، فيقول :
( يا طعم الثلج وطعم النار
ونكهة كفري ويقيني )( الأعمال الشعرية الكاملة 2/39)

9-كما أن نزار قد سئم ومل من رقابة الله حين يقول :
(أريد البحث عن وطن
جديد غيرمسكون
ورب لا يطاردني
وأرض لا تعاديني ) ( يوميات امرأة لا مبالية ص 597)

10-ويقول أيضا :
( ماذا أعطيك ؟ أجيبي ، قلقي .. إلحادي .. غثياني ..
ماذا أعطيك سوى قدر يرقص في كف الشيطان )( المصدر السابق ص 1/406)

11-ومن أقواله التي صرح فيها أنه كفر بالله العطيم قوله :
( فاعذروني أيها السادة إن كنت كفرت ) ( المصدر السابق ص 3/277 )

12-ومن صور جرأته وتطاوله على الله تعالى : جعله الزنا عبادة ، وتشبيهه إياه بصلاة المؤمن لربه كما ينقل ذلك منير العكش في كتابه ( أسئلة الشعر ) في مقابلة أجراها مع نزار ، صفحة 196 حيث يقول :
( كل كلمة شعرية تتحول في النهاية إلى طقس من طقوس العبادة والكشف والتجلي
كل شيء يتحول إلى ديانة
حتى الجنس يصير دينا
والسرير يصير مديحا وغرفة اعتراف
والغريب أنني دائما أنظر إلى شعري الجنسي بعيني كاهن وأفترش شعر حبيبتي كما يفترش المؤمن سجادة صلاته ، أشعر كلما سافرت في جسد حبيبتي أني أشف وأتطهر وأدخل مملكة الخير والحق والضوء ..
وماذا يكون الشعر الصوفي سوى محاولة لإعطاء الله مدلولا جنسيا ؟)

14-ومن صور استهزائه بالله جل وعلا : وصفه بأن له غرفة قمرية يدخل فيها ، فيقول :
يكون الله سعيدا في حجرته القمرية )( مجموعة الأعمال الشعرية 2/188)


15-ويتمادى نزار في وصف ربه وخالقه سبحانه وتعالى بكل صفات النقص والاستهزاء والعيب ، واصفا إياه بأنه سبحانه : خالف كتبه السماوية ، وأنه انحاز إليه بصورة مكشوفة ،عياذا بالله من ذلك ، وزعمه أن لله بيتا يذهب إليه تقدس ربنا وتنزه ، وأنه صديق لله ، فيقول :
( حين وزع الله النساء على الرجال
وأعطاني إياك
شعرت أنه انحاز بصورة مكشوفة إلي
وخالف كل الكتب السماوية التي ألفها
فأعطاني النبيذ وأعطاهم الحنطة
ألبسني الحرير وألبسهم القطن
أهدى إلي الوردة
وأهدى إليهم الغصن
حين عرفني الله عليك ذهب إلى بيته
فكرت أن أكتب له رسالة على ورق أزرق
وأضعها في مغلف أزرق .. وأغسلها بالدمع الأزرق
أبدأها بعبارة : يا صديقي
كنت أريد أن أشكره
لأنه اختارك لي
فالله كما قالوا لي لا يستلم إلا رسائل الحب
ولا يجاوب إلا عليها
حين استلمت مكافأتي ، ورجعت أحملك على راحة يدي ، كزهرة مانوليا ..
بست يد الله وبست القمر والكواكب واحدا واحدا )(المصدر السابق ص 2/402)

16-ويغرق نزار في أوحال التجاوز ، ومستنقع التطاول ، فينسب لله الزوجة والعشيقة تعالى ربنا وتقدس ، ويزعم أن الملائكة تتحرر في السماء فتمارس الزنا ( الحب )فيقول :
( لأني أحبك ، يحدث شيء غير عادي ، في تقاليد السماء ، يصبح الملائكة أحرارا في ممارسة الحب ، ويتزوج الله حبيبته )(المصدر السابق 2/442)

والكلام يطول والأمثلة كثيرة ولكن نختصر للفائدة بهذه الأمثلة :
يقول نزار :
17-(القلب الإنساني قمقم رماه الله على شاطىء الأرض ،وأعتقد أن الله نفسه لا يعرف محتوى هذا القمقم ، ولا جنسية العفاريت التي ستنطلق منه ، والشعر واحد من هذه العفاريت )

18-( على أقدام مومسة هنا دفنت ثاراتك
ضيعت القدس
بعت الله
بعت رماد أمواتك )
19-( عمر حزني مثل عمر الله أو عمر البحور )
20-( فلا تسافري مرة أخرى لأن الله منذ رحلتي دخل في نوبة بكاء عصبية وأضرب عن الطعام )

21-(ولماذا نكتب الشعر وقد نسي الله الكلام العربي )

22-( لا تخجلي مني فهذي فرصتي
لأكون ربا أو أكون رسولا )

23-( ونهدك هذا المضيء المليء ، الجريء ، العزيز ، القدير )

24-( من أين يا رب عصرت الجنا ؟
وكيف فكرت بهذا الفم ؟
وكيف بالغت بتدويره ؟
وكيف وزعت نقاط الدم ؟
كم سنة ضيعت في نحته ؟
قل لي .. ألم تتعب ؟ ألم تسأم ؟

25-( في شكل وجهك أقرأ شكل الإله الجميل )

26-( حين كنا في الكتاتيب صغارا
حقنونا بسخيف القول ليلا ونهارا
درّسونا
ركبة المرأة عوره
ضحكة المراة عوره )

27-( لا تستبدي برأيك فوق فراش الهوى
لأني من الله لا أتلقى الأوامر )
28-( هو الهوى الملك القدوس
والآخر القادر )

29-( أرجوك بالأوثان يا سيدتي إن كنت تؤمنين بعبادة الأوثان )

30-( بعيدا عن مدينتا التي من يوم أن كانت
إليها الحب لا يأتي
إليها الله لا يأتي)

31-( السكنى في الجنة والسكنى في دمشق شيء واحد
الأولى تجري من تحتها الأنهار
والثانية تجري من تحتها القصائد والأشعار )



(يتبـــــــــــــــــــــ )

زاهية
10-02-2006, 01:27 AM
(تقويم الاتجاهات الحداثية العربية)


1-"الخلط بين التحديث والحداثه"...


تجاوزت الحداثة التي يتبختر بها بعض المنتسبين إلى الأدب والثقافة من بني جلدتنا التجديد في الأشكال والقوالب الأدبية، لتقدم فكراً وثقافة ورؤية اجتماعية وأخلاقية. وراح كثير من دعاتها يتيهون في مستنقعات الفكر الغربي، ويتقلبون بين مدارسه المختلفة بعقلية هزيلة لا تملك سوى التبعية والإمَّعية الساذجة، وربما تصدّر بعض هؤلاء الحداثيين العرب منابر الأدب والثقافة والإعلام، وتحذلقوا بمصطلحات فلسفية مستوردة، وعبارات رمزية مقَّنعة، تحت شعار الإبداع والتجديد الأدبي والثقافي..!!

يتهرب الحداثيون كثيراً من تعريف الحداثة، ويخلطون ما بينها وبين التحديث، وقد نجد لهم العذر لسببين: الأول تعدد مدارس الحداثة ما بين المدرسة الأوروبية، والمدرسة الأمريكية والروسية، وغيرها من المدارس الفكرية المتنوعة، والسبب الثاني: هو أن الذين ينقلون هذه النظريات الفكرية التي تعالج نظرة الغربي للإنسان والكون والحياة عندما يطبقونها على الواقع يدعون أنها نقد أدبي لا يجدون مسوغاً أمام المتلقي ـ وهو يرى دعوة تغييرية لا تتوافق مع عقيدته ونظرته ـ إلا أن يسعوا للهروب من التعريف أو يقوموا بالخلط بين التحديث والحداثة...

الحداثة عند أصحابها في الغرب ثم عند المستعيرين لها في الشرق مصطلح عسير التحديد مضطرب الحدود، محمل بمعاني مشكلة، ومضامين ملتبسة متداخلة مع عبارات أخرى مثل (المعاصرة) و (التجــديد) و (التحديث) و (التطوير)، وهذا الاضطراب في تعريف الحداثة أورث أفكاراً مضطربة وغير منضبطة في فهم مضمون الحداثة، وأنتج خلطاً بين الحداثة الفكرية الفلسفية، والتحديث العصري التقني..
إن المتأمل في المنظومات التعريفية الحداثية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار يجد أنها تنطوي على كامن فكري جوهري بدايته إعلان استقلال الإنسان واكتفائه بذاته، ونهايته الوصول إلى تأليهه، لتكون الخاتمة بالقضاء عليه (فكرة موت المؤلف) (موت المبدع) (تفكيك الإنسان) ونحو ذلك.

إن البداية الحداثية الفكرية الفلسفية تدور حول (مركزية الإنسان) واستقلال وجوده، وهو ما يعرف بـ (الفكر الهيوماني) ولهذه الفكرة تعبيرات مختلفة منها (العقلانية، الاستنارة، البنيوية، التفكيكية.. إلخ) وهذه البداية اقتضت وتقتضي تجاوزاً لكل ما يعتقدون أنه (نسقي) أو (محافظ) أو (ثابت) أو (مؤسسي) إلى أن تصل في أقصى درجات غلوها إلى تجاوز (الغيبي) و(القيمي).

كـل ذلـك فـي إطـار تـصفية الثنائيات ـ حسب تعبيرهم ـ فالنص دال ومدلول معاً، والإبداع كاتب وقارئ؛ لأن (المؤلف مات بمجرد إنتاجه)، والثقافة فعل ومفعول في الوقت ذاته، إلى آخر ما هنالك من حذف للفواصل والحدود والأقواس في تراكميات لفظية تعود جميعها ـ جوهرياً ـ إلى إلغاء ثنائية الخلق والخالق، وهي الثنائية التي تعني عند المؤمن الانفصال التام بين الاثنين، وتعني افتقار المخلوق إلى خالقه، وإلغاء هذه الثنائية هو ما عبر عنه نيتشه بـ (موت الإله)، وعبر عنه بعض الحداثيين العرب بـ (انتهاء المتعــاليات) و (عودة الوجـود الإنسانـي) و (أنـسـنة المقـدس) و (أنسنة الوحي) وغير ذلك من التعبيرات.

ربما لا يوافق بعض الناس على ظهور الحداثة بهذه الصورة الصلعاء، وإن كانوا يتداولون مدلولات تنتهي في سياقها الفكري والفلسفي إلى ما أشير إليه آنفاً، ولهؤلاء يتوجه سؤال عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تفاعل إشكالية انفصال الدال عن المدلول بدءاً بالدراسات الأكاديمية النقدية والثقافية، وانتهاءً إلى الإطار الفلسفي والحضاري، بل لماذا نرى التحولات الغربية تتولى في موجات منداحة من الهيومانية إلى التنوير إلى البنيوية إلى ما بعد البنيوية؟ ثم نجد محترفي (الاستغراب) يتشربون ذلك، وينقلونه بحماسة شديدة، مدعين انفصاله عن جوهره، وانقطاعه عن جذوره الفكرية التي نما وترعرع عليها؟
أليست هذه الإشكاليات تجعلنا ندرك المضمون الفلسفي والإطار الأصولي الذي يجمع كل هذا الشتات؟ وهل استطاع المستعيرون إدراك هذا البعد الكلي، أم أنهم كانوا أوفياء في النقل بلا فهم؟ أم أنهم أدركوا ذلك، ولكن مقتضيات الأسواق المحلية لا تسمح لهم بكشف كل شيء والدعوة إليه؟ هل يمكن لنا ونحن نقرأ أقوالاً ضد (الأنا المتعالية) أن ندرك السلسلة (النسقية الفلسفية) التي أنتجت هذا المصطلح؟ وهل يليق أن نبتر هذا المفهوم عن سياقه الذي أنجبه وأخرجه؟ إذا كان الجواب بنعم، فلا بد من البرهنة على ذلك، وإلا كان هذا الفعل الثقافي ضرباً من التستر وهو فعل خطير.


(يتبـــــــــــــــــع)

زاهية
10-02-2006, 01:29 AM
(تقويم الاتجاهات الحداثية العربية)


2-النقد الثقافى (المصطلح..النظريّه..والتطبي )..

من أوائل من قال بالنقد الثقافي الباحث الأمريكي (فنسنت ليتش) الذي دعا إلى (نقد ثقافي لما بعد البنيوية)، ثم الألماني اليهودي (تيودور أدورنو) بعنوان (النقد الثقافي والمجتمع)، ثم تتالى استعماله حتى تم استيراده مؤخراً.

والنقد الثقافي عند من قال به وألف فيه يعني وحسب فهمي لما كتب:(( أنه نظرية ومنهج في الأنساق المضمرة، أي في المعتقدات الذهنية العميقة؛ باعتبارها نماذج راسخة ومنظومة فكرية ثابتة، ذات أثر في النصوص الثقافية، والجمالية بالذات، تتولد منها هذه النصوص بالضرورة.))
ويمكن القول بأن النقد الثقافي: ((استعمال للأدوات النقدية لنقد الخطاب الثقافي وكشف مجموعة الأفكار المتآزرة والمترابطة التي تكمن في الأعماق، وتؤثر بشكل حتمي في الفعل الجمالي والثقافي، حتى تصبح ذات وجود حقيقي يمثل الأصل النظري للكشف والتأويل.))

ولعل من المناسب الإشارة باختصار شديد إلى مفاصل هذا النقد الثقافي عند القائلين به:

1 ـ أنه (نسق) يمكن أن يحدد هذا النسق عبر وظيفته وعمله وأثره، وليس من خلال وجوده المجرد.

2 ـ أنه نظام بنيوي، بمعنى أن له (بنية متآزرة كامنة في أعماق الخطاب الثقافي)، وهذا النظام له وجهان أحدهما: ظاهر، والآخر: مضمر.

3 ـ أن الوظيفة النسقية تظهر في النص الجمالي خاصة: كالشعر، والقصة، وتظهر في غير الجمالي أيضاً.

4 ـ أن الدلالة النسقية المضمرة موجودة أزلية راسخة لها الغلبة دائماً.

5 ـ أن الوظيفة النسقية لها جبروت رمزي يقوم بدور المحرك الفاعل في الذهن الثقافي للأمة، وهو المكون الخفي لذائقتها ولأنماط تفكيرها وصياغة أنساقها المهيمنة.

6 ـ النقد الثقافي بمنهجه الموصوف وأدواته المذكورة وأسسه هو عبارة عن رؤية شمولية معززة بآليات ثقافية ونقدية، تستعمل فيه أدوات النقد من مثل: (المجاز الكلي، التورية الثقافية، المجمل، الكلي، المضمر، الكناية.... إلخ).

7 ـ بما أن الأنساق المضمرة هي صلب النقد الثقافي، وبما أنها حتمية؛ فمجموعة المثقفين والمبدعين ليسوا سوى (كائنات نسقية)، ومهما كانت قدرات الثقافة الشخصية الذاتية الواعية فإنها لا تمتلك القدرة على إلغاء مفعول النسق؛ لأنه مضمر من جهة، ولأنه متمكن ومنغرس منذ القديم، وكشفه يحتاج إلى جهد نقدي متواصل ومكثف.

8 ـ المراد بالنقد الثقافي كشف المخبوء تحت أقنعة البلاغة والشعر والنص الجميل؛ ولذلك كان من مطالب أصحابه إيجاد نظريات في (القبحيات)، لكشف حركة الأنساق وفعلها المضاد للوعي وللحس النقدي..

ومما سبق يمكن استنتاج الخلفية الفكرية للنقد الثقافي؛ فهو فرع للنقد النصوصي العام، وإن حاول أصحابه التفريق بين نقد الثقافة والنقد الثقافي، ومن ثم فهو قريب من مجال (الألسنية) إن لم يكن أحد حقولها. وبالنظر إلى الشمولية والحتمية المدعاة في النقد الثقافي يمكن تصور العلاقة مع (البنيوية) التي تحدث عنها دعاتها أول ما استزرعت محلياً بالطريقة نفسها، وبحماسة فريدة وقطعية جازمة، وتكلموا عنها باعتبارها مشروعاً فكرياً له صفة شمولية سوف تغير بنية الثقافة العربية بصورة جذرية كما أكد ذلك ـ على سبيل المثال ـ كمال أبو ديب في (جدلية الخفاء والتجلي).

وهناك أوجه للالتقاء بين البنيوية والنقد الثقافي منها:

1 ـ تحميل النص وقائله ما لم يرده على أساس لفظي في البنيوية، وعلى أساس مضموني في النقد الثقافي.

2 ـ الحتمية المدعاة في أثر كل منهما ومنهجيته، وهذا يذكِّر بالحتمية الديالكتيكية في الماركسية، كما يذكر بالتلاقي البنيوي الماركسي.

3 ـ الإيمان الراسخ بأن البنيوية (سابقاً) والنقد الثقافي (لاحقاً) ليست مجرد أداة إجرائية للنظر في النصوص الأدبية، بل هي رؤية ومنهج عام وشمولي، بل هي رؤية للعالم والوجود والإنسان.

4 ـ التشابه (الحانوتي) بين الاثنين؛ فكما أعلنت البنيوية موت المؤلف والشاعر والمبدع؛ فقد أعلن النقد الثقافي موت النقد الأدبي.

ومع ذلك فهناك فوارق مهمة بين البنيوية والنقد الثقافي، وأهمها ـ في نظري ـ خطورة السياق الفلسفي والمنهجي للنقد الثقافي، وتلك الخطورة تتمثل في تقديري في الآتي:

أولاً: دراسة النسق، المضمر يرتكز على اكتشاف العيوب والخلل النسقي والقبحيات، والأنساق المضادة للوعي والحس النقدي والحيل النسقية، وهذه طريقة سلبية، وقراءة اقتناصية ونقد ترصدي، يعتمد على حذف الإيجابي ومؤشراته، وعزل سياقات ومكونات مهمة، وخوض بحار التأويل المتناقضة.

ثانياً: أن النقد الثقافي بأسسه النسقية يقوم على فكرة استباقية وعلى (نسقية مؤامراتية) تفترض القبيح والسلبي والخلل والخداع؛ فهو في حد ذاته نسق مضمر ومهيمن، حسب المواصفات المذكورة عن النسق، وعلى ذلك يمكن أن يصبح مخترع النقد الثقافي مشمولاً بكل ذلك النقد العنيف الذي رسخ مبادئه، وأقل ذلك أن يوصف في مرحلته السابقة للنقد الثقافي بأنه كان تحت حالة (العمى الثقافي) التي كانت فى مرحلة ما قبل النقد الثقافي، وهذا يعني بكل وضوح أن ما كان قبل اختراع النقد الثقافي فهو جهل وتخبط وارتباك، يندرج تحت وصف (العمى الثقافي).

ثالثاً: الاستنباطات الساذجة ـ أحياناً ـ من دراسة الأنساق الثقافية تدل على عيب منهجي وخلل معرفي، وخاصة إذا نظرنا إلى الدعوى الشاملة القاطعة بأن مجالات الثقافية بل الحياة قد (تشعرنت) أي أصيبت بفيروس (الشعر) القائم أصلاً على المجاز والمبالغة وعدم الإنجاز وعدم الفاعلية وعدم المعقولية، وأن هذا التشعرن عم حتى وصل الخطابة والقصة والقيم والأشخاص والأفعال.

ومثل ذلك ما توخاه (النقد الثقافي) من الاهتمام بما سماه (المهمشين) في الثقافة العربية وهم: الأقليات الدينية أو الطائفية أو العرقية، والتمركز الانتقائي حول الأنوثة ودراسات الجنوسة/الجندر، والتي منها وبناء عليها انبثق فكر الفحل والفحولة التي يرون أنها عمّت كل شيء بوصفها صيغة استبدادية قهرية شاملة.

رابعاً: إن النقد الثقافي بأدواته المذكورة وقراءته الترصدية وبحثه عن العيوب والخلل النسقي سيشمل ـ حالاً أو مآلاً ـ دراسة النسق الاعتقادي عند المسلمين؛ باعتباره النسق الأشمل والأظهر والأرسخ والأعمق.

وبالنظر إلى النفسية الترصدية والنظرة التشاؤمية الغالبة على هذا التيار، وبالنظر الى الخلفية الفكرية المؤطرة بالعلمانية فإنه سيجد ـ بحسب تصوراته ـ أنساقاً اعتقادية كامنة لها تأثيرات سلبية ومخرجات قبحية ـ بحسب أصولهم ونظريتهم ـ ومن ذلك على سبيل المثال القضاء والقدر، والولاء والبراء، والغيبيات كالجن والملائكة وخوارق العادات، وأشراط الساعة

هذه الأنساق الثقافية (الاعتقادية) المؤثرة هي التي نستطيع ان نعرفها بأنها: (أنساق تاريخية أزلية وراسخة ولها الغلبة دائماً)، وهي وإن حصرناها في الشعر بوصفه محور اهتمامنا إلا أن الآلية بما فيها من تعميمية واقتناص وحتمية تعد منصة إطلاق يمكن نقلها إلى حقول أخرى خارج الأدب والشعر: كالتاريخ، والعلوم الإسلامية، وغيرها لممارسة القصف الشامل، لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار أن فحيح الحداثيين ضد الثوابت الاعتقادية والأخلاقية والتشريعية واللغوية قد أصبح سمة على أكثر المنتمين لهذا التيار.



(يتبــــــــــــــــــع)

زاهية
10-02-2006, 01:29 AM
(تقويم الاتجاهات الحداثية العربية)



3-(الحداثـــــة والتحررمن الانســــــاق)
المراد بالنسق (النظام): أي ما كان على نظام واحد، وكانت عناصره متلازمة ومترابطة بحيث تشكل كلاً عضوياً واحداً، هذا هو (النسق)؛ فالنسق النباتي ـ مثلاً ـ يتحدث عن التمثيل الضوئي والبذور والجذور والأوراق والثمار، ويسمى (النظام النباتي) وفي العلوم النظرية يراد بالنسق: جملة الأفكار والقناعات المتشاكلة والمتآزرة والمترابطة التي تؤلف نظاماً عضوياً واحداً، ومثال ذلك (نسق داروين) و (نسق فرويد) و (نسق دوركايم) و (نسق كانط) وفي العلوم الإسلامية: مجموعة العقائد والكليات والمضامين المتلازمة التي تشكل كلاً معرفياً وعملياً مترابطاً، وهكذا في سائر العلوم والفلسفات والمعارف.

وأكثر من يستعمل مصطلح (النسق)؛ هم (البنيويون)؛ فالنسق عند ميشيل فوكو ـ مثلاً ـ علاقات تستمر وتتحول بمعزل عن الأشياء التي تربط بينها.

و (النقد الثقافي) يعتمد على قضية (النسق)، وهو عند فلاسفة البنيوية: عامل مؤثر في بلورة منطق التفكير الأدبي في النص.

والنسق أيضاً هو الذي يحدد الأبعاد والخلفيات التي تعتمدها الرؤية، ومن هنا يمكن اعتبار النقد الثقافي سليل البنيوية من وجه، وسليل مدارس النقد الثقافي الأوروبي والأمريكي من وجه آخر.

و(النسقيون) إن صحت التسمية يرون في (النسق) عموماً وفي الفكر النسقي خصوصاً أنه منغلق على نفسه، وهو بذلك قابل للجمود والركود، وقد يقع في التعصب واللاتسامح.

ومن هنا يمكن أيضاً أن نكتشف عيوب وخطورة (النقد الثقافي) والنسقية التي يتحدثون عنها؛ ذلك لأنه نقد مبني على استخراج العيب والقبح والنقص، وهو نقد يعتمد على أن الأنساق (عقدية) كانت أو أخلاقية أو تشريعية أو إبداعية قوة حتمية جارفة أزلية راسخة لها صفة الغلبة دائماً، أضف إلى ذلك أن مروج النقد الثقافي يعدّ أن الكامن الثقافي والمعرفي هو مصدر التشويه والانتكاس، وهذا ينطبق على الكامن العقدي والأخلاقي، وإن لم يقلْ بذلك صراحة، إلا أن منهجيته توصل إلى ذلك قطعاً.

والحقيقة أن النقد الثقافي ـ بصورته التي ظهر بها ـ هو نقد أخلاقي، وإن حصره صاحبه في مجال الشعر، إلا أنه منطوٍ على نقد قيمي أخلاقي قابل للتطبيق ـ بحسب فلسفته وآلياته ـ في مجال الثوابت الاعتقادية والتشريعية.

وفي تقديري أن كتاب (النقد الثقافي) للغذامي (وسوف اعرض لاجزاء منه اذا سمحت الظروف والوقت) لا يبعد كثيراً عن كتاب (الثابت والمتحول) لأدونيس أو كتاب (زمن الشعر) له، اللهم إلا في اختلاف حقلي الدراسة0

وللقارئ أن يقارن بين هذين القولين الآتيين ليرى أوجه التشابه والاختلاف بينهما.
يقول أدونيس: (ما يزال نظام العلاقات القديم بكل إرثه هو الفعال السائد في الحياة والثقافة العربيتين على السواء)،
ويقول الغذامي في النقد الثقافي ص80: (هناك نوع من الجبروت الرمزي يقوم... بدور المحرك الفاعل في الذهن الثقافي للأمة، وهو المكون الخفي لذائقتها ولأنماط تفكيرها وصياغة أنساقها المهيمنة)،

ومن هنا يمكن أن نفهم مدى خطورة هذه الأيديولوجيا على ثوابت الأمة ومنطلقاتها.


(يتبــــــــــــــع

زاهية
10-02-2006, 01:30 AM
(تقويم الاتجاهات الحداثيه العربيه)


4-(ادعاء الحدثيين غياب نظريه اسلاميه تخدم الادب العربى)

يردد الحداثيون فى كل مناسبه ادعاءهم بأن هناك غياباً شبه كامل وعدم وجود نظرية إسلامية تخدم الأدب العربي منذ نشأته في العصر الجاهلي وحتى يومنا هذا،و ويدعون ايضاً أن كل الإنتاج الأدبي هو عبارة عن خطابات فحولية تمجد الذكورية في طياتها، كما أنه عبارة عن مخرجات (لا واعية) متأثرة بالأنساق المسيطرة وتجبن في الخروج عليها.. وبالطبع لا يُتوقع من دعاة (الأنوثة) و(الجنوسة / الجندر) و (اليوني سكس أي الجنس الوسط) أن يعترفوا بوجود نظرية إسلامية تخدم الأدب العربي؛ وذلك لأن خطابهم في التجني على الثوابت والتحريض ضدها قد تجاوز اعترافهم بهذه القضية، أي أنهم قطعوا شوطاً بعيداً في الالتصاق بمنظومة أخرى لا ترى في الخطاب العربي واللغة العربية إلا الفحولة المستبدة، والذكورية الماكرة، والتعالي الفحولي، وغير ذلك من ألفاظ الثورة ضد اللغة ومدلولاتها وظلالها، وأبعادها ومعانيها ومراميها وعلاقاتها.

هذا الهجوم على ما يسمى (ذكورة اللغة) هو في واقع الحال هجوم مادي على مصادر اللغة والتي منها القرآن والسنة والشعر العربي والنحو العربي والبلاغة والصرف وتشويه لها، وتحويلها إلى مجرد أيقونات.

هذا هو وجدان ومضمون الخطاب (الأنوثي) المؤطر بإطار العقيدة المادية الطبيعية التي تستخدم الجنس أصلاً لإدراك كل شيء، والحكم على كل شيء، والمؤدى القريب أو البعيد لهذه الدعاوى تقويض حدود اللغة القائمة وضوابطها ومدلولاتها، وإبعاد المرجعية الإنسانية المتخطية لحدود المادة، أعني المرجعية الغيبية الدينية، وغني عن القول أن هذه النظرية تصوغ المرأة إما أنها أكثرمن أنثى أي (عدو للذكر) وخصم له، وإما أنها أقل من أنثى (متطابقة مع الرجل) باسم الجنوسة أو الجندر أو اليوني سكس، وفي كلتا النظريتين تسقط المرأة بوصفها الأم الحنون، والزوجة الرؤوم، والبنت البرة، والأخت الوفية، والمربية البانية، والمعلمة الحانية، ويحل محلها المرأة المتصارعة مع الرجل أباً كان أو زوجاً أو ابناً أو أخاً.

وبهذا السقوط تسقط الروابط الاجتماعية تحت حرب ميليشيات دعاة (الأنوثة) و (الجنوسة)؛ وبذلك تسقط الأسرة في الحرب المفتعلة بين الذكور والإناث؛ وبذلك يتلاشى جوهر الوجود الإنساني؛ إذ يصبح كل فرد عبارة عن وجود رقمي مستقل، يعيش مصلحته الخاصة، ورغباته الذاتية، ويسقط في قبضة الحياة المادية الساحقة، وينزلق في حرب مستمرة قاتلة لكلا الطرفين.

(يتبـــــــــــــع)

زاهية
10-02-2006, 01:31 AM
لقد جاء القران ثورة !!
على معلقات العرب ...
فروسية عنتره..
وفصاحة امريء القيس وحكمة زهير
وجاهلية عمرو ...
وتحدى العرب بأن يأتو بسورة واحده
وتلك هى المعجزة..

الشعر فى رأيى هو فكر...والشاعر يحمل بين يديه أمانة يجب ان يقدرها
فالشعر فكر والشاعر هو من يغير فكر امه ....
ثم ان بعض المحدثين 00 (بكسر الدال)
يظن الحداثه هي تمرد على الممنوع والمحرم...وتخطى لكل الخطوط الحمراء بدعوى حرية الفكر والابداع....

الحداثه بمعناها ومفهومها الطيب اسلاميه فى جوهرها يا أختى الفاضله...نعم الحداثة الحقيقيه (وليست المنقوله من الغرب) اسلاميه بدات منذ بداية نزول القران ...وستستمر حتى قيام الساعة ان شاء الله...

اما حداثة الغرب المنقوله فانا قد نذرت قلمى وفكرى ووقتى هنا لكي اوضح للاخوة وجهها الحقيقى وانزع اقنعتها حتى لايظهر منها الا وجهها القبيح

زاهية
10-02-2006, 01:32 AM
( أصول ومنطلقات الحداثة الأدبية)


إذا نظرنا إلى أصول ومنطلقات الحداثة الأدبية فإننا نجد أنها قامت أساساً على ابتغاء التحول والدعوة إلى منهج جديد يتحرر من كل ثابت ومؤصل في صياغة تتخذ التغيير مذهباً، والتقويض مسلكاً، وفي سبيل هذا الاتجاه الأيديولوجي تم اصطناع الأدوات المناسبة لعملية الهدم والتقويض:
أدوات لغوية باسم (تفجير اللغة) و (تأنيث اللغة) و (القضاء على معجمياتها) و (نحوها وصرفها)
وأدوات اعتقادية تجزم بحتمية الصيرورة الدائمة، وحتمية الحداثة
وأدوات تاريخية تستهدف التشكيك في التاريخ الثابت المنقول،
كما تستهدف إحياء الأقليات التاريخية المارقة والمنحرفة تحت شعار البحث عن المهمش والمقصي؛ وبذلك ترسخت المفاهيم الباطنية في الشعر العربي الحديث

وساعد على ذلك وجود أشخاص متبوعين من هذه الطوائف الشاذه، مثل: أدونيس، وزوجته خالدة سعيد، والبياتي، ومظفر النواب، ومهدي عامل، وحسين مروة، وشوقي بزيع، وحنان الشيخ، وتوفيق زياد، وسميح القاسم، وغيرهم.

وهذا ما لحظه إحسان عباس في كتابه (الاتجاهات الجديدة ص 81)، حيث قال: (لا ريب أن عدداً من الشعراء المحدثين ينتمون إلى الأقليات العرقية والدينية والمذهبية في العالم العربي، وهذه الأقليات تتميز ـ عادة ـ بالقلق والدينامية ومحاولة تخطي الحواجز المعوقة والالتقاء على أصعدة أيديولويجية جديدة، وفي هذه المحاولة يصبح التاريخ عبئاً والتخلص منه ضرورياً، أو يتم اختيار الأسطورة الثانية؛ لأنها تعين على الانتصاف من ذلك التاريخ بإبراز دور تاريخي مناهض).

وهذا الولع بالنماذج والتجارب الشاذة في التاريخ أصبح سمة عند هذا الاتجاه، حتى من أبناء المسلمين غير الطائفيين؛ وذلك لأن تنظيراً في هذا الاتجاه قد تأسس في أذهانهم وتشربوه كالمسلَّمات اليقينية، فساروا عليه، فأثر على كتاباتهم بالأسماء والرموز الشاذة في إطار امتداحي تبجيلي مخادع، يسير عليه بعض الكتّاب بعمى ثقافي وصمم معرفي لا يعرفون ما وراء الأكمة، ولا يرغبون في معرفته، بل قد ينهالون بالنقد والثَلْب لمن أخبرهم بأبعاد وخلفيات هذه الممارسة التي ظاهرها ثقافي أدبي وحقيقتها تقويض وهدم.

يقول أدونيس في الثابت والمتحول (3/9 ، 10): (ومبدأ الحداثة: هو الصراع بين النظام القائم على السلفية والرغبة العاملة على تغيير هذا النظام، وقد تأسس هذا الصراع أثناء العهدين الأموي والعباسي؛ حيث ترى تيارين للحداثة: الأول سياسي فكري، ويتمثل من جهة في الحركات الثورية ضد النظام القائم بدءاً من الخوارج وانتهاءً بثورة الزنج ومروراً بالقرامطة، والحركات الثورية المتطرفة، ويتمثل من جهة ثانية في الاعتزال والعقلانية الإلحادية وفي الصوفية على الأخص)، ولعل في هذا النص بعض الإجابة عن خلفيات هذه القضية وأغوارها.

(يتبـــــــــــــــــــــ ـع)

زاهية
10-02-2006, 01:33 AM
(مــــا بعــــــد الحداثــــــــــــة)


ما بعد الحداثة مصطلح معقّد أو جملة من الأفكار لم تظهر كمجال للدراسة الأكاديمية إلاّ في منتصف الثمانينيات (1980). ومن الصعب تعريفها، لأنّ الفكرة تتجلّى في طائفة واسعة من الفروع المعرفية ومجالات الدراسة بما في ذلك الفنون، والهندسة المعمارية، والموسيقى، والسينما، والأدب، وعلم الاجتماع، والاتصالات، والموضة، والتكنولوجيا. ويبدو من الصعب تحديد مفهوم ما-بعد-الحداثة هذا زمانيا وتاريخيّا إذ إنّه ليس واضحًا تمامًا متى ظهر للوجود.

ولعل ابرز مايهمنا فى هذه الدراسه فى مفهوم ما بعد الحداثه هو مصطلح (النص المفتوح) لان له علاقه -ربما تكون مباشره فى كتابات البعض عن الدعوة الى تفسير جديد للقرآن الكريم والسنه النبويه الشريفه....

ولكنى اعتقد ان ما بعد الحداثه هو موضوع كبير ويستحق دراسه خاصه به..اتمنى ان يمن الله على بالوقت الكافى لاتمامها ونشرها فيما بعد......
ومصطلح (النص المفتوح) من المصطلحات المستخدمة في مذهب (ما بعد الحداثة) التي اهتمت بمناهضة الشكل المنتهي، ودعت للشكل المفتوح والفوضى التخريبية، والدعوة إلى التقويض، والنصوصية المتداخلة، والبعد الأفقي، وأهمية المكتوب، ومعاداة السرد، والاحتفاء بالمهمش والمقصي، واعتماد نظرية اللاتقريرية في قائمة طويلة من الألفاظ والمصطلحات التي تبدو عليها آثار الطروحات البنيوية وما بعدها.

ولـ (النص المفتوح) أبعاد فلسفية وتاريخية وسياسية؛
فأما البعد الفلسفي: فقائم على الأساس المادي، والعقل المادي الذي يؤكد أصحابه دائماً بأن (الحقيقة الثابتة) ليست سوى صناعة لغوية.

أما البعد السياسي (الأيديولوجي) فقائم على أن أهمية الشيء مرهونة بنتائجه، وهنا تلتقي مع (البراغماتية / الذرائعية)0

ومنظور ما بعد الحداثة معني بإيجاد الإشكاليات ضمن المسلَّمات؛ حتى يمكن له خلخلة الثقة بها، ثم تقوم بعد ذلك بإعادة تعريف الحقائق المتغيرة، وزعزعة الثقة بالثوابت؛ من أجل ذلك سعت حركة ما بعد الحداثة إلى تأصيل النص وانفتاحه، وقدرته على إنكار الحد والحدود؛ مما يجعله يقبل التأويل المستمر والتحول الدائم، وبذلك ـ حسب رأيهم ـ تتحول النصوص إلى نصوص لا نهائية في نصيتها، ولا محدودية في معانيها؛ مما يفضي إلى تعدد الحقائق والعوالم بتعدد القراءات.

وفي الناتج العملي لفكرة (النص المفتوح) نجد البراغماتية والليبرالية التي يعتبر أصحابها (أن القطعيات والحقائق الثابتة والمطلقة عبارة عن نسق مغلق) تركي الحمد في كتابه (من هنا يبدأ التغيير ص 137)، أما الليبرالية ـ حسب قوله ص138: (فتبقى نصاً مفتوحاً على عكس (لنصوص المغلفة في بقية الأيديولوجيات)؛ ولذلك ـ حسب رأيه ـ انتصرت الليبرالية في صراعها مع بقية الأيديولوجيات، ولسنا هنا بصدد مناقشة هذا النوع من الادعاء، بل المقصود بيان أوجه التلاقي الفكري الفلسفي مع التنظير السياسي بين نظرية (النص المفتوح) و (الليبرالية المؤدلجة). أما علاقة ما يسمى (النص المفتوح) بالوحي فإننا نجد أثر ذلك في هجوم نصر حامد أبو زيد، ومحمد (أركون) على نصوص القرآن، حيث يرى أبو زيد أن النصوص الدينية ليست سوى نصوص لغوية، ويتبنى القول ببشريتها، وينادي بتأويلها تأويلاً مفتوحاً متنوع القراءات بحسب نوعية وعدد القراء؛ لأنه يرى أن التمسك بحرفية النص ودلالاته اللغوية يجعل النص مغلقاً، ومن ثم ينحصر فهم النص في أقلية مستبدة مسيطرة حسب قوله، ونحواً من هذا الطرح ومن زاوية تاريخية يدرس أركون نصوص الوحي وفق مفهوم (النص المفتوح) أيضاً، وضمن منظور الدلالات المفتوحة القابلة للتجدد مع تغير آفاق القراءة، المرتهن بتطور الواقع اللغوي والثقافي ـ حسب كلامهم ـ وأما الكتب التي تناولت نصوص الوحي وفق هذا المنظور المادي التقويضي المستهدف تدنيس المقدس وتهميشه؛ فمنها كتب نصر أبو زيد، وخاصة كتابه (مفهوم النص)، وكتاب لإبراهيم محمود بعنوان (قراءة معاصرة في إعجاز القرآن)، وللتزيني كتاب (النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة)، ولنائلة السليني (تاريخية التفسير القرآني)، ولأركون (العلمنة والدين والإسلام) و (الفكر الإسلامي قراءة علمية)، وغيرها.



(يتبـــــــــــع)

زاهية
10-02-2006, 01:34 AM
](الخـــــــــــــــــلاصـ ـــــــــه)


أن الحداثة تصور إلحادي جديد – تماما - للكون والإنسان والحياة ،وليست تجديد في فنيات الشعر والنثر وشكلياتها .وأقوال سدنة الحداثة تكشف عن انحرافهم بإعتبار أن مذهبهم يشكل حركة مضللة ساقطة لا يمكن أن تنمو إلا لتصبح هشيما تذرة الرياح وصدق الله العظيم إذ يقول (ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً ) .

ولعلك أخي القاريء قد وقفت معنا على معنى الحداثة، وتبين لك جذورها ومؤسسها، وإن كان لنا من وقفة مع هذا الفكر المنحرف فهي وقفة تعجب واستغراب لمدى سخف عقول من نادى بالحداثة من العرب، وتقلد مذهب "بودلير" وتغنى بالأرض الخراب، ولم يكتف بذلك حتى تجرأ وطعن في الإسلام وشكك فيه، فهل لنا أن نسأل هذا الجاهل قائلين له ولمن وافقه : أي خير للأمة يوم أن تترك اتباع سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، وتتبع "إدغار" و"فودلير" رواد الفسق والعهر والفجور، كيف سيصبح حال البشرية إن هي آمنت بالحداثة واتخدتها منهج حياة ؟!

إن المنهج الهجومي الذي ينتهجه مروجو الحداثة في العالم العربي، ووقوف المسلم في موقف المدافع عن دينه وقيمه، ربما كان سببا في عدم معرفة كثير من المسلمين بحقيقة الحداثيين وما يحملونه من مباديء هدامة، لكن الأمر لا يحتاج سوى إلى قراءة سريعة لفكر هؤلاء من خلال كتاباتهم النثرية والشعرية حتى يعلم المسلم إلى أي طريق يسير هؤلاء، وإلى أي منهج يدعون، ولعل فيما قدمنا في هذا المقال من تعريف بهم، وما سنقدمه من توضيح لأشعارهم الطاعنة في أصول الدين وثوابته ما يكون معلما في التعريف بضلال هذه الطائفة وعظم خطرها .....
ويهمنى هنا ان انبه على أن معرفة هذه المذاهب ودراسة أفكارها ورجالها تزيد الدين بريقا ، وتظهر علو كعبه ومنزلته، وأنه لا يقارن بأي من المذاهب البشرية والأفكار الأرضية إلا وعلا عليها، وأن دراسة تلك المذاهب تلفت الأنظار إلى مكامن الجمال في هذا الدين العظيم ، الذي لا سعادة للبشرية إلا به، ومقارنة سريعة بين دين الله وهذه الأفكار الأرضية تظهر بما لا يدع مجالا للشك - عند المنصف - أحقية هذا الدين بالاتباع والاقتداء والإيمان به، نسأل المولى عز وجل أن ينشر دينه ويعلي كلمته حتى تسعد بها البشرية جمعاء


قال الله عز و جل: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إداً . تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الجِبَالُ هَداً}

:{إن كُلُّ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً . لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَداً . وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَرْداً}
[مريم89-90-93-94-95]

قال تعالى : { أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإلَيْهِ يُرْجَعُونَ } [آل عمران : 83]




(يتبــــــــــــــــــع)[/color]

زاهية
10-02-2006, 01:35 AM
(خــاتمـــــــــــــه)



يعتبر الخوض فى مذهب الحداثه موضوعاً شائكاً، لأن الحداثه كمذهب فكرى وعقيده هى قضية مهمة من القضايا المطروحه على الساحة، والتى لم تتضح ملامحها وأهدافها إلا للمخلصين الذين وقفوا في وجهها وكشفوا قناعها، فبدت سوءتها، وبرز عوارها، مع أن أربابها يحاولون ستر وجهها الكالح بدعوى أنها مجرد حركة أدبية وشعرية وثقافية ونقدية، لكنها تبطن الكفر والشك والنفاق والاستهزاء بالدين وشرائعه ونبيه وعباد الله الصالحين، تحارب الفضيلة وتمجد الرذيلة، تقلب الحقائق، وتزعزع المسلمات، وتخالف الدين والعادات لا لشيء إلا للخلاف، سخف في القول، وغرابة في الصياغة، لا تكاد تقف على نص من نصوصها فتقرأه من غروب شفقة إلى بروز فجره الكاذب إلا ترى ظلمات بعضها فوق بعض إذا بحثت عن الحق أو الفضيلة فيه لم تكد تراه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قصائد سمجة، وروايات زائفة، ونصوص مهترئة تقرأ كثيراً منها فترى غثاثة اللفظ، ووقاحة المعنى، وضحالة الثقافة، وركاكة الأسلوب، لو كان بعض تلك النصوص جسداً لكان مشوهاً قبيحاً تشمئز منه النفوس، وتنصرف عنه العيون، ويسوء الناظرين.

كثير من تلك النصوص لا تستحق الورق الذي تكتب عليه، وقد تنال شهرة كبيرة لا إبداعها ولكن لمخالفتها، وقد قيل: خالف تذكر، وقد اشتهر بذلك أشخاص مكانهم الحق مزابل التاريخ، نكراتٌ إلا في المنكر،موغلون في الإبهام إلا في سبيل الشيطان، ومما يزيد الأمر سوءًا أن هؤلاء الممسوخين لهم نفوذ صارخ في أجهزة التوجيه والإعلام في كثير من بلاد المسلمين، ولا شغل لهم إلا نقل النفايات البشرية،أو المماحكة فيما فرغ الشرع المعصوم من تقريره وإثباته... وإذا بنا نرى كل طائفي يحمل - أحقاده التاريخية على الإسلام - يخفي دمامة معتقداته تحت فلسفة الحداثة والعلمنة، ويخرج سمومه القاتلة من أكمام الثوب الأدبي الفضفاض...

زاهية
10-02-2006, 01:36 AM
(بعـــــــــــــد الخاتمــــــــــــــــــه )


لقد كان موضوع الحداثه فى ميزان الاسلام من اهم المنعطفات فى حياتى حيث انه ساهم -هو وما صحبته من أحداث-فى اعادة ترتيب قائمة أولوياتى...
واسمحوا لى أخوتى ان احدثكم عن الدافع وراء كتابة تلك الدراسه ...
قبل عامين من الان كنت انظر للحداثه نظرة اخرى تماما مثلما ينظر الكثيرون منكم اليها ...كانت الحداثه فى مفهومى -فى تلك الايام -شيئاً محبباً ربما أتطلع للانتساب اليه ..وما كان ذلك الا بسبب عدم ادراكى الكامل لذلك الاتجاه الجديد وعدم المامى بكل دوافعه واتجاهاته....
ثم حدث وان انضم للادباتيه مجموعة من الكتاب الجدد والحق يقال انهم كانوا يتمتعون بمجموعة من المواهب سواء فى شعر الفصحى او العامية او القصه....وبعد فترة من نشر أعمالهم بدأت احس بأتجاههم الفكرى الذى وجدت فطرتى وعقلى يرفضانه...وزاد رفضى لذلك الفكر بعد اقترابى من الزملاء واحتكاكى بهم عن قرب ...والتماسى لآرائهم فى العديد من الامور الادبيه والدينيه والسياسيه والعامه...
ودفعنى ذلك للتعمق فى القراءه عن ذلك الفكر المسمى (بالحداثه) وكانت صدمتى الكبيرة....وبدأت حينها فى الاعداد لهذه الدراسه وكتابتها واستغرق منى ذلك الامر عدة شهور وجدت بعدها ان الامور فى الاقسام الادبيه بالمنتدى قد انتظمت -بفضل الله-ووجدت تلقائيا معظم هؤلاء الاخوة قد انسحبوا عندما وجدوا ان المناخ بالمنتدى غير مناسب لنشر فكرهم ...فقررت التريث فى نشر الموضوع....
ومرت الايام ...وتغيرت الاوضاع...ووجدت الظروف تدعونى من جديد للتفكير فى نشر تلك الدراسه بعد ان استشرى فى الموقع العديد من الكتابات التى تدعو لذلك الفكر الشاذ والمنحرف ...وبكل اسف وجدت الكثير من الكتاب ممن كنت أحمل لهم تقديراً خاصاً لدى يشجع ذلك الاتجاه ويباركه ...بل ويشارك فيه ...وشيئاً فشيئاً سقطت الاقنعه ...وبدأ أتباع المذهب المشبوه فى الظهور تباعاً...ويعلم الله اننى لم اكن اهدف من وراء نشرى لتلك الدراسه الا توضيح الحداثة كمذهب وفكر وعقيده متكامله لمن كان ينظر اليها على انها دعوة للتجديد ولم يكن هدفى اطلاقا الدخول فى نقاش او جدال او صراع مع الحداثيين ...فأنا جربت الحوار معهم كثيرا واعلم ان الواحد منهم يدافع عن الحداثة باستماته يُحسد عليها...فهو بالطبع يدافع عن عقيدته وفكره وانتمائه الذى يدين به .....وكان شغلى الشاغل ان اوضح للشباب الذى لم يطلع على الوجه الحقيقى للحداثه مدى الشر الذى تحمله تلك الفكره حتى لا ينزلق وراء دعوتها البراقه...




واسمحوا لى يا اخوتى ان اتقدم لكم جميعاً باعتذارى عن التقصير فى التفاعل مع مشاركاتكم فى الفترة الماضيه وذلك نظرا لانشغالى فى الاعداد وتبسيط هذه الدراسه...
واسمحوا لى ايضاً ان اكون مقتصراً فى الفترة المقبله فى مداخلاتى معكم على الموضوعات التى أحس انها تلمس فى نفسى وعقلى ما يدفعنى على التفاعل معها ....وصدقونى لرب كلمة تكتب كرد فى موضوع (بصدق وامانه) خير وأبقى من آلاف الصفحات التى تمتلىء بالتمجيد والتهليل والنفاق....




بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا الله الحليم العظيم ،
لا إله إلا الله رب العرش العظيم ،
لا إله إلا الله رب السموات السبع ، و رب الأرض رب العرش الكريم

اللهم لك الحمد ، وإليك المشتكى ، وأنت المستعان وبك المستغاث . وعليك التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بك
اللهم إنى أسألك لَذّةَ النَظرِ إلى وجهك ، والشّوْق إلى لقائك في غير ضراء مُضِرّة ، ولا فتنة مُضلة
اللهم لك الحمد أنت رب السموات و الأرض و من فيهن ،
و لك الحمد أنت قيوم السموات و الأرض و من فيهن ،
و لك الحمد أنت نور السموات و الأرض و من فيهن ،
أنت الحق و قولك الحق ، و وعدك حق ، و الجنة حق و النار حق ، و النبيون حق ، و محمد حق ،
اللهم لك أسلمت ، و بك آمنت ، و عليك توكلت ، و إليك أنبت ، و بك خاصمت ، و إليك حاكمت ،
فاغفر لي ما قدمت و ما أخرت ، و ما أسررت و ما أعلنت .
أنت إلهي لا إله إلا أنت...
"اللهم إني أعوذ بك من غضبة ليست إليك ... اللهم لا تنطقني إلا بالحق .. اللهم إني أعوذ بك من أن أكون متبعا لهوى وأعوذ بك من أن أكون ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا "
سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك....
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..



(تمت دراسة الحداثة فى ميزان الاسلام بحمد الله تعالى)

زاهية
10-02-2006, 01:39 AM
جزاك الله الخير

أخي الفاضل الحسام

وجعل ماكتبته في صحيفة أعمالك

وأيقظ بك قلوب أعمتها الحداثة

فانهارت بها القِمم

وهي تحسب أنها أحسنت صنعا

والشكرموصلٌ لموقع كتكوت الذي نقلت منه الموضوع

أختك

بنت البحر

زاهية
10-02-2006, 01:43 AM
على هامش البحث
وقد مر الشعر خلال عمره الطويل ببعض محاولات التجديد والتغيير، وهي محاولات يسيرة لم تمس جوهره وسرّ قوته وتأثيره وجرسه وهو الوزن والقافية. وشهد عصرنا هذا محاولات أكثر للتغيير باسم التطوير والتحديث والتجديد فظهر ما يسمى بشعر التفعيله ثم ما يسمى بالشعر الحر المنفلت من القافية ولكن مع محافظته على جرس ووزن يجعلنا نصنفه على انه شعر ، ثم بالغ القوم في التغيير فانفلتوا من الوزن والقافية في إطار ما يسمى بقصيدة النثر التي عُـرف أصحابها بأهل الحداثة.

وكنت حتى وقت ليس بالبعيد ـ بسبب عدم الاطلاع ـ أظن أن قصيدة النثر المتسمة بالغموض الملقب بالحداثة المحاط بـهذه الهالة الإعلامية، أظن ذلك كله أنماط من التغيير في الشكل، ولا علاقة له بمضمون الشعر، ولا بمعانيه ولا بـمحتواه الفكري، ولكنى أكتشفت أن الشكل لم يكن في ذاته هو هدف هذا التغيير وإنما جعل الشكل الجديد الملفوف بالغموض ستاراً لقوالب فكرية شحنت في كثير من نماذجها بالمعاني الهزيلة، والأفكار الهابطة والسهام المسمومة الموجهة للقضاء على الفضيلة والخلق والدين...


ودعنى اتفرغ فى هذه المداخله لشق واحد من كتابات الحداثيين وهو الغموض فى كتاباتهم وابين لك ان اتخاذهم الغموض اسلوبا فى كتاباتهم هو بالشىء الخطير والذى يغفل عنه الكثير من القراء وأعتقد ان كلامى سيكون اكثر وضوحا اذا ضربت لك بعض الامثله:
تقول الشاعره الحداثيه (هدى الدغل) تحت عنوان (اشتعالات فرح مثـقل) :
( لأني نفيت من الحلم بالأمس
سامرت قيظا
وجعا منح الوقت وقتاً
واحترى أن يمر به الوسم
لأني عاصرت حالة دفني
تجذرت بالرمل
مارست توق الخروج عن الخارطة
ولأن الخريف طوى قامتي )

ويقول احد الشعراء الحداثيون فى قصيده له بعنوان:
(مريم وذاكرة البحر والآخرون):

( أرتق وجه السماء المغطاة بالعشب
أدون ما يشدو البحر به
هو الليل يأتي لنا حاملاً شمسـه
هو الموت يبدأ من أحرف الجر حتى السواد
وينسل طيف الأرانب بين المفاصل والأمكنة
يضيء الغدير المعبأ بالخيل والليل والكائنات الكئيبة
وللنهر بيض يفقس بعد المساء الأخير
وللخوف وجه الذي يشتهيه الشجر )

وتقول الشاعره خديجة العمري في قصيدة حداثية:

( أنهض من لوثة الوجع العائلي
وأدخلنا كلما احتفل الجرح بالدم
والقاتلين أهزالي بذاكرة اللحظات التي قسمتنا
تساقط في همتي سادتي الحاضرين
وما اختلفوا من يعلق نص الوراثة مرحى )

ولا تظنن ياصديقى العزيز أني أبالغ، فهم والله يقدمون ما سبق على اعتبار أنه شعر وأدب، ويقدمون له الدراسات النقدية والأدبية، ولولا خوف الإطالة لأوردت أمثلة أكثر، ويكفيك أن تتجه إلى أي عمل أدبي حداثي وتـنظر فيه، لترى أنه من نفس النوعية لا فرق بينها إلا التـفاوت في الغموض .

يقول الناقد الحداثى (عبد الله نور) : " الشعر الذى يُفهم ليس بشعر " !!
ومادام من شروط الشعر عندهم ألا يـفهم، فما الغاية منه إذاً ؟ هل هو طلاسم سحر، أم أحاجي ألغاز، أم رموز شعوذة ؟؟!


وتـقول رجاء العالم الكاتبة الحداثية : "لا يهمني إن لم يفهمني أحد" .

لمن إذاً تـكتب ما دام لا يهـمها أن يفهمها الناس، ولماذا لا تحتـفظ بكتابتها لنفسها بعيداً عن النشر، وما هي يا ترى طريقتهم، وهل نستطيع أن نعرف بعض أهدافهم ؟؟!

إذا فمن أهداف الغموض وغاياته كسر الإطار العام للغة العربية، وتحويلها مع مرور الزمن والأيام، ومن خلال استبدال مفرداتها وتراكيبها ومعانيها، إلى لغة جديدة لا صلة لـها باللغة العربية الفصحى المعروفة والمأثورة عن العرب - تماما كما حصل للغة اللاتينية - التي تحولت مع مرور الزمن بـهذه الطريقة إلى لغات كثيرة .
ولك أن تتصور - لو حصل هذا لا قدر الله ـ موقف الأجيال القادمة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وكتب التراث بصفة عامة، وأي كارثة يسعى الحداثيون إلى جر الأمة إليها.

ويقول أحد النقاد من الحداثيين: "بوسعنا أن نقول إن للشعر خاصة وللإبداع عامة نحوه الخاص، ولنجرؤ قليلا فنقول إنه ضد النحو, تتحرك فيه اللغة وفق منطق شعري خاص، لم يعد لمقولات المطابقة في الإفراد والتـثـنية والجمع والتذكير والتأنيث وحركات الإعراب ما يـقـتـضي وجودها من خارج النص، وإنما تـظـل كل تـلك الأسس النحوية احتمالات من شأن الرؤيا أن تحرك النص بعيداً عنها, إن كان لذلك التحريك ما يقتضيه".

وهكذا يريد أدعياء الإبداع ورواد الحداثة أن يكون أول هجومهم عل اللغة العربية ونحوها وصرفها وبلاغتها، تحت ستار الحرية في الإبداع ، لعلمهم أن هذه اللغة هي وعاء الشرع خاصة والتراث عامة، وهي وسيلة فهم هذا الدين ومعرفته، لأن الهجوم على الدين مباشرة أمر غير مقبول في بداية المعركة، وإن كانت مرحلة منازلته قد بدأت لدينا
يفسدون الذوق، ويحطمون الأخلاق، ويحاربون اللغة، لغاية أبعد من اللغة، ويدمرون الأدب، وكل ذلك باسم الإبداع والحداثة .

زاهية
10-02-2006, 01:45 AM
وأنا اعود للجواب بأن ما يسمى قصيدة النثر لا علاقة له بالقصائد من قريب او من بعيد
فأهم ما يميز الشعر عن غيره من أصناف الكلام هو الوزن والقافية. وقد دأب القدماء على التجديد فيه فمنهم مثلاً من التزم المقدمة الطللية وجاء بعده من لم يلتزم وهذا التجديد مقبول لأنه لا يعتدي على الفن الشعري بقدر ما يغير في أسلوب تقديمه واستعماله وأغراضه.

مثال آخر على التجديد هو استخدام أوزان جديدة. وهذا أيضا مقبول لأنه لا يلغي صفة الوزن بقدر ما يحاول أن يبتكر فيها، وهنالك الكثير من المحاولات في هذا المضمار ومنها ما هو موجود في العصر الحديث. أيضا هنالك من حاول التجديد في القافية على شكل استبدال القافية الواحدة بتشكيلة من القوافي لتسمى القصيدة بالموشح، وهو تطور كان لا بد منه في العصر الأندلسي حيث أبدع العرب في الغناء والموسيقى وكانت هنالك حاجة ماسة له.
يقال أن الحاجة أم الاختراع، وعندما أصبح الشاعر العربي يقيس قصيدته بالدفقات الوجدانية والصور الشعرية، ظهر الشعر الحر فكتبه كبار الشعراء وهو يرتكز على الأوزان الأصلية لكنه لا يلتزم عدد التفعيلات في السطر الشعري الواحد، وأراه هو الآخر مقبولا ومنطقيا لأنه يأتي في عصر أصبحت اللغة فيه عامية، والالتزام بالبيت الشعري ذي المصراعين يقترب من الصعوبة لحاجته إلى لغة جزلة مكثفة.

على مدى كل هذه العصور والتطورات، تم دائما الحفاظ على ما يميز الشعر عن غيره من وزن وقافية، وكانت التطورات دائما إيجابية، بالرغم من كل الخلافات حولها. واليوم جاء زمن الحداثة، وصار التراث العربي والإسلامي في مهب الريح، فقط في المئة سنة السابقة ترك العرب لغتهم (مثلما تركوا دينهم) وصاروا يقولون لك إن قصيدة النثر كتب عليها شعراء غربيون ولابد ان نقتفى اثرهم وننقل عنهم مثلما ننقل عنهم اسباب الحضارة الاخرى.
..
أريد أن أوضح نقطه هامه وهى اننى لا أعتبر أن الشعر وزنٌ وقافية فقط.. بل هو شعور وتدفق للعواطف والخيال (أوالصور الشعرية عند الشاعر المعاصر). لكن الالتزام بالوزن يؤدي إلي إراحة الأذن والتذوق عند القراءة لأن الشعر يُقرأ بطريقة مميزة لا أعرف كيف أصفها هنا خاصة وأنني أكتب الآن نثراً!! هل من الممكن أن نضع في كتاب القراءة للأطفال قصيدة نثر بغرض إنشادها؟ الجواب لا، وإذا أجبنا على السؤال "لماذا؟" عرفنا الفرق بين الشعر والنثر.

وحتى لا يكون الكلام هنا قاسياً. دعونا نعتبر أن قسماً جيدا من "شعراء" النثر يكتبون بلغة سليمة وأفكار راقية وخيال مجنح، فماذا نسمي نتاجهم؟ أنا أقترح أن نسميه خاطرةً أو نسيقةً (حسب اقتراح بعض النقاد )، لأن الخاطرة هي قطعة نثرية قصيرة فيها الخيال والعواطف والأسلوب العذب...
فإذا كان النثر سليماً وفيه من الانسياب والعاطفة والخيال، سميناه خاطرةً. المهم ألا ننسبه إلى الشعر حتى لا نؤدي إلى تشويه الشعر . والكاتب في هذه الحالة ليس بشاعرٍ لأنه لا تتوفر فيه القدرة على قول الشعر الذي يحمل خصوصية ويتطلب قدراتٍ غريبة على غير أهله.
..
هنالك أيضا من يقول إن "قصيدة" النثر تمتلك الموسيقى الداخلية، فهل يوجد في التاريخ نص فيه موسيقى داخلية أكثر من القرآن الكريم؟ ما رأيك؟ ماذا نسميه؟! أعني ان هذه الموسيقى موجودة في الكثير من النصوص والإبداعات النثرية الراقية، ولكن لا أحد اقترح أن نسميها شعراً. وبقيت سامية وراقية دون عبث.

القضية خطيرة جداً .. لأنها تؤدي بالأدب العربي إلى الأنحدار وتتويج الرديء على الرفيع ملكاً رغماً عنه.
وبعد فإنني أخاف على اللغة العربية من النسمة ومن ذرات الغبار، من أبنائها وأعدائها، من الذين يحاولون تكحيلها فيعمونها ومن الذي يبيتون النية لغرز سهامهم في عيونها. لذلك يعتقد البعض أنني "متطرف" في رأيي. ولكنني أطمئنك وأطمئن الجميع أنني أحاول فقط وضع النقاط فوق الحروف، أحاول أن أحث على عدم الأخذ بالادعاء وتمييز الغث من السمين حتى في الشعر نفسه أو في النثر سواءٌ سمي قصيدة نثر أو خاطرة أو غير ذلك...
...

مجدي محمود جعفر
04-03-2006, 07:42 PM
الكاتبة الرائعة / زاهية
نشكرك على نشر هذه الدراسة الطيبة للباحث الجميل د 0 حسام ، وبذل جهدا كبيرا وقضى وقتا بين الكتب والمراجع ليقدم لنا هذه الدراسة ، واسمحي لي أن أعرض لك وجهة نظري في هذه المسألة كقارئ وسيكون مدخلي من الشعر ولماذا فقد الشعر في زماننا هذا جمهوره - ورؤيتي التي سأثبتها هنا رؤية قارئ
لماذا فقد الشعر جمهوره ( 1 )؟

--------------------------------------------------------------------------------

لماذا فقد الشعر جمهوره ؟
( 1 )
ما يشغلني كقارئ للشعر ( فن العربية الأول ) ومُحبا له ، وأظنه يشغل ويؤرق بال الكثيرين من مُحبي الشعر
مثلي ، هو .. لماذا فقد الشعر جمهوره ؟ ولماذا انصرفت الناس عنه وأصبح يدور توزيعه مابين رقمي الآحاد
والعشرات في أحسن الأحوال ؟ ولماذا لم يعد يجد الشاعر في زمننا من الجماهير آذانا صاغية وقلوبا مُحبة ؟
.. هل لأن الكلمة الشاعرة لم تعد تحتفظ بوهج اتصالها وتواصلها بروح الأمة وضمير الشعب ؟ .. ولم تعد كلمة الشاعر تحفز الهمم وتنهض بالعزائم وتحرض وتغير ؟
سأحاول في عدة مقالات - وفي حدود الحيز المعقول – أن أقترب من الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة التي قد تتوارد على ذهن القارئ / المتلقي دون الالتزام الدقيق بأصول وقواعد البحث العلمي وصرامته ، وستأتي ورقتي مزيجا من الرؤى والخواطر تتخللها بعض القضايا والمناوشات .

• بادئ ذي بدء ، كان الشاعر في قبيلته أيام الجاهلية مثل الفارس إن لم يفقه ، وكانت القبيلة التي يولد فيها شاعرا ، تولم ، وتقيم الأفراح والليالي الملاح ، ولا ينطفئ لها موقد ، وتتلقى التهاني ، فالشاعر الذي نبغ فيها سيذود عنها ، عن كرامتها وشرفها ونسبها ، وسيدحض القبيلة الأخرى المنافسة ، وسيكون للقبيلة بين القبائل الأخرى شأوا كبيرا ومكانة ومهابة ، فالشاعر كان حاملا للواء القبيلة ومعبرا
عنها ، وكان الشعر سجل العرب ، يسجل فيه الشعراء الحياة العربية وما فيها من قيم وأخلاق وعادات
وتقاليد ، ونطالع فيه أخبار الحروب وأنباء المعارك ، وحفظ الأنساب ، إنه سجل تاريخي ، ومن ثم كان
للشعر رسالة أخلاقية ، ووظيفة اجتماعية ، فالشعر ارتبط في نشأته بتحقيق غاية ما ، وقد حرص أرسطو على أن يجعل تلك الغاية في شعر الدراما تطهيرا ، ومن بعده جعلها " هوراس " متعة وفائدة .
فإن عدنا للعرب الأول . نجد الغاية أداء رسالة وتحقيق نبوءة ، كما نراها توجيها أخلاقيا ثم استجلابا لمنفعة ، والمقصود بالمنفعة هنا أن يؤثر في سلوك الناس ، ولا عجب إذن أن كان الشعراء – فيما مضى – في قبائلهم مثل الرسل والأنبياء ، وكانت تُعلق أشعارهم على أستار الكعبة ، أقدس وأطهر بقعة على ظهر البسيطة ، وكان الشعر يُنشد في الساحات ، ويُلقى في الأسواق ، وتحمل الجماهير الشاعر المتميز على الأعناق وتوسده في القلوب .
وعندما أدرك الحكام منذ عصر ما بعد القبيلة أهمية الشعر والشعراء ، تمت محاولات لإستقطابهم ، وللأسف أصبح عدد كبير من الشعراء من بطانة الحاكم ، وتحولوا من رسل وأنبياء إلى مداحين ، يتماهون في أشعارهم مع الحكام / ممدوحيهم ، ويتنافسون فيما بينهم لنيل العطايا والهبات ، ومنذ أن بدأوا يتكسبون بشعرهم ، ويدخلون تحت عباءة الحكام ، ويسعون للوجاهة والتمايز ، المادي والطبقي وللسلطة ، انحرفوا برسالة الشعر ووظيفته ، وبعدت المسافة بينهم وبين الناس ، وأصبح جُل همهم أن يعبروا عن الحاكم ويصوغون أحلامه وأشواقه لا أحلام وأشواق الناس ، ولم يكن بالطبع كل الشعراء على هذا النحو ، فثمة شعراء لم ينضووا تحت مظلة السلطة ، وسُجن منهم من سُجن ، وعُذب من عُذب ، وصُلب من صُلب ، ونُفي من نُفي ، ونحن هنا معنيون فقط بالشعراء الذين وقعوا في غرام الحكام سعيا للوجاهة والتمايز في حياتهم ، من المتنبي مع سيف الدولة ، وأبي تمام مع المعتصم ، وأبي نواس مع الأمين و... و..... ، إلى شعراء عصرنا الحديث الذين أكلوا خبز العراق ، وانتفخت جيوبهم بدينارات الكويت ، ووقفوا يغنون بين آيادى ال .. و ... ، فهل انصراف الشاعر عن الناس وقضاياهم ، وتحوله إلى بوق للحاكم وحاملا لرؤيته وأيدولوجيته ، أدى إلى انصراف الناس عنه وعن الشعر ؟ ربما يكون هذا سببا من الأسباب ، ولكنه ليس على أية حال السبب الوحيد ، وحتى نلتقي مع أسباب أخرى في مقالات تالية لكم كل الود والإعزاز

مجدي محمود جعفر
04-03-2006, 07:45 PM
--------------------------------------------------------------------------------

لماذا فقد الشعر جمهوره ( 2 ) بقلم مجدي جعفر
أذكر عندما التحقنا بالمدرسة الثانوية كنا نعاني نحن طلاب القسم العلمي من حفظ قصائد ( شكري والمازني والعقاد ) أصحاب مدرسة الديوان ، التي رفع أصحابها لواء التجديد ، وقد شقوا عصا الطاعة ، وأعلنوا التمرد ، ورفعوا راية العصيان على شوقي وحافظ ومن سار على دربهم ، وشنوا عليهما حربا شعواء ، فقد انفتح هؤلاء المجددون على الغرب ، وعلى الشعر الإنجليزي خصوصا ، يسيرون على هديه ، وقد أطلق البعض عليها مدرسة التقليد لا التجديد ، وكانوا يعنون تقليد الغرب ، وزادت المعاناة ، بعد أن قررت وزارة التربة والتعليم قصائد لأصحاب مدرسة الشعر الحر ( صلاح عبدالصبور ، بدر شاكر السياب ) ، ولم نجد هذه المعاناة في الفهم والحفظ عندما تعاملنا مع الشعر الجاهلي في السنوات السابقة ، رغم صعوبة مفرداته ، والمدهش أن الشعراء الذين رماهم النقاد بالتقليديين أمثال حافظ وشوقي لأنهم حافظوا على عمود الشعر والوزن والقافية – كنا لا نجد صعوبة في حفظ أشعارهم ، وزاد الطين بلة – عندما تعرفنا خارج قاعات الدرس على أشعار أدونيس ومحمد عفيفي مطر ، فصدمنا صدمة كبرى ، وأعلنا بيننا وبين أنفسنا وفاة الشعر ، لولا أن اهتدينا إلى أشعار صلاح جاهين ثم فؤاد حداد ، وإن كان الثاني أسبق من الأول عند النقاد ، وهذا لايعنينا كقراء في كثير أو قليل ، المهم أننا وجدنا في شعر العامية بديلا مريحا وجميلا ، أرضى غرورنا وأشبع ذائقتنا ، فشاعر العامية لم يفقد صلته بالمتلقي كما فعل شاعر الفصحى الجديد ، بل كان يحرص على مد جسور التواصل والمحبة مع القارئ ، والظاهرة لاتقاس عموما بشاعر أو شاعرين ، ولكنها تقاس بمجموعة من الشعراء ، وبالنتاج الشعري الذي تركوه ، ومدى تأثيرهم أو أثرهم في الناس ، وهذا مافعله شعراء العامية كظاهرة وكفريق ، لايهم من الأكبر سنا ومن الأحدث ، ومن الأسبق في النشر ، ولك أن تتصور فريقا يضم فؤاد حداد ، صلاح جاهين ، عبدالرحمن الأبنودي ، فؤاد قاعود ، سيد حجاب ، محسن الخياط ، مجدي نجيب ، سمير عبدالباقي ، والقائمة قد تطول ، عزفوا جميعا ، لحنا ثريا ، ومتنوعا ، عانقوا فيه هموم الوطن وأحلام البسطاء ، ولم نأبه وقتها بما كانوا يقولونه – أن العامية ضد القومية وضد الدين و.. و.. ولا بما يُكتب عن نظرية المؤامرة التي تُحاك ضدنا لضرب الهوية في الصميم والتي هي بالضرورة في الدين - والمدخل لضربها عن طريق الشعر ، فن العربية الأول ، وكانوا يقصدون الشعر العمودي ، لأن الشعراء الحداثيين مثلهم مثل شعراء العامية عملاء الغرب وأذنابه ، وأبواقا له ومرتشون ، والمخابرات المركزية لاتني بمناسبة وغير مناسبة في تحويل الدولارات على دفاترهم بالبنوك حتى أتخمت !! ، وأصبح بيننا وبين الشعراء الحداثيين حائط سد ، وكنا نتساءل هل الخطأ فينا أم فيهم وفي قصائدهم التي تستعصى على الفهم وعلى الحفظ؟! وإذا كنا أغبياء ، لماذا نفهم ونحفظ أشعار حافظ وشوقي والشابي ومحمود حسن اسماعيل وغيرهم ولا نستطيع أن نفهم أو نحفظ بيتين لأدونيس أو لمحمد عفيفي مطر ؟
وبدأت تطفو على السطح ظاهرة الوضوح والغموض ،الوضوح في الشعر التقليدي يقابله الغموض في الشعر الحديث ، فهل الغموض كان سببا في تراجع الشعر وانصراف الجمهور عنه ؟
هذا ماسنتوقف عنده تفصيلا في مقال لاحق ، وحتى يحين اللقاء لكم خالص مودتي وتقديري

مجدي محمود جعفر
04-03-2006, 07:52 PM
لماذا فقد الشعر جمهوره ( 3 ) ؟
في المقال السابق ، سردنا ما كان يعتمل في الذاكرة ، في وقت كنا واقعين فيه ، في أسر المنهج المدرسي المحدود ، وفي القولبة وأفكار المدرسين الثابتة والمتوارثة ، ونظرتهم الضيقة للأدب والفن ، والشعر خصوصا ، توارثوها ، في مجتمع محافظ ، عبر ما يقرب من أربعة عشر قرنا ، وبزوغ نجم الجماعات السلفية ، التي دعمت تلك النظرة ،وأوقفت الزمن ، وقدمت تفسيرات للأدب والفن ، ما أنزل الله بها من سلطان ، كل هذا أوقعنا في (حيص بيص ) كما يقول المثل ، بالإضافة إلى حالة الفوضى والبلبلة السياسية والاقتصادية بعد سياسة الصلح مع العدوالصهيوني ، والقطيعة العربية ، واتخاذ سياسة السلام أو الاستسلام ، وأصبح 99بالمائة من أوراق اللعبة في يد أمريكا ، والتحول بعد قرار الانفتاح إلى الاقتصاد الحر ،والأديب أو الشاعر لا يعمل بمعزل عن الواقع ، فيتأثر به ويؤثر فيه ،وهذا التغير والتحول الاقتصادي والسياسي أتبعه بالضرورة تغير في المفاهيم ، ومنظومة القيم التي كانت سائدة في الخمسينات والستينات ، اختلت ، وتقلصت الطبقة المتوسطة ،وبدأ عصر الانفتاح السعيد ! ، ظهور طبقة جديدة امتلكت المال ، ولكنها لا تملك العلم والثقافة ، وكان على هذه الطبقة أن تفرض بالمال والنفوذ ثقافتها ، ولا عجب أن تختفي أغاني أم كلثوم ، أم كلثوم التي شدت لحافظ ( أنا تاج العلاء في مفرق الشرق / ودراته فرائد عقدي ) ، ( وقف الخلق جميعا / ينظرون كيف أبني قواعد المجد وحدي ) أم كلثوم التي شدت أيضا لشوقي ( ريم على القاع بين البان والعلم / أحل سفك دمي في الأشهر الحرم ) ، تختفي من على المسرح ، لتظهر مطربة أخرى في زمن الانفتاح مع شاعر آخر – ليس بالتأكيد حافظ أو شوقي ، وملحن آخر ، وما جرى للأغنية ، جرى للمسرح ، والسينما ، والموسيقى ، والأدب شعره ونثره ، حتى العمارة تشوهت وأصبحت نموذجا سيئا وقذرا ، وإذا كانت الفنون تتكامل وتتداخل فمن المؤكد أن الشاعر يتأثر بكل هذه الفنون ، وأصبح كل من هب ودب يكتب الشعر ، وهذا موضوع يطول الحديث فيه .
وتنوعت القراءات ، واستوت الأفكار ، ونضجت القناعات ، فنظرتنا في المرحلة الجامعية إلى صلاح عبد الصبور ، وبدر شاكر السياب ، وعبد الوهاب البياتي ، ونازك الملائكة ، وأحمد عبد المعطي حجازي ، وأمل دنقل ، وغيرهم من شعراء التفعيلة ، اختلفت عما كانت عليه في المرحلة الثانوية ، وبدوا لنا كفاتحين لدروب جديدة في الأدب العربي ، وحدثت انفراجة أخرى في النظرة إلى محمد عفيفي مطر وأدونيس كعازفين جديدين خارج السرب ، فجاءت قصائدهم تفجيرا لقاعدة الثبات ، وتحطيما للسائد ، وقلبا لنظام الأشياء ، وخرقا للمسار الثقافي – الاجتماعي .
واكتشفنا أن المنبرية كانت هي أداة التواصل بين الشاعر والمتلقي ( حيث يرفع الشاعر صوته ليبلغ به أكبر عدد من الناس ، مؤملا أن يؤثر فيهم بإيقاع وتناغم كلماته ، ولكن بمباشرة وسطحية لا تطالبان السامع بتفكير كثير وتخاطبان ذاكرته الآنية التي تستجيب في الحال للكليشهات العاطفية معا ، كما تستجيب للمتوارث من القرائن السهلة مع الكلمات الموزونة والمقفاه ) "1" ، أما شعراء الحداثة – التى استعصت قصائدهم علينا في البداية ، قد جاءت منذ بدايتها ( رافضة المنبرية ، والصوت العالي ، والمباشرة ، والتنغيم اللفظي ، والقرائن التقليدية ، ولذلك جازفت بقدرتها على التواصل ) "2" ، ومحاولة الحداثيين الخروج عن الكليشهات المجازية والعاطفية والابتعاد عن المتوارث من القرائن التي ألفتها الأذن قرابة أربعة عشر قرنا ، فهي كما يقول جبرا إبراهيم جبرا ( وجدت أنها مهددة بانغلاق الشاعر عن المتلقي ،أو بتقطيع معظم خيوط التواصل بين الشاعر والمتلقي ، إلا إذا غير المتلقي موقفه في هذا التواصل ، وأمضى وسيلته الذهنية والعاطفية ، وهيأ نفسه للتأمل من جديد في طاقات اللغة وقرائنها الجديدة الممكنة طلبا لتجربة ذاتية أوسع وأعمق من ناحية ، وكشفا من ناحية أخرى عن صلات جماعية هي حتما غير الصلات القديمة ،بين الذات والعصر الذي يعيش فيه ) "3" ، وإذا كان إدراك الشكل في القصيدة التقليدية كان لا يتطلب جهدا من المتلقي / القارئ ، فإن إدراك القصيدة الجديدة ( يتطلب وعيا شعريا كبيرا يتناول معرفة الأجزاء في مادة القصيدة ، وعلاقات هذه الأجزاء بعضها بالبعض الآخر ،وائتلافها فيما بينها ووحدتها . ومن لا قدرة له على هذا الإدراك لا يقدر أن يفهم القصيدة الجديدة ولا الأشكال الشعرية الجديدة ) "4" ، إذن الحداثيون يريدون قارئا نشطا ذهنيا ووجدانيا ومعرفيا ، يُعمل فكره ، ويجهد عقله ، لا كسولا يطلب الفكرة المجانية ، فعليه – أي القارئ – أن يشارك في إنتاج المعنى أو في إنتاج الدلالة ويساهم في صناعة النص ، فالحداثة تريد قارئا فاعلا أثناء القراءة ، ويطالب نقادها ومبدعوها أن يكون هذا القارئ مؤهلا علميا ومعرفيا وفنيا لتلقي النص ، ومناوشته ، والاشتباك معه ، ومنذ أن أعلن رولان بارت ، موت المؤلف ، وناقش مفهومات مؤلف وقارئ ، وبشر بعصر القارئ ، ولكي يتحقق عصر القارئ الذي بشر به ، فإنه يفتح لهذا العصر مجال النص بأن يعرض له نوعين من النصوص هما النص القرائي والنص الكتابي . ( والنص الكتابي هو النص الحديث الذي يدعو إليه بارت ، وهو نص يمثل الحضور الأبدي والقارئ أمام هذا النص ليس مستهلكا وإنما هو منتج له ، والقراءة فيه هي إعادة كتابة له . ) "5" وللحديث بقية في مقال تال

مجدي محمود جعفر
04-03-2006, 07:55 PM
لماذا فقد الشعر جمهوره (4 ) ؟
إن ظاهرة الغموض ليست بالظاهرة المستجدة على أدبنا العربي ، فقد جأر النقاد بالشكوى في العصر العباسي من غموض الشعر الذي يقوله الشعراء ، ويجمع النقاد على أن الحداثة الأولى بدأت في العصر العباسي ، وأصبح رد أبي تمام على أحد النقاد الذي يتهمه بأنه يقول ما لا يُفهم ، بأن قال له : ولم لا تفهم ما أقول ، أقول أصبح هذا الرد مثلا جاريا على ألسنة شعراء الحداثة الجدد ، وغموض الشعر في زمن الحداثة الأولى " العصر العباسي " قد شكا منه النقاد والقراء على السواء ، وترجع أسباب الغموض في عمومها – إلى اتساع الممالك التي فتحها العرب ، والانفتاح على الثقافات الأخرى ، والترجمة عن علوم وثقافات وفلسفات الهنود والفرس واليونان ، وبدا هذا الغموض في أشعار أبي تمام بدرجة كبيرة أزعجت النقاد والقراء ، وانقسم الناس حوله بين مؤيد ومعارض ، وهو يمثل منفرجا في تاريخ الشعر العربي ، إذ يعتبره البعض رأسا في الشعر ، والسبب : هو في خروجه على الناس بمذهب شعري متميز ، أحدث في عصره ضجة ، ( وقسم الناس إلى فريقين ، بين متعصب له ، مقتد به ، ومتعصب عليه ، طاعن فيه ، ..... ، وكان أن قامت معركة أدبية ، حمل أبو تمام لواءها في حياته وتواصلت طويلا بعد مماته ) " 6 " ، وفي تفسير ظاهرة غموض شعر أبي تمام _ كنموذج _ يقول دكتور عبد الرحمن القعود : ( أما أبو تمام – فيكاد يكون الشاعر الوحيد الذي تسبب غموض شعره في إيجاد مكان لقضية الغموض الشعري في خريطة النقد العربي القديم . وإذا كان من المؤكد أن هناك أسبابا تضافرت جميعها ، فأصابت شعره بغموض – شكا منه غير واحد من النقاد في عصره وبعد عصره – فإن من المؤكد ، كذلك أن تلون ثقافته هو واحد من هذه الأسباب ، فهو مثقف ثقافة فكرية بسبب إطلاعه على المعارف العقلية المتنوعة في عصره ، وهذه المعارف المتنوعة هي ما ازدوج بها بعض الألوان البديعية عنده ، فجللت بالغموض في كثير من جوانبها وأجزائها ) " 7 ) ، وإذا كان هذا الانفتاح المعرفي في العصر العباسي هو الذي تسبب في الغموض الشعري ، فما بالنا بعصرنا الذي انفجرت فيه المعرفة بشكل مذهل ، وتداخلت العلوم وتداخلت الفنون ، وتداخلت الثقافات ، وأصبح الشاعر يمتح من علوم وثقافات متعددة ومتنوعة ، وكل منها يؤثر في الآخر ، ولا يبدع الشاعر وينتج وهو بمعزل عنها ، وظهرت في الأدب عموما ، والشعر خصوصا ، نظرا لتطور العلوم والمعارف والثقافات ، مناهج ومذاهب ونظريات جديدة ، خلخلت الثابت ، وحركت الراكد ، من أسلوبية إلى بنيوية ، وسيميائية ( سميولوجية ) ، وتفكيكية ، ونصية ، وتـأويلية ... إلخ .
ولهذا تغير مفهوم الشعر ووظيفته ، وبطلت المقولات النقدية القديمة أو معظمها ، ورجوعا إلى الحداثة بشكل عام ، نجدها : ( انفجار معرفي ، حركة لانهائية من السؤال والبحث والتجديد ، ورغبة محمومة في التعلق بالحلمي والأسطوري ، والإقامة في أعماق بنية الذات والعالم ) " 8 " ، وبذلك أصبح الشعر الجديد : ( مجالا كثيفا من الرؤى الضبابية والتجارب المتداخلة .... ، والمعارف المتنوعة ) " 9 " ، ولعل هذه الأسباب وغيرها من الأسباب التي لايتسع الوقت ولا المجال لذكرها ، اتسعت الهوة بين الشاعر والقارئ ، وانقطعت خيوط التواصل بينهما ، ولذلك كان لابد من قارئ جديد ، يختلف عن القارئ التقليدي ، ولكي يلج هذا القارئ الجديد إلى شعر الحداثة ، يجب أن يعلم أن ثمة مصادر عديدة ومتباينة تحكمت بمسار تطور الشعر العربي الحديث ، منها الميثولوجيا القديمة في الشرق الأوسط ومنها أيضا الشخصيات في القصص التوراتي والانجيلى والقرآني ، وأيضا الشعر الإنجليزي ، وقد لخصها خلدون الشمعة في ثلاثة مصادر رئيسية : (الأول : هو النقلة التي حدثت من الدين إلى القومية في الحياة السياسية ، وتحديدا إلى تراث ما قبل الإسلام الذي أعتبر جزءا من تراث المنطقة . وقد سبق لبعض المنظرين أن لفتوا الأنظار إلى هذا المصدر الذي كان في حكم المهمل . وهكذا أصبح العديد من الآلهة والآلهات كبعل ، إله الخصب والقوة ، وعشتار نظير أفروديت ، وتموز نظير أدونيس في المثيولوجيا اليونانية ، وثيقة الصلة بالجانب الروحي والثقافي في النهضة العربية ، وأصبحت هذه الأجهزة الأسطورية ، أو المثيولوجيات الشرق أوسطية ، بالنسبة إلى الشعراء المحدثين ، رموز أساسية للحياة والموت في لغة وصور الشاعر الحديث .
وأما القصص الذي ينطوي على صلة مباشرة بالتراث المسيحي والعبراني ، فقد شكل المصدر الثاني ، وتفرع عن ذلك صورة المهدي ، مسيح التراث الإسلامي ، الذي سيعود ليملأ الأرض نورا وعدلا .
أما المصدر الثالث : وهو يتصل بالإستراتيجيات النصية ، أي بالأيدولوجيات وبالتقنية معا ، فتمثل في الشعر الإنجليزي ، خصوصا شعر ونقد تي . إس . إليوت ، وإديث سينويل . ) " 10 " .
وأكتفي بهذا القدر ، وأرجو أن أكون قد ساهمت برأي متواضع ، من قارئ أحب الشعر العربي ، والشعراء العرب ، قدامى ومحدثين .

مجدي محمود جعفر
04-03-2006, 07:57 PM
الهوامش
: "1" جبرا ابراهيم جبرا: الحداثة في الشعر والجمهور . جدلية القطيعة والتواصل ، مجلة فصول ، المجلد الخامس عشر ، العدد الثاني ، الجزء الأول 1996 ،ص 12 .
" 2 " المرجع السابق
" 3 " المرجع السابق
" 4 " كمال أبو ديب : اللحظة الراهنة للشعر ، مجلة فصول ، المجلد الخامس عشر ، العدد الثالث ، الجزء الثاني ، ص 12
" 5 " د . عبدالله محمد الغذامي : الخطيئة والتفكير ، كتاب النادي الأدبي الثقافي بالسعودية ، العدد ( 27 ) 1985 ، ص 73 .
" 6 " الهادي الجطلاوي : خصائص الشروح العربية على ديوان أبي تمام ، مجلة فصول ، المجلد السادس ، العدد الأول 1985 ، ص 135 .
" 7 " د. عبد الرحمن محمد القعود : الإبهام في شعر الحداثة ، سلسلة عالم المعرفة ، العدد 79 ، 2002 ، ص ص : 32-33
" 8 " ابراهيم رماني : باحث وناقد جزائري : الشعر العربي الحديث ، مسألة القراءة .. مجلة فصول - المجلد الخامس عشر – الجزء الأول ، العدد الثاني ، 1996 ، ص 135
" 9 " المرجع السابق نفسه
" 10 " خلدون الشمعة : ناقد سوري ، المثقفة الأليوتية ، مجلة فصول ، المجلد الخامس عشر ، الجزء الثاني ، العدد الثالث 1996 ،ص 64

عطية العمري
11-06-2006, 01:40 PM
الأخت الكريمة زاهية
الأخ الكريم مجدي محمود جعفر

موضوع في غاية الأهمية
وفي غاية الحسن من حيث العرض ولتقديم

سلمتما ودمتما بألف خير

على فكرة : نسخت الموضوع وحولته إلى ًword وسأقوم بتنسيقه وطباعته لقراءته بتمعن وتمهُّل

والسلام عليكم ورحمة الله

زاهية
15-06-2006, 01:52 PM
الكاتبة الرائعة / زاهية
نشكرك على نشر هذه الدراسة الطيبة للباحث الجميل د 0 حسام ، وبذل جهدا كبيرا وقضى وقتا بين الكتب والمراجع ليقدم لنا هذه الدراسة ، واسمحي لي أن أعرض لك وجهة نظري في هذه المسألة كقارئ وسيكون مدخلي من الشعر ولماذا فقد الشعر في زماننا هذا جمهوره - ورؤيتي التي سأثبتها هنا رؤية قارئ
لماذا فقد الشعر جمهوره ( 1 )؟

بارك الله فيك أخي الكريم مجدي محمود جعفر ولك الشكر على ماتفضلت به حول هذه الدراسة الرائعة التي قام بها أخي الكريم د0حسام جزاه الله خير الجزاء ومن فرط إعجابي بها نقلتها إلى واحة الخير كي تكون مرجعًا للدارسين ولمن يود التعرف بشكل موسع على مثل هذا الموضوع الهام في الحداثة ..
يسعدني أخي الكريم أن تغني هذا البحث بما تفضلت به وسأعود لقراءته بإذن الله قريبًا..
دمت بخير
أختك
بنت البحر

زاهية
15-06-2006, 01:56 PM
الأخت الكريمة زاهية
الأخ الكريم مجدي محمود جعفر

موضوع في غاية الأهمية
وفي غاية الحسن من حيث العرض والتقديم

سلمتما ودمتما بألف خير

على فكرة : نسخت الموضوع وحولته إلى ًword وسأقوم بتنسيقه وطباعته لقراءته بتمعن وتمهُّل

والسلام عليكم ورحمة الله


أجل أخي الكريم محمد صدقت ولنا أن ندعو لصاحب الموضوع الأخ الفاضل د0حسام بكل خير فقد تعب كثيرًا ريثما أتم هذا الموضوع لاحرمه الله الأجر في الدنيا ولافي الآخرة,ولك الشكر على المرور والتعقيب.
أختك
بنت البحر

د. سلطان الحريري
17-06-2006, 12:12 AM
الفاضلة الكريمة زاهية بنت البحر:
هذا الموضوع الذي تفضلت بنقله وتنسيقه من أفضل الموضوعات التي يجب على كل عضو من أعضاء الملتقى الاطلاع عليه ، قرأت بعض ما جاء في الموضوع ، وسأقوم بقراءته بتأن ، وبعدها سأعود معقبا لو وجدت وقتا في زحمة انشغالاتي هذه الأيام ..
سأعود وإن طال الغياب ..
دومي بخير أيتها الزاهية

زاهية
28-06-2006, 08:58 PM
بارك الله فيك أخي الكريم د.سلطان الحريري
وعودتك سيكون لها نفع يترك بصمة مميزة على
الموضوع بإذن الله
كن بخير
أختك
بنت البحر

هدية الأيوبي
29-08-2006, 04:55 PM
شكرا للأخ الفاضل د.حسام على الجهد الكبير الذي قام به في موضوع <الحداثة في ميزان الاسلام >.
ولهذه الدراسة وجهة ايجابية هي العودة الى ابرز المراجع التي عالجت قضية الحداثة ،التي ما زالت تحولا خطيرا في الادب العربي.
ولنا ملاحظات على هذه الدراسة :
-ان القول بان الحداثة ابن غير شرعي للحداثة الغربية هو قول غير صحيح/لأن الحداثة ابن شرعي للحداثة الغربية ،وهذا امر لا يعيبها.
ان التأثر والتأثير عملية حتمية لتطور الحضارات،ودليل على سيرورة الحياة في مجرى الانسانية.
-ان رد نشأة الحداثة الى الثورات عبر التاريخ أمر طبيعي لأن كل حداثة خروج وتجاوز أي ثورة.
-ان القول بأن دعوة الحداثويين الى تجاوز الماضي هي< دعوة صهيونية>قول غير صحيح،لأن الصهيونية في صميمها نزعة ماضوية تعتمد على الأرث التاريخي لأسرائيل .

هدية الأيوبي
29-08-2006, 05:02 PM
-ان الدعوة الى وضع الحداثة في ميزان الاسلام ليست من المعاصرة في أي حال، لأن نهر الحداثة يجري في كل زمان ومكان، متجددا ومجددا فالحداثة هي الزمان إ

زاهية
15-09-2006, 09:18 AM
أهلا ومرحبًا بك أختي الكريمة هدية الأيوبي :0014:
أسعدني مرورك وتعليقك على الدراسة وكم
أود لوتشاركين بما ترينه مناسبًا في هذه
الدراسة فنحن دائما نتطلع إلى المزيد من العلم الذي
يتسع مداه لكل شيء
دمت بخير
أختك
بنت البحر

د.إسلام المازني
15-09-2006, 04:30 PM
بارك الله فيك أختنا الكريمة
مبحث متين، والأمثلة مروعة فعلا، كلما قرأت عن هذه التيارات أجد أمثلة تنسيني فداحة الأمثلة السابقة
وكلنا مؤيد للتحديث، ولكن هذا الخداع باسم التجديد سم دس في قنينة الدواء
وأعجب ممن يتسامحون تسامحا سمجا مع من يبطش بكل قيمة كريمة، وورعهم بارد لا يليق مع سبه للتوحيد وكأنهم يصورونه كخلاف عادي في الرأي أو انحراف سلوكي بسيط، رغم أنها أشعار وأقاصيص قذرة تفسد واقعنا أكثر
فأين رقي الإبداع وأين سمو الفكرة !
وهل الإبداع غرض في ذاته!
وهل هو مجرد لعب بالكلمات!
حتى عقلاء الغرب يرفضون هذا النهج ..
ومبحثكم هدية لكل من لديه شك، أو من يظن المسألة تطويرا في الشكل، وهو فرصة للتفرقة بين الوالغين والمتشبهين بحسن نية، كي لا يُظلم أحد ..
، آمل أن يكون لي عودة بمبحث ثان نفيس لأحد الأحبة، ليكون ملفا هادئا موضوعيا، مكملا لهذا الجهد الكبير
جزاكم الله خيرا

د. سمير العمري
17-09-2006, 01:21 AM
لعلني أبدأ بعظيم المتنان لك أختي الفاضلة زاهية على هذا النقل المفيد بل والمجيد فعلاً ،

ثم لعلني أثني بالافتتنا بمثل هذه القراءة الراقية والمعبرة والتي تخدم منهجية رابطة الواحة في تقديم الفكر على الشعر والانتصار للقيمة والمعنى والثقافة السوية التي ترتكز على مقومات ديننا الحنيف وأخلاقنا الكريمة.

ثم لعلني أسأل عن هذا الأخ المبدع د. حسام لأشكره شكراً صادقاً ولكي أدعوه إلى الواحة المكان الذي به يشرف وبه يتشرف فلا نبت عن أخيك تكرماً؟؟

أما الدراسة فسأعود إليها متأملاً ومتفاعلاً بما يثري أو يؤطر بإذن الله تعالى.

تحياتي

زاهية
19-09-2006, 03:22 AM
بارك الله فيك أخي الكريم د.إسلام المازني
أسعدني مرورك المثري لك شكري وتقديري
أختك
بنت البحر

زاهية
19-09-2006, 03:24 AM
أخي الكريم د.سمير العمري
لك شكري وتقديري
لقد أرسلت للأخ الكريم
د.حسام بدعوتك المشرفة
وأ نا بانتظار الرد
دمت بخير
أختك
بنت البحر

ريمة الخاني
23-09-2006, 10:40 AM
السلام عليكم
اسجل حضوري اختي زاهية وموضوع قيم ولطولة ساجزا المتابعة
الف شكر

خالد الحمد
24-09-2006, 12:15 AM
أختي حاملة المسك زاهية

ألف شكر على هذا لنقل الجميل

كلنا منا يحب التجديد والتطور

لكن ليس على حساب مسلماتنا

حضور أولي

دام ألقك

زاهية
25-09-2006, 05:43 AM
السلام عليكم
اسجل حضوري اختي زاهية وموضوع قيم ولطولة ساجزا المتابعة
الف شكر


ولك الشكر أختي الكريمة أم فراس
الموضوع كما رأيت هو للأخ الفاضل
د.حسام رضوان
وإنما قمت بنقله فله الشكر والتقدير
ومن يريد نقل الموضوع عليه بذكر اسمه كي لايبخسه حقه
فقد قدم فيه جهدا كبيرًا ونحن مازلنا بانتظاره هنا لشكره وتقديره
كل عام وأنت بخير
أختك
بنت البحر

زاهية
25-09-2006, 05:47 AM
أختي حاملة المسك زاهية
ألف شكر على هذا لنقل الجميل
كلنا منا يحب التجديد والتطور
لكن ليس على حساب مسلماتنا
حضور أولي
دام ألقك



أسعد الله أيامك بالخير أخي العزيز
خالد الحمد
كل عام وأنت إلى الله أقرب وأحب
أعاد الله عليك الشهر وعلى أسرتك بالخير والتقى
دمت كما عهدتك أنقى من المطر
أختك
بنت البحر