عدنان أحمد البحيصي
05-05-2003, 06:30 PM
أيها الحادي الذي يحدو القــــوافــلْ=أنت مــاضٍ، وجـــــديرٌ أن تواصـــــلْ
أسمِعِْ الصــــحراء صــــوتاً أنْجشــيّاً=صــافــيــاً يُلهبُ أخفــافَ الرواحـــلْ
وبـه تمنحــــــــنا الراحـــــة ظــــــلاً=وبه تُطــوى من الدـرب المـــراحــلْ
أيها الحـــــادي، أدر شَــدوكَ فـــينا=نغـــــماً يوقــظ أحـــــــلامَ الغـوافــلْ
صــــوتــك العــذب يُريـنا كيف تهـفو =مُــقـــلُ الرمـل، وأهــــدابُ المـنازلْ
صـــــوتك العــــــذب غــناءٌ يتلاشى=عنده تغـــــريدُ أصـــــــواتِ البــلابـلْ
كلّما أنشــــدتُ لحــــناً، خِلـتُ أني=أمســــح النـــــجمَ بأطـراف الأناملْ
وأنــاجـي قـــمـر اللــــيـــل وأبــني=فــوقــه صــرحــاً، وأبـــراجَ فـــضائلْ
وأرى دائـــــرة الــــنـــور أمـــــامــي=غُـرّةً بيــضــاء في جــبهـةِ صـــاهلْ
وأرى الأنــــجـــم عـــــقــداً لـؤلـؤيـاً=ما له في عــالــم الـدِّر مُمــــــاثـلْ
أيّـهـا الـحــــادي، تـألـقـتَ فـرفـــقاً=بالـقــــواريـ ر وربَّـــات الـخـــلاخـــلْ
خفِّف اللـــحنَ الذي أصبح ســحراً=يتســامى وَصــفُه عن سحر بابـلْ
أيها الحــادي، على لحـنك سـارتْ=خـيـلُنا الدُّهـمُ الكريـماتُ الأصــائلْ
لمْ نـزل نُـركِضُــها في خـــير أرضٍ =صانها الرحـمن من ضَربِ الــزلازلْ
لم نزل نسقي رمال البـيد غــــيثاً =من سحابٍ، عبّرت عنه الجـــداولْ
لمْ نزل في رحـــــلة الـحب سـويّاً =نقــطـع البـيدَ ونـجتاز المــــجـاهـلْ
ربمـا يعــــــذُلــنا مــن ليــس مــنـّا =والفــتى الواثقُ لايخشى العواذلْ
نحـــن مــازلـنا علـى درب هُــدانـا =نرشـــد الـنـاس ونـدعـو ونـحـــاولْ
لا نـبــالـي بخــفــافـيـش ظـــــلامٍ =بل ننـاديـها وغـيثُ الحــــبِّ هاطلْ
يا خــــفافـيـشَ ظــلام اللـيـل، إنّـا =قد عرفنا كلَّ ما تُخفي الحـــواصلْ
عـجــبـاً، كـــيف وهـمـتم، أنسيتمْ =أنّ بــحـر الوهــم لا يلقاه ساحـل؟
لــجّــــةٌ مـظـلـــمـةٌ يـــغـرق فـيهـا =كـل مـجــنـونٍ ومـخــدوعٍ وعــاطـلْ
يا خـفـافـيــش ظـلام اللــــيل إنّـــا=لمْ نزل نحملُ في الليل المشاعلْ
مـا وجـدنـا حَـيـرةً لـمـا انطـلـقـنــا =بل عـرفـنـا كيـف نمـضـي ونـواصلْ
نـحـن لـم نـجـنـحْ عن الحق ولكن =جنــحَ الـواهـم والـلِّــصُ المـخاتــلْ
دارت الــدنـيــا بـنـا حــتـى ثبـتـْنــا =وورثــنـا بالــهـدى مـجــدَ الأوائـــلْ
وعـــرفـنـا لـغـة التــجـديـد، لــكــن =دون أن نـفـقـد روحــاً أو نـجــامـلْ
أرضـنـا مـهـبـط وحـي الله، فـــيهـا =جمَّع الإسـلامُ أشـتـاتَ الـقــبـائـلْ
هــذه كــعبـتـُنـا مــهــوى قـــلــوبٍ =شـوقُها يغلي كما تغلي المراجلْ
ركـنُـهـا والـحـجــر الأســود فــيهـا =والـمـصلّى والـحـمامـاتُ الـزواجـلْ
صـورةٌ تخـتـصـر الـكــونَ وتــمــــحو =مـن قــلــوب الـنـاس آثـارَ الغـوائـلْ
يا خـفـافيـش ظـلامِ اللــيل، مـهلاً =سرجُكم في ساحة الميدان مائلْ
شـــرِّقـــوا أو غــــرِّبــوا إنّــا ورثنـــا=مـن تـعـالـيم الهدى خيرَ الشمائلْ
وورثــنـــا مـن كـتــــاب الله عـلــماً =كـلُّ عـلـمٍ بـعـده تحـصـيلُ حـاصـلْ
ويـلـكــم، كـيـف نسـيتـم أن ديـني=هـو نبـع الخـيـر والأرضُ خـــمائل؟!
إنـمـا يحــــفـظ حــق النـاس ديـــنٌ =يـرِدُ النـاس بـه أصـــفى المنـــاهلْ
وبـه يُــحـــفَـــــــظ حـــقٌّ لضـعـيـفٍ=وبـه يُـطــــــعـم مسـكيـنٌ وعــائــلْ
وبـه تُــــرفــــع رايــــــــاتُ بـــــلادي=وبـه تُـعـــــــرف أحــكــام الــنـــوازلْ
إن مــن أعـظم مـا يرعــى حقــوقاً=لبـنـي الإنســـان أن يُقــــــتل قاتلْ
أن تــرى كـــفُّ الذي يســـرق حدّاً =صـــارماً يحمي من اللـص السنابلْ
ان يـرى المـــجــرم ســـيفاً حيدرياً =مشـرقاً يـلـمـع فـي قـبضــة عـادلْ
أن تــرى الأمــةُ مـا يحـمي حـماها=من هــوى بــاغٍ ومن زلــة جــاهـلْ
أن يـرى من يهـتك الأعـراض ظـلماً=كيف يحمي الرجمُ أعـراضَ الحلائلْ
أن يــرى من يقـذف الناس بفُـحشٍ =أن حـدَّ القـذف يحمي عِـرض غافلْ
في القصاص الأمنُ من سطوة باغٍ =وبــــه تـُـــطــــفأ نـــيرانُ القــلاقــلْ
صــورة مــحــكمة النـســج، وديـــن =واضــحٌ تســمو بــه الأرواح كـامـــلْ
عـجـبـاً ممن يـرى في التمر جـمراً =ويســاوي بيــن مــجــنـون وعـــاقلْ
ويـرى أن الـعـصا مثــل حســــــــام =ويســاوي بيـن سَـحـبَـانٍ وبـــــاقـلْ
كيف يرعى من حقوق الناس شيئاً =مَـن يـنـاديـهـم إلـى وحـل الرذائل؟
ويــرى حـــريـة النـــاس انــحــــلالاً =وانـحــرافــاً عــن مــوازيـن الفضائلْ
عــالَــم الـغــربِ الـذي يـطـلق فينا=كــلَّ يـومٍ صــرخــةً مـن فـم صـائلْ
لم يـزل يسـبح في بحر المـعاصي =وعــلــى شــطـآنه تجري المهـازلْ
لم يزل ينهشــنا لــحــمــاً وعــظماً =ويُــريــنــا كــيف يَحــتَزُّ المـــفــاصلْ
عــالَـــم الغــرب اختــراعـاتُ عـقولٍ =أصبــحت في خـالق الكون تجـادلْ
يـزنُ الأمــر بـمــيـزانـيــن، هــــــذا =راجـــحٌ في الـــوزن والآخـر شائلْ
كيـف نرجـو من فتـى يأبى التزاماً =بفــروض الـديـــن تطبيقَ النوافل؟!
مـا قـــلوب الـنــاس إلا كــبـقـــــاعٍ=بعضها معشوشبٌ والبعض قاحـلْ
كـم قـــلوبٍ كـــزهـــور الروض حبّاً= وصــفــاءً، وقـــلــوبٍ كـالـجـنــــادلْ
أيّها الماضـون في درب الدعـــاوى =دربُنـا يُســقـى مــن الخــير بـوابلْ
نـحــن في مملكة أشــــرق فيـها =فـجــرُ ديــن الله يـجـتــاز الحـــوائلْ
نحن أدرى بحــقوق النـاس، هــذا =ديـنـنـا يـدفــع عــنهـا ويـنــــــاضـلْ
ديـنـنـا لـلـديـن والـدنـيــا نــظــــامٌ =جــامــعٌ مسـتوعبٌ للكون شـاملْ
ديـنـنـا صـــرحٌ من الخـــير متـــينٌ =تـتـهاوى دونـه أعتـــى المـــعـاولْ
ديـنـنـا أثـبـتُ من قُـنّــةِ رضــــــوى=كـلُّ ديــنٍ غـيره في الأرض بـاطلْ
رايـــــةُ التـــوحــيـد إعـلانٌ صــريحٌ =وجــوابٌ عنــدمــا يســـأل ســـائلْ
د_عبد الرحمن العشماوي_حفظه الله ورعاه
أسمِعِْ الصــــحراء صــــوتاً أنْجشــيّاً=صــافــيــاً يُلهبُ أخفــافَ الرواحـــلْ
وبـه تمنحــــــــنا الراحـــــة ظــــــلاً=وبه تُطــوى من الدـرب المـــراحــلْ
أيها الحـــــادي، أدر شَــدوكَ فـــينا=نغـــــماً يوقــظ أحـــــــلامَ الغـوافــلْ
صــــوتــك العــذب يُريـنا كيف تهـفو =مُــقـــلُ الرمـل، وأهــــدابُ المـنازلْ
صـــــوتك العــــــذب غــناءٌ يتلاشى=عنده تغـــــريدُ أصـــــــواتِ البــلابـلْ
كلّما أنشــــدتُ لحــــناً، خِلـتُ أني=أمســــح النـــــجمَ بأطـراف الأناملْ
وأنــاجـي قـــمـر اللــــيـــل وأبــني=فــوقــه صــرحــاً، وأبـــراجَ فـــضائلْ
وأرى دائـــــرة الــــنـــور أمـــــامــي=غُـرّةً بيــضــاء في جــبهـةِ صـــاهلْ
وأرى الأنــــجـــم عـــــقــداً لـؤلـؤيـاً=ما له في عــالــم الـدِّر مُمــــــاثـلْ
أيّـهـا الـحــــادي، تـألـقـتَ فـرفـــقاً=بالـقــــواريـ ر وربَّـــات الـخـــلاخـــلْ
خفِّف اللـــحنَ الذي أصبح ســحراً=يتســامى وَصــفُه عن سحر بابـلْ
أيها الحــادي، على لحـنك سـارتْ=خـيـلُنا الدُّهـمُ الكريـماتُ الأصــائلْ
لمْ نـزل نُـركِضُــها في خـــير أرضٍ =صانها الرحـمن من ضَربِ الــزلازلْ
لم نزل نسقي رمال البـيد غــــيثاً =من سحابٍ، عبّرت عنه الجـــداولْ
لمْ نزل في رحـــــلة الـحب سـويّاً =نقــطـع البـيدَ ونـجتاز المــــجـاهـلْ
ربمـا يعــــــذُلــنا مــن ليــس مــنـّا =والفــتى الواثقُ لايخشى العواذلْ
نحـــن مــازلـنا علـى درب هُــدانـا =نرشـــد الـنـاس ونـدعـو ونـحـــاولْ
لا نـبــالـي بخــفــافـيـش ظـــــلامٍ =بل ننـاديـها وغـيثُ الحــــبِّ هاطلْ
يا خــــفافـيـشَ ظــلام اللـيـل، إنّـا =قد عرفنا كلَّ ما تُخفي الحـــواصلْ
عـجــبـاً، كـــيف وهـمـتم، أنسيتمْ =أنّ بــحـر الوهــم لا يلقاه ساحـل؟
لــجّــــةٌ مـظـلـــمـةٌ يـــغـرق فـيهـا =كـل مـجــنـونٍ ومـخــدوعٍ وعــاطـلْ
يا خـفـافـيــش ظـلام اللــــيل إنّـــا=لمْ نزل نحملُ في الليل المشاعلْ
مـا وجـدنـا حَـيـرةً لـمـا انطـلـقـنــا =بل عـرفـنـا كيـف نمـضـي ونـواصلْ
نـحـن لـم نـجـنـحْ عن الحق ولكن =جنــحَ الـواهـم والـلِّــصُ المـخاتــلْ
دارت الــدنـيــا بـنـا حــتـى ثبـتـْنــا =وورثــنـا بالــهـدى مـجــدَ الأوائـــلْ
وعـــرفـنـا لـغـة التــجـديـد، لــكــن =دون أن نـفـقـد روحــاً أو نـجــامـلْ
أرضـنـا مـهـبـط وحـي الله، فـــيهـا =جمَّع الإسـلامُ أشـتـاتَ الـقــبـائـلْ
هــذه كــعبـتـُنـا مــهــوى قـــلــوبٍ =شـوقُها يغلي كما تغلي المراجلْ
ركـنُـهـا والـحـجــر الأســود فــيهـا =والـمـصلّى والـحـمامـاتُ الـزواجـلْ
صـورةٌ تخـتـصـر الـكــونَ وتــمــــحو =مـن قــلــوب الـنـاس آثـارَ الغـوائـلْ
يا خـفـافيـش ظـلامِ اللــيل، مـهلاً =سرجُكم في ساحة الميدان مائلْ
شـــرِّقـــوا أو غــــرِّبــوا إنّــا ورثنـــا=مـن تـعـالـيم الهدى خيرَ الشمائلْ
وورثــنـــا مـن كـتــــاب الله عـلــماً =كـلُّ عـلـمٍ بـعـده تحـصـيلُ حـاصـلْ
ويـلـكــم، كـيـف نسـيتـم أن ديـني=هـو نبـع الخـيـر والأرضُ خـــمائل؟!
إنـمـا يحــــفـظ حــق النـاس ديـــنٌ =يـرِدُ النـاس بـه أصـــفى المنـــاهلْ
وبـه يُــحـــفَـــــــظ حـــقٌّ لضـعـيـفٍ=وبـه يُـطــــــعـم مسـكيـنٌ وعــائــلْ
وبـه تُــــرفــــع رايــــــــاتُ بـــــلادي=وبـه تُـعـــــــرف أحــكــام الــنـــوازلْ
إن مــن أعـظم مـا يرعــى حقــوقاً=لبـنـي الإنســـان أن يُقــــــتل قاتلْ
أن تــرى كـــفُّ الذي يســـرق حدّاً =صـــارماً يحمي من اللـص السنابلْ
ان يـرى المـــجــرم ســـيفاً حيدرياً =مشـرقاً يـلـمـع فـي قـبضــة عـادلْ
أن تــرى الأمــةُ مـا يحـمي حـماها=من هــوى بــاغٍ ومن زلــة جــاهـلْ
أن يـرى من يهـتك الأعـراض ظـلماً=كيف يحمي الرجمُ أعـراضَ الحلائلْ
أن يــرى من يقـذف الناس بفُـحشٍ =أن حـدَّ القـذف يحمي عِـرض غافلْ
في القصاص الأمنُ من سطوة باغٍ =وبــــه تـُـــطــــفأ نـــيرانُ القــلاقــلْ
صــورة مــحــكمة النـســج، وديـــن =واضــحٌ تســمو بــه الأرواح كـامـــلْ
عـجـبـاً ممن يـرى في التمر جـمراً =ويســاوي بيــن مــجــنـون وعـــاقلْ
ويـرى أن الـعـصا مثــل حســــــــام =ويســاوي بيـن سَـحـبَـانٍ وبـــــاقـلْ
كيف يرعى من حقوق الناس شيئاً =مَـن يـنـاديـهـم إلـى وحـل الرذائل؟
ويــرى حـــريـة النـــاس انــحــــلالاً =وانـحــرافــاً عــن مــوازيـن الفضائلْ
عــالَــم الـغــربِ الـذي يـطـلق فينا=كــلَّ يـومٍ صــرخــةً مـن فـم صـائلْ
لم يـزل يسـبح في بحر المـعاصي =وعــلــى شــطـآنه تجري المهـازلْ
لم يزل ينهشــنا لــحــمــاً وعــظماً =ويُــريــنــا كــيف يَحــتَزُّ المـــفــاصلْ
عــالَـــم الغــرب اختــراعـاتُ عـقولٍ =أصبــحت في خـالق الكون تجـادلْ
يـزنُ الأمــر بـمــيـزانـيــن، هــــــذا =راجـــحٌ في الـــوزن والآخـر شائلْ
كيـف نرجـو من فتـى يأبى التزاماً =بفــروض الـديـــن تطبيقَ النوافل؟!
مـا قـــلوب الـنــاس إلا كــبـقـــــاعٍ=بعضها معشوشبٌ والبعض قاحـلْ
كـم قـــلوبٍ كـــزهـــور الروض حبّاً= وصــفــاءً، وقـــلــوبٍ كـالـجـنــــادلْ
أيّها الماضـون في درب الدعـــاوى =دربُنـا يُســقـى مــن الخــير بـوابلْ
نـحــن في مملكة أشــــرق فيـها =فـجــرُ ديــن الله يـجـتــاز الحـــوائلْ
نحن أدرى بحــقوق النـاس، هــذا =ديـنـنـا يـدفــع عــنهـا ويـنــــــاضـلْ
ديـنـنـا لـلـديـن والـدنـيــا نــظــــامٌ =جــامــعٌ مسـتوعبٌ للكون شـاملْ
ديـنـنـا صـــرحٌ من الخـــير متـــينٌ =تـتـهاوى دونـه أعتـــى المـــعـاولْ
ديـنـنـا أثـبـتُ من قُـنّــةِ رضــــــوى=كـلُّ ديــنٍ غـيره في الأرض بـاطلْ
رايـــــةُ التـــوحــيـد إعـلانٌ صــريحٌ =وجــوابٌ عنــدمــا يســـأل ســـائلْ
د_عبد الرحمن العشماوي_حفظه الله ورعاه