تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المستشرقين الجدد



محمد سوالمة
07-12-2002, 02:59 PM
هل ترغب أن تشاهد أو تسمع أحد المستشرقين وهو يتحدث بلغة عربية سليمة ويحمل اسماً عربياً وهوية إسلامية وهو يسوّق أفكاره الخبيثة وسط بعض المشايخ وطلبة الدراسات الإسلامية ومن يطلقون عليهم المفكرين المسلمين ؟

إذا كان الجواب نعم فما عليك سوى أن تقصد بلداً قريباً من المكان الذي تقطن فيه وتسأل عن بعض أسماء المعاهد، وبعض أسماء الأشخاص الذين يحملون لقب دكتور ويتهمونه بأنه مفكر إسلامي فتتابع المحاضرات الاستشراقية والمؤتمرات الاستشراقية التي تسوّق الفكر الغربي والحضارة الغربية، فتضم نفسك إلى مجموعة شهود الزور الذين ينصتون بخشوع لهؤلاء المحاضرين في صومعتهم العلمية التي تمنح الألقاب للراغبين فيها.

إن أسوأ ما يسيء إلى الإسلام أن يقوم نفرٌ بنحره تحت يافطة الإسلام وفي ظل شعارات مثل: التجديد، والعصرنة، ودخول العصر وحوار الحضارات، وحوار الأديان، والتأزم الفكري، وأسلمة المعرفة...الخ.

هل تتوقع أن تجد نفسك بين جمهور الحضور ممن جاءوا ليستمعوا إلى المؤتمرين الذين ينتمون إلى جهتين: أولاهما تسوّق لفكرة أسلمة المعرفة وتبذل المال والجهود والكتب لنشر فكرتها. أما الجهة الثانية فيطلقون عليها تندراً «أنصار الاستشراق» فهي تروج للعلمنة وفصل السلطة الروحية عن السلطة الزمنية وتؤلف الكتب وتصدر المجلات التي تحمل المرض نفسه، ثم ترعى حملة الشهادات العليا تحت اليافطة الجذابة التي تجلب الزبائن.

حينما تحضر مؤتمراً من هذا النوع تتصور نفسك وكأنك في فرع الدراسات الشرقية في السوربون أو أكسفورد أو في جامعة أميركية تسوق لفكر المستشرقين أو فلاسفة اليونان فتهاجم الماوردي والأحكام السلطانية، وابن تيمية، والمودودي والنبهاني وسيد قطب لأنهم استخلصوا من الدين فكراً سياسياً، يذكّر المسلمين بفرضية العمل لاستئناف الحياة الإسلامية والحكم بما أنزل الله، وأن هذا الفرض فرضه الشرع ولم يفرضه العقل كما يدّعي المستشرقون الجدد ممن يتحدثون بلساننا.

حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

د. سمير العمري
07-12-2002, 06:45 PM
إن فلسفة الإنحناء للتيار والإنبطاح للواقع التي يروج لها دعاة العصرنة والمهرولين لاسترضاء من لن يرضوا عنا إلا أن نتبع ملتهم هي الخطر الأدهي على الإسلام والمسلمين. إن الإسلام ليس فكراً يتداول أو فلسفة تتناول ... الإسلام عقيدة وأحكام وحدود ليس باجتهاد بشر وإنما بأمر خالق البشر ... الإسلام منهاج حياة شامل متكامل فيه ما أحكم الله آياته ومنها ما تركه لاجتهاد عباده رحمة وتيسيرا.

وعليه فإن الإسلام هو قائم بذاته لا يحتاج في أصوله وثوابته إلى حوار ومساومة بل إلى تطبيق صادق والتزام عميق. لن نفاوض أحداً على الربا وعلاقته بأموال البنوك وضرورة ذلك لركب الحضارة ... لن نفاصل أحداً في عدد الزوجات التي أحل الله للمسلم بنص كتابه ... لن نلغي جهاداً أمرنا الله به لحماية حياض الدين والأمة لاسترضاء الغاضبين والغاصبين ... لن ننكر حدوداً كتبها الله مجاراة لدعاة حقوق الإنسان ... لن نسترضي أحداً بإغضاب الله ولو كان في ذلك هلاكنا.

أما ما دون ذلك من حوار ودعوة للتعايش والحوار بين الأديان بدعوى اتباع الحق أينما كان لا بدعوى الوصول إلى نقاط التقاء بمساومات دينية وتنازلات عقائدية فأهلاً بذلك ومرحباً )قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران:64) وكذا قوله تعالى )وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:34)

أما ذلك الرهط من العلماء الذين يبيعون دينهم بعرض من الدنيا قريب فالله أولى بهم وستكون شهادات الدكتوراه شهادات عليهم وجوائز نوبل وأشباهه بوائق لهم )إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (البقرة:174)

وهنا في منبر الحق والصدق سنكون دائماً على العهد الصادق بربنا والنصح للعلماء والدعاة والعوام بما يرضي الله عنا وعنهم ... فشاركوا أخوتي في جوانب الموضوع المختلفة بما يستوجب هذا الموضوع المهم ...

والشكر موصولاً بالامتنان لأخي محمد بارك الله في همته ..

د. سمير العمري
06-05-2003, 08:44 PM
نسخة للتميز الفكري