المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عمـر الفاروق خير من مارس الادارة



نسيبة بنت كعب
19-02-2006, 03:01 PM
منهج "الفاروق" في الإدارة


تعد إدارة الفاروق عمر رضي الله عنه للمنجزات الكبيرة التي حققها بروعة وعظمة المواقف -رغم إقبال الدنيا بفتنتها من مال وجاه، وزيادة رقعة الأرض، وكثرة الوافدين إلى دين الله تبارك وتعالى- نموذجا للدراسة والتنقيب والبحث.

وربما اتسم معظم ما كُتب عن الفاروق بأنه كان تاريخيا مهتما بالسرد دون التحليل، وحين النظر إلى هذا التاريخ بمنظار الإدارة ومبادئها وعلومها وفنونها، نجد الفاروق يستند في إدارته إلى مجموعة من الأسس.. فلنتأملها.

1- الوضوح والدقة

الإدارة ليست سلطة يتولاها شخص يصبح بموجبها الآمر الناهي، وليست وسيلة بناء مجد شخصي وتحقيق غرض ذاتي، إنما هي مسئولية ينوء بحملها من لهم قوة وعزم... هكذا يفهمها عمر رضي الله عنه، حيث يقول في أول خطبة "أيها الناس، إني قد وليت عليكم، ولولا رجاء أن أكون خيركم لكم وأقواكم عليكم ما توليت ذلك منكم، ولكفى عمرَ انتظار موافقة الحساب...".

ويضيف: "ولن يغيّر الذي وليت من خلافتكم من خُلقي شيئا إن شاء الله، إنما العظمة له وليس للعباد منها شيء، فلا يقولن أحد منكم: إن عمر تغير منذ ولي، أعقل الحق من نفسي وأتقدم". ويقول: "أنا مسئول عن أمانتي، لا أكِلُه إلى أحد إلا الأمناء وأهل النصح منكم، ولست أجعل أمانتي إلى أحد سواهم إن شاء الله".

ومن التحليل الأولي لكلمات عمر يتضح:

1 - الكفاءة والقدرة من العناصر الملازمة لمن يتحمل المسئولية.

2 - تحقيق الأهداف منسجمة مع الجهد واتجاهات العمل لدى المسئولين.

3 - التعاون والمشورة من عوامل تحقيق الأهداف.

4 - العمل تكليف وليس تشريفا وبذلك لا يؤدي لتغير أخلاق المسئول.

5 - توزيع الصلاحيات لا يعفي من تحمل المسئوليات.

.. هذه المبادئ الإدارية لم يطلقها عمر شعارا بل واقعا حيا التزم بها في كافة جوانب سنوات خلافته الراشدة.

2-- تحديد الأهداف والتزامه بتحقيقها

والأهداف مؤشرات تضيء الطريق أمام تحمل المسئولية، وتساعد على تحقيقها بأقل وقت وجهد وتكاليف.. وتلك حقيقة يدركها عمر منذ اليوم الأول؛ لذا حدد أهداف إدارته، فيقول في أول خطبة له: "ولكم عليَّ أيها الناس خصال أذكرها لكم فخذوني بها، لكم عليَّ ألا أجتبي شيئا من خراجكم ولا مما أفاء الله عليكم إلا من وجهه، ولكم عليَّ إذا وقع في يدي ألا يخرج مني إلا في حقه، ولكم عليَّ أن أزيد عطاياكم وأرزاقكم إن شاء الله وأسد ثغوركم، ولكم عليَّ ألا ألقيكم في المهالك ولا أجمركم في ثغوركم، وإذا غبتم في البعوث فأنا أبو العيال حتى ترجعوا إليهم؛ فاتقوا الله عباد الله وأعينوني على أنفسكم بكفها عني، وأعينوني على نفسي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحضاري النصيحة فيما ولاني الله من أمركم".

.. يقرر الفاروق عمر رضي الله عنه أهداف الدولة التي يلتزم بها ويحددها بشكل دقيق: عدم إرهاق كاهل الأمة ماليا، وحسن تصريف الأموال، والعمل على تحسين مستوى المعيشة، وحماية الدولة من الاعتداء الخارجي، وتحقيق الاطمئنان النفسي، والرعاية الاجتماعية. وقد كان عمر خير من التزم بتحقيق هذه الأهداف على الوجه الأكمل.

3- شروط نجاح العمل

روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: "القوة في العمل ألا تؤخر عمل اليوم لغد، والأمانة ألا تخالف سريرة علانية، واتقوا الله عز وجل...". هذه القواعد الثلاثة الهامة التي أقرها عمر رضي الله عنه التزمها في كافة أعبائه الإدارية، فما أجل عملا إلى غير وقته، وحزم كل أمره حتى اعتقد البعض مركزية القيادة في منهج عمر.

والأمانة كانت العنصر الأساسي في مراحل إدارته للدولة، فكانت خشية الله نصب عينيه، فالتزم التقوى في رعيته.

4- تحديد الأسلوب الملائم لكل فرد

من العوامل المساعدة على اتخاذ القرار المناسب فهم خصائص الأفراد والجماعات الذين يشملهم القرار، وفي ممارسة الفاروق لهذا الأساس في إدارته اعتماد معيارين للتمييز بين الأفراد:

أ - الأسبقية في اعتناق الإسلام وممارسة شعائره.

ب - السمات الخاصة بالإنسان.

وقد ورد عنه في ذلك قوله: "لي رأي في هذا المال: لا أجعل من قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كمن قاتل معه". وقد فضّل في العطاء بني هاشم والذين حضروا بدرا.. وقد فضل أسامة بن زيد في العطاء على ولده عبد الله لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسامة وأبيه.

ولم يكن هذا التفضيل في مجال المال فحسب بل كان في مجال الشورى والرأي ومجال الاستقبالات وقضاء الحاجات. وقد ذكر عمر رضي الله عنه في قيادته للعرب قوله: "إنما مثل العرب مثل جمل أَنِف اتبع قائده فلينظر قائده حيث يقوده، فأما أنا فورب الكعبة لأحملنهم على الطريق". وقد التزم عمر هذا المنهج أولا مع ولاته فحملهم على الحق، فكان لا يتردد في التحقيق معهم ومعاقبة المسيء.

ولم يكن الفاروق متساهلا في الحق حتى في المواقف البسيطة؛ لأن الخطأ البسيط يولد خطأ كبيرا، والتاريخ حافل بالروايات حول بأس عمر وشدته في سبيل إقرار الحق، ولعل منها حادثة جبلة بن الأيهم، وهي دليل صادق على ذلك، كما كان يميز بين الأفراد في مواقفهم الخاصة وتاريخهم الفردي.

5- إدراك دور القدوة

من أبرز مشاكل الإدارة المعاصرة غياب النموذج أو القدوة.. وقد كان اهتمام الفاروق بتطبيق القدوة الصالحة والنموذج الأمثل لذلك يقول: "الرعية مؤدية إلى الإمام ما أدى الإمام إلى الله فإن رتع الإمام رتعوا".

ثم حدد علاقته بخزينة الدولة وهي أكثر الجوانب حساسية في العمل الإداري فقال: "إني أنزلت نفسي من مال الله منزلتها من مال اليتيم إن استغنيت استعففت وإن افتقرت أكلت بالمعروف".

وقد التزم ذلك بدقة متناهية فلا ينال من بيت مال المسلمين زيادة عن راتبه إلا إقراضا، وقد ساعده ذلك على إلزام ولاته بهذا المنهج القويم.

ولم يكن يمارس هذا المنهج في المال فحسب بل في كافة شئون الحياة، وليس أدل على ذلك من حادية السمن في عام الرمادة.. وقد كان نموذجا لأهله في ذلك فقرر القاعدة الذهبية "من استعمل رجلا لمودة أو قرابة لا يستعمله إلا لذلك فقد خان الله ورسوله والمؤمنين".

6 - نشر الوعي بين الجمهور حول الأهداف والصلاحيات

لكي يحدث التفاعل في العملية الإدارية لا بد أن تحقق درجة من الوعي لدى الجمهور.. ويتحقق ذلك الوعي بالمعرفة الواضحة بأهداف المؤسسة والتحديد الدقيق لصلاحيات بمسئوليات أعضاء الهيئة الإدارية؛ تحسبا لاستغلال عدم وضوح رؤية الجمهور بالاستغلال السيئ للصلاحيات والمسئوليات.

ولقد أدرك الفاروق عمر رضي الله عنه أهمية هذا الأساس.. ورغم محدودية وسائل الإعلام في عهد الراشد فإن العزيمة والصدق والأمانة ساهمت في نشر الوعي المطلوب.

فقال: "أيها الناس إني ما أرسل إليكم عمالا ليضربوكم ولا ليأخذوا أموالكم، وإنما أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فُعل به شيء سوى ذلك فليرفعه إليَّ فوالذي نفس عمر بيده لأقصنّه منه...". ثم خاطب الولاة قائلا: "ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تحمدوهم فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم، ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم".

كما قال أيضا: "أيما عامل لي ظلم أحدا فبلغني مظلمته فلم أغيرها فأنا ظلمته". وكذلك توضيحه للجمهور أسباب عزله لخالد بن الوليد عن قيادة الجيش تجنبا للفتنة كان يصب في ذات المنهج القويم. ولم تقتصر هذه التوعية على مجال دون آخر بل توعية لكافة المجالات المالية والعسكرية والاجتماعية.

تلك هي أهم الأسس التي قامت عليها إدارة الفاروق عمر رضي الله عنه كان ينفذها رضي الله عنه كمن يقرأ من كتاب فغرس المفاهيم الأولى للإدارة الحقة القائمة على الأمانة والمسئولية والتقوى والقوة معا. وحيث إن الإدارة عمل متواصل يبدأ بتحديد الهدف وينتهي بتحقيقه؛ فقد كان الفاروق خير من مارس الإدارة.



منقول

سحر الليالي
19-02-2006, 06:42 PM
http://www.mamarocks.com/tome5.gif

سلمت يداك غاليتي نسيبة

دمت حبيبة

نسيبة بنت كعب
19-02-2006, 10:31 PM
أشكر لك مرورك الجميل يا سحر

انت بحق مبدعة - تعرفين اين تمرين لتأخذى الحكمة

وهل هناك اروع من عمر الفاروق رضى الله عنه ننهل من بحر علومه ؟

تحياتى :0014:

نورا القحطاني
20-02-2006, 04:13 PM
http://framboise78.free.fr/Fleurs/bouquet4.gif

اللهم ارضى عنه وعن الصحابة أجمعين
ونعم ما اخترتي يا أختاه

موسوعة وعبقرية هذا الرجل !

أجمل المنى مع الاداري الفذ عمر بن الخطاب
هناك كتاب اسمه"عبقرية عمر" ارشح قرأته.

*
*
بوركت نسيبتنا

*
*
*
http://framboise78.free.fr/Fleurs/rosereflet.gif
تحية ورد
نـورا

نسيبة بنت كعب
26-02-2006, 03:03 PM
http://framboise78.free.fr/Fleurs/bouquet4.gif

اللهم ارضى عنه وعن الصحابة أجمعين
ونعم ما اخترتي يا أختاه

موسوعة وعبقرية هذا الرجل !

أجمل المنى مع الاداري الفذ عمر بن الخطاب
هناك كتاب اسمه"عبقرية عمر" ارشح قرأته.

*
*
بوركت نسيبتنا

*
*
*
http://framboise78.free.fr/Fleurs/rosereflet.gif
تحية ورد
نـورا




قرأتها منذ فترة طويلة يا نورا بالفعل

وهى جد رائعة :v1:

اتمنى مزيد من الزيارات لهذه المعلومات المفيده التى نوردها لكم

وسأتغيب من الآن فصاعدا لأتفرغ لترجمة بعض المقالات الهامة التى وعدتكم بها

محبتى لنورتى:0014:

ميادة العاني
26-02-2006, 04:02 PM
عدلتَ .. فامنتَ .. فنمتَ يا عمر
اي عدل واي حكمة حباك الله بها سيدي الفاروق
نسيبتي
بوركتِ لنشرك عطر ذكراه الزكية رضي الله عنه وارضاه



محبة

نسيبة بنت كعب
26-02-2006, 04:18 PM
عدلتَ .. فامنتَ .. فنمتَ يا عمر
اي عدل واي حكمة حباك الله بها سيدي الفاروق
نسيبتي
بوركتِ لنشرك عطر ذكراه الزكية رضي الله عنه وارضاه



محبة
صدقت .. وانا على ذلك من الشاهدين :v1:
اللهم ارض عنه وعن الخلفاء الراشدين واحشرنا معهم
برحمتك يا ارحم الراحمين
شكرا لمرورك العطر أستاذتنا الأديبة / ميادة العـانى

مودتى :0014::014:

عبلة محمد زقزوق
26-02-2006, 04:49 PM
اللهم أرضى عنه ، وعن الصحابة أجمعين .

أحسنتِ الاختيار أختاه ـ نسيبة
عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، كان موسوعة إدارية ، فكان الله نصب عينية يخشاه بالليل والنهار ، ولا يألوا جهداً لكسب مرضاة الله في حق الرعاية ، لمن وكلوا إليه حق الولاية .

خالص التقدير حبيبتي .

نسيبة بنت كعب
26-02-2006, 06:07 PM
اللهم أرضى عنه ، وعن الصحابة أجمعين .

أحسنتِ الاختيار أختاه ـ نسيبة
عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، كان موسوعة إدارية ، فكان الله نصب عينية يخشاه بالليل والنهار ، ولا يألوا جهداً لكسب مرضاة الله في حق الرعاية ، لمن وكلوا إليه حق الولاية .

خالص التقدير حبيبتي .


فعلا عمر العبقرية كلها

رضى الله عنه وعنك اختى الحبيبة عبلة وجمعنا بالصحابة اجمعين

اجمل تحية اهديها لك :0014:

خليل حلاوجي
26-02-2006, 06:41 PM
بحث قيم جدا"

عن رجل من نوادر بني آدم

لم نوفه حقه في الاستقصاء عن مكمن عبقريته

الرشد والعدل قيمتان اجتماعيتان

تجلت في شخصه رضي الله عنه وارضاه

له السبق في كثير من مسائل فقه الواقع

وهو الاول ممن استقرء الواقع وعشق فيه النص المقدس

بودي لو ترسلين الي كتاب عبقريته أختي الغالية نورا

وأي كتاب عنه

لاني كنت قد كتبت بحث معمق عن الفضائل الفلسفية في عقليته النادرة

أغيثوني أحبتي بكثرة الصحائف العمرية

ولكم
ودي
والورود

نسيبة بنت كعب
26-02-2006, 06:44 PM
لله انت يا خليل

اكرمك الله وكرم وجهك

سأرسل لك طرد بريدى به عدة كتب

أبشر

معجبة بك

فائق احترمى خليلنا :0014:

محمود شاكر الجبوري
14-03-2006, 01:29 PM
شكرا اختي العزيزة بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم

د. سمير العمري
18-03-2006, 09:23 PM
كيف أقرأ هنا ولا أسعد؟؟

فالفاروق الجد والقدوة والنبراس لدولة راشدة راسخة، هو من أتتبع أثره وأسترشد منهجه ولا أحسبني إلا ألقى حتفه.

أرى أن نجد وسيلة لتناول منهج الفاروق عمر رضي الله عنه في الإدارة والتعامل الحكمي لقيادة العمل الذي جمع به الشورى بجزم والقضاء بحزم.


ما رأيكم أن نجعل هذه الموضوع ملفاً كاملاً لهذا التناول الشامل لمنهج الفاروق في الحكم والإدارة؟؟

عظيم الشكر أيتها الكريمة السامقة نسيبة.


تحياتي
:os::tree::os:

نسيبة بنت كعب
18-03-2006, 09:29 PM
فكرة رائعة

اخى المفكر خليل حلاوجـى

دعوة لك لتبدأ بالمبادرة

وكان حلمك

خليل حلاوجي
18-03-2006, 09:36 PM
وانا لذلك من

الصادقين


كوني قربي

نورية العبيدي
18-03-2006, 10:45 PM
الاخت المميزة نسيبة

بارك الله جهدكِ القيم.
لا شك أن سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه، كان من ابرز الشخصيات التي عززت مبادئ الاسلام، وقدمت الدعم الكبير له معنويا وماديا، فهو الشخصية المؤهلة عقليا وخلقيا وجسميا وروحيا لأن يقتدي بها جميع المسلمين، بعد رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام . ولعل هذا من وجهة نظري دفع أعداء الاسلام المتآمرين عليه أن يولوا هذه الشخصية عناية خاصة فائقة في كل خططهم المستهدفة إضعاف الاسلام والحد من خطره المُنهي لهم. فما كان منهم إلا التركيز على ابرز شخصية فيه، تتمتع بكل خصائص الشخصية القيادية على مر العصور، وفيها من التاثير الايجابي على قوة الاسلام والمسلمين ما يكفي لأن تشكل تهديدا خطيرا لأعداء الإسلام وذلك بأن يتخذه الاجيال المسلمة قدوة وهذا يعني دمار الاعداء. فوضعوا خططهم ، ورسموا مؤامرتهم المتوارثة عبر العصور حتى وكأنها دخلت ضمن جيناتهم الوراثية في اتخاذ هذا الشخص بالتحديد مثارا للجدل والتشكيك بدوره الفريد بالاسلام بحجج واهية تماما بالنسبة لعقول الواعين من المسلمين، إلا أنها تشكل فتنة على عقول صغائر المسلمين، وهي العقول المتصلبة التي ترفض البراهين، وان كانت حية. والحق يقال ان تلك القوى الشريرة قد نجحت فعلا في توريث تلك المؤامرة ، ولا يزال الإسلام مجروحا ويعاني منها. ألا أنها مؤامرة التفرقة بين صفوف المسلمين. وياليت الخلاف كان بوجهات النظر وحسب، او في طريقة العبادة للواحد الاحد، بل تعدت ذلك بكثير، بل على غير ذلك تماما فصارت فتنة الحديث عن الصحابة ولا سيما سيدنا عمر والتشكيك في عدله وفي سلوكه عامة.
فيا لها من مؤامرة كبرى على الاسلام، وياله من شخصية رضي الله عنه أرّقت الأعداء على مر العصور.

وعليه، ارى أن من اجمل ما يقدم للمسلمين وخاصة في الفترة الراهنة الحرجة جدا، أن يعرفوا تفاصيل كثيرة عن شخصية جدهم قدوة المسلمين الفاروق الذي أسعد الرسول والاسلام به، فهو الدرس الذي يجب أن يحفظ على ظهر الغيب.

واشد على يد كل من يساهم في هذا المشروع.

تحياتي للجميع.

نسيبة بنت كعب
18-03-2006, 10:53 PM
رااائعة انت بفكرك المذهل اختى الغالية نورية العبيدى
والله من يوم قرأت ترجمة انواع الجريمة وأسبابها التى نشرتيها هنا وانا اعلم ان خلف هذه الشاشة شخصية جادة عاملة وهادفة

اعجبنى تعليقك الذى اثرى الموضوع

ومعا نرتب الأفكار

فهلا بدأت انت يا حلاوجى أو اشر لنا

نحن بالجوار

تحياتى أ / نورية العبيدى القديرة :hat::0014:

خليل حلاوجي
19-03-2006, 05:15 AM
يجب قبل البدء أن نتفق على منهج بحت ياملكة النشاط نسيبة يانحلة الواحة أختاه

وهذا المنهج يجب أن يكون خاضع لمعايير وضوابط تحصننا من الانجرار خلف فوران العاطفة والرؤية المسبقة

ألأتوافونني أنني حين أمدح رجلا" ما فأني ربما أغطي عيوبه

ولكن لو أردنا الانصاف فالأولى أن نبحث في معيقات جهد الرجل وهو يبغي الوصول الى التماثل مع المنهج المحمدي المهيمن

أن قبولنا بمنهج البحث العلمي قد لايرضاه البعض لانه يصارحههم بنقائص من يحبون
ونسى اولئك في خضم فوران العاطفة أننا أذا أحصينا عورات أنسان وهي لاتزيد على عدد الاصابع فأننا نكون قد خدمنا حقيقة شخصيته والتي سيظهر وبوضوح درجتها العالية في المثالية والاصلاح

فهل ستطيقون الصراحــــة قبل الخوض ؟

أنتظر الجواب

نورية العبيدي
19-03-2006, 05:44 PM
يجب قبل البدء أن نتفق على منهج بحت ياملكة النشاط نسيبة يانحلة الواحة أختاه

وهذا المنهج يجب أن يكون خاضع لمعايير وضوابط تحصننا من الانجرار خلف فوران العاطفة والرؤية المسبقة

ألأتوافونني أنني حين أمدح رجلا" ما فأني ربما أغطي عيوبه

ولكن لو أردنا الانصاف فالأولى أن نبحث في معيقات جهد الرجل وهو يبغي الوصول الى التماثل مع المنهج المحمدي المهيمن

أن قبولنا بمنهج البحث العلمي قد لايرضاه البعض لانه يصارحههم بنقائص من يحبون
ونسى اولئك في خضم فوران العاطفة أننا أذا أحصينا عورات أنسان وهي لاتزيد على عدد الاصابع فأننا نكون قد خدمنا حقيقة شخصيته والتي سيظهر وبوضوح درجتها العالية في المثالية والاصلاح

فهل ستطيقون الصراحــــة قبل الخوض ؟

أنتظر الجواب

إذا حكمنا على أي مخلوق على أنه معصوم من أي خطأ فهذا يعني أن حكمنا عليه غير موضوعي. ذلك ان كل شيء في هذه الحياة نسبي، وصفات الله سبحانه وتعالى وحدها المطلقة. واذا ظن أحدهم أن عبدا من عباد الله يرتقي لصفات الله فيجعله ندا لله ، لا شك ان ظنه إثم.
وما من شك أن المنهج العلمي يفرض على المقوِّم لاي موضوع أن يطرح جوانب القوة وجوانب الضعف جنبا إلى جنب.

ومن وجهة نظري المتواضعة؛ أن من المفيد جدا -على الصعيد النفسي- للانسان أن تُذكر جوانب الضعف مع جوانب القوة عندما يُراد من الطرح الاقتداء بشخصية ما، لان الانسان بطبيعته يقتدي غالبا بالشخصية القريبة الى الواقع، وواقعه هو بالتحديد. وليس بالشخصية الخرافية، التي لا يمكنه الوصول الى صفاتها، واحيانا لا يقتنع بها وربما سيعدّها مجرد شخصية وإن كانت حقيقية إلا أن صفاتها مبالغ فيها ولا يقتنع بها عقله أو أنها صفات وهمية تتناقلها الاجيال مثل اساطير الاولين. أو أنها شخصية استثنائية في الاصل وفي الخلق وفي البيئة ما يجعلها بعيدة عن واقع الانسان العادي.

أما الشخصية الواقعية التي تخطأ بقصد او بدون قصد، والتي تبحث عن اخطائها بين عيون الناس وردود افعالهم ومن انتقاداتهم المباشرة وغير المباشرة، من اجل ان تصل الى اقرب درجة من الكمال حيث ان الكمال لله وحده، والتي تعمل جاهدة رغم كل العوائق التي تصادفها للوصول الى تحقيق اهدافها الانسانية والمشروعة، فان هذه تعطي أملا لاي انسان عادي لكي يقتدي بها وليؤمن انْ ليس من المستحيل الوصول الى مستوى تلك الشخصية طالما هي شخصية عادية مثله تماما ، الفرق انها عملت كذا وكذا لتحسّن من وضعها ولتصل الى المعالي. ووصلت الى النجاح في الدنيا والاخرة. فمثلا عندما يعلم المسلم ان النبي موسى عليه السلام قد قتل نفسا ، يعني أنه كان قاتلا ذات مرحلة في حياته، ثم ندم وتاب توبة صادقة، فعفى الله عنه وأحبه وكلمه تكليما ... يا لله ماهذا الامل لنا في تطوير النفس والسمو بها نحو قبول الله ورضاه.

فغالبا، يفرح الانسان كثيرا عندما يرى الامل والممكن في خبرات الاخرين. ويبتعد تماما عن غير الممكن والمستحيل.
وما من شك أن سيدنا عمر يعد خبرة غير عادية للمسلمين لماذا؟
لانه لو قارناّ بينه وبين الامام علي كرم الله وجهه على سبيل المثال، فان الامام علي شخصية نتوقع منها كل ما هو قريب من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم، فمع أنه من دم الرسول الكريم ولحمهِ فأنه أيضا عاش في كنف الرسول وتطبع بطباعه، وربما تاثرا به وحبا ، قد تقمّص شخصيته بشعور منه أو بدون شعور حتى صار الوجه الذي يعرفه الجميع والذي يفخربه جميع المسلمين. غير أن ذلك قد يجعل المسلم يضع حاجزا بينه وبين الامام علي، وهذا الحاجز يقول للمسلم انك من المستحيل أن تصل لهذه الشخصية، فعليك ان تنسى ذلك وتنظر لواقعك فانت لست ابن عم النبي، ولم تشرب وتأكل معه، ولم تتزوج بابنته البتول ولم تنجب حبيبا الرسول الكريم ولم ولم ، وإذن، فانظر لمن كان شخصا عاديا مثلك ثم ما لبث أن أصبح بارادته وايمانه وباختياره ان يكون من أهل الجنة ، ومن أعمدة الاسلام التي لا يُستهان بها، ولا يُنكر دورها، و... و... ! فمن هنا ينظر الانسان الى الممكن ... :004:

وفقك الله استاذ خليل للبحوث المهمة ... :0014:

خليل حلاوجي
19-03-2006, 07:23 PM
الاحبة مؤازري بحثي اللامنقطع عن الحقيقة
محبتي لكم هي خبزي ودثاري

\

فلسفة عمر كانت مقولته وطلبه من الله تعالى :
(اللهم أني أعوذ بك من جَلَدَ الفاجر وعجز التقي )
أنه رجل تنبه الى سلم المشكلات فرتب الاولويات ليحمي جهد التوثب وأغتنم الفرصة ووفر طاقات المسلمين ، أنه رجل وازن بين حاجات الامة وأمكاناتها ولم يخلط البتة بين الامنيات والامكانات

لدى رجلنا عقل جبار يواكب في آن واحد التحولات الاعتقادية للمجتمع ليفعّلها مع التحولات المعرفية للمنهاج المهيمن ويتبع تحولات منهجية قادرة على أستيعاب الفعل التجديدي في حوض من الاضافات والابداع والتفوق .
يقول توينبي صاحب (قصة الحضارة) :
أن في العالم تحدي مناسب للأنسان ليس معجزا" ولاهو دون الحد المطلوب لأثارة التوتر البشري للرد ...
عمر هو الرجل الوحيد الذي رفض أن يجعل ( ألأنجاز الحضاري)هدفا" بل وشيلة لتهيئة حياة الناس لعبادة الله وحده ، فما وجدنا أية أشارة لغرور بشري منبثق من التصاق كرسي الامارة بفضاءات زخرف الحياة فبدا واضحا" تعاليه عن الظلم والافساد والطغيان .
أستطيع أن أقول أن فترة ديمقراطية شوهدت بوضوح عند هذا الحاكم بفضل جهده في محاسبة نفسه ومراقبتها ولو أنصف ( مونتسيكو*) حينما قال
[ أصبح الحاكم اليوم فردا" من الناس تستخدمه الامة في شوؤنها العامة فأذا رأت منه أعوجاجا" صفعته على وجهه وأنزلته عن كرسيه الوثير ]
أقول لو أنصف لنسب البصمة الديمقراطية بأنصع نمذجة لعمر كأول حاكم أراد أن يعلمنا الفكرة المجردة لاأهمية لها أذا مابقت معلقة في الفراغ ولم تفعّل على أرض الواقع مخترقة هموم البشر.
والحاكم هذا قد يخالف الشرع في بعض أعماله وأقواله والناس من حوله راضون وراضخون لحكمه واثقون من حكمته ، وعندما أقول ( يخالف) فأني أعني أجتهاده في فروع الشريعة لحماية أصولها وتحصين المنهج السماوي المهيمن
وسأضرب مثالا" ليتضح قولي
\
طفئت الكهرباء وسنعود قريبا

مازن لبابيدي
09-07-2010, 05:59 PM
أختي الكريمة نسيبة بنت كعب
ما أحوجنا اليوم كما في كل عصر لهذا المنهج القيادي والإداري الفذ المتميز
أحييك لهذا الطرح ، والموضوع وإن كان قديما لكنه متجدد بقيمته ويستحق الالتفات إليه دائما ، خاصة في الأزمات ، لذلك أحببت رفعه ليطلع عليه الأعضاء وإن التذكرة تنفع المؤمنين ، فجزاك الله عنا كل خير .

ربيحة الرفاعي
28-08-2010, 03:11 PM
الفاروق ... وحسبه هذا اللقب شهادة بتميزه
لن أقول هنا غاليتي أكثر من " شكرا " كبيرة بحجم اعجابي بالموضوع وانبهاري بشخص الفاروق رضي الله عنه

دمت مبدعة