تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة زهرة العبّاد ..



بثينة محمود
25-02-2006, 02:32 AM
http://bbbask.jeeran.com/flower383[1]k.JPG


وانتهت القصيدة,ساد صمت غريب بين الحاضرين قطعه بعد قليل صوت تصفيق ليدين اثنتين فى آخر القاعة الرحبة, وسرعان ما سرت عدوى التصفيق إلى باقى الجالسين, مرت دقائق لم يستطع احصائها وصوت دوى التصفيق يتعالى كأنه نغم, كان يفكر خلاله لماذا انتظروا وقتاً لكى يدركوا؟ وهل بالفعل أدركوا معانيه أم أن عدوى التصفيق المجامل أصابتهم فحسب؟ أرسل نظره إلى آخر القاعة بحثاً عن صاحب اليدين اللتين بادرتا بإيقاظ الناس ليحيوه أو يجاملوه ولم تصل عيناه للهدف, كان ينظر للحاضرين وأمام عينيه صورته هو, ببذلته القديمة الطراز الكالحة اللون وربطة عنقه المدلاة بإهمال على قميصه الأبيض الوحيد الذى فتح زره الأعلى كما اعتاد دوماً, أذهله استمرار التصفيق وشعر برغبة قوية فى الهرب من أمامهم

ورغبة أقوى فى الصراخ فيهم ليكفوا, هل فهموا حقاً كلماته التى كان ينطقها بصوته القوى على بساطتها ووضع فيها جزءاً من روحه, فأسكتهم بها عن همسهم ولغطهم المعتاد وتحولوا إلى عيون متعلقة بشفتيه, هل فهموا حقاً؟ هل أدركوا كيف بدأت رحلة زهرة العباد وكيف تبدأ دوماً؟ تلك التى عاشت تنظر للشمس فى ابتهال, ترنو إليها بكل كيانها وتكره التصاقها بطين الأرض, تحلق بخيال وريقاتها الصفراء إلى السموات البعيدة ويبدو ساقها كما لو كان راقصاً على أنغام الريح


دعينى أقترب يا مولاتى العظيمة
انزعينى من سجنى
حررينى
كى أراوغ تلك الريح
وأسرق لحظات الحرية
حررينى
كى ألمس السماء
واطبع على جبين الغد
قبلة وردية

هل أحس المصفقون بسجنى؟ أم أحسوا بسجونهم؟ أم يتخيلوننى ممثلاً ينحنى فى ختام العرض المسرحى كى يستمع لارتطام أكفهم؟هل ينتظرون أن انحنى وأوزع قبلاتى السجينة عليهم؟ أظنهم محقون, وهل تجيد زهرة العباد غير الانحناء


انزعينى يا مولاتى من أرضى
دعينى ألتقى أشعتك الذهبية
أعانقها
هناك
كم أذلنى الانتظار المهين
وكم أضنانى بحث سقيم
عن الحرية


ما زالت الأكف تتلاقى فى عنف, كأن القوم يدقون بها على أبواب سجونهم, إنه يرى الآن حقلاً كبيراً من زهور العباد

عادل العاني
25-02-2006, 11:35 AM
سنبلة

أقرأ لك لأول مرة , وأغوص في أعماق الكلمات,

وأنت تنثرين إبداع " سنابلك "

وأريج زهور العباد ...

رائعة حقا قوية الصياغة والمبنى.


تحياتي وتقديري

ليال
25-02-2006, 10:32 PM
موهبة حقيقية لا يمكن تجاهلها ، قدرة رائعة وفذة على التغلل والنفاذ إلى نفس المتلقي بانسياب وعمق رائعين وعلى اقتناص اللحظات القصصية الدقيقة وتجسيدها بإسلوب قصصي غاية في الإتقان يتجلى منذ البداية حيث المقدمة المبتورة مرورا الصمت الغريب الذي ساد للحظات في ارجاء القاعة مرسلاً صداه المدوي في نفس الشاعر ثم هذا الإبتهال الشجي المترع بالعاطفة الرقيقة المثقل بالرمزية المعبرة ..اعود لأقول مجددا أن الطريقة التي تكتبين بها طريقة تنم عن تمكن كبير من أدواتك الكتابية وخيال جامح خصب ذا أفق لا متناهي.
تقبلي خالص احترامي وتقديري وتمنياتي الصادقة بالتوفيق.

حوراء آل بورنو
27-02-2006, 03:23 PM
مرحباً بعودتك يا سنبلة الخير

و عهدك دوماً جميلة في الفكر ، متقنة للحرف ، بديعة في النهايات .

تستحق التثبيت احتفاءً بعودة أرجو أن تكون إقامة دائمة .

تحية و ود .

ابراهيم محمود الخضور
27-02-2006, 09:12 PM
ما شاء الله00تبارك الله

أختنا سنبلة00جعلكِ الله من سنابل الخير00 دوما

قصة جميلة00ومعاني أجمل00

ملاحظتي فقط في (ببذلته القديمة الطراز الكالحة اللونعلى قميصه الأبيض الوحيد)00

القديمة الطراز00لا تكتب هكذا00

وإنما: قديمة الطراز00

وقس على ذلك000

أرجو أن أجد توقيعكِ الكريم على كافة أعمالي المتواضعة00

واسلمي أخيّــيتي

000إبراهيم محمود الخضور

سحر الليالي
28-02-2006, 02:11 PM
سنبلة أيتها الرائعة

ما اروع قلمك ونصك الجميل

لك حالص إعجابي وحبي

بندر الصاعدي
01-03-2006, 10:40 AM
نصٌّ راقٍ بديع يدهش الذهن أثناء سرده القصصي , ويسلب اللبَّ في مغازي التساؤلاتِ التي تركه المشهد في خاطر بطلهِ ...

الفاضلة / سنبلة
لا أظنُّ أن عينًا قرأت نصك تملُّ منه ..

أجادت ليل ما لا أجيده في تعقيبٍ على نصك البديع ..

أرجو أن تكرمي قراءاتِنا بكتابة الياءاتِ في نهاية الحروف والكلماتِ .
لم يستطع احصائها .. إحصاءَها .


لك التحية والتقدير

حسنية تدركيت
01-03-2006, 03:55 PM
رائعة يا سنبلة
ورائع حكيك
اتمنى لك مزيدا من التألق

أسماء حرمة الله
01-03-2006, 11:20 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحية تنهملُ ورداً وودّاً

العزيزة سنبلـة،

" هل أدركوا كيف بدأت رحلة زهرة العباد وكيف تبدأ دوماً؟ تلك التى عاشت تنظر للشمس فى ابتهال, ترنو إليها بكل كيانها وتكره التصاقها بطين الأرض, تحلق بخيال وريقاتها الصفراء إلى السموات البعيدة، ويبدو ساقها كما لو كان راقصاً على أنغام الريح".

قلمكِ كما هو دوماً ينبضُ بعالمٍ بكامله، بلْ بزمنٍ جميلٍ تمكنتِ من التغلغل في مسامه بكل اقتدار وجدارة، وقدّمتِه لنا على طبقٍ من جمـال.
سنبلـة، عودي سريعاً، نريدكِ بيننا دوماً حتى لاتغربَ عنّا الشمس.
----
أظنهم "محقون": أظنهم (محقين)


أدعوكِ للمشاركة بالمسابقة الأدبية التي تمّ الإعلان عنها بهذا الرابط:

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=12274&page=1

لكِ قلبي ووردة :0014:
بل ألف باقة من الورد والمطر

زاهية
03-03-2006, 09:25 PM
رائعة سنبلة
وأنت تعرفين مدى إعجابي بفكرك
وكم يروق لي أدبك
دمت كأنتِ فكراً وسمواً
أختك
بنت البحر

بثينة محمود
06-03-2006, 04:32 PM
أستاذ عادل العانى

شكرا لك وباقة سنابل مزهرة

تحياتى الكثيرة

بثينة محمود
06-03-2006, 04:34 PM
سيدتى الفاضلة /ليال

أسبغتى على كثيراً من الثناء.. ويحق لى أن أشكر نقدك البنّاء
والذى سأضعه وسام على صدرى

لك كل تحياتى ووافر شكرى

بثينة محمود
06-03-2006, 04:37 PM
سيدتى الفاضلة /حرة

شكرا لك ولتثبيتك الموضوع

ستبقى رحلة زهرة العبّاد بذهنى لكونها لاقت استحسانكم

واحتى قدرى .. كيف لنا الابتعاد عن أقدارنا

جزيل محبتى

بثينة محمود
06-03-2006, 04:39 PM
أستاذ /ابراهيم الخضور

لك جزيل الشكر لاهتمامك وملاحظاتك القيمة

لى الشرف سيدى بتواجدك هنا

ولى الشرف أيضاص أن أقرأ لقلمك المعطاء

تحياتى وشكرى