مشاهدة النسخة كاملة : جدتي والطائر ( قصة بقلم / مجدي محمود جعفر )
مجدي محمود جعفر
26-02-2006, 07:48 PM
جـدتي والطائـر
بقلم / مجدي محمود جعفر
في البراح الواسع أمام الدار ، تجلس الجدة ، فاردة ساقيها لشمس الصباح وبجوارها راديو العائلة العتيق ، لا يتحول مؤشره عن إذاعة القرآن الكريم ، ومسبحة في يدها لا تمل من فر حباتها ومصحف متآكل غلافه ، مفتوح أمامها لا تقلب صفحاته أبداً ، وكتاكيت صغار تتقافز حولها ، ودجاجات تنقر في الأرض ، ونساء عجائز يأتين ، واحدة تلو أخرى ، يتحلقن حول الجدة ويثرثرن ؛ تنشغل عنهن بالنظر إلى النخلة العالية ، ولحفيدها طالع النخلة. " تزر " عينيها ، وتسلط بقايا الشوف فيهما عليه ، وهو يتسلق بخفة قرد ، ورشاقة أرنب ".
تُسمِّ الله وهى ترى العجائز "يبربشن " بأعينهن ، التي تساقطت أهدابها وتستعيذ برب الناس ، من عيونهن الضيقة – التي خبا ضوؤها ، ومن الوسواس الخناس ، الذى يوسوس في صدورهن.
.. ينتقى الولد – بلحات – وينزل بخفة ويجرى في اتجاه الجدة ، يدس في يديها البلح ، تمسك البلح ، تقلبه في يديها وتقرب بلحة من عينيها ، تتشممها بأنفها تمتعض وهى تذوقها بطرف لسانها ، وتجرب أخرى ، وثالثة .. البلح كله يابس وعطن ، تتنهد ، وتتمتم بكلمات غير مفهومة ، وتتحسر على أيام الجد.
مساحة الظل بجوار الحائط تنكمش ، تسند الجدة جذعها للجدار ، وتسحب ساقيها ، تنظر لشمس الضحى العالية ، والعجائز حولها ، يثرثرن ، ويشكين عقوق الأبناء ، وإهمال زوجاتهم لهن .. تنشغل عنهن بالنظر إلى النخلة العالية ، الولد الصغير "يخمش" بأسنانه البلح "الصيص" ويبكى – جدتي :
- أنا جوعان !!
يمصمص العجائز شفاههن ، ويلوين بوزهن ، وتتلاقى عيونهن في استنكار ، تسترق السمع ، تُمنى نفسها بأن تسمع وقع أقدام أولادها وزوجاتهم في الدار.
- صرير باب حجرته في الفجر – كان يجعلهم ينتفضون في مضاجعهم ، وكركرة ماء وضوءه ، ودقات عصاته على الأرض. فور أن ينزل عن سريره ، ويضع قدميه فى " الشبشب "تدب الحياة في الدار ، الفطور كان في البكور ، والشمس كانت تطلع في دارنا مع الفجر ، كان الخير في كل بقعة في الدار ، اللبن " يتسرسب " من ضرع البقرة في الزريبة يملأ الدلو الكبير ، والبيض من تحت الدجاج يملاً "السبت الخوص" ، أسراب الأوز والبط والدجاج.
يطرق الولد بيده على صدره :
- أنا جوعان يا جدتي !!
تهدهده الجدة ، وتقول في نفسها :
كانت الواحدة منهن تفز من فراشها مع أول طرقة على الباب !
ولكن .. يوم أن غاب ، غابت الشمس ، ما عادت تطلع مع الفجر من دارنا ، وما عاد الفطور في البكور .. كل شيء ينحسر ، وينسحب ببطء، الأرض تنكمش وتضيع قيراطاً وراء قيراط ، قسموا عرق الرجل وتعبه – وباعوه بأبخس الأثمان ، تحول عرق السنين إلى قمصان نوم للنسوان ، وعطر ، وأساور " تشخلل " في أياديهن ، كل امرأة في حجرتها ثلاجة ، وتلفزيون ، وغسالة ، ومكنسة.
خلت الزريبة ، وخلت الصوامع ، وركب الغرباء الأرض.
يصرخ الولد :
- أنا جوعان .. جوعان يا جدتي
تتسلل العجائز واحدة تلو أخرى ، وتقرأ الجدة في عيونهن – التي تشبه مؤخرات الحمائم ، الشماتة ، الشمس توسطت السماء ، وانحسر الظل عن الجدار ، تنهض الجدة ، متكئة على كتف الولد ، وتسير به إلى الدار والصمت يحط إلا من صوت بومة لعينة تنعق في الزريبة وغراب أسود ، احتل عش الحمام ، يسيل من منقاره ، مح البيض وزلاله ، ينقبض قلب الجدة.
طائر غريب يحوم ، تتوقف ، تنظر للطائر ، يحلق في صحن الدار حول المصباح المطفأ المتدلي من السقف ، ووضع الذباب عليه البيض فامتلأ عن آخره ، بل واستراح الذباب على الحبل الذى يحمل المصباح – وعلى المروحة المثبتة على الجدار ، ينتظر الفقس ، الطائر صغير في حجم عقلة الإصبع ، استغفرت الجدة ، واستعاذت ، ومضت إلى غرفتها دست يدها ببطء فى " السيالة " أخرجت بصعوبة مفتاحاً كبيراً ، والصبي يرقص قلبه فرحاً وعيناه تبصان ليد الجدة وهى تدخل المفتاح في كالون الدولاب بالحائط ، ومُمنياً نفسه ، بقطعة حلوى ، أو بيضة مسلوقة ، وقطعة خبز ، قبل أن تدير المفتاح أحست بضلفة الدولاب " تزيق " ، شدت الضلفة برفق ، أحست بانعدام المقاومة ، وكانت حركة الضلفة النصف دائرية وسرعتها أقوى من قوة شد الجدة .. تفزع الجدة ، ويقع قلبها في رجليها ، فالدولاب خال – لا علب الحلوى ، ولا المربى ولا أقماع سكر النبات ، ولا أرغفة الخبز الطرية ، وبضع مئات من الجنيهات – هي كل ما تملك – بعض حقها في الميراث – الذى أخذته بصعوبة وباقي ميراثها توزع على الأولاد في حياتها غصباً 0حتى الكفن الذى اشترته منذ زمن بعيد ، واحتفظت به في الدولاب ، مطوي نظيف معطر ، اختفى !!
تضيق ما بين حاجبيها فتنتفخ كرمشات الجلد كبالونات صغيرة ، ويتلاحم خطا الحاجبين بشعرهما الأبيض المتناثر.
يجرى الصبي إلى حجرة أبيه ، يطرق الباب بعنف ، يصرخ :
- جدتي ، جدتي سُرقت ، الحقوا جدتي ؟!
تتثاءب أمه ، ويأتيه صوتها وهى تتقلب على السرير ، تعنفه وتنهره ، يجرى إلى غرفة عمه ، تزجره زوجة عمه ، بوجه أصفر ، يرمح إلى جدته ، يحوطها بذراعية الصغيرين وقلبه يدق بعنف ، تفترش الجدة الأرض ، والعرق يرشح من مسام جسمها التي اتسعت على الجلد ، فالمسام صارت كثقوب إبر الخياطة ، يمسح الولد بكم جلبابه حبات العرق التي تجمعت في ثنيات الجلد على الجبهة ، وأسفل العينين ، وعلى الخدين ، سيول من ماء العين ومن عرق الجسم المالح ، تتجمع في قنوات حفرها الزمن على الوجه وأسفل الرقبة ، يعلو صدرها ويهبط وتفتح فمها الخالي من الأسنان مع طاقتيّ أنفها لإدخال الهواء ، يبكى الولد ، جدتي ، جدتي ، بصعوبة – تمتد يدها المعروقة – تتخلل شعره ، يشعر بارتعاشة يدها ، وبعروقها النافرة ، وفيما يعدو فأر على سقف الغرفة ، ترى من فتحة الباب الموارب ، الطائر الغريب ، يحوم حول المصباح ، ومع كل دائرة يكبر ويكبر ، وقد صار بحجم الفأر ، الذى يعدو ، ويقرض في " غاب " السقف.
يبحلق الولد في عيني الجدة المفتوحين ، يمرر يده أمام عينيها ، لا يرمشان ، يبكى ، جدتي – هل ترينني ؟! .. تحاول الجدة أن تزدرد ريقها ، لكن الريق قد جف ، فتبتلع الهواء " فتزأط ".
ويشعر الولد بأن عينيها قد انفلتتا من محجريهما ، فيجرى إلى "القلة" ويكب الماء على وجهها وعلى شفتيها ، تخرج لسانها برأس رفيع أبيض جاف يلتقط قطرات ماء ، ترطب الحلق الجاف .. وبينما تُدخل قطة سوداء رأسها النافذة ، تروح عيناها للطائر الغريب الذى يكبر .. ويكبر ويصير بحجم القطة.
يصب الولد الماء على يديه ، وينثره على رأسها ، ويدلك بيده المبللة بالماء فروة رأسها ، يشعر بسخونة رأسها ، فيبكي.
عيناها تدوران في الغرفة ، يقعان على عصا الجد المثبتة على الجدار وجلبابه الصوفي ، وطاقيته والشال ، ويبدو في الصورة المتربة بشاربه المفتول وعينيه الباسمتين ، تبتسم ، فيطرب الولد لابتسامتها – صارت له فترة يأتيني في المنام ، شهراً ، أو يزيد ، لم يخلف موعداً ولم يتخل أبداً عن ابتسامته ، وضحكته الحلوة ، يأتيني أجمل مما كان عليه يوم العرس ، شاباً عفياً ، عليه ثوب أخضر ، يفتح لي ذراعية ، باتساع المدى.
يهز الصبي الجدة ، التي تعلقت عيناها بصورة الجد ، وتلاقت ابتسامتهما ، جدتي ، جدتي ، يفزعه صمتها ، ويعكر صفوه نباح الكلب المتواصل خارج الدار ، يشب على قدميه ، ويمد ذراعه ، وبأطراف أنامله :
يزحزح عصا الجد ، ويقبض عليها ، ويهم خارجاً للكلب ، تستوقفه الجدة بنظرة عين وإشارة إصبع ، يضع العصا بجوارها ، ويخرج باحثاً عن حجر ، وفيما كان الكلب رافعاً ساقيه الخلفيتين ويبول على الجدار ، كان الحجر مُسدداً إلى رأسه ، ليقفز إلى النافذة ، رافعاً عقيرته بالنباح والعويل ، وكلما صوب إليه الصبي حجراً ، علا النباح والعويل .. الطائر يحوم ، ويحوم ، ويكبر ، ويكبر ، ويصير بحجم الكلب الذى يعوي خارج الدار.
تتحسس الجدة عصا الجد ، وتبتسم ، تشير إلى الجلباب ، والطاقية ، والشال ، يهرع الصبي ، يأتيها بها ، تتحسسها ، تتشممها ، تغمض عينيها ، تنسال الدموع ، تبتسم ، تحاول أن تنزع جلبابها ، يعاونها الصبي ، تحشر جسمها في جلبابه الصوفي " الكشمير " وتلم شعرها الأبيض وتحبك الطاقية ، تثني الشال ، وتبسطه ، وتطويه ، وتلفه حول رأسها ، وبينما الحمار " يتمرغ " في الفضاء خارج الدار وينهق كان الطائر يكبر ويكبر ، ويصير بحجم الحمار الذي يفزع نهيقه الصبي ، تتحسس العصا ، تقبض عليها ، يد على الجدار ، ويد على العصا ، تنهض ، وتخطو خطوات ، يفرح الصبي بجدته ، ويضحك ، يلف حولها ويصفق بيديه ، يصفر ، يدور حول نفسه ، ويرقص ، سارت إلى حجرة ابنها الكبير المغلقة ، وطرقت الباب بالعصا بعنف ، وجلاً فتح الباب بلباس النوم ، ليندهش .. أمي !! .. أزاحته ، ودفعت الباب ، لتباغت بالكفن ، نصفه ستارة على الشباك ونصفه الآخر ملاءة السرير تتمدد عليه زوجة الابن ، انكمشت في الركن القصي على السرير بجوار الحائط ورفعت ركبتيها إلى ذقنها وشدت القميص على قدر ما تستطيع لتستر ما يمكن ستره ، وبينما تسير إلى السرير انكمشت الزوجة ، تحسست الجدة الملاءة / الكفن ، رائحة العرق وأثار الحب والليل ، نظرت إلى المرأة المنكمشة والمنكوشة الشعر والنصف عارية ، أغمضت الجدة عينيها ، استجمعت لعابها ، وفى لحظة بصقت عليها ، مرة ، ومرتين ، واستدارت إلى ابنها الواقف بلباس النوم مأخوذاً ومذهولاً ، وفجأة – ترفع العصا ، وتهوي بها على أم رأسه ، ليصرخ ، صرخة مدوية ، فيفزع أخوه وزوجته في الحجرة المجاورة ، ويجريان إلى مصدر الصوت ، فتعقد الدهشة لسانهما وتسير الجدة بثقة ، وتخطو بثبات ، وبينما زوجة الكبير تمسح بصاق الجدة وتقول لزوجة الصغير :
- كبرت وعلقها خرب ..
كانت الجدة ، ترى الطائر الغريب ، يحوم حول المصباح ، وأصبح بحجم الفيل ، وجلست الجدة ، تنظر للطائر الذي يكبر ويكبر وينبت له جناحان ، وفيما كانت الجدة مشدودة إلى الطائر كان الصبي يضع في حجرها علب المربى والحلاوة وأكياس السكر النبات !!
د. سلطان الحريري
28-02-2006, 10:41 AM
سأعود بعد أن ألتقط أنفاسي .
لك حبي وتقديري
سحر الليالي
28-02-2006, 03:03 PM
أخي مجدي :
بحق قصة رائعة !!
قللمي يعجز عن وصف روعة ما قرأته
إعذرني وتقبل الصمت ردا للهذه الرائعة
لك خالص تقديري وبإنتظار قلمك دوما
علي المعشي
28-02-2006, 07:00 PM
القاص والناقد الكبير.. مجدي محمود جعفر
للواحة أن تختال وتزهو بمقدم قامة أدبية فارعة كقامتكم الشامخة..
فمرحبا بكم في القلوب قبل الصفحات يا طيب النفحات ..
وعسى أن تروق لكم صفحاتنا لتنثروا فيها در إبداعاتكم التي قرأت للتو
شيئا منها فكان مختلفا بحق، ووجدت للقصة هنا مذاقا آخر.. وإن كنت لا أجيد الغوص في أعماقها ولكن حسبي أنها راقت لي وعشت تفاصيلها بوجداني..
ولعلي أترك الرأي الفني لمن هم أقدر مني عليه وهو كثر هنا ولله الحمد، وإنما جئت مرحبا محتفيا..
شكرا لك سيدي والشكر موصول لأختنا الفاضلة التي كانت سببا في إطلالتك البهية.
تحياتي وودي.
بنت بجيلة
28-02-2006, 07:05 PM
سرد موفق لقد استطعت أن تدخل بتقاصيل صغيرة جدا وجسدت لنا وقائع أشبه ماتكون مشاهد ماثلة أمامنا ....دام فلمك مبدعا وأهلا وسهلا بك في واحة الخير والعطاء...................تقديري لك
عبلة محمد زقزوق
28-02-2006, 07:19 PM
رحم الله جدتي .
عايشت حروفك ، فتمثلت أمامي بضعفها وقوتها ، بحنوها وقسوتها .
لله درك من كاتب لقد أعدت لي سنين جميلة ، لم أكن أعيي وقتها مدى روعتها ، حتى أخذتني الأيام ووجدتني دوماً أتذكرها فأبتسم تارة وأضحك أخرى .
خالص التحايا لجدتنا ، ولقلم صاغ من درر الذكريات جميلها .
الشكر الجزيل أستاذنا ـ مجدي محمود جعفر
د. سلطان الحريري
28-02-2006, 08:01 PM
الأديب الحبيب مجدي محمود جعفر:
قرأت قصتك قبل الآن ، ولكنني لم أكتف بقراءة واحدة أو اثنتين ؛ لأنني أود الارتواء من معين أدب أراه في القمة ، ولأنني أود الغوص في أعماق قصتك ، وأعود بعدها معقبا.
ووجدتني أتذكر أمرا كنت أحرص عليه في محاضراتي مع طلابي ، وهو يتجسد في أن بعض القصص تعرض صورا صادقة من الحياة، على الرغم من أنها تصور حياة بشعة قاسية تشمئز منها النفوس ، وهي تخلف في نفس القارئ شيئا من ذلك كله ، نظرا لما تتسم به من الأمانة في العرض والدقة في التصوير، ومثل هذا الصدق نفتقده في تلك القصص التي يحاول كتّابها أن يتملقوا أذواق القراء، وأن يحققوا رغباتهم ومطالبهم، وذلك بأن يقدموا لهم قصصا ناعمة هنيئة ، تشيع البهجة في جوانبها، لكي يجدوا في قراءتها مخدرا ينسيهم همومهم ومتاعبهم في الحياة.
فالموضوع ليس كل شيء في القصة ؛ إذ الموضوعات ملقاة على قارعة الطريق ، يلتقطها الكاتب المبتدئ والكاتب الذي استحصدت ملكته ، وإنما المهم طريقة الكاتب في علاج موضوعه وتجليته.
وقصتك هذه اتسمت بالحيوية ، لما فيها من فكر عميق ، وهذه سمة واضحة فيها، فقد شعرت في أثناء قراءتها أنني أمام مفكر عميق التفكير، فضلا عن أنه قصصي بارع، ولذا فقد احتجت في أثناء قراءتها إلى شيء من التركيز والتأمل ، لأغوص في مراميها العميقة، فقد كانت فكرة القصة مطروقة ، ولكن طريقة معالجتها جعلتها تبدو وكأنها جديدة ، ففي رسم شخصية الجدة ما يبهر ، نتيجة لمقدرة كاتبها ، وما ذلك إلا لأن القارئ يحتاج إلى أن يقدم له كاتب القصة شخصية حية نابضة بالحياة ، وإلى مراقبة مشكلات الحياة التي تنقلها تلك الشخصية ، وقد كنت بارعا في رسم معالم شخصية الجدة ، رغم أنها لم تتكلم ولكن كل وصف لحركاتها وتنقلاتها وتفكيرها نقل لنا عالما نعيشه حقيقة ماثلة ، وكأنني بك تمسك بآلة تصوير من نوع فاخر تظهر الصورة بابعادها كلها ، وما ذلك إلا لتعمقك إلى قرار تجربتك القصصية ، ولمقدرتك على استغلال جميع أدوات الصناعة القصصية لتصوير تجربة كاملة ونابضة بالحياة، وبهذا فهي عصارة عقلية فذة، استطاعت أن تعي خلاصة تجربة الجدة الإنسانية ، وقدمتها لنا في ثوب بديع.
وأراني مشدودا إلى مبدأ التداعي الذي ألمحه في تصويرك لما كانت تفكر به الجده ، واستغلالك للتداعيات النفسية ، من مثل رؤية الجد ، وعصا الجد ، والطائر الذي كان يكبر كلما قاربت الجدة نهياتها ، وأجدها في العلاقة المميزة بين الجده وحفيدها ، وفي الإسقاطات التي توحي بالنهاية ، من مثل الكفن الذي صنعت منه زوجة الابن ستائرها ووووو
وكان للنهاية الرائعة المفتوحة دور في إبراز قوة القصة ، وفي احترام ذوق القارئ الذي له أن يعي ما الذي يجري دون أن نكشف له اللثام عنه.
ومما أثار إعجابي أنني أمام كاتب محايد يحاول أن ينحي نفسه جانبا عن الحوار ، وذلك ليترك لشخصياته أن تمثل حوادث القصة بحرية وانطلاق أمام ناظري القارئ ، ولذلك لم نجد كاتبنا يقحم نفسه بتعليق أو بتعقيب ، بل آثر أن يدع الشخصية تتكلم عن نفسها وتبث عواطفها من خلال أسلوب التداعي النفسي الذي أشرت إليه سابقا ، ومما لا شك فيه أن هذه الوسيلة أوثق صلة بالحياة ، وأصدق تعبيرا عن النفس الإنسانية.
أخي الحبيب : لو أردت الحديث عن قصتك بكل تفاصيلها الفنية لما وسعتني الصفحات ، ولكنني أحببت أن أشارك بقراءة متواضعة لها ، لعلها تضع النقاط على الحروف ، وتساهم في شكر كاتب مبدع نعتز بوجوده بيننا.
فأهلا بك في واحتك التي تسعد بأمثالك ، وإلى اللقاء في قصة أخرى ، وحرف جديد يخطه يراعك .
وإلى ذلك الحين : لك مني خالص الود والتثقدير ، ودم مبدعا.
عادل العاني
01-03-2006, 07:32 AM
الأخ الأديب مجدي
مرحبا بكم أولا في واحة الأدب ,
وأنت حتما ستشكل عنصرا فعالا مؤثرا في بناء صرحها الأدبي.
قصة جميلة ورائعة وتقييم الأستاذ سلطان شمل كل أوجهها.
بعض الهنات النحوية والإملائية وردت وحبذا لو مر عليها قلمك مرة ثانية.
وأنت القادر حتما على تشذيبها , وعلى سبيل المثال :
"تُسمِّ الله وهى ترى العجائز "يبربشن " بأعينهن"
الفعل تسمّي لم أجد ما يبرر جزمه ليكون تسمِّ , وعادة في مثل هذه الصياغات
يفضل أن تستعمل " تبسمل " أو أن تكون العبارة صريحة " تقرأ بسم الله "
وآمل أن أعيد قراءتها بتمعن أكثر .
تقبل خالص تحياتي وتقديري
مجدي محمود جعفر
01-03-2006, 03:52 PM
د 0 سلطان الحريري
لم أتصور أن تثير قصتي التي قدمتها هنا على استحياء شهيتك للكتابة عنها بهذا الألق الجميل وبهذه السرعة المذهلة - وسأظل أعتز بهذه الدراسة ما حييت ، فلك شكري وامتناني وعرفاني وخالص محبتي
سعيد أبو نعسة
01-03-2006, 08:02 PM
الأخ العزيز مجدي محمود جعفر
اهتمامك بالتفاصيل الدقيقة و غوصك إلى أعماق الشخصية يبشر بروائي فذّ
لديك ميل واضح إلى نقد الواقع الاجتماعي بأسلوب واقعي أيضا تتناثر على حوافه بعض اللقطات الخيالية التي سرعان ما تختفي لمصلحة اللحظة الراهنة .
هل جربت الترميز والانطلاق من الواقع إلى فضاءات أخرى ؟
أرجو ذلك لأنك ستكمل دائرة الإبداع التي ترقص على محيطها ببراعة .
دمت في خير و عطاء
أسماء حرمة الله
01-03-2006, 08:30 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية قطفتُها من حدائق البنفسج
الأخ المبدع والأديب مجدي محمود جعفر،
اسمح لي بدايةً أن أرحب بكَ بواحتك، واحة الخير والأدب والحرف السامق، فأهلاً بك بيننا، حللتَ أهلاً ونزلتَ سهلاً..
مررتُ للترحيب بكَ وبحرفك، ولي مرور آخر لمشاطرتكَ هديلَ بوحك وإبداء بعض الملاحظات..
لايفوتني أن أبدي إعجابي واعتزازي بكل من مرّ من هنا، وبردّ أديبنا د.سلطان وشاعرنا عادل وأديبنا سعيد..
لي عودة ..
أهلاً بك مرة أخرى..
دمتَ لنا
تقبل مني خالص تحياتي وتقديري واعتزازي :0014:
وألف باقة من الورد والمطر
زاهية
01-03-2006, 09:30 PM
قرأت القصة بتمعن فقرأتُ أديباً يمتلك أدواته فيرسم بها مايشاء بقدرة ملفتة
تشهد له بالتفوق .
تتسلل العجائز واحدة تلو أخرى ، وتقرأ الجدة في عيونهن – التي تشبه مؤخرات الحمائم ، الشماتة ، الشمس توسطت السماء ، وانحسر الظل عن الجدار ،
لفت نظري هناهذا التشبيه فأردت معرفة ماإذا كان يحق لنا تشبيه عيون النساء المتقدمات السن " وقد كرَّم الله الإنسان" بمؤخرات الحمائم وإن كان يجوز فما الحكمة من ذلك
أما هذا الطائر الذي أصبح بحجم الفيل فإلى ما يرمز وكذلك تبول الكلب ووقوف القطة السوداء في النافذة؟
أسأل للتعلم فقد وجدتُ كاتباً مبشراً بالكثير
كن بخير :0014:
أختك
بنت البحر
مجدي محمود جعفر
01-03-2006, 09:39 PM
الأخت الفاضلة / سحر الليالي
مداخلتك النقدية أسعدتني وأشكرك على هذا المرور الطيب وهذه الحفاوة الطيبة
أسماء حرمة الله
02-03-2006, 08:55 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية تتدفق عطراً وأريجاً
أديبنا المبدع مجدي محمود جعفر،
سافرتُ مع حروفكَ إلى وطنِ الذكريات، وما أكبره وأعظمه، حين كانت جدتي رحمها اللـه ترسم بسمتَها كفلق الصبح، لتروي بها قلوبَنا الصغيرة، أو لتُطفِئَ بها حزناً شبَّ عن الطّوْق، حتى ذكرياتُها كانت تنسكبُ كل يومٍ بين أيدينا، ونحن نرشفُ حنانَها وعطرَ أيامها الماضية،وحكاياها عن جدي والتي كانت تزرعها بقلوبنا لتنبتَ حقولَ سنابل، جعلْتَني بقصتك الموغلة في الذكرى، والمحفورة على تقاسيم الأزمنة الخوالي، أحنُّ إلى جدتي وحكاياها التي ماتزال نابضةً بي، لاتغادرني البتّة، واليومَ وأنا أصافح حروفك للمرة الثالثة أرى جدتي وحكاياها وعهدها الزاهي بالحنان والطيبة ماثلاً أمام عينيّ، كمْ أحنّ لتلك الأيام الجميلة..
كم تساءلتُ ومازلتُ أتساءلُ عن تنكّر الأبناء لآبائهم وأمهاتهم، (كما حدث للجدة في هذه القصة)، وقد صار الكفنُ الذي اشترته لمرافقتها إلى وطن الرحيل، غطاءً للسرير وستاراً للنافذة، وما إلى سوى ذلك من مظاهر نكران الأبناء لها وعدم اهتمامهم بها وبنيل رضاها كما ورد بقصتك، وما فقه أبناؤها بأنّهم يضيّعون خيراً كثيراً بل عظيماً.
لعلّها حين ارتدتْ مدّخراتها من ذكرياتها الطازجة (عصا الجد وملابسه ..)، ذكرياتها التي لم تنضب بالرغم من رحيل رفيق العمر (الجد)، استعادتْ بعضَ قوتها أو دثارَها الروحي الذي يمنحها وهجَ المقاومة، ويمنحها الصبرَ على جحود الأبناء وزوجاتهم، وكذلك بسمة حفيدها /الوفيّ الحنون، الذي لم يضنَّ عليها بدموعه الصادقة وقلبه الأخضر ترياقاً وضماداً لها ولمُصابها..حتى الطبيعة شاطرتْها الذكريات والوفاء..للـه درُّها من جدة/ من إنسانة تنبض بها الذكريات..
رحمكِ اللـه جدتي .. ولكِ اللـهُ ياجدةً تقتاتُ من ذكرياتها النضرة ومن جحود الأبناء..!
أديبَنا الكبير، لقد عشتُ قصتك حرفاً حرفاً، ونبضاً نبضاً، وأحببتُ الجدةَ وتملّكتني مشاعر غضب على الأبناء المتنكّرين لأمهم، للتي سهرتْ عليهم ودافعت عن وهج الحياة فيهم بكل ذكرياتها وصبرها و..صمتها أيضا.
الواحة تفخر بمبدع مثلك، أتمنى فقط لو قلّلتَ من توظيف العامية في القصة إلاّ في الحوارات والمشاهد التي تتطلب ذلك، وأنتَ على ذلك لقادر..
واسمح لي ببعض الملاحظات:
ماذا قصدتَ ب:
- فاردة
- تسلط "بقايا الشوف" عليها
- يلوين بوزهن
- عيناه "تبصّان"
- عفِيّاً
- بالونات
- يرمح
- كرمشات
- كالون
أظنها مفردات عامية.
------
- ماء "وضوءه": وضوئِه
- النسوان: أظنك تقصد نساء/نسوة؟
- "يبحلق": أظنها يحملق
- المنكوشة الشعر: أظنها منكوشة الشعر.
دمتَ لنا
وتقبّل مني خالص التقدير والاعتزاز والإعجاب :0014:
وألف باقة من الورد والمطر
مجدي محمود جعفر
02-03-2006, 03:12 PM
أستاذنا الفاضل / علي المعشي
أشكرك على هذه الحفاوة وأتمنى أن أكون عند حُسن ظنك وعلى مستوى ثقتك ومن الله التوفيق
مجدي محمود جعفر
02-03-2006, 10:14 PM
الأخت الفاضلة / بنت بجيلة
لك خالص شكري وعظيم امتناني علي مرورك الكريم ومداخلتك البديعة
مجدي محمود جعفر
03-03-2006, 11:54 PM
المشاركة الأصلية بواسطة عبلة محمد زقزوق
رحم الله جدتي .
عايشت حروفك ، فتمثلت أمامي بضعفها وقوتها ، بحنوها وقسوتها .
لله درك من كاتب لقد أعدت لي سنين جميلة ، لم أكن أعيي وقتها مدى روعتها ، حتى أخذتني الأيام ووجدتني دوماً أتذكرها فأبتسم تارة وأضحك أخرى .
خالص التحايا لجدتنا ، ولقلم صاغ من درر الذكريات جميلها .
الشكر الجزيل أستاذنا ـ مجدي محمود جعفر
الأخت عبلة
لك خالص شكري على هذه المداخلة التي أسعدتني
خليل حلاوجي
04-03-2006, 01:48 AM
جداتنا
صورة أمسنا الذي يأبى أن يفارق غدنا
لي عودة
مجدي محمود جعفر
04-03-2006, 05:41 PM
المشاركة الأصلية بواسطة / د 0 سلطان الحريري
الأديب الحبيب مجدي محمود جعفر:
قرأت قصتك قبل الآن ، ولكنني لم أكتف بقراءة واحدة أو اثنتين ؛ لأنني أود الارتواء من معين أدب أراه في القمة ، ولأنني أود الغوص في أعماق قصتك ، وأعود بعدها معقبا.
ووجدتني أتذكر أمرا كنت أحرص عليه في محاضراتي مع طلابي ، وهو يتجسد في أن بعض القصص تعرض صورا صادقة من الحياة، على الرغم من أنها تصور حياة بشعة قاسية تشمئز منها النفوس ، وهي تخلف في نفس القارئ شيئا من ذلك كله ، نظرا لما تتسم به من الأمانة في العرض والدقة في التصوير، ومثل هذا الصدق نفتقده في تلك القصص التي يحاول كتّابها أن يتملقوا أذواق القراء، وأن يحققوا رغباتهم ومطالبهم، وذلك بأن يقدموا لهم قصصا ناعمة هنيئة ، تشيع البهجة في جوانبها، لكي يجدوا في قراءتها مخدرا ينسيهم همومهم ومتاعبهم في الحياة.
فالموضوع ليس كل شيء في القصة ؛ إذ الموضوعات ملقاة على قارعة الطريق ، يلتقطها الكاتب المبتدئ والكاتب الذي استحصدت ملكته ، وإنما المهم طريقة الكاتب في علاج موضوعه وتجليته.
وقصتك هذه اتسمت بالحيوية ، لما فيها من فكر عميق ، وهذه سمة واضحة فيها، فقد شعرت في أثناء قراءتها أنني أمام مفكر عميق التفكير، فضلا عن أنه قصصي بارع، ولذا فقد احتجت في أثناء قراءتها إلى شيء من التركيز والتأمل ، لأغوص في مراميها العميقة، فقد كانت فكرة القصة مطروقة ، ولكن طريقة معالجتها جعلتها تبدو وكأنها جديدة ، ففي رسم شخصية الجدة ما يبهر ، نتيجة لمقدرة كاتبها ، وما ذلك إلا لأن القارئ يحتاج إلى أن يقدم له كاتب القصة شخصية حية نابضة بالحياة ، وإلى مراقبة مشكلات الحياة التي تنقلها تلك الشخصية ، وقد كنت بارعا في رسم معالم شخصية الجدة ، رغم أنها لم تتكلم ولكن كل وصف لحركاتها وتنقلاتها وتفكيرها نقل لنا عالما نعيشه حقيقة ماثلة ، وكأنني بك تمسك بآلة تصوير من نوع فاخر تظهر الصورة بابعادها كلها ، وما ذلك إلا لتعمقك إلى قرار تجربتك القصصية ، ولمقدرتك على استغلال جميع أدوات الصناعة القصصية لتصوير تجربة كاملة ونابضة بالحياة، وبهذا فهي عصارة عقلية فذة، استطاعت أن تعي خلاصة تجربة الجدة الإنسانية ، وقدمتها لنا في ثوب بديع.
وأراني مشدودا إلى مبدأ التداعي الذي ألمحه في تصويرك لما كانت تفكر به الجده ، واستغلالك للتداعيات النفسية ، من مثل رؤية الجد ، وعصا الجد ، والطائر الذي كان يكبر كلما قاربت الجدة نهياتها ، وأجدها في العلاقة المميزة بين الجده وحفيدها ، وفي الإسقاطات التي توحي بالنهاية ، من مثل الكفن الذي صنعت منه زوجة الابن ستائرها ووووو
وكان للنهاية الرائعة المفتوحة دور في إبراز قوة القصة ، وفي احترام ذوق القارئ الذي له أن يعي ما الذي يجري دون أن نكشف له اللثام عنه.
ومما أثار إعجابي أنني أمام كاتب محايد يحاول أن ينحي نفسه جانبا عن الحوار ، وذلك ليترك لشخصياته أن تمثل حوادث القصة بحرية وانطلاق أمام ناظري القارئ ، ولذلك لم نجد كاتبنا يقحم نفسه بتعليق أو بتعقيب ، بل آثر أن يدع الشخصية تتكلم عن نفسها وتبث عواطفها من خلال أسلوب التداعي النفسي الذي أشرت إليه سابقا ، ومما لا شك فيه أن هذه الوسيلة أوثق صلة بالحياة ، وأصدق تعبيرا عن النفس الإنسانية.
أخي الحبيب : لو أردت الحديث عن قصتك بكل تفاصيلها الفنية لما وسعتني الصفحات ، ولكنني أحببت أن أشارك بقراءة متواضعة لها ، لعلها تضع النقاط على الحروف ، وتساهم في شكر كاتب مبدع نعتز بوجوده بيننا.
فأهلا بك في واحتك التي تسعد بأمثالك ، وإلى اللقاء في قصة أخرى ، وحرف جديد يخطه يراعك .
وإلى ذلك الحين : لك مني خالص الود والتثقدير ، ودم مبدعا.
أستاذي الفضل
قرأت دراستك الرائعة عن قصتي أكثر من مرة ، وأعتقد أن صمتي سيكون أبلغ من العبارة ، دمت لنا كاتبا رائعا وناقدا نبيلا
مجدي محمود جعفر
05-03-2006, 09:39 PM
المشاركة الأصلية بواسطة عادل العاني
الأخ الأديب مجدي
مرحبا بكم أولا في واحة الأدب ,
وأنت حتما ستشكل عنصرا فعالا مؤثرا في بناء صرحها الأدبي.
قصة جميلة ورائعة وتقييم الأستاذ سلطان شمل كل أوجهها.
بعض الهنات النحوية والإملائية وردت وحبذا لو مر عليها قلمك مرة ثانية.
وأنت القادر حتما على تشذيبها , وعلى سبيل المثال :
"تُسمِّ الله وهى ترى العجائز "يبربشن " بأعينهن"
الفعل تسمّي لم أجد ما يبرر جزمه ليكون تسمِّ , وعادة في مثل هذه الصياغات
يفضل أن تستعمل " تبسمل " أو أن تكون العبارة صريحة " تقرأ بسم الله "
وآمل أن أعيد قراءتها بتمعن أكثر .
تقبل خالص تحياتي وتقديري
أستاذي المفضل
أشكرك على ملاحظاتك وتوجيهاتك وأعدك بأني سأخذ بها وأشكرك على كلماتك المشجعة التي تدفعنا للتجويد ، وفي انتظار عودتك على أحر من الجمر
مجدي محمود جعفر
07-03-2006, 12:17 PM
المشاركة الأصلية بواسطة / سعيد أبو نعسة
الأخ العزيز مجدي محمود جعفر
اهتمامك بالتفاصيل الدقيقة و غوصك إلى أعماق الشخصية يبشر بروائي فذّ
لديك ميل واضح إلى نقد الواقع الاجتماعي بأسلوب واقعي أيضا تتناثر على حوافه بعض اللقطات الخيالية التي سرعان ما تختفي لمصلحة اللحظة الراهنة .
هل جربت الترميز والانطلاق من الواقع إلى فضاءات أخرى ؟
أرجو ذلك لأنك ستكمل دائرة الإبداع التي ترقص على محيطها ببراعة .
دمت في خير و عطاء
أستاذي المفضل / سعيد أبو نعسة
هذا الثناء من كاتب كبير وناقد نعرف قدره يسعدنا ويدفعنا إلى تجويد ما نكتب ، في انتظار مداخلاتك التي تثري أعمالنا وملاحظاتك التي تثرينا إبداعيا وفنيا ولك تحياتي
مجدي محمود جعفر
10-03-2006, 02:50 AM
المشاركة الأصلية بواسطة / أسماء حرمة الله
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية قطفتُها من حدائق البنفسج
الأخ المبدع والأديب مجدي محمود جعفر،
اسمح لي بدايةً أن أرحب بكَ بواحتك، واحة الخير والأدب والحرف السامق، فأهلاً بك بيننا، حللتَ أهلاً ونزلتَ سهلاً..
مررتُ للترحيب بكَ وبحرفك، ولي مرور آخر لمشاطرتكَ هديلَ بوحك وإبداء بعض الملاحظات..
لايفوتني أن أبدي إعجابي واعتزازي بكل من مرّ من هنا، وبردّ أديبنا د.سلطان وشاعرنا عادل وأديبنا سعيد..
لي عودة ..
أهلاً بك مرة أخرى..
دمتَ لنا
تقبل مني خالص تحياتي وتقديري واعتزازي
وألف باقة من الورد والمطر
الكاتبة المتميزة / أسماء
أشكرك على حفاوتك وحسن استقبالك ولك تحياتي
نهاية سعيدة
11-03-2006, 10:50 PM
الأستاذ الرائع مجدي بوركت فيما ابدعت وتألقت واني لآجدني لا أقوى الا على اقتباس هذه الجملة من الدكتورسلطان الحريري " وكأنني بك تمسك بآلة تصوير من نوع فاخر تظهر الصورة بابعادها كلها ".
دمت للواحة وزدت تألقاً.
تحيــــــــــــــــــــــ ــــاتي
مجدي محمود جعفر
17-03-2006, 12:33 PM
المشاركة الأصلية بواسطة / زاهية
قرأت القصة بتمعن فقرأتُ أديباً يمتلك أدواته فيرسم بها مايشاء بقدرة ملفتة
تشهد له بالتفوق .
تتسلل العجائز واحدة تلو أخرى ، وتقرأ الجدة في عيونهن – التي تشبه مؤخرات الحمائم ، الشماتة ، الشمس توسطت السماء ، وانحسر الظل عن الجدار ،
لفت نظري هناهذا التشبيه فأردت معرفة ماإذا كان يحق لنا تشبيه عيون النساء المتقدمات السن " وقد كرَّم الله الإنسان" بمؤخرات الحمائم وإن كان يجوز فما الحكمة من ذلك
أما هذا الطائر الذي أصبح بحجم الفيل فإلى ما يرمز وكذلك تبول الكلب ووقوف القطة السوداء في النافذة؟
أسأل للتعلم فقد وجدتُ كاتباً مبشراً بالكثير
كن بخير
أختك
بنت البحر
الكاتبة المتميزة / زاهية
أسعدني رأيك ووقوفك عند بعض النقاط - ومنها - استنكارك تشبيه عيون المتقدمات في السن بمؤخرات الحمائم - فهذا لا يجوز من وجهة نظرك ، لأن الله كرم الإنسان - وهي وجهة نظر نجلها ونحترمها - ولكن الله لا يستحي أن يضرب المثل - وتشبيهي من واقع البيئة الشعبية في ريف مصر - ومفردات البيئة الريفية من الطيور والحيوانات والنباتات وغيرها شائعة وتحكم المبدع الذي يستحضر هذا الواقع الريفي ليكون موضوعيا وواقعيا -فلو كنت مثلا أتحدث عن مجتمع بدوي لجاءت تشابيهي من البيئة البدوية - وأما عواء الكلب ومواء القطة ونهيق الحمار وغيرها من الأصوات التي وردت في النص - فهي في الثقافة الريفية الجمعية لها دلالات ومستقرة في هذا الوجدان الشعبي -ومن حق الأديب روائيا كان أم قاصا أن يتماهى مع هذا المخزون الشعبي - وهو في رأيي من المناجم الثرية - ومنه نستطيع أن نصنع واقعية سحرية - خاصة بنا ونابعة من بيئتنا - لا نستوردها من أمريكا اللاتينية مثلا - لننبتها في بيئتنا قسرا - فمثلا الطائر الذي يكبر ويكبر حتى يصبح بحجم الفيل - قرأه أحد النقاد - وأشار إليه - كرمز - للفساد الذي استشرى في المجتمع المصري حتى بلغ هذا الحجم - هذا الفساد الذي بدأ بحجم عقلة الإصبع - وقرأ ناقد آخر هذا الطائر الذي يكبر ويكبر - كرمز - يشير إلى الموت - وهكذا تتعدد قراءة الرمز - وهذا التعدد يحسب للنص ولا يحسب عليه - حتى قراءتك تحسب للنص - فاستنكار هذا المدلول ورفضه - قراءة جديدة - ولك تحياتي وأتمنى قراءات أخرى جادة وعميقة مثل قراءتك - تثير في داخلى الأسئلة - وتستنفرني لإعادة قراءة أعمالي ولك تحياتي
زاهية
17-03-2006, 12:37 PM
أشكرك على التوضيح أخي الكريم
أختك
بنت البحر
مجدي محمود جعفر
18-03-2006, 06:33 PM
المشاركة الأصلية بواسطة / أسماء حرمة الله
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية تتدفق عطراً وأريجاً
أديبنا المبدع مجدي محمود جعفر،
سافرتُ مع حروفكَ إلى وطنِ الذكريات، وما أكبره وأعظمه، حين كانت جدتي رحمها اللـه ترسم بسمتَها كفلق الصبح، لتروي بها قلوبَنا الصغيرة، أو لتُطفِئَ بها حزناً شبَّ عن الطّوْق، حتى ذكرياتُها كانت تنسكبُ كل يومٍ بين أيدينا، ونحن نرشفُ حنانَها وعطرَ أيامها الماضية،وحكاياها عن جدي والتي كانت تزرعها بقلوبنا لتنبتَ حقولَ سنابل، جعلْتَني بقصتك الموغلة في الذكرى، والمحفورة على تقاسيم الأزمنة الخوالي، أحنُّ إلى جدتي وحكاياها التي ماتزال نابضةً بي، لاتغادرني البتّة، واليومَ وأنا أصافح حروفك للمرة الثالثة أرى جدتي وحكاياها وعهدها الزاهي بالحنان والطيبة ماثلاً أمام عينيّ، كمْ أحنّ لتلك الأيام الجميلة..
كم تساءلتُ ومازلتُ أتساءلُ عن تنكّر الأبناء لآبائهم وأمهاتهم، (كما حدث للجدة في هذه القصة)، وقد صار الكفنُ الذي اشترته لمرافقتها إلى وطن الرحيل، غطاءً للسرير وستاراً للنافذة، وما إلى سوى ذلك من مظاهر نكران الأبناء لها وعدم اهتمامهم بها وبنيل رضاها كما ورد بقصتك، وما فقه أبناؤها بأنّهم يضيّعون خيراً كثيراً بل عظيماً.
لعلّها حين ارتدتْ مدّخراتها من ذكرياتها الطازجة (عصا الجد وملابسه ..)، ذكرياتها التي لم تنضب بالرغم من رحيل رفيق العمر (الجد)، استعادتْ بعضَ قوتها أو دثارَها الروحي الذي يمنحها وهجَ المقاومة، ويمنحها الصبرَ على جحود الأبناء وزوجاتهم، وكذلك بسمة حفيدها /الوفيّ الحنون، الذي لم يضنَّ عليها بدموعه الصادقة وقلبه الأخضر ترياقاً وضماداً لها ولمُصابها..حتى الطبيعة شاطرتْها الذكريات والوفاء..للـه درُّها من جدة/ من إنسانة تنبض بها الذكريات..
رحمكِ اللـه جدتي .. ولكِ اللـهُ ياجدةً تقتاتُ من ذكرياتها النضرة ومن جحود الأبناء..!
أديبَنا الكبير، لقد عشتُ قصتك حرفاً حرفاً، ونبضاً نبضاً، وأحببتُ الجدةَ وتملّكتني مشاعر غضب على الأبناء المتنكّرين لأمهم، للتي سهرتْ عليهم ودافعت عن وهج الحياة فيهم بكل ذكرياتها وصبرها و..صمتها أيضا.
الواحة تفخر بمبدع مثلك، أتمنى فقط لو قلّلتَ من توظيف العامية في القصة إلاّ في الحوارات والمشاهد التي تتطلب ذلك، وأنتَ على ذلك لقادر..
واسمح لي ببعض الملاحظات:
ماذا قصدتَ ب:
- فاردة
- تسلط "بقايا الشوف" عليها
- يلوين بوزهن
- عيناه "تبصّان"
- عفِيّاً
- بالونات
- يرمح
- كرمشات
- كالون
أظنها مفردات عامية.
------
- ماء "وضوءه": وضوئِه
- النسوان: أظنك تقصد نساء/نسوة؟
- "يبحلق": أظنها يحملق
- المنكوشة الشعر: أظنها منكوشة الشعر.
دمتَ لنا
وتقبّل مني خالص التقدير والاعتزاز والإعجاب
وألف باقة من الورد والمطر
المبدعة المتميزة / أسماء
إطلالتك الرائعة على القصة ورؤيتك العميقة وملاحظاتك الذكية كل هذا جعلني أحلق طربا وفرحا - بيد أن معظم الألفاظ التي وردت في النص فصيحة وليست عامية كما تظنين - ولعلك اعتقدتي أنها عامية لكثرة ترددها على ألسنة العوام وندرتها عند الكتاب - النسوان - كلمة عربية صحيحة ، يرمح أيضا ليست عامية ، عفي -كرمشة - يلوي - بوز - كل هذه كلمات صحيحة وابحثي عنها - أما كالون وبالون - معربتان - وشائعتان الإستعمال ، وفي النهاية لك خالص شكري وعظيم امتناني على قراءتك الراقية وعلى حرصك على اللغة العربية
مجدي محمود جعفر
04-05-2006, 10:15 PM
المشاركة الأصلية بواسطة / خليل حلاوجي
جداتنا
صورة أمسنا الذي يأبى أن يفارق غدنا
لي عودة
أستاذنا الفاضل / أشكر مرورك الكريم وفي انتظار عودتك
مجدي محمود جعفر
24-05-2006, 03:08 PM
المشاركة الأصلية بواسطة / نهاية سعيدة
الأستاذ الرائع مجدي بوركت فيما ابدعت وتألقت واني لآجدني لا أقوى الا على اقتباس هذه الجملة من الدكتورسلطان الحريري " وكأنني بك تمسك بآلة تصوير من نوع فاخر تظهر الصورة بابعادها كلها ".
دمت للواحة وزدت تألقاً.
تحيــــــــــــــــــــــ ــــاتي
شكرا وسعيد جدا بهذا التعقيب
جوتيار تمر
26-05-2006, 08:28 AM
الاستاذ مجدي..
فكر عميق...حيوية...وسرد موفق...وترابط...وجدية من البدء الى اخر حرف..
تسلسل الاحداث رائع...
لااعلم ماذا اقول بعد...
اسجل كل اعجابي هنا..
تقديري واحترامي
جوتيار
عبدالرحيم الحمصي
29-05-2006, 04:58 PM
اخي الكريم مجدي ...
لك التحية الفنية ...
عمل ممتاز ينم عن مقدرة عالية في التركيز
على خلفية طرح السهل الممتنع من خلال مخيال واقعي
لسرد منساب يعتمد التدرج المفاجئ الغير معتاد...
بيئة القصة ... فضاء الروح الزكية و الصفاء
المتدفق لطبيعة الحياة البدوية... عبر مرحلتين متناقضتين في
زمن جيل لاحول له ،الا التفرج عن واقع مسخ، يوم التشتت
الروحي لشمل العائلة بفقدان صاحب العكاز ... و مظلة صاحب
العكاز....
هي مرحلة ستمر ... و الشبل شبه لجده...و التاريخ
لازال يتفرج بعينين ولو ضيقتين....
لا جف لك قلم ايها القاص الاصيل... :noc:
اخوك عبد الرحيم الحمصي
احمد محمد عبده
02-06-2006, 09:15 PM
قصة ممتعة وسعدت بقراءتها ولي عودة واطلالة نقدية حولها
مجدي محمود جعفر
18-06-2006, 09:15 PM
المشاركة الأصلية بواسطة / زاهية
أشكرك على التوضيح أخي الكريم
أختك
بنت البحر
المبدعة الرائعة / بنت البحر
ولك الشكر على مرورك ثانية وقراءة التوضيح ولك تحياتي
علاء عيسى
21-06-2006, 03:53 AM
جدتى
والطائر
رمز يبحث عن ما يوضحه
وحينما نقترب من فك شفراته
نشعر اننا المقصودين
فنرجع تائهين الخطى
للبحث عن طريق نسلكه
ونعاود الترميز بحثا عن أنفسنا التى أبت أن تعود داخل أجسادنا
أديبنا الراقى مجدى جعفر
لا فض فوك
محمد عبد الحميد الصعيدي
22-06-2006, 01:51 AM
أمتعتنى القصة أيما إمتاع ربما لأنها من بيئتى وأنا منها
أشكرك
دوما سأقرأ لك
أنتظر المزيد
مجدي محمود جعفر
24-06-2006, 08:40 PM
المشاركة الأصلية بواسطة / أحمد محمد عبده
قصة ممتعة وسعدت بقراءتها ولي عودة واطلالة نقدية حولها
الصديق أحمد
أنتظرك بشوق
مجدي محمود جعفر
27-06-2006, 10:10 PM
المشاركة الأصلية بواسطة / جوتيار
الاستاذ مجدي..
فكر عميق...حيوية...وسرد موفق...وترابط...وجدية من البدء الى اخر حرف..
تسلسل الاحداث رائع...
لااعلم ماذا اقول بعد...
اسجل كل اعجابي هنا..
تقديري واحترامي
جوتيار
أشكرك على هذه الرؤية النقدية الجميلة وهذه الإطلالة العزيزة ودمت أخا وصديقا ومبدعا وناقدا
مجدي محمود جعفر
28-06-2006, 11:52 PM
المشاركة الأصلية بواسطة / أبو سامي
اخي الكريم مجدي ...
لك التحية الفنية ...
عمل ممتاز ينم عن مقدرة عالية في التركيز
على خلفية طرح السهل الممتنع من خلال مخيال واقعي
لسرد منساب يعتمد التدرج المفاجئ الغير معتاد...
بيئة القصة ... فضاء الروح الزكية و الصفاء
المتدفق لطبيعة الحياة البدوية... عبر مرحلتين متناقضتين في
زمن جيل لاحول له ،الا التفرج عن واقع مسخ، يوم التشتت
الروحي لشمل العائلة بفقدان صاحب العكاز ... و مظلة صاحب
العكاز....
هي مرحلة ستمر ... و الشبل شبه لجده...و التاريخ
لازال يتفرج بعينين ولو ضيقتين....
لا جف لك قلم ايها القاص الاصيل...
اخوك عبد الرحيم الحمصي
المبدع الجميل / عبدالرحيم الحمصي
أسعدني هذا الثناء وخاصة أنه صادر من قاص متميز وله مشروعه الكتابي الرائع
شكرا أيها الصديق
مجدي محمود جعفر
30-06-2006, 05:42 PM
المشاركة الأصلية بواسطة / علاء عيسى
جدتى
والطائر
رمز يبحث عن ما يوضحه
وحينما نقترب من فك شفراته
نشعر اننا المقصودين
فنرجع تائهين الخطى
للبحث عن طريق نسلكه
ونعاود الترميز بحثا عن أنفسنا التى أبت أن تعود داخل أجسادنا
أديبنا الراقى مجدى جعفر
لا فض فوك
شكرا أيها الشاعر على هذه المداخلة الواعية والذكية
مجدي محمود جعفر
17-07-2006, 11:39 AM
المشاركة الأصلية بواسطة / عابر سبيل
أمتعتنى القصة أيما إمتاع ربما لأنها من بيئتى وأنا منها
أشكرك
دوما سأقرأ لك
أنتظر المزيد
أشكرك أيها الجميل على هذه المداخلة التي أسعدتني - سأنتظر رأيك على أحر من الجمر في كل قصصي المنشورة هنا
أحمد حسن محمد
18-07-2006, 01:51 AM
أستاذي العزيز مجدي للمرة الألف أشهد ببراعتك القصصية الممتازة، وإن كنت أرغب في مزيد من العلاقات، وفوق هذا يا سيدي أرغب منك أن تتريث في المراجعة النحوية واللغوية فإن أول مأخذ آخذه عليك هو أنك تتحدث ببعض الكلمات العامية التي لها معادل فصحى..
- "وكتاكيت صغار " أحسب أن الوصف بـ"صغيرة" من الأنسب.
- تسم الله وهي ترى.. الواجب تسمي
- "ينتقي الولد -بلحات-" ما فائدة هذه العلامة "- -"
- "يلوين بوزهن".. أعتقد أنه من الأفضل أن تجمع "أبوازهن" مناسبة للجملة التي قبلها من جمعك للكملة "شفاههن.
- "ما وضوءه" الأصح .... ماء وضوئه
- "عصاته" .............. "عصاه"
- "وباقي ميراثها توزع على الأولاد في حياته" يقال توزع القوم الشيء بينهما أي تقسموه، فأن يكون الفاعل هنا هو الشيء نفسه فلا.. فيجب أن تبني الفعل للمجهول فتقول "وُزِّعَ"
- "مطوي نظيف معطر" الواجب النصب بالفتحة لأن الموقع الإعرابي هنا حال
- عيني الجدة المفتوحين" .............. المفتوحتين
- عيناها .... يقعان على عصا الجد" الأصح تقعان..
- "لم يتخل أبداً" ............... لم يتخل قط
- "ذراعية"............. ذراعيه.
- "وعلقها خرب" وعقلها خرب
أشكرك يا صديقي على هذا الرحب الذي أولتنيه في صدرك الكريم
مجدي محمود جعفر
02-08-2006, 01:32 PM
الصديق / علي سالم الصالحي
شكرا لحرصك على خروج العمل الفني بالشكل اللائق وعلى أكمل وجه - استفدت كثيرا من ملاحظاتك النحوية
مجدي محمود جعفر
09-08-2006, 11:04 PM
المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عبده
قصة ممتعة وسعدت بقراءتها ولي عودة واطلالة نقدية حولها
الصديق / أحمد
طال انتظاري لرؤيتك النقدية - متى نقرأها ؟
مجدي محمود جعفر
14-08-2006, 10:09 PM
من دراسة مطولة للأديب عبدالله مهدي نشرت بالأهرام المسائي
ونرى في قصة " جدتي والطائر" حالة تفكك القيم والمعايير الإجتماعية داخل عائلة من عائلات الريف المصري بعد أن فقدت كبيرها (.. يوم أن غاب ، غابت الشمس ، ما عادت تطلع مع الفجر من دارنا ، وما عاد الفطور في البكور ، كل شيء ينحسر وينسحب ببطء ، الأرض تنكمش وتضيع قيراطا وراء قيراط ، قسموا عرق الرجل وتعبه وباعوه بأبخس الأثمان ، تحول عرق السنين إلى قمصان نوم للنسوان وعطر وأساور " تشخلل " في آياديهن ، كل امرأة في حجرتها ثلاجة ، وتلفزيون ، وغسالة ، ومكنسة ، خلت الزريبة ، وخلت الصوامع ، وركب الغرباء الأرض ) ص 20
وحينما أرادت الجدة أن تعيد الأمور لنصابها كما كانت ، لبست ملابس الجد وحبكت طاقيته وحملت عصاته ،واقتحمت حجرات الأولاد وكانت المفاجأة :
(سارت إلى حجرة ابنها الكبير المغلقة ، وطرقت الباب بالعصا بعنف ، وجلا فتح الباب بلباس النوم ، ليندهش .. أمي ! .. أزاحته ، ودفعت الباب ، لتباغت بالكفن ، نصفه ستارة على الشباك ونصفه الآخر ملاءة على السريرتتمدد عليه زوجة الإبن .. ) ص 26
وبدأت تتحرك الجدة بين حجرات الأولاد وقدرتها على لملمة حبات العقد التي انفرطت من القيم والمعايير الاصيلة يذهب جفاء ويحل محلها قيم ومعايير غريبة / كالطائر الغريب الذي ظل يكبر ويكبر ...
فارتبط الطائر الذي بدأ بحجم عقلة الإصبع بهذه القيم – فكلما تفسخت هذه القيم وانداحت في مجتمع استهلاكي يكبر الطائر ويكبر – ويصبح بحجم الفيل الذي ينبت له جناحان ، وهي رؤية رمزية ، اسقاطية / إدانية / استشرافية أيضا ، بأن المجتمع إذا استمر على هذا الحال – سيكون محكوما بالموت .
مجدي محمود جعفر
19-11-2006, 06:38 PM
المشاركة الأصلية بواسطة / أحمد عبدالحميد الصعيدي
أمتعتنى القصة أيما إمتاع ربما لأنها من بيئتى وأنا منها
أشكرك
دوما سأقرأ لك
أنتظر المزيد
شكرا لك ايها الصديق وأرجو أن أكون عند حُسن ظنك بي دوما ولك محبتي
محمد سامي البوهي
20-11-2006, 12:21 PM
الأخ الاديب الرائع / مجدي
أعدتنا للوراء يا رجل ، ما أجمل دفء الاجداد الذي نسخ على اجسادنا ، فبتنا نستمد منه حرارة الذكريات الي الان ، فهم طاقات قصصنا وأقلامنا ، ومن حجورهم التي تكورنا داخلها استمددنا الامان .
شكرا لرائعتك ايها الاديب
عبدالسلام المودني
28-11-2006, 02:55 PM
المبدع الجميل مجدي محمود جعفر
سرد أنيق و تفاصيل قربتنا من أجواء النص و رمزية استثمرت بتقانة عالية و فنية رفيعة.
الجدة و حنينها إلى أيام الجد أيام كانت تشرق الشمس من الفجر و الخير عميم.
و الطائر الذي كان سبب انتفاضها و تمردها على زوجات بنيها و استرداد حقها.
استمتعت بالتواجد داخل نصك التميز.
دمت مبدعاً متألقاً.
محبتي الصافية.
عبدالسلام المودني
حسام القاضي
27-05-2008, 05:15 PM
أخي الأديب الممكن والناقد المبدع / مجدي جعفر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت قصتك العبقرية هذه منذ زمن مرات كثيرة
وحاولت التعقيب أكثر من مرة ولكن لم استطع لأسباب كثيرة
تذكرتها اليوم مرة أخرى وقراتها وكل التعقيبات الموجودة
وخاصة تحليل القدير /د سلطان الحريري ، ومن بعده إلقائكم
بعض الضوء على عملكم المتميز ؛فلم يعد لدي إلا الاعجاب الصامت،
ومحاولة تعريف البعض ـ ممن لم يقرأ لك ـ على مبدع في مثل قامتكم
لك التحية والتقدير أينما كنت.
علاء عيسى
27-05-2008, 05:31 PM
تحية لهذا النص
وتحية لصاحبه
وتمنياتى له
برحلة موفقة
فى سفره
الذى ترك بيننا مكان
لا يملؤه غيره
تحياتى
مجدي محمود جعفر
02-07-2010, 11:36 PM
شكرا لكل الأصدقاء الذين دخلوا في غيابي وسجلوا مداخلاتهم وسوف أقوم بمداعبتها لاحقا
مجدي محمود جعفر
26-11-2010, 04:12 PM
المشاركة الأصلية بواسطة عبدالسلام المودني
المبدع الجميل مجدي محمود جعفر
سرد أنيق و تفاصيل قربتنا من أجواء النص و رمزية استثمرت بتقانة عالية و فنية رفيعة.
الجدة و حنينها إلى أيام الجد أيام كانت تشرق الشمس من الفجر و الخير عميم.
و الطائر الذي كان سبب انتفاضها و تمردها على زوجات بنيها و استرداد حقها.
استمتعت بالتواجد داخل نصك التميز.
دمت مبدعاً متألقاً.
محبتي الصافية.
عبدالسلام المودني
شكرا للمبدع الرائع والكاتب الكبير الصديق عبدالسلام على مداخلته
آمال المصري
06-03-2014, 01:08 AM
الأديب الحبيب مجدي محمود جعفر:
قرأت قصتك قبل الآن ، ولكنني لم أكتف بقراءة واحدة أو اثنتين ؛ لأنني أود الارتواء من معين أدب أراه في القمة ، ولأنني أود الغوص في أعماق قصتك ، وأعود بعدها معقبا.
ووجدتني أتذكر أمرا كنت أحرص عليه في محاضراتي مع طلابي ، وهو يتجسد في أن بعض القصص تعرض صورا صادقة من الحياة، على الرغم من أنها تصور حياة بشعة قاسية تشمئز منها النفوس ، وهي تخلف في نفس القارئ شيئا من ذلك كله ، نظرا لما تتسم به من الأمانة في العرض والدقة في التصوير، ومثل هذا الصدق نفتقده في تلك القصص التي يحاول كتّابها أن يتملقوا أذواق القراء، وأن يحققوا رغباتهم ومطالبهم، وذلك بأن يقدموا لهم قصصا ناعمة هنيئة ، تشيع البهجة في جوانبها، لكي يجدوا في قراءتها مخدرا ينسيهم همومهم ومتاعبهم في الحياة.
فالموضوع ليس كل شيء في القصة ؛ إذ الموضوعات ملقاة على قارعة الطريق ، يلتقطها الكاتب المبتدئ والكاتب الذي استحصدت ملكته ، وإنما المهم طريقة الكاتب في علاج موضوعه وتجليته.
وقصتك هذه اتسمت بالحيوية ، لما فيها من فكر عميق ، وهذه سمة واضحة فيها، فقد شعرت في أثناء قراءتها أنني أمام مفكر عميق التفكير، فضلا عن أنه قصصي بارع، ولذا فقد احتجت في أثناء قراءتها إلى شيء من التركيز والتأمل ، لأغوص في مراميها العميقة، فقد كانت فكرة القصة مطروقة ، ولكن طريقة معالجتها جعلتها تبدو وكأنها جديدة ، ففي رسم شخصية الجدة ما يبهر ، نتيجة لمقدرة كاتبها ، وما ذلك إلا لأن القارئ يحتاج إلى أن يقدم له كاتب القصة شخصية حية نابضة بالحياة ، وإلى مراقبة مشكلات الحياة التي تنقلها تلك الشخصية ، وقد كنت بارعا في رسم معالم شخصية الجدة ، رغم أنها لم تتكلم ولكن كل وصف لحركاتها وتنقلاتها وتفكيرها نقل لنا عالما نعيشه حقيقة ماثلة ، وكأنني بك تمسك بآلة تصوير من نوع فاخر تظهر الصورة بابعادها كلها ، وما ذلك إلا لتعمقك إلى قرار تجربتك القصصية ، ولمقدرتك على استغلال جميع أدوات الصناعة القصصية لتصوير تجربة كاملة ونابضة بالحياة، وبهذا فهي عصارة عقلية فذة، استطاعت أن تعي خلاصة تجربة الجدة الإنسانية ، وقدمتها لنا في ثوب بديع.
وأراني مشدودا إلى مبدأ التداعي الذي ألمحه في تصويرك لما كانت تفكر به الجده ، واستغلالك للتداعيات النفسية ، من مثل رؤية الجد ، وعصا الجد ، والطائر الذي كان يكبر كلما قاربت الجدة نهياتها ، وأجدها في العلاقة المميزة بين الجده وحفيدها ، وفي الإسقاطات التي توحي بالنهاية ، من مثل الكفن الذي صنعت منه زوجة الابن ستائرها ووووو
وكان للنهاية الرائعة المفتوحة دور في إبراز قوة القصة ، وفي احترام ذوق القارئ الذي له أن يعي ما الذي يجري دون أن نكشف له اللثام عنه.
ومما أثار إعجابي أنني أمام كاتب محايد يحاول أن ينحي نفسه جانبا عن الحوار ، وذلك ليترك لشخصياته أن تمثل حوادث القصة بحرية وانطلاق أمام ناظري القارئ ، ولذلك لم نجد كاتبنا يقحم نفسه بتعليق أو بتعقيب ، بل آثر أن يدع الشخصية تتكلم عن نفسها وتبث عواطفها من خلال أسلوب التداعي النفسي الذي أشرت إليه سابقا ، ومما لا شك فيه أن هذه الوسيلة أوثق صلة بالحياة ، وأصدق تعبيرا عن النفس الإنسانية.
أخي الحبيب : لو أردت الحديث عن قصتك بكل تفاصيلها الفنية لما وسعتني الصفحات ، ولكنني أحببت أن أشارك بقراءة متواضعة لها ، لعلها تضع النقاط على الحروف ، وتساهم في شكر كاتب مبدع نعتز بوجوده بيننا.
فأهلا بك في واحتك التي تسعد بأمثالك ، وإلى اللقاء في قصة أخرى ، وحرف جديد يخطه يراعك .
وإلى ذلك الحين : لك مني خالص الود والتثقدير ، ودم مبدعا.
من أروع ما قرأت منذ فترة كبيرة فكرا ولغة وتصاعد للأحداث ورمزية من وراء النص ... وجاءت قراءة الرائع د. سلطان الحريري ألقة أضاءت جوانب النص
أحيانا يكون الصمت أفضل الردود عندما يعجز الحرف عن مجاراة الروائع
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
ناديه محمد الجابي
30-10-2018, 08:33 PM
من أجمل ما قرأت ـ لوحة قصصية رائعة داعبت اوتار الروح
نص هادف أبدعت نسجه بسرد قصي شائق وبناء فني يثير الدهشة
قوة التعبير والتصوير جعلتنا ننصهر لنعيش داخل القصة بدلالاتها
وإسقاطها المدهش هو عنوان لروعة قلم بارع يستحق أن نصفق له كثيرا.
دمت بكل خير.
:hat::pr::0014:
عبدالله يوسف
03-11-2018, 07:19 AM
استمتعت كثيرا بقراءة هذه التحفة الفنية
وإن كنت لم أتذوق عطف الجدة والجد يوما من الأيام
إلا أنني تعايشت مع كل تفاصيل القصة بأحداثها وزمانها ومكانها
فقد عايشت بضع سنواتٍ في مثل هذه البيئة من الريف المصري الأصيل
قبل التحول الكبير الذي صار فيه.
وقصتك أستاذنا جعلتني أتذكر بعضا من هذه الأيام الجميلة-أيام البساطة وراحة البال- وأحنّ إليها.
شكرا لك أيها المبدع
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir