تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حزن لا يمـــــــــــــــــــــــ ـوت!



د. حسين علي محمد
01-03-2006, 04:18 PM
حزن لا يموت!

قصة قصيرة، بقلم: حسين علي محمد
.................................................. ..

(1)
لأيام حنينك .. التي فارقتْها الشمسُ اللاهبةُ سأودعُ ساعات الدعة، وسأكتبُ أحرفي المجنونةَ على بابك .. وأسألُك: لِمَ لمْ تسمعي صدى نداءاتي الأخيرة .. ودعائي أن يجعلك اللهُ تعالى من نصيبي؟
كم بدت النجومُ قصية حينما صممتِ على الرحيل ..
هل أقول: وتحطّمت آمالي؟
لا أجرؤ على قول ذلك، فأنا ـ للأسفِ ـ مازلتُ أعيشُ، وأُهاتف أمي وشقيقتي مرتين أسبوعيا، وأسألُ عن أحوالِ أقاربي وقريتي؟!
هاهي أشرعتُك تبحرُ متعجلةً نحو البعيدِ .. المجهول، وبقسوةٍ لم أتخيلها ..
لماذا رحلت يا نبوية وتركت أشلاء فارس تبحث عنك كيْ تعيدي إليها الحياة كما فعلت جدتك «إيزيس» ذات يوم!
أطفأتِ ـ بيديْكِ ـ شمعتي الساهرة!
(2)
أخذتُ أرضي وصفصافتي وعصافيري .. تحت جلدي، وقبعْتُ مقنَّعاً بالفضاء الأبيض الفاتر في هذه المدينة الجميلة التي تستلقي في حضن البحر هاربةً من أضلاع الصحراء!
أجلسُ خلف الكرسي الوثير .. وأمامي حاسوب أدون عليه أرقام الصادر والوارد، وأُحصِّل المبالغ المستحقة لهذه المؤسسة التجارية ذات المسؤولية المحدودة التي أعملُ بها، والتي يمتلكها شيخٌ نقي ضرير، ويُشرفُ عليها أخوه الأستاذُ الجامعي، الذي يثق بي كثيرا.. وأرجو أن تكون ثقته في محلها!
لم تعد لديَّ أجنحة كي أحلق بها، ولم أعد أستظل بصفصافةٍ أو أشع في بهاء، ولم أعد أكتب شعراً. منذ تركت «نبوية»، وغادرتني أحصنة شعري التي لا تصهل!
أتركتُها هي .. أمْ هي التي تركتْني؟
استقرَّ والدها التاجر الكبير في الإسكندرية التي ضاعت فيها، فلم أستطع أن أراها أو أجلس إليها!
لعلها رحبت بهذا الانتقال؛ فلم تكن أختي فريال تحبها.. وظنت نبوية أنها ستقف في طريق زواجي منها!
أصبحتُ ـ بعد رحيلها ـ أوقنُ أن الجفافَ يسودُ الأرض، وأن السماء لم تعد تمطر.. والخراب ينشر أجنحته السوداء في كل مكان من أرض الله!
لم أعد أشعر بنبض ما أكتبُه من خواطر، فما أكتبه هو هوامش ـ لا أكثر ولا أقل ـ على كتاب رحيل نبوية .. أو كتاب الغياب!
...
لكني ـ مع ذلك ـ ظللتُ أكتبُ .. حتى لا أنسى صبوات النرجس، وموسيقا حياة الروح!
(3)
قلتِ لي ذات مساءٍ، والشمسُ الغاربةُ تدفع شعاعاً قانياً من خلفِ الغيوم ليسكبَ في قلبي الفزعَ على مشهدِ مأتمِ الجمال الوحشيِّ:
ـ في مقلتيِّ ضياء طفوليٌّ قديمٌ ينبئُ عن حرماني!
وأنتِ وردةٌ حمراءُ أعلقها في «شم النسيم» على عروةِ قلبي، المُباغَتِ دائماً بحرابِ الفقْدِ والثكل!!
لماذا اختفتْ ملامحُ وجهك الطفولي اللامع .. خلف شرفةِ الغيابِ .. فما لي أبصرهاَ ـ على الرغم من ذلك ـ حقل أنجم خرساءَ في سمائي المعتمة؟
ولماذا رحلتِ ولم تسمعي قصائدي المرهقة بالحنين، الحالمة ـ كقلبي ـ دواماً بكلمة منك .. تعيدُ الحياةَ لهذه الجثةِ الساكنة؟!!
أتذكرين ريشتي التي رسمتك ذات مساءٍ صافٍ على قبةِ السماء، وحثت خطاها القصيرة، نحو مروجك السماوية .. يا ذات العينين العسليتيْنِ المثقلتين بالوجوم؟!
وأنتِ تقولين: رسمك أحسنُ من شعرك.
ـ كان جبران رساماً أيضاً.
تضحكين:
ـ أيهما أسبق عندك .. الرسم أم الكتابة؟
ـ رسم الإنسانُ الأول على جدر الكهوف قبل أن يخط قصيدة أو حكمةً!
رحلتِ ..
منذ كمْ تركتني .. عشرة أعوام؟
قابلتُك وأنت في السنة النهائية من دراستك الجامعية في ملتقى صيفي للطلاب، وكنتُ قد تخرّجتُ من عاميْن!
ذهبتُ لزيارة صديق في معسكر أبي بكر الصديق، فوجدتك هناك!
وأنا أُطالعُ الآنَ خطابك الوحيد .. يحدثني عن نزوة حنانك الساخر، وعن عينيك الحالمتين. ويحدثني بصيف بديعٍ قريبٍ نزق .. نقضيه في غفوة من زماننا المخاتل .. وتغنين فيه أغنيات الحب لطفلكِ (هلْ مازلْتُ طفلاً؟) الذي لا يكبر أبداً.
وأتساءل:
أهجرتِني إذنْ، وأنا في الرابعة والعشرين.. فمن سيؤنس وحدتي ـ في أيام العمر القادم المملة ـ بعد فراقك المباغت؟!.. ومتى سيدخل طيفُكِ حجرتي أعلا السطوح؟ .. طيفك الذي يرجُّ أضلعي، ويطوي أيام الغربة بحنينٍ دافق .. إلى قريتنا (التي لم تعد قريتك) البعيدة .. البعيدةِ .. البعيدة؟
ومن الذي سيُفاجئ طريقي .. بخطوات غير مُراقَبة .. ويمدُّ يده البيضاء لألثمها وأنا مُغيَّبٌ، بين حلمي .. وواقعي؟!
(4)
لماذا ذهبتُ إلى البحرِ ـ بحر الدمام ـ في اليومِ الثالثِ من أيام عيد الفطر؟
أكان لا بد أن أذهب إلى البحر .. وأنا الذي لا أغادر الشركة إلا للنوم، وقبل النوم أقرأ رواية أو أشاهد بعض برامج الفضائيات؟ .. أو أكتب سطوراً مما أظنه شعراً؟
رأيتُ «نبوية» على البحر، تضحك بقلبٍ ممتلئ بالبهجة (أم هكذا صوّرتْ لي هواجسي؟) وأولادها، ينطقون لهجة الخليج في تمكن، ويلعبون ويجرون في حبور وضوضاء.
كانت تجلس بجواري على الشاطئ، في هذه الحديقة المترامية، وكنت أنا والمهندس النوبي سعيد ـ جاري في السكن ـ نلعب الدومينو، ويحاول كل منا أن يكسب الدور، وضحكاتنا العالية ترج المكان!
تشاغل بتأمُّل خطواتها، وهي تتحرك لتجلس على السور الواطئ الذي يفصل الحديقة عن البحر
...
وسعيد يضحك:
ـ لن أتركك تهزمني، لو اضطررتُ أن ألعب حتى الفجر .. فسألعب.
وأضاف:
ـ غداً الخميس .. إجازة في البلدية.
أضفتُ وأنا ابتسمُ، مشجعاً له:
ـ عليَّ أن أفتح مكتب المؤسسة في السابعة والنصف.
(5)
اتركي لي في القلبِ جذوةً صغيرةً .. صغيرةً .. من نار العشق .. تضئُ طريقي الدّامسَ، وتعاليْ معي .. نجلس على العشبِ في قصْرِ مسحور، نقرأُ أشعار طاغورَ .. وتغنين لي أغنية فايزة أحمد الأخيرة!.. ونلقي الصحف الكاذبةَ بعيداً، بكلِّ ما تقدرُ أيدينا .. حتى لا تلوث أصابعنا (التي تكادُ تنْدى) بحبرها الأسودِ الخبيثِ.
تضحكين:
ـ الصحفُ لم تعد تلوثُ الأيدي، فقد مات العرّابُ الكاذبُ ربُّ الجنود .. بعدَ رحلتِهِ الأخيرةِ / غيْرِ المقدَّسةَ!!، وتركنا للفجيعةِ، وللحقيقة الوحيدةِ ..
ـ ماذا تقولين؟
لا تردين على سؤالي، وتُكملين:
ـ تركنا كالفئران، أو قل أسرى في أيدي الغربان!!!
(6)
هاهي أخيراً «نبوية»، يا الله!
لم أجدها للمرة الثانية على شاطئ الإسكندرية، ووجدتُها على شاطئ الدمام!
تزوجتْ من خليجي، وتركتني!
كسبتُ الدورَ من سعيد، وتأكدت خسارتي في «نبوية»!! ..
زوجها فتى .. في نحو الأربعين، خفيض الصوت، له لحية خفيفة، ويداعب أطفاله في حنو بالغ، ويتكلم كثيراً في هاتفه الجوال .. يبدو من منظره وكلامه أن صاحب مؤسسة تجارية، كالمؤسسة التي أعملُ بها.
لماذا جئتُ الليلةَ إلى البحر؟
(7)
لا أذكرُ خطواتي الأولى معها!
لا أدري كيف تعرّفتُ عليها.. أو كيف اكتشفتُ أنها جارتي، وأنا في الرابعة عشرة؟!
كنتُ صبياً، لي الأمسياتُ التي أنطلقُ فيها كالفراشة أغني، تُدغدغُ الأغنياتُ مشاعري فأطير بعيداً عن قيدي الزمان والمكان، وكانت جميلةً جميلةً .. وكان فمُها عصافيرَ تغردُ، وكانت وردةً حمراءَ في العيون، مُبهجة!
تمنيتُ لو تصمت الأغنية الكسول التي تتردد بجانب شجرة الصفصاف، في مذياعٍ خشبي كبير ـ حينما مرّت ـ وأنا مستلق على تل صغير بالفضاء، أُذاكرُ ما قاله أبو ماضي، عن الحجر الصغير، والأستاذ يُهددنا بأننا سنرسب في امتحانات الثانوية العامة ـ التي لا ترحم ـ إذا لم نحفظ النصوصَ جيداً ..، كنتُ في الصفِّ الثالثِ الثانوي، وكانتْ تصغُرني بعامين. وأختي فريال التي لم تتعلّم تراها قطةً لها أنياب!!
قطة لها أنياب؟!
.. ماذا تقولين يا فريال؟ .. أنت لا تعرفين القطط، ولا تحبين الفراشات أو الورود!
كان الضوءُ البعيدُ للعصفورة الملونة .. يتجلى في هالةٍ شبه رماديةٍ صغيرةٍ كافيةٍ أن تحيطَ بالرأس والعنق، وتُحدد ملامح الصدر الصغير المكتنز .. فتبدو كأميرة منحدرةٍ من سلالةِ ملوكٍ من قرونٍ سالفة أراهم في الصور الملونة في الروايات المترجمة!
لماذا ترك أبوها ـ تاجر الألبان ـ القرية، وهاجر لبعض الوقت إلى المنصورة فدمياط ثم إلى الإسكندرية؟
أكان متعثرا في تجارته ولا يريد من البلاد أن تفرح في فشله؟ .. أمْ كان ناجحاً وينتقل من نجاح إلى نجاح؟
أصغرت القرية عن أن تحتوي آماله ونشاطه؟ وهو الرجل الذي له زوجة ثرية .. وبنت ولد؟!
على شاطئ الترعة المتخم بالزرقةِ .. بين النوم واليقظة، وحيثُ لا يُطالع أبي دفاتري .. كتبتُ قصيدتي الأولى، وكان صوتُ العصفورةِ الوحيدة هو القوةُ الحقيقية التي يمُكنها أن تجعلني أحلم وأغني .. خلف الجدران الطينية هناك .. حيثُ تزهرُ أشجارُ القطن، وتجري مياه الينابيع، وتجلسُ أمام صنبور بجانب باب الدار الكبيرة، وترشني بقطر الندى كلما مررتُ!
كنا يوم أربعاء في قرية منسية من قرى الشرقية!
وها نحن في يوم أربعاء بعد سبع عشرة سنة في الدمام .. وفي ثالث أيام عيد الفطر .. في أرض بعيدة!
ما أسرع ما يمر الزمان!
...
(8)
لماذا تحوطك الغمامات وأنتِ ـ في جلستك البهيجة ـ محاصرةٌ بأحاديثِ العابراتِ عن حزنكِ، وعن جمالِك البهيج الذي يُدير الرؤوس!
لتنتش أرضٌ أنت تجلسين عليها، ولينتش كرسيٌّ أنيق، ومقابضُ ذهبية ولأنتش أنا المأخوذُ ببهائك ولأسرف في الفخر، لأنني كان لديَّ فسحةٌ من الوقْتِ لأراكِ وأنتِ جالسةٌ تطالعين مجلةً ملوّنةً لا تتحدّثُ بالطبعِ، عن إسرائيلَ، وحرب الاستنزافِ، والقائد الكهل، الذي يريد أن يبسط سلطته المتآكلة على ثلة أصحابه الكهول بفعلِ الوقتِ، والهزيمة!
قبل آخر لقاء في معسكر أبي بكر الصديق .. كان يُرافقني ابنُ خالتي العائدَ منهزماًَ من حرب الساعاتِ الست، وكانت ضاربةُ الرملِ تُغريه بزواج ابنتها القبيحةِ (الغولة)، وكانتْ طيورٌ متوحشة تقرعُ الكؤوسَ في صباحٍ معتمٍ!، تركني أمام المعسكر وأنا أثرثرٌِ:
تعاليْ أيتُها الطواويسُ المهزومةُ، تعالَ يا إوزٌّ، يا بطُُّ، لنحتف ٍجميعاً بالهزيمةِ .. برجالِ الهزيمةِ، ولندحرج مآتمنا في رمالِ الشرقِ، ونأخذ أقمارَ البراري في أحضاننا.. ولنكتب قصائد الهجاء في كلِّ نجمٍ محاربٍ، لم يصُن مفارق سيناء، أو «شرم الشيخ» و«دير سانت كاترين».. حتى لو استمطر سحائب النصر الغائب بهمهةِ العرَّابِ الكاذبِ..، وحاول أن يُطلع في سمائنا أقمارَه العجيبةَ السوداءْ!!
أيها الشعرُ .. يا جناحَ الطائر البحريِّ المسافر إلى البعيد ..
خذ شوقي إلى سريرها الغافي في مروج النور ..
ورش أطيافاً من نورٍ، وصلاة
على هدبها الغافي
وتعال .. صف لي ضجعتها الأخيرة!
...
أيتُها الفرسةُ الصاهلةُ! كمْ يعذبني صمتك
وأنتِ كم صهلتِ .. وصهلْتِ .. بين مروج ربيعي الأجرد، قبل أن يُقدمَ الغربانُ بنجمتهم السداسية وسوالفهم الطويلةِ السوداءِ القبيحة!
تتكدّرين؟
سأذكرك دائماً
...
لأجلسْ على الصخورْ
ولأتِهْ بحبك .. الذي كان ملاذي
في الشارع المهجور
بين أقراني!!
وعلى أطيافِ سهدي
وسأحاولُ ـ أنا مالكُ بن الريب ـ أن أكتب المرثية الأخيرة
لقلبك المفطور!!
(9)
«نبوية» تخرجت، وتزوجت، وأنجبت ..
وأنا وحيد، بلا أب!!
فقد رحل أبي قبل أن أتزوج!!
.. ولي أم عطوف، تحنو عليَّ، وتدعو لي، وتقول لي دائماً إن «نبوية» ليست آخر الدنيا!
.. ولي أخت عانس (هل قلتُ من قبل إن اسمها «فريال») في الأربعين لم تتزوج، وتهوى اصطياد اليمام والعصافير، وتحب قتل الفراشات واغتيال الورود!
يا لدورات الزمن!!
لم أكن أدري عن «أربعاء الرماد» هذا ـ بالدمام ـ الذي فتق جراحي!.
وكأن المُغني الكهل الضرير ـ الجالسَ في طرفِ الحديقةِ ـ يجلد إحساس الشاعر القديم بقوله:
«إن الزمان هو الزمان دائماً
وإن المكان هو المكان الدائم والوحيد
وإن ما هو فعلي هو فعلي لمرة واحدة فقط
ولمكان واحد فقط» !!

ديرب نجم 24/8/2005م
.................................................. ............
من مجموعة «الدار بوضع اليد» تحت الطبع.

حسنية تدركيت
01-03-2006, 05:17 PM
رائعة اخي قصتك المترعة بألم وبالفرحة
لكن دائما يبقى امل
اختك ندى الصبار......

سحر الليالي
01-03-2006, 05:46 PM
أحي د.حسين:

دوما لقصصك روعة

سلم قلمك

لك خالص تقديري

د. حسين علي محمد
01-03-2006, 10:47 PM
شكراً للأديبة الأستاذة ندى الصبار .. مع التحية.

د. حسين علي محمد
01-03-2006, 10:48 PM
شكراً للأديبة الأستاذة سحر الليالي .. مع التحية.

د. سلطان الحريري
01-03-2006, 11:23 PM
الحبيب الدكتور حسين :
استطعت وبحرفية القاص المتألق أن تجذبني منذ البداية ، وكلما سارت الحوادث قدما ، وجدت فيها من أنواع اللذة والتشويق ما يدفعني دفعا إلى متابعة القراءة، وما ذلك إلا للاستثارة الدائمة ، التي تأبى القرار والهمود ولا تنقع لها غلة ، وبذلك نجحت في جعلي متحفزا دائما ، وهذا - لعمري - سر من أسرار نجاحك الكبير في قصصك كلها ، وقد كنت أواجه أسئلة تثور في نفسي كلما تابعت القراءة ..
رائع أنت كعادتك أيها الكاتب المبدع.
سأتابع نصوصك باستمرار ، فمثلك يغريني بالمتابعة، ,أرجو أن تشاركنا مسابقتنا الأدبية ألأولى التي أعلنا عنها مؤخرا.
ولك مني خالص الود والتقدير

محمد إبراهيم الحريري
02-03-2006, 12:34 AM
الأخ الأديب سلام كله عبر لمن في ضاده قمر
اسم يغري الحروف على تقدير رسمه حسين علي محمد / حسن وعلو وحمد يالها بشارة عشق سرمدي يصطبغ بسمو الكلمة من مداد الحب اللغوي، عالم العشق الأبدي بعيون الأدب العلوي .
قرأت ما نسجت أنات وجدك من سرق الخيال وعسجد التأمل الروحي في ملكوت الحب يصلي في صومعة الهوى يرتل أنينها يسطر على عتبات قدسها كلمات مسجعة كهديل سواقي الليل بين طيات الأحزان تطرب عنادل الذكرى فتكوي بها قلوب هجعة النوم بين أجفان العذارى .
أخي بدأت بكلمة ( قصة قصيرة ) نعم أوافقك الرأي على المصطلح إنها قصير الكلمات بحسب تقسيمات الأدب لا نختلف على اتفاق مساحتها المظللة بدثار البلاغة النافذة كأشعة الوجدان صلد الرواسي ...............
لكنها طويــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــلة
كجدائل النيل على خدود روابي سيره متبعثرة تسقي قمح الذات المزروع بأنين المحاريث لتنتج خبز القلوب المشتاق إلى تنور الضاد..........
( ها هي أشرعتك تبحر ......... نحو البعيد المجهول .... وبقسوة لم أتخيلها ) كلام يتعشق اللفظ رتله أسمع من ثغره أنين أشرعة الرحيل تسابق الزمن لعبور الشجن
ترفع سواري الخيال لتبحر إلى المحال .
أخي رؤية نقدية أرجو قبولها وكم يسعدني إن كنت أنا المخطئ
(لم اتخيلها ) في العبارة أفسدت معناها وقلبتها إلى الماضي فهل تخيلت قبل الإبحار أم بعده ؟
( وأن السماء لم تعد تمطر ..) المطر نذير شؤم ياأخي في موضع الخير نقول أغاثت لأن الغيث أفضل
وردت ( ذات مساء مرتين ) أرجو تغيير واحدة منها مثلا ( في خدر المغيب * ولك الخيار (ولنا الطماطم ) وقلت : يحدثني عن نزوة حنانك الساخر وعن عينيك الحالمتين ، سخرية وحلم كيف يجتمعان إلا في عالم فطري مثل خيالك العذري الأمين على الطهارة اللغوية ربما أردت ( حالمتين بالمكر )
( أعلا ) تكتب ( أعلى ) بحسب القاعدة الإملائية .
وقلت الأغنية الكسول والأفضل أن تقول : كـَسِلـَة ، أو كسلانة أو كسلى .
وقلت الفرسة الصاهلة والصحيح أن تقول الفرس وهي كلمة يستوي فيها الذكر والأنثى من الخيل
وقلت ربيعي الأجرد والأفضل أن تقول ربيعي الأحوى ...............
أخي وأيم الله قد فتحت بنافذة يدك أبواب ماض رسمته كما أردت في قصتك الطويلة ، وكأني أنا من كتبها ، الكلمات موحية حتى في جزئياتها أتمنى لك السعادة على شاطئ الدمام .
أخوك محمد :noc:

د. حسين علي محمد
02-03-2006, 01:17 PM
شكراً للأديب الأستاذ سلطان الحريري، مع تحياتي وتقديري على حسن ظنك بي.

د. حسين علي محمد
02-03-2006, 01:19 PM
الأستاذ الأديب الناقد محمد إبراهيم الحريري، أشكرك على نقدك الذي أضاء جنبات النص، مع موداتي.

أسماء حرمة الله
04-03-2006, 03:42 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحية كتبتُها على أشجار اللوز

الأخ المبدع د. حسين علي محمد،

يا لَحرْفكَ الموغل في الشجن !
غرقتُ في عطرِ الحزن المنبعث من حروفك حتى الثمالة، حروفك التي تقطرُ رقة وعذوبة وصفاءً..
أخذتَنا إلى وطنِ قصتك بتمكن بارع، فصرنا نسكنُ روحَ بطل قصتك، ونشاطره الإحساسَ نفسه الذي نبضَ بين جوانحه وذكرياته، ونعيشُ معه نبضاً نبضاً، لقاءً أورقَ بعد تساقط سنينِ الغياب.
أحسستُ بألمٍ يفيضُ بالروح، وبطلُ قصتك يقتاتُ من ألم النوى، ويقف على أطلال ذكرياته، يصنعُ زمنَ لقاءٍ آخر، وقد صارت "نبوية" نفسُها زمناً آخرَ لايغيب..

مبدعَنا المرهف، ممتنة وسعيدة بهذا الحرف المكتوب بالإحساس والجمال، لن أغادرَ موانئَ حرفكَ، وسأحضرُ معي من أرض الحلم ضماداً لحزنٍ لايموت..لحزنٍ قد يموت..

دمتَ لنا
تقبل مني خالص تحياتي وتقديري واعتزازي وإعجابي :0014:
وألف باقة من الورد والمطر

عبلة محمد زقزوق
04-03-2006, 04:32 AM
أستاذنا الفاضل د . حسين علي محمد

حزن لا يمـــــــــــوت ..
. وهل توجد أحزان لا تموت ؟!

فالحزن ينتهي والفرح ينتهي ... والحياة دوماً للأمام تسير ، ونحن لن نتوقف عن المسير .
ولكن لو أفردنا للحزن صفحة فسوف نجده دائما ما يعلو فوق سماء حياتنا إما سعياً مناً أو فرضاً علينا ، لكنه موجود وجود إلتحافنا بالسماء .
والفرح أيضاً ؛ لكنه قصير الأجل ... كقصر عمر الزهر ... زائل كزوال قطرات الندي عند إنتصاف الشمس ولهيبها كبد السماء فتحرق وتذبل ... وربما تقتل .

مسكين من عاش للذكري إمعاناً لإلام النفس وإستعذابها .
مسكين من توحد بمشاعره ، ولم يجد من يشاركه هذا الهوى .

قصتك أستاذي الفاضل د . حسيين علي محمد
تحمل على غير العادة ،الكثير من الصور الجمالية والبلاغية المستترة وراء كونها قصة ، والتي إستهوتني وأبهرتني فجالت معها روحي بين ثنايا وخبايا الزمان لبطل القصة ونبويته الهاربة ، والملتحفة بدثار الغدر ؛ فصارت وشماً على جبين الذكرى .

خالص تحاياياااااااااااااااا

د. حسين علي محمد
04-03-2006, 02:00 PM
الأستاذة أسماء حرمة الله:
تعليقك جميل، وقد نقلته عندي لأحتفظ به.
تحياتي وموداتي.

د. حسين علي محمد
04-03-2006, 02:02 PM
الأديبة الأستاذة عبلة محمد زقزوق:
سعيد كل السعادة باستمرارك في قراءة نصوصي والتعليق عليها،
وقد نقلتُ كل تعليقاتك في ملف حاسوبي عندي عنوانه "نقد قصصي في المنتديات".
تحياتي وموداتي.

زاهية
04-03-2006, 02:32 PM
وأناأقرأك هنا لاأدري لماذا تذكرت قصص فرسان العصور الوسطى ربما أسلوبك كان فيه شيء مغاير لما نقرؤها في الآونة الأخيرة..ولاأخفيك أن كنت سعيدة وحزينة بآن واحد لما يعتصر قلب البطل من ألم الحاضر والذكريات
على مايبدو سأكون قارئة دائمة في الصف الأول
أختك
بنت البحر

د. حسين علي محمد
04-03-2006, 03:47 PM
شكراً للأديبة الأستاذة زاهية (بنت البحر)، وأشكرك على تعليقك الجميل الذي سأذكره دائماً.