محمد إبراهيم الحريري
02-03-2006, 11:46 AM
الخلد للأطهار
للشاعر / محمد إبراهيم الحريري
أطلقْ فقد ملَّ اللســـــــــان لجاما = مهــرَ البـيـان وجَـيـِّش ِ الأقــلامـا
واجعل على نـُجـْو الحقيقة راميا = حرفـا يـصـدُّ عـن النبـي قـتامـا
حرَّا وُلِدَتَ فكيـف تخفت والجوى =نار تشبُّ بكــيفـما وإلامـــا
لـم تــبــق إلا زيـنـــة ٌ ومـجامــــرٌ = وترى القواعد للـحدود صِماما
انظر مدادَ العهر كحـَّل أســـــــطرا = بســـواده لـيـؤمم الأفـهــامــــــا
وأُعِدَتْ الأحبارُ من صدأ الرؤى = لتخطَّ في ربض الدجى آثامـــا
أربتْ إناثُ الجبن ريشة َ قصدهم = ترعى أفون التـَّرُهات ثـَغـَاما
وتعهدتْ داء الجناح بريشــــــهم = فروى (بفيروس) الدجاج زكاما
من مومس التـَّدْجـِيل أرضعت الخنا = صدر الأذى ( لـِتـُدجـَّنَ )الأفـلاما
لو كانت الأحبارُ تعرف (هتلرا) = لجرى اليراع على النسيء زؤاما
وأظن أن سوادها وأكـــــاد أن = أرقى المنى ، ما قالت الأوهاما
حرَّا خـُلقت فكيف ترضى مطعما = مـرَّ المذاق وقد ملكت حســــاما
أسرج خيول الضاد منها مهرة الـ =آيات تجعلْ ما يثار حطــــــاما
واجعل لها صدر القصيد كنانة = ومن المعاني للرَّويِّ ســــهاما
ولها القوافي سادنٌ محرابُه = صلى به حرف الإباء قـيـامــا
(فلـُهاثُ صعلوك الحروف) كما أرى= تـُنـْبِـِي بفتح للعقول لـــِــزاما
هذا زمان الشدِّ فاشتدي لها = ( زيَّـم ٌ ) تكـفـَّـلها الصهيل نظاما
ما عاد يومُك مثلَ أمسِك يُـشتـرى = قـنـَّاً يشدُّ على الخميص زماما
قـُصِرَتْ على حــدِّ اللهاة عبــــــارة = عزباء فانـْقدها الشعورَ غراما
واضربْ لها قصر الشغاف (حرملكا) = تهوى بناتُ (نـُواسِها الخيـَّاما )
لا (أمُّ مِلدَم ) من وباء زمانهم = عادت تراشـــي بالقيود ظلاما
عشنا ولم نخطبْ لبنت شفاهنا = حرفا سوى آه تــزيد غـمـامـا
وإذا بناتُ الفكر في عرس اللغى = طللٌ تناجي بالنواح أيـامــــى
هيا (خناس) وامسحي هل غادر الـ = شعراء نجعا من حوراي نشامى
قـولي (تماضرُ) فالبحور تماوجـت = شــعـرا لـه وزن الإبــا خــدَّاما
قـِرْنـَا صيام واللسان على الطوى = صلى لطاغوت الخنوع وصاما
قلْ لا تخفْ ، وافتح نوافذ مِخْدَع = فالشمس تـُنـْبـِتُ عوسجا و ثماما
إن لم تغامرْ باللســــــــان فــإنــه = يرعى خشاش الصاغرين فطاما
بكر المعاني بالجهالـة تـكــتــوي = إن لم تـغـرِّدْ للســحور حـمـامـا
بالحرف تهتز السيوف لجولة = حـمـراء لم يألـف لهـن لـثـامـــا
يَلِجُ القصور على الطغاة مدفدفا = متنكبا وتـر الـثــبـور حِـــمـاما
لا زبدة ( الدَّنـَمَرْكِ ) يحجم دونها = قلم القصاص به الرجا إحجاما
قالوا ألا ليت الكناية قلت ما = ثدي التمني يـُغـْرِيَنَّ بـِلامـا
أرنو فيخترق السراب جدار فمي = وجدا ويستعر الصـدى إلهاما
ما نفع ليت وحبذا وعسى وقد = إن لم يكن جزم يشد خطاما
وإذا وبئس وطال عمرك ربما = نسي اليراع وبعثر الأرقاما
فأجبتهم : (كونوا الرماح إذا اعترى = خطب ) ولا تستمرئوا الآلاما
الخير فيكم أمة جادت على = صبِّ المفاوز كوثرا ومداما
يا سيدي مهج القلوب تكللت = بتليد رأيك للنهى أحكاما
يا والد الزهراء طرَّزتَ الهدى = بندى يديك لمن بُعثت خياما
ألبستَ جلباب البلاغة بردة ً= عرباءَ تغري بالفصيح سُلامى
بانت سعاد وكعب ما نسي الضنى = فرمى القنوط وأسـعـدَ الهندما
جادتْ يداك ببردة محبوكة = بالعـفـو تـزهـو للرؤى أنغاما
من طهر ماء المجد وضَّأت العلا = رأسا وناصية السجود وهـاما
لو كنت فظَّ القلب ما أنست بك الـ = زوراء أو وصل الحفاة الشاما
أو زارت البطحاءَ حجاجٌ لهم = شــتـَّى المراتب سادة وعواما
بالحرف من غار التـَّبـَتـُّل جئتنا = معنىً كآفاق المحال تسامى
وإذا الحروف كما رأينا آية = تجلو بمعجزة اليتيم سخاما
ويسيل من ثغر النبوة راحق = عذبٌ ترَّنـَمَهُ الحـُداة بغاما
كالناي يعزف للوجود حروفه = نسكا يُجوِّده الرباب رهاما
لبيك ناصية المعاني صاغها = قيثار تلبية الفداء سلاما
طافت بأرجاء الخلود منارة = تشدو بلابلُ أيكِها الأنساما
وكما ذكـاء للـنـجـوم هـداية = كنت الرسول وما تزال إماما
فقرأتُ في وجه السماء هويتي = ورفعت عن قلم الحجا الأختاما
وحفظتُ إنسانيتي منذ استوى = والرسل تـَتـْبـَعُ والأمينُ أماما
كيف الحقيقة تنجلي وقضاتها = عزفت على دَجـَنَ الضلال حراما
بمحاكم التفتيش عبقرُ ما رأى = يرويه من كمد القريض ضراما
يحصي ويجفل والمعاني تزدري الـ = أسبان والطليان كـان لهـا ما
القتلُ ثم الصلبُ ( الفـُنـْسُوْ) لـَهَـا = بـدمٍّ يسيل وصرخـة تـتـرامى
وَلـَعـَاً (بإيزابيـْلَ) لا ذمما رعى = حتى تنشـَّقـَهُ الغليل ذمـاما
ورسولنا ـ أفديه ـ قال تواضعا : = لا خوفَ عـدنا إخـوة أرحاما
لا حقدَ ، لا إرهابَ فيما ســنـَّه = والعدل بين العالمين تنامى
عملا بأخلاق السماء نبينا = أبكى مآقيَ قومه استعظاما
أيكون مفتاح الرجاء ـ أقول: لاـ = لبيوت أضياف النجاة سطاما؟
ما عدلكم من عدله إلا كما الـ = عذَّال تحمل ما يبلُّ أواما
من عدله تاج السماحة زُيـِنـَتْ = بعقيق إنصاف الهدى إسلاما
ترقى لذاكرة الخلود مبادئ = أضحت لناصية القرون وساما
أيــام كــنـَّا للـمنابـر حـجـة ً = كنتم لآذان الــدجى اسـتـفـهامـا
ولنا المحالُ على خلاف صنوفه = طوعَ الشـكـيمة بالإشـارة قـامـا
ذرعا بهرطقة التـَّفـَلـْسِف ِ ضاق مَنْ = جعل الحـقـيقـة بالهوى إجـراما
والأرض دارت ( يا أرسطو) والمدى = أقصى الشموس وبدد الأجراما
قلتم لنا: حرية التعبير ما الـ = جدوى إذا ماسيئت استخداما
لم ينكر الشيطان محرقة هذى = زورا يزمُّ على العقول عكاما
وعلى ربا (جينين) إن رسم الفدا = ياته قلتم يحارب (ساما)
وبدمعة الشيطان أسرجتم نهى = قنديل إبليس ينـزُّ جذاما
أقلامكم يا عارَ ما حفلت به = أضغاث حلم للنهار تعامى
لو كان من تخريفكم قلتم لنا = أسطورة (الدالاي عَمـَّدَ لاما)
لكنه ابن لطاهرة النـســا = ء طعامها يـَبـَسُ القـديـد إذاما
(الآن قد حمي الوطيس) وقوده = فـتـنٌ كـتـنـِّيـن ِ الكهوف تحامى
حرب على الإسلام جامحة الخطى = بدأت تعيد العـَالـَمَيـْن ِ ركـامـا
سنرد في الأزمات ما سطعت لنا = شمس تعانق بالشروق تهاما
مثل الذين لدينهم نفروا هدى = عـِبـَرٌ تزيح عن الرسوم طـَغاما
ولسان حجتهم يقول : رسولـُنا = حاجى الخصوم وبدد الأزلاما
إن المبادئ لا تـُباع وتشترى = فالتبر يكسـدُ إذ يصير رغاما
شفة السحور تمضمضت من آية = نظمت على رتل الصفاء كراما
وكأنها بسواك فجر طهرت = ليلا أباح من السدوف حراما
وعلى شفير المغريات حضارة = إفكا تخنـِّثُ للفجور غلاما
هذا جدار الأحجيات وراءه = شعب يعزي بالأسى أيتامى
صنـُّا صراط العلم أيام التوى = عـِوَجـَا ً فصار لمن يراه مراما
وعلى طريق الحق سرنا للضحى = نهجا تأبـَّى أن يعود ظلاما
دنُّ النبوة لو شربتم نخبه = صرتم لأقداح الجنان ندامى
ما ضر جهرا من جـراء كلابكم = خالا على خد السماء تماما
وهل الجبال الراسيات تهزُّها الـ = أرواحُ مهما عرَّت الأقداما؟
ما قاله السفهاء إلا بعضَ ما = نشقوا من العفن الدفين زهاما
قولوا كما شئتم فسادنُ رأيـِّكم = هـُبـَل ٌ وِجَاءُ الفكر ساء بلاما
فالخـلد للأطهار مهما ســـــوَّقوا = للعـهر أو ولـجـوا به الأثــلاما
ما تهــمة الإرهـــاب إلا ديــدن = ضربوا عليه ورقـَّصوا الأقزاما
من عوسج البيداء كان المصطفى = صفوَ الفؤاد يطرِّزُ الأحلاما
لم يعرف التاريخ أرحمَ فاتح ٍ= إلاه ، أكـــرمْ بالمـقـال وئـامـا
فاستعذب الإيمانَ مهد ُ صفاته الـ = علياءُ أرضعت السها أعواما
وعلى خطاه اليتمُ صار فضيلة ً = باتت تهدهد بالخصال أيامى
وعلى ربا أخلاقه الآساد ما = قنصت بفطرة خلقها الأنعانا
عرضوا عليه المغريات فقال : لا = ويـبـيـت صوما لا يذوق طعاما
وطعامه حمد وشكر جَانـَبـَا = ما بـات يكـنـزه الطـغـاة إدامـا
فأتى على ركب التواضع زائرا = شــيخ الخلود (محمدا) فـأقـامـا
وجثا يـُبـَوِّبُ للخصال فهارســا = مسترجعا مـَنْ أَبْـجَـدَ الأعماما
وبدا الحياء على الجبين مرددا = سـِفـْري يُخلـِّد من فدى الأقواما
ورأى بلالا بالهداية سيدا = وعلى دروب الهالكين هشاما
( سلمان منا آل بيتي ) نالها = شرفا على غرر النجوم مقاما
وبآية الشيطان ضلَّ رشادكم = سلمان أنكره الأمان دوامـا
كنـَّا وما زلنا بآيات السما = رغم المكائد للدنا أعلاما
رئة المعاني بالمـُصان تنفست = آياتِ آس ٍ غازلتها خزامى
وتضمَّختْ كفُّ الربيع لنرجس = بثغور وردٍ قبَّل الرَّساما
بالحرف لا بالحرب نالت أمة = تاج الفصاحة للعقول وساما
ألقت رؤوس الجاهلين بصيحة = الله أكبر حطَّم الأصناما
لله من شرع سما بركازه = عبدٌ كمشكاة السمو تنامى
يا آي (اقرأ) بالفصيح تكلـَّمِي = فـَتـَكـَـلـُّمِي جرح يسيل كلاما ؟
إنَّ البلاغة َ علمتني سرَّها = (سحبان) يرفعه البيان إماما
نزلتْ بها(( إن تنتهوا يغفر لكم = ما قد سلفْ )) نعم الكلام . ختاما
الكويت: 1/2/2006
المفردات:
دجن : أقام بالمكان ولزمه والغيم ـ أم ملدم :الحمى ـ
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
نظمتها ردا على السفهاء الذين تعرضوا للنبي صلى الله عليه وسلم من صحف غربية وشرقية واتهمته بعض الأقلام بالإرهاب
للشاعر / محمد إبراهيم الحريري وزارة التربية ـ ثانوية عبد الله الجابر الصباح
للشاعر / محمد إبراهيم الحريري
أطلقْ فقد ملَّ اللســـــــــان لجاما = مهــرَ البـيـان وجَـيـِّش ِ الأقــلامـا
واجعل على نـُجـْو الحقيقة راميا = حرفـا يـصـدُّ عـن النبـي قـتامـا
حرَّا وُلِدَتَ فكيـف تخفت والجوى =نار تشبُّ بكــيفـما وإلامـــا
لـم تــبــق إلا زيـنـــة ٌ ومـجامــــرٌ = وترى القواعد للـحدود صِماما
انظر مدادَ العهر كحـَّل أســـــــطرا = بســـواده لـيـؤمم الأفـهــامــــــا
وأُعِدَتْ الأحبارُ من صدأ الرؤى = لتخطَّ في ربض الدجى آثامـــا
أربتْ إناثُ الجبن ريشة َ قصدهم = ترعى أفون التـَّرُهات ثـَغـَاما
وتعهدتْ داء الجناح بريشــــــهم = فروى (بفيروس) الدجاج زكاما
من مومس التـَّدْجـِيل أرضعت الخنا = صدر الأذى ( لـِتـُدجـَّنَ )الأفـلاما
لو كانت الأحبارُ تعرف (هتلرا) = لجرى اليراع على النسيء زؤاما
وأظن أن سوادها وأكـــــاد أن = أرقى المنى ، ما قالت الأوهاما
حرَّا خـُلقت فكيف ترضى مطعما = مـرَّ المذاق وقد ملكت حســــاما
أسرج خيول الضاد منها مهرة الـ =آيات تجعلْ ما يثار حطــــــاما
واجعل لها صدر القصيد كنانة = ومن المعاني للرَّويِّ ســــهاما
ولها القوافي سادنٌ محرابُه = صلى به حرف الإباء قـيـامــا
(فلـُهاثُ صعلوك الحروف) كما أرى= تـُنـْبِـِي بفتح للعقول لـــِــزاما
هذا زمان الشدِّ فاشتدي لها = ( زيَّـم ٌ ) تكـفـَّـلها الصهيل نظاما
ما عاد يومُك مثلَ أمسِك يُـشتـرى = قـنـَّاً يشدُّ على الخميص زماما
قـُصِرَتْ على حــدِّ اللهاة عبــــــارة = عزباء فانـْقدها الشعورَ غراما
واضربْ لها قصر الشغاف (حرملكا) = تهوى بناتُ (نـُواسِها الخيـَّاما )
لا (أمُّ مِلدَم ) من وباء زمانهم = عادت تراشـــي بالقيود ظلاما
عشنا ولم نخطبْ لبنت شفاهنا = حرفا سوى آه تــزيد غـمـامـا
وإذا بناتُ الفكر في عرس اللغى = طللٌ تناجي بالنواح أيـامــــى
هيا (خناس) وامسحي هل غادر الـ = شعراء نجعا من حوراي نشامى
قـولي (تماضرُ) فالبحور تماوجـت = شــعـرا لـه وزن الإبــا خــدَّاما
قـِرْنـَا صيام واللسان على الطوى = صلى لطاغوت الخنوع وصاما
قلْ لا تخفْ ، وافتح نوافذ مِخْدَع = فالشمس تـُنـْبـِتُ عوسجا و ثماما
إن لم تغامرْ باللســــــــان فــإنــه = يرعى خشاش الصاغرين فطاما
بكر المعاني بالجهالـة تـكــتــوي = إن لم تـغـرِّدْ للســحور حـمـامـا
بالحرف تهتز السيوف لجولة = حـمـراء لم يألـف لهـن لـثـامـــا
يَلِجُ القصور على الطغاة مدفدفا = متنكبا وتـر الـثــبـور حِـــمـاما
لا زبدة ( الدَّنـَمَرْكِ ) يحجم دونها = قلم القصاص به الرجا إحجاما
قالوا ألا ليت الكناية قلت ما = ثدي التمني يـُغـْرِيَنَّ بـِلامـا
أرنو فيخترق السراب جدار فمي = وجدا ويستعر الصـدى إلهاما
ما نفع ليت وحبذا وعسى وقد = إن لم يكن جزم يشد خطاما
وإذا وبئس وطال عمرك ربما = نسي اليراع وبعثر الأرقاما
فأجبتهم : (كونوا الرماح إذا اعترى = خطب ) ولا تستمرئوا الآلاما
الخير فيكم أمة جادت على = صبِّ المفاوز كوثرا ومداما
يا سيدي مهج القلوب تكللت = بتليد رأيك للنهى أحكاما
يا والد الزهراء طرَّزتَ الهدى = بندى يديك لمن بُعثت خياما
ألبستَ جلباب البلاغة بردة ً= عرباءَ تغري بالفصيح سُلامى
بانت سعاد وكعب ما نسي الضنى = فرمى القنوط وأسـعـدَ الهندما
جادتْ يداك ببردة محبوكة = بالعـفـو تـزهـو للرؤى أنغاما
من طهر ماء المجد وضَّأت العلا = رأسا وناصية السجود وهـاما
لو كنت فظَّ القلب ما أنست بك الـ = زوراء أو وصل الحفاة الشاما
أو زارت البطحاءَ حجاجٌ لهم = شــتـَّى المراتب سادة وعواما
بالحرف من غار التـَّبـَتـُّل جئتنا = معنىً كآفاق المحال تسامى
وإذا الحروف كما رأينا آية = تجلو بمعجزة اليتيم سخاما
ويسيل من ثغر النبوة راحق = عذبٌ ترَّنـَمَهُ الحـُداة بغاما
كالناي يعزف للوجود حروفه = نسكا يُجوِّده الرباب رهاما
لبيك ناصية المعاني صاغها = قيثار تلبية الفداء سلاما
طافت بأرجاء الخلود منارة = تشدو بلابلُ أيكِها الأنساما
وكما ذكـاء للـنـجـوم هـداية = كنت الرسول وما تزال إماما
فقرأتُ في وجه السماء هويتي = ورفعت عن قلم الحجا الأختاما
وحفظتُ إنسانيتي منذ استوى = والرسل تـَتـْبـَعُ والأمينُ أماما
كيف الحقيقة تنجلي وقضاتها = عزفت على دَجـَنَ الضلال حراما
بمحاكم التفتيش عبقرُ ما رأى = يرويه من كمد القريض ضراما
يحصي ويجفل والمعاني تزدري الـ = أسبان والطليان كـان لهـا ما
القتلُ ثم الصلبُ ( الفـُنـْسُوْ) لـَهَـا = بـدمٍّ يسيل وصرخـة تـتـرامى
وَلـَعـَاً (بإيزابيـْلَ) لا ذمما رعى = حتى تنشـَّقـَهُ الغليل ذمـاما
ورسولنا ـ أفديه ـ قال تواضعا : = لا خوفَ عـدنا إخـوة أرحاما
لا حقدَ ، لا إرهابَ فيما ســنـَّه = والعدل بين العالمين تنامى
عملا بأخلاق السماء نبينا = أبكى مآقيَ قومه استعظاما
أيكون مفتاح الرجاء ـ أقول: لاـ = لبيوت أضياف النجاة سطاما؟
ما عدلكم من عدله إلا كما الـ = عذَّال تحمل ما يبلُّ أواما
من عدله تاج السماحة زُيـِنـَتْ = بعقيق إنصاف الهدى إسلاما
ترقى لذاكرة الخلود مبادئ = أضحت لناصية القرون وساما
أيــام كــنـَّا للـمنابـر حـجـة ً = كنتم لآذان الــدجى اسـتـفـهامـا
ولنا المحالُ على خلاف صنوفه = طوعَ الشـكـيمة بالإشـارة قـامـا
ذرعا بهرطقة التـَّفـَلـْسِف ِ ضاق مَنْ = جعل الحـقـيقـة بالهوى إجـراما
والأرض دارت ( يا أرسطو) والمدى = أقصى الشموس وبدد الأجراما
قلتم لنا: حرية التعبير ما الـ = جدوى إذا ماسيئت استخداما
لم ينكر الشيطان محرقة هذى = زورا يزمُّ على العقول عكاما
وعلى ربا (جينين) إن رسم الفدا = ياته قلتم يحارب (ساما)
وبدمعة الشيطان أسرجتم نهى = قنديل إبليس ينـزُّ جذاما
أقلامكم يا عارَ ما حفلت به = أضغاث حلم للنهار تعامى
لو كان من تخريفكم قلتم لنا = أسطورة (الدالاي عَمـَّدَ لاما)
لكنه ابن لطاهرة النـســا = ء طعامها يـَبـَسُ القـديـد إذاما
(الآن قد حمي الوطيس) وقوده = فـتـنٌ كـتـنـِّيـن ِ الكهوف تحامى
حرب على الإسلام جامحة الخطى = بدأت تعيد العـَالـَمَيـْن ِ ركـامـا
سنرد في الأزمات ما سطعت لنا = شمس تعانق بالشروق تهاما
مثل الذين لدينهم نفروا هدى = عـِبـَرٌ تزيح عن الرسوم طـَغاما
ولسان حجتهم يقول : رسولـُنا = حاجى الخصوم وبدد الأزلاما
إن المبادئ لا تـُباع وتشترى = فالتبر يكسـدُ إذ يصير رغاما
شفة السحور تمضمضت من آية = نظمت على رتل الصفاء كراما
وكأنها بسواك فجر طهرت = ليلا أباح من السدوف حراما
وعلى شفير المغريات حضارة = إفكا تخنـِّثُ للفجور غلاما
هذا جدار الأحجيات وراءه = شعب يعزي بالأسى أيتامى
صنـُّا صراط العلم أيام التوى = عـِوَجـَا ً فصار لمن يراه مراما
وعلى طريق الحق سرنا للضحى = نهجا تأبـَّى أن يعود ظلاما
دنُّ النبوة لو شربتم نخبه = صرتم لأقداح الجنان ندامى
ما ضر جهرا من جـراء كلابكم = خالا على خد السماء تماما
وهل الجبال الراسيات تهزُّها الـ = أرواحُ مهما عرَّت الأقداما؟
ما قاله السفهاء إلا بعضَ ما = نشقوا من العفن الدفين زهاما
قولوا كما شئتم فسادنُ رأيـِّكم = هـُبـَل ٌ وِجَاءُ الفكر ساء بلاما
فالخـلد للأطهار مهما ســـــوَّقوا = للعـهر أو ولـجـوا به الأثــلاما
ما تهــمة الإرهـــاب إلا ديــدن = ضربوا عليه ورقـَّصوا الأقزاما
من عوسج البيداء كان المصطفى = صفوَ الفؤاد يطرِّزُ الأحلاما
لم يعرف التاريخ أرحمَ فاتح ٍ= إلاه ، أكـــرمْ بالمـقـال وئـامـا
فاستعذب الإيمانَ مهد ُ صفاته الـ = علياءُ أرضعت السها أعواما
وعلى خطاه اليتمُ صار فضيلة ً = باتت تهدهد بالخصال أيامى
وعلى ربا أخلاقه الآساد ما = قنصت بفطرة خلقها الأنعانا
عرضوا عليه المغريات فقال : لا = ويـبـيـت صوما لا يذوق طعاما
وطعامه حمد وشكر جَانـَبـَا = ما بـات يكـنـزه الطـغـاة إدامـا
فأتى على ركب التواضع زائرا = شــيخ الخلود (محمدا) فـأقـامـا
وجثا يـُبـَوِّبُ للخصال فهارســا = مسترجعا مـَنْ أَبْـجَـدَ الأعماما
وبدا الحياء على الجبين مرددا = سـِفـْري يُخلـِّد من فدى الأقواما
ورأى بلالا بالهداية سيدا = وعلى دروب الهالكين هشاما
( سلمان منا آل بيتي ) نالها = شرفا على غرر النجوم مقاما
وبآية الشيطان ضلَّ رشادكم = سلمان أنكره الأمان دوامـا
كنـَّا وما زلنا بآيات السما = رغم المكائد للدنا أعلاما
رئة المعاني بالمـُصان تنفست = آياتِ آس ٍ غازلتها خزامى
وتضمَّختْ كفُّ الربيع لنرجس = بثغور وردٍ قبَّل الرَّساما
بالحرف لا بالحرب نالت أمة = تاج الفصاحة للعقول وساما
ألقت رؤوس الجاهلين بصيحة = الله أكبر حطَّم الأصناما
لله من شرع سما بركازه = عبدٌ كمشكاة السمو تنامى
يا آي (اقرأ) بالفصيح تكلـَّمِي = فـَتـَكـَـلـُّمِي جرح يسيل كلاما ؟
إنَّ البلاغة َ علمتني سرَّها = (سحبان) يرفعه البيان إماما
نزلتْ بها(( إن تنتهوا يغفر لكم = ما قد سلفْ )) نعم الكلام . ختاما
الكويت: 1/2/2006
المفردات:
دجن : أقام بالمكان ولزمه والغيم ـ أم ملدم :الحمى ـ
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
نظمتها ردا على السفهاء الذين تعرضوا للنبي صلى الله عليه وسلم من صحف غربية وشرقية واتهمته بعض الأقلام بالإرهاب
للشاعر / محمد إبراهيم الحريري وزارة التربية ـ ثانوية عبد الله الجابر الصباح