مشاهدة النسخة كاملة : وجه آخر للفجيعة!
د. حسين علي محمد
03-03-2006, 07:10 PM
وجه آخر للفجيعة!
قصة قصيرة، بقلم: د. حسين علي محمد
..........................................
قالت له زوجته:
ـ أنت غني .. فلماذا لا تُعطي أولادك في حياتك؟.
انفعل، وخرج الرذاذ من فمه يغطي وجهها، كأنه بصقة:
ـ أنت تفسدينهم ..
قالت وهي تُدير وجهها، وتمسح رذاذه بيسراها، وتضرب الهواء بيمناها:
ـ أنت وحيد .. ليس لك إخوة .. قلت لك ألف مرة اجعلهم أخوة لك.
جناح كلماته ينكسر عن التحليق!
ماذا يقول هذا الرجل ..؟
أعدّ لها ما استطاع من قول بكل قوة .. شحن قلبه بالكراهية السوداء .. هذه المرأة دائماً تكسر كلامي وتقف في وجهي وتحول بيني وبين تربية أبنائي كما أريد!
أدار وجهه مكتئباً، فأضافت:
ـ أنت تجعلهم يتمنون موتك.
...
أدركته نوبة ربو مفاجئة ذات مساء، فمات عن خمسةٍ وخمسين عاماً.
لم تجد الزوجة ابناً من أبنائه يسير في جنازته .. وبعد أن دفنه الناس أقسم أبناؤه ألا يعرفوا مكان مقبرته!
الرياض 14/10/2005م
نسيبة بنت كعب
03-03-2006, 07:30 PM
ما اغنى عنى ماليه
هلك عنى سلطانية
لا حول ولا قوة الا بالله
الهذه الدرجة دفع ابناؤه الى طمس ذكراه !
فقد جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يشكو عقوق ابنه، فقال عمر للابن: لماذا تعق أباك؟ قال: يا أمير المؤمنين ما حق الأبناء على الآباء؟ قال: حق الابن على أبيه أن يختار له أما صالحة وأن يسميه اسما حسنا، وان يعلمه شيئا من القرآن، فقال الابن يا أمير المؤمنين، فوالله ما عمل معي واحدة من هؤلاء، أما أمي فجارية تسرّى بها، وأسماني “جعلا”، أي “جعران”، ولم يعلمني شيئا من القرآن،
فقال عمر لوالده: اذهب يا رجل فقد عققت ابنك قبل أن يعقك،
واقول صدقت يا عمر العدل والحق
هل اعطى الأب للأولاد حقوقهم !
اقصر قصة فى العالم ! وفعلا مفجعة !
وأقول :
هل تجزون الا ما كنتم تعملون
قوية جدا .. فهل من مدكِر !
زاهية
03-03-2006, 07:30 PM
مهما كان الأب قاسياً ..بخيلاً ..مجحفاً بحقوقهم فلن يغفر لهم هذا التقصير الفظيع
بحق ماقال الله عزَّ وجل ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا.
فكيف بهم عند موته ودفنه
أجدت برسم الصورة وعلينا أخذ العظة من أن نحسن معاملة أولادنا وأن نبرَّ والدينا
شكراً لك
أختك
بنت البحر
سحر الليالي
03-03-2006, 07:38 PM
قصة قاسية...
سلم قلمك أستاذي د.حسين
دام ابداعك سيدي
تقبل خالص إحترامي وتقديري
د. حسين علي محمد
03-03-2006, 09:00 PM
الأديبة نسيبة بنت كعب:
تعليقاتك تُضيء نصوصي. شكراً جزيلاً لك.
د. حسين علي محمد
03-03-2006, 09:02 PM
الأديبة الأستاذة زاهية.
شكراً على هذا التعليق الجميل، وأرجو أن أقرأ تعليقاتك دائماً.
د. حسين علي محمد
03-03-2006, 09:03 PM
الأستاذة الأديبة سحر الليالي:
شكراً جميلاً على إثراء النص بهذا التعليق، مع تحياتي.
زاهية
03-03-2006, 09:09 PM
كما يسعدني أن أقرأ تعليقاتك على أعمالي الأدبية أيضاً أخي الكريم فرأيك يهمني
أختك
بنت البحر
د. حسين علي محمد
03-03-2006, 09:34 PM
الأديبة الأستاذة زاهية:
سأتابع كتاباتك، تحياتي.
خليل حلاوجي
04-03-2006, 02:43 AM
قال لي لاأقول له أف
ولكن
دعني آخذ ك الى المحاكم لأريك
ملايين الذين ليتهم يقولون أف
أنهم يدفنون آبائهم وهم أحياء غير أموات
وزوروا أقرب مصحة أو دار لرعاية المسنين
فتنة تطابق المواعظ مع فواجع الواقع
أستاذي الدكتور حسين
رسمت لنا وجه آخر للفجيعة
وأجدت التصوير
محمودة هي حروفك الباهرة
عبلة محمد زقزوق
04-03-2006, 03:37 AM
إقصوصة قصيرة ... إنما خطيره ، حيث تحمل الكثير والكثير من سوء عاقية أختيار الشريك ، والشر كامن بنفس تلك الزوجة الشرير ، حين وقفت تطالب وتجاهد بحق آت لها ولأولادها ولا يحتمل منها هذا الضجيج ، فهم فرادى وليس لهم منازع أو شريك ، فلماذا كان منها أن تحمل أولادها ما لا يطيقون ولا يستوعبون من حكمة الوالد رحمة الله عليه ، فلقد عاقوه دنيا وآخره ، وجزائهم ونصيبهم أكبر بيد من لا يغفل ولا ينام .
الشكر حد القلب لتسليط الضوء على فكر ساري ومستشري بين العباد ، وهو الطمع وإيجاف حق الوالد حين نطمع فيما يملك ، ونتناسي أن الله سنن حق الميراث بكل عدل بلا إجحاف .
شكراً أستاذي الفاضل ـ د . حسين علي محمد
نسيبة بنت كعب
04-03-2006, 04:09 AM
مع احترامى لكل الردود
الا انى اتمنى ان تقرأوا رد عمر بن الخطاب رضى الله عنه للأعرابى الذى جاءة يشتكى
حتى ان كان الاولاد هم الوارثون فى النهاية
هل يصح ان يتركهم يعيشوا معيشة ضنكا بسبب بخله
هو مقصر - وهذه ردة فعلهم
ربما كانت من نتيجة افعاله ان تصبح امهم جارية يسرى بها!
وكلكم راع وكل مسؤول عن رعيته - تذكروا
وتصرف الأدولاد لم يكن فى حياة ابيهم ومجافاة جنازته لن تضره شيئا لانه قد مات بالفعل ! فأين الضرر الذى اوقعوه على والدهم !!
عمر رضى الله عنه يريد حلول جذرية ناجعة
ما احكمك يا عمر بن الخطاب
لو كان الناس يتقون ربهم ما وجدت محاكم ولا فواجع مثل هذه الصدمة الكهربائية .. السريعة جدا
صدمة مفّوِقة
د. حسين علي محمد
04-03-2006, 02:05 PM
شكراً للأديب الأستاذ خليل حلاوجي على تعليقه اللطيف، مع تحياتي.
د. حسين علي محمد
04-03-2006, 02:08 PM
شكراً للأستاذتين الأديبتين: عبلة محمد زقزوق، ونسيبة بنت كعب.
وقد أردتُ في هذه القصة أن أبين أن عقوق الأبناء قد
يكون مبعثه غلظة فلب الأب وسوء تعامله معهم.
فالأب لن يضيره ألا يمشي الأبناء في جنازته أو زيارة قبره!
وإنما الأبناء عاقون، وسبب عقوقهم هو غلظة الأب نفسه في حياته.
تحياتي لكما أيتها الأديبتان الرائعتان.
عبلة محمد زقزوق
04-03-2006, 03:04 PM
مع إحترامي أستاذي الفاضل د .حسين علي محمد
الأب لم يكن قاسي ، بل كان حكيم ، فكل شئ بميعاد ، فالميراث آت لأولاده دون محالة ، ولكن من حرص الأب على أولاده وخوفه من فقدان ما يأخذوه بالساهل أن يضيع أيضا بالتساهل .
أنها حكمة كل والد ، ولا يدركها إلا القليلون منا .
فهذا هو رأيي فتقبله مني ...
مع خالص تحياتي لك ، ولكل أبن ووالد ووالدة .
د. حسين علي محمد
04-03-2006, 03:50 PM
أتقبل رأيك أيتها الأديبة الأريبة، مع تحياتي وشكري.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir