وجود (قصة قصيرة)

[جمال سعد محمد]

وحدى وقفت
أبحث عن البيت

الشارع سرداب مظلم

قط وقف فى جرأة محتميا بالظلام

نبش الأرض وتبول

أخذت أغنى بلا صوت

تصورت فراشى دافئا

تمنيت أن أكون هناك

هناك ؟ !

هناك أبى

رجل قاس

يضربنى

يحلف كثيرا

ولا أصدقه فى كل المرات

* *

أرغب فى الفرار

أود أن أعود

أحيانا أجلس وحيدا

وأفكر :

- هل أنا مجنون ؟

أو على الأقل نصف جنون ؟

وأحيانا أعترف بينى وبين نفسى :

أننى أكذوبة كبيرة

لقد أتيت إلى هنا

ولم أفكر فى الطريق

اعتمدت على رفيقى

ولم أحسب حساب العودة

كنت أثرثر متظاهرا بالمعرفة

أحشو فمى بالعبارات وأطلقها

انطق الحكمة والتفسيرات ذات المعانى المختلفة

ونسيت خلال ذلك التفكير

فى طريق العودة

اعتمدت أكثر على رفيقى

والآن تركنى ولا أدرى كيف أعود

* *

جرى

انطلق

خلع ملابسه

قفز فى البحر

سبح بسرعة مسافة طويلة ثم عاد

وقف عاريا على الشاطئ

وراح يغنى

تجمع الناس على صوته

راحوا يمطرونه بالأسئلة

يتهمونه بالكذب

بعضهم راح يقذفه بالطوب

البعض الآخر راح يسبه

اقترب منى

عيونه حمراء

فمه تفوح منه رائحة الخمر

وقف بجوارى

راح يغنى :

- حبيبتى ماتت

لم تعد طاهرة

لأنها لم تعد لى وحدى

ضحك أحد الملتفين حولنا

أخرج سكينا

أحسست بالخوف

قبضة النهاية تقترب

لم يعد قلبى ينبض

استسلم للموت

ارتفع حاجز الخوف من نفسى

تصورت الموت حلا رائعا

صرخ بقوة هائلة

قهقه الآخرون

التفوا حولنا دائرة

قال أحدهم كلمة بذيئة

ثرت وصفعته على وجهه

سقطت

تملكنى الإحساس باليأس

قمت سريعا ورحت أتخبط فى وحشية

أقاتلهم جميعا

أضرب كل من يقترب منى

بعدها لم أشعر إلا بشمس اليوم التالى

تتدفق فى سخونة

والصداع الحاد يمزق رأسى

وهم ثقيل يجثم فوق صدرى

قمت متثاقلا أبحث عن رفيقى العارى

* *

أجهزة الراديو تتجاوب بتلاوة القرآن

يجلجل صوت المقرئ

فى سكون الصباح

قطة سوداء تتمطى فى كسل

لمحها كلب من بعيد

اندفع نحوها نابحا بقوة .

استدارت القطة وصعدت إلى داخل أحد المنازل

وقف طفل يتبول وهو يبكى

قذفته أخته بحجر

خرجت إحدى النسوة

وسكبت جردلا من الماء القذر

على أرض الشارع

صحت :

- يا فتاح يا عليم .

[د. سلطان الحريري]

الأخ الحبيب جمال سعد محمد:
نرحب بك أخا عزيزا ومبدعا نسعد به ، وأدعو الله أن تجد في واحتنا ضالتك بين ثلة من مبدعي الأمة ، وقد قمت بنقل قصصك الأخرى إلى قاعة المنقولات المؤقتة ، وذلك لأن كثرة الاشتراك بنصوص في وقت واحد تقتل تلك النصوص ، ويكون التفاعل معها ليس بالمستوى المطلوب ، ولذا فإنني أرجو أن تشترك بنص أو نصين في الأسبوع الواحد ، وسنقوم بإعادة نصوصك الأخرى إلى منتدى النثر في الوقت المناسب.كما قمت بنقل دراستك النقدية إلى منتدى النقد الأدبي

وسأعود معقبا على مشاركاتك ،وأرجو أن تشاركنا في مسابقة الواحة الأدبية التي أعلنا عنها ، فما زال هناك وقت للاشتراك بها.
ولك مني خالص الود والتقدير

[زاهية]

قرأت قصتك وأنا ألهث كدت أقع من كثرة الجري وراء السطور التي جاءت سريعة الخطى والأحداث..
كن بخير
أختك
بنت البحر

[جمال سعد محمد]

استاذى الدكتور سلطان الحريرى
كل المحبة والتحية لكم ولكل من تحبون
اولا:
استاذى الكريم كل الشكر على حرصك على مشاركاتى وتنسيقها ووضعها فى مواضعها السليمة
ثانيا:
اسر اليك ان السبب الحقيقى وراء كثرة المداخلات التى قمت بوضعها اليوم اننى اود المشاركة فى المسابقة فرأيت ان يكون لى مشاركات قبل الاشتراك وهذا خطأ منى ارجو المعذرة عليه
ثالثا:
لى الشرف كل الشرف ان اكون من محبى وعشاق واحتكم فكل الفخر ان اكون جنبا الى جنب بين هؤلاء العظام
رابعا :
ارجو المغفرة على تلك العجلة التى اوقعتنى فى الخطأ وما ذلك الا نفسى الامارة بالسوء
ولكم كل تحيتى ومحبتى التى لاتذبل

[د. سلطان الحريري]

بل نسعد بك أيها الكريم ، ونسعد بمشاركاتك ، وستكون الواحة بيتك الذي ستجد فيه كل الحب والتقدير ، وسنسعد بمشاركتك في المسابقة ، ونرجو لك التوفيق .
سأمر دائما على ضفاف حروفك النقية ، وسأعود معقبا على قصصك ومشاركاتك.
دم نقيا ومبدعا

[عبلة محمد زقزوق]

حقاً من يتابعها يلهث وراء الحروف ... ولكنها رائعة .

الشكر حد الفؤاد لحرف تابعته بنهم الجياع .

خالص الشكر أخي الفاضل ـ جمــــــال سعد محمد

[جمال سعد محمد]

الاستاذة زاهية
شكرا لمرورك وكلماتك الرقيقة
اتمنى ان يكون نصى اعجبك
مودة

[مجدي محمود جعفر]

الصور الحلمية والكابوسية - عرف صديقنا الجميل جمال سعد محمد - كيف يوظفها في عمل فني ، زاد من ثراء النص وهذا النص القصصي القريب من الشعر يمثل ظاهرة في الكتابة شاعت في السنوات الأخيرة -وكل نص يمثل حالة ، حالة البطل الفرد ، المهزوم ، المنكسر ، تتشظى النفس ، وتتناثر ، وجمال قاص متمكن وناقد جميل ، نسعد دائما بالقراءة له

[جمال سعد محمد]

الله الله عليكم ايها الاحبة
خالص محبتى لكم والله
لا املك الا ان افتح لكم قلبى على مصراعيه لتتأكدوا من صدق محبتى لكم
شكرا يا دكتور وشكرا استاذة عبلة والله ادعو ان اكون عند حسن ظنكم جميعا

[جمال سعد محمد]

القاص والاديب الكبير الاستاذ مجدى محمود جعفر
تحية لك اولا على مرورك البهى وكلماتك الثاقبة والتى اتمنى ان تكون بحق داخل النص واتمنى ا استاذى الفاضل ان تحقق وعدك لى وترسل اميرة البدو
محبتى

[سامح عبد البديع الشبة]

لا أجد من بين الحروف الكلمات ما أعبر به عن مدى سعادتى عند قراءة قصصك الحافلة بالأفكار والذوق الأدبى الرفيع ، إلا أن أرفع يدى إلى عنان السماء لتسمع موسيقى الكفوف تنهال على مسامعك .
فشكراً لك على مجهودك الأدبى الصعب فى الكتابة وطرح الموضوع فى أسلوبٍ من أروع وأجمل وأصعب كتابته .
فلك التحية
سامح عبد البديع الشبة

[د. حسين علي محمد]

نص جميل يجمع بين الشعرية والسرد، آمل في نصوصك القادمة أن تتخفف من الشعرية قليلاً، مع تحياتي لتجربتك مبدعاً وناقداً.

[ابراهيم خطاب]

الجميل / جمال سعد
لكم أنا سعيد بخولى معك منطقة الحلم هذه والمسماه (وجود (قصة قصيرة) ) وحرت كثيرا بين إنتقالاتك المختلفة , والعفوية حينا , والمصنوعة بمهارة الكاتب حينا آخر ( أرغب فى الفرار

أود أن أعود

أحيانا أجلس وحيدا ) أتصور أن هذا العمل القصصى , يدور عبر هذا الفلك الموحش , بين الكر والفر , تكون غربة الذات الإنسانية , ما بين هذا وذاك , بين محاولة التشبث , ومقاومة هذا التشبث باالفرار القائم دائما وأبدا للإنسان , وصولا إلى لحظة الحنين والحلم باالعودة , ولم يفت جمال سعد الكاتب المخضرم , أن يقذف ببعض الجمل تاركا للقارىء مهارتة فى فك الغازها المختلفة , وخاصة حين إستشهد باالقط مرتين , إحداهما فى بداية العمل , والأخرى فى نهاية العمل القصصى , وهناك مسافة كبيرة بطول الروح , ما بين حال القط أو القطة فى بداية القصة , حيث أننا نجده (قط وقف فى جرأة محتميا بالظلام

نبش الأرض وتبول ) هنا نجد أن القط هذا الذى نبش أولا , وفعل النبش لدى القط لا يأتى , إلا من وعى مدرك لدى هذا القط بالأمان , رغم وجود الظلام , ورغم وجود بطل القصة السارد للنص فى المشهدية , وفى الحالة الثانية( قطة سوداء تتمطى فى كسل

لمحها كلب من بعيد

اندفع نحوها نابحا بقوة .

استدارت القطة وصعدت إلى داخل أحد المنازل ) لننظر إلى المفارقة بين الحالتين , ما بين حالة الأمان الأولى للقط _ رغم الظلام _ والحالة الثانية , فرار القطة وليست القط _ رغم عدم وجود الظلام _ وما بين القط _ المذكر _ والقطة _ المؤنثة _ تظل حالة من الهروب المستمر داخل هذا العمل الأبداعى , والمؤطر فى شكل حلم , نجح جمال سعد , فى صياغتة , بلغة وحالة جميلة للغاية , شكرا صديقى اللدود جمال , على متعتى بهذا العمل القصصى , وأنا فى إنتظار المزيد منك 00مع محبتى وتقديرى 000

[ابراهيم خطاب]

الجميل / جمال سعد
لكم أنا سعيد بخولى معك منطقة الحلم هذه والمسماه (وجود (قصة قصيرة) ) وحرت كثيرا بين إنتقالاتك المختلفة , والعفوية حينا , والمصنوعة بمهارة الكاتب حينا آخر ( أرغب فى الفرار

أود أن أعود

أحيانا أجلس وحيدا ) أتصور أن هذا العمل القصصى , يدور عبر هذا الفلك الموحش , بين الكر والفر , تكون غربة الذات الإنسانية , ما بين هذا وذاك , بين محاولة التشبث , ومقاومة هذا التشبث باالفرار القائم دائما وأبدا للإنسان , وصولا إلى لحظة الحنين والحلم باالعودة , ولم يفت جمال سعد الكاتب المخضرم , أن يقذف ببعض الجمل تاركا للقارىء مهارتة فى فك الغازها المختلفة , وخاصة حين إستشهد باالقط مرتين , إحداهما فى بداية العمل , والأخرى فى نهاية العمل القصصى , وهناك مسافة كبيرة بطول الروح , ما بين حال القط أو القطة فى بداية القصة , حيث أننا نجده (قط وقف فى جرأة محتميا بالظلام

نبش الأرض وتبول ) هنا نجد أن القط هذا الذى نبش أولا , وفعل النبش لدى القط لا يأتى , إلا من وعى مدرك لدى هذا القط بالأمان , رغم وجود الظلام , ورغم وجود بطل القصة السارد للنص فى المشهدية , وفى الحالة الثانية( قطة سوداء تتمطى فى كسل

لمحها كلب من بعيد

اندفع نحوها نابحا بقوة .

استدارت القطة وصعدت إلى داخل أحد المنازل ) لننظر إلى المفارقة بين الحالتين , ما بين حالة الأمان الأولى للقط _ رغم الظلام _ والحالة الثانية , فرار القطة وليست القط _ رغم عدم وجود الظلام _ وما بين القط _ المذكر _ والقطة _ المؤنثة _ تظل حالة من الهروب المستمر داخل هذا العمل الأبداعى , والمؤطر فى شكل حلم , نجح جمال سعد , فى صياغتة , بلغة وحالة جميلة للغاية , شكرا صديقى اللدود جمال , على متعتى بهذا العمل القصصى , وأنا فى إنتظار المزيد منك 00مع محبتى وتقديرى 000







توقيع ابراهيم خطاب :إبن الخطاب / khtab_55@hotmail/khtab20042005@yahoo/شاعر وروائى وناقد