المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرَجيــــم



سعيد أبو نعسة
05-03-2006, 06:02 AM
الرجيم
طريدا وقف عند السفح غضبان أسفا و قد أخرجه الذين آمنوا من العقول و مسارب الروح و عادوا أوراقا بيضاء نقية نقاء قلوب رهيفة احتضنتها الصدور يوم ولدتهم أمهاتهم أطهارا .
وحيدا يستلبه الهلع وهو يتراجع أمام البياض المتدافع نحوه ؛ يرسل سهامه و أعوانه بين الحشود علّه يقتنص ثقبا أهمله الحراس فيقتحم سكينة من أغفل الله قلبه عن الذكر فلا يرى إلا عيونا شاخصة إليه ، تجمع الجمار بيد و تتوعده بالأخرى ، لا يرف لها جفن رغم النّصب ، تكرّ عليه كرّة واحدة تخلع بقايا وساوسه من القلوب و ترجمه بكل ما أوتيت من عزم ، و يأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ، يحاول التقاط الأنفاس و استجماع القوة بين الجمرة و الجمرة فيفجأه سيل الجمار مجتاحا صخرة وقف عليها ذات يوم مزيّنا الحياة و الولد لأبٍ أُمر بذبح وحيده ، فإذا حرارة الجمار تذهب به و بالصخرة ، تفتّت مكره و تهزم جنده و تطمس معالم الشر و العصيان وقد حصّنها الرماة بالبسملة و التكبير ؛ فيعلن هزيمته الشنعاء من تحت الركام و يخرج من مكة مذؤوما مدحورا يجرّ أذيال خيبته نحو قلوب ضعيفة لمّا تذق حلاوة الإيمان مجنّدا جيشا جديدا يزحف به بعد عام إلى الموقف ذاته كي يثأر لدهائه فيجد قلوبا بيضاء جديدة بانتظاره تجمع الجمار في مزدلفة و تطارده في (مِنى ) في مشهد يتكرر و هزائم تترى فيصرخ وقد وهن منه العزم : لا مقام لي اليوم ها هنا و قد تفرّق عني الجند و ذهب عني السلطان و تاب عباد الرحمن .

عبلة محمد زقزوق
05-03-2006, 07:30 AM
نثرية حافلة بالمعاني .
ولرجم الشيطان كانت الهدفا والسبيلا .

بارك الله في نثريتك أخي الكريم ـ سعيد أبو نعسه

ونتمنى مصافحة اديبتنا ـ أسماء حرمة الله
لتلك النثرية حتى يكتمل بها الجمال .

سعيد أبو نعسة
05-03-2006, 03:17 PM
الأخت العزيزة عبلة محمد زقزوق
تحية معطرة بحلاوة الإٌيمان و الشكر موصول على هذا الهطول الكريم حول حروفي

زاهية
05-03-2006, 03:34 PM
وسيظل هذا دأبنا معه لعنه الله ولعن أحفاده من الجن وأعوانه من الإنس
جزاك الله الخير على هذه المعاني السامقة وجعلها في سجل حسناتك وقسم لك ولي ولكل مشتاق رجمه مرات كثيرة
أختك
بنت البحر

د. سلطان الحريري
05-03-2006, 05:14 PM
الحبيب سعيد :
أراك عدت من حجك المبرور بإذن الله تعالى بجرعة إيمانية وحرفية جديدة ، يسمو الحرف فيها إلى العلياء .
دم نقيا

سعيد أبو نعسة
05-03-2006, 05:30 PM
أخي الحبيب د سلطان الحريري
الحمد لله رب العالمين
كنت ألوم الذين يحجون أكثر من مرة، رغبة في إفساح المجال للغير وصرفا للمال في منابت خير أخرى كالصدقة و الزكاة و إعالة اليتيم ؛ و لكنني و بعد أن مررت بالتجربة لا أطلب من الله عزّ و جلّ إلا أن يكتب لي الإقامة هناك حيث الطهر و الصفاء الروحي .
دمت في خير و عطاء

سعيد أبو نعسة
05-03-2006, 06:06 PM
الأخت العزيزة زاهية
تغمرين نصوصي دائما بالكلم الطيب و الثناء الحسن .
لك شكر موصول على الدوام .
دمت في خير وعطاء

مجدي محمود جعفر
05-03-2006, 08:52 PM
شكرا على هذا الفيض الجميل وهذاالتسامي الرائع ، حج مبرور وذنب مغفور ، ونتمنى أن نرجم شياطين الإنس ولك تحياتي

عادل العاني
05-03-2006, 09:11 PM
الأخ الأديب سعيد أبو نعسة

رائع ومبدع كما عهدناك ,
عهدناك ناقدا فكنت مبدعا فيه ,

وها نحن نقرأ لك , ما يشد الأبصار , ويخفق نبضات الإيمان.

بارك الله بك .

و استجماع القوة بين الجمرة و الجمرة فيفجأه سيل.....
( فيفجأه ) لست أدري هل هي كذلك أم هناك هنة طباعية ؟


تقبل خالص تقديري وتحياتي

د. حسين علي محمد
05-03-2006, 09:30 PM
خاطرة إيمانية تسمو بدفق المشاعر وجمال الصياغة.
تحياتي.

سعيد أبو نعسة
07-03-2006, 07:16 PM
الأخ الحبيب مجدي محمود جعفر
أشكر لك هذه الرقة و التعاطف مع النص
دمت في خير و عطاء

أسماء حرمة الله
07-03-2006, 07:30 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحية تقطرُ ورداً ورحيقاً وامتناناً

أديبـنا الكبير سعيد،

تغمرنا بطيب حرفك، وتأخذنا إلى عوالمِ الإيمان، حيثُ الروحُ تحلّقُ بين رضا الرحمـن وعفوه..
مهما شكرتُكَ وأهديتُكَ باقاتٍ من العرفان على ماأهديتَه لنا من نفحاتٍ إيمانية، نفحاتٍ عطّرتْ قلوبَنا ودروبَنا، ومنحَتْنَا أملاً بزيارة تلك الأماكن المقدسة الطاهرة، فلن أفيكَ حقك أبداً أيها الأديبُ الطيب الكبير، وأقول أديبنا الكبير لأنك كذلك بحق، لاأجامل في حرفٍ ولا في وصف..

جزاكَ الرحمنُ خير الجزاء، وجعلَ ماتكتبه كلّه في ميزان حسناتك..
وكتبَ الرحمنُ لكَ مرة أخرى، ولنا جميعاً أريجَ تلك الأماكن الطاهرة قريباً..

دمتَ لنا
تقبّل مني خالصَ تحياتي وتقديري واعتزازي :0014:
وألف باقة من الورد والمطر

سعيد أبو نعسة
07-03-2006, 07:33 PM
أخي الحبيب عادل العاني
الرائع هو لطفكم الطاغي و دقتكم في متابعة النصوص حرفا حرفا .
بالنسبة للفعل (يفجأ ) فلقد قرأته مرارا و تكرار و أظن أنه مضارع الفعل ( فجأ)
أما( يفاجئ ) فماضيه ( فاجأ )
على أي حال سأبحث مرة ثانية
و لك الشكر الموصول على هذا الاهتمام .
دمت أخا كريما و قلما نابضا بالصدق

سعيد أبو نعسة
07-03-2006, 07:43 PM
أخي الحبيب عادل العاني
الرائع هو لطفكم الطاغي و دقتكم في متابعة النصوص حرفا حرفا .
بالنسبة للفعل (يفجأ ) فلقد قرأته مرارا و تكرار و أظن أنه مضارع الفعل ( فجأ)
أما( يفاجئ ) فماضيه ( فاجأ )
على أي حال سأبحث مرة ثانية
و لك الشكر الموصول على هذا الاهتمام .
دمت أخا كريما و قلما نابضا بالصدق

سعيد أبو نعسة
07-03-2006, 07:45 PM
أخي الحبيب د حسين علي محمد
شاكر أنا لك هذا الود الكبير والتعاطف مع نصي
دمت في خير و عطاء

سعيد أبو نعسة
07-03-2006, 07:52 PM
الأخت العزيزة أسماء حرمة الله
كيف أثني عليك و قد صرت الثناء العطر بعينه ؟
عاجز أنا عن وصف من أضحت صفة بحدّ ذاتها
لا أجاملك فجمال حرفك يحملك مسؤولية الكتابة دون توقف فأنت معين إبداع لا ينضب .
دمت في خير و عطاء

عادل العاني
09-03-2006, 08:27 AM
الأخ الأستاذ الأديب سعيد أبو نعسة
شكرا للطفك وردك الأدبي العالي ,

ونحن والله منكم نستزيد علما ومعرفة.

أنا لم أعترض على الفعل ( فجأ , يفجأ ) ( فعل , يفعل )
( فاجأ , يفاجئ ) ( فاعل , يفاعل ) ( مفاجأة : مفاعلة ) ( فجأة : فعلة )
إنما لفت انتباهي الإستخدام , وهو المرتبط بمن يقوم بالفعل , ووقوع الفعل , واستمراره برد الفعل.

حاله حال ( بغت وباغت ) , وارتباط ذلك بوقوع الحدث أو وقوعه واستمراره
و مثل ( قتل و قاتل ) , وربما يكون فهمي له ليس صوابا.
بأي حال سننتظر نتيجة بحثك , لإجلاء الإبهام في المعنى والاستخدام.

تقبل خالص احترامي وتقديري.

فاطمه عبد القادر
10-03-2006, 09:23 PM
نعم... حقا ...اكيد
من يرى الأمر من بعيد شئ
ومن يعش تجربته، ويستشعر أعماقه ، شيء آخر .
علمنا الرسول الأعظم أن نرجم إبليس بطريقة عملية ،وبأحجار صغيرة جداً، تتحول في يد المؤمن جمرات حارقة.
ليت كل إبليس رجيم !
وليت كل مسلم يتعلم كيف يرجم أعداء الله، والانسانية، والوطن، والخير والنور.
وليت كل الناس تدرك ما تدركه أخي الفاضل سعيد ابو نعسة
القطعة رائعة للغاية ...مزاجها شاعري رائق... وتجيب على أسئلة كثيرة دارت في الذهن سنين :os:

سعيد أبو نعسة
10-03-2006, 09:40 PM
الأخت العزيزة ماسة
يتخيل الحاج وهو يرمي الجمرات أنه يرمي ذنوبه عن كاهله و يرجم بها إبليس بكل ما أوتي من قوة .
أشكر لك هذا الهطول الرقيق حول حروفي
دمت في خير و عطاء

نسيبة بنت كعب
12-03-2006, 03:44 PM
مجنّدا جيشا جديدا يزحف به بعد عام إلى الموقف ذاته كي يثأر لدهائه فيجد قلوبا بيضاء جديدة بانتظاره تجمع الجمار في مزدلفة و تطارده في (مِنى ) في مشهد يتكرر و هزائم تترى فيصرخ وقد وهن منه العزم : لا مقام لي اليوم ها هنا و قد تفرّق عني الجند و ذهب عني السلطان و تاب عباد الرحمن .

الله الله الله
والله ما خطر على بالى ان يجند الأدب فى تجسيد المعانى الروحانية التى يصعب لمسها .. مع حروفك عشت هذه اللحطات الرائعة ، ،
ومعها اقشعر بدنى عند تذكر الحج الذى ادمناه مرات بعد مرات !

ولكن السؤال يبقى ... وماذا بعد ؟ لماذا يعرف الشيطان انه سينتصر علينا فى غير مكة ؟

هل سنستطيع ان نرجم الشيطان فى غير مواسم الحج ام سينتصر علينا بخيله ورجله ! انه التحدى الأبدى الذى توعد به ..

أذكــر بقول الله هنــا :

إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ
الحجر 42

انت لست كاتبا اديبا فحسب .. بل صوفيا متعبدا

أثابك الرحمن بقدر نقاء وطهر قلبك

انا شكلى سوف أمشى وراءكم ، و الذى يريد ان يبحث عن نسيبة
سيجدها هنا .. بين ثنايا القصة القصيرة التى لا نمل منها ابدااا

الف شكر لك - وان شاء الله تحج مرات بعد مرات

مع تقديرى واحترامى لروحانياتك عالية :001::hat:

سعيد أبو نعسة
13-03-2006, 07:18 PM
الأخت العزيزة نسيبة بنت كعب
ما قيمة الأدب إن لم يجعل القارئ يتفاعل مع النص و يرحل معه إلى فضاءات لامتناهية من التفكير والتلذذ بعيش التجربة و الاستمتاع بالأفكار و المعرفة ؟
بارك الله بك ومكننا من زيارة الأماكن المقدسة مرارا إن لم يكتب لنا الإقامة الدائمة بجوارها وما ذلك على الله بعزيز .
دمت في خير و عطاء