المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اختبار زوندي الاسقاطي اداة في تحليل الشخصية !



نورية العبيدي
07-03-2006, 11:08 PM
مقدمـــــــــــــــــــــ ـــــــــة
نبذ عن اختبار زوندي الاسقاطي
ماذا يعني أن تُستخدَم صور فوتوغرافية لتكون أداة لتشخيص سمات مرضية؟ وكيف يمكن أن تُعد مجموعة من ثمان وأربعين صورة أخذت في بداية القرن العشرين، "مقياسا صادقا" لتشخيص سمات نفسية؟ وهل يمكننا حقا أن نكتشف شيئا عميقا في شخص ما، بمجرد سؤاله أن يختار من ثمان وأربعين صورة ونسجل الأجوبة؟ هذه بعض الأسئلة التي نود أن نضعها في مستهل هذا البحث؛ لمناقشة استخدام الصور الفوتوغرافية في التحليل النفسي وفي تشخيص أمراض عقلية من خلال اختبار نفسي هو اختبار زوندي.

 ما اختبار زوندي، ومن معده؟ وأين طبق؟
إن اختبار زوندي هو تقنية إسقاطية سمي بهذا الاسم تبعا إلى معده الطبيب النفسي الهنغاري، ليبوت زوندي Szondi Lepot (1893- 1986). وكان هذا الاختبار قد نال شهرة واسعة في أوربا وفي أميركا بعد الحرب العالمية الثانية؛ وعلى الرغم من أن الاختبار تعرض في مستهل نشره إلى انتقادات من قبل حلقات مختلفة لأطباء نفسيين، إلا أنه اكتسب شيئا فشيئا مكانة مهمة لأن يكون تقنية إسقاطية وبخاصة خلال الخمسينات والستينات من القرن المنصرم. أما خلال السبعينات فقد أفل نجمه، إلا أنه لم يُهمل تماما، وبعث ثانية ليسطع نجمه عالميا منذ بداية الثمانينات ولا يزال مستخدما في بلدان عديدة مثل البرازيل، واليابان، وهنغاريا، وألمانيا، وأسبانيا، وفرنسا، ولاسيما في أميركا، فقد استخدم الاختبار على نطاق واسع في رسائل الماجستير Theses وأطاريح الدكتوراه Dissertations؛ وديموغرفيا، طبق الاختبار على عناصر عرقية مختلفة، وعلى الجنسين، وتبعا للمستوى الاقتصادي، وعلى المجموعات الدينية، وأطفال المدارس، والمراهقين الجانحين، ونزلاء السجون، وعلى اللاهوتيين، وطلبة الجامعة، والمرضى المصابين بالسكر، والمرضى المصابين بسرطان الثدي، والمصابين بأمراض عقلية
(Milton, 2000, p.1).

 زوندي، من هو؟
ولد ليبوت زوندي عام 1893 في هنغاريا. ونال شهادة في الطب من جامعة بودابست Budapest عام 1919. وقد شغل في تلك الجامعة، مناصب أكاديمية مختلفة في مجال الطب Medicine والطب النفسي Psychiatry بعد نيله الشهادة، وخلال تلك السنوات، توصل إلى وضع مذهب الحتمية الجينية genetic determinism، الذي صار فيما بعد مع التحليل النفسي الفرويدي الأساس لاختباره الذي نحن بصدد مناقشته. فقد توصل من خلال سلسلة المذهب الجيني، إلى نظرية عامة في القضاء والقدر predestination؛ أطلق عليها اسم "Shicksalanalyse" بالألمانية، و"Fate analysis" أو "analysis of destiny" بالإنكليزية، وتعني بالعربية "تحليل القدر". وأجبرته الحرب العالمية الثانية أن يغادر هنغاريا إلى سويسرا، حيث واصل تطوير نظريته واقتسم العمل في ذلك مع أطباء نفسانيين آخرين ومتخصصين في علم النفس في أرجاء العالم
(Milton, 2000, p.1).

 بم تأثر زوندي؟
تأثر زوندي تأثُّراً كبيراً بنظرية التحليل النفسي، وبالجانب البيولوجي والوراثي، وكان افتراض زوندي في اختباره، وفي اختيار العينة للصور الفوتوغرافية هو أن يكون على أساس العلاقة الجينية التي تربط المستجيب مع الشخص المتمثل في الصورة. وهذا يعني أن الشخص المتمثل في الصورة المختارة يعاني من اضطراب سيكترى (disorder psychiatric a) وهذا متأصل كذلك في سلالة عائلة المستجيب، وفي حقيقة الأمر، فإن الهدف الرئيس لاختبار زوندي، هو الكشف عن "اللاشعور العائلي" familial unconscious الذي يحتوي على السلالة الكاملة للمستجيب. وعليه، فإن الناس على وفق نظرية زوندي محكومون بالقدر الذي تحدده صفات جيناتهم الكامنة
(Szondi, Moser, and Webb, 1959, p.7).

 كيف يكون اختبار زوندي تقنية إسقاطية؟

يمكن أن يعد الاختبار تقنية إسقاطية. فقد وجد أن صور زوندي الفوتوغرافية تحقق شرطين أساسيين للاختبار الاسقاطي. الأول، أنه يستهدف الكشف عن الذات الداخلية inner self للفرد الذي يختار الصور. وثانيا، إن هذا الفرد هو غير واع بما يفعل. وبهذا المعنى فإن الاختبار هو حصيلة لنظرية زوندي. وإن الصور المستخدمة في اختبار زوندي لها قوة لإثبات نفسها بنفسها: "إنها تفترض أن الصور الممثلة لعوامل الدافع توجّه تداعيات العينة نحو مجالات الدافع التي تشكل جوهر الصور المعروضة" Szondi, 1952, p.23)).


 ما علاقة الهيئة الخارجية بالطبيعة الداخلية؟ ومتى استخدم التصوير الفوتوغرافي في مجال الطب النفسي؟

إن المعتقد الذي يقول أن الهيئة الخارجية للشخص تدل على طبيعته أو طبيعتها الداخلية هو معتقد سائد منذ زمن بعيد. وعلى أساس هذا الافتراض، فإن وجه الإنسان يعبر عن جوهر طبيعته. وعلم الفراسة Physiognomy هو فن يكشف مزاجاً أو ميزةً في الإنسان من مظهره الخارجي، وهو فن قائم منذ زمن بعيد ولا يزال لحد الآن. ولسنا بصدد تغطية التأريخ الكامل لعلم الفراسة؛ إلا أننا يمكن أن نقول أن نماذج تاريخية قد استخدمت علامات الوجه لوصف سمات نفسية منذ عهد أرسطو إلى كونفوشيوس Confucius إلى شكسبير (Zebrowitz 1997). وإن النظريات التي تدعم معتقدات ذوي الفراسة قد تغيرت عبر السنين، ومع ذلك، لا زالت في وقتنا الحاضر هنا وهناك، أفكارا ما، تدور حول تعبيرات الوجه؛ وإن لم يكن من المهم من أين أخذت، فإن الافتراض العام هو أنه يوجد ربط بين هيئة الوجه وخصائص العقل. وبقدر ما هنالك من فكرة عن كيفية النظر لـ "السواء" normality ، فإن هنالك ما يناظرها من فكرة تبين كيف ينظر لـ "اللاسواء" abnormality. وليس هناك مكان ينطبق عليه هذا الافتراض بقوة أكثر من حالة الانحراف، إما على شكل أمراض عقلية، أو سلوك إجرامي أو على شكل قدرة عقلية؛ وبكلام آخر، قد يكون الافتراض أيضا بين الاعتلال النفسي Psychopathology وهيئة الشخص appearance. ويذكر & Terry Urla أن الأفكار العلمية والشعبية الغربية التي تعتقد أن الأفراد المتماثلين بانحرافهم اجتماعيا، قد يكونون مختلفين جسميا عن "السوي" هي أفكار متواترة بشكل غريب (Urla & Terry,1995, p.1). إن افتراض التفرس معتمد على مواصفات فعلية، ونظرة سريعة لبيانٍ ما، يمكن أن يكون أكثر توضيحا إذا كانت هناك صور مصاحبة للوصف. فحتى منتصف الخمسينات من القرن التاسع عشر، نظرت العلوم الطبية إلى وجوه الجنون faces of madness ويبدو ذلك واضحا من خلال الأمثلة الموضحة في الكتب المدرسية. وأساس النظرية في الفراسة كان قد قُدِّمها بالتحديد في القرن الثامن عشر العالم السويسري Johan Casper Lavater (1741-1801)، وبقيت مؤثرة إلى القرن التالي (Zebrowitz, 1997). وعند النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حلت الصور شيئا فشيئا مكان تلك الأساليب القديمة للبيان representation. فقد فحص داروين Darwin الصور الفوتوغرافية الخاصة بالمجانين في دراسته عن التطور "التعبير عن الانفعالات لدى الإنسان والحيوانات" (Darwin, 1965). ومهما يكن من أمر، فإن ما هو موثَّق حول استخدام الصور الفوتوغرافية في مجال الطب النفسي، يبيّن أن أول من استخدم الصور الفوتوغرافية في هذا المجال هو الطبيب النفسي الإنكليزي Hugh W. Diamond. فقد صور مرضاه عندما كان عالم فراسة ومراقباً مقيماً في قسم الإناث في ملجأ المجانين السري، على أنه إجراء ضمن عمله السريري ليطابق أصنافاً مشخصة مختلفة من الأمراض العقلية وقدم تقريرا موضحا عن عمله إلى جمعية لندن الملكية للطب في عام 1856 (Gilam, 1976, p.10). وقدم Gilman أمثلة أخرى تناولت تطبيقات للصور. ففي السبعينات من القرن التاسع عشر "صور نزلاء ملجأ الأيتام الذي كان يديره Thomas John Barnardo لتسجيل معدل التغيرات الجسمية physical التي تطرأ عليهم في بيئتهم الجديدة" (Gilman, 1976, pp.10-11). وفي الثمانينات من القرن نفسه، صور السير ويليام شارلس نزلاء في ملجأ Bethlehem. وهذا يعني أن هذه الممارسة لم تكن شيئا غير مألوف
(Gilman, 1976, pp.10-11). وبمرور الوقت بدأ زوندي يطور نظرياته ويبني اختباره باستخدام التصوير الفوتوغرافي، حيث كان يعمل في مجال الطب النفسي، ويمارس كل ما هو متعارف عليه في المؤسسات الأكاديمية، كالتطبيق العملي للملاحظة، وتدوين ما يدعو إلى الاهتمام، وكان ذلك مترابطا بإحكام مع بنية علوم الطب النفسي Psychiatry (Tagg, 1993, p.5). وإذن، فليس هناك ما يدعو للدهشة إن كان التصوير الفوتوغرافي الذي تخلل بشكل عام كل مظاهر الحياة تقريبا، وبتأثيره في الحضارة، أن ينفذ لمجال كهذا (Ruby, 1981, pp.19-32).

ما العلاقة بين نظرية زوندي واختباره؟


يتبع



.

معاذ الديري
07-03-2006, 11:37 PM
كيف أشكرك ؟

د. محمد حسن السمان
08-03-2006, 10:52 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاستاذة نورية العبيدي

اشكرك ايتها الفاضلة على هذه الدراسة المقدمة , لقد اكسبتني
بالاطلاع عليها , اضافة ثقافية وعلمية متميّزة , الحقيقة كنت
اطلعت في ايام سابقة وفي ازمنة متفاوتة عن جزئيات مما تضمنته
الدراسة المقدمة , لكن المصادر التي اطلعت عليها لم تخرج عن
اطار مستوى الصالونات الثقافية , او التقارير الصحفية لاشخاص
غير متخصصين , على اية حال هذه هي المرة الاولى التي اسمع
بها باسم زوندي , او التقنية الزوندية في التحليل النفسي .
سوف انتظر متابعتك للدراسة .
وتقبلي عميق شكري لجهدك مع فائق الاحترام .

اخوكم
السمان

عطية العمري
09-03-2006, 07:58 AM
الأخت الفاضلة نورية العبيدي
أشكرك على هذا المقال الرائع والمفيد
ونحن بانتظار البقية
دمتِ بألف خير

نورية العبيدي
09-03-2006, 11:16 PM
ما العلاقة بين نظرية زوندي واختباره؟
يمكن أن تلخص المبادئ الأساسية لنظرية زوندي البيولوجية بما يأتي:
1. إن العوامل الوراثية الكامنة، أو ما تسمى بالجينات المتنحية، لا تبقى ساكنة أو غير نشطة لدى الفرد، بل تمارس تأثيرا مهما وحاسما على سلوكه.

2. تدعي نظرية الجينات الكامنة المتنحية هذه، أن ليست العوامل الوراثية المسيطرة هي التي تحدد اختيار الموضوع للفرد. وإن الدوافع "drives" الناتجة عن تلك الجينات الكامنة، هي التي توجه اختيار الأفراد لمواضيع الحب، والصداقات، والمهن، والمرض، وطريقة الموت.

3. وبناء على ذلك، فإنه منذ بدء التكوين للإنسان هناك خطة كامنة للحياة موجَّهة بواسطة ما يسمى بالدوافع. وكنتيجة طبيعية لذلك، فإن زوندي يقدم مفهوم الانتحاء التكويني "Genotropism"، وفُهم هذا على أنه العملية التي من خلالها ينجذب شخصان بعضهما إلى بعض، بسبب تشابه similar أو تطابق identical أو ترابط related عناصر جيناتهما الكامنة
(Rabin, 1951, p.498) ، ( Szondi, 1952, pp.1-16).

إن تلك المبادئ، هي الأساس الذي بنى عليه زوندي اختباره، وأثبته validated، وكما أكدت Deri:
"بنى زوندي اختبار الصور، ويتألف من صور فوتوغرافية لأفراد مصابين بأمراض عقلية. ولقد كانت الغاية الأصلية لهذا الاختبار هي إثبات نظريته تجريبيا حول دور الجينات الكامنة المتنحية في التأثير على ردود الأفعال السلوكية. وتبعا لنظريته، فإن الاضطرابات العقلية -المتمثلة في الاختبار- هي من مصدر جيني، وإن رد الفعل الانفعالي للمستجيب على تلك الصور الفوتوغرافية كان يعتقد أنه يعتمد على بعض التشابه بين بناء الجين للمريض المتمثل بالصورة الفوتوغرافية والمستجيب للصورة" (Deri, 1949, p.1).

تتألف مادة الاختبار من (48) صورة فوتوغرافية، بحجم (2 × 3) انج للصورة الواحدة. وتمثل كل صورة وجها لمريض عقلي. وقسمت الصور في (6) مجموعات، تشكلت المجموعة الواحدة من (8) صور. يتبعها وصف زوندي، كل صورة من الصور الثماني والاربعين المشخصة على أنها صورة لفرد يعاني من مرض له علاقة بعامل دافع معين؛ وكل الأفراد الذين صُوِّروا يعانون من اضطرابات الدافع drive disorders، وقد وضعت علامة على ظهر كل صورة بالحرف الأول لاسم الاضطراب الذي يعاني منه بشدة صاحب الصورة. ويُسأل بعدها المستجيب أن يختار صورتين يحبهما أكثر، وصورتين يحبهما أقل من كل مجموعة. وتكوّن توليفة الاستجابات بروفيلا profile يكون مفسرا في مصطلحات، للمعاني النفسية لما اختير أو رفض من الفئات السريرية المتمثلة في الصور (Deri, 1941, pp.8-9 ) ، (Szondi, 1952, p.18).

 كيف تعامل الاستجابات على الاختبار؟
كل الأجوبة المحتملة ملائمة على أساس الرموز السيكولوجية لنظرية زوندي. وهكذا، رتب الشرح الموجز لنظرية العامل- الموجه Vector-Factor theory: تبعا لزوندي فإن هناك أربعة موجهات للدافع، وكل واحد مقسم إلى عاملين أساسيين؛ ويزعم زوندي أن تلك العوامل تمثل المجال الكلي للقوى الدافعة driving forces التي تعد جزءا لا يتجزأ من شخصية الإنسان، "السوي" أو "غير السوي". ويمثل كل موجه Vector منطقة معينة في الشخصية تظهر شكلا حادا من الحالات المرضية طبقا إلى العاملين اللذين يؤلفانه. وفي الوقت الذي يعد فيه الموجه دافعا عاما، يعد العامل factor الذي يشارك في تكوينه بطريقة ما، من الدوافع أو أنظمة الحاجات need-systems الأكثر خصوصية. ولأغراض الاختبار، تفترض أنظمة الحاجات، بغض النظر عن تكونها الوراثي . إن هذا الافتراض هو الفرضية الأساسية التي يتضمنها اختبار زوندي (Szondi, Moser, and Webb, 1959, p.8).

ويقترح زوندي أنه في الاختبار "يختار المستجيب نفسه، باختياره صورة لشخص يشبهه" ويضيف زوندي، "كل الفئات (للصور) متكافئة equivalent بالنظر إلى مظاهرها التركيبية structural والبيولوجية، ولذلك، يمكن أن يفترض أن الفئات المتكافئة لردود الأفعال هي مكررة ست مرات متتالية خلال الاختبار" (Szondi, Moser, and Webb, 1959, p.8).

 ولعل من الجدير أن نناقش بإيجاز عرض زوندي للأسباب التي جعلته يستخدم تلك الصور الفوتوغرافية !
كان زوندي واعيا أن صور اختباره الفوتوغرافية هي صور ذات نمط قديم وأدنى درجة في النوعية من أن تضاهي الصور الفوتوغرافية لعصرنا الحاضر. ومع ذلك، لم تتغير صورة واحدة من صور الاختبار. ويطرح زوندي تفسيرين لذلك: الأول، إنه كان يتقصى عن "نماذج خالصة" types pure ، وإذن، فإن تلك الصور هي وحدها التي قد لا ينفع أن يثار حولها إي استفهام بشأن التحليل .
والتفسير الثاني، أنه انتبه إلى أن الصور الفوتوغرافية المختارة لها قوة تمييزية discriminatory power بين من كانوا "سواء" normal و "لا سواء" abnormal، ممن يستجيبون للاختبار (Szondi, Moser, and Webb, 1959, p.10).

 من أين جاء زوندي بتلك "النماذج الخالصة"؟
جمع زوندي الصور الفوتوغرافية من مصادر إكلينيكية تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين؛ حصل على 38 منها من كتب كتبها أطباء نفسيون ألمان هم Weygandt، و Magnus Hirschfeld، و Binswanger، و Kirchhoff and Scholz؛ وجاءت 6 منها من أطباء نفسيين من معهد السويد للطب النفسي الجنائي؛ و(4) منها من زوندي نفسه. وإذن، فإن الصور الفوتوغرافية تمثل أفرادا عاشوا في هنغاريا، والسويد، واستراليا، وألمانيا.

 ألا يشكل المظهر الأوربي الواضح على وجوه الأفراد المتمثلين في الصور الفوتوغرافية، مانعا من استخدامه مع العينات من بلدان أخرى؟

الجواب هو "بنفس الطريقة التي أسكتت بها القيمة الأصلية لاختبار رورشاخ الكثير من النقاد، كذلك اليوم في أوربا الغربية وبدرجة أقل في بلدان آسيا، فإن إثبات القيمة الإكلينيكية لاختبار زوندي في تلك البلدان أسكت معظم النقاد فيها" (Szondi, Moser, and Webb, 1959, p.4).

 بعض الآراء الختامية Some final considerations

هناك رأي Milton R. Machuca الذي يقول: كنت طالبا في الكلية عندما مررت عرضا باختبار
زوندي؛ وعلى الرغم من أنني كنت شكوكيا skeptical حول منطقه وتطبيقاته، إلا أنني وجدت هذه الصور تثير فضولي بشكل كبير. إذ كيف يمكن لأحد أن يكوّن اختبارا مثل اختبار زوندي؟ وكيف يمكن أن يثبت أن نتائجه صادقة ويمكن أن تُعمم؟ وكيف يمكن تبرير استمرار استخدام الاختبار على نطاق واسع؟ ووجدت بالتجربة أن الصور الفوتوغرافية المنتقاة من قبل زوندي موهوبة قوة شبه سحرية
(Machuca, 2000, p.5).

 ويشير أحد تلاميذ زوندي إلى؛
أن زوندي بصوره الفوتوغرافية،… "الثماني والأربعين وجهاً للقدر، قد مثل بصورة مصغرة هذا الميل للشخص لأن يسقط أفكاره. فسواءٌ، كان الرجل الفطري يعبر عن أفكاره ومشاعره وما يطمح إليه في حروف مبهمة، أو أن يصور الفنان المبدع تلك العناصر بالرسم أو بالنحت أو بالكلمات الأدبية، أو أن تعبر عينة اختبار زوندي عن تلك الظاهرة ببساطة من خلال الاختيار لصور زوندي الفوتوغرافية، فالواقع أن الأفكار والمشاعر تبقى حقائق (Deri, 1990, p.491).

وبالطريقة نفسها التي فتح بها روسيتاRosetta أسرار الحروف المبهمة hieroglyphics، ففتح أسرار العالم القديم، كذلك نظام زوندي في عملية التشخيصات النفسية psychodiagnostics، فمن خلال لغة الاختيار كان قد فتح أسرار الشخص واللاشعور العائلي، ومن ثم داخل أسرار الشخصية نفسها. وإذن فالمذهب الزوندي Szondianism هو روسيتا علم النفس (Deri, 1990, p.491).


.
.
يتبع


الأستاذ عاقد الحاجبين؛ أشكرك على الشكر الجميل. :004:

الاخ الدكتور السمان؛ بالفعل هو اختبار غير معروف بالساحة العربية إلا قليلا، وكنت قد تبنّيته أداةً في دراسة استجابات المراهقين الجانحين وغير الجانحين من خلال بحثي الذي كان جزءا من متطلبات نيل درجة الماجستير في علم النفس، وقد حاز لاصالته على تقدير امتياز والحمد لله. وقد تبين فعلا ان للاختبار قوة تمييزية بين استجابات الفئتين أعلاه، وله قدرة على التحليل والكشف عن دوافع كثيرة.
وبالنسبة للمصادر فقد حصلت عليها من خلال مراسلة باحثين في جامعات ومستشفيات أجنبية، ومن خلال معهد خاص معروف باسم معهد زوندي Szondi Institute على شبكة الانترنت .
شكرا جزيلا على الاهتمام، ونرجوا ان نكون عند حسن الظن دائما :001:

الاستاذ عطية العمري؛ شكرا على المتابعة :0014:

خليل حلاوجي
11-03-2006, 01:24 AM
العراقية الاستاذة نورية العبيدي
ياأختي الغالية
أحببت أن أسلم فقط وسأقرأ على مكث
فموضوعك يستحق التدقيق

ممتن لك
أختاه

د. سلطان الحريري
11-03-2006, 09:48 AM
لأنني أعرفك متألقة
ولأنني أحب كل جديد
ولأنني أفدت منها
أقدم شكري لنقية أقدرها
نورية : لك شكري

خليل حلاوجي
11-03-2006, 03:09 PM
يوجد ربط بين هيئة الوجه وخصائص العقل
\
\
يمكن الاستفادة من هذا المتن ولكن ضمن نطاق محدود ولايمكن أضفاء التعميم

والقرآن أعطانا ملمح مدهش
فقال
أن في ذلك لآيات للمتوسمين

وقال

ولتعرفنهم بسيماهم
ولتعرفنهم بلحن القول

وهنا فضاء آخر هو تفاعلية الرائي مع المرئي في اللحظة المناسبة
وأنا وبكل سرور
طبقت هذه الآليات كيفما أتيحت لي
فقرأت أبجدية خاصة بي
أتعرف من خلالها
الى شتى أصناف السلوك ممن أقابلهم وجها" لوجه

وللحديث بقية مثمرة
ياوجه النور ... نورية المكرمة
أختاه

نورية العبيدي
11-03-2006, 06:12 PM
نظرية زوندي في تحليل القدر Fate Analysis (Schicksalsanalyse)

1. المفاهيم الأساسية لتحليل القدر Fundamental Concepts of Fate Analysis : يعد مصطلح تحليل القدر في هذا السياق مصطلحا عاما يستخدم لوصف سيكولوجية القدر (نظريته) من جهة، وتطبيقاته العملية من جهة أخرى، أي المعالجة بالقدر Therapy Fate أو تحليل القدر Fate Analysis في المعنى الضيق للمصطلح (Leo, 2001, pp. 3-5).

طور الطبيب النفسي ، والمحلل النفسي Psychoanalyst الهنغاري ليبوت زوندي فكرة أن الحرية والإكراه محددِّة لمصير الإنسان. فيفعل الإكراه هذا من خلال المحددات الوراثية. وتفعله الحرية من خلال قدرة الإنسان على أن يغير المهام الصعبة عن طريق استعداده، بتأثير استفزازات الحياة. فهي تجعل الإنسان يتغير ويقوم باتخاذ القرارات (Szondi, 1952, p.9). وهذا التلاعب بالمصير من خلال الإكراه والحرية يصبح جليا – كما يقول زوندي- في مجالات الحياة المهمة مثل؛ اختيارات الحب، والصداقة، والمهنة، والمرض وطريقة الموت. وليس من الضروري أن تحدث تلك الاختيارات شعوريا consciously. وكل مجال يكشف معنى (الاختيار) نتيجة عن التفاعل بين الإكراه والحرية. ويدعوها زوندي التفضيلات (Deri, 1990, pp.503-510 ).

من تلك البديهيات السريرية، استكشف زوندي في البدء شجرة العائلة family trees والعلاقات التي تربط بعضها ببعض. وبيّن أنه اكتشف مجالا جديدا في الديناميكات النفسية سماه "اللاشعور العائلي" family unconscious ، ووضعه بين اللاشعور الشخصي personal unconscious لفرويد، واللاشعور الجمعي collective unconscious ليونغ (Szondi, 1952, p.9).

واللاشعور العائلي وفقا لليبوت زوندي، هو منطقة في العقل mind، تحتوي على ميولنا الوراثية التي من خلالها تُوجِّه (مكبوتات أسلافنا) "repressed ancestors" سلوكَنا، واختيارنا للأصدقاء، والمهنة، والعلاقات مع الجنس الآخر (Deri, 1990, pp.503-510).

طور زوندي منهج اختبار - لتوضيح بحث المحددات العائلية للفرد - على أساس مبدأ الاختيار Principle of choice ، يشجَّع الفرد في الاختبار، ليعبر عن التعاطف والكراهية تجاه صور لأشخاص مرضى عقلياً، مدَعيا أن الشخص المريض عقليا يجسد بطريقة فطرية العوامل المحددة لدافع الإنسان (Deri, 1990, pp.503-510).

إن هذا هو معنى التحليل في نظرية زوندي. وتركز على طريقة فهم جينات الدوافع في المادة الوراثية، التي تشكل الأساس البيولوجي لها. وقد طور زوندي شكلا بديلا لنشاط العلاج النفسي التحليلي مرتكزا على نظريته الديناميكية البيولوجية: وهو العلاج بتحليل القدر fate analytical therapy (Melon, 1996, Article).

2. تحليل القدر على أنه جزء من سيكولوجية الأعماق:

.
.:
يتبع



الاستاذ خليل؛ أسعدني مرورك هنا....
ستتوضح الصورة اكثر ان شاء الله عند نهاية الموضوع، فابقى معي :011:


الفاضل الدكتور سلطان؛ نورت صفحتي :0014:

سحر الليالي
12-03-2006, 12:16 AM
أختي العزيزة نورية :

بحق موضوع رائع

أعجبت به جدا

ولي عودة لقرأتها مرة أخرى

وبإنتظار البقية

لك خالص حبي وودي المعطر برحيق الورد

نورية العبيدي
13-03-2006, 09:30 PM
2. تحليل القدر على أنه جزء من سيكولوجية الأعماق: يعد تحليل القدر (بالمعنى العام) فرعا من فروع علم نفس الأعماق Depth Psychology. وقد وجد في التحليل النفسي لسيجموند فرويد، كما أنه يشكل جسرا للسيكولوجية المركبة Complex Psychology لكارل يونغ، وهذا يعني عمليا أن التأكيد يأتي أولا على تحليل ما هو دون الشعور الشخصي Personal Subconscious ، الذي يظهر عن طريق العلاماتsymptoms والمظاهر المميزة للفرد Character features. ومن ثم ما دون الشعور العائلي familiar subconscious الذي يعبر عن نفسه من خلال أشكال مختلفة لاختيار الفرد، حيث يصبح مركز الاهتمام، وأخيرا يمكن التعامل مع اللاشعور الجمعي collective unconscious ، الذي يعد لغة لما هو رمزSymbols . وإلى جانب هذا الهدف المتكامل، الذي يشكل جسرا بين المدارس الثلاث، فإن تحليل القدر يتمم علم نفس الأعماق من خلال التطورات اللاحقة، التي تشكل جزءاً من نظامه الرئيس.

3. المظاهر الجوهرية لسيكولوجية القدرEssential features of fate Psychology : ومن تلك المظاهر:

الأول: نظام الدافع أو الحاجة The drive or need system، الدافع ظاهرة نفسية بيولوجية، ترجع إلى أساسيات وجذور قد تكون شرطا للوجود البشري human existence وتحافظ عليه. ولا تقاس عوامل الجذر هذه على وفق مقياس الزمن، لأنها موجودة دائما في خبرة الإنسان، وسلوكه، وأن محتوياتها غير محددة، وهذا يعني أنها مختلفة في ظهورها (Szondi, 1972, p.25). وتقع أهمية نظام الدافع drive system في الآتي:

أ. إمكانية عَزُو الظاهرة النفسية والفنتازيات البدائية primal fantasies إلى جذور الفرد radicals individual وإلى مدارات الدافع drive circles، ومظاهر التدرج من البيولوجية إلى البشرية، ومن الصحية healthy إلى المرضية pathological.

ب. إنه يفيد أيضا في فهم أفضل لديناميكياتهما dynamics - الظاهرة النفسية والفنتازيات البدائية- .

ج. إنه يساعد في وصفهما على أنهما انقسامات cleavages، أو انحلاليات disintegrations أو إضافات تكميلية complementary supplements، ليُقدِّمهما على انهما محتويات قابلة للتبادل فيما بينهما مع محددات في كل حالة وظيفية ثابتة، وله إمكانية التمييز بين الحالتين (المحتوى والوظيفة) (Kursteiner, 1987, pp.195-225).

الثاني: نظرية الأنا The Theory of the Ego، تميز سيكولوجية القدر بين دافع الأنا
the Drive ego والأنا الفخمة pontifex ego. ويظهر دافع الأنا مع أربع وظائف مجتمعة هي؛ الإسقاط projection، والغرور inflation، والغرس introjection، والإنكار negation. وتتغير تبعا للعوامل الوراثية – العائلية وكذلك تحدد فرديا بسبب التفاعل مع البيئة. وتمثل جزءاً من مادون الشعور والديناميكية الانفعالية من الأنا (Kursteiner, 1987, pp.195-225).

أما الأنا الفخمة ؛ فتُحدَّد بثلاث وظائف أخرى هي؛ التسامي transcendental، والتكامل integral، والمشاركة participating، وهي تمثل الجزء من الأنا الأكثر إدراكا وتقويما. وتصف هذه الوظائف الثلاث للأنا الفخمة الخطوات الأساسية للعملية العلاجية وعواملها الكفوءة. حيث أن العمل العلاجي therapeutic يشمل سيكولوجية الأنا
(Kursteiner, 1987, pp.195-225).

الثالث: مادون الشعور العائلي Subconscious The familial: عمل تحليل القدر على تكملة اكتشاف اللاشعور الشخصي باللاشعور العائلي. وأطلق زوندي في البدء على محتويات اللاشعور العائلي هذا بالأسلاف ancestors، التي تجاهد لتأخذ شكلها ثانية في حياة السليل descendant، وهكذا فإن الأسلاف تكون مكافئة equivalent للوجود المحتمل existence possible للشخص، التي يمكن تعريفها أيضا؛ بأنها أعراض متزامنة للدافع . والبنية الجدلية للنفس Psyche أو الدوافع المتناقضة contradictory drives تقتضي كفاية متكاملة. فإن النجاح أو الفشل في حل الدوافع المتضادة antagonistic drives يؤثر في توازن العقل أو اضطرابه. حتى لو كانت بعض الميول موروثة، فمع ذلك يمكن إعادة تنظيمها بطريقة شخصية personally وذلك بعزم من الشعور (Szondi, 1952, p. 28).

إن تأثير اللاشعور العائلي ينعكس في أشكال مختلفة لاختيار الشخص. وفي هذه الحالة هنالك سؤال حول الأفعال المترتبة على الاختيار فيما يتعلق بالحب، والصداقة، فضلا عن اختيار المهنة، والأمراض، وربما اختيار الموت. ونظرية الأسلاف ومتطلباتهم تقود إلى القدر المحتوم compulsive fate. ومع ذلك، يمكن لهذا القدر المحتوم، أن يكون قدرا اختياريا من قبل الشخص بسبب الحرية النسبية للانا
(Szondi, 1956, p.10).

4. تطبيق لتحليل القدر

يتبع



.


الصديقة الغالية سحر الليالي

دائما يسعدني وجودكِ ، فاهلا ومرحبا بكِ دائما :0014:

نورية العبيدي
20-03-2006, 03:08 PM
4. تطبيق لتحليل القدر Practice of fate analysis:

يشير العرض الآتي إلى تحليل القدر في حدود ضيقة، وفي العلاج بالتحديد؛

أ. الفحوص التمهيدية Preliminary examinations: وهي تؤدي إلى التشخيص diagnosis والتوضيح indication ، وتشمل بشكل عام المقابلة interview ، والسيرة الذاتية curriculum vitae، ووصف ما هو معروف في أسلاف المفحوص عما قد يورث عنهم، واختبار زوندي ( Szondi, 1963, pp.149-190).

ب. مرحلة التحليل النفسي Psychoanalytical phase: ويتم تحليل اللاشعور الشخصي على أساس التحليل النفسي التقليدي، متضمنا التحويل transference، والتحويل المضاد counter transference، والمقاومةresistance ، والتفسير interpretation، والتسديد working-through، والتعفف (Szondi, 1963, pp.149-190)

ج. مرحلة تحليل القدر Fate analysis phase : يأتي الكشف عن اللاشعور العائلي لاحقا بعد مرحلة التحليل النفسي، مع الأخذ بالاعتبار مساعدة طرائق مجتمعة قابلة للتأثيرات الخارجية passive associative methods، وتفسير الأحلام. وتتضمن تلك الطرائق التحويل، والتحويل المضاد، والمقاومة، والتفسير، والتسديد. وإذا لم تكن محتويات اللاشعور العائلي قادرة على أن تُختبر في علاقة مع المحادث Interlocutor (التحويل) بينما تكون هذه المحتويات وثيقة الصلة بالموضوع، أو إذا لم يتم اختبارها بكفء، فإن العلاج سيحفز الخبرة للدوافع العائلية المتناقضة، أو لمطالب الأسلاف بطرائق فعالة، ويمكن أن تؤدي إلى المواجهة confrontation من قبل المفحوص. وحسب الموقف وشخصية المعالج يمكن تطبيقها أكثر أو أقل أو بقوة بشكل مكثف؛ وتشمل تقنيات التكرار repetitive ، والإعادة iterative وصدمة التداعي shock associative، والمواجهة مع إمكانيات الوجود مقدمة في وصف ما هو معروف في أسلاف المفحوص عما قد يورث عنهم (genogram) في اختبار زوندي. وهذه تُتبع بتحليل الأنا مع الهدف المناسب للوجود البشري (Szondi, 1963, 149-190).

5. منظومة الدوافع المصيرية Fateful drives system: أقام زوندي منظومة دوافع ترتبط بالمصير على غرار منظومة الدافع التي أقامها فرويد بين الأنا ودافع الجنس. ومع أن زوندي استمد نظريته عن فكرة التضارب conflict بين دوافع الجنس ودوافع الأنا من فرويد، غير أنه أضاف إليها دوافع أخرى جديدة. وكان نتيجة ذلك أن أخذت المعايير الآتية أهمية كبيرة في منظومة الدوافع المصيرية.
المعيار الأول، مكونات الدافع Constituents of drive: تكمن النقطة المشتركة بين جميع الدوافع – حسب نظرية زوندي- في أصلها الوراثي. فالجينات على هذا الأساس هي المكونات الأساسية لجميع الدوافع، بل هي مصدر الدوافع كلها. والطابع المشترك لهذه المكونات الدافعية هو أنها تنقل بصورة أزلية ميولا ومطامح من الماضي العائلي للفرد إليه وإلى الأجيال التالية، لتستقر في اللاشعور العائلي. وكل مكونة من تلك المكونات تستهدف - كما يذهب علم السلالات genealogy – إلى أن تعيد في الجيل الجديد حالة سابقة- وهذا ما عبر عنه موسر Moser بقوله "إن الدوافع من النوع المحافظ" وفي هذه النقطة يلتقي تحليل المصير أو القدر مع التحليل النفسي لفرويد، الذي يذهب إلى أن كل دافع يستهدف إعادة تكوين حالة سابقة. وتسمح النظرية الوراثية للدوافع أن نميز داخل منظومة الدوافع ما يأتي:

(أ) ميل Tendency
(ب) حاجة أو عامل Need or Factor
(ج) موجه أو دافع Vector or Drive

والميل من الوجهة الوراثية هو أصغر وحدة دافعية. ويرتبط ارتباطا وثيقا بشريكه الذي هو ميل مضاد له، الذي يشكل معه من الناحية الوراثية البيولوجية زوجا من الاستعدادات الدافعية. فيؤلفان معا حاجة أو عاملاً. وتتكون الحاجة أو العامل من زوج من الميول الدافعية أحدهما من ناحية الأب والآخر من ناحية الأم. أما الموجه أو الدافع، فينشأ عن اتحاد حاجتين أو عاملين يكون اتجاههما الفسيولوجي واحداً ويستهدفان تحقيق الهدف الدافعي نفسه. فمنظومة الدوافع المصيرية تتألف إذن من ابسط الوحدات المصيرية وهي الميول. وينتظم كل زوج منها ويكونان حاجة أو عاملا، كما ينتظم كل زوج من هذه العوامل أو الحاجات ليكونان دافعا أو موجها (Moser, 1959, p. 348).

المعيار الثاني، استقطاب الميول والحاجات


يتبع

.
.

د. محمد حسن السمان
20-03-2006, 03:54 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة الاستاذة نورية العبيدي

اعود لمتابعة هذه الدراسة الرائعة , اعود باعجاب جديد , لهذا
الجهد العالي , لهذا المسنوى الراقي , وانا بدأت بنقل اجزاء
الدراسة الى القرص الصلب , ثم بعدها ان شاء الـلـه ساقوم
بطباعتها لتكون مرجعا في مكتبتي المتواضعة , انها دراسة
قيّمة دون شك .
بارك الـلـه بك .

اخوكم
السمان

معاذ الديري
21-03-2006, 12:57 AM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة الاستاذة نورية العبيدي

اعود لمتابعة هذه الدراسة الرائعة , اعود باعجاب جديد , لهذا
الجهد العالي , لهذا المسنوى الراقي , وانا بدأت بنقل اجزاء
الدراسة الى القرص الصلب , ثم بعدها ان شاء الـلـه ساقوم
بطباعتها لتكون مرجعا في مكتبتي المتواضعة , انها دراسة
قيّمة دون شك .
بارك الـلـه بك .



امين ..
وعاقد ايضا يتابع .

نورية العبيدي
22-03-2006, 03:34 PM
المعيار الثاني، استقطاب الميول والحاجات polarization the tendencies and the needs :

من أهم مبادئ نظرية زوندي مبدأ استقطاب الميول والحاجات. فعندما يجتمع ميلان متضادان ليكونا معا حاجة دافعية أو عاملا تسمى هذه العملية "استقطاب الميول"، فمثلا يجتمع الميل h+ ، وh- لينشأ عنهما الحاجة h، وكذلك الميل s+ عندما يجتمع بالميل s- لينشأ عنهما الحاجة أو العامل s. أما عملية "استقطاب الحاجات" فتنشأ من تضاد حاجتين أو عاملين يجتمعان معا ليشكلا دافعا أو موجها، مثل اجتماع الحنان والعدوان. ومن هذا الاستقطاب بين الحاجات تنشأ الموجهات الدافعية أو الدوافع. فمن استقطاب الحاجة h والحاجة s يتكون الدافع الجنسي S. وفي الجدول (1) -أدناه- الذي وضح لنا تركيب المنظومة الدافعية لتحليل المصير نجد أن الميول تنتظم لتنشأ حاجات، وانتظام الحاجات يُنشئ موجهات أو دوافع هي؛ الموجه أو الدافع الجنسي Sexual drive or vector والموجه أو الدافع النوابي Period والدافع الفصاميSchizophrenia ، ودافع الاتصال Communication. وعليه، فإن النظام الدافعي لتحليل المصير يرتكز إلى ثنائية أو ازدواج الميول والحاجات. وهذا يعني أن الحاجات كان أساسها بيولوجي وراثي، وإن كل دافع أو موجه هو ناتج عن اتحاد عاملين أو حاجتين مختلفتين إلا أنهما يسعيان وراء نفس الهدف أو المصير الدافعي (Moser, 1959, p.349).

ونستنتج من ذلك أن الدوافع لدى زوندي ليست ظواهر بسيطة التكوين، إنما هي مركبة. وهي ناتجة عن اتحاد أو تداخل مجموعة حاجات. ومن ذلك يرى زوندي من خلال نظريته تحليل المصير أنه من الأفضل ألا نتحدث عن سيكلوجية الدوافع، بل نتحدث عن سيكولوجية الحاجات. ولعل عدم اتفاق الباحثين حول عدد الدوافع يرجع إلى أن هذه الدوافع ليست غير مزيج مؤلف من حاجات، وأنها ليست بالأصل وحدات بيولوجية. فالدافع مركب ومن الممكن أن يتكون عدد من المركبات أكبر من عدد المصادر الدافعية الوظائفية physiologic ذات البنية البسيطة التي تتألف منها (Szondi, 1975, p.447).

جدول (1)
http://www.hdrmut.net/ufiles/1143036017.doc

المعيار الثالث، توتر الدافع Tension of Drive : وينجم هذا التوتر عن تنافر الدوافع وتضادها، وهو كامن. ويبدو في صورة اندفاع يرتبط بقوة التضاد بين المكونات التي تحدد الحاجة أو الدافع (Szondi, 1975, p.447).

المعيار الرابع، معيار الاعتلال النفسي Psychopathology : يعد زوندي "الاعتلال النفسي" ناتجا عن تغيرات مرضية متطرفة في الحاجات. أي عبارة عن اضطرابات دافعية تقل أو تزداد فيها مركبات معينة من الحاجات. والفرق بين الفرد المعتل نفسيا أو عقليا والفرد السوي هو فرق كمي وليس نوعياً. فالمكونات التي تسبب الاعتلال العقلي لفرد ما، هي مكونات دافعية توجد لدى جميع الناس، غير أن مقدارها أو كمها لدى الأسوياء أقل منه لدى المعتلين عقليا. وعليه يعد زوندي المعتلين عقليا معتلين دافعيا. وفي ضوء هذا المبدأ في الاعتلال النفسي والعقلي في نظرية زوندي، يرى زوندي أن العملية الوراثية التي يتضمنها الاعتلال النفسي أو العقلي تقابل منطقة مصيرية معينة من المناطق المصيرية الأربع التي تقوم عليها نظريته وعلى نحو ما مبين في الجدول (2) (Dumitrascu, 2000, p.7 ).

جدول 2
http://www.hdrmut.net/ufiles/1143036051.doc


المعيار الخامس، ديناميكات الدافع Dynamics of drive : يمكن أن يكون الدافع المصيري مرنا، ويمكن أن يكون جامدا أيضا. فيمكن أن تعدل الظروف الداخلية والخارجية من حاجة الدافع. وقد وضح فرويد أن الدافع يمكن أن يعدلmodify إذا أمكن الفصل بين هدف الدافع وموضوع الدافع، وكلاهما قابل للتعديل. وبهذه الحالة ستظهر احتمالات مصيرية متنوعة للحاجة الواحدة. فالحاجة إلى العدوان مثلا قد تأخذ صورا متنوعة من الإشباع على نحو ما هو موضح في جدول (3) (Maebe, 2001, p.7).

جدول 3
http://www.hdrmut.net/ufiles/1143036082.doc


وخلاصة الكلام أن منظومة الدوافع المصيرية تقوم على أساس المكونات البيولوجية الأولية –الميول- التي تعد اللبنات الأولى لمنظومة الدوافع. ثم أن استقطاب هذه المكونات الأولية يؤدي إلى ما سماه زوندي الحاجات أو العوامل، واستقطاب الحاجات يكون الموجه أو الدافع المصيري.
ويمكن أن يمثل أحد الدوافع المصيرية بالمنظومة في الشكل الأتي: (Kenmo, 2001, p.30).

شكل منظومة الدافع الجنسي
http://www.hdrmut.net/ufiles/1143036121.doc


6. تلخيص نظرية القدر على لسان زوندي:

يتبع

.
.

الفاضل د. السمان:
الأستاذ الكريم عاقد الحاجبين:
أكيد تهمني متابعتكما، فهي أجمل ثمن للجهد الذي كان.

د. محمد حسن السمان
22-03-2006, 07:20 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة الاستاذة نورية العبيدي
تحية طيبة ,
مازلت متابعا لجهودك ولهذا الموضوع القيّم , وانقله خطوة
فخطوة الى القرص الصلب عندي كما اسلفت في مرة سابقا ,
طبعا مع الاستئذان منك , ايتها الفاضلة .

بارك الـلـه بك .

اخوكم
السمان

نورية العبيدي
23-03-2006, 08:50 PM
6. تلخيص نظرية القدر على لسان زوندي:

وهناك تلخيص لنظرية القدر على لسان زوندي نفسه وذاك من خلال مقابلة كان قد أجراها معه الاختصاصي Alfred Haster. فقد لخص زوندي نظريته وشرحها على وفق النقاط الآتية:

أ. نظرية القدر: لكل شخص عدد من الخيارات القدرية. فمن وجهة نظرنا نعرّف القدر على أنه مؤلف من مجموعة كامل الخيارات المعيشية المتاحة للشخص. وفي الحالات الطبيعية يستطيع الشخص السليم (ذو الأنا السليمة) أن يختار قدره بنفسه.

وهذا التعريف يجمع بين الجبرية والحرية، فمن جهة، نلاحظ أن لا خيار للإنسان في تحديد خياراته المعيشية، ولكنه من جهة أخرى حر في انتقاء واحد من الخيارات المتاحة له، والحرية التي نعنيها هي قدرة الشخص على الانتقاء واتخاذ المواقف من الخيارات المتاحة له. فنظريتنا تفترض أن الشخص يحمل في طياته الوراثية عدة احتمالات (محددة) إلا أنه لا يكون مجبرا على معايشتها جميعا. فأناه his ego هي التي تنتقي الاحتمال أو الاحتمالات المعاشة. فإذا ما أساء الشخص الاختيار كان من واجب المعالج تصحيح هذا الاختيار. غير أن هذه الحرية تبقى نسبية لأن العديد من الناس لا يعون كافة الخيارات المتاحة لهم وبالتالي فإنهم يجهلون هذه الحرية ويتصرفون على نحو إجباري. لذلك فإن الخطوة الأولى في علاجنا لا تكون كما هو التحليل التقليدي على الأريكة التحليلية، وإنما تكمن في جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الوراثة النفسية للشخص وعن أوضاعه الصحية (من أطبائه إذا أمكن) بحيث نحدد للمريض خريطته الوراثية. أما الخطوة الثانية من العلاج فتكمن بإخضاع المريض للاختبارات وفي مقدمتها الاختبار المعروف باسم (اختبار زوندي).

فنحن نستند إلى الخريطة الوراثية وإلى الاختبار في تحديدنا للخيارات المطروحة على الشخص في تحديدنا لإمكانيات علاجه. وفي الحالات التي نرى فيها أن المريض لا يملك خيارا أفضل من ذلك الذي أودى به إلى المرض فإننا نرفض علاجه، لأننا مقتنعون من عدم جدوى طريقتنا العلاجية في مثل هذه الحالات. وهذه الحالات ليست بالضرورة حالات متطورة أو معقدة، إذ يتراوح المرضى الذين نرفضهم بين العصابيين من مختلف الأنواع والوسواسيين. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن بعض الحالات المسماة بالعصاب الوسواسي (أو القهري)، يمكنها أن تخفي خلفها ميولا فصامية- تخشبية catatonia موروثة، حتى أن بعض حالات فصام التخشب تبدأ على شكل وسواسي أو قهري. ففي مثل هذه الحالة من الأفضل للمعالج أن لا يباشر العلاج التحليلي ونوجهه نحو العلاج النفسي – الدوائي. الذي يعطي في مثل هذه الحالات نتائج أفضل من نتائجنا. وباختصار، إننا نتجنب علاج الحالات التي يعاني فيها المريض وطأة وراثيات نفسية معقدة (لأن هذه الوراثيات تحد من الخيارات المثالية التي يمكنها أن تشفي المريض) وكذلك نتجنب علاج الحالات العصابية البسيطة (لأن هناك وسائل علاج أسهل لهذه الحالات). وبالمقابل نركز جهودنا على علاج الحالات العصابية الوراثية والحالات ما قبل الذهانية (المرشحة للتحول إلى الذهان) ومن خلال تجربتنا نستطيع التأكيد على فعالية علاجنا لمثل هذه الحالات.

ب. قدر المريض وعلاقته بمرضه: وفق نظريتنا يملك الإنسان منذ ولادته مجموعة من الخيارات الحياتية عددها ستة عشر خيارا (وهي الخيارات التي تحدد عن طريق تطبيق اختبار زوندي) ويمكن للشخص أن يكون كما هو، أو أن يعمل لاعتماد خيار أصعب من ذلك المعروض عليه. وهذا الشخص يكون طبيعيا أو غير طبيعي تبعا لانتقائه خيارا متاحا له (طبيعي) أو غير متاح له وغير موجود ضمن الاحتمالات المعروضة أمامه (غير طبيعي).
وانطلاقا من هذه الأسس النظرية فإن الشخص لا ينتقي طبائعه وخصائص شخصيته حسب، ولكنه ينتقي أيضا عصابه أو ذهانه أو اضطراب شخصيته، وإلى هذا الانتقاء يستند مجمل تاريخ حياة هذا الشخص.
والتحليل القدري يبرهن أن اختيار الشخص وقدرته على الانتقاء تصل إلى حدود التدخل في الأدوات التي يستخدمها المنتحرون الراغبون في التخلص من حياتهم، فهذا الانتقاء هو ذو علاقة وثيقة بالاضطراب العقلي - الذي كان الشخص قد انتقاه سابقا-الوراثي للشخص. فعلى سبيل المثال نلاحظ أن الشاذين جنسيا والفصاميين يفضلون الانتحار بالسم أو بالمسدس، في حين يفضل الساديون الانتحار عن طريق الشنق أو السكين أو ما شابه. وإذا كان التحليل التقليدي يرد الانتحار إلى غريزة الموت والعودة إلى الصفر، فإن التحليل القدري يعدّ الانتحار خيار لا واع من ضمن الخيارات المتاحة. كما يعد القاتل والمقتول ممن يمتلكون خيارات حياتية متقاربة. كما كان هابيل وقابيل.

ج. العلاج بالتحليل القدري: يختلف التحليل القدري عن التحليل التقليدي اختلافا بيّنا. ومن طرفنا، نعترف بثلاث مدارس تحليلية هي:
1. المدرسة الفرويدية.
2. مدرسة يونغ.
3. مدرسة التحليل القدري.
وتدريبنا للاختصاصيين يعتمد على هذه المدارس الثلاث دون غيرها.
أما نقاط الاختلاف بين التحليل القدري وغيره من الأساليب التحليلية فيمكننا تلخيصها في اثنتين:
الأولى: يبدأ التحليل القدري بدراسة وراثة المريض وتحديد خياراته الحياتية .
الثانية: يخضع المريض للاختبار الذي يساعدنا على تحديد أدق لهذه الخيارات.
وهكذا فإن بدء التحليل القدري لا يكون على أريكة التحليل وإنما بحث طبي ونفسي عيادي يتيح لنا الاطلاع على المعطيات العيادية الموضوعة للحالة.
والهدف الأول للتحليل القدري هو مساعدة المرء للتعرف إلى خياراته، وللتآلف معها، وبالتالي مع نفسه وصولا إلى مساعدته لكي ينتقي افضل هذه الخيارات. غير أن الوصول إلى هذا الهدف يقتضي أولا ممارسة التحليل بطريقته التقليدية وصولا إلى تحرير المريض من مكبوتاته المتراكمة منذ عهد الطفولة. إلا أننا مع تقدم هذا التحليل نلاحظ فجأة وجود ثغرة في التحليل تعيق المريض عن الاستمرار فيه - ثغرة ناجمة عن عجز المريض عن تبرير اختياره للمسار المرضي المؤدي للكبت-. وعندها نعمد إلى تطبيق التحليل القدري وهو اكثر عمقا وديناميكية. وللإيضاح نورد الحالة الآتية؛ رجل يمتلك القدرة التامة لممارسة نشاطاته المهنية ابتدأ بعد 5 أو 6 أشهر من التحليل القدري بالكلام بلغة غير مفهومة تماما مثلما يتكلم المرضى المصابون بالفصام العظامي. (وذلك طبعا أثناء الجلسات فقط في حين استمر في ممارسة حياته بشكل عادي)، تركت هذا المريض يستخدم لغته الخاصة هذه أسابيع دون أن اعترض على ذلك، وبعد ذلك عمدت إلى سؤاله عن هذه اللغة الغامضة الجديدة بهدف التعرف إلى ما تخفيه وراءها. وكان الفارق بين هذا المريض ومريض ذهاني يكمن في قدرة مريضي على مناقشة هذا الخلط اللغوي. ومن خلال هذه المناقشة توصل المريض إلى؛ إنني أتحول إلى فصامي على أريكة التحليل! وبهذه المناسبة ذكر لي المريض أن أحد أعمامه كان فصاميا وان والده أُدخِل للمصح العقلي في فترة ما، ومع متابعتنا للماضي المرضي للعائلة رأينا أن أفرادا عديدين من عائلته كانوا يعانون من الذهان ذي الطابع الديني وهي كما يرى زوندي (أفكار هلاسية وهلوسات ذات محتوى ديني).
وفي سبيل تدعيم أنا ego هذا المريض في مواجهة المرض كان عليه أن يدرس علم النفس الديني وهذا ما فعله حتى انه ألف كتابا في هذا المجال. وإذن فان المريض (حتى الفصامي) يظل قادرا على انتقاء الخيار الحياتي الأفضل (وهو بالطبع غير خيار المرض) ولكن هذه القدرة على الاختيار تتعلق مباشرة بمدى قوة الأنا لدى هذا المريض أو ذاك. فالأنا من وجهة نظرنا تمتاز بميزتين أساسيتين هما؛ إمكانية أن تكون وإمكانية أن تملك.
وهكذا فإننا أمام الفصامي نقوم بمجابهته مع مرضه ومع علاماته المرضية أو انه يقوم بذلك وحده. فإذا ما أنسنا قوة الأنا لدى المريض أمكننا القول بإمكانية العلاج في مساعدة مريضنا للتسامي بنزواته وغرائزه التي تلصقه بالمرض الفصامي.

د. دوستيوفيسكي والنفس الإنسانية: كنت قد قرأت دوستيوفيسكي في مرحلة مبكرة، - والكلام لا زال لزوندي - وكان لهذه القراءة أثرها العميق في تفكيري وفي نشوء نظريتي القدرية. ففي هذه المرحلة المبكرة سألت نفسي؛ لماذا كان أبطال دوستيوفيسكي جميعا ينتمون إلى واحدة من فئتين؛ قديسين أو قتلة؟ وفي ذلك الوقت فكرت انه رأى في عائلته القديسين كما رأى القتلة. وبعد ذلك بوقت طويل أجاب الكاتب الفرنسي H.Troyat على تساؤلي، فقد ألف كتابا عن عائلة دوستيوفيسكي، وفيه ذكر أسلافا له من القرنين السابع والثامن عشر كانوا مميزين بعدائية فائقة تصل بهم إلى مرحلة الإجرام. وعلى سبيل المثال فان إحدى أخوات جدوده كانت قد دفعت أحد الفرسان لقتل زوجها لدى خروجه من الحمام. ومن ناحية أخرى ذكر Troyat أجدادا لدوستيوفيسكي تصح تسميتهم بالقديسين … ونحن إذا ما راجعنا رواية (الأخوة كارامازوف) كما سائر روايات دوستيوفيسكي، نلاحظ هذا النمط في توزيع أشخاص الرواة (أي قديسين ومجرمين). وهذه الملاحظة كانت الأساس في اعتقادي بتأثير الخصائص النفسية – الوراثية، واعتماد هذا التأثير أساسا نظريا لنظرية القدر. وقد بزغت هذه الفكرة لدي منذ سن الثامنة أو التاسعة عشرة حتى أنني أذكر أن عرضي لهذا المبدأ كان في حينه قد تم في دائرة محدودة من المقربين. ومنذ لحظة عرضي للمبدأ أذكر أن الناس انقسموا بين مؤيد ومعارض بنفس الأسلوب الذي اتبع لاحقا في تأييد أو معارضة النظرية لدى ظهورها متكاملة، هذا ويلاحظ القارئ مدى تأثري بدوستيوفيسكي خاصة وبالأدب عامة، وذلك لاعتقادي الراسخ بقدرة الأدباء - ولا سيما دوستوفيسكي - على التسامي بنزواتهم وميولهم العدائية وصولا إلى تمكنهم من عرض الأمور وكأنهم علماء نفس مع أنهم لم يكونوا على دراية بهذا العلم. وفرويد نفسه عندما قرأ دوستيوفسكي، في مرحلة متأخرة، علق على كتاباته بالقول؛ (لو أتيح لي الاطلاع المبكر على كتابات دوستيوفيسكي لكنت تخليت عن بعض مواضيع كتاباتي لأن دوستيوفيسكي سبقني إلى ذلك).

هـ. قصة قابيل وهابيل: على وفق الكتب الدينية قام قابيل بقتل أخيه هابيل فمات الأخير دون خلف، وبقينا نحن جميعا من نسل قابيل، وملكنا في ذواتنا الميول القابيلية المجرمة. وهكذا فإن لدى كل منا ميوله القابيلية المدمرة. وفي رأيي انه لا يوجد ذلك الشخص الذي لم تمتلكه قط الرغبة في القتل (على الأقل كفكرة عابرة)، عندما يكون في قمة غضبه، أو حقده أو غيرته أو رغبته بالثأر أو غيرها من المشاعر السلبية. وليس نادرا ما نسمع المتمدد على أريكة التحليل وهو يقول (كنت أود قتله) أو ما يعادلها من الجمل التي تفضح فكرة الرغبة في القتل. فالقتل موجود لدى الجميع على أنه إمكانية خيار. وفي المقابل، لدى الغالبية العظمى من الناس القدرة على التسامي بهذه الرغبة، وبالتالي إبدالها بخيارات أكثر اجتماعية. ومن هذه البدائل اختيار ذوي الميول العدائية (نَصِفُها بالعشوائية) لمهن من نوع الجراحة أو الجزارة… الخ. كما يحدث أحيانا أن يؤدي إدراك الميول العشوائية إلى عمل الشخص لإصلاحها. كأن تنتقي ابنة أحد الجلادين طريق الدين وتهب نفسها له في محاولة لإصلاح هذه العشوائية. ومن خلال تجربتي أستطيع أن أعرض سلسلة طويلة من الشجرات الوراثية حيث يتعاقب القديسون والمجرمون في العائلة الواحدة. وفي عودة إلى الطب نذكر أن مرض الصرع يسمى بالـ Morbus sacer أي المرض المحرم، وحيث يكون المرض المحرم يكون هنالك الإنسان المحرم.
والصرع إن هو إلا نمط للأمراض القابيلية، ونعني بها تلك المتأثرة أو المتفجرة عن طريق المشاعر السلبية (حسد، حقد، كره، ثأر… الخ). ومن هذه الأمراض نذكر الربو والشقيقة والتأتأة. وباختصار فإن كافة الأمراض التشنجية هي أمراض قابيلية.
على كل منا أن يتساءل، وأن يبحث عن السبب، وعن الدافع لاختياره مهنة دون أخرى. وفي هذا الاتجاه قام تلامذتي في لوفان بتطبيق اختباري على مجموعة من الرهبان والراهبات، فكانت النتيجة أن غالبيتهم العظمى كانوا يملكون ميولا عشوائية (قابيلية) عمدوا إلى التسامي بها عن طريق الرهبنة. وبهذه المناسبة أذكر أن أحد رجال الدين الكرمليين (كان فرنسيا) سألني عن رأيي في التسامي الديني فذكرت له أن هذا التسامي يخفي خلفه ميولا عدائية وأمراضا قابيلية وفي مقدمتها الصرع، ولدى انصرافه قال لي: (إن اثنتين من عماتي عانتا من مرض الصرع).
وهكذا بات بالإمكان الكلام على نوعين من العقد القابيلية هما:
1- القابيلية الهدامة.
2- القابيلية المتسامية.
وقبل الانتقال للبحث في كل منهما أود أن أوضح، بأن قابيل ليس فقط قاتل أخيه وإنما هو أيضا إنسان نشيط، فهو ونسله مزارعون وبناة حضارة، حتى أن عددا من الصفات القابيلية مثل المنافسة والحسد والرغبة بالربح … الخ، تعد أساسا لنشوء الحضارة وتطورها.

و. القابيلية الهدامة والقابيلية المتسامية: من الممكن للقابيلية أن ترتدي أحد ثوبين؛ فهي إما هدامة وقاتلة ومجرمة، أو هي متسامية بناءة. وبما أننا لا نستطيع الكلام على الهابيلية فقد إخترنا الكلام على القابيلية البناءة التي تمارس في سبيل الأهداف السامية. فيذكر عن النبي موسى (عليه السلام) أنه قضى بعقاب أربعة وعشرين ألفا من البشر بالقتل. ولكن هدفه كان ساميا وكان مدافعا عن ديانة سماوية. وعلى نفس النمط نستطيع القول بأن الجراح وإن ارتكب فعلا اعتدائيا على جسد المريض فإنما يرتكبه لهدفٍ سامٍ هو شفاء المريض.
إن العنصر القابيلي أو العقدة لا تقود الشخص بالضرورة إلى القتل أو الهدم. فالشخص يبقى قادرا على الانتقاء بين الهدم والتسامي. فالقابيلية تحمل في طياتها ما يكفي من الدوافع البناءة، وهذا ما نلاحظه واضحا لدى السياسيين والفنانين والمبدعين ورجال الدين وغيرهم.
وقد لاحظنا لدى دوستيوفيسكي قرابة بين الميول الهدامة والميول البناءة وهذه الازدواجية هي في رأينا شرط رئيسي لملكية القدرة على التسامي…

س. الحرب والعقدة القابيلية: في كتابنا – ولا زال الكلام لزوندي- (قابيل وجوه السوء) أشرنا إلى تحكم العقدة القابيلية بالعالم، وهو التحكم القابيلي الهدام الذي نلاحظه في تاريخ البشرية بحروبها، ولا سيما الحروب الأهلية بظلمها، وباغتيالاتها… الخ. وهذه الأمور والمظاهر لم تتغير في عالمنا المعاصر. ومن خلال تتبع القارئ لكتاباتي يلاحظ أني لا أنظر للغالبية من الناس على أنهم قابيليين هدامين بصورة دائمة. إذ أن تطبيق نظرية القدر يثبت لنا أن هذه الغالبية هي قابيلية متراوحة. بمعنى أنها تستسلم أحيانا لمشاعرها الهدامة ولكن ليس دائما. وقابيل الهدام يستيقظ في نفوس غالبية الناس، لدى معاناتهم للمشاعر السلبية من حقد وثار وكره ومنافسة… الخ. والحرب تجمع هذه المشاعر السلبية كافة، وتوقظ مشاعر الهدم القابيلية الموجودة في أعماق كل منا. وهذه المشاعر الهدامة، تتردد في طبيعتها ما بين السادية والماسوشية. وفي أجواء الحرب، نلاحظ أن المشاعر البناءة، تتردد ما بين الموت وبين الشفاء، وفي صراع ما بين العدالة والظلم. تكون على وجه العموم المشاعر الهدامة دائما سادو- ماسوشية.

ح. إعادة التربية: إن التربية المعاصرة تهتم بشكل أساس، بتنمية وتطوير الصفات والخصائص الذهنية. وعلى أساس أن هذه الصفات هي أكثر نفعا من الخصائص الأخرى (الاجتماعية والنفسية والجسدية- الرياضية… الخ)، التي تعدها هذه التربية ثانوية. ولطالما تكلم فرويد على دور التحليل النفسي، في تكميل عملية التربية وإتمامها. وقد عنى بقوله هذا، أنه بالإمكان استخدام التربية في التحليل، بمثل استخدامها أثناء الطفولة. وهنا يحضرني ذكر إحدى المحللات السويسريات ((M. Sechehaye التي توصلت إلى نتائج ملفتة في هذا المجال، وعرضت المحللة بعضا من هذه النتائج في أحد كتبها، وتحديدا حالة شابة استطاعت المؤلفة عن طريق (التحقيق الرمزي للأمنية) دفعها نحو الشفاء بعد أن كانت المريضة حاملة لتشخيص (الفصام المراهقي) وهذه الفتاة توصلت اليوم لأن تبرأ تماما وتعمل محللة. وهناك حالة المريض، الذي أبدل وسواسه القهري (الذي كان يحول دون تمكنه من ارتداء ملابسه)، بوساوس من نوع آخر لا تعيق المريض عن ممارسة حياته الاجتماعية بشكل عادي. إن ما نلاحظه في هذه الحالة، من إمكانية إعادة التربية، المؤدية إلى إبدال المظاهر المرضية، بأخرى أقل تأثيرا، يأخذ أهمية قصوى، في حال إمكان تطبيق مبدأ إعادة التربية، على ذوي الميول الإجرامية. بحيث نستبدل ميولهم الإجرامية بأخرى متسامية. وبهذه المناسبة، تحضرني حالة رجل ارتكب جريمة قتل امرأة عجوز، وحكم بالسجن الانفرادي، حيث ظهرت لديه حالة جنون- هياج، كان يكسر خلالها كل ما يقع في يده. وهنا سمح له مدير السجن بترك زنزانته الانفرادية، (وهو أمر ممنوع قانونا في هذه الحالة) والعمل في تكسير الحطب، وكان لهذا التكسير مفعول التطهير النفسي لدى هذا السجين، وتوقفت مظاهر الجنون- الهياج لديه، وكان لعلاجه بإعادة التربية وإبدال رغبته بالتحطيم والقتل بالعمل في التحطيب الأثر الكبير في تهدئته.

ط. الدين والعلاج النفسي: إن عملية الإيمان (من الناحية الفكرية)، تقتضي بحد ذاتها، ملكية الشخص للمواهب. وعندما نجد لدى مريض، ما يمكننا تسميته بموهبة الإيمان، فإن من واجبنا استغلال هذه الموهبة إلى أقصى الحدود. وأذكر أني قلت في إحدى محاضراتي (1949)، (أن علينا متابعة علاج المريض حتى يصل إلى مرحلة يستطيع معها الصلاة)، واعترف أني كنت بالغ التفاؤل، وأستطيع أن أقول بعد خبرة طويلة من السنوات، أن الوصول ببعض المرضى إلى مرحلة الصلاة أمر مستحيل. فهنالك أناس يصلّون بسهولة وبتلقائية، ولكن هناك آخرون ممن يعجزون تماما عن الصلاة، ويراجعوننا بسبب فقدانهم لمشاعر الإيمان والأمان العاطفي – الديني. فإذا ما ملك المريض الحس الديني، علينا استغلاله لأقصاه، في علاجنا لهذا المريض. فيلاحظ القارئ، أنني معارض للعلاج النفسي الملحد، أو الذي لا يأخذ العامل الديني بعين الاعتبار. فأنا أرى أنه ليس من حق المعالج النفسي حرمان المريض من مواهبه الدينية، ومن قدراته الروحية. كما أنه ليس من حقنا، أن نفرض موقفا روحيا ما على المريض. ولكن ملكية المواهب الدينية هي، في رأينا، عامل مساعد وفاعل لدفع المريض نحو التسامي بمشاعره القابيلية الهدامة. فالعامل الروحي ذو صلة وثيقة بأنا ego الشخص، وبفكره، وهي عناصر أساسية في تحقيق التوازن النفسي. وهذا يدخل في صلب معادلة التحليل القدري، فالفكر هو المحور، وهو خاص بالشخص، في حين أن قسما من الأنا يكون موروثا، (وبالتالي مفروضا على المريض)، والتحليق المتسامي يمكنه أن يكون مدفوعا بالفكرة وبالدين وبالفن والعلم. وكلها جديرة بتشجيع عملية التسامي كما رأينا.
ومن هذه المنطلقات، يعد التحليل القدري أن تمهيد الطرق المؤدية للتدين هو واحد من أهدافه، بشرط أن تكون مثل هذه الميول موجودة لدى المريض.

وفي النهاية، لي عودة إلى فرويد الذي أراه مؤمنا بالمعنى الواسع للكلمة. فإذا ما راجعنا مؤلفه (مستقبل وهم) نراه معاديا للدين ومصنفا له بمثابة عصاب وسواسي إلى ما هنالك من التعبير الذي يمكنه أن يوحي بعدم إيمانه. ولكن أحد الأطباء النفسيين الفرنسيين كان قد قابل فرويد وحاوره حول موضوع الدين. وخلال هذا الحوار، لم يكن فرويد كثير الثرثرة والنقاش. ولكنه قال في نهاية الحوار (لقد مات فرويد)، بهذه العبارة قصد فرويد القول، بأن آراءه هي التي ماتت وبأن الموت لن يلحق بالأديان (هاستر، ؟؟19، ص94-98).


مناقشة النظرية
.
.
.

يتبع


الاستاذ الفاضل الدكتور السمان
من دواعي سروري متابعتكم واحتفاظكم بالموضوع...
وزادنا الله علما ...

مودتي وتقديري

خليل حلاوجي
23-03-2006, 09:45 PM
الاخت الرائعة الدكتورة نورية

لازلت أقرأ على مكث

وأنتظر نهاية البحث

لافجر قنابلي وأعتراضاتي على هذه النظرية

مررت لأسلم الآن فقط

نورية العبيدي
23-03-2006, 09:59 PM
الاخت الرائعة الدكتورة نورية

لازلت أقرأ على مكث

وأنتظر نهاية البحث

لافجر قنابلي وأعتراضاتي على هذه النظرية

مررت لأسلم الآن فقط



وعليكم السلام :hat:

إذن ، سلامٌ، فكلامٌ ، فقنابل ! :003:

ما عرفتك إرهابيا يا أستاذي :020:

سنتابع ان شاء الله، وأنت يا سيدي جهز القنابل على مهلك لان الموضوع سيطول، كنت ساختصره لولا أن الدكتور الفاضل السمان أعجبه الموضوع، فسأضيف من أجله ومن أجل من يُحب ومن يعترض أيضا ! :001:

د. محمد حسن السمان
23-03-2006, 10:00 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة الاستاذة نورية العبيدي

تحية طيبة
جهود مشكورة , وانا مازلت متابعا هذه الدراسة القيمة .
بارك الـلـه بك .

اخوكم
السمان

نورية العبيدي
26-03-2006, 11:26 PM
مناقشة النظرية

من الواضح أن الأساس الذي قامت عليه نظرية زوندي أساس بيولوجي اعتمد على فكرة الجينات والدور الذي تؤديه في حياة الفرد. فمن المعروف لنا أن الجينات هي حملة الاستعداد الوراثي عند الفرد، وان بعض هذه الجينات سائدة وبعضها الآخر متنحية أو كامنة. وإن الجينات السائدة هي التي تحمل الصفات الوراثية الظاهرة منها الطول والقصر ولون العينين ولون البشرة والاستعداد للإصابة بمرض معين. وتحمل الجينات المتنحية أو الكامنة الصفات والخصائص الكامنة في الفرد. غير أن زوندي أكد أن كمون هذه الجينات وتنحيها لا يعني أنها فقدت تأثيرها وفاعليتها، بل لها تأثير كبير جدا يتضح حين تتقابل هذه الجينات المتنحية مع جينات أخرى مماثلة لها عند شخص آخر. والدوافع الناتجة عن هذه الجينات الكامنة هي التي تحدد اختيار الفرد ومصيره في مجالات الحب والزواج والمهنة والأمراض وطريقة الموت. فيرى زوندي أن هناك مصيراً خفياً لكل فرد منذ بداية تكوينه محددا وموجها بتلك الدوافع الناتجة عن الجينات التي يرثها عن أسلافه. وعلى أساس هذه الفكرة فسر الظاهرة التي سماها "الانتحاء الجيني genotropism " التي تتضح حين ينجذب شخصان أحدهما إلى الآخر تحت تأثير الجينات الكامنة المتشابهة. وبيّن زوندي أنه اكتشف مجالا جديدا في الديناميكات النفسية سماه "اللاشعور العائلي"، ووضعه بين اللاشعور الشخصي لفرويد، واللاشعور الجمعي ليونغ. وهو وفقا لزوندي، منطقة في العقل تحتوي على ميولنا الوراثية التي من خلالها يُوجَّه سلوكنا واختيارنا للأصدقاء، والمهنة، والعلاقات مع الجنس الآخر بتأثير مكبوتات أسلافنا. غير أن زوندي أكد أيضا أنه حتى لو كانت بعض الميول موروثة، فإنه يمكن إعادة تنظيمها بطريقة شخصية وذلك بعزم من الشعور. وبكلام آخر، على الرغم من أن نظرية الأسلاف ومتطلباتهم تقود إلى القدر المحتوم. إلا أنه مع ذلك، يمكن لهذا القدر المحتوم، أن يكون قدرا اختياريا من قبل الشخص بسبب الحرية النسبية للانا.

وتؤمن نظرية تحليل القدر بفكرة استقطاب وتضاد الحاجات، ويعتقد زوندي أن البنية الجدلية للنفس أو الدوافع المتناقضة تقتضي كفاءة متكاملة. إذ أن النجاح أو الفشل في حل الدوافع المتضادة يؤثر في توازن العقل أو اضطرابه.

أفاد زوندي من نظريته هذه في توضيح دور الميول والحاجات وما ينجم عنها من دوافع. ووضع الاختبار الذي عرف باسمه لقياس هذه الدوافع واتجاهاتها المصيرية المختلفة لدى الأسوياء والمضطربين نفسيا وعقليا على حد سواء. وكان منهج اختبار زوندي مبنيا على أساس مبدأ الاختيار. إذ يشجَّع الفرد في الاختبار، على أن يعبر عن التعاطف والكراهية تجاه صور لأشخاص مرضى عقلياً، مبينا أن الشخص المريض عقليا يجسد بطريقة فطرية العوامل المحددة لدافع الإنسان.

إن هذا هو معنى التحليل في نظرية زوندي، التي تركز على طريقة فهم جينات الدوافع في المادة الوراثية التي تشكل الأساس البيولوجي لها. وقد طور زوندي - مرتكزا على نظريته الديناميكية البيولوجية- شكلا بديلا لنشاط العلاج النفسي التحليلي وهو العلاج بتحليل القدر. ونوه لتطبيقات في تحليل القدر في حدود العلاج، المتمثل لدى زوندي في؛ الفحوص التمهيدية، التي تؤدي إلى التشخيص والدلالة، وتشمل بشكل عام المقابلة، والسيرة الذاتية، ووصف ما يعرف عن أسلاف المفحوص وبالتحديد عما قد يورث عنهم، وفي اختبار زوندي. وفي مظهر التحليل النفسي، يتم تحليل اللاشعور الشخصي على أساس التحليل النفسي التقليدي، متضمنا التحويل، والتحويل المضاد ، والمقاومة ، والتفسير ، والتسديد ، والتعفف. إن دور تحليل القدر يأتي بالكشف عن اللاشعور العائلي بعد مرحلة التحليل النفسي. فإذا لم يكن بالإمكان اختبار محتويات اللاشعور العائلي أو إذا لم يتم اختبارها بكفء، فإن العلاج سيُحفز الخبرة للدوافع العائلية المتناقضة، أو لمطالب الأسلاف بطرائق فعالة، ويمكن أن تؤدي إلى المواجهة من قبل المستجيب.

مناقشة لحركة زوندي

يعد العالم ليبوت زوندي من الذين تركوا بصماتهم في تاريخ الاختصاص. بوضعه الاختبار المعروف باسمه (زوندي) الذي يعد أول نظرية جينية – نفسية في تاريخ الاختصاص، النظرية التي اكتشفها الباحث المعاصر بعد اطلاعه على نظريات الهندسة الوراثية الحديثة (موسون، 1990، ص94).
قال نيكولاس ابراهام الذي كان زميلا لزوندي عن عمل صديقه: "أنه ليس بتحليل نفسي بالضبط، ولكنه بحث في الطب النفسي Psychiatry treatise". وتستحق هذه الجملة أن نتذكرها، لمضامينها التاريخية. فأنها تعرّف بشكل جيد مكانة زوندي، بالمقارنة مع ما يقرأ عادة في القواميس والموسوعات التي أشارت إليه. فلم يكن زوندي أبدا طبيبا نفسياPsychiatrist ، على الأقل بشكل رسمي، ولم يكن معروفا على هذا الأساس أكاديميا. ولم يكن محللا نفسيا بحيث تجد اسمه في الجمعية العالمية للتحليل النفسي. فكان طبيب باطنية internist، وعالم غدة endocrinologist على وجه التحديد. غير أن الاعتلال النفسي Psychopathology كان دائما هواية له (Melon, 1996, Article).

وكان مديرا لمختبر علم النفس في جامعة بودابست ما بين عامي 1927 و 1941 برئاسة الدكتور Ranschburg الذي كان على ما يبدو موجها متحررا فكريا جدا ومديرا لقسمه. وكان زوندي ضمن الهيكل التنظيمي في هذه الجامعة التي بدأ فيها أبحاثه في علم الوراثة genealogical التي انتهت مع تطوير اختباره "تشخيص الدافع" diagnostic Drive الذي اشتهر باسم اختبار زوندي. وعلى الرغم أن الاختبار لم يعرف قبل عام 1947، إلا أنه كان قد اكتمل في صورته النهائية حوالي عام 1935. وعلى الرغم من أن مفهوم "نظام الدافع" يعود إلى ليبوت زوندي- الذي كان دائما يعلن بسخرية أنه اكتشفه في حلم - إلا أن تطوير اختباره كان نتاج عمل جمعي work collective. وبالفعل، كان زوندي في الثلاثينيات محاطا بفريق من الباحثين الشباب الذين كانوا أذكياء ومتحمسين، وتشهد لهم أعمال سوزان دري 1949. ويمكن أن نتخيل بسهولة إن كان زوندي عرضة للتأثير، ومستفيدا من شخصيته المندفعة المفكرة ليكون الأشهر في حلقة المحللين النفسيين الهنغاريين، التي أوقدها النابغة ساندور فرينزي Sandor Ferenczi . ويقول البعض أن علاقته بحلقة التحليل النفسي كانت من خلال "ناسك بودابست" Imre Hermann الذي كان فرويد قد أطلق عليه لقب "فيلسوفنا". ولا أحد ينكر أن زوندي كان منهمكا في الاهتمام في أصل الجنس البشري وتطوره وأعراقه وعاداته ومعتقداته. ولهذا، لاقى عمله، لحد الآن، صدى إيجابيا بين الفلاسفة هنري نيل Henri Niel والفونس دي والنينس Alphonse De Waelnens وهنري مالدني Henry Maldiney أكثر مما لاقى بين المحللين النفسيين والأطباء النفسانيين، الذين يعد عمله تحديا لهم. ومن المدهش أن هنري مالدني Henry Maldiney، الذي يعد واحدا من أكثر المفكرين غير التقليديين في القرن العشرين، كان قد تبنى منذ البداية نظام زوندي بأكمله في مراجعة تحليلية، بدون أن يعبر عن أي انتقاد بخصوصه
(Melon, 1996, Article) . كان فرويد يرفض دائما أن يأخذ الدوافع في الاعتبار، وقد حدد نفسه بالثنائية التي كانت ببساطة جدا دوافع؛ جنسية/ أنا sexual/ ego ، ودوافع؛ الموت/ الحياة death/ life مع وجهة نظر موضوعية ومقنعة جدا شعوريا/ ولاشعوريا. وهذا سيقوده حتما إلى أن يميز أن "ماذا تفتقر الدوافع؟". وكان فرويد منذ اللحظة التي أعلن بها أن "مذهب الدوافع هو مجموعة أساطير"، وعطفا على الدوافع التي سبق ذكرها قاد إلى الغموض الرهيب. وهذا الالتباس هو ليس غريبا على مفهوم معين إذ أن عددا كبيرا من المفاهيم في التحليل النفسي تستمر في التغيير. فكان الهدف الحقيقي بالضبط لزوندي هو وضع نظرية في الدوافع، وكان من خلال دستور (الشكل ، والبناء) لرسمه التخطيطي للدافع. وإن الطموح لإنتاج "مذهب الدافع" doctrine drive المعتمد قد أُكد بصراحة في مقدمته في الطبعة الأولى لـ "بحث في التشخيص التجريبي للدافع" Treatise on Experimental Drive Diagnosis (1947). ويجب إن يعطينا نظام الدافع لمحة تركيبية إلى كل نشاطات الدافع مقارنة بالانطباع التام بما يعطينا الضوء الأبيض، على أن نظام الدافع يكون محتملا أيضا أن يُظهر الطيف spectrum للدوافع مثلما يمكن للضوء من أن يفعل في تقسيمه للألوان. إنها مهمة بالغة الصعوبة فليس بالشيء الغريب إن نحن لم نصل بعدُ إلى هذه النقطة
(Melon, 1996, Article).

وكان زوندي قد وجد له ملجأً في سويسرا عام 1945 بعد أن أُكرهته الحكومة النازية على مغادرة جامعة بودابست عام 1941، حيث عمل لمدة قصيرة في عيادة ريفز دي برانجنز Rives de Prangins السريرية المشهورة سابقا، ومن ثم استقر في زورخ ليبدأ من هناك التطبيقات الخاصة بالتحليل النفسي. وقد ظهر عمله في تحليل المصير الذي ينطوي على جوهر عمله في علم الوراثة في Basle عام 1944، وقد نشر بمساعدة بينو جويب Benno Schwabe عام 1947 بحثه الذي كان بعنوان "بحث في التشخيص التجريبي للدافع" آنف الذكر في بيرن Bern مع هانس هوبر الذي ظل المحرر الوفي له. ونُشر في الغرب ما بين Oder و Tokyo مئات المنشورات عن عمل زوندي منذ بداية الخمسينيات من القرن المنصرم، وكان بعضها متحمسا لأعماله، في حين كان بعضها الآخر هداماً destructive. غير أن الجميع كانوا، بدون استثناء متفانين في مسألة صدق الاختبار على أنه وسيلة في التشخيص السيكتري psychiatric diagnosis . ومع ذلك، لا أحد تساءل عن النموذج النظري الذي أنتج منه الاختبار. وقد قال زوندي؛ أنها "روح العصر" zeitgeist وأضاف "أنها روحانية عصرنا أن يُفحص كل واحد منا. إلا أن أحدا لا يعرف ماذا يفحص ولا لماذا" و "إن السؤال عن الوجود قد اختفى في هذه الأيام من الذاكرة"، ومع ذلك، من الواضح في كل المجالات إن هذا هو السؤال الوحيد الصادق لدرجة أننا نجد أنفسنا نأخذ في الاعتبار زيادة التضخم في الاختبارات في كل الأشكال (Melon, 1996, Article).

هذا وكرس سكوت من المدرسة البلجيكية للتحليل المرضي كل طاقته لكي يقنع زوندي نفسه أنه قد اكتشف أفضل نموذج ممكن للاستخدام في مجال الاعتلال النفسي psychopathology. وقدم سكوت Jacques Schotte ثناءا لليبوت زوندي عام 1963، في "ملاحظة في تقديم مشكلة البناء لتحليل القدر" "the structural problem of fate analysis Notice to introduce" وقدم برنامجا بحث مبدأ التحليل لإمكانيات وجود الإنسان من خلال صعوباته ومعاناته. وفضلت المدرسة البلجيكية استمراره في محاضرة التحليل النفسي، ليبين اكتشاف أسس التحليل، وبخاصة القيمة التركيبية للرسم التوضيحي للدافع. وهذا التحليل للأعمال الكاملة لزوندي يكشف عن التماسك الأساسي والمعنى الموجه لتحليل الوجود الخاص بالفرد والوجود للإنسان بشكل عام. وتلك المهمة مصحوبة بإعادة التفكير للمجال الكامل للطب النفسي والتحليل النفسي. وأنه أخذ مكانا في ظل قوى التحدي الأخرى في التحليل المتطورة من قبل الكثيرين مثل acques Lacan في باريس، ولم تكن أقل تعزيزا لإعادة التوجيه في النظرية والتطبيق لكل من الطب النفسي والتحليل النفسي. وتلك التطورات استهدفت كشف لعبة العناصر الأساسية وطبيعتها في العمل لتحقيق فهم أفضل للإنسان وللوجود الإنساني من خلال خبراته المرضية، وإعادة اكتشاف أبعاد الإنسان المبدئية في كل شكل من المعاناة العقلية
(Schotte, 1990, Artical ). أما النقد الذي يمكن أن يوجه إلى زوندي فانه لا يتعدى النقد الذي يوجه إلى التحليل النفسي كله. لأن زوندي هو جزء من التحليل النفسي ذاك.


يتبع



:.
استاذي الفاضل دكتور السمان
أرى جهدكم في متابعة الموضوع قد فاق الجهد في اعداده. :NJ:


بارك الله بكم أخي الكريم :011:

نورية العبيدي
01-04-2006, 10:15 PM
تطبيقنا لاختبار زوندي:

دراسة مقارنة بين استجابات المراهقين الجانحين وغير الجانحين على اختبار زوندي الاسقاطي
مستخلص البحث

مشكلة البحث: غياب اختبار زوندي الإسقاطي عن أذهان الباحثين والمتخصصين في ميداني علم النفس والطب النفسي في العراق والوطن العربي على الرغم من أن الاختبار استخدمه أكاديميا وتطبيقيا متخصصون في ميداني علم النفس والطب النفسي في بقاع العالم. فضلا عن أن صور الاختبار تحقق شرطين أساسيين للاختبار الإسقاطي projective test، الأول: أنها تستهدف الكشف عن الذات الداخليةinner self للفرد الذي يختار تلك الصور، والثاني؛ إن الفرد غير واع (aware) بأنه يفعل ذلك.

أهمية البحث: محاولة دراسة الأسباب التي تؤدي إلى ظاهرة جنوح المراهقين من خلال الكشف عن الدوافع الكامنة وراء تلك الظاهرة، الناتجة عن الجينات الوراثية المتنحية أو الكامنة التي يعدها زوندي المسؤولة في تحديد قدر الإنسان والتي تتمثل في ثمانية عوامل تكوينية factors constituting، وهي تقدم مجالا كاملا للقوى الموجهة في شخصية الإنسان، السوية وغير السوية. والعوامل هي؛ العامل h (الجنسية المثلية)؛ والعامل s (السادية)؛ والعامل e (الصرع)؛ والعامل hy (الهستريا)؛ k (الفصام التخشبي)؛ p (فصام البرانويا)؛ d (الاكتئاب)؛ m ( الهوس).

هدف البحث: المقارنة بين استجابات المراهقين الجانحين وغير الجانحين على اختبار زوندي الإسقاطي، من خلال رسم شكل profile ، يمثل معدل استجابات المجموعة الأولى مقابل شكل يمثل معدل استجابات المجموعة الثانية، وإيجاد الفروق بين استجابات المجموعتين.

الإجراءات: وتم تحقيق ذلك بتهيئة اختبار زوندي الاسقاطي بصوره الفوتغرافية الثمانية والأربعين، والتي تمثل كل صورة وجه لمضطرب عقليا. وتطبيقه بنفس الأسلوب بعد استخراج الصدق والثبات له على مجموعة من المراهقين الجانحين متكونة من (50) مراهق، وعلى مجموعة تكافئها في العدد والعمر والجنس من المراهقين غير الجانحين. واستخدم (مربع كاي) لإيجاد الفروق بين المجموعتين.
نتائج البحث: ظهرت فروق ذات دلالة بين استجابات المجموعتين على اختبار زوندي الاسقاطي في جميع العوامل عدا العامل (e ) وفسرت جميع النتائج ولاسيما التشابه في العامل (e)، بتفريغ الجانحين شحنة العدوان بارتكابهم للجريمة، وبالنسبة لغير الجانحين بحالة التسامي لديهم.

الاستنتاج: تساعد نتائج البحث في تصديق الافتراض الذي يبين أن صور الاختبار للمرضى عقليا، تنقل فعلا بعض الخصائص النفسية الجوهرية للأفراد من خلال استجاباتهم في موقف الاختبار بطريقة صادقة نفسيا.

التوصيات: خرج البحث بتوصيات منها "يستلزم اتخاذ إجراءات مباشرة لتحسين الجوانب المادية والاقتصادية للبيئة التي تحول دون تربية الأطفال والمراهقين بالأساليب الصحيحة. ومن جهة أخرى لتحول تلك الإجراءات دون ارتكاب أي جنحة قد يكون الدافع لها الحاجة للمال. وبذلك يمكن توجيه المراهق بإشباع حاجاته الدافعية - التي قد تؤدي إلى ارتكاب أي نوع من أنواع الجنوح - بممارسة أعمال ونشاطات مثمرة مفيدة له وللمحيطين به".

المقترحات: لقد أثار البحث عدد من المشكلات التي تدفع لمشاريع بحوث مستقبلية، أهمها "تطبيق الاختبار على جانحين من مرتكبي جرائم أخرى غير القتل ومقارنتها بنتائج البحث الحالي ولا سيما استجابات العينة في العاملين (e) و (s) حيث يعبران عن الدوافع العدوانية لدى الفرد وذلك لدعم صدق الاختبار".



تفاصيل اكثر


يتبع


:.

د. محمد حسن السمان
01-04-2006, 10:57 PM
لام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة الاستاذة نورية العبيدي

ما زلت متابعا , لبحثك الرائع , اقرأ واتزود بالمعرفة , تقدمين
مساحة علمية ثقافية , تستحق المتابعة والتفكير .
ما زلت استاذتي الفاضلة , اقوم بنقل الموضوع الى القرص
الصلب , ولابد لي من العودة بالكثير من التركيز, للقيام بدراسة
الموضوع , وعندها اعتقد سيكون لنا نقاش مثمر , بإذن الـلـه .
بارك الـلـه بجهودك الطيبة

اخوكم
السمان

نورية العبيدي
02-04-2006, 06:14 PM
مشكلة البحث

قد يتعرض أي فرد نتيجة للتغييرات السريعة التي تشمل جميع جوانب الحياة ماديا واجتماعيا إلى صعوبات في التوافق أو عدم توافق أو ربما اضطرابات في الشخصية أو مشكلاتها. وقد يسعى إلى العيادات النفسية يلتمس فيها التوجيه والعلاج. وعلى صعيد آخر، قد يعاني المرضى المصابون بأمراض مزمنة مثل الصرع أو أمراض مميتة مثل السرطان إلى الاعتلال النفسي بدرجات وأشكال متباينة. وعليه صارت الحاجة ماسة إلى البحث عن أساليب جديدة تساعد المختصين الذين يتعاملون مع الأفراد الذين يحتاجون العون على مشاكلهم النفسية أيا كانت أسبابها ومهما تعددت مصادرها للقيام بعمليات التشخيص وما يتبعها من توجيه أو علاج نفسي. ومن جهة أخرى، كان للتقدم العلمي وتطور الوسائل التقنية – ولا سيما في مجال الاتصالات كالانترنيت Internet والبريد الآلي E- mail والبث عن طريق الأقمار الصناعيةSatellite – أثرٌ كبيرٌ في تطوير شخصية الفرد، لتأخذ طابعها المعاصر، ولتجعل منه إنسانا مثقفا مراوغا. وهذا سيؤثر بشكل أو بآخر في مصير الاختبارات التقليدية التي يستخدمها معظم المتخصصين في مجال الكشف في الشخصية من حيث الثقة في موضوعيتها، إذ أن مثل هذا الفرد، سيكون واعيا بما يقوله وبما يفعله وبما يريده الآخرون منه. ولعل هذا يكفي لأن نلمس مشكلة ما، وهي أن الاختبارات البديلة، والصادقة نفسيا، والأكثر موضوعية غير حاضرة في أذهان المختصين والباحثين بدليل القصور في الدراسات والبحوث المحلية والعربية التي تستخدم مثل هذه الاختبارات.

ولعل هناك من يتساءل: ما تلك الاختبارات البديلة؟ غير أنهم حين الاطلاع على طبيعة الاختبارات الإسقاطية، سيدركون فورا أنها الوسيلة الأنسب. وأن المتخصصين في العالم بعد أن خبروا كل الأنواع الأخرى من الاختبارات وجدوا أنفسهم يعودون إليها لأنهم لم يجدوا أكثر منها قدرة على الغور في الشخصية، وأكثر موضوعية. وقد يدعم هذا القول ما وضحه الاختصاصي في علم النفس السريري Psychologist Clinical (Agnes Risko) ، الذي يعمل حاليا في معهد السرطان العالمي في مدينة بودابيست Budapest الهنغارية، من خلال رسالة جوابية بعثها للباحثة في 29/آب /2000، حيث قال أنه أثناء عمله في التشخيص النفسي في المعهد يستخدم الاختبارات الكلاسيكية، ولاسيما اختبار الرورشاخ الاسقاطي واختبار زوندي، وأنه أحب استخدام اختبار زوندي الاسقاطي بالتحديد منذ عام 1985. فمن المهم هنا أن نشير إلى طبيعة الاختبارات الإسقاطية، ليتسنى لنا متابعة مشكلة البحث الحالي، وسنختصر طبيعة تلك الاختبارات بالنقاط الآتية:

• الموقف المثير الذي يستجيب له الفرد غير متشكل وناقص التحديد والانتظام. ومن شأن هذا أن يقلل من التحكم الشعوري للفرد في سلوكه بشكل تترتب عليه سهولة الكشف عن شخصيته.

• إن الفرد يستجيب للمادة غير المتشكلة التي تعرض عليه دون أن تكون لديه أية معرفة من أية جهة سوف يتم تقدير هذه الاستجابات أو عن كيفيتها. فدلالة المنهج أو الطريقة غير معروفة لدى الفرد. ومن ثم فإن إنتاجه سوف لا يتأثر بالإرادة أو المرغوبية إلى حد بعيد.

• إن الاختبارات الإسقاطية تمثل نزعة من جانب الفرد ليعبر عن أفكاره ومشاعره وانفعالاته ورغباته في تشكيل المادة غير المتشكلة نسبيا. وهنا تختلف عن غير الإسقاطية، ففي النوع الثاني تكون هناك إجابات صحيحة وأخرى خاطئة أو تكون هناك طريقة صحيحة وأخرى خاطئة في القيام بعمل شيء ما، أو على الأقل هناك معيار عددي كمي للنجاح أو الفشل. أما في الاختبار الاسقاطي فإن كل هذا يختفي… والفرض الذي يقوم عليه هذا المنهج هو أن الفرد حين يستجيب إنما يُسقط مشاعره ورغباته ومخاوفه ودوافعه وعقده الشعورية واللاشعورية، فيكشف بذلك بشكل ما عن شخصيته… ومن هنا يتم تقدير استجاباته على أسس أخرى غير الصحة والخطأ.

• وأخيرا فإن الاختبارات الإسقاطية لا تقيس نواحي جزئية أو وحدات مستقلة تتألف منها الشخصية في مجموعها بقدر ما تحاول أن ترسم صورة عن الشخصية كلها، ودراسة مكوناتها وما بينها من علاقات ديناميكية. فهي إذن تساير النظريات الحديثة في علم النفس التي تنظر إلى الشخصية نظرة فاعلة على أنها متغيرة باستمرار dynamic وتنظر إليها نظرة كلية أكثر مما تنظر إليها على أنها مجموعة من السمات التي تظهر لدى الفرد حين يستجيب لهذه المثيرات الجزئية المختلفة (غنيم وبرادة، 1975، ص10-13).

لذا فإن مشكلة البحث الحالي تكمن في أن اختبار زوندي الاسقاطي غير حاضر في أذهان المختصين الذين يعملون في ميدان علم النفس والطب النفسي على الرغم من أن الاختبار استخدمه في كثير من الدراسات في بقاع العالم متخصصون في ميدان علم النفس والطب النفسي. فضلا عن أن صور الاختبار تحقق شرطين أساسيين للاختبار الاسقاطي الأول: أنها تستهدف الكشف عن الذات الداخلية للفرد الذي يختار تلك الصور، والثاني: أن الفرد غير مدرك بأنه يفعل ذلك، حيث أن إدراك الأمر أو معرفة تفسيره قد يجعل الفرد يرتب اختياره (Szondi, 1952, p.23). وإذن يمكن للباحثة صياغة مشكلة البحث الحالي باختصار؛ أن الساحة الأكاديمية والتطبيقية في ميدان علم النفس وميدان الطب النفسي لم تتعرف بعدُ على اختبار إسقاطي مهم مثل اختبار زوندي، وإن تعرفت على صورة الاختبار واعتباراته النظرية فقد لا تكون قد تعرفت على الأساس النظري للاختبار كله. ولنفترض أن هناك من اطلع على كل هذا وذاك، فليس ما يؤكد أن هناك من أكد صدق الاختبار باختبار فرضية من فرضياته أو عمل على تأكيد قدرة الاختبار على التمييز بين فئات مختلفة أو قدرته على التحليل النفسي للشخصية أو قدرته على تشخيص الاضطرابات التي اٌفترض نظريا أنه قادر على تشخيصها أو غير ذلك. والسؤال الذي سيقدم هو؛ هل سيتمكن البحث الحالي من تقديم الاختبار بالشكل العلمي المنهجي، أي نظريةً وتطبيقا، بحيث يتقبله المعنيون في الميدان باطمئنان؟


أهمية البحث:


يتبع


:.



استاذنا العزيز الدكتور السمان؛
سعيدة أنا باهتمامكم بهذا الموضوع خاصة وانه المصدر الوحيد باللغة العربية على الشبكة.

تحياتي لكم وتقديري

نورية العبيدي
04-04-2006, 10:07 PM
أهمية البحث

ليس من المغالاة أن ينصب اهتمام الباحثين سابقا وحاليا بمرحلة المراهقة لما لهذه المرحلة من أهمية في بناء شخصية الإنسان. فقد اقترح ستانلي هول (Stanley Hall 1890 ) قبل هذا بسنين عدة أن تكون مرحلة المراهقة ميدانا للبحوث والدراسات العلمية، وبدأ فعلا بنشر دراسات كثيرة حول مشاكل المراهقين واستعداداتهم (Hall, 1890, p.84).

وكان للدراسات عن المراهقين نصيب كبير من التقدم العلمي التقني في الاتصالات. فقد نشر عدد كبير من الباحثين من خلال مواقع الانترنيت الكثير من البحوث والدراسات والتقارير الطويلة والقصيرة بشأنهم، أو لذويهم أو القائمين على رعايتهم. منها مثالا لا حصرا، ما نشر حول تساؤل الوالدين عمّا إذا يكون ابنهم المراهق يعاني من اضطراب انفعالي أو سلوكي. فما الذي يُبحث؟ فضلا عن أن من بين الخبرات التي تواجه الوالدين بخصوص الأطفال والمراهقين الذين يعانون من مشكلات انفعالية أو سلوكية، سؤال عمّا إذا يعد سلوك الطفل أو المراهق غير سوي إلى حد يتطلب معه تقويم شامل من قبل الخبراء. وقد يكون من أصعب الأمور على الإطلاق، حتى عندما يُظهر المراهق السلوكيات السلبية، أن يحدد أعضاء العائلة تماما ما إذا قد تكون تلك السلوكيات خطرة. فقد تسبب السلوكيات العنيفة التي يتكرر حدوثها من بعض المراهقين – كأن ينفجر فيحطم الأشياء – مشكلة حقيقية بالنسبة لبعض الآباء، في حين يرى آخرون من الآباء نفس السلوكيات على أنها توكيد لاستقلالية المراهق أو لإظهار مهاراته القيادية. وعلى أية حال، قد يواجه كل مراهق صعوبات انفعالية من وقت لآخر كما يحصل لدى البالغين. وتعد مشاعر الحزن، أو النقص، وانفعالات مختلفة شديدة، جزءا من النمو. كما أن الصراعات بين المراهقين والآباء، هي شئ لابد منه، إذ يعدها المراهقون نضالا من أجل التحرر من رقابة الوالدين، وليكوّن كل منهم هويته الذاتية. وتلك هي تغيرات طبيعية في السلوك تعود إلى التقدم في النمو. وتعد مثل هذه المشكلات مألوفة أكثر في أوقات يحصل فيها تغييرات مهمة في الأسرة مثل موت أحد الأجداد، أو ولادة طفل جديد، أو الانتقال من الريف إلى المدينة. إن هذا النوع من المشكلات قد يمكن السيطرة عليه، وذلك بزيارات محددة إلى متخصص في الإرشاد النفسي أو خبير في الصحة العقلية لغرض مساعدة المراهق لأن يتوافق مع التغيرات في حياته. ومع ذلك، قد يطور بعض المراهقين مع الزمن الاستجابات السلوكية والانفعالية غير المقبولة، في مواقف الحياة المختلفة، وتستمر مع الوقت (PACER, 1996, paper).
إن إدراك الوالدين بأن سلوك ابنهما المراهق يحتاج إلى ملاحظة المختصين، قد يكون أمرا مزعجا أو مرعبا بالنسبة إليهما، فيحاولان مساعدته ودعمه، أو قد تُقبل تلك السلوكيات ويمكن احتواؤها من قبل الوالدين على أنها مجرد اخفاقات شخصية. وقبل أن ينشد الوالدان تقويم ابنهما رسميا بخصوص صحته النفسية، قد يحاولان مساعدته بالتحدث إلى الأصدقاء، والأقرباء، ومدرس المراهق. وقد يشعر الوالدان بأنهما بحاجة للمساعدة أيضا، وذلك بتعلم أفضل الطرائق لدعم الابن المراهق خلال الأوقات العصيبة، وربما يبحثان عن نصائح عن طريق محاضرات تساعدهما في إتقان مهارات تدبير المواقف الحرجة أو مهارات حل الصراعات. فمثلا التغييرات في السلوك الاعتيادي للمراهق في المنزل أو المدرسة، قد يساعد على أن ينمي بعض "الفنون الجميلة" لديه، وقد يحقق المراهق من خلالها إنجازاً ما، أو على الأقل، يحقق احترامه لذاته. وعلى أية حال، فإن تقويم المتخصص في الصحة النفسية يحتاج لمعلومات الأهل، وهذا يساعد كثيرا على تشخيص الاضطرابات الانفعالية أو السلوكية ومن ثم ينصح ببرنامج للعلاج
(Mailto, 2001, paper).

ربما يكون أهم سؤال يقدم للوالدين بخصوص مشاكل ابنهما المراهق هو "كم من الألم تسبب مشاكل ابنكما، لكما، أو له، أو لبقية أفراد العائلة؟" فإذا كانت السلوكيات العدوانية أو غير المقبولة، أو السلوكيات الدالة على الحزن أو العزلة تبدو مشكلات بالنسبة للابن أو لأفراد عائلته، فقد يكون قرار الوالدين بعد ذلك، أنه يجب أن ينظر إليها باهتمام. ويقترح Sharon Brehm ثلاثة معايير لتساعد في تقرير ما إذا كانت سلوكيات المراهق سوية أو أنه يحتاج للمساعدة، وهي:

1. دوام السلوك المزعج وبقاءه: فيما إذا هو مستمر. أو هناك مؤشر من أن المراهق عازم على أن يتخلص منه بمرور الأيام، وأن يتقدم نحو الأفضل بالمراحل الجديدة من النمو.

2. شدة السلوك: على سبيل المثال، إذا كانت نوبات الغضب طبيعية كما هي لدى كل المراهقين تقريبا. فبعض نوبات الغضب قد تكون من الخطورة بحيث تسبب القلق بل الرعب لدى الوالدين إلى درجة يعتقدان أن سياسة التدخل تصبح لابد منها. ويجب أن يولي الوالدان عناية خاصة إلى سلوكيات مثل اليأس despair، وفقدان الأمل، hopelessness ، أو فقدان الاهتمام بالعائلة، والأصدقاء، والمدرسة أو النشاطات الأخرى التي تعد ممتعة، أو يمارس السلوكيات التي فيها خطورة عليه أو على الآخرين.

3. عمر المراهق: فيما إذا يكون السلوك مناسبا لعمر المراهق. إذ سلوك ما قد يبدو مناسبا لعمر معين إلا أنه ليس مناسبا تماما لعمر المراهق (Lastail, 2001, paper) ويجب أن تأخذ بعض السلوكيات في اعتبار الوالدين على أنها مؤشرات للخطر، مثل محاولات أذى النفس، أو التهديد بالانتحار، أو السلوكيات العنيفة، أو التردد الذي يخلق عجزاً يرافق الأعمال الاعتيادية الروتينية. فيجب على الوالدين العناية الفورية عند ملاحظة مثل تلك السلوكيات، كأن يكون ذلك بقصد الجهات التي تعني بالصحة النفسية أو العلاج السريري، أو عن طريق الإرشاد النفسي. وقد يتساءل الوالدان عما إذا يوجد هناك بعض العوامل التي تؤثر في سلوك أبنهم من ذلك، مثلا؛

• إذا كانت هناك شروط معينة (مثل سماع المشكلات، الخ.) قد تؤثر في السلوك؛
• أو إذا كانت المشكلات المدرسية (العلاقات، مشكلات التعلم) تسبب ضغوطاً إضافية؛
• أو إذا كان المراهق متورطا في استخدام العقاقير أو الكحول؛
• أو إذا كانت التغييرات التي تحدث في العائلة (طلاق، أو طفل جديد، أو موت) قد تسبب قلقا للمراهق (Lastial, 2001, papeer).

والتقويم المناسب لعقل المراهق أو حالته الانفعالية هو مفتاح لاختيار الأساليب المناسبة لخدمات الصحة النفسية. وتعد الاختبارات، بطبيعتها، وسيلة للتمييز. فإذا يأخذ الجميع نفس الدرجات على اختبار ما، فلم تعد هناك فائدة من ذلك الاختبار، فإذن، تعد الاختبارات القوية التمييز ضرورية في عملية التقويم.

وللحصول على تقويم مناسب ومتكامل للشخص المفحوص أيا كانت خلفيته الثقافية، يمكن استخدام مصادر متعددة للمعلومات عن الشخص (المعلمون، والمعالجون، والوالدان، والمرشدون النفسيون والموجهون الاجتماعيون). ويؤخذ بالاعتبار - لتقويم الصحة النفسية الشاملة للمراهق- عددٌ من الأسئلة هي:
• هل يتفق عدد من الخبراء بعضهم مع بعض في التقويم؟
• هل يضمّن الخبراء معلومات العائلة في تقرير التشخيص حول دور المراهق في المنزل ضمن المجموعة؟
• هل تؤمن عائلة المراهق بأن التقويم مضبوط؟
(parentshandbooks, 2001, paper).

وهناك عدد من المستشفيات ومراكز الصحة النفسية في بلدان مختلفة تهتم بجدية بمرحلة المراهقة فتقوم بالتشخيص الشامل وببرامج تقويم للأطفال والمراهقين… وربما يكون التقويم مكلفا، إلا أن هناك بعض المساعدات المتيسرة للأسر ذات الدخل المحدود، وعادة تكون تلك المساعدات التي تغطي كلاّ أو جزءاً من كلف المساعدات الطبية من شركات التأمين في تلك الدول. ومن البرامج المخصصة للأطفال والمراهقين، برنامج التشخيص والعلاج الدوري الذي يدعى (EPSDT) the Early and Periodic Screening, Diagnosis and Treatment الذي يقدم لهم عناية صحية وقائية، تتضمن تقويماً assessment، وتشخيصاً diagnosis، وخدمات صحة نفسية مناسبة. فبمساعدة البرنامج EPSDT، يكون التقويم شاملا صحيا، ومتضمنا الحالة الانفعالية للطفل أو المراهق (Athens/Oracle, 2001, paper).

ومن المؤسسات الكبيرة التي اهتمت بمرحلة المراهقة الأكاديمية الأميركية المتخصصة بالطب النفسي للطفل والمراهق التي تدعى (AACAP)، The American Academy of Child and Adolescent Psychiatry) ، فقد قدمت أكثر من 6,900 متخصص في الطب النفسي psychiatrists للطفل والمراهق، ومن لديهم خبرة لا تقل عن خمس سنوات في ممارسة تخصصهم بعد دراسة الطب على نطاق عام (Parents hand books, 2001, paper).

من أهم ما أكد عليه الباحثون في سلسلة اهتماماتهم بمرحلة المراهقة موضوع سلوك المراهق. فغالبا ما يتساءل الوالدان، "ما السلوك الذي يتغير؟ وهل تغيره مجرد كلمة لخداع الشباب الصغار لغرض السيطرة عليهم؟" (Bruno, 2001, paper)

قد يمارس البالغون الذين يتعاملون مع الصغار أو المراهقين إستراتيجيات لتشكيل shape سلوكهم. وعلى وجه العموم، يحتاج الصغير أو المراهق وسائل أساسية من لغة، وتعلم، ونضج انفعالي وسيطرة على الذات، ليتعايش بفاعلية مع الآخرين. ومبادئ تغيير السلوك تصف المنهج المرسوم الذي يلاحظ السلوك والسعي لتشكيله بطرائق إيجابية. والغرض لتغيير السلوك في التربية هو ليس غسل دماغ أو السيطرة على العقل، بل العكس تماما. فإن الغرض هو تشجيعهم لاختبار عواقب أعمالهم ليزيدوا من استقلاليتهم ومعرفة ذواتهم. وتؤخذ بنظر الاعتبار مبادئ التوجيه بشأن تغيير السلوك على أنها أسلوب معمول به لمساعدة الشاب الصغير ليصبح أكثر نجاحا في مدرسته. فإن لم يتمكن من العمل باستقلالية، سينعكس ذلك على جوانب حياته كأن يطلب باستمرار أن يعاد له شرح الدرس، ولا يعمل واجباته بنفسه، بل يقوم على استنساخها من رفاقه في الصف، ويعبر عن شكوكه بنفسه تكرارا، على الرغم من إعادة طمأنته، ويتشبث بالبالغين تحت أي ضغط. فشاب غير مستقل كهذا، غالبا ما يشعر بالضعف وبالدونية
(Bruno, 2001, paper).

نحن نعلم من وجهة نظر السلوكيين أن السلوك الذي يُكافأ أو يُعزز يميل إلى أن يتكرر، وإن السلوك الذي يُرفض، يميل إلى أن ينطفئ. غير أنه ليس من السهل اختيار المكافآت، أو التعزيزات المناسبة، إذ أن التعزيز الذي يفيد مع شخص ما قد لا يستخدم مع شخص آخر. وغالبا ما يتجاهل الوالدان والمعلمون السلوك المقبول (لأنهم يتوقعونه)، ويستجيبون أو يولون اهتماما للسلوك غير المقبول (لأنهم يريدون أن يغيروه)، فانهم على الأغلب، وعلى غير قصد منهم يعززون السلوكيات غير المرغوبة. في حين عليهم، بدلا من ذلك، أن يحاولوا أن يعملوا على إطفاء السلوكيات غير المرغوبة، وذلك بالتعبير بالأسلوب المناسب عن رفضهم لها. وأن يعملوا على زيادة أو تكرار السلوكيات المرغوبة، وذلك بتعزيزها، على أن يقوموا بهذا أو بذلك وقت حدوث السلوك. ويجب أن لا تُهمل سلوكيات الطفل أو المراهق التي فيها خطورة عليه أو على الآخرين تحت أي ظرف (Mailto, 2001, paper).

إن وسائل الاتصال Communication هي جزء مهم من عملية تغيير السلوك. فيحتاج الأطفال والمراهقون لأن يعرفوا ما هو متوقع منهم بالفهم الواضح للمحددات السلوكية. وهذا يقود طبيعيا إلى مناقشة العقوبات. فإن العقوبات تعمل على إيقاف السلوك غير المرغوب أو تُعلمّ إبطال السلوك، إلا أنها أقل تأثيراً من التعزيز الموجب، فإضافة إلى إحراز السلوك المرغوب، يعمل التعزيز الموجب على تغيير السلوك. وقد يأخذ التعزيز الموجب شكل المكافأة، مثل معاملة أو امتياز خاص… وعلى الوالدين أو المربين عندما يضعون التوقعات للأطفال والمراهقين أن يجعلوها واقعية ويمكن تحقيقها. وتقليل رد الفعل إزاء الأخطاء إلى الحد الأدنى (لإطفائها) وعندما يمارس أحدهم خطأً، عليهم أن يوجهوه إلى تصحيح الخطأ والاستمرار في التقدم. وستكون للتعزيز نتائج إيجابية عندما يكون تطبيقه صحيحا، إذ أن أي خطأ بالتطبيق سيجعل النتائج عكس ما يطمح لها. وعندما يبدو أن المهمة لا تنجز بسهولة، يمكن أن تحول إلى واحدة محدودة، فيمكن القيام ببعض التفاصيل. كأن يكوَّن برنامجا كل يوم صباحا في الصف، ليعرف الطفل أو المراهق ما هو متوقع منه ووفقا لذلك يرتب وقته. وفي البيت أيضا، فإن السلوك الاعتيادي اليومي مفيد جدا ويمكن أن يقود إلى عادات جيدة انفعالية وإنتاجية تستمر مدى الحياة… وإن التعليم والتعزيز للسلوكيات الإيجابية يمكن أن تساعد الأطفال والمراهقين في أن يصبحوا شيئا فشيئا أكثر ثقة بالنفس، وأكثر مراقبة لذواتهم، وأكثر اتكالا على النفس وبالتالي فهم يتصرفون وفق توقعات البالغين (Bruno, 2001, paper).

وهناك بعض الأنماط السلوكية العدائية الناتجة عن عدم التوافق قد تجعل من بعض الأطفال والمراهقين جانحين. وقد تكون حالات من الجنوح مجرد سلوكيات تصاحب نمو المراهق. وعلى أية حال، فإن التصادم بين الحدث والقانون يتسم دائما بالخطورة، لأن حالات الجنوح وأصناف الجرائم كثيرا ما تخفي سلوكا إنسانيا في غاية التعقيد والتنوع الكبير في الأسباب (وول، 1981، ص190).

وقد أصبحت دراسة الجنوح من الأهمية بمكان بعد توقع زيادة شاملة في جنوح الأحداث في مختلف الدول فضلا عن أن هناك زيادة محسوسة في جرائم العنف التي يرتكبها الأفراد بين السابعة عشرة والعشرين (وول، 1981، ص191).

ولعل ما يزيد في أهمية وأصالة البحث الحالي تفرده في النظر إلى ظاهرة الجنوح من زاوية لم ينظر من خلالها باحث آخر – على حد علم الباحثة- لرؤية الأسباب الكامنة وراء الجنوح أو التي تؤدي إليه من خلال تلك الزاوية حسب. أما تلك الزاوية فتكشف عن الدوافع الكامنة وراء ظاهرة الجنوح لدى عينتها الناتجة عن الجينات الوراثية الكامنة التي يعدها زوندي الموجه الأساسي لسلوك الإنسان بل أنها المسؤولة في تحديد قدره. وحيث أننا لا نرى تلك الجينات ومن ثم لا نتمكن من قياسها، إلا أن هناك ما يشير إليها وما يمثلها، وهي العوامل factors التي تكوّن أنظمة حاجات need systems وتكوّن بدورها موجهات للسلوك vectors . ويمكن الكشف عن كل هذا بالتفصيل من خلال اختبار زوندي الاسقاطي ولوحاته التشخيصية.

وتأسيساً على ما ورد آنفا من أهمية تقويم المراهق عن طريق الاختبارات ذات قوة التمييز العالية، سيكون أهم ما يزيد من أهمية البحث الحالي من وجهة نظر الباحثة هو استخدام اختبار زوندي الاسقاطي الذي أثبتت الدراسات والبحوث السابقة قدرته العالية على التمييز بين الفئات المختلفة - كما سيتوضح في فصل الدراسات السابقة - من جهة، وقدرته التحليلية لشخصية الإنسان بما في ذلك كشف الدوافع التي تدفع به إلى أداء ما يقوم به من سلوك من جهة أخرى. وسيكون من الأهمية بمكان إثبات قدرته على التمييز في دراسة عملية ملموسة مثل هذه ليكون معيارا يستعان به للتمييز بين نمطين من شخصية المراهق، وهما شخصية المراهق الجانح وشخصية المراهق غير الجانح، وذلك بتقديم أنموذج بروفيل الخاص لكل من النمطين، ليكونا معيارين يُكشف على وفقهما ما إذا يكون المراهق ذا شخصية تميل إلى الجنوح - كأن تحمل ميولاً أو دوافع عدوانية- أو أن يكون المراهق على خلاف ذلك.

إن محاولة إيجاد الحل لمشكلة البحث الحالي - التي اتضحت بضرورة تزويد الميدان النفسي المعاصر في العراق باختبار إسقاطي يتميز بشمولية الكشف في الشخصية والتشخيص- تكون بتقديم صورة اختبار زوندي، باعتباراته النظرية، وأساسه النظري، وبما يستلزم عرضه من بحوث ودراسات تناولت الاختبار أو استخدمته، وأخيرا الدليل الملموس على صدق الاختبار، وعلى قدرته في التمييز بين فئات مختلفة في خصائص معينة واضحة للعيان، من خلال نتائج تطبيق الاختبار في بحث ميداني. قد يكون لتحقيق كل ذلك أهمية كبيرة من وجهة نظر الباحثة، تكفي لأن تدفعها بالشروع في تقديم بحثها الحالي. لا سيما إذا علمنا أن الساحة الأكاديمية، والميدان التطبيقي لعلم النفس والطب النفسي في العراق خاصة، وفي العالم العربي بشكل عام تفتقر لبحث واحد صغير أو كبير قد اُستخدم فيه اختبار زوندي الاسقاطي أداةً أو تناول الاختبار بالنقد والتحليل. في حين أنه قد حظي باهتمامِ عدد كبير من الباحثين في جامعات ومؤسسات علمية مختلفة وفي أرجاء العالم، وأن مبادئ زوندي التي توّجها باختباره الاسقاطي هذا، لم تُشبع بالدراسة والبحث من خلال رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه في جامعات عالمية مختلفة حسب، بل تعدى ذلك إلى دخول الاختبار ميدان التطبيق العملي والاستفادة منه في أغراض التشخيص لاضطرابات مختلفة، وفي الكشف عن جوانب متعددة في الشخصية، وهذا مما ساعد كثيرا في العلاج والإرشاد النفسي. ففضلا عن عمل Risko في معهد السرطان العالمي في مدينة بودابست الهنغارية الذي يستخدم في عمله اختبار زوندي الاسقاطي بالتحديد، فإن من بحوثه المنشورة، بحث بعنوان "Influence of the pathological psychological state of cancer patients on their decisions" كان قد استخدم في ذلك البحث اختبار زوندي الاسقاطي في مقابلاته لمرضى السرطان لغرض التحليل النفسي لهم. وقد وجد Risko بعد حصوله على النتائج ومناقشتها، أن حالات من المرض النفسي تمارس تأثيرا في اتخاذ المرضى لقراراتهم، بخصوص معالجتهم وبخصوص المقابلات، وربما تؤثر أيضا في العلاقة بين المريض والمعالج (Risko, T, Z, T, & E, 1996, pp51-55). كما أن هناك مؤسسات علمية عالمية خصصت مساحات لزوندي على شبكة الانترنيت szondi forum The leopold يتضمن: أخباراً News؛ وخصص قسم لذلك يدعى NEWS SECTION ، ترد إليه رسائل من دول العالم المختلفة، تتضمن كل ما هو جديد فيما يتعلق بزوندي من مقالات، أو كتب، أو بحوث استخدمت اختباره، أو أخرى تحلل نظريته، أو ما يقال عنه من نقد أو غيره. كما أن بعض الجهات العلمية في العالم تذكر مشاريعها المستقبلية بهذا الاتجاه … وقد لوحظ من خلال الاطلاع على بعض الرسائل الواردة من جهات مختلفة بأن حركة زوندي مستمرة في بقاع العالم وبلغات مختلفة. كما أن هناك موقعاً خاصاً لمعهد متخصص بحركة زوندي يدعى معهد زونديSzondi Institute وهذا يفتتح بصور كبيرة للمثلث الفكري الأساسي للمعهد، وهم كل من سيجموند فرويد Freud S. ، وكارل يونغ Young Carl G. و ليبوت زوندي L. Szondi ، حيث أن الأساس لنظرية زوندي التي تدعى بنظرية تحليل المصير "Schicksalanalyse" أو "Fate analysis" هو نظرية فرويد في التحليل النفسي Freudian psychoanalysis”" التي يعدها زوندي النظرية التطورية The ontogeny ، ونظرية يونغ في التحليل النفسي "Analytical psychology" التي تعد عند زوندي علم الآثار للعمليات العقلية العميقةThe archaeology of the deep mental processes ، أما نظرية زوندي نفسها فيدعوها هو بالنظرية الجينية "The genealogy " - وستتطرق الباحثة بالتفصيل إلى هذه النظريات في فصل الإطار النظري -، وقد نشرت دراسات وبحوث تناولت اختبار زوندي، مثل دراسة (David, 1949) وكان محور الدراسة تقويماً لإعادة تطبيق اختبار زوندي (David,1949,M.A). ودراسة (Borstelmann,1950) وتدور حول قيم التنبيهات المؤثرة لصور زوندي (Borstelmann,1950,Ph.D). ودراسة (Feigenbaum,1951) التي بينت بعض المظاهر في اختبار زوندي، (Feigenbaum,1951,Ph. D.) ومن أشهر الباحثين الذين استخدموا اختبار زوندي الاسقاطي أداةً في بحوثهم Jaako Borg الأستاذ في جامعة Tamper الفنلندية، وقد تخصص في دراسة التوائم المتطابقة وتحليل الشخصية باستخدام اختبار زوندي منذ الستينيات ولحد الآن، وله بحوث عديدة في هذا المجال، • ومن بحوثه المنشورة؛ بحث يركز على إدراك صور الوجوه الفوتوغرافية للأفراد غير الأسوياء في اختبار زوندي (Borg, 1968, p.21). وهناك بحث من جامعة Ball state يتناول دراسة تحليلية لاستجابات طلبة معاقين انفعاليا وأسوياء إزاء صور لأنماط شخصية لا سوية (ويقصد بها صور اختبار زوندي) (McDowell, 1982, p.20). ومن البحوث المنشورة الأخرى بحثان لباحث واحد في نفس العام، أحدهما بعنوان "ليبوت زوندي، القدر والعمل" (Larome, 1986, pp.876-881)، والآخر بعنوان (قدر اختبار زوندي في فرنسا " تاريخ الاختبار، نقد الاختبار، صدق الاختبار") (Larome, 1986, pp.869-876). ومن أهم الشخصيات التي تناولت زوندي كثيرا، في بحوث وكتب كثيرة Susan Deri ، ومن نتاجاتها القيمة، بحث بعنوان Szondis genetically based Schicksalanalysis as a parameter of psychoanalysis. إذ بحثت في أساس نظرية القدر وبينت أن ذلك الأساس هو المبادئ الجينية لزوندي وقد جعل منها نظرية في التحليل النفسي ((Deri, 1990, pp.503-510. فضلاً عن دراسة شخصية المدمنين على الكحول بتشخيص دوافعهم باستخدام اختبار زوندي، واستهدف البحث تصنيف الدافع، وصيغة الدافع، وتقدير التوتر، والتزامن Syndrome، والمتغيرات الوسيطة (Matsubara, 1991, pp.39-53). وستتطرق الباحثة بشيء من التفصيل إلى بعض البحوث والدراسات التي وظفت اختبار زوندي الاسقاطي، وذلك سيكون في فصل (الدراسات السابقة). فقد أرادت الباحثة من هذا العرض تبيان؛ أن الاختبار قد دُرس من كل جوانبه قبل أن يُقدَّم إلى الميدان التطبيقي، بحيث استقبله بعدها المعنيون باطمئنان. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، وضح لنا بعض مزايا الاختبار، مما دفع الباحثة لتبنيه أداةَ في بحثها، وستكشف بالتفصيل عن مزاياه العديدة في متن رسالتها، بدءاً من قدرته على كشف جوانب مختلفة في الشخصية، وانتهاء بقدرته على كشف العديد من الاضطرابات الذهانية والعصابية، فإن ميزات شاملة مثل هذه قلما نحصل أو قد لا نحصل عليها جميعا في اختبار واحد في حدود معرفة الباحثة.


أهداف البحث


يتبع



:.

د. محمد حسن السمان
05-04-2006, 07:18 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة الاستاذة نورية العبيدي

ما زلت متابعا , احضر هذه الدراسة العلمية الراقية ,
وانقل كل ما جاء فيها , ومنذ مدة يومين , كنت في
جلسة مع اثنين من الاخوة الاكاديميين , ورحت اناقش
معهما نظرية الزوندية , وبعض التجارب المعتمدة ,
مستفيدا مما تعلمته من البحث والدراسة , التي اخذتها
عنك , وقد اشرت اثناء الشرح , لك استاذتنا الفاضلة
مرجعا .

اخوكم
السمان

نورية العبيدي
09-04-2006, 07:51 PM
أهداف البحث

استهدف البحث التمييز بين استجابات المراهقين الجانحين وغير الجانحين على اختبار زوندي الاسقاطي. وقد تم تحقيق ذلك باتباع ما يأتي؛

1. استخراج البروفيل العام لمجموعة المراهقين الجانحين والبروفيل العام لمجموعة المراهقين غير الجانحين.

2. المقارنة بين البروفيل العام لمجموعة المراهقين الجانحين والبروفيل العام لمجموعة المراهقين غير الجانحين على وفق النقاط الآتية:

أ. من خلال الفروق التي تظهر بين عدد استجابات المراهقين الجانحين للعوامل الثمانية كل على حدة في البروفيل العام لهم، وعدد استجابات المراهقين غير الجانحين للعوامل نفسها في البروفيل العام لهم.

ب. من خلال الفروق في الاتجاه بين عوامل البروفيل العام للجانحين والبروفيل العام لغير الجانحين كما يظهرها شكل البروفيل العام لكل مجموعة.


3. تحليل استجابات المجموعة الجانحة وغير الجانحة على وفق اللوحات التشخيصية المعدة من قبل زوندي، والاعتبارات النظرية الخاصة باختبار زوندي، فضلا عن التفسيرات المقدمة في الأدبيات .
حدود البحث

تحدد البحث بدراسة استجابات المراهقين الجانحين المودعين تحت رعاية دائرة إصلاح الأحداث، والمراهقين غير الجانحين في مدينة بغداد.
تحديد المصطلحات

1. المراهقة Adolescence :
وهي من مراحل عمر الإنسان التي استقطبت اهتمام الباحثين في علم النفس، وقد تشابهت تعاريفها في جوهرها إلا أنها تختلف في وصفها فمن التعاريف ما يصفها بشكل عام، ومنها ما يصفها على أنها ظاهرة بيولوجية، ومنها ما يصفها على أنها أزمة… وهكذا.


إن كلمة Adolescence بمعنى المراهقة مشتقة من الفعل اللاتيني adolescere ومعناه: التدرج نحو النضج البدني والجنسي والعقلي والانفعالي. وهنا يتضح الفرق بين كلمة مراهقة وكلمة بلوغ puberty التي تقتصر على ناحية واحدة من نواحي النمو وهي الناحية الجسمية (فهمي،1967، ص205).

في حين يرى جلال أن الكلمة التي تقابل المراهقة في اللغة الإنكليزية هي كلمة pubescence وتعني البلوغ (جلال، 1985، ص230).


وعرف Breckenridge المراهقة تعريفا وظيفيا حينما وصفها بأنها "امتداد في السنوات التي يقطعها البنون والبنات متجاوزين مدارج الطفولة مرتقين إلى الرشد حيث النضج العقلي والانفعالي والاجتماعي والجسمي" (Breckenridge, 1960, p.324).


ومنها تعريف البهي السيد "المراهقة بمعناها العام هي المرحلة التي تبدأ بالبلوغ وتنتهي بالرشد، فهي لهذا عملية بيولوجية عضوية في بدئها، وظاهرة اجتماعية في نهايتها" (السيد، 1975، ص257).
ولعل أول من أهتم وأوصى بزيادة البحوث والدراسات حول هذه المرحلة من النمو ستانلي هول شيخ علماء النفس الأمريكان الذي أطلق عليها اسم مرحلة "العاصفة والهم"، ويعرفها بأنها "مرحلة فوران وانتقال في الجنس البشري" (جلال، 1985، ص286).


والمراهق Adolescent "هو الفرد الذي يرى بأنه قد تخطى مرحلة الطفولة وأنه أصبح – من وجهة نظره هو – قادرا على رعاية نفسه، وأن له تفكيره الخاص به وأنه فرد مستقل الذات " (الجسماني، ؟؟19، ص248).


وتعرف WHO المراهقة بأنها "المرحلة ما بين 10 و19 سنة". وعرفت الأمم المتحدة كلمة "Youth" بأنها "المرحلة من 15-24 سنة"، ومصطلح "young people" يشير إلى عمر من 10-24 سنة (WHO/UNFPA/UNICEF, 1999, PI).


والمراهقة "من أهم مراحل حياة الإنسان، وقد تمثل الفترة الحرجة التي تتخللها الكثير من الاضطرابات الجسمية والنفسية إذ أن المراهق يعيش صراعا نفسيا كبيرا بين الطفولة والرشد فهو ليس بطفل ولا هو براشد إنما هو محصور في أرض محايدة (الجمعية العراقية للطفولة، 1999، ص61).


ويلاحظ التباين في التعاريف المختلفة للمراهقة في أنها مرحلة انتقالية، أو عملية بيولوجية، أو ظاهرة اجتماعية، أو أنها امتداد بين الطفولة والرشد، أو فترة صراع نفسي بين الطفولة والرشد.

وتتفق الباحثة مع تعريف الجسماني للمراهق بأنه الفرد الذي يرى بأنه قد تخطى مرحلة الطفولة وأنه أصبح – من وجهة نظره هو – قادرا على رعاية نفسه، وأن له تفكيره الخاص به وأنه فرد مستقل الذات " (الجسماني، ؟؟19، ص248)، لأنه؛

أ. أخذ بنظر الاعتبار المراهق على أنه فرد مستقل، وهذا يعني الأخذ بنظر الاعتبار القوى الكامنة فيه والدوافع الأساسية التي تكمن وراء سلوكه، لاسيما وأن البحث الحالي يستهدف ضمنا دراسة الدوافع لدى المراهقين من خلال استجاباتهم على اختبار زوندي الاسقاطي والذي هو أصلا اختبار الدافع والذي كان تتويجا لنظرية زوندي "تحليل المصير" التي هي أيضا نظرية في الدوافع كما سيتضح في متن البحث.

ب. له تفكيره الخاص به، فقد قال بياجيه مرة: "إن الهدف الأساس للتربية هو خلق الرجال الذين بإمكانهم عمل أشياء جديدة، وليس بتكرار ما قامت به الأجيال السابقة – إن الرجال المبدعين، مخترعون ومكتشفون. وإن الهدف الثاني للتربية هو تشكيل العقل للتفكير العميق، ويمكنهم أن يفرقوا بين الأشياء ولا يقبلوا كل شيء يقدم لهم" (الكند، 1983، ص26).


هذا واختلف العلماء في تحديد فترة المراهقة، إذ أنها تختلف من فرد لآخر، ومن جنس لآخر، ولكن هناك شبه اتفاق على أنها تبدأ من سن (13-21) سنة (السيد، 1975، ص257).

أما التعريف الإجرائي للمراهق المعتمد في البحث فهو الفرد الذي عمره من 13- 21 سنة. وهو فرد مستقل له دوافعه الخاصة التي يمكن الكشف عنها من خلال ردود الفعل إزاء اختبار زوندي الاسقاطي.


2. الجنوح Delinquency
اختلف الباحثون في مجال علم النفس ورجال القانون في تعريف ظاهرة الجنوح، إذ يركز المتخصصون في علم النفس على الظروف النفسية والأسرية والبيئة الاجتماعية التي تؤثر في حياة الصغير وتدفعه إلى التنحي عن الطريق السوي، في حين يهتم رجال القانون بالمسؤولية الجنائية أمام المحكمة. فمن تعريفات الجنوح الآتي:

"هو ظاهرة اجتماعية لا يكاد يخلو منها مجتمع من المجتمعات، وهو بحد ذاته سلوك يأتيه بعض الأحداث عمدا أو سهوا، لكن سلوكهم هذا يكون منافيا لروح الجماعة فلا يأتلف ومعايير المجتمع الذي يضمهم" (الجسماني، ؟؟19، ص335 ).


وقد يكون الجنوح "تعبيرا عن التضارب بين الأعراف الاجتماعية أو قد تكون ظاهرة سلوكية تتسم بها فئة معينة أو سلوكا يصاحب نمو المراهق" (وول، 1981، ص190).


وما جنوح المراهقين في الدول المتطورة إلا "ظاهرة السرقة التي يرتكبها الذكور وما يعقبها من عنف يتميز به الأولاد في مرحلة متأخرة من المراهقة، وقد تكون حوادث بين المراهقين أنفسهم، أو معاركهم مع رجال الشرطة أثناء محاولة هؤلاء إلقاء القبض عليهم. أو حوادث الهجوم أثناء ارتكاب السرقات" (وول، 1981، ص192).


وقد عرف مجافت المراهقين الجانحين بأنهم "الذين يجب حضورهم أمام محكمة الأحداث لما قاموا به من أعمال جرمية لا تتفق مع السلوك الاجتماعي السوي لذا يجب معاقبتهم شرعيا من قبل محكمة الأحداث" (مجافت، 1999، ص8).

والتعريف الإجرائي للمراهقين الجانحين المعتمد في البحث هو أنهم فئة من المراهقين كانوا قد ارتكبوا جنحا مختلفة (قتل أو قتل مقترن بجريمة أخرى كالاغتصاب أو السلب) وأصبحوا على أثرها تحت رعاية دائرة إصلاح الأحداث.
والتعريف الإجرائي للمراهقين غير الجانحين المعتمد في البحث هو أنهم المراهقون الذين لم يرتكبوا أي نوع من الجنح ولم يسبق لهم الدخول تحت رعاية دائرة إصلاح الأحداث.


3. اختبار زوندي الاسقاطي Szondi Projective Test
هو اختبار إسقاطي لقياس الشخصية، أعده العالم الهنغاري والطبيب النفسي ليبوت زوندي L. Szondi (1898 – 1985)، "وتتألف مادة الاختبار من 48 صورة فوتوغرافية، بحجم (2 * 3) انج، تمثل كل صورة الوجه لمريض عقلي، وقد قسمت الصور في ست مجموعات، تتكون كل مجموعة من ثمان صور" ((Deri, 1949, pp.8-9) , (Szondi, 1952, p.50.


4. الإسقاط Projection
"هو إحدى العمليات الدفاعية التي يعزو بها الفرد دوافعه واحساساته ومشاعره إلى الآخرين أو إلى العالم الخارجي؛ ويعد هذا بمثابة عملية دفاعية تتخلص بها الأنا من الظواهر النفسية غير المرغوب فيها التي – إن بقيت – سببت الألم للانا"
(غنيم وبرادة، 1975، ص4).


5. الاختبارات الإسقاطية Projective Test

اعتقد سيجموند فرويد Freud "أن الناس يستطيعون دائما إسقاط الادراكات والانفعالات والأفكار على العالم الخارجي دون وعي منهم بذلك من خلال الاختبارات الاسقاطية. وقد وضعت بحيث تفتح عالم المشاعر والدوافع اللاشعورية. وتتطلب هذه الاختبارات من الناس أن يستجيبوا إلى مثير غير محدود وغامض نسبياً (دافيدوف، 1983، ص578).

إنها "تكشف عما يعتمل في نفس المفحوص من مشاعر وانفعالات يُسقطها بطريقة لا شعورية غالبا فيما يقدمه من مادة، كما تكشف عن العوامل الديناميكية في الشخصية، وما وضعت الاختبارات الإسقاطية إلا للتغلب على بعض العوائق التي تحول دون التعبير الصريح ودون ظهور عوائق شعورية من جانب المفحوص" (غنيم وبرادة، 1975، ص37).

يعرف الاختبار الاسقاطي بأنه "موقف أو حالة قياسية standard situation يُسأل عنها المستجيب ليعطي استجابته، مع بعض القيود restriction ما أمكن، فضلا عن أسلوب الاستجابة mode of response مثال على ذلك يمكن أن تقدم الصورة الغامضة مع الطلب الآتي؛ "حدثني عن هذه" ويفترض أن الموقف والطلب لا يعيّن الاستجابة ، إذ يفترض أن ميول الفرد الثابتة enduring propensities ، ومزاجه في اللحظة الراهنة –لحظة إجراء الاختبار- current mood سوف تحدد الاستجابة. وقد تكون المواد المستخدمة في الاختبار الاسقاطي عبارة عن بقع حبر أو أدوات لعب أو رسوم أو جمل غير مكتملة أو صور أو غيرها. وعادة تحلل الاستجابات لمعرفة خصائص الشخصية characteristics personality، غير أنها قد تكشف أيضا عن أشكال معينة من الإدراك certain modes of cognition. ويتطلب تفسير الاستجابات الكثير من التدريب" (Murstein, 1965, p1).

والتعريف الإجرائي للاختبار الاسقاطي في البحث الحالي هو موقف قياسي يتضمن إعطاء صور زوندي الفوتوغرافية على وفق تعليمات محددة لكل أفراد العينة ليختاروا من تلك الصور ما يتعاطفون likeوما لا يتعاطفون معها dislike لتترجم استجابات كل مستجيب إلى بروفيل خاص به profile ثم يستخرج البروفيل العام لكل مجموعة لتحليل استجاباتهم على وفق لوحات للتشخيص النفسي وضعها العالم زوندي لهذا الغرض.

الاجراءات

يتبع


:.



استاذي الدكتور السمان

حضورك هنا يدفعني لنشر المزيد ، وسأفعل باذن الله وبدعمكم الجميل :011:


تحياتي إليك وتقديري :0014:

د. محمد حسن السمان
09-04-2006, 09:31 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة الاستاذة نورية العبيدي

ما زلت متابعا , لهذه الدراسة القيّمة , احاول في كل يوم , تمثل
وفهم بعض جوانبها , وتعرفين ان الامر , ليس بالسهل , ولكنني
بت مقتعا , باهمية النظرية , واليوم , في محاضرتي المسائية ,
في الثقافة العلمية , لطالبات التربية الخاصة , استعرت بعضا من
الوقت لاتطرق الى نظرية الزوندية , والى اختباراتها , مشيرا الى
انني اتابع هذه الدراسة , التي تقدمها الدكتورة نورية العبيدي ,
عبر موقع الواحة المباركة .

اخوكم
السمان

نورية العبيدي
15-04-2006, 08:05 PM
الاجراءات :

قبل تطبيق الاختبار على عينة البحث تم استخراج ثباته وصدقه كما يأتي :

أ. ثبات الاختبار: لجأ أحد الباحثين للتحقق من ثبات اختبار زوندي باسلوب إعادة الاختبار بعد مدة بين 16-40 يوماً وبمعدل 27 يوماً، وقد توصل الباحث إلى أن البروفيل العام الذي حصل عليه من إجراء إعادة الاختبار متماثل الى حد بعيد مع البروفيل العام في الاختبار الأول (Borge, 2000, pp.9-20).
ولجأت الباحثة أيضا للتحقق من ثبات الاختبار باستخدام اسلوب إعادة الاختبار. وتم تحقيق ذلك بأن قامت بإعادة تطبيق الاختبار على عينة مكونة من (30) مراهق غير جانح من عينة البحث بعد مرور (16-40) يوماً وبمعدل 27 يوماً. ثم حسبت قيمة مربع كاي لبيان الفروق بين مجموع استجابات العينة في الاختبار الأول ومجموع استجاباتها في الاختبار الثاني في عوامل البروفيل الثمانية. واتضح أنه تحت مستوى دلالة 0,05)) وبدرجة حرية (1) لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في استجابات العينة في التطبيقين في جميع عوامل البروفيل ماعدا العامل (h). وبهذا يكون عدد العوامل الثابتة نسبيا في استجابات العينة سبعة من مجموع ثمانية عوامل.
ومن اجل توضيح التغيرات في التطبيقين بطريقة مبسطة تم الجمع الجبري للاختيارات لكل عامل وحساب متوسطاتها في بروفيل خاص على نحو ما هو مبين في الشكل ( ؟؟؟).

http://www.hdrmut.net/ufiles/1145122010.doc


وتعد عملية أخذ المجموع الجبري للخيارات لكل عامل، ثم حساب متوسط النتائج التي يتم الحصول عليها، طريقة جافة للتعامل مع المعلومات، ويمكن استخدامها فقط لغرض تحليل المجموعة إحصائيا (Borge, 2000: 9-20). وتعد هذه الطريقة جائزة في مثل هذه الحالة لان الاهتمام الرئيس ينصب في تحديد الاتجاهات الرئيسة للتغيرات الحاصلة بين الاختبار الأول والاختبار الثاني للعينة نفسها. وإن الغرض من استخدام اختبار زوندي على هذه العينة أما لإثبات الفرضية أو عدم إثباتها طبقا للتغيرات التي تظهر في العوامل الثمانية وليس استخدام نتائج الاختبار من أجل التحليل النوعي. وبعد الحصول على بروفيل متوسطات المجموع الجبري للاختيارات لكل من الاختبار الأول والثاني في العينة، تم القيام باختبار التغيرات من اختبار (1) إلى اختبار (2) وذلك للدلالة الإحصائية للاختبار. فلم يُظهر أفراد العينة تغييرا ملحوظا في العوامل الثمانية. والاستقرار النسبي المتوقع لاختيارات الأفراد غير الجانحين دليل مقنع بخصوص صدق الافتراضات ضمن الاختبار. وهذا يعني أن نتائج هذا التطبيق تساعد في تصديق الافتراض الذي يبين أن هذه الصور للمرضى عقليا، تنقل فعلا بعض الخصائص النفسية الجوهرية للأفراد من خلال ردود أفعالهم في موقف الاختبار بطريقة صادقة نفسيا. فإذا لم تكن هذه هي الحالة، لما استطعنا الحصول على نتائج ذات دلالة. ففي كل أنواع المقارنات بقيت مجموعة العينة مع استقرارها النسبي في ردود أفعالها في معظم العوامل.
ومن الجدير إضافة معلومة، وهي أن أقصى درجة للثبات في كل العوامل الثمانية لم تكن متوقعة من معدل السكان الأصحاء سريريا. وإن أعلى قيمة "للثبات" للاختيارات وفي مختلف الاختبارات وُجد لدى المصابين بالعصاب القهري أو لدى من لديهم خصائص قهرية (Borg, 1973, p. 52).
ومن جانب آخر، تعد التغيرات السريعة في الاتجاه من اختبار إلى آخر وخاصة الانقلاب التام من "الموجب" إلى "السالب" ومن "السالب" إلى "الموجب" هي المؤشرات الأكثر أهمية بالنسبة للاضطراب الانفعالي أو العقلي، إذ وجد أن أقصى عدد لهذه التغييرات قد ظهر في مرضى الفصام (Deri, 1990, p. 503).

ب. صدق الاختبار: من المؤشرات المنشورة لصدق اختبار زوندي، دراسة لأحد الباحثين كان الهدف الوحيد منها هو استخراج الصدق لاختبار زوندي وهي بعنوان "دراسة الصدق لاختبار زوندي" A study of the Validity of the Szondi Test (Szollosi, 1950, M. A.). وهناك دراسة تشير إلى أن الاختبار قد درس على وفق محك للتمييز وهي بعنوان "دراسة لاختبار زوندي استنادا لمحك للتمييز" A study of the szondi Test on the Criterion of Recognition"
(Best, 1951, M.A ). ودراسة أخرى تناولت تقويم بعض الافتراضات المتعلقة بالمواد المنبهة –صور زوندي الفوتوغرافية- في اختبار زوندي (Ahlstrom, 1962, M.A).
ومن الافتراضات المتعلقة باختبار زوندي التي سعت الباحثة للتحقق منها لغرض التأكد من صدق الاختبار ما يأتي:

الافتراض الأول: وهو أن اتجاهات العوامل الثمانية في البروفيل العام لأطفال الشوارع تتشابه مع اتجاهات العوامل في البروفيل العام للجانحين بغض النظر عن عدد الاختيارات في كل عامل (ِAdina, 2001, p.15).

الافتراض الثاني: مأخوذ عن Tighel، وهو أن نقص المراقبة الذاتية يجعلنا نضاهي بروفيل الدافع لـ "أطفال الشارع" منه لمرتكبي الجرائم criminal ، والجانحين delinquent ، والمتشردين tramp. وفيما يأتي الاستجابات الرئيسية التي تفوض تلك المقارنة h+, s+, e-, k-, p-, d+/0 ، وفي نفس الوقت يمكن لنا مقارنته بتزامن الهوس manic syndrome (Tighel, 1999: 10) .

الافتراض الثالث: إن الشبه بين البروفيل العام لأطفال الشارع والبروفيل العام للمشاغبين في المجتمعات التقليدية والذي وصفه كل من J. Melon, M. Stassart, B. Hermann وآخرون. إن ذلك الشبه قد أُثبت بالتواتر العظيم لردود الفعل h+, e-, hy-, d+ and m- الشائعة في المجموعتين. ومهما يكن من أمر، فإن ذلك الاتساق لم يكن في الموجه Sch (Copiji, 1999: 8).
فيرى Adina إن معظم "أطفال الشوارع" يتعاملون مع اللصوص، وتجد بينهم ذوي البغاء. وهناك عدد كبير من الجانحين delinquents ومن كل أنواع الجنح، وهذا هو السبب الذي يجعل الناس يرتابون منهم ولا يتقبلونهم، ويتوقعون منهم العدوان. وإن المطلّع على هذه المجموعات من الأطفال يجد أن هناك علاقات السيطرة domination تسود فيما بينهم، والتي تكون على أساس الأقوى جسميا والأضعف (Adina, 2001, p.15).

وبالنسبة للافتراض الثاني، يفسر التشابه بين بروفيل أطفال الشارع وبروفيل الجانحين ومرتكبي الجرائم في أن في هذه البيئة (بيئة الشارع) يتعلم الأطفال لأن يكونوا عدوانيين ويكتسبون بالمحاكاة السلوكيات غير الصحية unhealthy وأنهم يقتبسون من الأهل ومن بيئتهم نماذج السلوك المبنية على العنف، وعلى أساس الأمر والنهي، والنتيجة هي حدوث حالات شبه مستمرة من القلق، ناتجة عن احتقان دوافعهم العدوانية، وأخيرا وجود تفريغ أحيانا عن أنفسهم، على شكل أزمة انحراف جنسي -الماسوشية سادية sado-masochistic-( Tighel, 1999: 10) (Hermman, 1996, paper).

وترى ديري أن أي تغيير يتضمن تغيير اتجاه العامل يعد أكثر أهمية في التفسير السريري النوعي من التغيير الذي يشتمل فقط الزيادة أو النقصان في عدد الاختيارات ضمن الاتجاه نفسه (Deri, 1990, p.503). ويقصد بالاتجاه كما أشير إليه في وصف الاختبار هو الإشارة؛ حيث أنها ستكون موجبة لعامل ما إذا كان كل أو معظم الاختيارات محببة للصور التي تمثل ذلك العامل، وستكون العلامة سالبة إذا كان كل أو معظم الاختيارات غير محببة، وتكون العلامة مزدوجة إذا تساوت الاختيارات بين المحببة وغير المحببة، وتكون العلامة صفراً إذا لم يكن هناك أي اختيار لذلك العامل أو أقصى اختيار فيه صورة واحدة محببة أو غير محببة أو صورتان واحدة محببة وأخرى غير محببة. وعليه قامت الباحثة بالنظر لاتجاهات العوامل الثمانية في بروفيلات كل من عينة المراهقين الجانحين التي وصفت طريقة اختيارها في مقدمة هذا الفصل، وعينة "أطفال الشوارع" المتكونة من (20) فرد التي اختارتها عشوائيا من دار الرحمة لتأهيل الأحداث من الذكور والإناث، وهو قسم من أقسام دائرة إصلاح الأحداث الذي يضم الأحداث فاقدي الرعاية الاجتماعية (أطفال الشوارع) والفئات العمرية في هذه الدار من9 – 18 سنة ذكور، ومن 9 – 22 سنة من الإناث. فقد قامت الباحثة بتحديد الفئات العمرية من 13-21 سنة لتكون مرشحة للظهور في العينة، ومن ثم اختارت من تلك القائمة عينتها العشوائية، فطبقت عليها اختبار زوندي لتحصل على عشرين بروفيل لهم. وبالأخذ بنظر الاعتبار معظم ردود الأفعال المتواترة لـ 20 بروفيل والمهيأة لتركيب البروفيل المتوسط لـ"أطفال الشارع"، ظهر أن الآتي هو ردود أفعالهم؛

* مجموعة أطفال الشوارع: h+, s+, e-, hy-, k-, p+/0

* في حين كانت ردود أفعال مجموعة الجانحين المأخوذة من البروفيل العام لهم في البحث الحالي: h+, s-, e-, hy-, k-, p-, m+, d+

ويمكن توضيح المقارنة بين المجموعتين في الجدول (18)

http://www.hdrmut.net/ufiles/1145122077.doc


وبهذا تحققت الفرضية الأولى حيث أن اتجاه العوامل في البروفيل العام لأطفال الشارع شابه إلى حد كبير (في معظم العوامل) اتجاه العوامل في البروفيل العام للجانحين.
وبالنسبة للافتراض الثاني الذي يقول بتشابه بروفيل الجانحين مع بروفيل مجرمي القتل وأطفال الشوارع في العوامل الآتية: h+, s+, e-, k-, p-, d+/0. فان المقارنة تتضح أكثر في جدول (19):

http://www.hdrmut.net/ufiles/1145122110.doc


فإن الفرضية قد تحققت كما هو مبين في الجدول أعلاه في جميع العوامل المحددة في الفرضية بالنسبة لأطفال الشوارع وجميعها بالنسبة للجانحين ما عدا العامل s حيث كانت الإشارة سالبة.
أما بالنسبة للافتراض الثالث وهو أن بروفيل أطفال الشارع يتشابه مع بروفيل المشاغبين في العوامل الآتية: h+, e-, hy-, d+ and m- ، فقد تمت مقارنة الاتجاه لهذه العوامل مع اتجاه نفس العوامل لأطفال الشوارع المحسوب في البحث الحالي وعلى نحو ما هو مبين في جدول (20).

http://www.hdrmut.net/ufiles/1145123240.doc


وتبين المقارنة في الجدول المتقدم إن اتجاه العوامل الخمسة المحسوبة ضمن البروفيل المتوسط الذي توصلت إليه الباحثة، مطابق لاتجاه العوامل نفسها التي توصل إليها Copiji في بروفيله المتوسط لأطفال الشوارع، الذي أثبت أنها تطابق اتجاهات العوامل نفسها للبروفيل المتوسط للمشاغبين في المجتمعات التقليدية الذي وصفه J. Melon, M. Stassart, B. Hermann وآخرون.

وبهذا تكون الباحثة قد تحققت من صدق الاختبار المتبنى في البحث الحالي من خلال نوع من أنواع الصدق وهو "صدق البناء". وهي الوسيلة الوحيدة التي يمكن للباحثة الركون إليها، حيث أنه لا محك مناسب في الدراسات المحلية يمكن المقارنة به، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لم تلجأ الباحثة لاستخراج الصدق الظاهري بعرض الاختبار على خبراء في الطب النفسي حيث يفترض ان الاختبار هو وسيلة في التشخيص السيكتري، وذلك لأن الباحثة حددت بحثها في استثمار الجانب السيكولوجي من الاختبار فقط، واقترحت أن يتناول باحثون آخرون الجانب السيكتري منه مستقبلا بعد اشتقاق المعايير المناسبة للبيئة العراقية.

الوسائل الإحصائية
1. مربع كاي Chi – square لايجاد دلالة الفروق بين نتائج الاختبار واعادة الاختبار لغرض التحقق من ثبات الاختبار
(البياتي واثناسيوس، 1977، ص294).
2. مربع كاي Chi – square لإيجاد الفروق بين استجابات المراهقين الجانحين وغير الجانحين على اختبار زوندي.
3. عد مستوى الدلالة (0,05) معيارا لقبول الفرضيات الاحصائية أو رفضها. أي الحكم على وجود فروق أو عدم وجود الفروق بين المجموعات التي تمت المقارنة بينها.



تطبيق الاختبار على عينة البحث ....والنتائج ... يتبع



الاخ الفاضل د. السمان ... كم أنا سعيدة بمتابعتكم ... أطال الله في عمرك :0014:

خليل حلاوجي
15-04-2006, 09:03 PM
وصلنا مرحلة مثمرة

الان

كلي اذان ... واعية

لهذا الانجاز المجدي

بوركت الحروف أذ تنفع الناس
وتشفي العليل

د. محمد حسن السمان
15-04-2006, 09:19 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة الاستاذة نورية العبيدي

تحية لك ايتها الاستاذة الفاضلة , ما زلت متابعا , لهذه الدراسة
القيّمة , شاكرا لك هذا الجهد العالي , وهذه الفائدة الثقافية والتربوية
الراقية .

اخوكم
السمان

نورية العبيدي
27-04-2006, 06:56 AM
إجراءات البحث

يتضمن هذا الجزء، عرض الجوانب المنهجية والإجرائية في البحث والتي تشمل مجتمع البحث، واختيار عينة البحث، ولوسائل الإحصائية المستخدمة في تحليل الاستجابات وعرض النتائج ومناقشتها وكذلك المقترحات والتوصيات التي خرجت بها الباحثة.

مجتمع البحث وعينته

من المشاكل التي تواجه الباحث في الخطوات الأولى من إعداد بحثه تحديد حجم العينة اللازمة لتحقيق أهداف البحث. والقاعدة العامة هي أنه كلما كان حجم العينة أكبر زاد تمثيلها لخصائص المجتمع المأخوذة منه. وإذا لم يكن بإمكان الباحث أن يوفر عددا كبيرا من الأفراد في العينة في ضوء إمكانات البحث المادية والفنية، فسيحاول أن يوفر الحد الأدنى المقبول إحصائيا أو منطقيا. ويسترشد الكثير من الباحثين بالدراسات السابقة المشابهة لدراسته إن وجدت في تحديد حجم العينة. غير أن استخدام عينات ذات حجم صغير في بعض البحوث أفضل من استخدام حجم كبير، مثل الدراسات التي تتطلب مقابلات فردية، أو الدراسات التي تتطلب مقاييس إسقاطية. فدراسة عدد قليل من الأفراد يوفر عمقا وتحليلا أفضل (عودة وملكاوي، 1992، ص 167-169)

وتأسيسا على ما تقدم، وحيث أن البحث الحالي يتطلب مقابلات فردية لتطبيق الاختبار الاسقاطي المستخدم أداةً فيه، وجد أن يكون حجم العينة في البحث الحالي فيما يتعلق بالمراهقين الجانحين (50) خمسين مراهقاً جانحاً من أصل (1000) حدث يمثل العدد الكلي لنزلاء دائرة إصلاح الأحداث في مدينة بغداد، الذي يشكل منهم عدد المراهقين الجانحين المحددين في البحث الحالي (أي مرتكبي جرائم القتل، والقتل المقترن بجريمة أخرى) جزءا من 10 % فقط، إذ أن 90% من نزلاء الدائرة بجميع أقسامها هم مرتكبو جرائم السرقة و10% منهم مرتكبو الجرائم الأخرى منها القتل (وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، 2001، قسم التخطيط). علاوة على أنه تم إسقاط أسماء الأحداث من عمر 9-12 سنة من نزلاء الدائرة، لأنهم دون السن المحددة في التعريف الإجرائي للمراهق المعتمد في البحث الحالي. وبهذا يكون حجم المجتمع الأصلي للمراهق الجانح على وفق التعريف الإجرائي له والمعتمد في البحث الحالي لا يتجاوز المئة مراهق، وعليه يكون حجم العينة (50) هو مناسب جدا بالنسبة لحجم المجتمع.
وكانت الخصائص التالية هي المعايير التي اعتمدت لجعل الشخص ضمن أفراد العينة:

أ. أن يكون عمره يتراوح ما بين 13-21 عاما من كلا الجنسين (ذكور وإناث)، وذلك على أساس تحديد هذا السن في التعريف الإجرائي للمراهق المعتمد في البحث الحالي.
ب. أن يكون سبب دخوله الدائرة القتل، أو القتل المقترن بجريمة أخرى كالاغتصاب أو السلب، وذلك على وفق التعريف الإجرائي للمراهق الجانح المعتمد في البحث الحالي، ليكون تمييزها واضحا عن مجموعة غير الجانحين التي لم يسبق لها النزول في دائرة إصلاح الأحداث.
وقد تَحدّد مجتمع البحث الحالي بالمراهقين الجانحين النزلاء في دائرة إصلاح الأحداث التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية وذلك للاعتبارات الآتية:

أ. إنها دائرة رئيسة في العراق نزل فيها المراهقون من بغداد ومن المحافظات الأخرى الذين قررت المحكمة إصلاحهم بعد أن ثبتت إدانتهم.
ب. إن النزلاء فيها هم من مرتكبي مختلف أنواع الجرائم من مخالفة إلى جنحة إلى جناية.
ج. تضم هذه الدائرة الفئة العمرية التي حددها التعريف الإجرائي للمراهق الجانح في البحث الحالي وهو 13 –21 سنة. حيث أن الدائرة تضم الأقسام الإصلاحية والدور الآتية:

أولا. قسم تأهيل الصبيان: والفئات العمرية فيها من 9 -15 سنة.

ثانيا. قسم تأهيل الفتيان: والفئات العمرية فيها من 15 –18 سنة.

ثالثا. قسم الشباب البالغين: والفئات العمرية من 18-22 سنة.

رابعا. دور ملاحظة (التوقيف): أحدها للذكور وآخر للإناث في بغداد، وثالث للذكور في محافظة نينوى والفئات العمرية فيها من 9 –18 سنة.

خامسا. دار المحكومات (أي إناث فقط) في بغداد: والفئات العمرية فيها من 9 –18 سنة.
وتم اختيار العينة بالطريقة الطبقية العشوائية، وتم ذلك بتقسيم المجتمع الأصلي على أساس خاصية الجنوح لديهم رسميا (قانونا) إلى خمس طبقات هي: قسم تأهيل الصبيان، وقسم تأهيل الفتيان، وقسم الشباب البالغين، و دور ملاحظة (التوقيف)، ودار المحكومات في بغداد. ومن ثم قامت باختيار مجتمع فرعي من كل طبقة وذلك بمعرفة أسماء مرتكبي جرائم (القتل والقتل المقترن بجنحة أخرى كالاغتصاب أو السلب) ليمثل هؤلاء المجتمع الأصلي للمراهقين الجانحين في البحث الحالي. وبعد أن حصلت الباحثة على قائمة أسماء مرتكبي جرائم القتل والقتل المقترن بجنحة أخرى قامت باختيار عدد من الأسماء منها بشكل عشوائي لتكوّن عينة البحث الحالي. فاختارت عشوائيا (10) أفراد من القسم (أولا). وبنفس الطريقة ونفس العدد بالنسبة للقسم (ثانيا وثالثا ورابعا وخامسا) وبهذا أصبح عدد أفراد العينة العشوائية الكلية (50) مراهقاً جانحاً على نحو ما هو مبين في الجدول (5). وتم نهج هذه الطريقة في الحصول على العينة على وفق مناهج البحث في التربية وعلم النفس (فاندالين، 1969، ص450).

http://www.hdrmut.net/ufiles/1146113276.doc


وتم اختيار عينة المراهقين غير الجانحين كما يأتي:
من خلال قائمة المدارس التابعة لمديريات التربية في محافظة بغداد، تم الاختيار العشوائي البسيط –وهي طريقة يكون لكل عنصر في المجتمع فرصة الاختيار نفسها، وان اختيار أي عنصر لا يرتبط باختيار أي عنصر آخر (عودة وملكاوي، 1992، ص162)- لمدرستين للبنين واثنتين للبنات، ثم اختارت بالطريقة الطبقية العشوائية من كل مدرسة أفراد عينتها – وهي طريقة تم فيها تقسيم المجتمع في كل مدرسة الى مستويات حسب العمر، وبعدها تم الاختيار العشوائي من كل مجتمع فرعي (عودة وملكاوي، 1992، ص16) - وهي العينة المكافئة لعينة الجانحين من حيث المرحلة العمرية والجنس وهم (50) طالباً وطالبة.


وطبق اختبار زوندي الاسقاطي على جميع أفراد العينتين – الجانحين وغير الجانحين – بالأسلوب نفسه.

وكما يأتي :

*
يتبع


المبدع صاحب الفكر المميز وأخي في الوطن والجراح خليل: ما دمتم معي فلن تكون الثمار إلا رائعة ومفيدة باذن الله ... حفظك الله لنا ، ولك الود بكل معانيه :001:


الاستاذ الفاضل الدكتور السمان ... شكرا لك على كل شيء ... ووهبك الله علما أكثر ، وأطال في عمرك ...
إليك كل التقدير والاحترام والود :0014:

نورية العبيدي
16-05-2006, 02:20 PM
بعد تطبيق الاختبار على عينة البحث تم الحصول على النتائج المبينة في الجداول والاشكال الاتية :

http://www.hdrmut.net/ufiles/1147382672.doc

http://www.hdrmut.net/ufiles/1147382617.doc

http://www.hdrmut.net/ufiles/1147383078.doc



http://www.hdrmut.net/ufiles/1147382911.doc


http://www.hdrmut.net/ufiles/1147382824.doc


http://www.hdrmut.net/ufiles/1147383274.doc


http://www.hdrmut.net/ufiles/1147383006.doc



وباستخدام مربع كاي ظهرت فروق دالة بين استجابات المراهقين الجانحين وغير الجانحين في سبعة عوامل من عوامل البروفيل الثمانية، حيث بلغت قيمة مربع كاي (136.1)، و(25)، و(66.7)، و(45)، و(8.3)، و(16.6)، و(ما لانهاية) على التوالي للعوامل (h)، و(s)، و(hy)، و(k)، و(p)، و(m)، و(d)، وهي أعلى من القيمة الجدولية عند مستوى دلالة (0.05) ودرجة حرية (1) والبالغة (3.84). وإذن ترفض الفرضية الصفرية التي تقول بعدم وجود فروق ذات دلالة بين استجابات المراهقين الجانحين وغير الجانحين في هذه العوامل وتقبل الفرضية البديلة وهي أنه توجد فروق ذات دلالة في استجابات المجموعتين في تلك العوامل. أما في العامل (e) فبلغت قيمة مربع كاي (0) وهي أقل من القيمة الجدولية، وعليه تقبل الفرضية الصفرية أي ليس هناك فرق ذو دلالة بين استجابات المراهقين الجانحين وغير الجانحين في هذا العامل.

ب. من خلال الفروق في الاتجاه بين عوامل البروفيل العام للجانحين والبروفيل العام لغير الجانحين وكما يظهرها شكل البروفيل العام لكل مجموعة. يمكن النظر إلى البروفيل العام للجانحين شكل (17) ومقارنته بالبروفيل العام لغير الجانحين شكل (18) من حيث اتجاه العوامل الثمانية أي من حيث العلامة التي تعبر عن الاتجاه. فإن الآتي هو ردود أفعال المجموعتين؛

معدل بروفيل الجانحين: + h+ s0 e0 hy- k- p- d+ m
ومعدل بروفيل غير الجانحين: +h+ s- e0 hy- k- p- d- m



تحليل استجابات المجموعتين على وفق اللوحات التشخيصية النفسية والاعتبارات النظرية الخاصة باختبار زوندي، وعلى وفق الأدبيات والدراسات السابقة.

تفسير بروفيل زوندي العام لكلا المجموعتين؛

بالأخذ بنظر الاعتبار ردود الأفعال المتواترة لـ 50 بروفيل والمهيأة لتركيب البروفيل العام للجانحين، ومثلها المهيأة لتركيب البروفيل العام لغير الجانحين، فإن الآتي هو ردود أفعالهم، في المجموعتين؛
معدل بروفيل الجانحين: +h+ s0 e0 hy- k- p- d+ m
ومعدل بروفيل غير الجانحين هو: + h+ s- e0 hy- k- p- d- m

ويمكن توضيح تفسير الاستجابات في الموجهات الأربعة الرئيسة في البروفيل على نحو ما يأتي:

1. تفسير الاستجابات في الموجه الجنسي (S vector):

أ. شكل العامل h: إن استجابات مجموعة الجانحين وغير الجانحين قد أظهرا الاتجاه نفسه في شكل h وهو+ h غير أن الغالبية العظمى من مجموعة غير الجانحين كانوا قد أظهروا الاستجابة+ h وهي أكثر تواتراً مما هي عليه لدى الجانحين بشكل دال. وإن هذه الاستجابات الحسية، تشير إلى أن الطاقة النفسية الكبيرة، والرغبة الطفلية إلى الدفء والعاطفة، قد ركزت على موضوع معين، بالإضافة إلى التماسك concrete ، والتلامس tangible، والوضوح immediate. ومن الجدير بالملاحظة هنا أن أغلبية هؤلاء المراهقين يميلون إلى الواقعية، والعاطفية تجاه أشخاص معينين (Deri, 1991, p25) . وهذا يعني أن هذا ظهر أكثر لدى مجموعة غير الجانحين التي أظهرت التواتر الأكثر في الاستجابة.

ب. شكل العامل s: إن أكثر الفروق ذات الدلالة بين المجموعتين كانت متوقعة في العامل "s". غير أن النتيجة التي أظهرها العامل "s " لدى الجانحين والتي أشرت "S0" مخالفة لما افترضتها سوزان ديري من أن مجموعة الجانحين كلهم يستجيبون استجابات موجبة (+) أو مزدوجة (±) في العامل السادي s المتضمن في الموجه الجنسي (Deri, 1991, p.13). وكذلك على وفق نتائج دراسة ل ( Gallagher 1989) والتي بينت من خلال بروفيلات متوسطات الاستجابات لثلاث مجموعات من نزلاء السجن، أن المجموعات الثلاث قد اشتركت باستجابات s+، حيث أن الاشارة (+) يعني سادية ونشاطاً ذكرياً وعدواناً. وتعني الإشارة (±) تأرجحاً بين السادية والماسوشية. إلا أن الدراسة نفسها أشارت إلى أن هناك بروفيلات فردية أشرت أيضا استجابات (- S)، حتى أن بعضهم استجاب (s0). وذكر Gallagher حول الاستجابة الأخيرة، أنه ليس بالضرورة أن تكون كل العينة تحمل دوافع عدوانية مفتوحة ولا مكبوتة (Gallagher,1989,M.S). وتأسيسا على ذلك، يمكن قبول استجابة المراهقين الجانحين s0 ، ويمكن تفسيرها على أساس ما أضاف Gallagher في الدراسة نفسها وطبقا إلى النظرية المقدمة من قبل زوندي، أن S0 يعني غياب التوتر في هذه المنطقة، والذي يعود إلى التفريغ الفعلي للتوتر من خلال النشاط الكافي والمناسب.

ومن جانب آخر، فإن الاستجابة - s التي أظهرتها مجموعة المراهقين غير الجانحين، فتعني الميل إلى كبح مظاهر العدوان، كما وضحتها دراسة Gallagher 1989. وأن الاستجابة - s هو كبح للميول العدوانية المتوجهة أصلا ضد موضوع خارجي، وأن الكبت المعبر عنه بالاستجابة -s القوي أصلا، يساعد في كونه نوعا من أنواع آليات الدفاع ضد مظاهر العدوانية المفتوحة. وأن عدم الكفاية في النشاط الحركي العام والافتقار إلى روح المبادرة كلها مرتبطة بهذا التفسير. وأن الزيادة في كبت العدوان وعدم الكفاءة في ذلك الكبت، أي عدم القدرة على عزل الرغبات والاهتمامات التي تستنكرها الأنا العليا بشكل تام عن سائر الشخصية يؤدي إلى الاكتئاب، وأن الكبت الأكثر كفاءة يجعل السلوك منظماً بشكل واضح وأكثر كفاءة. ويمكن أن نستدل على الكفاءة أو نجاح الكبت من خلال الاستجابة القوية في k- التي تشير إلى القوة التنظيمية داخل الأنا. وهذا مما يدفع الباحثة للاطمئنان إلى استجابة المراهقين غير الجانحين في العامل "S-" حيث أنها (-25)، وتدل على وفق ما تقدم على الكبت القليل. حتى لو لم تعد هذه النسبة قليلة، فإن الاستجابة (-) للمجموعة نفسها في العامل (k) تشير إلى أن هذا الكبت ناجح.

2. تفسير الاستجابات في الموجه النوابي P (P vector):

أ. شكل e: مما توصل اليه Tighel: أن نقص المراقبة الذاتية يجعلنا نضاهي بروفيل الدافع لـ "أطفال الشارع" منه لمرتكبي الجرائم criminal ، والجانحين delinquent ، والمتشردين tramp. والاستجابات الرئيسة التي تفوض تلك المقارنة هي: h+, s+, e-, k-, p-, d+/0 ( Tighel, 1999, p.15).

ويرى أن التواتر العالي في شكل e- يشير إلى تراكم الغضب والعدائية، والسلوك المندفع، ويشير إلى عدم استيعاب للأنا الأعلى الفعالة ففي بيئة مثل هذه، يصبح العنف مثالا للسلوك، وستكون لديهم قدرة ضعيفة على السيطرة على عدوانهم. فإن المراهقين الجانحين لا يميزون الحسن "good" من الرديء "bad" من وجهة نظر السواء الاجتماعي ( Tighel, 1999, p.15). غير أن نتائج هذا البحث لم تظهر في الموجه P تواترا عالياً في شكل e-، بل كانت الاستجابة متواترة في e0 وهو ما ظهر أيضا في البروفيل العام للمراهقين غير الجانحين. علما أن الموجه P هو الموجه الوحيد الذي لم يظهر فيه فروق ذات دلالة بين استجابات المراهقين الجانحين وغير الجانحين. ولعل التفسير المناسب لذلك يتضح من خلال ما يأتي:

يشير العامل e أساسا إلى المشاعر العنيفة affect Raw. وهناك حاجة لقمع suppress انفعالات شديدة مثل الغيظ rage، والكره hate، والانتقام revenge، والغضب anger. وقد يُتوقع ردود أفعال مفاجئة "surprise" عن طريق التفريغ المتفجر، وعدم احتمال الآخرين، ووجد كذلك أن صور الأعمال الإجرامية التي يعبر عنها هذا العامل: هي هوس السرقة pyromania klepto- وجريمة التهور impulsive murder (Rabin, 2000, pp.8-9).

وهذا ما يمكن أن يفسر به تواتر e0 بالنسبة للجانحين إذ يعد حالة من تفريغ حاجاتهم الدافعية وبالتالي تفريغ التوتر عن طريق تفريغ شحنة العدوان والغضب بالفعل الإجرامي الذي ارتكبوه فعلا لا سيما وأن عينة البحث هم من مرتكبي جرائم القتل. وقد يدعم تفسير الباحثة هذا، أنها أدركت من خلال لقاءاتها المطولة بكل جانح على حدة وهي تقوم بتطبيق الاختبار عليه، أن هناك ارتياحاً وتفريغاً لشحنة الغضب لديهم، حيث سألت كل واحد منهم "هل ندمت على فعلك" فأجاب الأغلب بالنفي، بل أن بعضهم قال "لو رجع بي الزمن مرة أخرى إلى الوراء لفعلت نفس ما فعلت!" . وهذا يعني أنه مطمئن من فعلته، ويشعر أن ما قام به هو أفضل ما فعل. فهل هناك دليل أكبر من هذا على تفريغ شحنة العدوان؟ وتعتقد الباحثة أن الاختبار لو طبق على جانحين غير مرتكبي جرائم القتل لوجدت أن هناك استجابات متواترة في e- حيث أنهم يمتلكون عدوانا مكبوتا وغضبا على المحيط والواقع الذي يعيشونه، وهذا ما لم تسمح به ظروف البحث الحالي إلا أن ذلك سيكون من المقترحات في هذا البحث للدراسة في هذا المجال في بحوث مستقبلية.

أما بالنسبة لتفسير نفس الاستجابة وتواترها أي e0 بالنسبة للمراهقين غير الجانحين فيمكن أن يكون على أساس ما يأتي:

في مستوى من التسامي، يمكن أن يعبر العامل e عن الاستقامة righteousness مع الجميع، والإحسان charity، والتقوى piousness، والتسامح tolerance. وفي مستوى أعلى من التسامي، كما هو حال الناسك monk ، أو الكاهن priest ، أو المبشر missionary، أو الممرض nurse، أو وظائف أخرى على هذا النحو
(Rabin, 2000, pp.8-9).

وعليه، فإن حالة (e0) تعني إما تفريغاً للعدوان والغضب وهذا ما حصل لمجموعة الجانحين وإما تسامٍ وهذا يجوز أن ينطبق على مجموعة غير الجانحين. وبالتالي يمكن قبول هذه النتيجة أي تشابه المجموعتين في تواتر e 0 من وجهة نظر هذا البحث ولا سيما أن زوندي قال في هذا الصدد؛ إن الصرع ( e) ما هو إلا نمط للأمراض القابيلية، ونعني بها تلك المتأثرة أو المتفجرة عن طريق المشاعر السلبية (حسد، وحقد، وكره، وثأر… الخ). وهكذا فان على كل منا أن يتساءل، وأن يبحث عن السبب، أو عن الدافع لاختياره مهنة دون أخرى (هاستر، ؟؟19، ص94-98).

ب. العامل hy: إذا كانت رقابة الأخلاق ضعيفة، فستكون hy- هي الاستجابة السائدة. وإن بناء hy- الذي ظهر بتواتر أكثر لدى الجانحين، يشير إلى عدم الملاءمة في التعبير عن مشاعرهم، كأن يمارس النفاق أو الازدواجية، أو أن يلبس قناعاً يحتجب به، ليكون في مأمن من الآخرين. وهذا ينتج الانتهازية أو السلوكيات الزائفة في العلاقات مع البالغين الأسوياء أو مع الجهات الرسمية. وتصبح المفارقات شرطا في تعاملهم مع المجتمع، وعلى أنها مقدمة منطقية للوصول إلى المنفعة، أو إلى فرصة لكي يؤكدوا قابلياتهم التكيفية. ويعد كل من التظاهر والنفاق أمران ذوا أهمية أساسية في حياة المراهق الجانح (Susan Deri, 1990, p15).

3. تفسير الاستجابات في الموجه الفصامي Sch شكل k، وشكل p: يفترض زوندي أن ليس هناك اتساق في الموجه Sch بين الجانحين وغير الجانحين
(Szondi, 1952, p. 203).

إن الفرق الأساسي بين نزلاء الغابة والمتمدنين يظهر في اتجاه ردود أفعالهم في الموجه الذاتي أو الفصامي [Sch] ويعني في النهاية أن هناك طريقتين مختلفتين للتكيف فإذا أظهر وحوش الغابة ردود الفعل k+ p- ، فإن المتمدنين سيظهرون ردود الفعل k- p+/- (Hermann, 1996, paper). وحيث أن عينة غير الجانحين قد أظهرت تواتراً أعلى بشكل دال في ردود الفعل k- p- مما أظهرته عينة الجانحين في ردود الفعل نفسها، فإن هذا يعني أن غير الجانحين هم أكثر تمدناً من مجموعة الجانحين .

ولوحظ في الموجه الفصامي Sch، أن الاستجابات الأكثر تواتراً لدى الجانحين وغير الجانحين هي k-، وهذا يتوافق مع التواتر العالي لهذه الاستجابة عند الناس عموما (Susan Deri, 1990, p14). وهو يشير إلى الكبت repression، والموقف السلبي نحو القناعة النفسية الخاصة بالفرد، والإرادة للتكيف إلى الواقع بالعزلة بالرغبات الخاصة بالفرد (مبدأ الواقع). وأما الاستجابة k+ التي ظهرت بتواتر أكثر لدى مجموعة الجانحين كما يظهرها جدول (21 ) ويظهرها أيضا بعض الأفراد من غير الجانحين ولكن بشكل أقل كما مبين في جدول (23) فتعني الأنانية egocentrism، أو التخيل autism، أو النرجسية narcissism. ويمكن تفسير هذه الاستجابة على أنها تَماثُل سيّئ مع نموذج عدوان، يجعلهم يكرسونه في سلوكهم، ويديم الاستغلال والسلوك السادي، وبخاصة تجاه الرفاق الأصغر سنا(Susan Deri, 1990: 16).

كان من المتوقع في الموجه Sch تضخم أكثر في العاملين k- و p- لدى غير الجانحين ("trained ego", Szondi)، وهذا ما كان فعلا. أما التواتر الملحوظ في الاستجابة p+ لدى الجانحين، فتعني أن بعض العينة تحاول أن تكون واعية لتوقعات دافعها، وهكذا يحاولون أن يؤكدوا أنفسهم في أحاديثهم الخاصة بصياغة الخطط الخاصة بالتنمية الشخصية حيث أنهم يحاولون أن يتبنون لهم وضعاً متفرداً (Melon, & other, 1990: paper).

4. تفسير الاستجابات في موجه الاتصال C vector:
أ. شكل m: أشار (Hermann, 1969) إلى أن السكان المتمدنين كلهم يظهرون الاستجابة الموجبة (+) في عامل الهوس m المتضمن في موجه الاتصال، في حين يظهر السكان البدائيون أو المتوحشون الاستجابة السالبة (-) في العامل نفسه. وأضاف، أن أغلب الفروق المثيرة بين أفراد الجانحين والناس العاديين تظهر في موجه الاتصال C. ويعد هذا الموجه المفتاح للتفسير نظرا لأنه يعكس أفضل شيء محدد في مجموعة المراهقين الجانحين (Hermann, 1969, p.10). وأظهرت المجموعتين الاستجابة (m+ ). وهذا يعني أن المجموعتين ليسوا من المتوحشين أو البدائيين.

أما إذا استقر العامل m على الاستجابة m- فهذا يشير إلى الإحباط في الحاجات الفموية، وغياب الاهتمام والتمسك بالعلاقات، ووجود مشاعر الوحدة أو الحزن. أنها استجابة ذات دلالة أكثر إذا كانت العينة من المراهقين. والاستجابة m- تشير إلى عجز في استراتيجية التكيف مصحوبة في الغالبية العظمى بحالات من الاكتئاب. فإن الإحباط في الحاجات الفموية يترجم من خلال الاستجابة m- وتسبب في عدد من الحالات إدمان العقاقير. غير أن مرضى بإدمان العقاقير قد اختبرهم ميلون وآخرون (Melon & Others,) في إحدى المستشفيات في بوخارست، ووجدت الاستجابات m + أو Melon & others, 1996) m0). وهذا يجيز للباحثة الاعتقاد أن عينتها من الجانحين - الذين أظهروا الاستجابة (m+) أكثر بفارق ذا دلالة من الاستجابة نفسها لمجموعة غير الجانحين - قد تكون لهم الخصائص المذكورة آنفا أنفسها.

ب. إن العامل d ، الذي أظهر استجابة سائدة d+ لدى الجانحين يعني استمرار البحث عن محاور اهتمام في عالم الواقع، كأن تكون اهتمامات مادية، إذ أن "المراهقين الجانحين" يظهرون رغبة كبيرة للحرية، وعدم تمكن لتكيف أنفسهم مع الحياة الطبيعية، في محيط محدود. وإن d+ التي حصل عليها المراهقون الجانحون تؤكد عبارة روسولاتو Rosolato من أن الأفراد ذوي d+ هم على علاقة مستمرة مع المجهول (Hermann, 1969, p.10).

وأنها وُضِّحت أيضا في اختيار المهنة: فالقلة القليلة من الأفراد ذوي ردود الفعل d+ يحتملون مدة طويلة في مكان عمل واحد Melon & others, 1996)). وهذا ما ينطبق على عينة البحث الحالي من المراهقين الجانحين فإنهم فجأة يتخلون عن أعمالهم بمختلف الأسباب (متضمنة الأسباب المالية) وبمختلف السبل، قانونية أو غير قانونية.

وبنفس الوقت فإن الاستجابات d+ بالنسبة لمجموعة الجانحين باقترانها مع الاستجابات الأخرى في معدل البروفيل، تشير إلى عجز في القابليات المستقبلية. فإنهم يعيشون دائما للحاضر، ويعني أن المنبهات الحالية هي الأكثر أهمية، وإنه ليس هناك حساب لعواقب الأمور على المدى البعيد. وأن هذه الاستجابة هي نتيجة لتعليمهم غير المتكامل، والعجز الواضح في تركيز انتباههم ( Deri, 1990, p510).
إن الاستجابة (d+/0, m- في موجه الاتصال C هي الاستجابة الأكثر تواتراً في السكان البدائيين primitive، كما بين (1996 Melon & Others,). وهذا يشير إلى الاحتكاك القاسي مع المواضيع وعدم النكوص، والاستسلام، والاعتماد، ويميل الباحثون المذكورون إلى تأويل هذه الاستجابة على أنها إشارة إلى إعاقة معينة مؤثرة. وفي نفس الوقت، نوهوا إلى أن هذه الاستجابة يتميز بها الأطفال في فترة الكمون، وأنها من أكثر العلامات على عدم نضجهم الانفعالي
(Melon & others, 1996) .


ج. المناقشة والاستنتاج
* بينت النتائج أن الفروق كانت ذات دلالة بين مجموعة المراهقين الجانحين والمراهقين غير الجانحين في جميع العوامل عدا العامل ( e). وكان التشابه في استجابة المجموعتين في العامل (e) غير منسجم مع ما جاءت به الأدبيات. إلا أنها يمكن أن تفسر في ضوء النظرية الزوندية.

* وأثبتت تلك الفروق أكثر من مجرد الحقيقة العامة أن الاختيارات لم تكن راجعة للصدفة، وأن المجموعتين تختلفان في ردود أفعالهما تبعا إلى اختلافاتهما الجوهرية. حيث تؤكد هذه التغيرات الصدق للنظرية وبالتحديد فيما يتعلق بالمبادئ المتضمنة في ردود الأفعال تجاه الصور في موقف الاختبار كما أشير إليه آنفا في الربط مع الوصف العام للاختبار. وعلى أساس هذه النظرية، تم التنبؤ بالاختلافات النوعية الكبرى في جميع العوامل. وفعلا أظهرت جميع العوامل اختلافات ماعدا عاملاً واحداً. وقد تم توضيح الأسباب النظرية للاستجابات في كل عامل.

* إن نقص المراقبة الذاتية جعل (Tighel, 1999) يضاهي بروفيل الدافع لـ "أطفال الشارع" منه لمرتكبي الجرائم criminal ، والجانحين delinquent ، والمتشردين. والاستجابات الرئيسة التي تفوض تلك المقارنة هي
h+, s+, e-, k-, p-, d+/0(Tighel, 1999, p.10) . وظهر أن اتجاه الاستجابات لمجموعة الجانحين في هذه العوامل هي؛ h+, s0, e0, k-, p-, d+, وهذا يعني أنها تتشابه مع نتيجة هذه الدراسة في أربعة عوامل وتختلف معها في عاملين.

* أظهر اختبار زوندي في هذه الدراسة العلاقة القوية بين التسامي sublimation والكبت التي كانت واضحة لدى مجموعة غير الجانحين، وحدد التشابه بين هذه الآليتين الدفاعيتين بمختلف طرائق التحليل النفسي السابقة. ومهما يكن من أمر، فإن اختبار زوندي، قد يكون متفردا في إمكانيته لأن يظهر هذه العلاقة في هكذا طريقة تطبيقية ملموسة.

* بين الفرق الواضح من خلال البروفيلات العامة بين المجموعة الجانحة من المراهقين والمجموعة غير الجانحة منهم أن لاختبار زوندي قوة تمييزية بين المجموعتين وهذه النتيجة كانت على وفق توقع الباحثة عندما شرعت في تقديم بحثها، وبهذا تقدم دعما آخر للاختبار على أن له قوة تمييزية بين المجموعات المختلفة.

* وهذا يعني أن نتائج هذا البحث تساعد في تصديق الافتراض الذي يبين أن هذه الصور للمرضى عقليا، تنقل فعلا بعض الخصائص النفسية الجوهرية للأفراد من خلال ردود أفعالهم في موقف الاختبار بطريقة صادقة نفسيا. فإذا لم تكن هذه هي الحالة، لما استطعنا الحصول على نتائج ذات دلالة، ومختلفة، بين عينات المجموعتين المختلفتين المستخدمة في البحث.


التوصيات والمقترحات

أ. التوصيات
استنادا إلى نتائج هذه الدراسة وإلى الإطار النظري المعتمد فيها، وإلى الدراسات التي تم التطرق إليها، تود الباحثة أن توجه بعض التوصيات فيما يتعلق بموضوع الجنوح، إلى ذوي العلاقة بالمراهقين، وإلى الجهات التربوية والاجتماعية والقانونية، بما يخدم هذه الفئة من فئات المجتمع البشري التي تحتاج إلى الفهم والرعاية والتوجيه والإرشاد؛

1. بعد أن اتضح من خلال المقابلات أن نسبة عالية من الجانحين ينحدرون من بيئات فقيرة، لذا يستلزم اتخاذ إجراءات مباشرة لتحسين الجوانب المادية والاقتصادية للبيئة التي تحول دون تربية الأطفال والمراهقين بالأساليب الصحيحة. ومن جهة أخرى، لتحول تلك الإجراءات دون ارتكاب أي جنحة قد يكون الدافع لها الحاجة للمال. وبذلك يمكن أن يقوم المراهق بإشباع حاجاته الدافعية بممارسة أعمال مثمرة مفيدة له وللمحيطين به.

2. اتضح أن للمدرسة دوراً كبيراً خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة في الوقاية من الانحراف، وإن عليها أن تكون مستعدة لمراعاة الفروق الفردية ومقدرة المراهقين على التحمل. فبعضهم يحتاج وقتا أطول للتكيف، أو قد يحتاج بعضهم الآخر إلى مساعدة ودية في اللحظات الحرجة بما فيها الامتحانات.

3. بما أن معظم حالات الجنوح تختلف كثيرا عن الأمراض البدنية، إذ هي ليست مجرد حالات سريرية يمكن عزوها إلى سبب مباشر واحد بحيث يمكن عند إزالته أن ترجع الأمور إلى سابق عهدها، بل ينبغي معالجة العوامل المتداخلة التي أثرت وتستمر في تأثيرها. ولعل أفضل السبل لتحقيق ذلك هو إسهام البيت والمدرسة منذ البدء في عملية المعالجة سواء بإحالتهم إلى الاختصاصيين في علم النفس أو بالتربية العلاجية الخاصة أو بتعديل السلوك أو بأي شكل آخر من المساعدة الشخصية المباشرة.

4. بما أننا نفتقر في الوقت الحالي - بسبب الظروف الاستثنائية التي مر ويمر بها قطرنا - إلى مستلزمات الرعاية الصحية والوقائية الكاملة للأطفال والمراهقين، مثل توفر عيادات أو مراكز توجيه الطفل والمراهق وعلاج الجنوح (كما يحصل في الكثير من البلدان المتقدمة)، فإن الباحثة توصي بالاستفادة مما تقدمه المنظمات الدولية كاليونيسيف مثلا في ميدان تحسين البيئة المحلية والاجتماعية للأطفال والمراهقين الجانحين وغير الجانحين.

5. وإذ وضحت الدراسة من خلال العرض النظري أثر تحطيم البيوت بالطلاق على حياة الأطفال والمراهقين لعل ذلك يذكر الوالدين بضرورة عمل أقصى ما يستطيعون من تحمل وصبر وإنكار للذات في سبيل مستقبل أبنائهم وسعادتهم. ولا سيما الأمهات. وهذا يتطلب تعاون المنظمات الجماهيرية النسوية خاصة من خلال المرشدات الاجتماعيات والنفسيات لمحاولة حل بعض المشكلات المستعصية.

ب. المقترحات
إن هذه الدراسة قد أثارت بعض المشكلات. وترى الباحثة أن تلك المشكلات تدفع لمشاريع بحوث مستقبلية، أهمها؛

1. تطبيق الاختبار على جانحين من مرتكبي جرائم أخرى غير القتل ومقارنتها بنتائج الدراسة الحالية ولا سيما استجابات العينة في العاملين( e) و (s) حيث يعبران عن الدوافع العدوانية لدى الفرد لدعم صدق الاختبار.

2. استخراج معايير ملائمة للبيئة العراقية على وفق المعايير المقدمة في هذه الدراسة - والتي قد لا تعد ملائمة لبيئتنا - لواحد أو لأكثر أو لجميع البروفيلات التي تكشف عن الأعراض المرضية الآتية:
أ. ذهان الاكتئاب.
ب. ذهان الهوس.
ج. الفصام.
د. توهم المرض.
هـ. عصاب الوساوس والقهر.
و. الصرع.
ز. الانتحار.

3. تطبيق الاختبار على فئات أخرى غير المراهقين الجانحين للكشف عن جوانب القوة فيهم ونقاط الضعف، لغرض تعريفهم بأنفسهم، ومن ثم مساعدتهم لأن يختاروا المصير الأفضل لهم على وفق خصائصهم وما متوفر لديهم.

4. استخدام الاختبار في الميدان التطبيقي لأغراض التحليل النفسي ومن ثم لاختيار ما يناسب من إرشاد وتوجيه في ضوء ذلك التحليل.

5. استخدام الاختبار لأغراض التوجيه المهني، حيث اختيار المهنة المناسبة للفرد من خلال الكشف عن حاجاته الدافعية بحيث تشبع المهنة تلك الحاجات.



المصادر :


يتبع



*

نورية العبيدي
16-05-2006, 08:25 PM
أولا: المصادر العربية


إبراهيم، زهور إسماعيل (1979): الاتجاهات الوالدية في معاملة الفتاة العراقية المراهقة. القاهرة، جامعة عين الشمس، كلية البنات، قسم علم النفس التعليمي، رسالة ماجستير غير منشورة.

ابراهيم، د. ريكان (1988): النفس والقانون، دراسة في الطب النفسي العدلي. مركز البحوث القانونية، وزارة العدل، دار الحرية للطباعة، بغداد.

الجسماني؛ عبد علي (؟؟19): سايكلوجية الطفولة والمراهقة وحقائقها الأساسية.

جلال، د.سعد (1985): الطفولة والمراهقة. الإسكندرية، دار الفكر العربي.

الجمعية العراقية لدعم الطفولة (1999): الطفولة. العدد العاشر، بغداد، مطبعة الحضارة.

الخولي، د. وليم (1976): الموسوعة المختصرة في علم النفس والطب النفسي. الطبعة الأولى. دار المعارف، مصر.

دافيدوف، لندال.(1983): مدخل علم النفس. ترجمة سيد الطواب وآخرون. الطبعة الرابعة. دار ماكروهيل، بالتعاون مع المكتبة الأكاديمية. القاهرة.

زهران، د. حامد عبد السلام (1977): علم نفس النمو. الطبعة الرابعة، دار المعارف.

السيد، فؤاد البهي (1975): الأسس النفسية للنمو من الطفولة إلى الشيخوخة. القاهرة، دار الفكر العربي، الطبعة الرابعة.

صالح، قاسم حسين (1987): الإنسان.. من هو؟. جامعة بغداد. كلية الآداب.

عودة، د. أحمد سليمان والدكتور فتحي حسن ملكاوي (1992): أساسيات البحث العلمي في التربية والعلوم الإنسانية. الطبعة الثانية. كلية التربية، جامعة اليرموك. الأردن.

غنيم، سيد محمد، وهدى برادة (1975) : الاختبارات الاسقاطية. دار النهضة العربية، غريب للطباعة، القاهرة.

غيث، د. محمد عاطف (1982): المشاكل الاجتماعية والسلوك الانحرافي. دار المعرفة الجامعية. الإسكندرية.

فاندالين، ديوبولد ب. (1969) : مناهج البحث في التربية وعلم النفس. ترجمة محمد نبيل نوفل وسليمان الشيخ وطلعت منصور، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة.

فهمي، د. مصطفى (؟؟19): سيكولوجية الطفولة والمراهقة. مكتبة مصر. القاهرة.
قانون رعاية الأحداث العراقي، رقم (76 ) لسنة 1983 في المادة (25) منه، (معلومات من قسم التخطيط في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية).

الكند، جين (1983): الأطفال والمراهقون. ترجمة. صبحي عبد اللطيف المعروف. بغداد، كلية التربية، الجامعة المستنصرية، دار القادسية للطباعة.

مجافت، عباس شافعي (1999): دور القيم الاجتماعية على الجنوح. وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، دائرة إصلاح الأحداث، بحث غير منشور وهو أحد متطلبات الندوة العلمية الثانية لعام 1999.
مجافت، عباس شافي (1999): دور القيم الاجتماعية على الجنوح. وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، دائرة إصلاح الأحداث، البحث أحد متطلبات الندوة العلمية الثانية لعام 1999.

موسون، البروفسورة اليزابيث (1990): المدارس النفسية. ترجمة د. محمد أحمد نابلسي، بيروت ، دار النهضة العربية.

الناصر، د. عبد المجيد حمزة، وعصرية ردام المرزوك (1989): العينات. وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة بغداد، كلية الادارة والاقتصاد. بيت الحكمة.

هاستر، الفريد : لقاء مع ليبوت زوندي، سلسلة الثقافة النفسية (1) (؟؟19 ): العدد الرابع، لقاء العدد، بيروت، دار النهضة العربية.

وزارة التربية (2001): إحصائية لأسماء واعداد المدارس الثانوية في بغداد للسنة الدراسية 2000-2001 حسب المدرسة والجنس . شعبة التخطيط والمتابعة، وحدة الإحصاء. بغداد.

وزارة العمل والشؤون الاجتماعية (2001): سجل أعداد الجانحين . قسم التخطيط. بغداد

وزارة العمل والشؤون الاجتماعية (2001): قسم التخطيط، وإدارات أقسام دائرة إصلاح الأحداث.
وول، دبليو. دي (1981): التربية البناءة للفئات الخاصة، الأطفال المعوقون والمنحرفون. ترجمة كمال رفيق رشيد الجراح وفائزة مهدي محمد. تقويم الدكتور نجم الدين علي مردان. الطبعة الأولى. بغداد. مطبعة وزارة التربية (3).



المصادر الاجنبية :

يتبع



*

نورية العبيدي
20-05-2006, 10:30 PM
References

Adina Barcutean, psychologist, Non-governmental association (2000) "Save the children " Nicolae Dumitrascu, psychologist, "Titu Maiorescu" University, Bucharest, Paper.

Agnes Risko, (2000): clinical psychologist. 1021 Budapest, Kuruclesi str. 12.,e-mail: risko@oncol.hu

Agnew, Robert (2000): CAUSES AND CONTROL Emory University. ISBN: JUVENILE DELINQUENCY ISBN: 1-891487-47-7, Instructor Manual Available Copyright 2000, softbound, 329 pages, websiteExamination Copy Purchase Book Amazon.com PDF of Chapter 1 Download Adobe Acrobat Reader.

Ahlstrom, Winton M. (1962): An Evaluation of Some of the Assumptions Concerning the Stimuli Materials of the Szondi Test. Thesis (M.A.) Department of psychology. University of Kansas City.

American Academy of Child and Adolescent Psychiatry (1997): Parentshandbooks.


American Academy, (1997): Child and Adolescent Psychiatry. (P.O. Box 96106, Washington, D.C. 20090).

Ball,May Townson (1975): The Relationship of szondi Profiles to 100 Drug Addicts and the Psychoanalytic Theory of Drug Addiction. Dallas. Thesis (M.A.) Southern Methodist University.

Bennet, E. A. (1968): Analytical Psychology: its theory and practice; the Tavistock lectures. New York, pantheon Books.

Berlips, Leo (1999): The Szondi Forum/ News Section. Last update. Resume Colloquium 99 (the XVth MEETING, Szondi International Society. Louvain- la – Neuve (Belgium), Spain.
Best, Harold Lloyd, 1951 A study of the Szondi Test Based on the Criterion of Recognition. Thesis (M.A) George Washington University.

Birkman, Edgar Samuel. (1974): An Analysis and Criticism of the Drive theory and Drive Test of lipot Szondi. Thesis (M.A) Texas Technological College.

Boeree, Dr. C.George. (2001): Personality Theories/ Sigmund Freud. File://A:\ Sigmund Freud. Htm. Article.

Boorstelman, Lloyd Joseph. (1950): Affective Stimulus Values of the Szondi Pictures. Thesis (Ph. D.) University of California.

Booth, Kerry G. (1967): A study of the Factorial Stimulus Qualities of the Szondi Photographs as Measured by the Semantic Differential. Thesis (M. S) University of Oklahoma.

Borg, Jaakko G. (1997): Physiognomy, Facial Expressions and Abnormality; Studies with Photo material. Tamper, Tampereen Yliopisto. Series: Acta Universitatis Tamperensis. Ser. A, Vol. 52 .

Borg, Jaakko G.(1968). On Perception of photo portraits of Abnormal Individuals; A study of the Szondi Collection by Parallel. Tamper, Tampereen Yliopisto. Series: Acta Universitatis Tamperensis. Ser. A, Vol. 21.

Borg, Jaako G. (2000): Influence of electric – shock treatment on a depressive patients. Szondi- Kongress, Budapest.

Breckenridge, M. E. (1960): Child Development: Physical and Psychological Growth through Adolescence. (4th Ed.). Philadelphia: Saunders.

Brome, Vincent. (1980): Jung: Man and Myth. London, Paladin Book/ Grafton Books.

Caston, William Frank.(1954): The Szondi test and criminality. Thesis (Ph. D) Vanderbilt University.

Clark, Robert A. (1953): Six Talks on Jung's psychology. Pittsburgh, Perm, Boxwood Press.

Copiji strazii- caracteristici- (1999) : realitate psiho-sociala, studiu realizat de Organizatia non-guvernamentala "Salvati Copiii".

Corrie, Joan. (1927) : A B C of Jung Psychology. New York: Frank – Maurice.

Corsini, Raymond J. (1994) : Encyclopedia of psychology. Heder and Heder, New York: Wily.

Darwin, Charles. (1965): The Expression of Emotions in Man and Animals. First Published in 1872, ed. Francis Darwin. Chicago: University of Chicago Press.

David, Henry Phillip (1949): An Evaluation of Repeated Administrations of the Szondi Test. Thesis (M. A.) University of Cincinnati.

Deri S (1985): Szondi’s genetically based Schicksalsanalysis as a parameter of psychoanalysis. Psychoanal Rew Winter; 77(4) U.S.A.

Deri, Susan (1991) : - "Introduction au test de Szondi", De Boeck Universite.

Deri, Susan. (1949): Introduction to the Szondi test: Theory and Practice. With a foreword by Lipot Szondi. New York: Grune and Stratton.

Deri, Susan. (1990): Great representative of Hungarian psychiatry: Balint, Ferenzi, Hermann, and Szondi. Psychoanalytic Review. Win; Vol 77(4): 491-501.

Deri, Susan. (1990): Szondi’s genetically based Schicksalsanalysis as a parameter of psychoanalysis. Psychoanalytic Review.Win; Vol 77(4).

Donn, Linda. (1988): Freud and Jung: Years of Friendship, Years of Loss. New York, Charles Scribner's Sons/ Macmillan Publishing Co.

Dr. Jean Melon. (1996): Text for the Szondi Congress of Cracow. Article.

Duane Schultz. (1990): Intimate Friends, Dangerous Rivals: The Turbulent Relationship between Freud and Jung. Los Angeles, Jeremy P. Tarcher.

Dumitrascu, Nicolae. (2000): Psychodiagnostik. Deri s book.. E-mail adress ,  Szondi@bx.logicnet.ro Romania.

Ellenberger, Henri F.(1970): The Discovery of the Unconscious : The history and Evolution of Dynamic Psychiatry. Allen Lane, London.

Feigenbaum, Louis. (1951) An Investigation of Some Aspects of the Szondi Test. Thesis (Ph. D) University of Kentucky.

Freud, S. (1940): Three essays to a sexual theory. In The Standard Edition of the Complete Psychological Works of Sigmund Freud. Vol. 5.

Freud, S. (1972): Result, ideas, problems. In The Standard Edition of the Complete Psychological Works of Sigmund Freud, Vol. 11.

Gallagher, James John (1989): Use of the Szondi Test in Differentiating Three Diagnostic Groups of Prison Inmates. Thesis (M. S.) Southern Methodist University.
Gelder Michael, Dennis Gath & Richaard Mayou (1997) : Concise Oxford Textbook of Psychiatry. Oxford University Press Inc., New York.

Gilam, Sander L. (1976): The Face Of Madness. Hugh W. Diamond and the Origin of Psychiatric Photography. New York, Brunner/ Mazel, Publishers.

Glover, Edward. (1958) : Freud or Jung?. Oxford and London: Blackwell.

Godwin, Helton. (1950): Analytical Psychology and the English Mind. New York, British Book Centre.

Goldbrunner, Josef. (1964): Individuation: A Study of the Depth Psychology of Carl Gustav Jung. Notre Dame, Ind.: U. of Notre Dame press.

Gottfredson & Hirschi (1990): Low self control theory. internet: htt:// www. Snet.net/ featurs/ bios/bethbruno.shm1.

Hall Calvin S. and Garden Lindzey. (1978): Theories of personality. New York, Wiley & Sons.

Hall, Calvin S. & Vernon J. Nordby (1973): A Primer of Jungian Psychology. New York: Mentor Books/ New American Library.

Hall, G. Stanley. (1890): A adolescence. International Encyclopedia of the Social Science, The Macmillan company and the Free Press, Vol (1).

Hannah, Barbara. (1981): Jung: His life and Work. A Biographical Memoir. New York, Penguin Books/ Putnam's.

Hermann, Brigitte (1996) : - "Etude szondienne d'une population burundaise", Cahiers du CEP, nr. 7.

Hill, Virgil Thomas. (1954): The Szondi test with the Children. Thesis (Ph. D.) University of Oklahoma.

Hillman, James. (1977): Re- Visioning Psychology. New York, Harper & Row.

Jacobi, Jolande. (1973): The Psychology of C. G. Jung: An Introduction with Illustrations. New Haven, Conn.: Yale U. Press.

John.A. Chernak: (1956):Criminal, Notes & Comments. The Journal of Criminal Law, Criminology & police Science Vol.40-46-1955-1956.

Jung, C. G. (1968): Analytical psychology: its theory and practice; the Tavistock lectures. New York, Pantheon Books.

Jung, C.G. (1972): Two Essays on Analytical Psychology. New York, meridian/ New American Library.
Kaufmann, Walter, A (1980): Discovering the Mind. McGraw- Hill Book Co., New York.

Kenmo, Rolf. (2001): The Szondi theory. Humankonsult Co. Site is, http://www.humankonsult.se/. Sweden.
Larome,Alain and Francois Xavier Peltier. (1986): Leopold Szondi, Un Destin, Une Oeuvre. Leopold Szondi, a Destiny and a Work. Annales Medico Psychologiques. Sep – Oct; Vol 144 (8).
Larome,Alain and Francois Xavier Peltier.(1986): Le Destin du Test de Szondi en France. “Historique, Recherches Critiques, Validite”. The fate of the Szondi Test in France. History, Critical Testing, Validity. [French] Annales Medico Psychologiques. Sep-Oct;144 (8).

Machuca, Milton R. (2000): Faces of Madness: Seeing abnormality through photography. Internet, file://A:\Faces of Madness.htm.

Maebe, Dr. R (2001): Pathoanalytiques. Link, http:// users.belgacom.net / romas/ROMAE/ Agenda/ agenda-sz.htm Belgium.
Matsubara,Yue. A study on the Character of Alcoholics by “Experimental Diagnostics of Drives (the Szondi Test)”: the Investigation of Drive Class, Proportional Relations of Latencies, Drive Formula, Quantitative Tension, Syndrome, Variations of the Middle. Japanese Journal of Criminal Psychology. Vol 29 (2).

McDowell, Susan Graham. (1982) : Analysis of Responses by Normal and Emotionally Handicapped Students to Photographs of Abnormal Personality Types. Muncie, Indiana: (D.Ed.) Ball State University.

Melon, Jean, Stassart Martine, Hermann, Brigitte (1996) : "Le Szondi desTarahumaras", Cahiers du CEP, nr. 7.
Milter, Wolfgang. (1934) : Secret of the mind: A Survey of the Psychological principles of Freud, Adler, and Jung. New York, Henry Holt.
Milto, Bonnell: The childhood & adolescence . e-mail Milto Bonnell@wazoo.com. Internet: http://www.geocities.com/Athens/Oracle/ 1580/listall.html.

Moffitt, Terrie E. (1993) Adolescence-limited and life-course-persistent antisocial behavior: A developmental approach. Psychological Review 100: 674 - 701.

Moor, James A. (1980) : The Hy Factor of the Szondi Test : an Attempt at Validation. Thesis (M. S) university of oklahoma.

Moser, M. Webb. (1959): The Szondi Test. In Diagnosis, Prognosis and Treatment. J. B. Lippincott. Compphiladelphia. Montreal.

Murstein, Bernard I (1965): Theory and Research in Projective Techniques. Second Printing, John Wiley & Sons, Inc.,New York.

Nicolae Dumitrascu, psychologist (2000) : "Titu Maiorescu" University, Bucharest.

O'Connor Peter (1986) : Understanding Jung, Understanding Yourself. New York and Mahwah, N. J. Paulist Press.

PACER Center, Inc. (1996): Your Adolescent Son. Click http://www.pacer.org/ to visit their informative site.
Pasewark, Richard Arthur. (1957) : The Use of Finger Paintings in Differentiating Epileptics and Paranoid Schizophrenics: an Evaluation of the Identification Hypotheses Underlying the Szondi Test. Thesis (Ph. D.) New York University, School of Education.

Progoff, ira. (1974): The Death and Rebirth of Psychology: Freud, Adler, Jung, and rank and the Impact of their Culminating Insights on Modern man. New York, McGraw – Hill.

Rabin, Albert (2000): The Szondi Test/ Theoretical Considerations. The Leopold Szondi Forum. Article. Internet.
Rabin, Albert I. (1951): “The Szondi Test,” in “An Introduction to Projective Techniques.” Edited by Harold Anderson and Gladys Anderson. New York: Prentice Hall, Inc.

Risko A., Fleischmann T., Molnar Z., Schneider T., and Varady E. (1996) Influence of the pathological psychological State of Cancer Patients on Their Decisions. Supportive Care in Cancer Jan; 4(1): 51-5. National Cancer Institute, Department of Hematology, Budapest, Hungary.
Ruby, Jay. (1981): Seeing Through Pictures: The Anthropology of Photography. Camera Lucida 3:19-32 .
Scotte J. (1990): Szondi et Freud. & nbsp; Sur la voie de une psychiatrie ppulsionnelle. Brussels, Editions De Boeck- Universite. (in) reference (1).

Sheldon,William(1949): Personality . http://www.geocities.com/Athens-
/Oracle/1580/listall.htm1.
Simons, Ronald L., Christine Johnson, Rand D. Conger, and Glen Elder Jr. (1998): A test of latent trait versus life-course perspectives on the stability of adolescent antisocial behavior. Criminology 36: 217 – 244.

Storr, Anthony. (1986): C.G. Jung. New York, Viking Press.

Szollosi, Etienne (1950). A study of the Validity of the Szondi Test. Thesis (M. A.) george Washington University, Washington, D.C.

Szondi, L. (1952): Pathology of drives. Volume One: Principles of an exact drive psychology and drive Psychiatry. Bern: Huber. Fate analysis; Book3.

Szondi, L. (1956): Ich- Analyse. die Grundlage zur Vereinigung der Tiefenpsychologie, 2, in sich abgeschlossener Band der Triebpathologie. Bern. (540 pp.) (Fate analysis; Book 4).

Szondi, L. (1963): Fate analytic therapy. Bern: Huber. (542 pp.) (Fate analysis; Book5).

Szondi, L. (1972): Lehrbuch der experimentellen Triebdiagnostik, 3. Erw. Aufl. Bern: Hans Huber. (Schicksalsanalyse;

Szondi, Leopold (1973) : ''Diagnostique expérimental des pulsions", Presses Universitaires de France, 1973
Szondi, Lipot, Ulrich Moser, and Marvin W. Webb . (1959) : The Szondi Test in Diagnosis, Prognosis and Treatment. Philadelphia/ Montreal: J.B. Lippincot Company.

Szondi, Lipot. (1952) : Experimental Diagnostics of Drives. New York: Grune and Stratton.

Tagg, John. (1993) : The Burden of Representation: Essays on Photographies and Histories. Minneapolis: University of Minneapolis Press.

Thornberry, Terence P. (1987): Toward an interactional theory of delinquency. Criminology 25: 863 -891.
Tighel, Viorica (1999) - "Copiii strazii- caracteristici psiho-sociale", in "Protectia sociala a copilului", nr. 3, 1999.
Urla, Jacqueline and Jennifer Terry. (1995) Introduction: Mapping Embodied Deviance. in Deviant Bodies: Critical Perspectives on Difference in Science and Popular Culture. Bloomington: Indiana University Press. 1-18.

Wehr, Gerhard. (1971): Portrait of Jung: An Illustrated Biography. New York, Herder & Herder.

Wehr, Gerhard. (1988): Jung, A Biography. Boston and London: Shambhala publication.

Whitmont, Edward. (1978): The Symbolic Quest: Basic Concepts of Analytical Psychology. New York, Colophon Books/ Harper & Row.

WHO/ UNFPA/ UNICEF (1999): PROGRAMMING FOR ADOLESCENT HEALTH AND DEVELOPMENT. Study Group on Programming for Adolescent Health. Geneva; World Health Organization.

Woodworth, Robert S. (1929): Psychology. Revised edition, Henry Holt & Company, printed in United State of America.
Zebrowitz, Leslie A. (1997): Reading Faces. Windows to the Soul. Boulder, Colorado: Westview Press.




Wishing all of you all the happiness and all the best ...


Noria ...

د. محمد حسن السمان
21-05-2006, 08:00 AM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الدكتورة نورية العبيدي

ما ان رأيت تتمة موضوع الزوندية , حتى وجدتني بشكل آسر , اقرأ فيه بامعان , ولما كان الوقت يسرقني , وانا في الساعات الاولى للصباح , ويجب ان اغادر المنزل , باتجاه العمل , وجدتني اشد نفسي بصعوبة بالغة , عن استكمال القراءة والمتابعة , ولكن كعادتي انا انقل الاجزاء , حسب تسلسلها , الى القرص الصلب , في الحاسب لدي , وساقوم بقراءة الموضوع لاحقا .
ولايسعني في هذا الصباح الجميل , إلا ان احييك على هذا الجهد العالي , وانا انظر باعجاب الى ابحاثك القيّمة , راجيا من الله , لك التوفيق والحظ الطيب .
اشكر لك جميل صنعك , فقد اعطيت الكثير .

اخوكم
السمان

نورية العبيدي
21-05-2006, 01:58 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الدكتورة نورية العبيدي

ما ان رأيت تتمة موضوع الزوندية , حتى وجدتني بشكل آسر , اقرأ فيه بامعان , ولما كان الوقت يسرقني , وانا في الساعات الاولى للصباح , ويجب ان اغادر المنزل , باتجاه العمل , وجدتني اشد نفسي بصعوبة بالغة , عن استكمال القراءة والمتابعة , ولكن كعادتي انا انقل الاجزاء , حسب تسلسلها , الى القرص الصلب , في الحاسب لدي , وساقوم بقراءة الموضوع لاحقا .
ولايسعني في هذا الصباح الجميل , إلا ان احييك على هذا الجهد العالي , وانا انظر باعجاب الى ابحاثك القيّمة , راجيا من الله , لك التوفيق والحظ الطيب .
اشكر لك جميل صنعك , فقد اعطيت الكثير .

اخوكم
السمان

الاستاذ الفاضل الدكتور محمد حسن السمان
بل أنا التي تشكر جهدكم الكبير في المتابعة ، ولولا متابعتكم وتشجيعكم لي لما اكملت البحث ... فالفضل لمن يشرب الماء من البئر قد لايكون للبئر نفسه بل لحافر البئر! ... واستطعتم ان تحفروا بمحبة وتخرجوا الكثير من داخلي ... وباذن الله تعالى ساعطي المزيد ، اذا شاء الله وساعدتني ظروف الكهرباء والاتصالات هنا ! فبالكاد اصل للواحة الغالية، حتى تنطفأ الكهرباء او ينقطع خط النت ... الحمد لله على كل حال ...

شكرا مرة اخرى دكتور ... متمنية لكم دوام الصحة والعافية والتواصل العلمي الرائع .. :0014:


اختكم بود
نورية

عامر
29-05-2006, 12:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس بالخفي على من يطالعون مواد ومتطلبات علم النفس الاكلينكي أن يكون لهم تجربة وخبرة في تطبيق اساسيات الاختبارات النفسية سواء الاسقاطية أو القياسية (( التي تقيس جانب معين في الشخصية )) بشكل عام ولكن لي بحث قمت به مرة في الجامعة بدولة شقيقة وأنا طالب في تلك الجامعة العريقة في تخصص علم النفس تعمقت به قليلا فوجدت انه ليس هناك اختبار اسقاطي يعطي نفس التيجة بعد تطبيقه على نفس الشخص عدة مرات وانه يعود الى الحالة النفسية التي يعيشها الفرد في تلك المرحلة أو اللحظة واذا ما عدنا الى النظريات في الشخصية والاختبارات الاسقاطية التي تستهدف اللاشعور لوجدنا ان نتائجها تتغير من حال الى حال فمن كانت عنده انطوائية اليوم فمن الممكن ان يكون منفتحا بعد شهر وبالتالي أنا حكمت على المراجع بناءا على ماذا أهو على حالته النفسية قبل شهر أم اليوم .
ثانيا انا اتعامل مع انسان يعيش ضمن منظومة من الاساسيات والقواعد التي بها بعض المرونة أو الشدة والحزن والفرح فهل تتعامل الاسقاطات مع هذه التغيرات قيل شهر بما هو موجود اليوم .
ثالثا : الاختبارات الاسقاطية شأنها شأن التداعي الحر(( حسب نظرية التحليل النفسي والتي هي بالاصل وليدة التوراة إن كنا قد طالعنا التوراة أو العهد القديم لوجدنا أن الاصول التوراتية للمذهب الفرويدي عميقة جدا جدا )) يخرج به الانسان مكنونات اللا شعور والمشاعر المكبوتة والغريزية وينفي عن النفس صفة العقل والحكمة التي كرمنا الله جل وعلى بها وهي تعبيرات لحظية جافة من اي قيم سامية للانسان السوي .
4/ لو طالعنا النظرية المعرفية في العلاج النفسي لوجدنا انها من أكبر المتشككين في الاختبارات الاسقاطيةلأنها تنفي عن الانسان صفة القدرة على اتخاذ القرار بتمعن وتتعامل بما هو بما هو مكبوت فقط .
5/ أعتقد براي الشخصي أن وجود نظرية توفيقية في قياس الشخصية تستخدم مجمل النظريات الاكلينيكة سيكون له دور أكبر في عملية تحديد هوية وشخصية كل فرد وبالتالي انتاج اختبار يقيس شخصية الفرد العربي الشرقي بعاداته وقيمه ودينه وظروفه الاسرية والاجتماعية بعيدا عن اقتباس كل ما هو غربي وتقنينه على البيئة العربية
والله ولي التوفيق

نورية العبيدي
03-06-2006, 07:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس بالخفي على من يطالعون مواد ومتطلبات علم النفس الاكلينكي أن يكون لهم تجربة وخبرة في تطبيق اساسيات الاختبارات النفسية سواء الاسقاطية أو القياسية (( التي تقيس جانب معين في الشخصية )) بشكل عام ولكن لي بحث قمت به مرة في الجامعة بدولة شقيقة وأنا طالب في تلك الجامعة العريقة في تخصص علم النفس تعمقت به قليلا فوجدت انه ليس هناك اختبار اسقاطي يعطي نفس التيجة بعد تطبيقه على نفس الشخص عدة مرات وانه يعود الى الحالة النفسية التي يعيشها الفرد في تلك المرحلة أو اللحظة واذا ما عدنا الى النظريات في الشخصية والاختبارات الاسقاطية التي تستهدف اللاشعور لوجدنا ان نتائجها تتغير من حال الى حال فمن كانت عنده انطوائية اليوم فمن الممكن ان يكون منفتحا بعد شهر وبالتالي أنا حكمت على المراجع بناءا على ماذا أهو على حالته النفسية قبل شهر أم اليوم .
ثانيا انا اتعامل مع انسان يعيش ضمن منظومة من الاساسيات والقواعد التي بها بعض المرونة أو الشدة والحزن والفرح فهل تتعامل الاسقاطات مع هذه التغيرات قيل شهر بما هو موجود اليوم .
ثالثا : الاختبارات الاسقاطية شأنها شأن التداعي الحر(( حسب نظرية التحليل النفسي والتي هي بالاصل وليدة التوراة إن كنا قد طالعنا التوراة أو العهد القديم لوجدنا أن الاصول التوراتية للمذهب الفرويدي عميقة جدا جدا )) يخرج به الانسان مكنونات اللا شعور والمشاعر المكبوتة والغريزية وينفي عن النفس صفة العقل والحكمة التي كرمنا الله جل وعلى بها وهي تعبيرات لحظية جافة من اي قيم سامية للانسان السوي .
4/ لو طالعنا النظرية المعرفية في العلاج النفسي لوجدنا انها من أكبر المتشككين في الاختبارات الاسقاطيةلأنها تنفي عن الانسان صفة القدرة على اتخاذ القرار بتمعن وتتعامل بما هو بما هو مكبوت فقط .
5/ أعتقد براي الشخصي أن وجود نظرية توفيقية في قياس الشخصية تستخدم مجمل النظريات الاكلينيكة سيكون له دور أكبر في عملية تحديد هوية وشخصية كل فرد وبالتالي انتاج اختبار يقيس شخصية الفرد العربي الشرقي بعاداته وقيمه ودينه وظروفه الاسرية والاجتماعية بعيدا عن اقتباس كل ما هو غربي وتقنينه على البيئة العربية
والله ولي التوفيق

أخي الفاضل ..
• ليس هناك اختبار سواء إسقاطي او عادي يقيس ظاهرة معينة أو يقيس شخصية ككل او جانب من الشخصية بشكل مباشر مثلما يقيس المحرار درجة الحرارة او يقيس المتر الطول و هكذا ... وإنما الاختبار أي اختبار كان، يقيس السلوك الذي يدل على الظاهرة او ما يشير إليها، فيكون السلوك المقاس مؤشرا على جانب معين من الشخصية او طبيعتها ... أي ما يقاس، مجرد مؤشرات وليس حقائق كاملة. فليس هناك في الحياة عموما شيء مطلق حيث ان صفة الاطلاق هي لصفات الله تعالى فقط وعدا ذلك كل شيء نسبي ...

• هذا وان السلوك الذي يقاس كمؤشر لا يمكن تفسيره بمجرد الإطلاع البسيط في علم النفس وإنما يتم ذلك على وفق معايير متفق عليها يتم على وفقها تفسير السلوكيات المقاسة .... وعلى وفق تلك المعايير نستطيع ان نصل الى مؤشرات اقرب ما تكون الى الحقيقة خاصة اذا كانت المعايير او المحكات محددة وموضوعة بدقة ... وحتى المعايير تلك تأخذ اشكال مختلفة، فهناك مثلا المعيار الإحصائي، وهناك المعيار الاجتماعي ويوجد المعيار الديني غيرها الكثير ... فمثلا لو اخذنا المعيار الديني لقياس القيم الدينية للفرد فبالتاكيد لن يكون المعيار في الشرق المسلم نفس المعيار في الغرب غير المسلم. فمعيار المتدين مثلا لدى المسلمين هي الصلاة والصيام وعيرها ... فنقيس سلوك الفرد وفقا الى هذا المعيار فكلما اقترب سلوكه من المعيار كلما كان اقرب للظاهرة المراد قياسها وهي التدين .. هذا مثال بسيط جدا ليصل للشخص غير المتخصص ...

• بالنسبة للاختبارات الاسقاطية لا يمكن ان يتصدى لها بالتطبيق ومعالجة النتائج ومناقشتها إلا شخص متخصص ... فكل اختبار من الاختبارات الاسقاطية يحتاج الى تدريب ومهارة استثنائية وخبرة طويلة ...وتخصص في الاختبار الواحد ... وقد اجريت الكثير من البحوث العالمية للتاكد من صدق كل اختبار اسقاطي على حدة وبدول مختلفة ...

• ولقد اكد الكثير من الباحثين في ارجاء العالم في وقتنا الحاضر انهم خبروا جميع انواع الاختبارات ولم يجدوا اختبارات اكثر موضوعية من الاختبارات الاسقاطية لماذا؟ لان الاختبارات العادية صارت مضحكة بالنسبة للإنسان المعاصر، وغير مناسبة لتطوره الثقافي ولمستوى اطلاعه وخبراته العلمية المتعددة ولذكائه ومراوغته، لان الاختبارات العادية تتعرض لعدم الصدق في الاستجابة بسبب المرغوبية الاجتماعية ... فمثلا لو سألنا انسانا حتى لو لم يُطلب منه ذكر اسمه : هل أنت انسان حالم أو خيالي ؟ ربما سيجيب ليس على وفق ما هو عليه فعلا ولكن على وفق نظرة المجتمع للانسان الخيالي سواء ايجابية او سلبية ان كانت ايجابية سيقول (نعم) ، واذا كانت سلبية سيجيب بـ (لا) ... ! أما باستخدام اختبار رورشاخ مثلا –لانك ذكرته اعلاه مع انك اخطأت في كتابته ربما سهوا ! – على أنه اختبار اسقاطي، فهو عبارة عن بقع حبر مسكوب على ورقة وقد تم طي الورقة لتأخذ بقع الحبر اشكالا مختلفة ... تعطى تلك الاشكال للمفحوص ويطلب منه ان يعطي استجابات عما توحي له هذه البقعة في هذه الورقة، وماذا تعني له الاخرى وهكذا الى نهاية البقع وعددها محدد طبعا ... ستُحسب الاستجابات وتُفسَّر على وفق أسس معينة بالإضافة لخبرة الفاحص في تحليل الشخصية، من تلك الاسس وليس جميعها:

1. اذا كانت استجابات المفحوص عادية ومؤلوفة ولها مساس مباشر باشياء عيانية كأن يقول مثلا : طائر أو حمامة أو بيت أو شجرة الخ ، واذا كان عدد استجاباته قليلة ... فهذا يعني أنه انسان واقعي اكثر مما هو خيالي ، وقد يكون اقل ذكاء من غيره .

2. أما اذا كان عدد استجاباته كثيرة أولا، ثم يذهب بالاستجابات الى أشياء قد لا تخطر عل بال احد ولا يتوقعها أحد ، أشياء تجريدية معبرة ولا تمس الواقع مباشرة كأن يقول مثلا : ثورة، حرب، دمار، هروب الى الماضي، رحيل الى المستقبل ، نار تلتهب في كبد ... وهكذا و يظل يسترسل في الاستجابات. وحتى طريقة مسكه ونظرته للبقعة الموضوعة على الورق قد تكون مختلفة ، وتقليبه إياها يمينا ويسارا ... كل هذا سيشير – ونؤكد يشير – إلى أن الشخصية هذه خيالية وذكية .. !

* فما حصل هنا ان المفحوص اسقط أفكاره ومشاعره وأحلامه وطموحاته وثقافته وذكائه و ... على الاختبار الاسقاطي ... وقد استجاب بعفوية دون ان يعلم كيف ستُقَوَّم استجاباته .... أي لم يكن لتدخل الذاتية او المرغوبية في طبيعة استجاباته ... وعليه ، فان الاختبار الاسقاطي يُعد موضوعية في قياس السلوك أو الاستجابات التي تدل على ظاهرة معينة في الشخصية.

* واظن ما ذكرناه ليس له علاقة بثقافة معينة شرقية او غربية اذ ان نوع الاستجابة وعددها هو المطلوب ... ولذلك اثبت هذا الاختبار –الذي اخذناه نموذجا للاختبارات الاسقاطية – جدارته في جميع الثقافات .

خليل حلاوجي
04-06-2006, 09:40 AM
ماأزال أتابع بشغف

من سأل وهو يبغي أن نستفيد

وماأزال مندهشا" بجوابك الشافي أستاذتنا الرائعة د. نورية وأنا متأكد أن في جعبتك المزيد والمزيد

لاحرمني ربي من فوائد مواضيعك المدهشة


دمتما بخير ... والوطن