محمد المختار زادني
08-03-2006, 02:53 PM
ياأمة أجدبتْ بِكْراً رَوابيهـــا = واسْتَرْخَصَتْ هِمَماً أعْلَتْ مَراميهـا
عاثَتْ بِجَدْوَلِها الأَهْـواءُ فَاخْتنقتْ = أزهَـارُهُ ونَـما فِطْـرٌ بِعـاليهـا
يَبْكي الزَّمـانُ رِجالاً مُخْلصينَ بَنَواْ = مَجْـداً عَلى قِيَمٍ شادَتْ بِبانيهـا
والحرْفُ باكٍ يُناجي الفَنَّ في لغـةٍ = تَبْكيهِ إن ذَكَرَتْ نَكْهَ البِلَى فيهـا
ياأمـةً سَئِمَتْ ذُلَّ الخنوعِ فَمـا = خَفّ الـمُصابُ وَلا جَفّتْ مآقيهـا
جَـاءتْ كَذي عِلّـةٍ يَنْأى بعلّتهِ = يُخْفـي مَكامِنَها كَيْمـا يُواريهـا
أنتِ التي ضَمن التَّوحيدُ عِزّتَـهـا = إذْ أخْلَصَتْ دينها لله باريـهـا
عَمَّتْ مَحاسِنُهـا الدُّنيا وقدْ كثُرتْ = أفضالُها فَغَدَتْ كُثْراً أَعاديـهـا
لسانُها لغـةُ الفُرْقانِ شَـرّفَها = فَمِنْ مَقـاطعِـهِ التّجـويدُ راويـها
الشِّـعرُ كلَّلها تاجاً زُمُـرُّدهُ = جِرْسُ القَـوافي عَلى وَزْنٍ يُنـاغيهـا
كَمْ شيّدتْ مِنْبراً لِلْعلمِ في أممٍ = وَكَمْ سَقَتْ مِنْ قَراحِ العَدْلِ صاديهـا
حتى دَهَى الْخَطْبُ سُلْطان الذينَ َنأوْا = عَنْ نَهْجِ مَفْخَرَةٍ ضاءتْ لياليهـا
لـمَّا بَكى يَنْدِبُ الرَّنْدِيُّ "أندلسا" = آلَتْ لِـمَسْكَنَةٍ هَدّتْ سَواريهـا
إذْ ذاك نامَتْ عُيونُ النَّاعِمينَ وَهَلْ = تُصْغي الرُّفاةُ لِمَفْجوعٍ يُنـاديهــا
ياابنَ النفيسِ! دِماءُ الصّدْرِ فائرةٌ = مِنْ كِذْبةٍ زَيّنَتْ في الطِّبِّ حاكيهـا
وياابنَ حيّانَ! هذا التِّبْـرُ مُتَّسِـخٌ = طغـتْ شَوائبـهُ زُوراً بِدانيهـا
وياابن خلدونَ! أَضْحَى العِلْمُ بَعْدَكمُ = نـخاسَةً فَتَحُوا بِالْغَرْبِ ناديهـا
وياابنَ سينا لِـمَ "القانونُ" بَاتَ عَلى = رفِّ المتاحِفِ؟ أمْ ذِكْرى لنا فيها
لعـلَّ أرواحَهُمْ، آذانُـها سَمِعَتْ = وَلَيْتَ فيـمنْ أُنـادي الآن واعيهـا
النومُ يحلو لِمُسْـتَرْخٍ وَذي كَسَلٍ= واليأسُ يخْنُقُ نَفْسَ الحُرِّ سـاميـهـا
والبحرُ منْ حَرَكاتِ الْمَوْجِ هَيْبَتُهُ = والأرضُ إنْ خَمِلتْ فُـتَّـت ْرَواسيها
قُومُوا اقْتُلوا اليأسَ في رُوحِ الشّبابِ فَكَمْ = ضاعَتْ لنا هِمَمٌ! وَلْنُحْي باقيها
طالَ الـمنامُ بِكُمْ، قُومُوا بَنِي وَطَني = وأَدْرِكُوا حُـرَّةً قَدْ نـام راعيهـا
اليومَ يُسرَقُ مِنْها لُبُّ حـاضِرِها = كَدَأْبِ منْ سَرَقُوا أَمْجـادَ ماضيهــا
أَرَى بِذِي الشُّرُفاتِ النَّجْمَ مُؤتلقاً = يَسْقي العُقُولَ ضِيَـاءً طابَ ساقيهـا
إني شَكَوْتُ كُلُـومَ النَّفسِ في كَلِمٍ = والآهُ في زَفْرَتي بـانَتْ مَعانيهــا
عاثَتْ بِجَدْوَلِها الأَهْـواءُ فَاخْتنقتْ = أزهَـارُهُ ونَـما فِطْـرٌ بِعـاليهـا
يَبْكي الزَّمـانُ رِجالاً مُخْلصينَ بَنَواْ = مَجْـداً عَلى قِيَمٍ شادَتْ بِبانيهـا
والحرْفُ باكٍ يُناجي الفَنَّ في لغـةٍ = تَبْكيهِ إن ذَكَرَتْ نَكْهَ البِلَى فيهـا
ياأمـةً سَئِمَتْ ذُلَّ الخنوعِ فَمـا = خَفّ الـمُصابُ وَلا جَفّتْ مآقيهـا
جَـاءتْ كَذي عِلّـةٍ يَنْأى بعلّتهِ = يُخْفـي مَكامِنَها كَيْمـا يُواريهـا
أنتِ التي ضَمن التَّوحيدُ عِزّتَـهـا = إذْ أخْلَصَتْ دينها لله باريـهـا
عَمَّتْ مَحاسِنُهـا الدُّنيا وقدْ كثُرتْ = أفضالُها فَغَدَتْ كُثْراً أَعاديـهـا
لسانُها لغـةُ الفُرْقانِ شَـرّفَها = فَمِنْ مَقـاطعِـهِ التّجـويدُ راويـها
الشِّـعرُ كلَّلها تاجاً زُمُـرُّدهُ = جِرْسُ القَـوافي عَلى وَزْنٍ يُنـاغيهـا
كَمْ شيّدتْ مِنْبراً لِلْعلمِ في أممٍ = وَكَمْ سَقَتْ مِنْ قَراحِ العَدْلِ صاديهـا
حتى دَهَى الْخَطْبُ سُلْطان الذينَ َنأوْا = عَنْ نَهْجِ مَفْخَرَةٍ ضاءتْ لياليهـا
لـمَّا بَكى يَنْدِبُ الرَّنْدِيُّ "أندلسا" = آلَتْ لِـمَسْكَنَةٍ هَدّتْ سَواريهـا
إذْ ذاك نامَتْ عُيونُ النَّاعِمينَ وَهَلْ = تُصْغي الرُّفاةُ لِمَفْجوعٍ يُنـاديهــا
ياابنَ النفيسِ! دِماءُ الصّدْرِ فائرةٌ = مِنْ كِذْبةٍ زَيّنَتْ في الطِّبِّ حاكيهـا
وياابنَ حيّانَ! هذا التِّبْـرُ مُتَّسِـخٌ = طغـتْ شَوائبـهُ زُوراً بِدانيهـا
وياابن خلدونَ! أَضْحَى العِلْمُ بَعْدَكمُ = نـخاسَةً فَتَحُوا بِالْغَرْبِ ناديهـا
وياابنَ سينا لِـمَ "القانونُ" بَاتَ عَلى = رفِّ المتاحِفِ؟ أمْ ذِكْرى لنا فيها
لعـلَّ أرواحَهُمْ، آذانُـها سَمِعَتْ = وَلَيْتَ فيـمنْ أُنـادي الآن واعيهـا
النومُ يحلو لِمُسْـتَرْخٍ وَذي كَسَلٍ= واليأسُ يخْنُقُ نَفْسَ الحُرِّ سـاميـهـا
والبحرُ منْ حَرَكاتِ الْمَوْجِ هَيْبَتُهُ = والأرضُ إنْ خَمِلتْ فُـتَّـت ْرَواسيها
قُومُوا اقْتُلوا اليأسَ في رُوحِ الشّبابِ فَكَمْ = ضاعَتْ لنا هِمَمٌ! وَلْنُحْي باقيها
طالَ الـمنامُ بِكُمْ، قُومُوا بَنِي وَطَني = وأَدْرِكُوا حُـرَّةً قَدْ نـام راعيهـا
اليومَ يُسرَقُ مِنْها لُبُّ حـاضِرِها = كَدَأْبِ منْ سَرَقُوا أَمْجـادَ ماضيهــا
أَرَى بِذِي الشُّرُفاتِ النَّجْمَ مُؤتلقاً = يَسْقي العُقُولَ ضِيَـاءً طابَ ساقيهـا
إني شَكَوْتُ كُلُـومَ النَّفسِ في كَلِمٍ = والآهُ في زَفْرَتي بـانَتْ مَعانيهــا