مشاهدة النسخة كاملة : إغاثة اللهفان في تفسير أي القرآن
عدنان أحمد البحيصي
09-05-2003, 07:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بحمده تتم الصالحات،وبشكره تتم الخيرات،وبالإيمان به والتوكل عليه و الإنابة إليه يسعد الإنسان في محياه وبعد الممات،،وأشهد أن لا إله إلا الله إقراراً به وتوحيداً وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إيماناً به وتصديقاً،صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وبعد:
يقول الله تعالى:{ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"خيركم من تعلم الثرآن وعلمه" وقال :".......ألا وإن القرآن والسلطان يسفترقان،أفلا فدوروا مع القرآن حيث دار" وقال:"تركت لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي".
فهذه آيات بينات وأحاديث واضحات،في فضل القرآن وعلو قدره،وسمو مكانته،وهو كتاب الله المعجز في لفظه ومعناه،لا تنقضي عجائبه،ولا تنتهي معجزاته، فيه خبر من قبلنا،وحكم ما بيننا،وهو حبل الله المتين، وشرعه الحكيم،من تمسك به عز ونجا ،ومن تركه ضل وغوى.
وهو كلام الله المنزل على عبده محمد عليه الصلاة والسلام بواسطة جبريل،المنقول إلينا بطريق التواتر،المحفوظ بحفظ الله له ،المكتوب بين دفتي المصحف،المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس
ولقد عني العلماء قديما وحديثا بالبحث في آي القرآن،ولقد تكلم في التفسير القرطبي قأجاد، وولج فيه الشوكاني فوفق إلى السداد،
ولقد عزمت متوكلاً على الله أن أكتب في ما كتب فيه السابقون،وإن لم أكن مثل هؤلاء الأعلام في العلم ولكني أتمثل بيت من قال:
فتشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم........إن التشبه بالكرام فلاح
واسميت كتابي الذي اعتمدت فيه على ما كتب السايقون"إغاثة اللهفان في تفسير آي القرآن"
وقد حاولت جهدي في الأختصار، مع الإحتفاظ بالفائدة الواضحة لأولي الأبصار
والله العظيم أسال أن يوفقني إلى السداد،ويغفر لي يوم التناد ،يوم يقوم الأشهاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه
وكتب
أحد طلبة العلم
أبو بلال عدنان بن أحمد
عدنان أحمد البحيصي
10-05-2003, 11:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة الفاتحة
الفاتحة هي أول السور في المصحف الشريف وسميت الفاتحة لأن بها افتتح المصحف وبها تفتتح الصلاة
وورد في فضلها أحاديث كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم :"الفاتحة نزلت من كنز تحت العرش"،ولها اسماء منها الكافية حيث أنها تكفي في الصلاة ولا يكفي غيرها عنها ، وهي الكنز وهي السبع المثاني وهي الرقية.
وأختلف العلماء في كونها مكية أو مدينة،وقد وردت أحاديث قوية في مكيتها واحاديث قوية في مدنيتها وقد وفق بين الاحاديث أنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة
كما أختلف في البسملة هل هي من الفاتحة أو لا والراجح أنها ليست من الفاتحة لما روي عن أنس بن مالك أنه قال:"صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وابي بكر وعمر وعثمان وعلي كلهم يبدأون الصلاة بالتكبير وبالحمد لله رب العالمين"
ومعلوم أن من لم يقرأ الفاتحة فلا صلاة له كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم،فلا يجوز أن يسقط من الفاتحة آياتها ولو كانت البسملة آيه لتلاها النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة
التفسير:قال تعالى "الحمد لله رب العالمين" الحمد هو الثناء على الجميل باللسان،و مسبب الحمد النعمة،لله اسم لا يطلق إلا على الله تبارك وتعالى،ورب كلمة اذا اطلقت فنعني بها الله تعالى أما اذا قيدت فيراد بها ما قيدت به،كأن نقول رب العائلة ورب الماشية وغيرها،والعالمين جمع عالم وهو كل ما في الوجود إلا الله أو هو كل ما خلق الله تعالى.
قوله تعالى"الرحمن الرحيم" الرحمن اسم من اسماء الله لا يطلق إلا عليه والرحمن صفة عامة فهو الرحمن بالخلائق والعباد برهم وفاجرهم ،مسلمهم وكافرهم،وفي الحديث أن الله تعالى قسم رحمته مئة جزء فأنزل بين الخلاق جزءاً واحداً يتراحمون فيما بينهم وادخر باقي الأجزاء للمؤمنين يوم القيامة،والرحيم اسم من اسماء الله تعالى ويطلق على غير الله كأن نقول رجل رحيم وأم رحيمة،والرحيم خاص بالمؤمنين دون غيرهم"إنه كان بالمؤمنين رؤوفاُ رحيما" .
قوله تعالى"مالك يوم الدين" وقرىء ملك وملك بصيغة الفعل والمالك هو المسيطر، ويوم الدين هو القيامة وسمي بيوم الدين لأن فيه ترجع المظالم،حتى ان الله بعدله يقتص للشاة غير القرناء من الشاة القرناء ويقتص للبهائم ثم يقول لها كوني تراباً ولذلك يقول الكافر يا ليتني كنت تراباً أي بهيمة فيبعثني الله تعالى ثم يصيرني إلى تراب أعاذنا الله من النار.
قوله تعالى"إياك نعبد واياك نستعين،فيه تقديم للمفعول على الفعل بقصد القصر والتوكيد على توحيد الله تعالى،اي وحدك لا غيرك يا الله نعبد ووحدك لا غيرك يا الله نستعين
قوله تعالى"اهدنا الصراط المستقيم"دعاء من المؤمنين لله تعالى أن يرشدهم إلى الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم خط طريقا مستقيما وخط طرقا شتى وقال اما هذا فهو طريق الاسلام او كما قيل
والصراط هو السبيل وهو الطريق وهو كذلك ما يعبره الناس يوم القيامة وجاء في وصف الصراط أنه أحد من السيف وادق من الشعرة وتحته النار والناس على مرورهم عليه على قدر منازلهم فمن من يمر كالبرق ومنهم كالخيل المسرعة ومنهم من تتخطفه كلاليب الملائكة فتهوي به في النار أعاذنا الله من سوء الدار.
عدنان أحمد البحيصي
10-05-2003, 11:49 PM
قوله تعالى"صراط الذين أنعمت عليهم" اكمال للدعاء والذين أنعم الله عليهم هم الانبياء واتباعهم وهم الذين يتغمدهم الله برحمته ويسكنهم فسيح جناته جعلنا الله منهم
قوله تعالى"غير المغضوب عليهم ولا الضالين" المغضوب عليهم هم اليهود غضب الله عليه لتحريفهم لكلامه ولقلتهم أنبياءه ولقولهم على الله غير الحق
والضالين هم النصارى الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله
وتظهر في الآيات عقيدة الولاء والبراء فولاء المسلم لله ولرسوله وللمؤمنين الذين أنعم الله عليهم،والبراء من الكفر والكافرين وأفعالهم
عدنان أحمد البحيصي
17-05-2003, 10:23 AM
بَين يَدَيْ السُّورَة
سورة البقرة أطول سور القرآن على الإِطلاق، وهي من السور المدنية التي تُعنى بجانب التشريع، شأنها كشأن سائر السور المدنية، التي تعالج النُّظُم والقوانين التشريعية التي يحتاج إِليها المسلمون في حياتهم الاجتماعية.
اشتملت هذه السورة الكريمة على معظم الأحكام التشريعية: في العقائد، والعبادات، والمعاملات، والأخلاق، وفي أمور الزواج، والطلاق، والعدة، وغيرها من الأحكام الشرعية.
وقد تناولت الآيات في البدء الحديث عن صفات المؤمنين، والكافرين، والمنافقين، فوضّحت حقيقة الإِيمان، وحقيقة الكفر والنفاق، للمقارنة بين أهل السعادة وأهل الشقاء.
ثم تحدثت عن بدء الخليقة فذكرت قصة أبي البشر "آدم" عليه السلام، وما جرى عند تكوينه من الأحداث والمفاجآت العجيبة التي تدل على تكريم الله جل وعلا للنوع البشري.
* ثم تناولت السورة الحديث بالإِسهاب عن أهل الكتاب، وبوجه خاص بني إِسرائيل "اليهود" لأنهم كانوا مجاورين للمسلمين في المدينة المنورة، فنبهت المؤمنين إِلى خبثهم ومكرهم، وما تنطوي عليه نفوسهم الشريرة من اللؤم والغدر والخيانة، ونقض العهود والمواثيق، إِلى غير ما هنالك من القبائح والجرائم التي ارتكبها هؤلاء المفسدون، مما يوضح عظيم خطرهم، وكبير ضررهم، وقد تناول الحديث عنهم ما يزيد على الثلث من السورة الكريمة، بدءاً من قوله تعالى {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}. إلى قوله تعالى {وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ}.
وأما بقية السورة الكريمة فقد تناولت جانب التشريع، لأن المسلمين كانوا -وقت نزول هذه السورة- في بداية تكوين "الدولة الإِسلامية" وهم في أمسّ الحاجة إِلى المنهاج الرباني، والتشريع السماوي، الذي يسيرون عليه في حياتهم سواء في العبادات أو المعاملات، ولذا فإِن السورة تتناول الجانب التشريعي، وهو باختصار كما يلي:
"أحكام الصوم مفصلة بعض التفصيل، أحكام الحج والعمرة، أحكام الجهاد في سبيل الله، شؤون الأسرة وما يتعلق بها من الزواج، والطلاق، والرضاع، والعدة، تحريم نكاح المشركات، والتحذير من معاشرة النساء في حالة الحيض إِلى غير ما هنالك من أحكام تتعلق بالأسرة، لأنها النواة الأولى للمجتمع الأكبر".
ثم تحدثت السورة الكريمة عن "جريمة الربا" التي تهدّد كيان المجتمع وتقوّض بنيانه، وحملت حملة عنيفة شديدة على المرابين، بإِعلان الحرب السافرة من الله ورسوله على كل من يتعامل بالربا أو يقدم عليه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ}.
وأعقبت آيات الربا بالتحذير من ذلك اليوم الرهيب، الذي يجازى فيه الإِنسان على عمله إِن خيراً فخير، وإِن شراً فشر {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} وهو آخر ما نزل من القرآن الكريم، وآخر وحي تنزَّل من السماء إِلى الأرض، وبنزول هذه الآية انقطع الوحي، وانتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إِلى جوار ربه، بعد أن أدى الرسالة وبلَّغ الأمانة.
وختمت السورة الكريمة بتوجيه المؤمنين إِلى التوبة والإِنابة، والتضرع إِلى الله جلَّ وعلا برفع الأغلال والآصار، وطلب النصرة على الكفار، والدعاء لما فيه سعادة الدارين {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وهكذا بدأت السورة بأوصاف المؤمنين، وختمت بدعاء المؤمنين ليتناسق البدء مع الختام، ويلتئم شمل السورة أفضل التئام.*
التسمِيــَة: سميت السورة الكريمة "سورة البقرة" إِحياءً لذكرى تلك المعجزة الباهرة، التي ظهرت في زمن موسى الكليم، حيث قُتل شخص من بني إِسرائيل ولم يُعرَف قاتله، فعُرِضَ الأمر على موسى لعله يعرف القاتل، فأوحى الله تعالى إِليه أن يأمرهم بذبح بقرة، وأن يضربوا الميت بجزءٍ منها فيحيا بإِذن الله ويخبرهم عن القاتل، وتكون برهاناً على قدرة الله جل وعلا في إِحياء الخلق بعد الموت، وستأتي القصة مفصلة في موضعها إِن شاء الله.
فضـــلهَا: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إِن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" أخرجه مسلم والترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا سورة البقرة، فإِن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البَطَلَة) يعني السَّحَرَة. رواه مسلم في صحيحه.
الم(1)ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3)وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4)أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(5)}.
ابتدأت السورة الكريمة بذكر أوصاف المتقين، وابتداء السورة بالحروف المقطعة {الم} وتصديرها بهذه الحروف الهجائية يجذب أنظار المعرضين عن هذا القرآن، إِذ يطرق أسماعهم لأول وهلة ألفاظٌ غير مألوفة في تخاطبهم، فينتبهوا إِلى ما يُلقى إِليهم من آياتٍ بينات، وفي هذه الحروف وأمثالها تنبيهٌ على "إِعجاز القرآن" فإِن هذا الكتاب منظومٌ من عين ما ينظمون منه كلامهم، فإِذا عجزوا عن الإِتيان بمثله، فذلك أعظم برهان على إِعجاز القرآن.
يقول العلامة ابن كثير رحمه الله: إِنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السورة بياناً لإِعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها، وهو قول جمع من المحققين، وقد قرره الزمخشري في تفسيره الكشاف ونصره أتم نصر، وإِليه ذهب الإِمام "ابن تيمية" ثم قال: ولهذا كلُّ سورة افتتحت بالحروف، فلا بدَّ أن يذكر فيها الانتصار للقرآن، وبيانُ إِعجازه وعظمته مثل {الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ} {المص* كِتَابٌ أُنزِلَ} {الم* تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} {حم* وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ* إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} وغير ذلك من الآيات الدالة على إِعجاز القرآن.، وفي ذلك اختلاف وذهب ابو بكر وعمر وجماعة ان المقصود بها من الاسرار التي تفرد الله بعلمها .
ثم قال تعالى {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} أي هذا القرآن المنزل عليك يا محمد هو الكتابُ الذي لا يدانيه كتاب {لا رَيْبَ فِيهِ} أي لا شك في أنه من عند الله لمن تفكر وتدبر، أو ألقى السمع وهو شهيد {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} أي هادٍ للمؤمنين المتقين، الذين يتقون سخط الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ويدفعون عذابه بطاعته، قال ابن عباس: المتقون هم الذين يتقون الشرك، ويعملون بطاعة الله، وقال الحسن البصري: اتقوا ما حُرِّم عليهم، وأدَّوْا ما افتُرض عليهم.
ثم بيَّن تعالى صفات هؤلاء المتقين فقال {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} أي يصدقون بما غاب عنهم ولم تدركه حواسهم من البعث، والجنة، والنار، والصراط، والحساب، وغير ذلك من كل ما أخبر عنه القرآن أو النبي عليه الصلاة والسلام {وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ} أي يؤدونها على الوجه الأكمل بشروطها وأركانها، وخشوعها وآدابها.والصلاة لغة الدعاء قال تعالى "وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم" أي ادعو لهم بالمغفرة والرحمة وشرعا هي هيئات شرعية تبدأ بالتكبير وتختتم بالتسليم
قال ابن عباس: إِقامتُها: إِتمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} أي ومن الذي أعطيناهم من الأموال ينفقون ويتصدقون في وجوه البر والإِحسان، والآية عامة تشمل الزكاة، والصدقة، وسائر النفقات، وهذا اختيار ابن جرير، وروي عن ابن عباس أن المراد بها زكاة الأموال.،ومن رحمة الله أن جعل نفقة الرجل في أهله من افضل الصدقات؟
قال ابن كثير: كثيراً ما يقرن تعالى بين الصلاة والإِنفاق من الأموال، لأن الصلاة حقُّ الله وهي مشتملة على توحيده وتمجيده والثناء عليه، والإِنْفاقُ هو الإِحسان إِلى المخلوقين وهو حق العبد، فكلٌ من النفقات الواجبة، والزكاة المفروضة داخل في الآية الكريمة.
{وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} أي يصدقون بكل ما جئت به عن الله تعالى {وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} أي وبما جاءت به الرسل من قبلك، لا يفرّقون بين كتب الله ولا بين رسله {وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} أي ويعتقدون اعتقاداً جازماً لا يلابسه شك أو ارتياب بالدار الآخرة التي تتلو الدنيا، بما فيها من بعثٍ وجزاءٍ، وجنةٍ، ونار، وحساب، وميزان، وإِنما سميت الدار الآخرة لأنها بعد الدنيا، وفيه تفصيل بعد اجمال،وذكر خاص بعد عام فالغيب عام وذكر الله منه الآخرة دون غيرها تعظيما لشأنها وهولها وتوبيخا للمكذبين بها
{أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ} أي أولئك المتصفون بما تقدم من الصفات الجليلة، على نور وبيان وبصيرة من الله {وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} أي وأولئك هم الفائزون بالدرجات العالية في جنات النعيم.
نسرين
17-05-2003, 11:59 AM
اخي الكريم عدنان الاسلام
بارك الله فيك وجزيت خيراً لهذه الفائدة العظيمة التي تقدمها
لنا جميعا وقد احسنت فيما قدمت واستمر على هذا
والطريقة التي فُسرت فيها السور والايات اراها طريقة سلسة
شيقة تحثنا على المتابعة
فاكمل بارك الله فيك ولا تحرمنا هذا العطاء
اسعدك الله وجعل لك التوفيق اينما كنت واينما ذهبت
نسرينه
د. سمير العمري
20-05-2003, 08:00 PM
نتابعك فواصل بارك الله بك
وشكر الله لك جهدك أخي عدنان ..
تحياتي وتقديري
عدنان أحمد البحيصي
13-08-2004, 10:57 AM
سأكمل إن شاء الله
عدنان أحمد البحيصي
15-08-2004, 08:58 AM
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ
يبدأ الله بوصف الفئة الكافرة من الناس التي اختارت الكفر ، وقيل في سبب نزول الآية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرص كل الحرص على أن يؤمن أهل الأرض جميعاً ، فبين الله تعالى له أن الأمر بيد الله، فلقد جعلت على قلوبهم وعلى سمعهم وابصارهم غشاوة تمنعهم أن يروا الحق وأخرج ابن اسحاق وأبن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس أن المقصود في الآية أحبار اليهود الذين استكبروا عن الإيمان.
وأخر ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر أنه المقصود هم كبار قريش الذيت قتلوا يوم بدر و رموا في القليب
وهذا القول والله أعلم هو الأظهر
وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ أي لهم القتل في الدنيا ولهم النار في الآخرة
عدنان أحمد البحيصي
15-08-2004, 09:17 AM
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ
المراد بهذه الآية المنافقين من أتباع عبد الله بن أبي سلول رأس النفاق ، والمنافق هو من يظهر الإسلام ويبطن الكفر ، والمنافقين في الدرك الأسفل من النار، وهم يظنون أنهم بنفاقهم يخدعون الله ورسوله وما علموا أن الله تعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر عنهم فعلمهم وأعلمهم لكاتم سره حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، وكان عمر ينظر لحذيفة فإذا صلى على الميت صلى معه وإذا امتنع عن الصلاة عليع امتنع عمر، حتى أنه سأل حذيفة:هل عدني رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين فبكى حذيفة وقال لا ولا ازكي بعدك أحدا
وهؤلاء أي المنافقين إنما أظهروا الإسلام ليأمنوا على أنفسهم وأموالهم ، فهم في شك وريبة وخوف فهذا مرض قلوبهم ، والله زادهم مرضا على مرضهم ولهم في الأخرة عذاب أليم أي موجع غاية في الإيلام بما كانوا يظهرون هكس ما يبطنون
وهؤلاء كانوا إذا نهوا عن الإفساد في الأرض وقطع الأرحام وإساءة الجوار والإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفوا عن أنفسهم أن يكونوا مفسدين ، وهم المفسدون ولكن عمي عليهم بكفرهم فهم لا يشعرون
عدنان أحمد البحيصي
17-08-2004, 07:44 AM
قوله تعالى: "وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين"
وإذا قيل لهؤلاء المنافقين ظان يؤمنوا بقلوبهم كما آمنت ألسنتهم استكبروا واصفين من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم سفهاء ولكنهم أي المنافقين هم السفهاء الحقيقين ولكنهم لا يعلمون أي لا يعقلون
وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون
ورد في سبب نزول هذه الآية الكريمة ما أخرجه الواحدي والثعلبي بسنده عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي وأصحابه، وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله فقال عبد الله بن أبي: انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم، فذهب فأخذ بيد أبي بكر فقال: مرحبا بالصديق سيد بني تميم، وشيخ الإسلام، وثاني رسول الله في الغار، الباذل نفسه وماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم أخذ بيد عمر فقال: مرحبا بسيد عدي بن كعب، الفاروق القوي في دين الله، الباذل نفسه وماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم أخذ بيد علي وقال: مرحبا بابن عم رسول الله وختنه، سيد بني هاشم ما خلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم افترقوا فقال عبد الله لأصحابه: كيف رأيتموني فعلت؟ فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت، فأثنوا عليه خيرا.فرجع المسلمون إلى النبي وأخبروه بذلك، فنزلت هذه الآية.
وقيل هم اليهود إذا لقوا المؤمنين قالوا إنا على دينكم وإذا خلوا إلى كبارهم وشياطينهم رؤوسهم في الكفر أقروا بالولاء لهم وكفروا بحزب محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه وسخروا منهم وهم في كفرهم يتمادون، وما علم أولئك أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأن المؤمنين يوم القيامة من الكفار يضحكون على الآراك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون
أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين
أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} قال: الكفر بالإيمان.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله {اشتروا الضلالة بالهدى} قال: أخذوا الضلالة، تركوا الهدى.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} قال: آمنوا ثم كفروا.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} قال: استحبوا الضلال على الهدى {فما ربحت تجارتهم} قال: قد والله رأيتم خرجوا من الهدى إلى الضلالة، ومن الجماعة إلى الفرقة، ومن الأمن إلى الخوف، ومن السنة إلى البدعة.
وكيف تربح تجارة من اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار
عدنان أحمد البحيصي
02-10-2004, 10:06 AM
مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ﴿17﴾ صم بكم عمي فهم لا يرجعون ﴿18﴾ أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين ﴿19﴾ يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير ﴿20﴾
أخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله تعالى :"مثلهم كمثل الذي استوقد نارا" إن أناساً دخلوا في الإسلام عند مقدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة ثم نافقوا،فكان مثلهم كمثل الذي كان في ظلمة فأوقد ناراً فأضاءت ما حوله من قذى ، وأذى ، فأبصره حتى عرف ما يتقي، فبينما هو كذلك إذ طفئت ناره فأقبل لال يدري ما يتقي من أذى، فالنور هو الإيمان، والظلام هو الكفر.
أما قوله تعالى :"صم بكم عمي فهم لا برجعون" فهم لا يسمعون الحق ولا يرونه ولا يقرون به، فهم لا يرجعون إلى الإيمان ولا بعبدون الواحد الديان.
وقوله تعالى :"أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين"
عطف الله هذا المثل على المثل الأول، أي مثلوهم بهذا أو بذاك المثل، والصيب هو المطر الذي فيه ظلمة ورعد وبرق يكاد بصوته يخلع القلوب ، والكفار يجعلون أصابعهم في أذانهم واهمين أن ذلك يحميهم من الصواعق، فهم أيضاً لا يقبلون الهدى ويغلقون آذانهم عن سماعه ، والله محيط بهم قادر على أن ينزل صواعقه عليهم.
وقوله تعالى :"يكاد البرق يخطف أبصارهم، كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير"
جملة مستأنفة لشرح حالهم عند ذلك الرعد ، فهم من خوفهم يكاد أي يقارب البرق يذهب بأبصارهم ، وهممع ذلك يمشون بين ظهور البرق وبين سكونه، حتى إذا سكن البرق وأظلم وقفوا حائرين لا يعرفون سبيلا، والله تعالى قادر على أن يذهب بسمعهم وأبصارهم فهو القدير الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء
حنظلة
05-10-2004, 07:49 PM
جزاك الله خيرا أيها الأخ الكريم...
www.ruowaa.com
اسكندرية
11-10-2004, 10:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/عدنان الاسلام...
جزاك الله عنّا حسن الثواب..و فتح لك من العلم أبوابا كثيرة...
أود أن أضع بعض كلمات هنا ...قد تفيد فى سورة "الفاتحة"..
بالنسبة لاسماء الفاتحة...سأضع الاسماء التى تفضلت أنت و ذكرتها..مضافا اليها أسماء أحرى ...
فهىتسمى:
1)فاتحة الكتاب: أى التى يفتتخ بها الكتاب
2)أم الكتاب : أى أصل الكتاب
3)سورة الحمد : لان أول ألفاظها كلمة الحمد
4) السبع المثانى:لانها مستثناة من سائر المتب ...و خلاصة مافى الكتبو هى كذلك تحوى من الحكمة الكثير
و فيها ثناء على الله و مثانى ايضا لان نصفها للعبد و النصف الاخر للرب.
5)الشافية : ففيها شفاء من كل داء الا المرض العضال و العجز.
كذلك يطلق عليها سورة الدعاء و سورة الشكر .
و سورة الفاتحة لم ترد بها بعض الأحرف و هم (7) ,,,لانها أحرف تشعر بالعذاب
و هذه الأحرف هى
========
ث : و يل و ثبور
ج :جهنم
خ :خزى
ش:شهيق
ظ:نارا تلظى
ف:فويل
ز:زفير
و ختاما ...عن أبى عباس رضى الله عنهما قال:(بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم ,و عنده جبريل أذ سمع نقيضا (صوتا) فوقه , فرفع جبريل بصره الى السماء فقال:هذا باب من السماء قد فتح ..و ما فتح قط ,فقال: فنزل منه ملك ,فأتى النبى صلى الله عليه و سلم ,فقال :أبشر بنورين قد أوتيتهما,لم يؤتهما نبى قبلك :
فاتحة الكتاب ,و خواتيم سورة البقرة:لم تقرأ خرفا منها الا أوتيته).
لك التحية أخى و جزاك الله خيرا كثيرا
ماما زوزو
08-11-2004, 08:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم الفاضل
عدنان الاسلام
سلمت يدك وجزالك الله
خيرا كثييييييييييرا
كل عام وانتم بخير.......
عدنان أحمد البحيصي
09-11-2004, 08:30 AM
بارك الله فيكم أخوتي
بإذن الله سأستمر بعد انقضاء الشهر الكريم
مودتي ومحبتي
عبدالصمد حسن زيبار
13-03-2008, 08:02 PM
عدنان
دعوة للاستمرار و المتابعة
مع مدارسة و حوار
تحياتي
عدنان أحمد البحيصي
15-03-2008, 11:48 AM
أخي عبد الصمد
ما أجمل دعوتك هذه بعد حوالي اربع سنوات من الانقطاع
سأحاول أن استمر ان شاء الله تعالى
بوركت
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir