المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المحارب



سمير الفيل
15-03-2006, 10:01 PM
شهادة عن .. سمير الفيل

ما إن شرعت في الكتابة عن الأديب ( سمير الفيل ) حتى ذكرت لدغة عقرب .
هل لأن القصة القصيرة الناجحة يمكن أن تكون كلدغة عقرب في تأثيرها؟
هل يمكن أن يتسلل السرد بهدوء ونعومة يسر قبل أن تتحقق تلك اللدغة؟ وما أهمية القصة إن لم تكن بمثابة اللدغة أو التحجر الذي يحرك الراكد في حياتنا، على أية حال القصة هي الأخرى أسمها لدغة عقرب ضمن مجموعة من اللدغات التي مضتها مجموعة ( خوذة ونورس وحيد ) ، وهذه المجموعة تعد من أهم الأعمال التي تدخل في نطاق أدب الحرب إنما جازت التسمية دون صراخ أو شعارات فالجندي الذي عايش آثار الحرب بعد أن خمدت نيرانها هو نفسه الجندي الذي اكتوى بالنار في أتونها .
إن ( سمير الفيل ) يدخل بك إلى مغارات وكهوف وينزلق إلى الخنادق للاختباء ويبحث مع رفاقه عن جركن ماء، ويخرج لمأموريات للكشف عن أعماق أكثر إنسانية ودفئا ويمد قدمه ليصبغ حذاءه لنكتشف أنها ـ القدم ـ ممددة في وجه بطل من أبطال أكتوبر ليكشف عن اختلال كبير في قيم المجتمع، مجتمع الكاروهات والجمرك والانفتاح . مواقف إنسانية لادغة، تماما مثل لدغات الغرب المتتالية، تبحث عما وراء الأشياء، وتتخذ من عالم الرجال نماذج حية، ومن لظى الصحراء هجيرا يلفح الوجوه:
" العسكري غريب لدغة عقرب في ساقه أسفل الركبة " هكذا يبدأ قصة " لدغة عقرب " وينشغل الجميع بالمصاب، لا شك هذا هو المطلوب، لكن في النهاية يكتشف الجميع أن العقرب قد أفلت، وأنه دخل إلى الدبابة، ولأنه سمير الفيل الكاتب الذكي والذي يتسلح بوعي قومي وثقافي كان لابد أن يفشلوا في العثور على العقرب، إن ظهور العقرب وسحقه بأي حذاء يعني انتهاء الصراع مع هذا العقرب وكيف ينتهي الصراع والحق ما يزال مسلوبا وشخوص النصر ما زالت تسحقها الحياة يتوارون جوعا ويمسحون الأحذية، ويواجهون بصدورهم غول الانفتاح، لكن النية تتجه إلى ضرب هذا العقرب عندما تشرق الشمس ويا للشروق من دلالات.
وهكذا يدين ( سمير الفيل ) التطبيع ـ أيا كان نوعه ـ مع العدو الصهيوني ويؤكد أن الجنود على التبة في خطر، وأن ظهور العقرب في أي وقت ـ خلسة ـ معناة نهاية أحد الرجال وعلينا أن نكون متنبهين دوما ـ ما إن يظهر هذا العقرب قاصدا أحدنا فلابد من ضربه في الحال، لكن ماذا لو تركناه يعيث حوله، ماذا لو نسينا أمره، ماذا وماذا وهكذا تحوي المجموعة عدة لدغات مؤثرة بلغة مواكبة وموائمة ولقطات سريعة فإن أردت أن تبحث عن سر أي حرب فأمسك في أثارها ، وهذا ما يفعله سمير الفيل حين يسخر العلاقات والتفاصيل ومفردات البيئة لخدمة هذا البحث وهذا التعبير، واستخدام ضمير المتكلم يحملك إلى معايشة الحي باعتبار أنك ماثل أمام حكاء يعترف ويسوق لك الأدلة تلو الأخرى، ويحيلك إلى شخوص كي ترى ما يماثلها في الواقع مثل ( مسعد بنزين ) وغيره.
وإذا كان قص الشيء لعين اقتفاء أثره فإن سمير الفيل يمارس هذا القص بالبحث عن مكنونات جديدة تقبع خلف التراكمات ، ولهذا ما يبرره عند كاتبنا فقد التحق بالجيش بعد أن وضعت الحرب أوزارها لكن رائحة البارود كانت ، و ما تزال تغلف فضاء البلاد .

سمير الفيل فنان يعرف كيف يختار مواقفه ولقطاته ونماذجه ويعرف كي يحط عليها، وكيف ينتقل من شجرة إلى أخرى وفي كل ذلك يبحث عن رائحة مكان يعرفه جيدا ، وزمان عايشه بجوارحه في الشعر " ندهة من ريحة زمان " و " ريحة الحنة " ومن قبلها " الخيول " وفي الرواية " رجال وشظايا " وفي كل الألوان ترك هو الآخر آثارا تحتاج إلى من يتبعها بإنصاف، كما أنه مارس النقد والكتابة للطفل ومارس دورا رياديا في بلده دمياط من خلال مشاركته في إصدار مجلة " الرواد " التي ما زالت تواصل عطائها .

تحية إلى رجل يستحق التحية .. و رجل جدير بالاحترام .

فريد معوض
قاص وروائي
المحلة الكبرى

سمير الفيل
15-03-2006, 10:17 PM
* وردت هذه الشهادة في كتاب ( طاقة اللغة وتشكيل المعنى ) ..
من ص 290إلى ص 292.
للأستاذ جمال سعد محمد ، قراءة في اعمال سمير الفيل ، دار الإسلام ، 2002.
وفريد معوض كاتب من محافظة الغربية ارتبطت اعماله بادب الطفل ، ينشر كتاباته في العديد من الصحف والدوريات المصرية والعربية .

نسيبة بنت كعب
16-03-2006, 01:24 AM
السلام عليكم

اتمنى من حضرتك استاذ سمير الفيل ان تنشر لنا قصة المحارب

وان تزيدنا بمزيد من اعمالك الجميلة لتثرى الواحة ولتمتع الأعضاء والزوار

هذا كل ما لدينا بالواحة
https://www.rabitat-alwaha.net/search.php?searchid=15609


أريد ان اكون أيضا على ذلك من الشاهدين

تحية لك :0014:

سمير الفيل
16-03-2006, 08:21 AM
نسيبة بنت كعب

جاءت شهادة الروائي فريد معوض عن مجموعة ( خوذة ونورس وحيد) بعنوان " المحارب " .
. وبالأخص حول هذه القصة الأكثر شهرة " لدغة عقرب " ، والتي نشرت في عدة جرائد ادبية ، ونالت تحليلا متنوعا .
أنشرها لأول مرة في موقع ألكتروني حبيب إلى نفسي ، هو " رابطة الواحة الثقافية " نزولا عن رغبتكم الكريمة .
وقد صففتها بنفسي هذا الصباح .
فشكرا لكم أن أعدتم لي شيئا من الذكريات الحميمة.

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=128009#post128009

نسيبة بنت كعب
16-03-2006, 08:55 AM
بوركت الجهود والايدى التى كتبت وصففت

لنا عودة مرات بعد مرات ان شاء الله

الى قصص الأديب الممتع / سمير الفيل


تقديرى واحترامى لفخامة دولتكم النثرية الفريدة

سمير الفيل
30-03-2007, 02:27 AM
شكرا لكل من مر ..
.. على هذا الموضوع
للصديق القاص فريد معوض..

د. محمد حسن السمان
30-03-2007, 07:53 AM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الغالي الأديب القاص والروائي الاستاذ سمير الفيل

أسعد الـلـه صباحك , الحقيقة قرأت ما تفضل به الأخ القاص فريد معوض , سابقا , كما
أعدت القراءة هذا الصباح , ووجدتني متحمسا للقول اننا نرى تقريبا بنفس العينين , بل
أكاد أجزم أن الأخ القاص فريد معوض وإن أجاد في تتبع أصالة سمير الفيل ونبضه الحر
الوطني , لم يكتب الامور كما يجب , حيث أرى شخصيا , أن القاص سمير الفيل ,
يكاد يختط مدرسة في تقنيات القصة القصيرة , التفصيلية والسرد التوثيقي , الذي يستخدم
كافة الحواس , لتشكيل تابلوهات حارّة الحركة , عالية التشويق , لتوظيفها وفق منحى
ايجابي , وربما هذا ما اراد الأخ القاص فريد معوض أن يعبّر عنه .
مع خالص محبتي

د. محمد حسن السمان

سمير الفيل
28-04-2007, 06:12 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الغالي الأديب القاص والروائي الاستاذ سمير الفيل
أسعد الـلـه صباحك , الحقيقة قرأت ما تفضل به الأخ القاص فريد معوض , سابقا , كما
أعدت القراءة هذا الصباح , ووجدتني متحمسا للقول اننا نرى تقريبا بنفس العينين , بل
أكاد أجزم أن الأخ القاص فريد معوض وإن أجاد في تتبع أصالة سمير الفيل ونبضه الحر
الوطني , لم يكتب الامور كما يجب , حيث أرى شخصيا , أن القاص سمير الفيل ,
يكاد يختط مدرسة في تقنيات القصة القصيرة , التفصيلية والسرد التوثيقي , الذي يستخدم
كافة الحواس , لتشكيل تابلوهات حارّة الحركة , عالية التشويق , لتوظيفها وفق منحى
ايجابي , وربما هذا ما اراد الأخ القاص فريد معوض أن يعبّر عنه .
مع خالص محبتي
د. محمد حسن السمان

أهلا بالدكتور محمد حسن السمان ..

جاء رفعك للموضوع مناسبا جدا..
ففي يوم الأحد 8 مارس 2007 اتجهت انا وصديقي فكري داود إلى مدينة المحلة الكبرى ..
للمشاركة في مؤتمر اليوم الواحد..
كان بعنوان " أدب الطفل .. الواقع والمامول " ..
والحقيقة أننا عرفنا ان الزميل فريد معوض نزيل مستشفى مبرة محمد علي ..
فقمنا جميعا بزيارته والاطمئنان عليه.

أدعو زملائي للدعاء لهذا الكاتب المطبوع
وربنا يكمل شفائه.

أما ما قدمه اخي الدكتور السمان من مداخلة نقدية..
.. حول نصوصي السردية ..
.. فهذا شيء يشرفني فعلا.
وفقه الله.