المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لدغة عقرب



سمير الفيل
16-03-2006, 08:14 AM
لدغة عقرب
بقلم : سمير الفيل

العسكري غريب لدعه عقرب في ساقه أسفل الركبة . كان يشاهد الدبابة " السنتوريون " القابعة أعلى التبة ، والمضروبة في الثامن من أكتوبر ، عندما تسللت تحت بنطلونه الكاكي ، فتمسه قشعريرة ، ثم تسري النار في جسده للحظات ويصرخ بكل قواه في الصحراء من حوله .
ارتمى على الأرض الرملية وزعق في رفاق السرية ، فطوح الريح صراخه . حينها تحامل على نفسه وأمسك بفخذه ، وزحف نحو الموقع . رأيناه جميعا بوجهه الممتقع . سأله العريف مختار : " خير .وشك مخطوف ليه؟ " .
انتزع كلماته والعرق يتفصد به جبينه : " العقرب لسعني ! " .
أسرع عبد الحكيم ، وربط أعلى الجرح بمنديله الكاكي وعندما رآه الرقيب يحيى نهره ، وطلب أن يأتي أحدنا بسلك التليفون الميداني .
عندما رفض جندي الإشارة إنتزعه في عنف : " العسكري هيروح في شربة مية ! " ثم ربطه بإحكام أعلى اللدغة.
في حفرة صغيرة أشعل بعض أرانيك الذنب ، وسخن مشرطا حتى أحمر تماما . صرخ العسكري غريب والمشرط يشق الجلد ، وينغرس في اللحم ، فيتدفق دم له زرقة لم نرها من قبل ، ثم راح الرقيب يحيى يمتص بفمه الدم الفاسد ، ويتفله مرات ومرات .
مددوه على السرير الصاج في ملجأ الفصيلة الثالثة ، وضربه صابر على كتفه : " عقرب يعض في عقرب . تيجي إزاي؟ " .
كان دمه هاربا فطمأنه العريف مختار بأن لا خطر مطلقا طالما الإصابة بعيدة عن القلب . وحده الصول حنفي الذي تمهل في سيره أمام باب الملجأ ، هو الذي هتف فينا عندما رأى انزعاجنا : " أنتم تعملوا من الحبة قبة . الخوف على العقرب مش على العسكري غريب ! " لكن قفشاته لم تضحكنا هذه المرة . أحس بذلك فجلس بيننا صامتا .
شمل الموقع كله ترقب وقلق ، والتففنا حوله نواسيه ، ونكلمه عن أخطار أخرى لم يعرفها . عن قنابل الألف رطل ، ودانات تنفجر في الهواء فتطيح بالإنسان وتدفنه حيا دون أن يتلفظ بكلمة .
عندما علم الملازم صبحي الجلاد بالأمر أتى إلى الملجأ على عجل . قمنا جميعا حين رأيناه يحني رأسه ويلج المكان من الفتحة الضيقة.
أشار لنا أن نعاود الجلوس على أاطراف الأسرة التي صنعناها من الصاج المتعرج وغرارات الرمل .
سأله في لوم مشوب بعتاب : " أيه خلاك تروح هناك ؟ " .
أجابه بصوته الواهن أنه أراد أن يشاهد الدبابة عن قرب ، وأنه حين صعد البرج ، ورأى التجويف الهائل داخل الهيكل الحديدي أنتابه الزهو لأن " القول " بأكمله ضرب في نفس المكان فانفكت الجنازير وعطبت الدبابات ، وأن الماسورة المتجهة ناحية بيوتنا وأهلنا منذ تلك اللحظة صارت بلا خطورة بقذيفة ال م . د .
كان يريد فقط أن يرى شيئا من رائحة أكتوبر ؛ لأنه دخل الخدمة بعد انتهاء الحرب بأشهر قليلة.
ربت معاطي على كتفه : " ماشفتش عفرة الحرب ولا شميت ريحة الصدام ! " . غاب عنا سؤال كان ينبغي أن نسأله المصاب، نطق به الملازم : " إنت قتلته؟ " . سأل العسكري غريب بدوره : " مين؟ العقرب؟ أبدا " .
في سرعة البرق تحركنا جميعا . كل أفراد السرية . بالعصى والكواريك والبلط . هرولنا ناحية الدبابة " السنتوريون " الإسرائيلية . كانت ترقد كجثة هامدة فاقدة الروح ، ومن حولها قذائف ال م. د التي لم تنفجر ، وبعض معلبات الصاج ، وأعشاب قليلة يابسة ، صفراء اللون .
رحنا ندور حولها ، ونضرب الجسد الصلب بما في أيدينا ، وفجأة وجدناها تتحرك بجرمها الضئيل ، ثم سرعان ما تسللت واختبأت داخل البرج ؛ فلم نعد نراها .
قضينا وقتا نبحث عنها دون جدوى حتى هبط الليل . عدنا في قلق إلى موقع السرية ، ونحن نتواعد على النهوض عند أول شعاع ضوء لنسحقها بكل الغيظ والكمد في صدورنا .


أكتوبر 1974.
تبة الشجرة بسيناء.

زاهية
16-03-2006, 12:37 PM
يااه ومازالت حية حتى الآن قاتلها الله وخلَّصنا منها
الآن حطت ذبابة على أصبع رجلي فقفزت في الهواء خشية أن تكون هي العقربه اللعينة لاأدري كيف أحسست بهذا الشعور الغريب وأنا أقرأ القصة
لقد أجدت في إيصال الفكرة فسيطرت علي
دمت مبدعاً أخي الفاضل سمير الفيل
أختك
بنت البحر

خليل حلاوجي
16-03-2006, 12:47 PM
والعقارب

قد تفشل في دس سمها لبعض من أحط أنواع البشر

وربما لو لدغت اللي بالي بالك لماتت عقربك وبقي ذلك الخطير تسول له نفسه لدغ العالمين

يارب سلم سلم

ممتن لوجودك أخي الفاضل

نسيبة بنت كعب
16-03-2006, 05:03 PM
الأديب والأنسان الرائع / سمير الفيل

اولا شكرا على القصة الجميلة التى قرأتها بأستمتاع :v1:

حملتنى القصة الى ذكريات حرب اكتوبر وايام العزة كما بهرت غريب الذى كان يتطلع لتفقد مجد ابائه.

عجبتنى فيها المشاعر الانسانية التى كانت تلف الجنود وتضافرهم لنجدة الجندى غريب ومواساتهم لهم وانسنة الحوار رغم اجواء المعسكر والحرب

قصتك فيها طرفة بسبب التعليقات التى تدرجها بلباقة فى النص لتخرج ملائمة تماما ( عقرب يلدغ عقرب ؟ تيجى ازاى D:) مع الأشارة بخفة بطريقة مستترة الى براعة الجندى المصرى : الخوف على العقرب مش على العسكرى .غريب !:010:
وعجبنى اصرار الجندى المصرى على محاربة المعتدى فى آخر القصة " ونحن نتواعد على النهوض عند أول شعاع ضوء لنسحقها بكل الغيظ والكمد في صدورنا " ولن يهدأ له بال حتى يقضى عليه !


قطعة ادبية فاخرة لا اعتقد انى استطيع ان ازيد شىء على شهادة النقاد المحترفين امثال فريد معوض

انصح الجميع بقراءة شهادته هنا

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=12781

شكرا لك

وننتظر المزيد من قصصك الشيقة

تقديرى :hat:

سمير الفيل
17-03-2006, 08:22 AM
يااه ومازالت حية حتى الآن قاتلها الله وخلَّصنا منها
الآن حطت ذبابة على أصبع رجلي فقفزت في الهواء خشية أن تكون هي العقربه اللعينة لاأدري كيف أحسست بهذا الشعور الغريب وأنا أقرأ القصة
لقد أجدت في إيصال الفكرة فسيطرت علي
دمت مبدعاً أخي الفاضل سمير الفيل
أختك
بنت البحر

زاهية .
أحيانا تتحرك شخصياتي القصصية من الورق إلى الحياة .
اشعر بها تخترق الأزمنة وتعبر الأمكنة .
وتقوم بتصرفات قد لا ارضى عنها .
لكن ثقتي كبيرة في أنها غالبا ما تعود للنص
تعودهادئة ، ممتنة ، وتسكن فيه سكنا جميلا !

سمير الفيل
17-03-2006, 08:24 AM
والعقارب

قد تفشل في دس سمها لبعض من أحط أنواع البشر

وربما لو لدغت اللي بالي بالك لماتت عقربك وبقي ذلك الخطير تسول له نفسه لدغ العالمين

يارب سلم سلم

ممتن لوجودك أخي الفاضل

خليل حلاوجي
تلك العقربة وجدتها فعلا ..
أثناء خدمتي على جبهة قناة السويس كجندي في كتيبة مشاة.
وقد أدركت من يومها ان الخطر سيظل قائما .
شكرا للمرور العطر

سمير الفيل
17-03-2006, 08:30 AM
حملتنى القصة الى ذكريات حرب اكتوبر وايام العزة كما بهرت غريب الذى كان يتطلع لتفقد مجد ابائه.

عجبتنى فيها المشاعر الانسانية التى كانت تلف الجنود وتضافرهم لنجدة الجندى غريب ومواساتهم لهم وانسنة الحوار رغم اجواء المعسكر والحرب

قصتك فيها طرفة بسبب التعليقات التى تدرجها بلباقة فى النص لتخرج ملائمة تماما ( عقرب يلدغ عقرب ؟ تيجى ازاى D:) مع الأشارة بخفة بطريقة مستترة الى براعة الجندى المصرى : الخوف على العقرب مش على العسكرى .غريب !:010:
وعجبنى اصرار الجندى المصرى على محاربة المعتدى فى آخر القصة " ونحن نتواعد على النهوض عند أول شعاع ضوء لنسحقها بكل الغيظ والكمد في صدورنا " ولن يهدأ له بال حتى يقضى عليه !


قطعة ادبية فاخرة لا اعتقد انى استطيع ان ازيد شىء على شهادة النقاد المحترفين امثال فريد معوض
تقديرى :hat:

نسيبة بنت كعب

لك الفضل في أن انشر هذه القصة هنا بعد وقت طويل من كتابتها .
انا ممتن لك جدا ،
وساحكي لك شيئا يعود لفترة الجندية :
كنا قد ألحقنا في وحدة مقاتلة على الجبهة ( داخل سيناء ) .
ولم نكن قد خبرنا طبيعة المنطقة . دخلنا للملاجيء كي ننام.
وبعد مدة صحونا على صوت يصرخ بنا ان نصحو. كانت ذرات الرمال ترتطم بالملجأ كأنها سيول مطر . وانتقلت الكثبان من منطقة لأخرى ودفنا أحياء . بصعوبة خلصنا انفسنا من بحر الرمال . وكان فرد الخدمة هو الذي أمكنه ان يهزنا من غفوتنا .
اما العقرب فوالله لقد رأيته بنفسي تحت جنزير دبابة اسرائيلية .

أشكرك جدا من قلبي .

نورا القحطاني
17-03-2006, 10:19 AM
http://framboise78.free.fr/Fleurs/bouquet4.gif

اما العقرب فوالله لقد رأيته بنفسي تحت جنزير دبابة اسرائيلية

مؤكد وصدقت فهي تستأنس وتستظل بظل أشباهها وأقربائها...!!!!
*
*
استاذي سمير الفيل ..حياك الله ...
قصة ممتعة و ذات مغزى

العقرب حشرة ملعونة وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم بما معناه:
لعن الله العقرب ما تدع نبيا ولا غيره ...الخ بعدما لدغته عقرب .

(أشعر بقشعريرة ) :002:


*
*
*
http://framboise78.free.fr/Fleurs/rosereflet.gif
تحية ورد
نـورا

سمير الفيل
17-03-2006, 12:57 PM
http://framboise78.free.fr/Fleurs/bouquet4.gif

اما العقرب فوالله لقد رأيته بنفسي تحت جنزير دبابة اسرائيلية

مؤكد وصدقت فهي تستأنس وتستظل بظل أشباهها وأقربائها...!!!!
*
*

العقرب حشرة ملعونة وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم بما معناه:
لعن الله العقرب ما تدع نبيا ولا غيره ...الخ بعدما لدغته عقرب .

(أشعر بقشعريرة ) :002:


http://framboise78.free.fr/Fleurs/rosereflet.gif


نورا القحطاني

صدق رسول الله في حديثه الشريف .
مع مرور الوقت تأكدت أن الكيان الصهيوني المعادي شبية بالحشرة في خبثها ولدغتها المميتة .

أشكر حضورك ، وباقات الورد .

ألف شكر

محمود شاكر الجبوري
17-03-2006, 01:43 PM
انها قصة رائعة شكرا لك اخي المبدع

سمير الفيل
17-03-2006, 03:39 PM
انها قصة رائعة شكرا لك اخي المبدع


محمود الجبوري

أشكر لكم هذا المرور .
تحياتي .

سمير الفيل
14-05-2007, 12:35 PM
أهلا بالزملاء .
وجدت قراءات حول النص . رأيت ان ابث بعضها هنا :

الناقد جمال سعد محمد:




قراءة فى قصة لدغة عقرب لسمير الفيل

يمكن للإنسان أن يفقد ذاته. لكن ذلك لا يحدث ضجة كبيرة، إذ الغريب أن ضياع الذات ليس من الأشياء التي تثير ضجة، فالذات هي الشيء الوحيد الذي لا يعيره الناس أدنى اهتمام مع أنهم ينتبهون ـ لغير شك ـ إذا ما فقد المرء ساقه أو ذراعه أو زوجته، إما إذا فقد ذاته فتلك مسألة تمر في غاية الهدوء .

وبسطة الأرض علمتنا معنى الحياة، ومعنى الحياة أن نشيد لا أن ندمر لكنها كتبت علينا الحرب، ولأن سمير الفيل ( 69 ) عاش ظلال الحرب فقد كتب قصته(لدغة عقرب)
ولأن التعامل مع أدب الحرب له محاذير كثيرة منها ارتباط التناول بتلك اللحظة الانفعالية التي تفجر التجربة القصصية لأن الكتاب أثناء المعركة لا يعنيهم في المقام الأول استخدام الكلمة كسلاح في الحرب فيغلب على كتاباتهم طابع الدعاية والدعوة ـ مع بعض الاستثناءات إلى الحد الذي دفع هيمنجواي إلى أن يقول: إن الأديب لا يستطيع أن يكتب كل شيء أثناء الحرب ولا بعد مرور وقت عليها؟- ومع تحفظنا على مقولة هيمنجواي- فإن اللعبة/ الحرب لعبة لا تنتهي والمواجهة ما زالت مستمرة والأدب مرآة كل أمة ـ ليست غايته التسجيل وإنما التطهير ـ بيد أنه يتجذر في الواقع ويثمر على أرضه ومن ثم فهو يقوم بعلمية التسجيل بالضرورة وهو في طريقه إلى التطهير
وإذا كان التطهير يجدد قوانا ويسمو بأرواحنا فإن التسجيل يحفظ وثائقنا للأجيال القادمة كي لا تموت بلا شاهد، لذلك أصر ( سمير الفيل ) في قصته ان يكتب التاريخ (أكتوبر 1974)

ويتجه ( سمير الفيل )قصته لدغة عقرب إلى العالم النفسي الداخلي للشخصيات، ولا يحفل كثيرا بالواقع الخارجي إلا بمقدار ما يحفز الشخصية إلى الارتداد لذاتها وذكرياتها وأزمتها الحاضرة ولا يشغل الكاتب نفسه برصد أحوال المجتمع أو قضاياه أو علاقة الناس بعضهم ببعض، بل يقدم شخصية تعيش لحظة نفسية متوترة أو متأزمة لا تتصل عادة بحدث بعينه من الواقع بل تنبع من تكوين نفسي ممتد كامن يستثيره حاضر عارض ويرسم الكاتب أبعاده من خلال عرضه لهواجس الشخصية وخواطرها وذكرياتها:
(العسكري غريب لدعه عقرب في ساقه أسفل الركبة . كان يشاهد الدبابة " السنتوريون " القابعة أعلى التبة ، والمضروبة في الثامن من أكتوبر ، عندما تسللت تحت بنطلونه الكاكي ، فتمسه قشعريرة ، ثم تسري النار في جسده للحظات ويصرخ بكل قواه في الصحراء من حوله .
ارتمى على الأرض الرملية وزعق في رفاق السرية ، فطوح الريح صراخه . حينها تحامل على نفسه وأمسك بفخذه ، وزحف نحو الموقع . رأيناه جميعا بوجهه الممتقع . سأله العريف مختار : " خير .وشك مخطوف ليه؟ " .
انتزع كلماته والعرق يتفصد به جبينه : " العقرب لسعني ! " .
أسرع عبد الحكيم ، وربط أعلى الجرح بمنديله الكاكي وعندما رآه الرقيب يحيى نهره ، وطلب أن يأتي أحدنا بسلك التليفون الميداني .
عندما رفض جندي الإشارة إنتزعه في عنف : " العسكري هيروح في شربة مية ! " ثم ربطه بإحكام أعلى اللدغة)

وقد يزاوج الكاتب أحيانا بين العالم الخارجي الذي تتحرك فيه الشخصية إلى ما يفكر فيه أو يشعر به، فليس هناك مشهد طبيعي مقصود لذاته، ولا شخصيات ثانوية يعني الكاتب برسم ملامح مميزة لها بل تبدو كل عناصر القصة كأنها مجرد مفاتيح لذلك العالم النفسي المغلق على ذكريات الماضي وهواجس الحاضر.

وقد تتوالى إلى جزيئات العالم الخارجي وتكثر حتى لتوحي بأن الشخصية قد خرجت من كيانها الفردي المحدود إلى محيط أكثر سعة واشد ارتباطًا بالحياة والناس، لكن القارئ إذا تدبر أمر هذه الجزيئات يدرك أنها تشترك جميعًا في تعميق إحساس الشخصية بأزمتها أو هواجسها.

(كان دمه هاربا فطمأنه العريف مختار بأن لا خطر مطلقا طالما الإصابة بعيدة عن القلب . وحده الصول حنفي الذي تمهل في سيره أمام باب الملجأ ، هو الذي هتف فينا عندما رأى انزعاجنا : " أنتم تعملوا من الحبة قبة . الخوف على العقرب مش على العسكري غريب ! " لكن قفشاته لم تضحكنا هذه المرة . أحس بذلك فجلس بيننا صامتا .
شمل الموقع كله ترقب وقلق ، والتففنا حوله نواسيه ، ونكلمه عن أخطار أخرى لم يعرفها . عن قنابل الألف رطل ، ودانات تنفجر في الهواء فتطيح بالإنسان وتدفنه حيا دون أن يتلفظ بكلمة .
عندما علم الملازم صبحي الجلاد بالأمر أتى إلى الملجأ على عجل . قمنا جميعا حين رأيناه يحني رأسه ويلج المكان من الفتحة الضيقة.
أشار لنا أن نعاود الجلوس على أاطراف الأسرة التي صنعناها من الصاج المتعرج وغرارات الرمل .
سأله في لوم مشوب بعتاب : " أيه خلاك تروح هناك ؟ " .
أجابه بصوته الواهن أنه أراد أن يشاهد الدبابة عن قرب ، وأنه حين صعد البرج ، ورأى التجويف الهائل داخل الهيكل الحديدي أنتابه الزهو لأن " القول " بأكمله ضرب في نفس المكان فانفكت الجنازير وعطبت الدبابات ، وأن الماسورة المتجهة ناحية بيوتنا وأهلنا منذ تلك اللحظة صارت بلا خطورة بقذيفة ال م . د .
كان يريد فقط أن يرى شيئا من رائحة أكتوبر ؛ لأنه دخل الخدمة بعد انتهاء الحرب بأشهر قليلة.
ربت معاطي على كتفه : " ماشفتش عفرة الحرب ولا شميت ريحة الصدام ! " . غاب عنا سؤال كان ينبغي أن نسأله المصاب، نطق به الملازم : " إنت قتلته؟ " . سأل العسكري غريب بدوره : " مين؟ العقرب؟ أبدا " .
في سرعة البرق تحركنا جميعا . كل أفراد السرية . بالعصى والكواريك والبلط . هرولنا ناحية الدبابة " السنتوريون " الإسرائيلية . كانت ترقد كجثة هامدة فاقدة الروح ، ومن حولها قذائف ال م. د التي لم تنفجر ، وبعض معلبات الصاج ، وأعشاب قليلة يابسة ، صفراء اللون … )

ومن سمات هذه القصة -وكتابات سمير الفيل عموما -رؤيتها للعلاقة بين الأنا والآخر والتي تتكرر في أكثر من موضع وهي لجوء الكاتب إلى إضفاء التعتيم على الآخر بمعنى أنه لا يقدم وصفًا للشخصية الأخرى التي كانت سببًا رئيسا في معاناة ( الأنا ) التي تعيش فيها بل يشعر القارئ أن هناك منطقة محرمة لا يجرؤ الكاتب الدخول إليها.

وهناك أيضًا الدلالات الرمزية والمجازية , فالكاتب لا يتوقف عند حدود الواقعة أو الموقف الذي يقدمه في شكله المباشر وإنما يضفي عليه بعدا سياسيًا متعمدًا بحيث يتحول إلى رمز واضح ويظهر هذا في البناء التشكيلي للقصة حين يعمد الكاتب إلى استخدام ا للغة استخداما شعريًا.

ربما يستوقفنا في هذا العمل الأدبي القاموس اللغوي وتلك التعبيرات العسكرية التي تشير إلى خبرة حقيقية بحياة الجندية والحرب وهذا القاموس وتلك المصطلحات يسهمان في رسم الجو العام ويدلان على الخبرة العسكرية للكاتب، ولا تكاد تغيب عن قارئي قصص سمير الفيل عنايته الفائقة باللغة حتى ليمكن القول بأن التجربة اللغوية هي العنصر الأساسي في هذه القصص
ولما كانت التجربة تجري في الأغلب داخل عالمها الباطني الشخصية وتبدو ضعيفة الصلة بالعالم الخارجي فإن غيبة التوازن بين العالمين يضخم شعور الشخصية بما يعتمل في داخلها من خواطر أو انفعالات أو هواجس لا يكبح جماحها شيء من حقائق الواقع ومعاييره، فتنطلق على لسان الشخصية في عبارات ومجازات تتسم بكثير من المبالغة في الدلالة وتجيء أحيانا مفاجئة أو غير متسقة مع أسلوب الكاتب المنساب.

ويقترب أسلوب الكاتب من بناء الشعر وروحه في اللحظات التي تصفو فيها نفس الشخصية القصصية ويراودها الأمل في سعادة مقبلة أو رضا وشيك أو حين يستبد بها الخوف والقلق ويمتزج لديها المشهد الخارجي، بمخاوف العقل الباطن وفي تلك اللحظات الخالصة للمشاعر عن الوجدان تصبح لغة الشعر في عند سمير الفيل أقدر الأساليب على التعبير والتجسيم يتضح لنا مما سبق قصةلدغة عقرب) غنية بدلالتها وتثير نقاشًا طويلاً حول السمات والقضايا المختلفة التي يطرحها واعتقد أن هذا الغني والثراء والخلاف أيضًا يعطي لهذه القصة أهمية خاصة فهي تبين إلى أي مدى حاول الكاتب أن يخلق عالمه الخاص.

إننا ـ إذن ـ أمام قدرة خاصة ومتميزة في التعبير عن القضايا التي يتبناها الكاتب وهي الاغتراب عن الأنا والاغتراب في العالم وأمام قدرة خاصة في تدويب المعاناة الهائلة في شكل قصصي مركب من مستويات مختلفة تتضح في أشكال وأدوات القص نفسها وهذه القصة تصور شهادة أحد كتابنا على العصر وعلى المجتمع في هذه الفترة من تاريخنا الاجتماعي التي توضح أبعاد القهر الخارجي والقهر الداخلي الذي نعيشه وتوضح حالة يأس الضرورة

والقصة حبلي بالصور والإشارات المثمرة وقد حاولنا أن نتابع ذلك العقرب- لانه في نظرنا ـ يشكل المعنى الكلي للقصة ولهذا ارانا قد تركنا جزيئات كثيرة لتأملات القارئ وأحسب أنه ـ القارئ ـ سوف يخرج من القصة بتحليلات خاصة قد تقصر عنها أدواتنا .


القاص محمد شمخ:


المتألق سمير الفيل

صدقت ذاكرتى معى
النص من مجموعة "خوذة ونورس وحيد"
والمجموعةتنقسم الى قسمين
الأول منهما بعنوان تنويعات عسكرية ،وقصص هذا القسم تحلق فيهاروح زمن أكتوبر العظيم،وهى قصص يحاول فيها سمير الفيل المبدع إلتقاط صور لروح أكتوبر،لم تسجلها الكاميرات ولم تلتق معها الميكروفونات
يلتقط وجوها غير وجوه القادة،يلتقى أصواتا وأحاديثا غير أحاديث المخططين (العظام)!..
وجوها لم يشر اليها أحد وسط خضم المقابلات والمؤتمرات والاحتفالات والمهرجانات التى أقيمت وتقام لتمجيد هذا النصر وتنسبه الى قلة من القادة والضباط الكبار متجاهلين الابطال الحقيقين
سمير إذن مبدعا وانسانا ينحاز الى هؤلاء المسكوت عنهم وعن بطولاتهم وعن حياتهم وآلامهم وآمالهم.....
ويقدم لنا قصصا بسيطة عنهم ،ليس فيها أى أكروبات فنية
و"لدغة العقرب" من بين هذه القصص
قصة بسيطة وسرد سهل ،ولايطمح المبدع سمير الى أكثر من ذلك، حتى يترك هذه المساحة لهؤلاء الابطال البسطاء، لايريد منا( نحن القراء )أن ننشغل بغير هولاء، يتركنا نحن وإياهم،
مع بساطتهم مع آمالهم وآلامهم وخفة دمهم( أنتم تعملوا من الحبة قبة . الخوف على العقرب مش على العسكري غريب ! ") مع الأخوة الصادقة بينهم(" أيه خلاك تروح هناك ؟ " )
ولكن مع ذلك لايفوت المبدع سمير،أن يكون هنا عمقا ودلالات ،فالعقرب فى دبابة إسرائيلية واللدغة لم تمت "غريب"
والعقرب أيضا لم يمت ،و....(في سرعة البرق تحركنا جميعا . كل أفراد السرية . بالعصى والكواريك والبلط . هرولنا ناحية الدبابة " السنتوريون " الإسرائيلية . كانت ترقد كجثة هامدة فاقدة الروح ، ومن حولها قذائف ال م. د التي لم تنفجر ، وبعض معلبات الصاج ، وأعشاب قليلة يابسة ، صفراء اللون .
رحنا ندور حولها ، ونضرب الجسد الصلب بما في أيدينا ، وفجأة وجدناها تتحرك بجرمها الضئيل ، ثم سرعان ما تسللت واختبأت داخل البرج ؛ فلم نعد نراها .
قضينا وقتا نبحث عنها دون جدوى حتى هبط الليل . عدنا في قلق إلى موقع السرية ، ونحن نتواعد على النهوض عند أول شعاع ضوء لنسحقها بكل الغيظ والكمد في صدورنا .)
ومازلنا نحن أيضا..............

العزيز سمير
دمت متألقا

محمد سامي البوهي
15-05-2007, 10:33 AM
الأديب الكبير
المعلم القدير/ سمير الفيل
ومتى يأتي أول شعاع كي أشارككم الهجوم على هذا العقرب ، أظن أن شمسه لم تشرق إلى الآن ؟
نتعلم منك دائماً الواقعية ، المنمقة بألفاظ فصحى أقرب إلى العامية ، لا ياتي بها إلا متمكن مخضرم ، لفظة بسيطة لكن استحضارها و تعشيقها مع النسيج السردي ليس بالهين ، واقعية ظللنا طوال النص نستمتع بها ، ولكن في النهاية إذا بنا نقبع داخل بئر الرمزية ، (العقرب ).
تحيتي

احمد القزلي
15-05-2007, 02:22 PM
لدغة عقرب
بقلم : سمير الفيل
العسكري غريب لدعه عقرب في ساقه أسفل الركبة . كان يشاهد الدبابة " السنتوريون " القابعة أعلى التبة ، والمضروبة في الثامن من أكتوبر ، عندما تسللت تحت بنطلونه الكاكي ، فتمسه قشعريرة ، ثم تسري النار في جسده للحظات ويصرخ بكل قواه في الصحراء من حوله .
ارتمى على الأرض الرملية وزعق في رفاق السرية ، فطوح الريح صراخه . حينها تحامل على نفسه وأمسك بفخذه ، وزحف نحو الموقع . رأيناه جميعا بوجهه الممتقع . سأله العريف مختار : " خير .وشك مخطوف ليه؟ " .
انتزع كلماته والعرق يتفصد به جبينه : " العقرب لسعني ! " .
أسرع عبد الحكيم ، وربط أعلى الجرح بمنديله الكاكي وعندما رآه الرقيب يحيى نهره ، وطلب أن يأتي أحدنا بسلك التليفون الميداني .
عندما رفض جندي الإشارة إنتزعه في عنف : " العسكري هيروح في شربة مية ! " ثم ربطه بإحكام أعلى اللدغة.
في حفرة صغيرة أشعل بعض أرانيك الذنب ، وسخن مشرطا حتى أحمر تماما . صرخ العسكري غريب والمشرط يشق الجلد ، وينغرس في اللحم ، فيتدفق دم له زرقة لم نرها من قبل ، ثم راح الرقيب يحيى يمتص بفمه الدم الفاسد ، ويتفله مرات ومرات .
مددوه على السرير الصاج في ملجأ الفصيلة الثالثة ، وضربه صابر على كتفه : " عقرب يعض في عقرب . تيجي إزاي؟ " .
كان دمه هاربا فطمأنه العريف مختار بأن لا خطر مطلقا طالما الإصابة بعيدة عن القلب . وحده الصول حنفي الذي تمهل في سيره أمام باب الملجأ ، هو الذي هتف فينا عندما رأى انزعاجنا : " أنتم تعملوا من الحبة قبة . الخوف على العقرب مش على العسكري غريب ! " لكن قفشاته لم تضحكنا هذه المرة . أحس بذلك فجلس بيننا صامتا .
شمل الموقع كله ترقب وقلق ، والتففنا حوله نواسيه ، ونكلمه عن أخطار أخرى لم يعرفها . عن قنابل الألف رطل ، ودانات تنفجر في الهواء فتطيح بالإنسان وتدفنه حيا دون أن يتلفظ بكلمة .
عندما علم الملازم صبحي الجلاد بالأمر أتى إلى الملجأ على عجل . قمنا جميعا حين رأيناه يحني رأسه ويلج المكان من الفتحة الضيقة.
أشار لنا أن نعاود الجلوس على أاطراف الأسرة التي صنعناها من الصاج المتعرج وغرارات الرمل .
سأله في لوم مشوب بعتاب : " أيه خلاك تروح هناك ؟ " .
أجابه بصوته الواهن أنه أراد أن يشاهد الدبابة عن قرب ، وأنه حين صعد البرج ، ورأى التجويف الهائل داخل الهيكل الحديدي أنتابه الزهو لأن " القول " بأكمله ضرب في نفس المكان فانفكت الجنازير وعطبت الدبابات ، وأن الماسورة المتجهة ناحية بيوتنا وأهلنا منذ تلك اللحظة صارت بلا خطورة بقذيفة ال م . د .
كان يريد فقط أن يرى شيئا من رائحة أكتوبر ؛ لأنه دخل الخدمة بعد انتهاء الحرب بأشهر قليلة.
ربت معاطي على كتفه : " ماشفتش عفرة الحرب ولا شميت ريحة الصدام ! " . غاب عنا سؤال كان ينبغي أن نسأله المصاب، نطق به الملازم : " إنت قتلته؟ " . سأل العسكري غريب بدوره : " مين؟ العقرب؟ أبدا " .
في سرعة البرق تحركنا جميعا . كل أفراد السرية . بالعصى والكواريك والبلط . هرولنا ناحية الدبابة " السنتوريون " الإسرائيلية . كانت ترقد كجثة هامدة فاقدة الروح ، ومن حولها قذائف ال م. د التي لم تنفجر ، وبعض معلبات الصاج ، وأعشاب قليلة يابسة ، صفراء اللون .
رحنا ندور حولها ، ونضرب الجسد الصلب بما في أيدينا ، وفجأة وجدناها تتحرك بجرمها الضئيل ، ثم سرعان ما تسللت واختبأت داخل البرج ؛ فلم نعد نراها .
قضينا وقتا نبحث عنها دون جدوى حتى هبط الليل . عدنا في قلق إلى موقع السرية ، ونحن نتواعد على النهوض عند أول شعاع ضوء لنسحقها بكل الغيظ والكمد في صدورنا .
أكتوبر 1974.
تبة الشجرة بسيناء.


... الاخ و الرائع ابدا سمير الفيل ..كان نصك يلدغ لكن بشعور مغاير لمعنى اللدغ اللذي نعرف...كل القص ..كان يشير عليك..

سمير الفيل
15-05-2007, 05:56 PM
... الاخ و الرائع ابدا سمير الفيل ..كان نصك يلدغ لكن بشعور مغاير لمعنى اللدغ اللذي نعرف...كل القص ..كان يشير عليك..
احمد القزلي

شكرا لك يا احمد..
تحياتي لشخصكم الكريم..

سمير الفيل
15-05-2007, 06:00 PM
الأديب الكبير
المعلم القدير/ سمير الفيل
ومتى يأتي أول شعاع كي أشارككم الهجوم على هذا العقرب ، أظن أن شمسه لم تشرق إلى الآن ؟
نتعلم منك دائماً الواقعية ، المنمقة بألفاظ فصحى أقرب إلى العامية ، لا ياتي بها إلا متمكن مخضرم ، لفظة بسيطة لكن استحضارها و تعشيقها مع النسيج السردي ليس بالهين ، واقعية ظللنا طوال النص نستمتع بها ، ولكن في النهاية إذا بنا نقبع داخل بئر الرمزية ، (العقرب ).
تحيتي


محمد سامي البوهي

سيأتي اليوم لا محالة..
ولابد من القضاء على العقرب ..

محمود الديدامونى
16-05-2007, 11:00 PM
قصة عن الحرب
لكن تحمل كما عاليا من الرومانسية
هو الأدب الإنسانى
وظيفة الكاتب أن يغزل من الوجع حلما.. ودافعا
تحياتى لكاتب رائع نحبه ونحب كتاباته

سمير الفيل
28-05-2007, 12:52 PM
قصة عن الحرب
لكن تحمل كما عاليا من الرومانسية
هو الأدب الإنسانى
وظيفة الكاتب أن يغزل من الوجع حلما.. ودافعا
تحياتى لكاتب رائع نحبه ونحب كتاباته


نعم ، الأدب يجمعنا في محبة وإخاء .
كل محاولة للكتابة تمثل توجها نحو الانعتاق من قيود اللحظة .
وصولا إلى الأفق البعيد .

شكرا لمحمود الديداموني

محمود الديدامونى
30-05-2007, 11:21 AM
بالفعل كلما قرأت نصا لسمير الفيل أحتار
لأن نصوصه دائما حمّالة أوجه .. لا تسير فى خط مستقيم ..
المجازات والدلالات والرموز ... الخ رغم ضربها بقوة فى الواقع المعاش
كل التقدير

بثينة محمود
03-06-2007, 11:56 AM
أستاذى الفاضل سمير الفيل
لدغة العقرب تروى ما كان.. وتعيد إلى الأذهان الصراع الدائر
والنهايات الفسيحة لكلا البطلين العسكرى والعقرب أكدت ان الصراع لم ينته
تحياتى وتقديرى

سمير الفيل
03-06-2007, 02:00 PM
بالفعل كلما قرأت نصا لسمير الفيل أحتار
لأن نصوصه دائما حمّالة أوجه .. لا تسير فى خط مستقيم ..
المجازات والدلالات والرموز ... الخ رغم ضربها بقوة فى الواقع المعاش
كل التقدير
شكرا لك أيها الصديق العزيز .

شهادتك اعتز بها .

سمير الفيل
03-06-2007, 02:03 PM
أستاذى الفاضل سمير الفيل
لدغة العقرب تروى ما كان.. وتعيد إلى الأذهان الصراع الدائر
والنهايات الفسيحة لكلا البطلين العسكرى والعقرب أكدت ان الصراع لم ينته
تحياتى وتقديرى


بثينة محمود ..

ومن قال ان الصراع قد انتهى ؟
لقد أخذ أشكالا جديدة .. لا أكثر.

سعدت بحديثك.

ربيحة الرفاعي
16-04-2014, 01:17 AM
تصوير بارع ووصف تفصيلي دقيق أسبغ على الحدث حياة ومدّ القصة بطاقة تشويقية عالية
السرد ماتع متين والحبكة تقليدية مريحة للمتلقي

شكرا لحصة من القراءة طيبة نلتها في قصتك

دمت بخير

تحاياي

ناديه محمد الجابي
16-04-2014, 08:02 PM
بلغة سامقة ومضمون هادف وسرد سهل سلس ولكنه مشوق
وكلمات جسدت الصور حية بتفاعل الأحداث ، وبروح الدعابة
والفكاهة المصرية التي تظل حاضرة في أحلك الظروف ..
يبهرنا ذلك القاص البارع الماهر بقصة من أروع ما يكون.
وبعد كل تلك الدراسات النقدية التي قدمت في القصة أجد
أن ليس هناك ما يقال .. يبقى فقط أن نتذكر ..
أن العقرب لم يمت بعد .. وسيظل الصراع قائما.
الأديب الرائع سمير الفيل .. لقد سحرتنا وأمتعتنا.