المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كعكٌ محلّى



نور الجندلي
17-03-2006, 11:17 AM
كعكٌ محلّى

مُثقلةً بالكتب المدرسيّة ، وحقيبة ملأى بالحلوى ، والشعارات ، وبطاقات صغيرة صنعتها بيديها الماهرتين لتلفت إليها أنظار الصغار ، فيغدو الدّرسُ أجمل ..
وقفت قليلاً على العتبة ، ورائحة الخبز الشّهي تملأ المكان ، ونيران الفرن تتأجّج ، لتوحي بدفء من بعيد ، في يوم شتائيّ قارس .

وغدت بقلب مليء بالأمل ، برغبة في الوثب إلى الأعلى بخطوات قياسيّة لعلّها تحقق ما رسمته بسرعة فتهنأ بنجاح ..
وهمست ..
كم يشتاقُ المرء لصورة .. مجرّد صورة توحي بدفءٍ حتى وإن كانت بعيدة !
طلبتْ كعكاً محلّى ، وبعض الفطائر السّاخنة ،
وبدا سعيداً جداً بالكمّية التي طلبتها ..
أسرع بتهيئة الطلب ، وتسخين الفطائر ، واستمتعت هي بتلك المهارة الفائقة لشابّ في عمر ابنها لم يتوان عن إتقان عمله ، وترغيب الزبائن ببضاعته المتواضعة ..

في غضون دقائق ، لفّت الفطائر ، وتهيأت ووقفت تنتظر صحبتها ، لتشاركها الراحة بعد يومٍ شاق .
وأسرعت بتقديم الثّمن ممتنّة إليه ..
ورأت حزناً في عينيه .. رأته يحدّق في شيء ملوّن ..
وسام سقط من حقيبتها ، أمسكه .. أخذ يقلّبه ، وجد فيه حلماً ضائعاً ، أملاً تلاشى وسقط ، في يوم مغبرّ بالحزن ..
قرأت في عينيه غصّة الحزن ، على عمرٍ ولّى ، واحترق بنيران الجهل
ورأته طفلاً يتوسّلُ إلى والده أن يبقيه على مقاعد الدراسة ، ألا يجعل من كتبه وأوراقه وقوداً للفرن ..
ورأت حقيبته تمتلئ بالأسى ، وصوت معلّمته الحبيبة يبتعد عنه رويداً حتى تلاشى ..
قرأت في عينيه بقايا حلم ، واستسلام ، وهو يقلّب بحبّ ذاك الوسام ..
لكنه فطن إلى نفسه ، وفهم بأنه لها ، من أكداس الكتب التي تحملها ..
وتردد طويلاً في إعادته ، وكأنه شعر بأنه يبيع حلمه من جديد ..
حاولت متلعثمة أن تصلح الموقف ، أن تجبر القلب المتكسّر في فرن ساخن ..
فأعادته إليه وابتسمت تقول :
احتفظ به ، هو لكَ هديّة .. من معلّمة وجدت في عينيك طموحاً لغزو الأمل من جديد ..
وغادرته وقد سكبت في قلبه حلماً تمناه ، ونسيت على طاولة الفرن أكياساً من الكعك المحلّى ، أهدتها إليه مع وسام توهّج ، يشرق أملاً !

زاهية
17-03-2006, 11:58 AM
أهلاً بك نور وأمل جديد لبعث الأمل في نفوس المسحوقين
أعجبتني هذه الدرة التي تضيء في أفياء الواحة
ولاأخفيك سراً فقد جعلتني أتشوق لرائحة الكعك الخارج من الفرن ماأطيبه؟؟
أهلاً بك
أختك
بنت البحر

حوراء آل بورنو
17-03-2006, 12:13 PM
مرحباً بإقبال نور حلو ككعكها المحلى .

قصة تحوي ألماً و أملاً و فوقهما رقة كالسكر فوق الكعك .
أحببت طريقتك في السرد و رسم أجواء الزمان و المكان .

تحية و إعجاب .

د. محمد حسن السمان
17-03-2006, 12:43 PM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة القاصة نور الجندلي

احسنت ايتها الاديبة , بهذا النسيج الادبي الغني , فكانت قصة
جميلة دافئة السرد والتفاصيل , اجدت فيها استخدام الادوات
كلمات وعبارات وحركة احداث ورؤى , في سبيل توصيل رسالة
, اجدت في ايصال الرسالة , بارك الـلـه بك , واشعرني اميل
لمتابعة اعمالك , فانا من محبي الادب البسيط القوي الهادف .

اخوكم
السمان

محمد عصام
17-03-2006, 12:47 PM
http://www.w6w.net/album/35/w6w2005042015192827c44561.gif

الصباح الخالدي
17-03-2006, 01:26 PM
صدقيني اوقفتني هذه القصة وانا جالس حد الاسترخاء
رائعة جدا كرائحة الخبز الذيذ في صبح الشتاء من فرن الفران

نور الجندلي
17-03-2006, 09:22 PM
زهيتي الغالية ..
إن كانت درّة حقاً فلن تشكل شيئاً في أعماق ابنة البحر المليء بالدرر

شكراً لتواجدكِ الجميل
وللقلم الأحمر الذي لم يزرني منذ زمن طويل

لكِ كل ود

نور الجندلي
17-03-2006, 09:26 PM
حرّة الغالية ..
تواجدكِ أحلى
وتحليقكِ فوق السطور زادني سروراً وبهجة
دمت ودام حضوركِ مضيئاً

نور الجندلي
17-03-2006, 09:31 PM
د. محمد حسن السمان
شرّفني مروركم الثر أيها الكريم ومتابعتكم لأعمالي المتواضعة
فهذا كرم بالغ منكم
أشكركم للحضور
زادكم الله علماً ونوراً

نور الجندلي
17-03-2006, 09:33 PM
د. محمد عصام
وبدوري أهدي الوردتين لكل أولئك المهمشين الذين يحتاجون أملاً ينبعث في حياتهم
شكراً لحضورك

نور الجندلي
17-03-2006, 09:35 PM
الصباح الفاضل
شكراً لإشراقة حرفك ههنا
دمت بكل خير

سحر الليالي
04-08-2006, 04:13 PM
قثة جميلة على الرغم إنها مؤلمة

نور اشتقنا لابداعك

كوني بخير دوما:0014:

محمد سامي البوهي
04-08-2006, 04:49 PM
السلام عليكم

نور الجندلي.......

النص ينبع بالاسى والقهر ، القهر النفسي نحو الامنيات الضائعة ، حلم وئد وقد راآه في وسام سقط من حقيبة كتب ، ولكن دعني أسألك سؤلا
وهل من حصل على هذا الوسام الآن ، لا يشعر بالاسى ، كثيرون من حملة الاوسمة يعملون في حمل الحجارة والمسلح لكسب الرزق ، كثيرون يعملون عند الجشع نفسه حتى انهم يتحكمون فيهم كالدمى .

المسألة اليوم ليست الاوسمة فقط بل ما بعد الاوسمة .

أسماء حرمة الله
29-08-2006, 06:30 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحية قطفتُها من قلبي

نور، أيتها القادمـة من الورد

اشتقـتُ وربّي لمدادك، أتذكرينَ حديقةَ الياسمين ؟؟ مازلتُ للآن أستندُ إلى سورها، أسأل العبقَ الذي يحلّقُ من زهرةٍ لأخرى عن الراحلـةِ الطيبـة.

نور،

هل تعلميـنَ ماذا فعلتْ قصّتكِ بي ؟ لقد زلزلتْ مشاعري !

بائع الكعك المحلّـى قد بيعتْ أحلامُه المُحلاّةُ وذهبتْ أدراجَ الرياح. كان هو الآخر يحلم يتحقيق مايصبو إليه، ألاّ يعبث الفرنُ بأحلامه كما عبث بها فرنُ الحياة .. أن يقطفَ زهرةَ أمانيه زهوراً كثيرةً، أن تحتفي ذكرياتُه الجميلة بذاكرته وهي تذكّره بمقعده من الدراسة، بصوت معلّمتـه وهو يعاتبه مرةً ويهنّئـه مراتٍ، بالليالي الطويلة التي سهرَ فيها على ضوءِ المستقبل، يُشعل قنديلَ حلمه وهو يتراقصُ على جبهـةِ القمـر .

تدرين نور ؟ لمحتُه يحدٌّق في الوسام الذي سقط من حقيبتها دون أن تدري، وكأنّ أحلامَـه "هو" قد سقطتْ من ذاكرتـه، سقطتْ من جديد لتجبرَه على ارتشاف الحسرةِ والألم على ما تساقطَ منها، كرهاً، منذ أن كان صغيراً!
أيعودُ لـه الحلم من جديد ؟؟ أم أن الأمـلَ الذي أشرقَ بين يديه، - الوسام- سيكون لـه تعويضاً نفسياً عمّا ضاع من أحلامـه ؟؟؟

كما قال الأديب محمد سامي البوهي، ثمـة من حاملي الشهادات والأوسمة مَن يعمل لكسب رزقـه عملاً لا صلةَ بينه وبين حلمِـه وجناه، بنّاءً أو نجّاراً أو أو ... العمل الحلالُ ليسَ عيباً ولكنّ العيبَ بل المحزنَ والمؤلمَ حدّ القلب، أنْ يُضطَرَّ المرءُ لدفنِ حلمـِه ؟؟؟! أن يموتَ حلمُـه قبلَ أن يكتمـل طلوعُ الشمس، فتموت الفرحةُ في قلبـه وهي في عمرِ الزهور ؟؟؟!

للتثبيـت إكرامـاً لمدادك، وإكرامـاً لحلمِـه الذي تنفّسَ الحياةَ من جديد

بِقدرِ ماآلمني الحلم المغتالُ هنا، وهو حلمُ آلافِ الشبـاب، بقدر ماأسعدني حرفكِ الراقي النديّ وأسعدتني روحكِ الرقيقـة، فلاتحرمينا حرفَـكِ وإطلالتكِ الدائمـة.

نور الغاليـة، أسعدكِ ربّي وحماكِ
لكِ خالصُ محبّتي وتقديري وإعجابي الشديد :0014:
وألف باقة من الورد والندى

د. محمد إياد العكاري
29-08-2006, 09:15 AM
أيتها النور الجندلي
أسعد بكلماتك وظلالها التي تبعث الأمل والإشراق
فحيث أنت أجد الألق أجل ألق الإيمان الذي يشرق بالإبداع والجمال
دمت نوراً يشرق بالخير والعطاء والسلام

محمد إبراهيم الحريري
01-09-2006, 01:44 PM
كعكٌ محلّى
مُثقلةً بالكتب المدرسيّة ، وحقيبة ملأى بالحلوى ، والشعارات ، وبطاقات صغيرة صنعتها بيديها الماهرتين لتلفت إليها أنظار الصغار ، فيغدو الدّرسُ أجمل ..
وقفت قليلاً على العتبة ، ورائحة الخبز الشّهي تملأ المكان ، ونيران الفرن تتأجّج ، لتوحي بدفء من بعيد ، في يوم شتائيّ قارس .
وغدت بقلب مليء بالأمل ، برغبة في الوثب إلى الأعلى بخطوات قياسيّة لعلّها تحقق ما رسمته بسرعة فتهنأ بنجاح ..
وهمست ..
كم يشتاقُ المرء لصورة .. مجرّد صورة توحي بدفءٍ حتى وإن كانت بعيدة !
طلبتْ كعكاً محلّى ، وبعض الفطائر السّاخنة ،
وبدا سعيداً جداً بالكمّية التي طلبتها ..
أسرع بتهيئة الطلب ، وتسخين الفطائر ، واستمتعت هي بتلك المهارة الفائقة لشابّ في عمر ابنها لم يتوان عن إتقان عمله ، وترغيب الزبائن ببضاعته المتواضعة ..
في غضون دقائق ، لفّت الفطائر ، وتهيأت ووقفت تنتظر صحبتها ، لتشاركها الراحة بعد يومٍ شاق .
وأسرعت بتقديم الثّمن ممتنّة إليه ..
ورأت حزناً في عينيه .. رأته يحدّق في شيء ملوّن ..
وسام سقط من حقيبتها ، أمسكه .. أخذ يقلّبه ، وجد فيه حلماً ضائعاً ، أملاً تلاشى وسقط ، في يوم مغبرّ بالحزن ..
قرأت في عينيه غصّة الحزن ، على عمرٍ ولّى ، واحترق بنيران الجهل
ورأته طفلاً يتوسّلُ إلى والده أن يبقيه على مقاعد الدراسة ، ألا يجعل من كتبه وأوراقه وقوداً للفرن ..
ورأت حقيبته تمتلئ بالأسى ، وصوت معلّمته الحبيبة يبتعد عنه رويداً حتى تلاشى ..
قرأت في عينيه بقايا حلم ، واستسلام ، وهو يقلّب بحبّ ذاك الوسام ..
لكنه فطن إلى نفسه ، وفهم بأنه لها ، من أكداس الكتب التي تحملها ..
وتردد طويلاً في إعادته ، وكأنه شعر بأنه يبيع حلمه من جديد ..
حاولت متلعثمة أن تصلح الموقف ، أن تجبر القلب المتكسّر في فرن ساخن ..
فأعادته إليه وابتسمت تقول :
احتفظ به ، هو لكَ هديّة .. من معلّمة وجدت في عينيك طموحاً لغزو الأمل من جديد ..
وغادرته وقد سكبت في قلبه حلماً تمناه ، ونسيت على طاولة الفرن أكياساً من الكعك المحلّى ، أهدتها إليه مع وسام توهّج ، يشرق أملاً !
الأخت نور
تحية / قراءة أولى لحرف يبخر رائحة الأمل تبقي بريق اللقاء حيا على طاولة السريرة ، يغذي الفكر برائحة الوجود .
قصة رأيت فيها فكرة تتضمن أمورا ربما لم تكن إلا بخيال قلمي جناح يقين
ولكني قرأت بها سطور أماني حبلى بولادة عهد من رحم القسوة ومن نيران وجدان يبست عليه أفانين الفطرة ليبقى تذروه رياح رغبة كامنة بين حناياه تطل بوجه الذاكرة خجلا ....يسترد منها كل بيرق ذكرى .
خبز ووسام ، ومعلمة وشاب وفرن
رمزية أم واقع لكنها تعلن بأن الخبز أمل فطري لللحياة ورمز البقاء
ووسام نتيجة لعلم أو لمن يستحق أنواطه
ومعلمة رسول حرف لقلب وفكر
وفرن يشوي الآمال على حرارة اليقين بلهفة موضوعية لتناول زاد الفكر
ويقى الأمر بيد قلم الإبداع
واقول لست أدري كل أمر
ولكن أدري بأن ما كتب ينال وسام الأدب
أخوك محمد

حسنية تدركيت
02-09-2006, 04:46 PM
نورا الجندلي الاديبة المتميزة كم اسعدني ان اقرا هذه الرائعة
ارجو لك التالق دائما وابدا دمت بود وحب كبير

عدنان أحمد البحيصي
03-09-2006, 11:18 AM
القاصة المبدعة نور الجندلي


لقد أجدت إجادة طيبة في توظيف الكلمات والأساليب لتخرج قصتك في ثوبها البهيج ذي الزينة الرائعة.

أشجعك على الإستمرار وبالتوفيق

شكراً لك

نور الجندلي
10-10-2006, 02:35 AM
لكل الفضلاء الذين مروا هنا
عبارات الشكر لن تفيكم حقكم
ولا يسعني إلا أن أقول
كل حرفٍ مقدر عندي ، وكل نصح أو توجيه أو تشجيع له أوسع مكان
جزاكم الله خير الجزاء
ودمتم بخير