تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أمٌّ



حوراء آل بورنو
20-03-2006, 09:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


رحمٌ بعدَ المشي و الفطامِ احتوتني! هوَ طيفُها رسمتهُ أحاديثٌ حانيةٌ .. باكيةٌ ممن شربَ درهَا و بينَ ذراعيها نما و في حجرِ الحبّ منها خطتْ الرجولة على وجههِ أوائلها .

رأيتُ رسمَها في صافي الدمعِ على أسيلِه كلما ذكرها و تذّكرها ، و سمعتُ نبضَ حرفِها من تردِد أنفاسِهِ كلما حدّثَ و تحدثَ عنها ، و شممتُ دفءَ عطرِها في ثنايا يديِهِ كلما رفعهما يترحمُ عليها .
سقاني لبنهَا سائغاً .. حلواً ، لأغدو برشفةٍ منه الرضيعةَ اليتيمةَ فما مستْ الشفاهُ مني صدرهَا ! و حسرةٌ بقيتْ أني ما سكنتُ أحضانَها و لا طوقتُ بالشوقِ أكتافَها و لا قبلتُ بالعرفانِ رأسَها .
غابتْ قبلَ أن أجثوَ بينَ يديها ممتنةً أنّها وهبتني أثمنَ كنوزي ، و رحلتْ سريعاً قبلَ أنْ أسوقَ إليها عطايا الشكرِ أنّها أهدتني بوجعِ مخاضِها أحلى سني حياتي ، غادرتني و ما جزيتُ إحسانَها أنّها أعطتني مهجةَ فؤادِها ، فجزاها الله عني الجنّة .
فبكيتُ طيفَها يمسحُ على رأسي حباً و يمسحُ عن ظهري حملاً و يزيلُ كلَّ سجمٍ نبتَ بين وردِ خدي ، و بكيتُ رسمَها يخطُ سنواتِ عمرها حباً لكَ و يخطُ الشوقَ إليكَ و يودّعُ صوتكَ قبلَ أن يستقبلها الثرى ، و بكيتُ ذكراها تحدونِي إلى لُقياها و تحدونِي بحنيني إليكَ و تسوقنِي إلى جنةٍ نلقى فيها الأحبةَ .

يا أمُُّ ؛ رأيتني و ما رأيتكِ ، و دعوتني و ما لبيتُ إلا توانياً و منحتني و ما أعطيتٌ .. فاغفري و استغفري عندَ ربكِ ، و اقبلي العذرَ بأني " أحبكِ " و ما مسَّ باطنُ الكفِ مني باطنَ كفكِ و لكنّه مسَّ ظاهرَ قلبكِ و الشغافَ فقبّله و قبلها و قبلها .

دعتْ لي .. و دعتْ ، فكنتِ أنت .

د. سلطان الحريري
20-03-2006, 10:04 PM
أرجو ألا يسبقني إليها أحد ؛ لأكون أول المصافحين لحرف الحرة ..
إنه الشوق الذي نفر منه إليه ،وهو يختبئ بين دفاتر أيامنا المالحة ، ربما نجد فرصة في لحظة صدق أيتها السامقة للانتشاء بدموعنا ، ولعلنا نختلس من عمر الزمان لحظات نتذكر بها من مروا ذات إحساس في عوالمنا..
الأم : رائعة من روائعك يا حرة
دومي مبدعة أسعد بالقراءة لها

زاهية
20-03-2006, 10:04 PM
ماأجملك أيتها النقية التقية الحرَّة حرَّة أتراك تصبحين رمزاً للوفاء في زمن الجحود والنكران ؟
نعم أنت كذلك رعاك الله ورحم التي أنجبتك درَّة تضيء وعياً ورشدا
كوني بخير ياغالية
أختك
بنت البحر
http://www.ezthemes.com/previews/a/arfierytulips.jpg

أسماء حرمة الله
20-03-2006, 11:43 PM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحيـة مكتوبة بعطر الأمّ وحنانها

حرة الحبيـبة،

قرأتُ حروفكِ بعين القلب، فحلَّقَ قلبي ليحطَّ على أفنانِ الذكريات والامتنان لأحنّ قلب بالدنيا..
ما أعذبَ حروفكِ، دوماً تنهملُ من قلبكِ الأخضر الوفي، ومِنْ روحكِ الطاهرة المنسوجةِ من زنبـق ،لتسقي أرواحنا العطشى ..

اعذريني إنْ بلّلتُ صفحَتَكِ الجميلـةَ ببعضِ دموعٍ حارقـة..

دمتِ لنا
ودمتِ لي ..

لكِ كل تقديري وحبـي :0014:
وألف باقة من الورد والمطر

سحر الليالي
21-03-2006, 12:06 AM
أختي العزيزة حرة:

ما أروع حروفك

كلمات طرزت من نور ...

رائعة بحق

اعذريني أختاه فالصمت هنا أجمل

لك خالص حبي وودي وباقة ياسمين

حوراء آل بورنو
21-03-2006, 08:58 AM
أرجو ألا يسبقني إليها أحد ؛ لأكون أول المصافحين لحرف الحرة ..
إنه الشوق الذي نفر منه إليه ،وهو يختبئ بين دفاتر أيامنا المالحة ، ربما نجد فرصة في لحظة صدق أيتها السامقة للانتشاء بدموعنا ، ولعلنا نختلس من عمر الزمان لحظات نتذكر بها من مروا ذات إحساس في عوالمنا..
الأم : رائعة من روائعك يا حرة
دومي مبدعة أسعد بالقراءة لها

سبّاق إلى الخير دوماً أيها الفاضل ، و لكم يسعدني أنك الأول هنا .

الحق يا فاضل أن فوق الشوق حسرة فوات حظي معها ، فأبكيها كلما ذكرتها و تذكرتها ، و ما كان مرورها في حياتي ذات إحساس بل هي مقيمة .. مقيمة .

حياك ربي .

حوراء آل بورنو
21-03-2006, 09:59 PM
ماأجملك أيتها النقية التقية الحرَّة حرَّة أتراك تصبحين رمزاً للوفاء في زمن الجحود والنكران ؟
نعم أنت كذلك رعاك الله ورحم التي أنجبتك درَّة تضيء وعياً ورشدا
كوني بخير ياغالية
أختك
بنت البحر
http://www.ezthemes.com/previews/a/arfierytulips.jpg


يا زاهية الخير

لست أعي إن كان الوفاء رمز أغنيتي فيها ، غير أني أعلم أمراً واحداً ، ما ذكرتها إلا دمعت العيون و جرفني إليها الشوق .

و أنتِ ، بكل الخير دومي .

خليل حلاوجي
22-03-2006, 10:15 AM
يا أمُُّ ؛ رأيتني و ما رأيتكِ ،

ياألهـــــــــــــــــي

كنت أظن أنني الحزين الوحيد الذي تفطر قلبه من ألأسى

ولكننا ... أختاه ... كثر

غوثك ربي بنا

ياوهاب
رباه

عادل العاني
22-03-2006, 11:40 AM
حرة الواحة

نعم الإبنة أنت ,

ونعم الأم أنت...

بارك الله بك وبوالديك وأبنائك.


تقبلي تحياتي وباقات الورد للأم في عيدها.

عبلة محمد زقزوق
22-03-2006, 12:56 PM
حرة الحرف ، وحرة المشاعر ، وفيض الحنان أنتِ أختاه / حرة
بارك الله فيكِ أبنة ، وبارك الله في أولادك وزادوكِ من وفاؤك وفاء .
اللهم بارك في أمهاتنا جميعاً .
واللهم أرحم أمهاتنا وأمهات المسلمين
اللهم آمين .
وكل عام وأنت أم عظيمة العطاء والتضحية من أجل الأبناء .

حوراء آل بورنو
24-03-2006, 01:20 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحيـة مكتوبة بعطر الأمّ وحنانها

حرة الحبيـبة،

قرأتُ حروفكِ بعين القلب، فحلَّقَ قلبي ليحطَّ على أفنانِ الذكريات والامتنان لأحنّ قلب بالدنيا..
ما أعذبَ حروفكِ، دوماً تنهملُ من قلبكِ الأخضر الوفي، ومِنْ روحكِ الطاهرة المنسوجةِ من زنبـق ،لتسقي أرواحنا العطشى ..

اعذريني إنْ بلّلتُ صفحَتَكِ الجميلـةَ ببعضِ دموعٍ حارقـة..

دمتِ لنا
ودمتِ لي ..

لكِ كل تقديري وحبـي :0014:
وألف باقة من الورد والمطر

لا أبكى الله لك عينا إلا من خشية الله ، و الله ما كتبتها إلا باكية .

كل حبي و ودادي .

حوراء آل بورنو
27-03-2006, 02:14 AM
أختي العزيزة حرة:

ما أروع حروفك

كلمات طرزت من نور ...

رائعة بحق

اعذريني أختاه فالصمت هنا أجمل

لك خالص حبي وودي وباقة ياسمين

أشكر لك مرورك المحبب إلى نفسي .

كل ودي لك يا سحر .

د. محمد حسن السمان
27-03-2006, 06:28 AM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الاديبة الفاضلة حوراء آل بورنو ( حرّة )

ما اروع هذه الخاطرة الوجدانية الراقية , مناجاة صكت
باحرف من حنو , وكلمات من حب , ترجمتي مشاعري
واعدتني بالذاكرة الى طيف المرأة الفاضلة الطيبة التي
فقدتها وانا صغير , فسألت الـلـه لها الرحمة , سألت الـلـه
الرحمة لوالدتك .
بارك الـلـه بك

اخوكم
السمان

فاطمه عبد القادر
27-03-2006, 08:33 PM
أحسست بك عزيزتي حرة
لا أتصوّر الحياة بدون الأم
يحتاج لها الإنسان مدى الحياة
يحتاج للمسات الحنان الصادقة التي لا تتلاشى حتى لو أصبحت كف يدها عظام
بكيت معك... وبكيت عليك
ولكن القدر لايرد
كلماتك خرجت من الاعماق، لذلك وجدت لها في العمق مقر
أتمنى لك حياة هانئة بقرب كل أحبابك
ماسة :0014:

محمد إبراهيم الحريري
27-03-2006, 09:11 PM
الأخت حوراء
تحية تستحقين شعرا من أنين الوجدان يسري لهب حياء وجمار شجن

لولا الحياء

هل بان من وجد الفؤاد قتار=لولا الحياء لهاجني استعبار

ولزرت عفراء الطلول بدمعة =يا دار مية والحبيب يزار

طال انتظارك والرسوم تهدلت =منها الأثافي بالنواح تثار

دمعي مداد الهجر أضنى مقلة=كعسيس نؤي طاولته جمار

حوراء آل بورنو
24-04-2006, 02:27 AM
يا أمُُّ ؛ رأيتني و ما رأيتكِ ،

ياألهـــــــــــــــــي

كنت أظن أنني الحزين الوحيد الذي تفطر قلبه من ألأسى

ولكننا ... أختاه ... كثر

غوثك ربي بنا

ياوهاب
رباه


نعم يا أخ الفضل ؛ نحن كثر .

و معك أقول : غوثك يا ربي بنا .

دم بخير أينما كنت و حيثما حللت .

حوراء آل بورنو
05-05-2006, 01:04 AM
حرة الواحة

نعم الإبنة أنت ,

ونعم الأم أنت...

بارك الله بك وبوالديك وأبنائك.


تقبلي تحياتي وباقات الورد للأم في عيدها.


و بارك بك في نفسك و أهلك و سائر حالك .

كل الباقات لك و لأم أنجبتك .

الصباح الخالدي
06-05-2006, 01:30 AM
حرف يتدفق كالشلال احفري للقيم طريقا شكرا لك

حوراء آل بورنو
08-05-2006, 03:00 AM
حرة الحرف ، وحرة المشاعر ، وفيض الحنان أنتِ أختاه / حرة
بارك الله فيكِ أبنة ، وبارك الله في أولادك وزادوكِ من وفاؤك وفاء .
اللهم بارك في أمهاتنا جميعاً .
واللهم أرحم أمهاتنا وأمهات المسلمين
اللهم آمين .
وكل عام وأنت أم عظيمة العطاء والتضحية من أجل الأبناء .


و بارك بك أيتها الفاضلة .. الكريمة .

لو تعلمين كم أحب تلك الأم و أحن إلى لقياها ، جعل الله ذلك قريبا .. قريبا .
و كل عام و أنت في نفسك أسعد .

دومي بخير و في خير و على خير من الله .

حوراء آل بورنو
27-05-2006, 01:38 AM
سلام الـلـه عليكم
الاخت الاديبة الفاضلة حوراء آل بورنو ( حرّة )

ما اروع هذه الخاطرة الوجدانية الراقية , مناجاة صكت
باحرف من حنو , وكلمات من حب , ترجمتي مشاعري
واعدتني بالذاكرة الى طيف المرأة الفاضلة الطيبة التي
فقدتها وانا صغير , فسألت الـلـه لها الرحمة , سألت الـلـه
الرحمة لوالدتك .
بارك الـلـه بك

اخوكم
السمان

قد فقدتها و أنا ما مسست بعد أطراف أصابعها ، و لا مست بحنانها أطراف قلبي ، لكنها تركت لي أعظم ما يترك المرؤ من عطايا ، و وهبتني دون أن تعرفني أغلى ما تملكه في دنياها ! فجزاها الله عني الجنة و رحمها رحمة لا تحتاج فيها إلى عمل و لا إلى طاعة .

بارك بك أخي و عوضك عمن فقدته الخير كله .

كل تقديري .

حوراء آل بورنو
05-06-2006, 01:10 AM
أحسست بك عزيزتي حرة
لا أتصوّر الحياة بدون الأم
يحتاج لها الإنسان مدى الحياة
يحتاج للمسات الحنان الصادقة التي لا تتلاشى حتى لو أصبحت كف يدها عظام
بكيت معك... وبكيت عليك
ولكن القدر لايرد
كلماتك خرجت من الاعماق، لذلك وجدت لها في العمق مقر
أتمنى لك حياة هانئة بقرب كل أحبابك
ماسة :0014:


آمين ، و لك مثل دعائك و زيادة .

لو تعلمين أن شوقي إليها يزيد يوما بعد يوم ، و حنيني إلى دفء صدرها يعظم كل يوم ، و كل اللهفة إلى لقياها تختلج في صدري .

مرورك أسعدني يا ماسة بحق .

مودتي .

حوراء آل بورنو
03-07-2006, 12:32 AM
الأخت حوراء
تحية تستحقين شعرا من أنين الوجدان يسري لهب حياء وجمار شجن

لولا الحياء

هل بان من وجد الفؤاد قتار=لولا الحياء لهاجني استعبار

ولزرت عفراء الطلول بدمعة =يا دار مية والحبيب يزار

طال انتظارك والرسوم تهدلت =منها الأثافي بالنواح تثار

دمعي مداد الهجر أضنى مقلة=كعسيس نؤي طاولته جمار


أخي الكريم

كم تسعدني بردودك المنظومة تباشيراً في سلك ود كله الإخاء ، بحق يسعدني قلمك أينما كان و كيفما كان .

أما الرسوم فما أكثرها ، و أما الاستعبار فما أوجعه صامتا .

كل تقديري .

حوراء آل بورنو
16-08-2006, 12:56 AM
حرف يتدفق كالشلال احفري للقيم طريقا شكرا لك


ليتني أستطيع لما وفرت لذلك لا جهدا و لا حياة .

رحم الله أمنا و أسكنها فسيح جناته ، و جمعنا بها عن قريب .

تقديري .

الصباح الخالدي
16-08-2006, 08:14 PM
ليتني أستطيع لما وفرت لذلك لا جهدا و لا حياة .

رحم الله أمنا و أسكنها فسيح جناته ، و جمعنا بها عن قريب .

تقديري .

هل أنتي مستعدة
بضع خطوات وتكونين في ورشة العمل
لاأحب كلام اليائسين

أهداب الليالي
18-08-2006, 11:42 PM
*
*

أمـي

مـن خلـف سـجف الـروح ، حيـث تنبـت النـار ، ويمتطـي القلـب أجنحـة اللهـب ، يـئن صمـت مشاعـري ، فـأفيض وفـاء لك .

**

حـوراء الحبيبـة

زفراتٌ تدمي القلب وتشعل فتيل الروح

دمت وفيـة يا ذات نقـاء


ودي

حوراء آل بورنو
05-09-2006, 08:33 PM
*
*
أمـي
مـن خلـف سـجف الـروح ، حيـث تنبـت النـار ، ويمتطـي القلـب أجنحـة اللهـب ، يـئن صمـت مشاعـري ، فـأفيض وفـاء لك .
**
حـوراء الحبيبـة
زفراتٌ تدمي القلب وتشعل فتيل الروح
دمت وفيـة يا ذات نقـاء
ودي


و سأظل لها وفية ما حييت ، فرحمها ربي و غفر لها ، و أسكنها فسيح جناته .

ودادي .

حسنية تدركيت
05-09-2006, 11:19 PM
لله درك ايتها الرائعة سلم لنا هذا القلم وهذا الفكر والقلب الطيب
احبك في الله حوراء الجميلة

حوراء آل بورنو
10-01-2007, 08:56 PM
أحبك الله يا غالية و أحسن إليك دائماً و أبداً .

رحم الله أمي و غفر لها و أثابها بما أعطتني جنات النعيم .

كل ودي .

نور سمحان
10-01-2007, 09:01 PM
أبكيتني أخيتي
حروف رائعة مثلك
وكلمات صادقة مؤثرة
لا املك الا السكوت فلغتي لم تسعفني أمام هذه التحفة الأدبية الرائعة
دمت مبدعة

وفاء شوكت خضر
10-01-2007, 09:47 PM
أيتها الحرة ..

لا تكون الحرة حرة إلا إذا كانت مثلك ، قرأت النص وكم أدهشتني الكلمات ، مناجاة غريبة من نوعها وقل وندر أن تناجي امرأة أم الزوج بما ناجيتها ..
لله درك على هذا السحر الذي رصفت به الكلمات ، وهذه المشاعر التي سكبتها من نور ، وهذه العاطفة التي ملأتك لكي تكتبي نصا بهذه الروعة .

أشهد أنك حرة ....
لك تحيتي أيتها السامقة .

بابيه أمال
11-01-2007, 12:22 AM
أختي حوراء.. قرأت نثرك الحزين هذا فبلغ مني العذر لوالدتي حد الندم.. وكتبت لك.. ولي.. ولها.. وله سطورا عسى أن ندرك كلنا صحيح الفهم.. فتقبليها مني قبولا حسن.. واعذري أخيتي هفوات القلم..


في تلك اللحظات التي خرجنا فيها أول مرة إلى الدنيا كأبناء من أبوين مسلمين.. قد نكون طرحنا جميعا نفس السؤال..
"سأخرج إلى الحياة رضيعا.. سأفارق عالمي هذا.. لا أعرف إلى أين.. وكيف لي أن أعيش دون حماية.. دون وقاء يقيني هشاشة اللحم والعظام..؟؟!!"
وأغلبنا قد يكون تلقى نفس الجواب إيحاءا..: "توجد روح في انتظارك بشوق وصبر.. وستعتني بك.."
نتساءل ثانية..: "لكن في هذا العالم الذي اعتدته وألفته.. لا أفعل شيئا غير الأكل والشرب.. والسمر وحدي كي أكون سعيدا.. و.."
يأتينا الجواب مطمئنا: "تلك الروح ستطعمك.. تسقيك.. تدثرك ملابسا تقيك..تضحك لك.. تهدهدك.. تغني لك.. ترعاك بعينها وتحميك.. وستعدك أكثر فأكثر.."
نعود للتساؤل في حيرة: "كيف لي أن أفهم ما يدور حولي.. ما يقوله الآخرون.. وأنا لا أنطق.. ولا أفهم لغة الإنسان.."
نتلقى الجواب: "تلك الروح ستقول لك من الكلمات أجملها.. ومن العبارات أحنها.. وستعلمك النطق شيئا فشيئا.."
بحيرة أكبر نتساءل: "وماذا أفعل حين أريد التسبيح والذكر لخالقي وبارئي.."
يجيب الصوت الآمن: "تلك الروح ستدعو الله لك مع دعواتها.. ستسمعك كلمات الرحمن في صلواتها.. ستذكر الله وتسبح له وأنت بين يديها تسمع تهجد صوتها.."
نعود للتساؤل في خوف: "قد يكون في هذا العالم الجديد أرواحا شريرة.. من يحميني منها إذن وأنا الرضيع.."
نتوصل بالجواب المؤمِّن: "ستحميك تلك الروح ولو جازفت بحياتها حبا وطوعا.."
نحاول الاطمئنان أكثر.. ونتساءل: "وكيف لي أن أعرف الطريق إلى من خلقني وسواني.. إذا ما لم أعتد العالم الجديد..؟!"
يأتينا الجواب هاته المرة خافتا: "تلك الروح ستريك الطريق.. وستعلمك كيفية التواصل مع الذي خلقك وعدلك.. وستجد الله حافظا وموجودا في العالم الجديد.. وفي كل مكان.."
وبانتهاء الجواب.. وقرب أجل لحظة خروجنا إلى الدنيا.. قد نسمع أصواتا أخرى غير معتادة.. وندرك أنها آتية من أفواه بعض أناس العالم الجديد..
حينها سنكون قد طرحنا نفس السؤال السريع: "حسنا.. حسنا.. هل.. هل يمكن معرفة من هي تلك الروح؟"
فيأتي الجواب مبشرا: "لا أهمية لاسمها.. ولا لسنها.. ولا للونها.. ستناديها وبكل بساطة: أمي"..
وتمر اللحظات بعد مولدنا.. وتمر الدقائق في كنف الأم.. والساعات في حضن الأم.. والأيام بين ذراعي الأم.. والشهور تحت حماية الأم.. فنتعلم الحبو.. ونتعلم المشي.. ونتعلم النطق.. ونعي ما حولنا.. وتمر السنين.. ونكبر.. ونبتعد عن كنف الأم.. شيئا فشيئا..
فهلا عدنا قليلا الآن للوراء..
وليتذكر كل واحد منا لحظة ما كان في بطن أمه كائنا صغيرا.. وكيف كانت تلك الأم قريبة منه وتحس أقل حركاته الصغيرة.. كيف كانت تقاسمه الأكل والشرب من طعام نفسها..
كيف أحبته قبل أن تراه.. لتحبه أكثر بعد رؤيته.. كيف كبر حبها له يوما بعد يوم..
والآن..
هل أنا.. أنتِ..أنتَ.. هي.. هو.. الأقرب لها..؟؟
نعم.. طبعا.. أحبها.. تحبينها.. تحبُّها.. تحبُّها.. يحبُّها.. لكن هل نعبر لها جيدا عن هذه الكلمة.. بنفس الأسلوب.. والحنان.. الذي كانت تقوم به اتجاهنا..؟؟
هل نعلم أنه يوجد أشخاص لم يعرفوا أمهاتهن بعد خروجهن للعالم الجديد.. أو فقدوهن قبيل خروجهم بأيام.. أو شهور.. أو سنين قليلة كانوا لا زالوا في طريق الحبو والمشي.. وتعلم النطق.. ؟
هل نعي نعمة أن تكون أمهاتنا بجانبنا الآن.. أو في حياتنا..
فإلى كل من لا زالت أمه على قيد الحياة.. رجاءا.. اغتنم الفرصة بسرعة – كما سأفعل أنا الآن والله - وقبل يديها.. قبل رأسها.. هكذا وبكل بساطة.. كما كانت تفعل هي لك وأنت رضيعا.. انظر لما تحتاجه.. وارعها بعين الرحمة كبيرة كما ربتك هي صغيرا..
وإلى من فقدوا نعمة تواجد الأم بالحياة.. رجاءا.. لا تنسوا الدعاء لها عند كل صلاة.. وتذكروا أن الروح وقتما تولد.. تولد بحمى الرحمن.. ووقتما ترحل.. ترحل في حمى الرحمن..
ولنتذكر.. دائما.. وأبدا.. أن البارحة هو شيك دون اعتماد.. وغدا شيك دون استناد.. وأن اليوم.. اليوم فقط هو السيولة الوحيدة التي بأيدينا.. فلنصرف بعضا منها بكل حب وتعقل على كل من سنسأل عنهم يوم لن ينفعنا عدل ولا شفاعة..


رزقك الله صبرا محتسبا.. وطمئنينة على روح من أتت بك إلى الدنيا بفضل الله.. فلا تحزني أخيتي على فراق لا بد ويتبعه لقاء.. نسأل الله أن تلاقيها يوم القيامة والنور على جبينها.. وكتابها بيمينها.. ونسأل الله أن نتعظ من كلامك هذا ونندم على لحظات تمر من أيدينا هباءا.. دون أن نغتمنها في حب من أوصانا الله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم بها وبصحبتها دون استثناء..

حوراء آل بورنو
25-01-2007, 01:41 PM
أبكيتني أخيتي
حروف رائعة مثلك
وكلمات صادقة مؤثرة
لا املك الا السكوت فلغتي لم تسعفني أمام هذه التحفة الأدبية الرائعة
دمت مبدعة

بارك الله بك أيتها الأخت العزيزة ، و أكرمك ربي .

كل التقدير لك .

محمد سامي البوهي
25-01-2007, 02:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة / حوراء
أمي .... كم أشتقت الي هذه الكلمة ... كم أشتقت إليها ... إلى حروفها حرفاً حرف ، أ.. م.. ي ، أشتقت وجهها المنير ، راحتها الدافئة التي كنت أدفن رأسي فوقها ، ياااااااه ، وجهها لا يفارقني الآن ، يسير مع كل حرف أكتبه ، هي أمي ... معلمتي ، كم علمتني أن أحنو على إخوتي ، كم علمتني الجمع والطرح والقسمة ، كم علمتني الحروف .. أ .. ب ... ت ... ث ، كم علمتني الوضوء والصلاة ... هي أمي ... كم هدأ حنانها من روع حرارتي المرتفعة في مرضي ، أمي ، التي وقفت جواري ، وسهرت بجانبي ، وأنا اذاكر ، شاركتني أحلامي ، حبي ، أهدتني قبلة يوم زفافي لن أنساها ، كانت تودعني ، تودع خروجي من تحت أجنحتها الهادئة ، هي أمي .... كم اشتاق إليها ... هنا بغربتي ، كم أحتاج إليها هنا بغربتي ...
جزاك الله خيراً ، وأبدلك الله بكلماتك جناته .
أخوك
محمد

حوراء آل بورنو
26-01-2007, 01:31 AM
أيتها الحرة ..
لا تكون الحرة حرة إلا إذا كانت مثلك ، قرأت النص وكم أدهشتني الكلمات ، مناجاة غريبة من نوعها وقل وندر أن تناجي امرأة أم الزوج بما ناجيتها ..
لله درك على هذا السحر الذي رصفت به الكلمات ، وهذه المشاعر التي سكبتها من نور ، وهذه العاطفة التي ملأتك لكي تكتبي نصا بهذه الروعة .
أشهد أنك حرة ....
لك تحيتي أيتها السامقة .

نعم ؛ هي - ربما - مناجاة غريبة ، لكنها - و يشهد ربي - صادقة الحس لعظيم الامتنان الذي أشعر به تجاهها ؛ فأي شيء أعظم كرماً من روح تمنحك روحها لتسعد بها ؟!
هذا ما شعرت به يوم أن منحتني بعذاب المخاض أعذب روح و أروع حياة .

أدعو لها بالرحمة كلما ذكرتها و تذكرتها .

و لك كل دعواتي الصالحات بالتوفيق و السداد .

حوراء آل بورنو
29-01-2007, 11:27 PM
أختي حوراء.. قرأت نثرك الحزين هذا فبلغ مني العذر لوالدتي حد الندم.. وكتبت لك.. ولي.. ولها.. وله سطورا عسى أن ندرك كلنا صحيح الفهم.. فتقبليها مني قبولا حسن.. واعذري أخيتي هفوات القلم..
في تلك اللحظات التي خرجنا فيها أول مرة إلى الدنيا كأبناء من أبوين مسلمين.. قد نكون طرحنا جميعا نفس السؤال..
"سأخرج إلى الحياة رضيعا.. سأفارق عالمي هذا.. لا أعرف إلى أين.. وكيف لي أن أعيش دون حماية.. دون وقاء يقيني هشاشة اللحم والعظام..؟؟!!"
وأغلبنا قد يكون تلقى نفس الجواب إيحاءا..: "توجد روح في انتظارك بشوق وصبر.. وستعتني بك.."
نتساءل ثانية..: "لكن في هذا العالم الذي اعتدته وألفته.. لا أفعل شيئا غير الأكل والشرب.. والسمر وحدي كي أكون سعيدا.. و.."
يأتينا الجواب مطمئنا: "تلك الروح ستطعمك.. تسقيك.. تدثرك ملابسا تقيك..تضحك لك.. تهدهدك.. تغني لك.. ترعاك بعينها وتحميك.. وستعدك أكثر فأكثر.."
نعود للتساؤل في حيرة: "كيف لي أن أفهم ما يدور حولي.. ما يقوله الآخرون.. وأنا لا أنطق.. ولا أفهم لغة الإنسان.."
نتلقى الجواب: "تلك الروح ستقول لك من الكلمات أجملها.. ومن العبارات أحنها.. وستعلمك النطق شيئا فشيئا.."
بحيرة أكبر نتساءل: "وماذا أفعل حين أريد التسبيح والذكر لخالقي وبارئي.."
يجيب الصوت الآمن: "تلك الروح ستدعو الله لك مع دعواتها.. ستسمعك كلمات الرحمن في صلواتها.. ستذكر الله وتسبح له وأنت بين يديها تسمع تهجد صوتها.."
نعود للتساؤل في خوف: "قد يكون في هذا العالم الجديد أرواحا شريرة.. من يحميني منها إذن وأنا الرضيع.."
نتوصل بالجواب المؤمِّن: "ستحميك تلك الروح ولو جازفت بحياتها حبا وطوعا.."
نحاول الاطمئنان أكثر.. ونتساءل: "وكيف لي أن أعرف الطريق إلى من خلقني وسواني.. إذا ما لم أعتد العالم الجديد..؟!"
يأتينا الجواب هاته المرة خافتا: "تلك الروح ستريك الطريق.. وستعلمك كيفية التواصل مع الذي خلقك وعدلك.. وستجد الله حافظا وموجودا في العالم الجديد.. وفي كل مكان.."
وبانتهاء الجواب.. وقرب أجل لحظة خروجنا إلى الدنيا.. قد نسمع أصواتا أخرى غير معتادة.. وندرك أنها آتية من أفواه بعض أناس العالم الجديد..
حينها سنكون قد طرحنا نفس السؤال السريع: "حسنا.. حسنا.. هل.. هل يمكن معرفة من هي تلك الروح؟"
فيأتي الجواب مبشرا: "لا أهمية لاسمها.. ولا لسنها.. ولا للونها.. ستناديها وبكل بساطة: أمي"..
وتمر اللحظات بعد مولدنا.. وتمر الدقائق في كنف الأم.. والساعات في حضن الأم.. والأيام بين ذراعي الأم.. والشهور تحت حماية الأم.. فنتعلم الحبو.. ونتعلم المشي.. ونتعلم النطق.. ونعي ما حولنا.. وتمر السنين.. ونكبر.. ونبتعد عن كنف الأم.. شيئا فشيئا..
فهلا عدنا قليلا الآن للوراء..
وليتذكر كل واحد منا لحظة ما كان في بطن أمه كائنا صغيرا.. وكيف كانت تلك الأم قريبة منه وتحس أقل حركاته الصغيرة.. كيف كانت تقاسمه الأكل والشرب من طعام نفسها..
كيف أحبته قبل أن تراه.. لتحبه أكثر بعد رؤيته.. كيف كبر حبها له يوما بعد يوم..
والآن..
هل أنا.. أنتِ..أنتَ.. هي.. هو.. الأقرب لها..؟؟
نعم.. طبعا.. أحبها.. تحبينها.. تحبُّها.. تحبُّها.. يحبُّها.. لكن هل نعبر لها جيدا عن هذه الكلمة.. بنفس الأسلوب.. والحنان.. الذي كانت تقوم به اتجاهنا..؟؟
هل نعلم أنه يوجد أشخاص لم يعرفوا أمهاتهن بعد خروجهن للعالم الجديد.. أو فقدوهن قبيل خروجهم بأيام.. أو شهور.. أو سنين قليلة كانوا لا زالوا في طريق الحبو والمشي.. وتعلم النطق.. ؟
هل نعي نعمة أن تكون أمهاتنا بجانبنا الآن.. أو في حياتنا..
فإلى كل من لا زالت أمه على قيد الحياة.. رجاءا.. اغتنم الفرصة بسرعة – كما سأفعل أنا الآن والله - وقبل يديها.. قبل رأسها.. هكذا وبكل بساطة.. كما كانت تفعل هي لك وأنت رضيعا.. انظر لما تحتاجه.. وارعها بعين الرحمة كبيرة كما ربتك هي صغيرا..
وإلى من فقدوا نعمة تواجد الأم بالحياة.. رجاءا.. لا تنسوا الدعاء لها عند كل صلاة.. وتذكروا أن الروح وقتما تولد.. تولد بحمى الرحمن.. ووقتما ترحل.. ترحل في حمى الرحمن..
ولنتذكر.. دائما.. وأبدا.. أن البارحة هو شيك دون اعتماد.. وغدا شيك دون استناد.. وأن اليوم.. اليوم فقط هو السيولة الوحيدة التي بأيدينا.. فلنصرف بعضا منها بكل حب وتعقل على كل من سنسأل عنهم يوم لن ينفعنا عدل ولا شفاعة..
رزقك الله صبرا محتسبا.. وطمئنينة على روح من أتت بك إلى الدنيا بفضل الله.. فلا تحزني أخيتي على فراق لا بد ويتبعه لقاء.. نسأل الله أن تلاقيها يوم القيامة والنور على جبينها.. وكتابها بيمينها.. ونسأل الله أن نتعظ من كلامك هذا ونندم على لحظات تمر من أيدينا هباءا.. دون أن نغتمنها في حب من أوصانا الله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم بها وبصحبتها دون استثناء..


نهيلة العزيزة

بارك الله بقلمك ، و حفظ عليك هذه الروح الطيبة ، و زانك بالعقل فوق ما زانك .

أشكر لك ذلك الرد المطول و الحس العالي و الرغبة في الخير لمن حولك عبر حرفك .. فأثابك ربك و أحسن جوارك .

رحم الله أمهاتنا و غفر لهن و أسكنهن فسيح الجنات .

كل الود و التقدير .

سحر الليالي
21-03-2007, 06:06 PM
حور :
يلفني الصمت هنا مرة أخرى ...
وتلجمني الدهشة ..!

حفظك ربي ورعاك يا غالية

لك حبي وباقة ياسمين تحيط قلبك النقي

حوراء آل بورنو
21-03-2007, 08:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمة / حوراء
أمي .... كم أشتقت الي هذه الكلمة ... كم أشتقت إليها ... إلى حروفها حرفاً حرف ، أ.. م.. ي ، أشتقت وجهها المنير ، راحتها الدافئة التي كنت أدفن رأسي فوقها ، ياااااااه ، وجهها لا يفارقني الآن ، يسير مع كل حرف أكتبه ، هي أمي ... معلمتي ، كم علمتني أن أحنو على إخوتي ، كم علمتني الجمع والطرح والقسمة ، كم علمتني الحروف .. أ .. ب ... ت ... ث ، كم علمتني الوضوء والصلاة ... هي أمي ... كم هدأ حنانها من روع حرارتي المرتفعة في مرضي ، أمي ، التي وقفت جواري ، وسهرت بجانبي ، وأنا اذاكر ، شاركتني أحلامي ، حبي ، أهدتني قبلة يوم زفافي لن أنساها ، كانت تودعني ، تودع خروجي من تحت أجنحتها الهادئة ، هي أمي .... كم اشتاق إليها ... هنا بغربتي ، كم أحتاج إليها هنا بغربتي ...
جزاك الله خيراً ، وأبدلك الله بكلماتك جناته .
أخوك
محمد


نعم أيها الفاضل ؛ هذه هي الأم و القلب الرحيم و الصدر الحنون .. .
قد كتبتَ بكل تلقائية أمك الساكنة في عينك و في قلبك و في ذاكرة أيامك ، و عبرتَ عن كل أشواقك بحب بالغ و حنين كبير .. فزينت أسطرك الصفحة ، و أضافت إليها الكثير .

شكر الله لك مرورك و عبير قلمك .

تقديري .