المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كان ياما كان، قصة شعرية للأطفال



د. حسين علي محمد
20-03-2006, 10:46 PM
كان ياما كان

قصة شعرية للأطفال، بقلم: د. حسين علي محمد
.................................................

اسمي حمدان
أتحدثُ معكمْ عبرَ قرونِ التاريخْ
بلدي الفسطاطُ العربيَّهْ
أصنعُ سجَّاداً وأُزخرفُهُ كعروسْ
تعرفُني كلُّ المدُنِ وتعشقُ مصنوعاتي
في أثتاءِ الأسفارْ
أجدٌ الأطفالَ عرايا .. يفترشونَ ترابَ الأرضِ فأحزنَ
أتمنَّى أنْ يجدَ الأطفالُ بيوتاً
تحميهمْ منْ حرِّ الشمسْ
وتقيهمْ شرَّ الأمطارْ
لكنْ .. ماذا أفعلْ؟
ماذا يُمكنُني أنْ أفعلْ؟
***
بالأمسْ
جاءَ إلى السوقِ الفارسُ "نعماتْ"
كان يُرافقُهُ قارعُ طبْلِ الملكِ .. وأعلن في الطرقاتْ
أنَّ الملك يُنظِّمُ في غَدِهِ أُمسيةً للقصصِ وللأشعارْ
والفائزُ في هذهِ الأمسيةِ سيأخذُ ألفيْ دينارْ
***
حانَ الوقتُ
ووقفْتُ أمامَ البابِ كثيراً أنتظرُ الدَّوْرْ
قال الشعراءُ الشِّعْرَ
وقصَّ القصاصونَ حكاياتْ
لمّا أدخلني الفارسُ "نعماتْ"
قلت:
"أفسِحْ لي صدْراً يا موْلايْ
كانْ ..
يا ما كانْ"
في يوْمٍ منْ أيَّامِ الصَّيْفْ
ذهب "سمارا" النجَّارُ لقطْعِ الأشجارِ من الغابهْ
فاقتربَ الفارسُ منهُ وقالْ:
أرجو أن تبتعِدَ الآنْ
فالملكُ سيأْتي بعدَ ثوانْ
في موْكبِهِ الملكِيّْ
وقف "سمارا" خلفَ الأشجارْ
يرقبُ هذا الملكَ المحبوبْ
وتصادفَ أنْ جلَسَ الملكُ وأصحابُهْ
في ظلِّ الشَّجَرهْ
أغفى الملكُ قليلاً
فتشاجَرَ رجلانْ
منْ حاشيَتِهْ
وصحا الملكُ سريعاً مفْزوعاً
وهو يقولْ:
"لآ أقدرُ أن أغْفُوَ أبداَ
في ظلِّ مكانٍ تصطحباني فيهْ
لا أدري أيّكما الملَكُ وأيُّكما الشَّيْطان؟"
في هذا الوقتْ
لمحَ الملكُ خيالَ "سمارا" النجار
فأشارَ إليْه
حضرَ النجَّارُ ووقفَ شجاعاً بينَ يديْه
قال الملكُ: لماذا جئتَ هُنا؟
قال سمارا:
إني أسمعُ عنْ عدْلِكْ
ولذا أحببْتُكْ
مثلَ جميعِ رعاياكْ
كان الحلمُ الشاغلُ ذهني
أن أُبصرك وأن أستمتعَ بجميلِ حديثِكْ
ولقدْ جئتُ ليعرفَ مولايَ الآنْ
هذيْنِ الرجليْنْ
أيُّهما الملكُ، وأيهما الشيْطانْ؟
**
رسمَ "سمارا" خطَّيْنْ
أحدهما أكثرُ طولاً منْ صاحبِهِ
وتوجَّهَ للشَّخْصيْنْ:
يسألُ ويُحاورُ:
كيف يصيرُ الخطُّ الأقصرُ أطولَ من صاحبِهِ الأكثرِ طولا؟
قالا في صوتٍ واحدْ:
"نمسحُ جزءاً من هذا الخطِّ الأكثرِ طولاَ"
ضحك "سمارا" النجارُ، وقالْ:
لا يلمسْ أحدُكما هذا الخطَّ الأكثرَ طولاً
فدعاهُ وشأنَهْ
العاقلُ منْ يجعلُ هذا الخطَّ الأقصرَ أكثرَ طولاً
حينَ يُضيفْ
بعضَ السنتيمتْراتْ
وابتسمَ الملكُ، وقالَ: أصَبْتْ
إنَّ الإنسانْ
لا يقدرُ أنْ يُصبحَ شيئاً في هذي الدُّنيا
إلا لوْ قدرَ يُضيفْ
بعضَ اللبناتِ ويسعى للخيْرْ
لا تمُحُ الشخصَ الآخرْ
بلْ حاولْ أنْ تتفوَّقَ وتُضيفَ إلى ما يفعلُهُ الآخرْ
فرح الملكُ وقالْ:
إنَّكَ رجلٌ عاقلْ
أنتَ من الآن "وزيري"
***
سُرَّ الملكُ من القصَّهْ
أعطاني ألفيْ دينارْ
شكراً للهْ
فسأبني ملجأَ أيْتامْ
لنْ تجدَ الأطفالَ عرايا بعدَ اليوْمْ
هأنذأ أقدرُ أنْ أفعلَ شيئاً
منْ أجلِ قلوبٍ تتعذَّبُ ونفوسْ

في أوقاتِ فراغي
ستراني أصنعُ سجّاداً
وأُزخرفُهُ كعروسْ

عدنان أحمد البحيصي
21-03-2006, 06:36 AM
رائعة رائعة استمتع بها جداً

شكراً لك

د. حسين علي محمد
23-03-2006, 06:35 PM
شكراً للأديب الأستاذ عدنان الإسلام، مع تحياتي.

سارة محمد الهاملي
10-11-2006, 08:35 PM
استمت بقراءتها كثيراً واستغربت أنها ذهبت طي النسيان.

شكراً لك د. حسين علي محمد.

د. حسين علي محمد
13-11-2006, 06:17 PM
شكراً للأديبة الأستاذة سارة محمد الهاملي على تعليقها الجميل، مع موداتي.

د. محمد حسن السمان
13-11-2006, 07:44 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الفاضل الأديب الكبير الدكتور حسين علي محمد

لقد ملكت قلبي بهذه القصة الشاعرية , فهي انموذج راق لأدب الطفل , ابتداء من اللغة السليمة السهلة , والبناء المشوّق , والجرس الجميل المحبب , وتقدم ما نتمناه في أدب الطفل , من غرس للقيّم الخيّرة , والأعمال الحسنة , وقد اعجبت جدا , بذكاء الافكار , ما أروع هذه الفكرة :

"وابتسمَ الملكُ، وقالَ: أصَبْتْ
إنَّ الإنسانْ
لا يقدرُ أنْ يُصبحَ شيئاً في هذي الدُّنيا
إلا لوْ قدرَ يُضيفْ
بعضَ اللبناتِ ويسعى للخيْرْ
لا تمُحُ الشخصَ الآخرْ
بلْ حاولْ أنْ تتفوَّقَ وتُضيفَ إلى ما يفعلُهُ الآخرْ "

إن مثل هذا الفكر , لايتقنه إلا أديب متمكن , وانسان يملك شفافية عالية , وقلبا خيّرا .

تقبل اعجابي ومحبتي لك أخا وأديبا

اخوكم
السمان

د. مصطفى عراقي
13-11-2006, 08:18 PM
أخانا الجليل الشاعر الأديب الإنسان الدكتور حسين علي محمد

قصة شعرية راقية فكرا وأداءً كما اشار أستاذي الدكتور السمان بحق
تفيض بالجمال والإنسانية ، وتجعل الطفل يتأمل، يفكر وهو مستمتع
قرأتها عل طفليِّ (التوءم) فعاشا وعشت معهما مع القصة الأصلية،والقصة الداخلية وقتا جميلا طيبا
سألاني : لماذا لم تأت إجابة صاحبيِ الملك مختلفة، كما توقعا، ليستدل من اختلاف الإجابة أيهما الملَك وأيهما الشيطان؟



أسعدك الرحمن كما اسعدتنا

د. حسين علي محمد
13-11-2006, 11:32 PM
شكراً للشاعر الجميل الدكتور مصطفى عراقي على هذا التعقيب الجميل الذي أعتز به.. مع تحياتي وموداتي.

د. محمد إياد العكاري
14-11-2006, 05:59 PM
الحبيب القريب د.حسين محمد
ماأبهاها قصاً ومغزى
وماأجملها إيقاعاً ومعنى
لكأني بالأطفال يهزون رؤوسهم طرباً بسماعها
ويأنسون بسردها
سلمت وسلم مدادك والسلام

د. حسين علي محمد
16-11-2006, 10:07 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الفاضل الأديب الكبير الدكتور حسين علي محمد
لقد ملكت قلبي بهذه القصة الشاعرية , فهي انموذج راق لأدب الطفل , ابتداء من اللغة السليمة السهلة , والبناء المشوّق , والجرس الجميل المحبب , وتقدم ما نتمناه في أدب الطفل , من غرس للقيّم الخيّرة , والأعمال الحسنة , وقد اعجبت جدا , بذكاء الافكار , ما أروع هذه الفكرة :
"وابتسمَ الملكُ، وقالَ: أصَبْتْ
إنَّ الإنسانْ
لا يقدرُ أنْ يُصبحَ شيئاً في هذي الدُّنيا
إلا لوْ قدرَ يُضيفْ
بعضَ اللبناتِ ويسعى للخيْرْ
لا تمُحُ الشخصَ الآخرْ
بلْ حاولْ أنْ تتفوَّقَ وتُضيفَ إلى ما يفعلُهُ الآخرْ "
إن مثل هذا الفكر , لايتقنه إلا أديب متمكن , وانسان يملك شفافية عالية , وقلبا خيّرا .
تقبل اعجابي ومحبتي لك أخا وأديبا
اخوكم
السمان

شكراً للشاعر الكبير الدكتور محمد حسن السمان .. على تعليقه الجميل على هذه القصة الشعرية للطفل، مع شكري الجزيل على تكرمه بقراءة أعمالي التي أنشرها في "الواحة".

د. حسين علي محمد
16-11-2006, 10:08 PM
الحبيب القريب د. حسين علي محمد
ماأبهاها قصاً ومغزى
وماأجملها إيقاعاً ومعنى
لكأني بالأطفال يهزون رؤوسهم طرباً بسماعها
ويأنسون بسردها
سلمت وسلم مدادك والسلام

شكراً للشاعر الكبير الدكتور محمد إياد العكاري .. على هذا التعليق الجميل، مع موداتي.

أسيل أحمد
08-06-2023, 12:04 PM
قصة شعرية قمة في الروعة ـ نص متقن صياغة ومعنى
تألق بجمال اللغة السهلة والسرد المشوق والفكرة القوية
قصة هادفة في قالب مشوق تجعل الطفل يستمتع بمعناها ويطرب بموسيقاها.
دام إبداعك وسلمت يداك.

ناديه محمد الجابي
02-02-2025, 06:41 PM
قصة شعرية جميلة تربوية وتعليمية ـ تهدف إلى إمتاع الطفل وتسليته
وتسهم في توسيع مداركه وغرس القيم في نفسه بإثارة خياله وتحفيز الإبداع عنده
وتنمية الذوق الفني والحس من خلال الشعر السلس الجميل إيقاعا ومعنى.
دمت بكل خير وبارك الله فيك.
:v1::nj::pr: