مشاهدة النسخة كاملة : قط أسود
سمير الفيل
21-03-2006, 09:23 PM
قط أسود
بقلم : سمير الفيل
كان يستند بظهره على السور الحديد البارد . تحت قدميه مربعات البلاط المضلع بلون أصفر حائل . النيل من خلفه يغط في نومه العميق . وردية العاشرة تخرج من بوابة المصنع القريب . عمال يسرعون الخطى، وبنات يثرثرن . واحدة منهن تضع إيشاربا حول شعرها . راحت تغني بصوت خشن : " ياامه القمر ع الباب .. نور قناديله " ثم تضحك مع تطويحة رأسها . سكتن عندما مررن به ، ثم واصلت البنت الغناء : " .. ياأمه ارد الباب .. ولاّ أناديله؟ " . كان نقيق الضفادع يعلو كل شيء ويبدد الونس !
عبرت سيارة مرسيدس مغلقة النوافذ تطلق نفيرها بالرغم من خلو الطريق من المارة ، ثم أعقبتها دراجة بائع الزبادي . في آخر الشارع تعثر ، وقعت أكواب البلاستيك على الإسفلت . راح الرجل يلعن الحظ ، ثم وضع وجهه بين يديه وظل لساعة كاملة بلا حراك . كاد يذهب إليه يواسيه ، لكن قدميه ثقيلتان.
شعر بالحزن يقتلع فؤاده . لماذا باح لها بالسر الذي أخفاه؟ لماذا لم يكتف بهذا الخدر الناعم اللذيذ الذي كان يتسلل إلى قلبه في هدوء حذر ؟ تلون وجهها ساعتها وهو يقترب منها .
قال لنفسه : تريث . لكن عيونها الوادعة دفعته لأن ينطق . لم يقل لها أنه يحبها . لم يجرؤ على البوح ، لكنه سألها : هل ترسلين لي قصائدك ؟ هزت رأسها : "مستحيل !" خفض صوته أكثر : " هل أراك ثانية ؟ " أغمضت عينيها في توسل : " لايمكن " .
ركض في السراديب المهجورة ، فهاجمته خفافيش الوحدة ، وأدمت العينين . صرخ في الفراغ الهائل ، وكل كيانه يرتعش : " لماذا أتيت في هذا الوقت بالذات ؟ لماذا ؟ "
قالت له وقد أودعت عينيها رقة الدنيا : " جئت ، ولم أتخيل مطلقا أن أخرج بعاهة !
ضحك للمفارقة . تبدد ألمه للحظات . شعر بشجر الكافور يضرب بجذوره في قلبه . ضحك بكل قواه . كلما نظر إلى عينيها ضحك ، أما هي فقد ابتسمت ومدت يدها : "سأذهب !" .
في الطريق إلى المنزل قابله . محدودب الظهر . تبرق عيناه . نظر إلى جسده الضامر في تحد . قوس الجسم وتمسح في ذيل بنطلونه . راح يموء وينفض قطرات المطر .
قط أسود والطريق صار خاليا . لم يتشاءم . ذهب إلى " الكشك " الخشبي عند الناصية . ابتاع فطيرة بالعجوة . قدمها للقط . على حين غرة خربش القط يده ، ثم انطلق يعدو في الطرقات !
محمد عصام
21-03-2006, 09:25 PM
بوركت بقصصك وإلى الأمام.
سمير الفيل
22-03-2006, 05:08 AM
الدكتور محمد عصام
ألف شكر لك .
تحياتي .
ابو الشماطيط
22-03-2006, 08:34 AM
الاخ الكريم سمير الفيل
تحايا المسك والعنبر
قصة خفيفة لطيفة ,,,
كل الشكر لأنك أمتعتنا بها ,,,
عبلة محمد زقزوق
22-03-2006, 09:27 AM
شكرا لقلم وفكر وخيال لهم لهم جزيل التقدير والثناء .
شكراً أستاذنا / سمير الفيل
سمير الفيل
22-03-2006, 12:39 PM
الاخ الكريم سمير الفيل
تحايا المسك والعنبر
قصة خفيفة لطيفة ,,,
كل الشكر لأنك أمتعتنا بها ,,,
ابو الشماطيط
أشكر لطفك ..
وسعيد أنه قد صار لي أصدقاء أعزاء هنا .
تحياتي .
سمير الفيل
22-03-2006, 12:41 PM
شكرا لقلم وفكر وخيال لهم لهم جزيل التقدير والثناء .
شكراً أستاذنا / سمير الفيل
عبلة محمد زقزوق
أشكرك جدا ..
طبعا مفروض أمر على نصوص الزملاء كلهم ..
غير ان فترة استثنائية من إقامة المؤتمرات الأدبية تبتلع كل الوقت ..
سأتدبر امري وأكون معكم أطول فترة ممكنة .
شكرا لحضرتك .
عبلة محمد زقزوق
22-03-2006, 12:58 PM
كان الله في عونك أخينا وأستاذنا الفاضل / سمير الفيل ووفقك الله
خالص التحايا والتقدير أستاذي
نسيبة بنت كعب
22-03-2006, 01:04 PM
سأتدبر امري وأكون معكم أطول فترة ممكنة .
انا جدا سعيدة بهذا الوعد
وانتظــر
شكرا لك
نسيبة بنت كعب
22-03-2006, 07:26 PM
الأديب الرائع / سمير الفيل
يا سلام بدأنا القصة بالكتابة باللون الأسود ..من أولها كده !
ربنا يستر على حالة صاحبنا ! وكمان قط أسود - فأل شيك جدا !
انه يوم حظ عاثر للجميع .. لبائع الزبادى ولصاحبنا البطل
هكذا رسمت لنا الجو العام .. فماذا حدث بعدها ليتحقق هذا وهو وحى المقدمة ؟
لماذا باح لها بالسر الذي أخفاه؟ لماذا لم يكتف بهذا الخدر الناعم اللذيذ الذي كان يتسلل إلى قلبه في هدوء حذر
يحبها سرا - فخرج بعاهة بعد بوحه - الم يكن من الأفضل ان يحتفظ به ضمانا للسلامة
! هذا ما اضحكه - من المفارقات - انها تركت عاهه فى قلبه !
"جئت ولم اتخيل ان اخرج بعاهة " ماذا تعنى .. لم افهم !
ارتبكت حالته - وذهبت هى تاركه اياه مع خفافيش الوحده
حاول مرة اخرى حتى الحيوان رفض الا ان يتركه وحيدا
اظهر عاطفته فخربشه القط مرة ثانية
الى مدى كلما اظهر عاطفة قوبلت بالخربشة والجحود والنكران !
كل من القط والبنت خربشه - ومضى سائرا يعبث بالطرقات اما هو - فهو من اصابته العاهة النافذه للأعماق
اجمل مع عجبنى التصوير الخارجى للجو والداخلى لحالة البطل ( اعانه الله )- معظم ما قرأت لك فيه لمسات أنسانية
معـــزتى وتقديرى :hat::001:
وليس مِعــزَتى my goat !
سمير الفيل
22-03-2006, 10:17 PM
ربنا يستر على حالة صاحبنا ! وكمان قط أسود - فأل شيك جدا !
انه يوم حظ عاثر للجميع .. لبائع الزبادى ولصاحبنا البطل
هكذا رسمت لنا الجو العام .. فماذا حدث بعدها ليتحقق هذا وهو وحى المقدمة ؟
يحبها سرا - فخرج بعاهة بعد بوحه - الم يكن من الأفضل ان يحتفظ به ضمانا للسلامة
! هذا ما اضحكه - من المفارقات - انها تركت عاهه فى قلبه !
"جئت ولم اتخيل ان اخرج بعاهة " ماذا تعنى .. لم افهم !
ارتبكت حالته - وذهبت هى تاركه اياه مع خفافيش الوحده
حاول مرة اخرى حتى الحيوان رفض الا ان يتركه وحيدا
اظهر عاطفته فخربشه القط مرة ثانية
الى مدى كلما اظهر عاطفة قوبلت بالخربشة والجحود والنكران !
كل من القط والبنت خربشه - ومضى سائرا يعبث بالطرقات اما هو - فهو من اصابته العاهة النافذه للأعماق
اجمل مع عجبنى التصوير الخارجى للجو والداخلى لحالة البطل ( اعانه الله )- معظم ما قرأت لك فيه لمسات أنسانية
معـــزتى وتقديرى :hat::001:
وليس مِعــزَتى my goat !
نسيبة بنت كعب
صرت أنتظر تعليقاتك لأن فيها شيئا من الذكاء النقدي ..
والقدرة على التقاط الجوهري في النص .
أتذكر فترة كتابة العمل أن إحباطات كثيرة كانت تحيط بي .
فانعكس كل ذلك على قلمي .
لو كتبت هذا النص حاليا..
.. بعد أن تمر بي كل صباح شمس دافئة حنونة تمس أوتار القلب لتغير الحال .
هذا ما أشعر به فعلا .
تحياتي لقلم بديع.
نسيبة بنت كعب
23-03-2006, 12:54 AM
نسيبة بنت كعب
صرت أنتظر تعليقاتك لأن فيها شيئا من الذكاء النقدي ..
والقدرة على التقاط الجوهري في النص .
أتذكر فترة كتابة العمل أن إحباطات كثيرة كانت تحيط بي .
فانعكس كل ذلك على قلمي .
لو كتبت هذا النص حاليا..
.. بعد أن تمر بي كل صباح شمس دافئة حنونة تمس أوتار القلب لتغير الحال .
هذا ما أشعر به فعلا .
تحياتي لقلم بديع.
أستاذى الأديب الرائع / سمير الفيل
شكرا لك على التشجيع - وسأواصل متابعة نصوصك بلا شك
بصراحة بت اتعلم مما ينشره الأدباء الأخوة الأفاضل من نقد وتوضيح للمقصود من الكتابات
مثل د.حسين على محمد ، وجمال سعد ، ومجدى جعفر ، وسعيد ابو نعسة
وبعض من ردود استاذ نزار زين ،
باهم زاوية فى دوحة القصص و النقد الأدبى
اتمنى من الجميع المساهمة فى احياء واثراء هذه الدوحة الهامة وتفعيل مقترح الأستاذ على المعشى ونص تحت الضوء
شكرا لك وأدعو الله ان يملأ قلبك دفئا وسعادة دائما
شكرا لأمتاع القرّاء سيدى
فائق تقديرى :hat::0014:
سمير الفيل
23-05-2006, 10:26 PM
أستاذى الأديب الرائع / سمير الفيل
شكرا لك على التشجيع - وسأواصل متابعة نصوصك بلا شك
بصراحة بت اتعلم مما ينشره الأدباء الأخوة الأفاضل من نقد وتوضيح للمقصود من الكتابات
مثل د.حسين على محمد ، وجمال سعد ، ومجدى جعفر ، وسعيد ابو نعسة
وبعض من ردود استاذ نزار زين ،
باهم زاوية فى دوحة القصص و النقد الأدبى
اتمنى من الجميع المساهمة فى احياء واثراء هذه الدوحة الهامة وتفعيل مقترح الأستاذ على المعشى ونص تحت الضوء
شكرا لك وأدعو الله ان يملأ قلبك دفئا وسعادة دائما
شكرا لأمتاع القرّاء سيدى
فائق تقديرى :hat::0014:
نسيبة بنت كعب ..
بارك الله فيك ..
نترقب باستمرار أفكارك النيرة .
وفي رأيي أن متابعة نصوص الزملاء بالنقد والدراسات الجادة قضية تشكل أولوية حقيقية .
دعوتك للزملاء بموالاة النصوص الجديدة بنقد رصين شيء طيب للغاية، وفيه فائدة مزدوجة للكاتب والناقد .
عشت أستاذتنا الفاضلة في خير وسعادة .
تحياتي .
الشربينى خطاب
22-11-2006, 08:26 PM
]قط أسود
بقلم : سمير الفيل
كان يستند بظهره على السور الحديد البارد . تحت قدميه مربعات البلاط المضلع بلون أصفر حائل . النيل من خلفه يغط في نومه العميق . وردية العاشرة تخرج من بوابة المصنع القريب . عمال يسرعون الخطى، وبنات يثرثرن . واحدة منهن تضع إيشاربا حول شعرها . راحت تغني بصوت خشن : " ياامه القمر ع الباب .. نور قناديله " ثم تضحك مع تطويحة رأسها . سكتن عندما مررن به ، ثم واصلت البنت الغناء : " .. ياأمه ارد الباب .. ولاّ أناديله؟ " . كان نقيق الضفادع يعلو كل شيء ويبدد الونس !
عبرت سيارة مرسيدس مغلقة النوافذ تطلق نفيرها بالرغم من خلو الطريق من المارة ، ثم أعقبتها دراجة بائع الزبادي . في آخر الشارع تعثر ، وقعت أكواب البلاستيك على الإسفلت . راح الرجل يلعن الحظ ، ثم وضع وجهه بين يديه وظل لساعة كاملة بلا حراك . كاد يذهب إليه يواسيه ، لكن قدميه ثقيلتان.
شعر بالحزن يقتلع فؤاده . لماذا باح لها بالسر الذي أخفاه؟ لماذا لم يكتف بهذا الخدر الناعم اللذيذ الذي كان يتسلل إلى قلبه في هدوء حذر ؟ تلون وجهها ساعتها وهو يقترب منها .
قال لنفسه : تريث . لكن عيونها الوادعة دفعته لأن ينطق . لم يقل لها أنه يحبها . لم يجرؤ على البوح ، لكنه سألها : هل ترسلين لي قصائدك ؟ هزت رأسها : "مستحيل !" خفض صوته أكثر : " هل أراك ثانية ؟ " أغمضت عينيها في توسل : " لايمكن " .
ركض في السراديب المهجورة ، فهاجمته خفافيش الوحدة ، وأدمت العينين . صرخ في الفراغ الهائل ، وكل كيانه يرتعش : " لماذا أتيت في هذا الوقت بالذات ؟ لماذا ؟ "
قالت له وقد أودعت عينيها رقة الدنيا : " جئت ، ولم أتخيل مطلقا أن أخرج بعاهة !
ضحك للمفارقة . تبدد ألمه للحظات . شعر بشجر الكافور يضرب بجذوره في قلبه . ضحك بكل قواه . كلما نظر إلى عينيها ضحك ، أما هي فقد ابتسمت ومدت يدها : "سأذهب !" .
في الطريق إلى المنزل قابله . محدودب الظهر . تبرق عيناه . نظر إلى جسده الضامر في تحد . قوس الجسم وتمسح في ذيل بنطلونه . راح يموء وينفض قطرات المطر .
قط أسود والطريق صار خاليا . لم يتشاءم . ذهب إلى " الكشك " الخشبي عند الناصية . ابتاع فطيرة بالعجوة . قدمها للقط . على حين غرة خربش القط يده ، ثم انطلق يعدو في الطرقات ![/color]
قراءة تأويلية للشربيني خطاب
في قصة سمير الفيل
قط أسود
يحمل سمير الفيل ـ دائماً ـ ألة تصوير حساسة ويجوب مدينة دمياط ، يلتقط الأشجان والهموم من علي وجوه الناس والرصيف اللقطة الأولي في النص في هذه القصة
{كان يستند بظهره على السور الحديد البارد . تحت قدميه مربعات البلاط المضلع بلون أصفر حائل . النيل من خلفه يغط في نومه العميق . وردية العاشرة تخرج من بوابة المصنع القريب . عمال يسرعون الخطى، وبنات يثرثرن}اللقطة الثانية { كان نقيق الضفادع يعلو كل شيء ويبدد الونس !
عبرت سيارة مرسيدس مغلقة النوافذ تطلق نفيرها بالرغم من خلو الطريق من المارة ، ثم أعقبتها دراجة بائع الزبادي . في آخر الشارع تعثر ، وقعت أكواب البلاستيك على الإسفلت }اللقطة الثالثة الولوج داخل النص وبداية الحدث { راح الرجل يلعن الحظ ، ثم وضع وجهه بين يديه وظل لساعة كاملة بلا حراك . كاد يذهب إليه يواسيه ، لكن قدميه ثقيلتان.} هذا هو يطل الحكاية الذي كان يستند بظهره علي السور الحديدي البارد بجوار عتبة القصة ، أعاده لنا سمير الفيل ليدخلنا في زمن الحكايتة المتخيل { لماذا باح لها بالسر الذي أخفاه؟ لماذا لم يكتف بهذا الخدر الناعم اللذيذ الذي كان يتسلل إلى قلبه في هدوء حذر ؟ تلون وجهها ساعتها وهو يقترب منها .} ومن هنا يتهيأ المتلقي ويتسائل عن الحكاية
قد استخدم القاص عنصر التشويق ببراعة ويتوالي السرد ويختار المبدع قط أسود معادله الموضوعي في هذه القصة لتوصيل فكرته وقد سيق أن عرفني عليه في قصه " حمام يطير " والقط بطبيعته ماهر في القنص والتخفي والهروب واختيار القاص للقط له دلالته وفي لونه أيضاً تأكيداً علي معني النكران والغدر وقد وصفه القاص " بمحدوب الظهر "تلك حالته في وضع قنص
{قالت له وقد أودعت عينيها رقة الدنيا : " جئت ، ولم أتخيل مطلقا أن أخرج بعاهة !}انظرهنا إلي المراوغة التي لجأ إليها الكاتب لخلق مفارقة ومجال للبحث والتأويل قلم يذكر اسم القط صراحة بل وصفة بصفة من صفاته وهو في حالة صيد
{في الطريق إلى المنزل قابله . محدودب الظهر . تبرق عيناه . نظر إلى جسده الضامر في تحد . قوس الجسم وتمسح في ذيل بنطلونه . راح يموء وينفض قطرات المطر .
قط أسود والطريق صار خاليا . لم يتشاءم . ذهب إلى " الكشك " الخشبي عند الناصية . ابتاع فطيرة بالعجوة . قدمها للقط . على حين غرة خربش القط يده ، ثم انطلق يعدو في الطرقات }تلاجظ أن سمير الفيل وضع للمقارنة لقاء البطل بالتي يحبها بحبه للقط وفطيرتة أم عجوة التي قدمها له 00فالقط خربشه والحبيبة رفضت أن تخرج بعاهة
{قالت له وقد أودعت عينيها رقة الدنيا : " جئت ، ولم أتخيل مطلقا أن أخرج بعاهة !}
رائع يا أستاذ سمير
{ كل قراءة احتمال ، وتفتح علي قراءة أخري 00ْ }
سمير الفيل
23-11-2006, 01:04 AM
قراءة تأويلية للشربيني خطاب
في قصة سمير الفيل
قط أسود
يحمل سمير الفيل ـ دائماً ـ ألة تصوير حساسة ويجوب مدينة دمياط ، يلتقط الأشجان والهموم من علي وجوه الناس والرصيف اللقطة الأولي في النص في هذه القصة
{كان يستند بظهره على السور الحديد البارد . تحت قدميه مربعات البلاط المضلع بلون أصفر حائل . النيل من خلفه يغط في نومه العميق . وردية العاشرة تخرج من بوابة المصنع القريب . عمال يسرعون الخطى، وبنات يثرثرن}اللقطة الثانية { كان نقيق الضفادع يعلو كل شيء ويبدد الونس !
عبرت سيارة مرسيدس مغلقة النوافذ تطلق نفيرها بالرغم من خلو الطريق من المارة ، ثم أعقبتها دراجة بائع الزبادي . في آخر الشارع تعثر ، وقعت أكواب البلاستيك على الإسفلت }اللقطة الثالثة الولوج داخل النص وبداية الحدث { راح الرجل يلعن الحظ ، ثم وضع وجهه بين يديه وظل لساعة كاملة بلا حراك . كاد يذهب إليه يواسيه ، لكن قدميه ثقيلتان.} هذا هو يطل الحكاية الذي كان يستند بظهره علي السور الحديدي البارد بجوار عتبة القصة ، أعاده لنا سمير الفيل ليدخلنا في زمن الحكايتة المتخيل { لماذا باح لها بالسر الذي أخفاه؟ لماذا لم يكتف بهذا الخدر الناعم اللذيذ الذي كان يتسلل إلى قلبه في هدوء حذر ؟ تلون وجهها ساعتها وهو يقترب منها .} ومن هنا يتهيأ المتلقي ويتسائل عن الحكاية
قد استخدم القاص عنصر التشويق ببراعة ويتوالي السرد ويختار المبدع قط أسود معادله الموضوعي في هذه القصة لتوصيل فكرته وقد سيق أن عرفني عليه في قصه " حمام يطير " والقط بطبيعته ماهر في القنص والتخفي والهروب واختيار القاص للقط له دلالته وفي لونه أيضاً تأكيداً علي معني النكران والغدر وقد وصفه القاص " بمحدوب الظهر "تلك حالته في وضع قنص
{قالت له وقد أودعت عينيها رقة الدنيا : " جئت ، ولم أتخيل مطلقا أن أخرج بعاهة !}انظرهنا إلي المراوغة التي لجأ إليها الكاتب لخلق مفارقة ومجال للبحث والتأويل قلم يذكر اسم القط صراحة بل وصفة بصفة من صفاته وهو في حالة صيد
{في الطريق إلى المنزل قابله . محدودب الظهر . تبرق عيناه . نظر إلى جسده الضامر في تحد . قوس الجسم وتمسح في ذيل بنطلونه . راح يموء وينفض قطرات المطر .
قط أسود والطريق صار خاليا . لم يتشاءم . ذهب إلى " الكشك " الخشبي عند الناصية . ابتاع فطيرة بالعجوة . قدمها للقط . على حين غرة خربش القط يده ، ثم انطلق يعدو في الطرقات }تلاجظ أن سمير الفيل وضع للمقارنة لقاء البطل بالتي يحبها بحبه للقط وفطيرتة أم عجوة التي قدمها له 00فالقط خربشه والحبيبة رفضت أن تخرج بعاهة
{قالت له وقد أودعت عينيها رقة الدنيا : " جئت ، ولم أتخيل مطلقا أن أخرج بعاهة !}
رائع يا أستاذ سمير
{ كل قراءة احتمال ، وتفتح علي قراءة أخري 00ْ }
الشربيني خطاب
جهد كبير يستحق التحية
اشكرك جدا ..
حنان الاغا
23-11-2006, 03:01 PM
الأديب القاص سمير الفيل
تسعدني متابعة ما تكتب في أي مكان
وهي ليست من باب المجاملة (هذه العبارة )
فأنت أستاذ
القصة من أولها مشحونة بالتوتر والهمس والوحشة التي ربما تكون وحشة في النفس
حتى الصوت الأنثوي الذي كان يغني ، كان خشنا وليس بالصدفة
حتى الأفعال وردودها كانت تكون وحدة متكاملة من القلق الإنساني
نص كما كل نصوصك ، ذكي ، إنساني، هامس
شكرا لك
سمير الفيل
23-11-2006, 05:22 PM
الأديب القاص سمير الفيل
تسعدني متابعة ما تكتب في أي مكان
وهي ليست من باب المجاملة (هذه العبارة )
فأنت أستاذ
القصة من أولها مشحونة بالتوتر والهمس والوحشة التي ربما تكون وحشة في النفس
حتى الصوت الأنثوي الذي كان يغني ، كان خشنا وليس بالصدفة
حتى الأفعال وردودها كانت تكون وحدة متكاملة من القلق الإنساني
نص كما كل نصوصك ، ذكي ، إنساني، هامس
شكرا لك
حنان الاغا..
شكرا لحضورك وذوقك..
سعيد بان يكون لي قراء واصدقاء بنفس حماسك وحساسيتك .
محبة من القلب .
د. سمير العمري
27-12-2010, 10:03 PM
كم من قط تطعمه فيخربشك وكم من فأر تعفو عنه فيعضك.
هكذا هي الدنيا بمرارتها أيها الأديب المبدع!
أشكر لك هذا النص المميز وأنت الغني عن التعريف!
ودمت بألق!
وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.
تحياتي
ربيحة الرفاعي
03-11-2012, 11:07 PM
نص قصي جميل بفكرة حكيمة ومعالجة مكينة وأداء احترافي ماتع
دمت بخير أديبنا الكريم
تحاياي
نداء غريب صبري
30-04-2013, 02:18 PM
حياتنا مليئة بالقطط السوداء نعطيها الحنان فتمزقنا مخالبها وتترك في قلوبنا عاهات
قصة حميلة وسردها رائع أخي
شكرا لك
بوركت
آمال المصري
05-02-2015, 06:58 PM
قرأت النص وتابعت القراءات التي فتحت أبوابا للتأويل فالعنوان جذبني " قط أسود " وجميعنا يعرف نكران القط لمن يطعمه وكان السواد للتشاؤم ليزيد النص إثارة ويزيد المتلقي شغفا للقراءة حتى التتمة
من دمياط كانت الصورة واقعية والوصف دقيقا واضح المعالم
نص بديع بامتياز فكرة وسردا وخاتمة
بوركت أديبنا المكرم
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
خلود محمد جمعة
08-02-2015, 08:12 PM
قط أسود وعاهة دائمة وسرد شائق بفكرة عميقة وطرح طيب
تفاصيل صغيرة حيكت بجمال لتعطي الصورة كاملة معنى اعمق
بوركت وتقديري
رويدة القحطاني
03-03-2015, 06:23 PM
خمشت الفتاة قلبه وخمش القط يده في يوم نحس حتى هو ظلم فيه نفسه عندما باح لها
قصة جميلة ووصف داخلي لنفس البطل وخارج لمحيطه مشوقان
ناديه محمد الجابي
02-01-2016, 08:28 PM
قراءة تأويلية للشربيني خطاب
في قصة سمير الفيل
قط أسود
يحمل سمير الفيل ـ دائماً ـ ألة تصوير حساسة ويجوب مدينة دمياط ، يلتقط الأشجان والهموم من علي وجوه الناس والرصيف اللقطة الأولي في النص في هذه القصة
{كان يستند بظهره على السور الحديد البارد . تحت قدميه مربعات البلاط المضلع بلون أصفر حائل . النيل من خلفه يغط في نومه العميق . وردية العاشرة تخرج من بوابة المصنع القريب . عمال يسرعون الخطى، وبنات يثرثرن}اللقطة الثانية { كان نقيق الضفادع يعلو كل شيء ويبدد الونس !
عبرت سيارة مرسيدس مغلقة النوافذ تطلق نفيرها بالرغم من خلو الطريق من المارة ، ثم أعقبتها دراجة بائع الزبادي . في آخر الشارع تعثر ، وقعت أكواب البلاستيك على الإسفلت }اللقطة الثالثة الولوج داخل النص وبداية الحدث { راح الرجل يلعن الحظ ، ثم وضع وجهه بين يديه وظل لساعة كاملة بلا حراك . كاد يذهب إليه يواسيه ، لكن قدميه ثقيلتان.} هذا هو يطل الحكاية الذي كان يستند بظهره علي السور الحديدي البارد بجوار عتبة القصة ، أعاده لنا سمير الفيل ليدخلنا في زمن الحكايتة المتخيل { لماذا باح لها بالسر الذي أخفاه؟ لماذا لم يكتف بهذا الخدر الناعم اللذيذ الذي كان يتسلل إلى قلبه في هدوء حذر ؟ تلون وجهها ساعتها وهو يقترب منها .} ومن هنا يتهيأ المتلقي ويتسائل عن الحكاية
قد استخدم القاص عنصر التشويق ببراعة ويتوالي السرد ويختار المبدع قط أسود معادله الموضوعي في هذه القصة لتوصيل فكرته وقد سيق أن عرفني عليه في قصه " حمام يطير " والقط بطبيعته ماهر في القنص والتخفي والهروب واختيار القاص للقط له دلالته وفي لونه أيضاً تأكيداً علي معني النكران والغدر وقد وصفه القاص " بمحدوب الظهر "تلك حالته في وضع قنص
{قالت له وقد أودعت عينيها رقة الدنيا : " جئت ، ولم أتخيل مطلقا أن أخرج بعاهة !}انظرهنا إلي المراوغة التي لجأ إليها الكاتب لخلق مفارقة ومجال للبحث والتأويل قلم يذكر اسم القط صراحة بل وصفة بصفة من صفاته وهو في حالة صيد
{في الطريق إلى المنزل قابله . محدودب الظهر . تبرق عيناه . نظر إلى جسده الضامر في تحد . قوس الجسم وتمسح في ذيل بنطلونه . راح يموء وينفض قطرات المطر .
قط أسود والطريق صار خاليا . لم يتشاءم . ذهب إلى " الكشك " الخشبي عند الناصية . ابتاع فطيرة بالعجوة . قدمها للقط . على حين غرة خربش القط يده ، ثم انطلق يعدو في الطرقات }تلاجظ أن سمير الفيل وضع للمقارنة لقاء البطل بالتي يحبها بحبه للقط وفطيرتة أم عجوة التي قدمها له 00فالقط خربشه والحبيبة رفضت أن تخرج بعاهة
{قالت له وقد أودعت عينيها رقة الدنيا : " جئت ، ولم أتخيل مطلقا أن أخرج بعاهة !}
رائع يا أستاذ سمير
{ كل قراءة احتمال ، وتفتح علي قراءة أخري 00ْ }
أجدت الرسم بريشة متألقة..
سرد رائع متدفق ولغة قوية البيان
عمل متماسك محكم البناء ، بلغة شيقة وواقعية
أحببت أن أؤكد على القراءة التأويلية للشربيني خطاب
والتي أسهمت في توضيح كل جوانب القصة. :001:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir