سامح عبد البديع الشبة
22-03-2006, 06:26 PM
1- قهوجى :-
رشف رشفة شاى من فنجانه الذهبى ... ألقى بفنجانه فى اليم المقابل لواجهة شباك بيته ... اختلط الشاى بالماء ... ترسبت حبات العرق العالق على جبينه فى منديله ... وهنا أيقن تماماً أنه قهوجى من الدرجة الأولى .
أدار مزلاج البيت الآخر ، وألقى بنفسه فى أحضان امرأته التى استولت على منديله ، وعلمت كيف تحافظ عليه ... ولن تدعه مرةً أخرى يخرج دون استئذان !
2- فى المقهى :-
يغزو المكان بالقهر ... هم يعرفونه كما يعرفون أنفسهم ... يجالس كل جنسٍ على حده ... يعانق أوهامه بشبق ... تطارده طفولته المشردة ... يفزع من حلمه الأوحد ... تنهار مملكته الأسطورية فى وقت الشفق متسائلاً :-
أين المأوى ؟ أين الوطن ؟ أين العبق ؟
يفيق على صراخ الولد :-
- أبى ... أين أمنا الغالية ؟ أرى كل من بجوارى أبناء شرعيين !
فأين أمى ؟
يوهمه أن أمه على قيد الحياة ...
- أنظر ... هذه أمنا المنسقة ... ودع القلق .
تصدر أصوات أطفال صغار تعترض ... معلنةً النبأ :-
- ما أنت إلا هواء فاسد ... وسيأتى الشتاء ... ويسقط المطر !
يكبر الولد وينجب ... ويسأله من ذاك المعرب ؟!
يجيب عليه بالكذب :-
- ذاك المفسد ... دعه يسبح تارةً ودعه يغرق تارةً أخرى ... وأجب بالإيجاب ... وخالف ما دونت على الورق ... ولتبق قصيدته المطولة معلقة ... يقرأ من يريد ... ويهتف من يريد ... ويقتل من يريد !
3- يصارع الموت :-
عندما يحلم الحالم بحلم لذيذ يود أن يظل فيه للأبد ... هكذا حلم أنه يمتلك الطين والمال والجاه ... والعبيد - أحرار ماضيهم الجميل - منفذاً سلطته من خلال العنكبوت المتدلى من على أسقف جيرانه ... المتربصين له بالويل إن لم يترك لهم الأم الغالية .
فهم يعيشون ... يموتون ... يلقون أقلامهم ... يدفنون أصواتهم فى قبة البيت ... وفجأة ... اتفقوا على توحيد الصف ... اتحدوا ... أيقظوا هذا الحالم على خبر وفاته ... وأن هذا الحلم ما هو إلا مجرد كابوس لنهاية يومه .
لا يصدق ... ويصعق ... ويموت متناسياً ما رآه ... حالماً بحلم أبدى لا ينقطع أبداً ... مهما أيقظه أحد !
( تمت )
سامح عبد البديع الشبةsameh_ss_center@yahoo.com
رشف رشفة شاى من فنجانه الذهبى ... ألقى بفنجانه فى اليم المقابل لواجهة شباك بيته ... اختلط الشاى بالماء ... ترسبت حبات العرق العالق على جبينه فى منديله ... وهنا أيقن تماماً أنه قهوجى من الدرجة الأولى .
أدار مزلاج البيت الآخر ، وألقى بنفسه فى أحضان امرأته التى استولت على منديله ، وعلمت كيف تحافظ عليه ... ولن تدعه مرةً أخرى يخرج دون استئذان !
2- فى المقهى :-
يغزو المكان بالقهر ... هم يعرفونه كما يعرفون أنفسهم ... يجالس كل جنسٍ على حده ... يعانق أوهامه بشبق ... تطارده طفولته المشردة ... يفزع من حلمه الأوحد ... تنهار مملكته الأسطورية فى وقت الشفق متسائلاً :-
أين المأوى ؟ أين الوطن ؟ أين العبق ؟
يفيق على صراخ الولد :-
- أبى ... أين أمنا الغالية ؟ أرى كل من بجوارى أبناء شرعيين !
فأين أمى ؟
يوهمه أن أمه على قيد الحياة ...
- أنظر ... هذه أمنا المنسقة ... ودع القلق .
تصدر أصوات أطفال صغار تعترض ... معلنةً النبأ :-
- ما أنت إلا هواء فاسد ... وسيأتى الشتاء ... ويسقط المطر !
يكبر الولد وينجب ... ويسأله من ذاك المعرب ؟!
يجيب عليه بالكذب :-
- ذاك المفسد ... دعه يسبح تارةً ودعه يغرق تارةً أخرى ... وأجب بالإيجاب ... وخالف ما دونت على الورق ... ولتبق قصيدته المطولة معلقة ... يقرأ من يريد ... ويهتف من يريد ... ويقتل من يريد !
3- يصارع الموت :-
عندما يحلم الحالم بحلم لذيذ يود أن يظل فيه للأبد ... هكذا حلم أنه يمتلك الطين والمال والجاه ... والعبيد - أحرار ماضيهم الجميل - منفذاً سلطته من خلال العنكبوت المتدلى من على أسقف جيرانه ... المتربصين له بالويل إن لم يترك لهم الأم الغالية .
فهم يعيشون ... يموتون ... يلقون أقلامهم ... يدفنون أصواتهم فى قبة البيت ... وفجأة ... اتفقوا على توحيد الصف ... اتحدوا ... أيقظوا هذا الحالم على خبر وفاته ... وأن هذا الحلم ما هو إلا مجرد كابوس لنهاية يومه .
لا يصدق ... ويصعق ... ويموت متناسياً ما رآه ... حالماً بحلم أبدى لا ينقطع أبداً ... مهما أيقظه أحد !
( تمت )
سامح عبد البديع الشبةsameh_ss_center@yahoo.com