المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقحوانـــــــــــــــــــ ـــــة



سمير الفيل
24-03-2006, 10:22 AM
* أقحوانة.

قالت له بطيبة بالغة : أترك قلبي !
كان حديثها أقرب للهمس ، وفمها يقترب تماما من أذنه . ثمة بثور قليلة على الوجنتين أخفتها بمسحوق تجميل رخيص .
رد بصدق : لا يستطيع أحد أن يمسك القلب ولا أن يستعمر الدماغ.
نظرت إليه من أعلى لأسفل ، قاست طوله ، وفكرت أن تعترف له بحبها . لكنها تكره سيجارته المعلقة دوما على طرف شفتيه ، وتكره السلسلة الفضية المتدلية من عنقه والمندسة في شعرصدره الأسود الغزير المبدور تحت عنقه بمسافة قليلة جدا ، وأكثر ما تكرهه أن كل بنات الثانوي يعرفن عنوان هاتفه .
أخفت عنه حبها ، ولم ترد أن تخبره بالآخرين الذين يخطبون ودها ، فقد كان قلبها الأخضر الطري في مرحلة التشكل ، وأمها أخبرتها ألا تهب قلبها لرجل مهما كان وسيما أو طيبا ، وألا تعود في الليل بمفردها .
سألته في فضول :هل تحبني حقا ؟
هز رأسه مؤكدا : طبعا . اطلبي ما شئت .
ابتسمت وهي تقلب الفكرة في رأسها : أريد أقحوانة .. بيضاء !
مط شفتيه بعد أن رمى السيجارة : سأحضرها لك ولو ذهبت إلى الصين .
سأل كل الناس عنها ، ولم يجد أحد يعرف شيئا عن الأقحوانة . في النهاية دلوه على محل " الأوركيدا " بالحي الدبلوماسي الفاخر . دخل مترددا وسأل عن أقحوانة بيضاء . أشار صاحب المحل بدون اهتمام نحو مجموعات زهور مشذبة في " فازات " زجاجية وراء حاجز زجاجي شفاف : عندك .. هناك.
احتارفي المقصود بكلمة : هناك . لم يشاهد في حياته ولو لمرة واحدة أقحوانة . أرتبك وهو يستل واحدة بيضاء . هز الرجل رأسه وهو يستفسر منه : حضرتك عندك مرض جلدي؟
أعتراه الصمت ، كل ما فعله أن مد يده بالنقود ، وانصرف متحيرا من كلام الرجل . في صباح اليوم الثالث ، المتفق عليه ذهب في الموعد تماما بدون ثانية تقديم أو تأخير وجد عشرة من الشباب يقفون في نفس المحطة ذات السقف القرميد الأحمر، يتململون، ويهرشون جلودهم ، وبيد كل منهم أقحوانة .. بيضاء !

* النص من مجموعة قصصية تحت النشر بعنوان " إرتباكات " .

عبلة محمد زقزوق
24-03-2006, 11:47 AM
ههههههههههههههhttp://www.roro44.com/smilies/psmilie/120.gif

تجمع من الشباب يحمل إقحوانة ويتململ ويهرشون جلودهم http://www.roro44.com/smilies/psmilie/084.gifhttp://www.roro44.com/smilies/psmilie/098.gif

أضحك الله سنك جميل القصة والسرد ؛ الأديب الرائع / سمـير الفيل

سمير الفيل
24-03-2006, 01:26 PM
ههههههههههههههhttp://www.roro44.com/smilies/psmilie/120.gif

تجمع من الشباب يحمل إقحوانة ويتململ ويهرشون جلودهم http://www.roro44.com/smilies/psmilie/084.gifhttp://www.roro44.com/smilies/psmilie/098.gif

أضحك الله سنك جميل القصة والسرد ؛ الأديب الرائع / سمـير الفيل
عبلة محمد زقزوق

بالفعل القصة تحمل لمسة ساخرة..
ليس الحب في كل الأحوال شيئا رومانسيا شفافا ..
كثيرا ما يفاجئنا الواقع بتحولات عميقة في سلم القيم ..
مما يلقي بظلاله على علاقات البشر ..

أشكر حضورك الذي يثري النص

تحياتي

محمد عصام
24-03-2006, 01:42 PM
هههههههههههههه
اضحك الله سنك أخى الفاضل / سمير
مع تحياتى ومحبتى.

عدنان أحمد البحيصي
24-03-2006, 01:46 PM
ممتعة


زيارة إعجاب

نسيبة بنت كعب
24-03-2006, 03:37 PM
السلام عليكم

القاص الجميل / سمير الفيل

من قلب الواقع الشعبى البسيط شعرت انك استوحيت القصة !

العنوان " اقحوانة " مثير لأستقراء ماهية الموضوع
هل هى اقحوانه لمرض قلبه الذى اجربته ؟ ام ماذا ؟

الأقحوان يستخدم فى علاج الأمراض الجلدية والجرب

قصة مضحكة .. مؤسفة !

هو استحل بنات الثانوى علنا وهى استحلته فى الخفاء

عجبنى انه ذهب جديا يبحث عن الأقحوانة استرضاء لها

ولا يدرى كم من واحد قبله فعلت معهم نفس الشىء !

حقا " تيجى تصيده يصيدك " وهى ترحب به قائلة : اهلا بك فى نادى المغفلين !
welcome to the club

هو عاداته السيئة ظاهرة اما هى فتعرف كيف تخبىء عيوبها !

من اول ما ذكرت البثور التى فى وجهها والبودرة الرخيصة تذكرت فيلم ابيض واسود لمارى منيب " خذى يا بنتى كلى المكسرات دى للكشف عن أسنانها " - هههههه

شكرا لك

خفة دم ومتعة

اعجابى :v1:

خليل حلاوجي
24-03-2006, 04:12 PM
استاذ سمير

أرتباكاتك ... دخلت قريتي الفكرية وأفكر أن أستضيفها عندي لشهور


ولك مني أقحوانه بحجم ودي لك

سمير الفيل
24-03-2006, 11:35 PM
هههههههههههههه
اضحك الله سنك أخى الفاضل / سمير
مع تحياتى ومحبتى.
د/ محمد عصام
أشكر مروركم الكريم .
تحياتي .

سمير الفيل
24-03-2006, 11:38 PM
ممتعة


زيارة إعجاب

عدنان الاسلام

وانا اشكر لك هذه الزيارة .

محبتي .

سمير الفيل
24-03-2006, 11:41 PM
من قلب الواقع الشعبى البسيط شعرت انك استوحيت القصة !

العنوان " اقحوانة " مثير لأستقراء ماهية الموضوع
هل هى اقحوانه لمرض قلبه الذى اجربته ؟ ام ماذا ؟

الأقحوان يستخدم فى علاج الأمراض الجلدية والجرب

قصة مضحكة .. مؤسفة !

هو استحل بنات الثانوى علنا وهى استحلته فى الخفاء

عجبنى انه ذهب جديا يبحث عن الأقحوانة استرضاء لها

ولا يدرى كم من واحد قبله فعلت معهم نفس الشىء !

حقا " تيجى تصيده يصيدك " وهى ترحب به قائلة : اهلا بك فى نادى المغفلين !
welcome to the club

هو عاداته السيئة ظاهرة اما هى فتعرف كيف تخبىء عيوبها !

من اول ما ذكرت البثور التى فى وجهها والبودرة الرخيصة تذكرت فيلم ابيض واسود لمارى منيب " خذى يا بنتى كلى المكسرات دى للكشف عن أسنانها " - هههههه


اعجابى :v1:
نسيبة بنت كعب .

أتابع باعتزاز مداخلاتك الشيقة .
واكاد اجزم بامتلاكك موهبة النقد والتغلغل في أعماق النص .
ابتسمت وأنا اقرأ وجهة نظرك.
حاسة استشرافية أكيدة بين اصابعك .
دمت يا استاذة .
كل المودة .

سمير الفيل
24-03-2006, 11:44 PM
استاذ سمير

أرتباكاتك ... دخلت قريتي الفكرية وأفكر أن أستضيفها عندي لشهور


ولك مني أقحوانه بحجم ودي لك

خليل حلاوجي
لقد رأيت ان اقدم نصوصا لي قبل الارتباكات ..
.. لأنني أعتبرها محطة لكسر جمود الحالة .
ساعود بكم ثانية لأجواء الحارة الشعبية
.. حيث زخم الحياة وروعة اختراق السائد والمألوف
في نص شهير جدا هو " الزلنطحي " ..

تحياتي .

أسماء حرمة الله
25-03-2006, 10:04 AM
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحيـة مكتوبـة بماء الورد

أديبـنا سمير،

طرقتَ ظاهرةً مستشريةً للأسف في مجتمعنا، حينَ تُغتالُ قيمـةُ الحبّ، وتشوِّهُ معناها قلوبٌ لاتعقِل، وعقولٌ لاتحسّ ..لكنَّ قيمـة الحبّ، وبالرغم مما يفعله أمثالُ هؤلاء، من الضائعين ومن قاتلي النقاء، ستبقـى منزّهةً عن كل تشويه، لأنها القيمـةُ الأمّ بحياتنا..

وحتّى وإنْ تغيرتْ مفاهيمُ الكثيرين عن قيمة الحبّ السامية النقية شعوراً ومعنىً، وحتّى وإنْ أصبحت التعاملات في وقتنا الحاضر، تسير على هذه الوتيرة المؤلمة حدَّ الوجع، إلاّ أنّ قيمة الحبّ لن تذوي، وستتنفّسُ الحياةَ مادام ثمة أناسٌ، وإن كانوا قلـة، ممنْ يؤَمِّنونَ لها الجوّ الملائمَ لتحيـا، ومنهمْ قلمك الذي أزالَ القذى من عينيْها، بالتعرض لهذا الظاهرة المقيتة بالمجتمع..
حتى أنكَ وظّفتَ باقتدار أسلوبَ القصّ، واستثمرتَ بعض المفردات مثل: " البثور" التي كانتْ بوجنتيْ بطلة القصة، للإشارة من طرفٍ خفيّ إلى زيفِ مشاعرها، وكذلك "المسحوق الرخيص"للإشارة إلى رُخْصِ المستوى الذي وضعتْ نفسَها فيه...
حقا، سعدتُ بالقراءة لك..
--------

أرتبك/أعتراه: ارتبكَ/اعتراه


بانتظاركَ دوماً علـى ضفاف الحرف
لكَ خالص تقديري واعتزازي :0014:
وألف باقـة من الورد والمطر

سمير الفيل
25-03-2006, 10:12 AM
طرقتَ ظاهرةً مستشريةً للأسف في مجتمعنا، حينَ تُغتالُ قيمـةُ الحبّ، وتشوِّهُ معناها قلوبٌ لاتعقِل، وعقولٌ لاتحسّ ..لكنَّ قيمـة الحبّ، وبالرغم مما يفعله أمثالُ هؤلاء، من الضائعين ومن قاتلي النقاء، ستبقـى منزّهةً عن كل تشويه، لأنها القيمـةُ الأمّ بحياتنا، ..

وحتّى وإنْ تغيرتْ مفاهيمُ الكثيرين عن قيمة الحبّ السامية النقية شعوراً ومعنىً، وحتّى وإنْ أصبحت التعاملات في وقتنا الحاضر، تسير على هذه الوتيرة المؤلمة حدَّ الوجع، إلاّ أنّ قيمة الحبّ لن تذوي، وستتنفّسُ الحياةَ مادام ثمة أناسٌ، وإن كانوا قلـة، ممنْ يؤَمِّنونَ لها الجوّ الملائمَ لتحيـا، ومنهمْ قلمك الذي أزالَ القذى من عينيْها، بالتعرض لهذا الظاهرة المقيتة بالمجتمع..
حتى أنكَ وظّفتَ باقتدار أسلوبَ القصّ، واستثمرتَ بعض المفردات مثل: " البثور" التي كانتْ بوجنتيْ بطلة القصة، للإشارة من طرفٍ خفيّ إلى زيفِ مشاعرها، وكذلك "المسحوق الرخيص"للإشارة إلى رُخْصِ المستوى الذي وضعتْ نفسَها فيه...
حقا، سعدتُ بالقراءة لك..



أسماء حرمة الله

من أجمل القراءات التي عالجت النص .
وهو على فكرة آخر كتاباتي ،ـ ولم ينشر سوى في موقعين فقط بعكس نصوص اخرى كنت أبثها في 30 موقعا .
أشعر بالدهشة لقدرتك الحقيقية على النفاذ إلى جوهر النص بحذق وفهم وشفافية .

حقا ما أسعدني بكم / بكن .
يا رب يخليكم / ن .