محمد المختار زادني
24-03-2006, 12:57 PM
كان عنوان مطلع هذه القصيدة « صوت آثار»
غير أن من القراء الأحبة من اقترحوا لها «بوح الأطلال»
لما يوافق بوح الحروف وبوح بنت المعالي...
يَدُسُّ البوحُ في صَدري ثقـابا = بِعُـودٍ كُلَّما سُحِبَ استجـابا
ليُضْرِمَ في الضُّـلوعِ لهيبَ حَـرٍّ = يُبَدِّلُ ظـلّ أخْيلتي سَـرابا
على عَطَشِـي أرى شجراً وماءً = وتَمْنَعُنـي تَباريحي الشَّـرابا
كأنّ الشِّـعْرَ يُعْصَرُ من دِمائي = فَتَصْطَرِخُ الحروفُ لهُ انْتِحـابا
وحَلّقَ في مَدى آثـارِ قَـومٍ = خيـالي حين أسْعَفَنـي اقترابا
قرأتُ نقـوشَ تاريخٍ تَوَلَّـى = يُعَرِّي نَصُّها "الأسْـدَ الغِضـابا"
وكَمْ قتلوا نفوسـا دون حقٍّ = وكم زرعـوا بأفْئـدةٍ رُهـابا
وكَمْ قلَبُوا عُهُـودَ السِّلْمِ حَرْباً = وصـوّر زورهم سَفَهاً عُجابا
هنـا كانت سلاسلهم وثـاقاً = لـمظلـومٍ أذاقـوه العَذابـا
فران على قلـوب الناس خوفٌ = وشـلّ عَزَائِماً خَمَدَتْ وَسَابا
فَما حَسبـوا لِصَـوْلَتِهِمْ زَوالاً = ولا ظنّوا بمحشرهم حِسَـابا
ولا شـادتْ رِكابُ الجَوْرِ مجْداً = وإنْ داستْ سَنـابِكُهُ الرِّقابا
حدائِقُهُمْ هنـاك غَدَتْ قفارا = وتلك قُصورُهم أَضحتْ خَرابا
وأعمدةُ الْمَسـارِحِ منْ رُخـامٍ = حُطـامُ نُحوتِها مَـلأ الرِّحابا
وأقبيـةٌ يبيتُ البـومُ فيها = يُجـاوِرُ وكْـرُهُ النَّـتِنُ الغُـرابا
مساكنُ حصَّنتْ للقوم ستْراً = وأسـواقٌ لِمَنْ نَسَـجُوا الثِّيـابا
وسـاحةُ معبدٍ فـاحتْ بخوراً = يضوعُ يعانقُ الطيب السَّحـابا
وحُـورٌ كُنَّ في جُنح الليـالي = يُـرَتِّلْـنَ التَّرانيمَ العِـذابـا
وفُرْسانٌ تغنَّواْ للعَــذَارَى = بِلَحْنِ العشق أوْ نَظَمُوا الخِطَـابا
مَشاعِلُ ها هنا ضاءت رِقــاعاً= وحَيّا رَقْصُ شُعْلَتِها الكِتـابا
مظاهرُ بَهْجـةٍ شـرِبَتْ وبالاً = وقُـرَّةُ أعينٍ حـالتُ تُـرابـا
وما بَلِيَتْ محاسنُ صـدْقِ قَـولٍ = ولا خسرَ الْمُنيبُ متى أنـابا
تَآلفتِ الرُّؤَى صـوراً ومعنـىً = فَلَـذَّ بِساحِها سّبْحي وطـابا
بِآثارٍ بِهـا عِبَـرٌ وذِكـرى = لِمنْ للرُّشـدِ يلْتَمسُ اتْتسـابا
ومـا أبغي بإنشـادي افتراءً = ولكنِّـي نَـذَرْتُ لهُ اجتنـابا
أُغَنِّي بالْمَحافِـلِ عِشْقَ مُثْلَى = وأكشِفُ عنْ مفـاتنها النِّقـابا
وأَهْتكُ بالْحُروفِ ظَـلامَ يأْسٍ = وأركبُ إِذْ أُصـارِعهُ الصِّعابا
وإنْ ضَـرَرٌ أَلَمَّ يَهُبُّ صَبْري = فَيَقْـهَـرُهُ وكمْ غَلَبَ الْمُصابا
أُحَـذِّرُ إِخْوتِي أَعْـراضَ عَجْزٍ = وأَبْـذُرُ في قرائِحِهمْ شَبـابا
وأَرْشفُ منْ كؤوسِ العلمِ نخْبـاً = أُسـاقِي منْ مُعَتَّقِهِ الصِّحـابا
لِنَـزْرعَ في البقـاعِ زهورَ سِلْمٍ = ونطْرُدَ من رَوَابيهـا الذِّئـابا
ونُعْلِـي الْحَـقَّ بين الناسِ قِسْطـاً = وننصُرَ في مَجالِسنا الصَّوابا
وَجـاءَ الْقَيْـظُ يأْمُرُ بِانْصِرافي = وأسْـدَلَ دونَ أَحْلامي الحجابا
تـوارى سِرْبُ أخيلتي تبـاعا = كشمعٍ ذاق من نـاري فذابـا
فعـدتُ لـواقعٍ عافتْهُ نَفْسي = أُسـائِلُـهُ فَيَخْتـانُ الجـَوابـا
بفكـرٍ حـائرٍ عَشِقَ الـمعالي = وقَلْبٍ فـائرٍ يشْكـو اغترابـا
ولسْتُ بِمَنْ يهابُ الخصْمَ جبُنـاً = ولا أَنا بالذي يَرْضَى انْسِحـابا
غير أن من القراء الأحبة من اقترحوا لها «بوح الأطلال»
لما يوافق بوح الحروف وبوح بنت المعالي...
يَدُسُّ البوحُ في صَدري ثقـابا = بِعُـودٍ كُلَّما سُحِبَ استجـابا
ليُضْرِمَ في الضُّـلوعِ لهيبَ حَـرٍّ = يُبَدِّلُ ظـلّ أخْيلتي سَـرابا
على عَطَشِـي أرى شجراً وماءً = وتَمْنَعُنـي تَباريحي الشَّـرابا
كأنّ الشِّـعْرَ يُعْصَرُ من دِمائي = فَتَصْطَرِخُ الحروفُ لهُ انْتِحـابا
وحَلّقَ في مَدى آثـارِ قَـومٍ = خيـالي حين أسْعَفَنـي اقترابا
قرأتُ نقـوشَ تاريخٍ تَوَلَّـى = يُعَرِّي نَصُّها "الأسْـدَ الغِضـابا"
وكَمْ قتلوا نفوسـا دون حقٍّ = وكم زرعـوا بأفْئـدةٍ رُهـابا
وكَمْ قلَبُوا عُهُـودَ السِّلْمِ حَرْباً = وصـوّر زورهم سَفَهاً عُجابا
هنـا كانت سلاسلهم وثـاقاً = لـمظلـومٍ أذاقـوه العَذابـا
فران على قلـوب الناس خوفٌ = وشـلّ عَزَائِماً خَمَدَتْ وَسَابا
فَما حَسبـوا لِصَـوْلَتِهِمْ زَوالاً = ولا ظنّوا بمحشرهم حِسَـابا
ولا شـادتْ رِكابُ الجَوْرِ مجْداً = وإنْ داستْ سَنـابِكُهُ الرِّقابا
حدائِقُهُمْ هنـاك غَدَتْ قفارا = وتلك قُصورُهم أَضحتْ خَرابا
وأعمدةُ الْمَسـارِحِ منْ رُخـامٍ = حُطـامُ نُحوتِها مَـلأ الرِّحابا
وأقبيـةٌ يبيتُ البـومُ فيها = يُجـاوِرُ وكْـرُهُ النَّـتِنُ الغُـرابا
مساكنُ حصَّنتْ للقوم ستْراً = وأسـواقٌ لِمَنْ نَسَـجُوا الثِّيـابا
وسـاحةُ معبدٍ فـاحتْ بخوراً = يضوعُ يعانقُ الطيب السَّحـابا
وحُـورٌ كُنَّ في جُنح الليـالي = يُـرَتِّلْـنَ التَّرانيمَ العِـذابـا
وفُرْسانٌ تغنَّواْ للعَــذَارَى = بِلَحْنِ العشق أوْ نَظَمُوا الخِطَـابا
مَشاعِلُ ها هنا ضاءت رِقــاعاً= وحَيّا رَقْصُ شُعْلَتِها الكِتـابا
مظاهرُ بَهْجـةٍ شـرِبَتْ وبالاً = وقُـرَّةُ أعينٍ حـالتُ تُـرابـا
وما بَلِيَتْ محاسنُ صـدْقِ قَـولٍ = ولا خسرَ الْمُنيبُ متى أنـابا
تَآلفتِ الرُّؤَى صـوراً ومعنـىً = فَلَـذَّ بِساحِها سّبْحي وطـابا
بِآثارٍ بِهـا عِبَـرٌ وذِكـرى = لِمنْ للرُّشـدِ يلْتَمسُ اتْتسـابا
ومـا أبغي بإنشـادي افتراءً = ولكنِّـي نَـذَرْتُ لهُ اجتنـابا
أُغَنِّي بالْمَحافِـلِ عِشْقَ مُثْلَى = وأكشِفُ عنْ مفـاتنها النِّقـابا
وأَهْتكُ بالْحُروفِ ظَـلامَ يأْسٍ = وأركبُ إِذْ أُصـارِعهُ الصِّعابا
وإنْ ضَـرَرٌ أَلَمَّ يَهُبُّ صَبْري = فَيَقْـهَـرُهُ وكمْ غَلَبَ الْمُصابا
أُحَـذِّرُ إِخْوتِي أَعْـراضَ عَجْزٍ = وأَبْـذُرُ في قرائِحِهمْ شَبـابا
وأَرْشفُ منْ كؤوسِ العلمِ نخْبـاً = أُسـاقِي منْ مُعَتَّقِهِ الصِّحـابا
لِنَـزْرعَ في البقـاعِ زهورَ سِلْمٍ = ونطْرُدَ من رَوَابيهـا الذِّئـابا
ونُعْلِـي الْحَـقَّ بين الناسِ قِسْطـاً = وننصُرَ في مَجالِسنا الصَّوابا
وَجـاءَ الْقَيْـظُ يأْمُرُ بِانْصِرافي = وأسْـدَلَ دونَ أَحْلامي الحجابا
تـوارى سِرْبُ أخيلتي تبـاعا = كشمعٍ ذاق من نـاري فذابـا
فعـدتُ لـواقعٍ عافتْهُ نَفْسي = أُسـائِلُـهُ فَيَخْتـانُ الجـَوابـا
بفكـرٍ حـائرٍ عَشِقَ الـمعالي = وقَلْبٍ فـائرٍ يشْكـو اغترابـا
ولسْتُ بِمَنْ يهابُ الخصْمَ جبُنـاً = ولا أَنا بالذي يَرْضَى انْسِحـابا