محمد سامي البوهي
04-04-2006, 11:48 AM
الكراسي الموسيقية
أصوات نعرفها : مجموعة قصصية
نثر تعليماته في وجهي من وراء مكتبه الضخم ، وقف خلفه كأنه ساتر أمني يحتمي به من الآخرين ، فرش كفه الصغير على سطحه كلزمة لقن بها الحديث ، تضاءل جسده وتقلصت ملامحه الدقيقة أمام الضخامة المصطنعة ، شعرت بأن الكتلة الخشبية هي من تتكلم كجزء من خلقه الإنساني ، ألاح بسبابته نحوي لتجسيد الحوار الذي ألقى به في تيار الإتجاه الواحد ، زادت ترهلاته من مقاومتها لأزرار قميصه الرمادي ، قررت أن أدير الحديث بإتجاهين دون أن يدري :
- يوماً ما سأجلس هنا وأدير الحوار كما يحلو لي ، لن أسمح له بتسلل نحو الحوار ، سأقتل الكلمات قبل أن تولد وتصل مسامعي ، سأكتفي بنثر تعليماتي بالإشارات ، وأحطم هذا المكتب الضخم الذي إختاره ليعوض نقص جسدي تقابل مع منصبه في نقطة تنافرت جوانبها ، سأستبدله بآخر زجاجي شفاف يوحد إفتخاري بقوامي الممشوق ،وأغير تلك الديكورات الباهته ، وأنكس هذه اللوحات التي تحمل صوراً لأشباح ممسوخة .
طار فوق سحابة تخلفت عن قافلة السحب حتى تطايرت الأوراق من حوله كتطاير زينات الزفاف ، جهد من ليلة كاملة رفرف حوله كأجنحة حمام بيضاء ، فتصلبت كي تكون رمزاً لسلام منشود ، انقبض الكف الصغير ضارباً عرض المكتب الخشبي مع هالة من كلمات مزقت أواصل الحوار .
- المدير : هذه التقارير لا تصلح إلا كأكياس لبيع الحبوب.
- أحمد : آسف سيدي سأعيد كتابتها.
- المدير: لاداعي من ذلك فقد نفد صبري .
أمسك بسماعة الهاتف ، رد ظهره للوراء ، تأرجح بالكرسي الموسيقي يميناً فيساراً ، نظر لأطراف أظافره لإستعادة لزمات الحوار .
- المدير : أعدي خطاب إنهاء خدمات وأحضريه حالاً يا آنسةً.
محمد سامي البوهي
الكويت : 22/5/2004
أصوات نعرفها : مجموعة قصصية
نثر تعليماته في وجهي من وراء مكتبه الضخم ، وقف خلفه كأنه ساتر أمني يحتمي به من الآخرين ، فرش كفه الصغير على سطحه كلزمة لقن بها الحديث ، تضاءل جسده وتقلصت ملامحه الدقيقة أمام الضخامة المصطنعة ، شعرت بأن الكتلة الخشبية هي من تتكلم كجزء من خلقه الإنساني ، ألاح بسبابته نحوي لتجسيد الحوار الذي ألقى به في تيار الإتجاه الواحد ، زادت ترهلاته من مقاومتها لأزرار قميصه الرمادي ، قررت أن أدير الحديث بإتجاهين دون أن يدري :
- يوماً ما سأجلس هنا وأدير الحوار كما يحلو لي ، لن أسمح له بتسلل نحو الحوار ، سأقتل الكلمات قبل أن تولد وتصل مسامعي ، سأكتفي بنثر تعليماتي بالإشارات ، وأحطم هذا المكتب الضخم الذي إختاره ليعوض نقص جسدي تقابل مع منصبه في نقطة تنافرت جوانبها ، سأستبدله بآخر زجاجي شفاف يوحد إفتخاري بقوامي الممشوق ،وأغير تلك الديكورات الباهته ، وأنكس هذه اللوحات التي تحمل صوراً لأشباح ممسوخة .
طار فوق سحابة تخلفت عن قافلة السحب حتى تطايرت الأوراق من حوله كتطاير زينات الزفاف ، جهد من ليلة كاملة رفرف حوله كأجنحة حمام بيضاء ، فتصلبت كي تكون رمزاً لسلام منشود ، انقبض الكف الصغير ضارباً عرض المكتب الخشبي مع هالة من كلمات مزقت أواصل الحوار .
- المدير : هذه التقارير لا تصلح إلا كأكياس لبيع الحبوب.
- أحمد : آسف سيدي سأعيد كتابتها.
- المدير: لاداعي من ذلك فقد نفد صبري .
أمسك بسماعة الهاتف ، رد ظهره للوراء ، تأرجح بالكرسي الموسيقي يميناً فيساراً ، نظر لأطراف أظافره لإستعادة لزمات الحوار .
- المدير : أعدي خطاب إنهاء خدمات وأحضريه حالاً يا آنسةً.
محمد سامي البوهي
الكويت : 22/5/2004